مقدمة أخبار الOTV لبنان متمسك بخياراته " الوحدة الوطنية والتضامن العربي ومواجهة اسرائيل"

حوالي ٥ سنوات فى تيار

شغلت سوريا حيزا بارزا من اهتمامات ومناقشات قمة بيروت الاقتصادية منذ شهرين لجهة عودتها او اعادتها الى الجامعة العربية في ظل اندفاعة عربية واضحة انذاك باتجاه اعادة فتح السفارات في دمشق وعودة الحرارة الى الخطوط العربية - السورية وصولا الى دعوة الرئيس بشار الاسد الى قمة تونس كتتويج تصاعدي معاكس للمسار الانحداري الذي بدا العام 2011 مع اندلاع الحرب السورية . الا ان الاندفاعة العربية توقفت بفعل نصائح اميركية ظهرت مفاعيلها مباشرة بعد انتهاء قمة بيروت . 
غدا تستضيف تونس القمة العربية الثلاثين وتشكل سوريا فيها ايضا بندا محوريا في جدول اعمالها لكن ليس من باب العودة الى الجامعة العربية بل من باب تزوير التاريخ وتغيير الجغرافيا . فبعد نقل السفارة الاميركية الى القدس والاعتراف بها عاصمة لكيان محتل انتقل دونالد ترامب الى سوريا لنقل الجولان السوري الى المحتل الاسرائيلي . بعد اثنين وخمسين عاما على احتلال هضبة الجولان وثمان وثلاثين سنة على قرار الكنيست الاسرائيلي ضم الجولان الى الدولة العبرية قرار اميركي بالاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان متجاوزا القرارات الدولية والاسس التي تقوم عليها عملية السلام وخصوصا معادلة الارض مقابل السلام التي تمسكت بها المبادرة العربية للسلام التي اقرت في قمة بيروت العربية العام 2002 . 
خلط الاوراق الحاصل وضع الملف الايراني في قمة تونس في مرتبة وراء ملف سوريا وفلسطين والربيع العربي المستجد وبمفعول رجعي في الجزائر والسودان . ويأتي كلام وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في الكونغرس ليؤكد على المنحى الجديد للسياسة الاميركية في المنطقة عندما اعلن ان خطة السلام الاميركية الاتية ستتخلى عن السياسات الاميركية السابقة وستٌبنى على اساس الوقائع المستجدة والحقائق الجديدة على ارض المنطقة . واذا كانت قمة تونس ستكون قمة اعادة ترتيب الاولويات والتعامل مع خلط الاوراق في المنطقة فأن لبنان يذهب اليها متمسكا بخياراته متسلحا بثوابته : الوحدة الوطنية والتضامن العربي ومواجهة اسرائيل والتصدي للارهاب والحوار والتسامح وتقبّل الاخر وهو ما سيكون عليه موقف لبنان على لسان رئيس جمهوريته غدا . اما اليوم فسراج جديد يضيئه الحبر الاعظم البابا فرنسيس على دروب المحبة والتواصل والحوار . فبعد زيارة الى الامارات العربية في الخليج زيارة الى المغرب على المحيط في ثاني زيارة يقوم به رأس الكنيسة الكاثوليكية الى المغرب بعد محطة تاريخية للبابا القديس يوحنا بولس الثاني فيها العام 1985 . من المحيط الى الخليج ربيع محبة وحوار يزهر بين المسلمين والمسيحيين .

شارك الخبر على