الإعلان عن تنظيم مسلح جديد يضع الفصل الأخير بحادث «الواحات» عمر سعيد ٣ نوفمبر ٢٠١٧ اليوم فقط، يسدل الستار عن عملية طريق الواحات، على الأقل في المرحلة الحالية، مع إعلان تنظيم جديد يدعى «جماعة أنصار الإسلام» مسؤوليتها عن العملية التي أدت، وفق وزارة الداخلية، إلى مقتل ١٦ شرطيًا، فيما قالت مصادر أمنية بوسائل إعلام مختلفة اليوم، الجمعة، أنه تم القبض على بعض منفذي حادث الواحات. بعد أسبوعين كاملين عن العملية، أصدر تنظيم يدعى «جماعة أنصار الإسلام» بيانه بخصوص العملية التي أسماها «معركة عرين الأسود». وقال في بيانه «ها هي معركة عرين الأسود في منطقة الواحات البحرية على حدود القاهرة، بدأنا بها جهادنا، وتم لنا فيها النصر على حملة العدو المكونة من ثلاث مدرعات وخمس سيارات بوكس. وقد ثبتنا الله أمام تلك الحملة على قلة في العدد والعدة ووفقنا لانتشار سريع جيد وتم نصب كمين محكم، وبدأت المعركة بتدمير إحدى مدرعات العدو بقذيفة أر بي جي، ثم أمطرناهم بوابل من الرصاص، فاختبأوا تحت سياراتهم، واستغاثوا بالطائرات. ثم لاذت سيارة ومدرعتان بالفرار حاملين معهم بعض من قتلاهم وجرحاهم. واستسلم أحد الضباط فقمنا بأسره ثم أمكننا الله من بقيتهم. فدعونا الجنود إلى التوبة إلى الله وألا يجعلوا من أنفسهم وقود في الحرب على الإسلام». وأضاف البيان «منّ الله على واحد فقط من أبطالنا بالشهادة. ثم عاود العدو الكرة بطائراتهم بعد أحد عشر يومًا من العملية. ومنّ الله على القائد البطل أبي حاتم عمادالدين عبدالحميد وبعض مجموعته بالشهادة». ولم يذكر البيان أي تقديرات عن الخسائر في صفوف قوات الشرطة. كذلك لم يحدد عدد القتلى الذين سقطوا في الاستهداف الجوي الذي نال من القيادي «عمادالدين»، وأيضًا لم يوضح أي ملابسات بخصوص تحرير قوات الجيش للنقيب المختطف محمد الحايس. على الرغم من تجاهل البيان كذلك للحديث عن التنظيم، واكتفائه بالإشارة ضمنًَا إلى أن هذه العملية كانت «بداية العمليات»، إلا أن الكثير من التفاصيل يمكن استنتاجها من التفاصيل التي كشفها البيان. يقول الباحث في الجماعات الجهادية أحمد فريد مولانا، إن «العملية تحمل بصمات القاعدة بوضوح. تعمد عدم قتل الجنود يؤكد ذلك. داعش من جهتها تكفر الجنود وتضعهم على نفس درجة الاستهداف مع الضباط، كانوا سيقتلون بالتأكيد. أما ما حدث يؤكد أننا أمام تنظيم للقاعدة». أيضا الجهة الأولى التي مررت البيان في تمام الثامنة والنصف من صباح اليوم الجمعة. وهي قناة «حراس الشريعة» التابعة للقاعدة على موقع التواصل «تيليجرام». وهي كانت الصفحة الأولى كذلك التي باركت العملية عقب يوم واحد فقط من تنفيذها يوم ٢١ من الشهر الماضي. وأخيرًا، فإن نعي الجماعة لمن أطلقت عليه «القائد البطل» عمادالدين عبدالحميد، يؤكد المسافة البعيدة بينهم وبين الجماعات الموالية لـ«داعش» في مصر، سواء في شبه جزيرة سيناء أو في دلتا ووادي النيل. إذ أنه قيادي هام في جماعة «المرابطون» الموالية للقاعدة، والتي تتخذ من مدينة درنة، شرقي ليبيا مركزًا هامًا لها، وتعود نشأتها إلى انشقاق عن تنظيم «أنصار بيت المقدس»، احتجاجًا على مبايعته داعش. يتسق مع المعلومات السابقة ما يذكره مصدر أمني لـ«مدى مصر» قائلا إن «الضربة التي قامت بها القوات المسلحة خلال الأسبوع الماضي لم تنجح فقط في استعادة النقيب المختطف محمد الحايس، إنما في الحقيقة هي وأدت عدة عمليات إرهابية مخططة، ومنعت نفوذ لخلايا جديدة أتت من ليبيا لبدء النشاط في مصر». ويضيف المصدر الأمني «خلال الأيام التالية لعملية الواحات، تم رصد العديد من الاتصالات بين عناصر إرهابية في ليبيا، وأخرى على الحدود، ومع مجموعات قريبة من موقع العملية الأصلي. ومن خلال هذه الاتصالات وبمساعدة التصوير بالطائرات المسيّرة، أمكن التنبؤ بمكان النقيب المختطف، والتنسيق بين القوات على الأرض والقوات الجوية لاستعادته دون ضرر». أكثر من ٦ سنوات فى مدى مصر

ذكر فى هذا الخبر