معركة تل حارم ٥٥٩هـ بطلها هو الملك العادل نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي، وهو ملك إذا ذكر ذُكر معه العدل والزهد والحكمة والرحمة والجهاد؛ فقلما وجد له في تاريخنا نظير، قال عنه ابن الأثير “طالعت تواريخ الملوك قبل الإسلام وفيه إلى يومنا هذا فلم أر بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز أحسن سيرة من الملك العادل نور الدين”. في العام السابق لتلك المعركة كان الملك العادل قد تعرض للهزيمة أمام جيوش الفرنجة، عندما نزل في البقيعة تحت حصن الأكراد الذي أراد حصاره في طريقه إلى طرابلس لتحريرها؛ لكن الفرنجة باغتوا جيش المسلمين على حين غرة؛ وأعملوا فيه القتل والأسر.. واستطاع نور الدين أن ينجو بنفسه بأعجوبة عبر بحيرة قدس، بالقرب من حمص، بعيدا عن ميدان المعركة بنحو ٢٠ كيلومترا، وإلى هناك تبعه من نجا من جنده، وهناك تعاهد الجميع على الثأر وعلى رأسهم أميرهم الذي أقسم ألا يستظل بسقف حتى يأخذ بثأره وثأر الإسلام... ما يقرب من ٨ سنوات فى البديل