تشهد جمهورية صوماليلاند (أرض الصومال) إنتخابات رئاسية في شهر نوفمبر المقبل حيث سيختار الشعب خليفة الرئيس أحمد محمد محمود (سيلانيو) والذي استلم سدة الحكم في عام ٢٠١١ بعض فوز حزبه كلمية في إنتخابات حرة ونزيهة على حزب أدب والذي كان يتزعمه الرئيس السابق طاهر ريالى كاهن . عاشت صومالبلاند تجربةً رائعة من الأمن والاستقرار فبعد إنتهاء حكم الرئيس محمد سياد بري أعلنت الجمهورية إستقلالها من الصومال من جانب واحد معللة بذلك عدم تكافأ القوى، وفشل مشروع الصومال الكبير الذي كان سببا رئيسياً في الإتحاد ، وبنت دولة مؤسسات ودستوراً جله مأخوذ من الكتاب والسنة ، وللمعلومة فإن أكثرية الشعب يؤمن بالإنفصال، ولا يساوم فيها ويعتبرها أمراً مقدساً ،. وبعيداً عن كل هذا تمتلك الجمهورية سجلاً حافلاً بالديمقراطية الممزوجة بالقبلية وهذة تجربة لم تعشها دول كثيرة، وهذا يعنى أن أي مسؤول حكومي لا يأتي إلا بتفويض من قبيلته ليكون عضوا في الحكومة وينفذ مشاريعهم دون النظر إلى صوابية المشروع من عدمه، ودون أي إحترام للدستور الذي لا ينفّذ إلى في الأحوال الشخصية مثل النكاح وبعض العاملات. الحملات الإنتخابية الجارية .. المواقف والإشادات . تجري منذ أواخر أكتوبر الحالي حملات إنتخابية للأحزاب الوطنية الثلاثة الحزب الحاكم كلمية (التجمع) بقيادة موسى بيحي عبد، وحزب "وطني" (معارض جديد) برئاسة عبد الرحمن عرو دبلوماسي ورئيس مجلس النواب سابقاً ، وحزب أُعد (من أقدم الأحزاب المعارضة) بقيادة المحنك فيصل علي ورابي. تبارت هذة الأحزاب المبنية أساساً على القبلية والمناطقية الملبسة بثوب ديمقراطي في ساحات المدن لتبرز عضلاتها وتعرض برامجها الرئاسية المتكررة في مفهومها والمختلفة في ألفاظها فقط . من الخطوات الرائعة التى أظهرتها الجمهورية هي عقد أول مناظرة تلفزيونية تبث على الهواء مباشرة لرؤساء ونواب الأحزاب الثلاثة، وبحضور جماهيري كثيف من السياسيين والأكادميين والمثقفين ، ومتابعة هائلة للشعب في المقاهي والتجمعات الشعبية ، إلا أن المناطرة لم تزد ولم تنقص ما كان في جعبة كل حزب من الأصوات في ظل إنعدام الإستقلالية في الإختيار وإحتكار قبليِّ للتصويت . وبما أن الشعب إسلامي المعتقد فلا بد من مراعاة الجانب الأخلاقي في الحملات الإنتحابية الأمر الذي أثار كثير من البلبة في الأوساط الدعوية بعد رؤية كثير من المظاهر المخلة بالآداب الإسلامية وللعرف وثقافة المجتمع الصومالي، إذ أنه من المعلوم أن الإختلاط بين الجنسين والغناء وإخراج الحريم من البيوت تعتير ذنباً دينيًا وإنحطاط أخلاقياً لا يسمح به الأسلام كما أشار إليه العلماء الذين عقدوا إجتماعاً يستنكرون فيه حملات الأحزاب وبعدها عن مطاهرالدين والعرف، هذا في البعد الأخلاقي والديني . أما في البعد الرسالي للحملات فإن جميع المرشحين دائماً ما يعدون الشعب بالمزيد من التطور وإنخفاض مستوى البطالة وتطوير النبية التحتية وإنعدام الفساد في المؤسسات الحكومية إلخ ولكن دائماً ما يخالفون الوعود ولا ينجزون حتى نصفها ، إلى أن سئمت الطبقة المتعلمة من الشعب من هذه الأكاذيب الى درجة كبيرة أوصلتهم الي رفض التصويت لأي طرف معللين بأنهم لا يسعون لبناء الوطن إونما لملاءِ جيوبهم . وهناك بعض من الطبقة المثقفة سلك طريق آبائهم وآمنت بالقبيلة وطبلت لمرشحهم على أساس قبلي واضح ، وبإسم المتعلم الأكاديمي المثقف مهدت لنفسها طريقاً معبداً الي السياسية . وبعد حديث جانبي مع أحد الأصدقاء الذي كان يدير حملة إنتخابية لإحدى الأحزاب المعارضة ، "لماذا إنضممت إلى هذا الحزب"؟ فأجابني أنه حزب يسعى للتغير وللعدالة وللبحث عن الإعتراف الدولي ويهتم كثيراً بالشباب وخصص حصة كبيرة من الحكومة في حال فوزه. وبعد كثير من الكلام الجميل الذي راق لي حقيقة قلت له " ما هي قبيلتك ؟ " فأجابني بني فلان فضحكت حتى إلتفت الجميع ألينا سألني ولماذا الضحك ؟ قلت لم كذبت علي؟ فقبيلتكم موالية لهذا الحزب وما تأييدك له إلا من باب" إنتخب أخاك صالحاً كان أم طالحاً "عندها غضب .. لأن الحقيقة دائماً ما تكون مرة بعدها أدركن أنه لا مكان للمبدأ في وجود هذة المشكلة المتجذرة ( القبلية) . وأخيراً نحن في الإنتخابات قبائلية ديمقراطية معروفة مسبقأ من سيفوز فيها! لأن من يملك أكثر الولاءات سيفوز في النهاية ، حيث شاع عندنا اليوم مقولة (أخبرني عن اسم قبيلتك أخبرك أي حزب تأيده). أكثر من ٦ سنوات فى صومالى تايمز