هذه الأسواق يجب أن تبقى!

حوالي ٥ سنوات فى الشبيبة

علي بن راشد المطاعنيأسواق الجمعة لدينا، أو الصندي ماركت في دول العالم الأخرى، من الأسواق الشعبية التي تشد إليها الرحال من المتسوقين نهاية كل أسبوع للتسوق تارة والتنزه تارة أخرى والإطلاع على الجوانب التقليدية مرات، بل تعد هذه الأسواق المفتوحة مزارات سياحية في الكثير من الدول يتطلع السائح لأن يجد فيها عبق الموروث الحضاري والتاريخي للدولة ممثلا في المنتجات الفلكلورية والشعبية فضلا عن باقي السلع الأخرى التي تعبر عن الدولة وموروثاتها.غير أن أسواق الجمعة في السلطنة لم تأخذ وضعها كأسواق شعبية من الطراز الأول ومنظمة بشكل جذاب يعكس حقيقتها كمورث شعبي في هذا الوطن الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، والذي يضم بين ثناياه الكثير مما يستحق أن يقدم للآخرين وبكل فخر، إلا أن عدم الاهتمام بهذه الأسواق في ولايات السلطنة أسهم في تراجع إظهار تلك المورثات.بلا شك أن السلطنة من الدول العريقة ولها مورثات بالغة الروعة من المنتجات التقليدية والفلكلورية، بيد أن مسألة التسويق وكيفية تقديمها للسياح والزوار بالشكل اللائق والجميل مؤطرة بمعلومات عن مدلولاتها أسهم في تراجع صيتها، وهذا بدروه أصاب العاملين عليها بإحباط ربما يؤدي بهم في نهاية المطاف إلى التخلي عن صناعتها وهذا مؤشر خطير إذ يعني اندثار هذه الموروثات وإلى الأبد، هو بالطبع أمر مخيف لا نرغب في أن نقترب منه ناهيك عن الإقرار بوقوعه لنغدو كوطن بغير موروث حضاري رغم أن الحقيقة عكس ذلك تماما. إذن إحياء هذه الموروثات مرتبط كليا بوجود الأسواق الشعبية التي تعد أهم القنوات لبيع هذه المنتجات على اختلافها سواء من مأكولات أو ملابس أو صناعات جلدية ومنتجات من ثمار الأشجار وغيرها مما تزخر به هذه الأرض الطيبة التي لا تنتج إلا طيبا.فالأسواق الشعبية كأسواق الجمع التقليدية في طريقها للاندثار بسبب الكثير من العوامل منها ملاحقة أجهزة البلديات للباعة وطلب الرخص التجارية والبلدية ليتسنى السماح بممارسة البيع إلى غير ذلك من ممارسات أسهمت هي الأخرى في ابتعاد الكثيرين عن امتهان هذه المهن التي باتت متعبة ومرهقة، هذا من بعد تفريغها من معناها الأصيل وهو الحفاظ على موروثات هذا الوطن العريق.في محافظة مسقط فإن سوق الجمعة الشهير الكائن بالوداي الكبير كاد أن يتلاشى ويطويه النسيان، وذلك للعديد من الأسباب التي أضعفته ونالت من كبرياءه وشموخه كأهم سوق جمعه في المحافظة، بيد إنه الآن يترنح ويتهادى وقبل أن يلفظ إنفاسه الأخيرة.أجهزة البلديات وبالتعاون مع مجالس البلدية معنية بالنهوض بهذه الأسواق والعمل بإخلاص على بث الروح فيها من بعد الإيمان والإقرار بجدواها ومردودها على أصعدة شتى كلها مصنفة تحت بند (هام للغاية).بالطبع هناك بعض الأسواق التي تقام في أيام الجمع وبعضها الخميس والأربعاء في بعض الولايات ما زالت تقاوم وببسالة وتستمد زخم البقاء من رحيق الإقبال عليها من جانب المتسوقين وشهرتها والتزام المواطنين وقناعاتهم بحقيقة أنها يجب أن تبقى لهم وللوطن، وهذا المفهوم نتمنى أن نراه سائدا في كل محافظاتنا وولاياتنا.نأمل من أجهزة البلديات بالدولة بالتعاون مع مكاتب الولاة ومجالس البلدية وأعضاء الشورى أن يعملوا على أحياء الأسواق الشعبية أو ما نسميها بأسواق الجمعة لتغدو علامة تجارية عُمانية تُشد إليها الرحال من كل فج من فجاج الأرض عميق.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على