حكاية صورة «البصرة القديم».. ثاني مسجد في الإسلام كتب مصطفى عبد الفتاح يعتبر مسجد البصرة القديم أو جامع خطوة الإمام علي هو أول مسجد في الاسلام خارج الجزيرة العربية وثاني مسجد يبنى في الإسلام بعد المسجد النبوي بناه الصحابي عتبه بن غزوان والي البصرة بأمر من عمر بن الخطاب سنة 14 هجرية، وعلى مدار السنوات هدم المسجد بفعل عوامل جوية ومناخية مختلفة وأعيد بناؤه، كما شهد العديد من الأحداث الفاصلة في التاريخ الإسلامي. كان المسجد في بداياته مبنيا من أجذاع النخيل، وبعد سنة 17هـ احترقت البصرة وشمل الحريق المسجد، فأعاد بناءه الوالي أبو موسى الأشعري بالطين، وسقفه بالعشب وزاد في مساحته، ولما تولى زياد بن أبيه ولاية البصرة لمعاوية بن أبي سفيان اتخذ عدة إجراءات في إعمار المسجد، حيث وسع مساحته وأعاد بناءه بالآجر والجص أما سقفه فمن الساج، واتخذ له أعمدة من حجر نحتها من جبال الأحواز. أكبر توسع حصل للمسجد كان في ولاية محمد بن سليمان بن علي العباسي، سنة 160هـ، أيام الخليفة العباسي المهدي، إذ بلغ عدد المصلين عشرين ألفا، فأمر المهدي بتوسيع المسجد وذلك بشراء بعض الدور المحيطة به، وقال المؤرخ ابن الفوطي إن “مسجد البصرة احترق سنة 624هـ – 1227م، فأعاد الأمير شمس الدين عمارته وأحضر الحجارة من جبل الأهواز، وجلب له خشب الصنوبر والساج من البحر، وأسكن فيه جماعة من الصوفية، وبنى دهليزا للجامع بحجرتين وضع في إحداهما كتبا”. ازدادت أهمية المسجد بعد زيارة الإمام علي عليه السلام للبصرة سنة 36هـ، حيث ألقى في المسجد عددا من الخطب وعين عبد الله بن عباس واليا على البصرة، فقام بإلقاء دروس الفقه والتفسير والأخبار في مسجد البصرة، فتخرج على يده أعلام كبار مثل الحسن البصري، وشهد المسجد مناظرات عدة شكلت اتجاهات فكرية جديدة منها المناظرة بين الحسن البصري وتلميذه واصل بن عطاء التي نشأ عنها مذهب الاعتزال، والمناظرة بين أبي علي الجيائي زعيم المعتزلة وتلميذه أبو الحسن الأشعري ونشأ عنها مذهب الأشاعرة في علم الكلام. وبالرغم من قيمة المسجد التاريخية والدينية فإنه تعرض للإهمال سنوات عديدة، إلا أنه ظل دائما وحتى وقتنا هذا مزارا يتجه إليه المسلمون من كل حدب وصوب. about 8 years in البديل