المستثمرون يتجاهلون الصدمات السياسية من البرازيل إلى فنزويلا لا تعد الاضطرابات السياسية غريبة على الأسواق الناشئة، والعام الماضى لم يكن استثناء مع حملة الاتهامات فى جنوب أفريقيا، وفضيحة الفساد فى البرازيل، والخلاف الدبلوماسى القطرى. وتقول وكالة أنباء «بلومبرج»، إن القاسم المشترك فى كل هذه الأحداث هو المرونة التى أظهرتها الأسواق فى أعقاب هذه الأزمات، وفرص الشراء التى قدمتها الاضطرابات السياسية للمستثمرين الأذكياء، وكل صدمة تقريباً قابلها موجة بيع، محيت خسائرها خلال أيام أو أسابيع أو شهور. وبالطبع ليست كل أزمة تتبدد سريعاً، وحتى تلك التى تفعل، ليس من السهل تحديد توقيت الانتعاش الاقتصادى اللاحق لها، وفيما يلى بعض الأزمات المهمة التى وقعت فى ٢٠١٧، والتى تقدم درساً للعام المقبل. البرازيل أدت التقارير عن أدلة جديدة فى المخطط المزعوم برشوة شاهد فى قضية ومتورط فيها الرئيس ميشال تامر إلى تراجع الأسهم البرازيلية فى مايو الماضى، ومع ذلك، انقض المستثمرون فى اليوم التالى وتمسكوا بالأسهم التى قفزت قفزة كبيرة وحققت لهم أرباحاً طائلة مثل سهم «إيبوفسبا» الذى ارتفع لأعلى مستوى له على الإطلاق. قطر ترك الخلاف بين قطر وتحالف من ٤ دول بقيادة السعودية فى يونيو الأسواق فى حالة صدمة، وتراجعت أذون الدولة المستحقة فى ٢٠٢٦ إلى أدنى مستوى على الإطلاق فى الشهر التالى، نظراً لسعى القوى الإقليمية لعزل قطر بسبب علاقاتها مع إيران، ولكن بحلول سبتمبر تم تعويض معظم هذه الخسائر، ثم تعرضت الدولة لضربة أخرى فى أوائل نوفمبر بسبب تعميق السعودية للخلاف مع إيران، ولكن منذ ذلك الحين امتص المستثمرون الصدمة. روسيا اعتقد البعض أن فوز الرئيس دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية سوف يكون شفاء لكل جروح العقوبات على روسيا، وبدلاً من ذلك، وبعد شهور من رئاسته تصاعدت التوترات بين البلدين بعدما انتقد الكريلمين هجوم صاروخى أمريكى على سوريا، ووصفه بأنه ينتهك القانون الدولى، ورغم تراجع المؤشر الرئيسى للبورصة الروسية، فإنه عوض هذه الخسائر وأكثر فى النصف الثانى من عام ٢٠١٧. جنوب أفريقيا بعد أن تقدم حزب التحالف الديمقراطى باتهامات جنائية ضد الرئيس جاكوب زوما وأعضاء من عائلة جوبتا، تراجعت الأسهم بأكثر من ٦% خلال الأسابيع اللاحقة، ولكنها تعافت بعد أن تشبث زوما بالسلطة، وبعد أن خسر مرشح مدعوم من قبل الرئيس فى سباق رئاسة حزب المؤتمر الوطنى الأفريقى لصالح سيريل راموفوسا، رجل الأعمال، فى ديسمبر، واندفع المستثمرون لشراء الأسهم هناك، وصعد مؤشر «فوتسى جاى إس إى» لجميع الأسهم بنسبة ١.٦% بعد الانتخابات. كوريا الجنوبية لم تُضِع الأسهم الكورية الجنوبية وقتاً للاحتفال بالإطاحة بالرئيسة باك جن هى، بحكم من المحكمة بسبب ادعاءات فساد شملت استخدام صديقتها للنفوذ، وارتفع المؤشر الرئيسى لبورصة الدولة بنسبة ٣١% منذ حكم المحكمة. فنزويلا أدت مطالبة الرئيس نيكولا مادورو فى أوائل نوفمبر بإعاة هيكلة الديون إلى موجة بيع حادة فى السندات الفنزويلية، نظراً لخوف المستثمرين من تعثر الحكومة فى السداد، كما أن العقوبات الأمريكية سوف تعقد التفاوض على هيكلة الديون، ولكن بعد أيام قليلة، تعافت سندات شركة البترول الوطنية المستحقة فى ٢٠٢٠ بالكامل واستعادت القيمة المفقودة. أكثر من ٦ سنوات فى البورصة