شاعرية اللون وقسوة الموت في معرض ملكات لمحمود الداود دمشق سانا جاءت لوحات المعرض الفردي الثالث للتشكيلي الشاب محمود الداود المقام تحت عنوان ملكات متنوعة من الأساليب الفنية لتخدم الموضوع المقدم. المعرض الذي تستضيفه صالة تجليات يتضمن إحدى عشرة لوحة بتقنية الإكريليك على قماش من الحجم الكبير أدخل عبرها الفنان الداود المشاهد في مناخات لونية متناغمة تثير التساؤلات والتأمل بكثير من الزخم والتضاد اللوني بين الظل والنور لتأتي اللوحات الصغيرة التي غلب عليها طابع الغرافيك حاملة جرعة لونية مكثفة وبتضاد أقوى بين الالوان القاتمة واللون الأبيض إلى جانب ادخال مواد مختلفة على سطح الكرتون كما شكلت المنحوتات الأربع دورا مكملا للمشهدية المعتمدة في اللوحات التعبيرية. وعن المعرض قال علي المبيض معاون وزير الثقافة في تصريح لسانا “حملت اللوحات تناغما فجاءت اشبه بالاوركسترا الموسيقية التي يقودها مايسترو مرهف الحس” مبينا أن هذه المعارض تساعد على تعزيز تسويق وترويج الثقافة السورية المتنوعة خاصة في ظل هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها بلدنا. وعن معرضه قال التشكيلي الداود “انطلقت فكرة المعرض منذ عامين معتمدة على حضور الأنثى كملكة وارتباطها بفكرة الموت الذي نعيش إرهاصاته من حولنا وكل لوحة كنت ارسمها كانت تشكل حافزا للوحة التي بعدها حتى تكونت سلسلة متواصلة بين الاعمال ليخرج هذا المعرض للجمهور”. وتابع الداود “اللون يشكل هاجسا بالنسبة لي وتقديمه بزخم كبير دون أن يحمل التضاد الذي يؤذي عين المشاهد وبذات الوقت يخدم سحر اللوحة هو أمر صعب اسعى اليه في لوحتي كما ان التكوين عنصر اساسي في لوحتي ولا تكتمل بدونه وتأتي التقنية لتخدم فكرة العمل بعيدا عن الاستعراض”. ولفت الداود الى ان حجم اللوحة يفرض الاسلوب الفني والتقنية المناسبين فالحجم الكبير وان كان مريحا للفنان الا انه يتطلب الكثير من دراسة التوازن اما الحجم الصغير فهو يوفر حالة الاختزال والتركيز في التكوين واللون. واوضح الداود ان السوق الفنية المحلية تعاني من جمود منذ سنوات ما دفع العديد من الفنانين للاعتماد على التسويق الخارجي مبينا انه لم يستطع مجاراة حالة السوق الفنية الخارجية لسيطرة الفكر التجاري عليها. وعبر الداود عن تفاؤله بعمله الفني رغم عدم وجود اي مردود مادي من هذا العمل المعتمد على البحث والتجريب لكنه سيساعده على تقديم الجديد والمختلف وسيوصله لما يصبو اليه في المستقبل. من جهته التشكيلي والناقد غازي عانا قال “حملت أعمال المعرض حداثة واضحة ومن متابعتي لتجربة الداود الجريئة منذ بداياته يتضح لي وجود حالة نضوج فني اكبر لتجربته من الناحية التقنية والتشكيلية لكن الأعمال كانت متفاوتة في المستوى من ناحية دراسة التكوين مع الضوء واللون رغم أنها ذات سوية جيدة في المجمل”. الناقد والتشكيلي عمار حسن قال “الفنان الداود يرسم في لوحاته ما قبل الموت بقليل لنعرف عبره كم العذاب الذي طاف بذواتنا وارواحنا إلا أنه لا يغلق دائرة الموت ويترك اشجار البرية لنذهب اليها كما يترك الأمكنة الغنية بتفاصيلها الملونة والمشبعة بالعذوبة”. أما التشكيلي محي الدين حمصي فقال “ما ميز المعرض هو حالة التنوع في الأعمال المعروضة من ناحية التقنية والاسلوب وان كان هناك تفاوت بين الأعمال الكبيرة والصغيرة وجاء تأثر الفنان بالواقع الذي نعيشه واضحا عبر الالوان القاتمة والتضاد الذي قدمه بين الظل والنور”. يشار إلى أن المعرض يستمر حتى الثامن عشر من الشهر الجاري. محمد سمير طحان أكثر من ٦ سنوات فى سانا