انتقادات لضعف العائد على أصول “الهيئة” ومطالب يإسناد إدارتها إلى شركات متخصصة اعتبر عدد من مديرى الاستثمار، أن أصول الأوقاف كبيرة ومتنوعة، ولا يمكن تحقيق عائد جيد عليها إلا من خلال تعيين شركة أو أكثر لإدارة الأصول. وقدر أيمن أبوهند، مدير إدارة الاستثمار بشركة كارتل كابيتال، حجم أصول اﻷوقاف بنحو ١٠٠ مليار جنيه، منتقداً ضعف العائد عليها. وحققت الهيئة إيرادات بقيمة ٩٠٠ مليون جنيه العام المالى الماضى، تحصل منها على نحو %١٥ مقابل اﻹدارة، وفشل مسئولوها فى إعطاء «البورصة» رقماً محدداً عن حجم اﻷصول التى تديرها الهيئة، ولم يجد رئيس الهيئة حرجاً فى القول إنه «لا يعرف حجم هذه اﻷصول». ويقول «أبوهند»، إن العائد على أصول هيئة اﻷوقاف لا يجب أن يقل عن %٢٠ سنوياً، أى نحو ٢٠ مليار جنيه تقريباً. أضاف «يمكن إدارة أصول الأوقاف بالشكل المثالى عن طريق الشراكة مع القطاع الخاص أو إسناد الإدارة لشركة إدارة أصول بهدف معين وعائد محدد سنوياً». أوضح أن «الأوقاف» لا يمكنها إدارة أصولها بنفسها، مقترحاً تعاقد الهيئة مع شركة إدارة أصول أو إسنادها لهيئة الاستثمار. وطالب بضرورة الاستفادة من تجارب المؤسسات الخارجية، ضارباً المثل بالفاتيكان الذى يعد من أغنى المؤسسات العالمية، ولديه بنوك وصناديق استثمار لإدارة أمواله. أضاف أن «الأوقاف» لديها أراضٍ زراعية وسكنية وشركات ومصانع وأسهم بشركات كبيرة فى البورصة، لكنها لا تتمكن من إدارتها؛ بسبب عدم وجود خبرات قادرة على ذلك. أوضح أن «اﻷوقاف» فى دول العالم يتم إسناد اﻷصول الكبيرة لها لعدد من شركات إدارة الأصول بين ٣ و٥ شركات، وتضع لكل منها حصة محددة، وفقاً لخبرات كل شركة فى شكل مديرى عموم للاستثمار بأكثر من قطاع. أشار «أبوهند» إلى أن الأمر لا ينتهى عند خطة الأوقاف بالتعاقد مع شركة إدارة المحافظ المالية؛ لأن ممتلكاتها ليست، بالكامل، أموالاً متداولة، فالهيئة لديها ممتلكات أخرى عبارة عن حصص بشركات فى القطاعين العام والخاص. وذكر أن أصول الأوقاف تزيد باستمرار، وفى عام ٢٠١٦ كانت تتراوح بين ٥٠ و٦٠ مليار جنيه، وفقاً لأبحاث أجرتها شركته، وتوقع أن تكون قيمة هذه اﻷصول قد تضاعفت بعد التعويم. وتدير الهيئة ١٧١ ألف فدان تقريباً فى معظم محافظات الجمهورية مؤجرة لصغار المزارعين يصل عددهم إلى ١٣٧ ألف مزارع لتوفير ٥٠٤ آلاف فرصة عمل. وتؤجر الهيئة أراضيها بقيمة إيجارية تعادل نحو ٤٠ مثل الضريبة، وهى تقل كثيراً عن أسعار السوق. وخلال الفترة من ٢٠٠٥ حتى ٢٠١٢، استثمرت «الأوقاف» مبالغ تجاوزت ٢٠٠ مليون جنيه تكلفة استصلاح ٢٠ ألف فدان جديدة من نحو ٤٨ ألفاً حصلت عليها فى منطقة شرق العوينات من وزارة الزراعة، ويتم تأجير هذه المساحات بالمزادات العلنية لكبرى الشركات بعقود لمدة ٣ سنوات، وبمبلغ إجمالى يصل إلى ١٨ مليون جنيه سنوياً. وقال أحمد عامر، نائب رئيس شركة «إف إى بى كابيتال» للاستثمار وإدارة الأصول، إن إدارة أصول الأوقاف يجب إسنادها لشركة إدارة تتولى تحديد الربح المستهدف وقياس حجم المخاطر. أضاف، «أثناء صياغة العقود مع شركات إدارة الأصول يتم الاتفاق على الأهداف المراد تحقيقها لضمان أفضل النتائج وأعلى عائد استثمارى». تابع، «الأصول الكبيرة يمكن إسناد الإدارة فيها لأكثر من شركة، لكن فى حالة الأوقاف يجب إسناد الإدارة لشركة واحدة تقوم بتنويع الاستثمارات ما يقلل حجم المخاطر». وتمتلك الهيئة حصصاً ومساهمات فى ١٩ شركة فى قطاعات متنوعة، تتراوح بين البنوك والغزل والنسيج واﻷسمنت والصناعات الغذائية، كما تمتلك مصنع سجاد دمنهور بالكامل، إضافة إلى حصة فى فندق بالأقصر. وقال عمر رضوان، خبير إدارة الأصول، إن وزارة الأوقاف تمتلك مساحات كبيرة من الأراضى والعقارات، وتعد من أكبر الملاك على مستوى الجمهورية، بالإضافة لعدد من الأصول الأخرى وشهادات الاستثمار. أشار إلى أن تعظيم العائد على استثمارات الأوقاف لا يحتاج إلى قوانين جديدة، لكن الأمر يتوقف على قدرة الأوقاف على إنشاء شركة جديدة لإدارة أصولها، أو إسناد الإدارة لشركة متخصصة وحاصلة على التراخيص من هيئة الرقابة المالية. أكثر من ٦ سنوات فى البورصة