نائب رئيس وزراء تركيا يزور الكونغو.. أنقرة نحو إفريقيا لفك عزلتها كتبت أسماء عبد الفتاح ترتبط تركيا وإفريقيا بعلاقات اقتصادية وثيقة، سعت أنقرة إلى تقويتها منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم عام 2002، وتكرست عبر قمم عديده عقدت بإسطنبول وزيارات مسؤولين أتراك إلى إفريقيا، إذ ارتفع حجم الاستثمارات التركية ببلدان القارة السمراء، ووصل حجم التبادل التجاري بين الطرفين عام 2015 إلى نحو 25 مليار دولار. قال موقع أوول أفريكا، إن نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، أكد يوم الأربعاء الماضي، أنّ تركيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية تبذلان جهودًا كبيرة لرفع مستوى التبادل التجاري القائم بينهما. وجاءت تصريحات قورتولموش عقب لقائه برئيس الكونغو الديمقراطية، دينيس ساسو نغيسو، في القصر الرئاسي بالعاصمة كينشاسا التي يزورها، وأعرب نائب رئيس الوزراء التركي، عن ثقته بأن تثمر الجهود المبذولة من كلا الطرفين، عن نتائج إيجابية فيما يخص تطوير التعاون التجاري بين الدولتين. وأوضح قورتولموش أنه تناول مع الرئيس ساسو نغيسو ومسؤولي كونغو الديمقراطية العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية والتجارية القائمة بين الجانبين بكل أبعادها، وكيفية تطويرها وتعزيزها، وأنه تباحث مع الرئيس الكونغولي وضع القارة الإفريقية وعددا من المسائل والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وأردف قائلًا “كونغو الديمقراطية تمتلك إمكانات كبيرة وواسعة، وتركيا لديها خبرات في مجال التكنولوجيا والسياحة وتنظيم الغابات والتعليم والثقافة والصناعة، وفي المستقبل نخطط لإرسال رجال أعمالنا إلى كونغو للاستثمار في عدد من القطاعات”. وأضاف الموقع “من حق أى رئيس دولة إجراء زيارات وجولات إلى أي دولة أخرى بحثا عن تحقيق المصالح المشتركة، لكن عندما يكون الأمر متعلقا بتركيا ورئيسها، أحد الأسباب الرئيسية للتوتر في منطقة الشرق الأوسط، فالقلق مشروع لاهتمامه المكثف بإفريقيا مؤخراً، خاصة إذا كان تجاه دول بعينها لها ثقل اقتصادي وتجاري أو موقع استراتيجي مهم، ومن حق الجميع أن يسأل عن المغزى الحقيقى من وراء الاهتمام الصفقات الأخيرة”. وتابع “أوول أفريكا” “رغم أن زيارة تركيا الأخيرة للكونغو كان هدفها إبرام اتفاقيات اقتصادية، والهدف المعلن هو تعزيز علاقات المشاركة الاستراتيجية بين تركيا ودول القارة السمراء، لكن الهدف غير المعلن، هو مساعي أنقرة لتنويع شركائها وتوسيع نفوذها وقاعدة علاقاتها السياسية والاقتصادية لتعويض حالة العزلة الإقليمية الشديدة التي تعاني منها أنقرة حاليا”. وأردف الموقع “في الوقت نفسه، تأتي الجولة التركية في وقت متأخر نسبيا عن باقي دول العالم، مثل الصين وكوريا الجنوبية، التي وجهت أنظارها منذ وقت مبكر إلى إفريقيا، منبع الثروات البشرية والاقتصادية، وتأتى أيضا في محاولة للحاق بهذا الركب الدولي الطامح لاستغلال الثروات”. واستطرد “على سبيل المثال، في كوت ديفوار، الشريك الأكبر لتركيا على الصعيد التجاري في دول جنوب الصحراء الكبرى، وقع أردوغان خلال جولته الأخيرة على 9 اتفاقيات اقتصادية بهدف زيادة التبادلات التجارية بين البلدين لتصل إلى مليار دولار بحلول عام 2020، كما تناولت الاتفاقيات تعزيز حماية الاستثمارات والمجالات الضريبية في الإطار القانوني لتنمية الأعمال بين الأتراك والإيفواريين.” وأكد “أوول أفريكا” “لم تكن الاتفاقيات الاقتصادية بين أنقرة وأبيدجان الأولى من نوعها، فقد زادت الاستثمارات التركية فى كوت ديفوار من 150 مليون دولار عام 2008 إلى 390 مليون دولار العام الماضي”، مضيفا “وفي غانا، سعى الرئيس التركي إلى توسيع دور بلاده دبلوماسيا واقتصاديا في الوقت ذاته، حيث أعرب عن استعداده لمساعدة دول غرب إفريقيا في مكافحة الإرهاب المتنامي بموجب مشاركة استراتيجية جديدة، بهدف تعزيز التبادل التجاري والعلاقات الأخرى مع القارة، رغم أن هذا التصريح التركي بشأن التعاون في مجال الإرهاب مثار للسخرية بسبب ما معروف عن دور أنقرة في أحداث كثيرة بمصر وسوريا والعراق وليبيا”. وذكر الموقع أن العلاقات الحالية بين أنقرة وبلدان القارة السمراء تعد استكمالا لسلسلة الجهود التي أجرتها تركيا لأول مرة منذ عام 1998، عندما قررت زيادة حجم تجارتها مع الدول الإفريقية في أعقاب الحرب الباردة، ويرى محللون غربيون أن أردوغان يحاول من خلال التقارب مع إفريقيا تعويض الخسائر التى لحقت ببلاده بعد اندلاع ثورات ما يسمى بـ”الربيع العربي“، وتوتر العلاقات مع روسيا، ومع باقى جيرانه مثل مصر وسوريا وإسرائيل والاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلنطى “الناتو”، في محاولة لتعزيز نفوذ بلاده السياسي والدبلوماسي حول العالم. about 8 years in البديل

Mentioned in this news