مراد وهبة يكتب نحو رشدية عربية (٤) بعد الانتهاء من نيل درجة الدكتوراه فى الفلسفة، فى ديسمبر ١٩٥٩، استأنفت القراءة فى الفلسفة الإسلامية، فلفت انتباهى أن أستاذ الفلسفة الإسلامية محمد عبدالهادى أبوريدة قد نال درجة الدكتوراه فى عام ١٩٤٥، وكان موضوع رسالته «تفنيد الغزالى للفلسفة اليونانية فى كتابه تهافت الفلاسفة»، فعكفت على قراءة الكتاب نفسه، وكان قد أصدره الدكتور سليمان دنيا فى عام ١٩٤٧، وفيه يدلل الغزالى من القرن الحادى عشر على أن فلسفة كل من الفارابى وابن سينا وأمثالهما تنطوى على سخف وهذيان، ومن هنا يلزم تكفيرهما. والغزالى فى كل ذلك يصطنع حواراً بينه وبين هؤلاء الفلاسفة على هيئة «قيل وقلنا». ثم جاءت الخاتمة على النحو الآتى «فإن قال قائل فقد فصلتم مذاهب هؤلاء، أفتقطعون القول بكفرهم ووجوب القتل لمن يعتقد اعتقادهم؟ قلت تكفيرهم لابد منه». واللافت للانتباه أنه قطع فى الحكم بالكفر على الفلاسفة، ولكنه صمت عن القول بوجوب قتلهم. وقد حُكم بالفعل على ابن رشد بالكفر فى نهاية القرن الثانى عشر. حوالي ٩ سنوات فى المصري اليوم