الحركات الإسلامية الإصلاحية المعروفة لدى البعض بمسمى "الإسلام السياسي" لم تفشل كمشروع، كما أنها لم تفشل في الإدارة والحكم بصفة عامة لأن الإسلاميين لم ينجحوا في بسط سيطرتهم على مقاليد الحكم في جميع أنحاء العالم الإسلامي ولا حتى في بلدان الربيع العربى، بل تم اقصاء وتهميش الإسلاميين الذين أفرزتهم الديمقراطية، وإرادة الشعوب وهذا ما أثبته لنا صناديق الإقتراع ، وأقرب دليل هو الحدث التاريخي في مصر بعد فوز الإخوان بزعامة الرئيس محمد مرسي فك الله أسره كأول رئيس منتخب ديمقراطي في البلاد. وحتى وإن قال منتقذو "الإسلام السياسي" بأنهم فشلوا في استيعاب الشعوب والمكونات السياسية الموجودة في داخل بلدانهم ، فإننا نرد عليهم بأن الإسلاميين نجحوا في كشف حقيقة دعاة الديمقراطية الزائفة كعلمانيي العرب للعالم أجمع، وأثبتوا صمودهم أمام الانقلابات في السجون والمعتقلات، وصدق القائل حينما قال (الإسلاميون لم يعرفوا من الحكم إلا السجون)!. لاشك أن غالبية التيار العلماني يحبذون أن يسطروا على المشهد السياسي، ويفرضوا هيمنتهم على كل شيء، ولأنهم يخاطبون خصومهم بلغة الاستفزاز والتخوين، ويحتكرون الرأي، ولا يقبلون وجود غيرهم على الكرسي، وحتى وإن جاء غيرهم من التيار الإسلامي بالإنتخابات أكثر من ٩٩%، ولا يستطيعون أن يتحملوا ممارسة الشعوب الإسلامية بمعتقداتهم الدينية، وعلى رأسها التحاكم إلى القوانين الإلهية، والتي بسببها فطر الله السموات والأرض، وخلق لأجلها البشرية جمعاء ..وباختصار يمكن وصفوهم بالدكتاتوريين والدواعش إلا أنهم يختلفون عن وحوش الداعشيين بحلق الذقون وربطة العنق، ويكفيك دليلا التعذيب والإخفاء القسري في داخل سجونهم!. ترى كثيرا ممن يزعم بالليبرالية والانفتاح، وآخرون من التيار السلفي المدخلي ، وأصحاب الطغائن الذين يعانون من العقد والترسبات النفسية قد أصبحوا تيارا وكتلة واحدة لمحاربة وتشويه الإسلاميين، وإسقاط أهل الخير من الأمة الإسلامية، والعامل المشترك بينهم تصفية هذا الخصم الذي يمثل ضمير ورغبة الشعوب الإسلامية ، ومهما اجتمعوا في تحقيق نواياهم السيئة لن يزول الإسلاميون من صفوة الأمة الإسلامية ، وشماعتها النيرة،،، فقط على التيار الإسلامي تصحيح أخطائه والاستفادة من التجارب السياسية، وتفعيل المراجعات الداخلية لكي لا يترك مجالا لهؤلاء الحاقدين !. أكثر من ٦ سنوات فى صومالى تايمز