القيادة مسؤولية كبيرة ليست سهلة كما يتصورها بعض منا، حيث يستخفون شأنها ويرتكبون أخطاء جسيمة في ممارستها وأدائها، ويترتب عليها أخطار وانعكاسات سلبية لا تحمد عقباها، حيث ترى أحيانا أناسا كثرا يندفعون إليها دون حصولهم على رصيد سياسي، وخلفية دبلوماسية ، ودون التساؤل عن كونهم مؤهلين لها أم لا؟. فالقيادة لا تعني بالمرَّة أن تقود مجتمعا أو تقود شعبا، بل إن معناها الحقيقي هي أن ترشد الناس الى المسار الصحيح وطريق الازدهار، كما أنها تحتاج إلى لباقة سياسية وذوق سليم وعقل ناضج يجعل الإنسان العامل في فنونها برغماتيا ليتمكن من فك شفرة المعضلات، وعلاج المشاكل، وصنع قرارات صائبة والحظى بقبول وتضحية من قبل رعاياه. في هذا العالم الذي نعيش فيه اليوم ظهر رجب طيب أردغان رئيس دولة تركيا الحالي، والذي حكم تركيا عقدا ونصف العقد، كقائد مثالي ، فهو إنسان طيب، متميز ظهر في العالم كظاهرة أبهرت عيون العالم، حيث جاء في أنسب الأوقات، لا أعتقد أن هناك شخصا لا يعرف هذا الإسم تقريبا، اجتذب أنظار العالم وزرع في نفوس المجتمع الإسلامي النور والأمل ، ولكن سأحكيم كيف اجتدب الرجل قلبي. كيف اجتذب "أردغان" قلبي؟ اجتذب أردوغان قلبي، وعقلي وتفكيري، بعد أن رأيتُ قيادته الرشيدة، وشعبيته الهائلة، ووقوفه إلى جانب المسلمين في كل البلدان، كما شعرت بتعاطفه اللامحدودة تجاه القضايا الإسلامية إضافة إلى مساعدته للدول الإسلامية بسبب المعاناة التي أصابتهم، وأولها دولتي الصومال، وسوريا، وقطر، وبورما، وغيرها من الدول الإسلامية. أردوغان وزوجته أمينة أسرة مثالية للأسر العالم، ضحوا حياتهم للأمة الإسلامية، فقد أعطوا ملجأ العديد من الناس الذين لم يجدوا مأوى يأوون بها تحت أشعة الشمس، وكما أنهم أعطوا حياة كريمة. ومن الممكن أن نقول أردوغان هو أب العالم، أب المسلمين، وأب المساكين، وكما أن زوجته أمينة هي أم العالم، أم المسلمين، وأم المساكين، فهما قائدان يستحق أن يقتدى بهما. لا أريد أن أطيل الكلام عن قصتهما، لأن الباحثين الكبار قد أفردوا لهما أسفارا، ومؤلفات ضخمة، لكن الأمر الذي يدفعني للحديث عن شخصيتهما هو أنني أحب أردوغان وأهله، ليتني أعيش معهما لحظة لآخذ منهما دروسا تنفعني في الحياة. كن أردوغان الصومال رسالة كنت أحب دائما أن أنقل إلى كل شخص يتولى منصب الرئاسة في بلدي، و الهدف منها أن أجد مجتمعي يستمتع بقيادة خالصة تضحى من أجل شعبها ولحسن الحظ وصلت رسالتي الأولى إلى الرئيس السابق "حسن شيخ محمود"، حيث إلتقيت معه في العام الماضي وذلك في معرض السنوي للكتاب بمقديشو بتاريخ ١٩ ٠٨ ٢٠١٦م، وكما أتيحت لي الفرصة أن أهدي إليه كتابا يتعلق عن "قصة أردوغان" الذي كتبه المؤلف د.راغب السرجاني، اطلعت الصفحات الذهبية لحياة أردوغان قبل أن أهدي إليه، لم أكن أقلب صفحة إلا أجد فيها حدثا مشرقا أو إنجازا ضخما. قصة أردوغان ليست جديدة عليّ حيث اطلعتها قبل ذاك اليوم، لكن هذا الكتاب قد وضح لي أمورا كانت خفية وغائبة عني، وكان غرضي من أهداء هذا الكتاب هو أن يستفيد رئيسي من قصة العملاق التركي المسلم من نجاحه السياسي، وشخصيته السامية، وأن يكون له مثالا جيدا لهذا القائد العظيم الذي يستحق بالقدوة، وقبل أن يودعني شاركت معه هذه الكلمات "يا فخامة الرئيس أهدي لك هذا الكتاب، وآمل أن تقرأه بعمق، وتصبح لنا أردوغان الصومال" ابتسم وقال "شكرا ابنتي"". وعلى الرغم من أن الرئيس الحالي محمد عبدالله "فرماجو" لم تسمح لي الظروف أن ألتقي معه، إلا أنني ما زلت آمل أن تصل رسالتي في يوم من الأيام إن شاء الله. ماذا لوكان أردغان صوماليا عندما أنظر إلى قادة بلدي يتغير وجهي من شدة الألم الذي أشعره ذلك الحين، أتمتم وأهمس في نفسي لطرح عدة أسئلة من يسمعها يتهمني بالجنون، ولو لم يوجد من يسمع إلى همساتي وتمتماتي ذلك الوقت، بل كنت أفرض نفسي بأني بمثابة ألف شخص يسمع ما يجول في خاطري، والأسئلة التي لم أجد لها إجابات هي ماذا لو أصبح رؤسائنا مثل أردوغان؟!!! ماذا لو تولى أردوغان مقاليد الحكم في الصومال؟!!! ماذا لو كان أردوغان صوماليا؟!!! أرى نفسي مستغرقة في الأحلام الخيالية، آآآه.. آآآه.. ما أصعب أن تجد طاقة تحتاج إليها إلى من لا ينتسب إلي جنسيتك. وفي الختام أوصي لكل قادة بلدي، ومن هم في المناصب العليا للحكم أن يكونوا قادةا مثاليين كي يكونوا قدوة لمجتمعهم، وأن يعملوا من أجل الدين، والشعب، والبلد. أكثر من ٦ سنوات فى صومالى تايمز