من يحل محل أمريكا فى مساعدة أفريقيا؟ قال تقرير لصحيفة نيويورك بوست إن آفاق مشاركة الحكومة الأمريكية فى تنمية أفريقيا تتضاءل فى ظل اقتراب خطة دونالد ترامب لخفض المساعدات المقدمة إلى البلدان النامية بشكل جذرى ودمج وزارة الخارجية مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من أجل تمويل أهداف أمنية وطنية أخرى من الاكتمال. وتساهم الولايات المتحدة أكثر من غيرها فى الجهود الإنسانية العالمية فى جميع أنحاء العالم، حيث تبلغ حصتها من ميزانية اﻷمم المتحدة ٢٨% سنويا على سبيل المثال. ورصدت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مبلغ ٢٢.١٧ مليار دولار دولار لعام ٢٠١٧. وفيما تعتبر مجالات الصحة ومعالجة الأمراض هى محور التركيز الرئيسى فى المساعدات الإنسانية الأمريكية فإن افريقيا من اكبر المستفيدين. ففى عام ٢٠١٤، أنفقت الولايات المتحدة ٣.١ مليار دولار على فيروس نقص المناعة البشرية – الإيدز – وهو حوالى ٢٠% من ميزانية المساعدات الخارجية. والفئتان الصحيتان الكبيرتان التاليتان هما صحة الأم والطفل، بنحو ٥٣٠ مليون دولار، والملاريا، بنحو ٤٧٠ مليون دولار.وفى عام ٢٠١٧، تخطط الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لإنفاق حوالى ٣٠٠ مليون دولار لتعزيز الكهرباء فى أفريقيا. وتم استخدام ٣.٣ مليار دولار لتوفير التغذية الطارئة وغيرها من المساعدات الإنسانية للمشردين داخليا فى جميع أنحاء العالم. ويتسع نطاق المساعدات الإنسانية الأمريكية لأفريقيا والشرق الأوسط حسبما نقلت صحيفة واشنطن بوست عن المدير العام للجنة الصليب الأحمر الدولية إيف داكورد فإن لا أحد يستطيع أن يحل محل الولايات المتحدة من حيث التمويل. وفى حديثه لشبكة سى ان ان الإخبارية، اعرب جايل سميث، وهو آخر مدير لوكالة التنمية الدولية بالولايات المتحدة فى ظل الرئيس السابق باراك اوباما، عن قلقه ازاء التأثيرات التى يمكن ان تحدثها التخفيضات على المساعدات الطارئة من الولايات المتحدة. وقال سميث لشبكة سى ان ان اذا كنا سننحسر بشكل كبير فإن الأمر يتعلق بالحياة والموت لكثير من الاشخاص. وبينما يبحث أفريقيا وأجزاء من الشرق الأوسط عن من سيتحمل عبء التمويل من أمريكا، تثار أسئلة أيضا عن أثر المعونة الخارجية. النظرية هى أنه على الرغم من الإنفاق الضخم للمساعدات الخارجية، لم يتغير الكثير فى أفريقيا. ولا تزال القارة تعانى من الحرب والفقر وتدنى مستوى التعليم والأمراض. وذكر تقرير لبى بى سى ان اثيوبيا مازالت احد افقر الدول على هذا الكوكب فحوالى ثلث السكان يكسبون أقل من دولار واحد فى اليوم، وتلقت ٥٠٤ ملايين دولار من الحكومة البريطانية فى ٢٠١١ ٢٠١٢ ما يجعلها أكبر متلق للمعونة الثنائية من واشنطن ولندن فى ذلك العام. ومن أجل الحد من الفقر تسعى القارة السمرار للاعتماد على تنمية التجارة والاستثمار كبديل للمساعدات الخارجية وقد اكد رئيس البنك الأفريقى للتنمية السابق، دونالد كابيروكا، أن الاستثمار هو افضل مصدر بديل للتنمية فى أفريقيا. وشدد على ان أن الوقت قد حان لتحويل النقاش من آليات تقديم المساعدات إلى التحديات الإنمائية الأوسع التى تواجهها القارة فى السنوات المقبلة بعد أن ثبت أن المعونة ليست سوى وسيلة لتحقيق غاية. وتؤكد صحيفة نيويورك تايمز أنه لكى تكون المعونة فعالة على ارض الواقع فلا بد ان يأخذ البلد المستفيد فى مرحلة ما خارج قائمة متلقى الاعانات تدريجيا. ولذلك ينبغى أن تصمم المعونة الفعالة مع مراعاة ذلك تقوم بتعزيز الطاقة المحلية والقدرات المحلية وليس تهجيرها الى الخارج؛ وبناء مصادر جديدة لتمويل التنمية، وليس استبدالها. وهذه طريقة جديدة للتفكير فى شراكة التنمية وفق رؤية كابيروكا. وتتخذ الصين بالفعل مبادرة الاستثمار فى أفريقيا، ووفقا لويكيبيديا، أصبحت الصين مؤخرا أكبر شريك تجارى للقارة، حيث بلغت التجارة ٩٠ مليار دولار أمريكى فى عام ٢٠٠٩. وجاءت الولايات المتحدة فى المرتبة الثانية بقيمة ٨٦ مليار دولار. وستترجم زيادة التجارة والاستثمار فى أفريقيا إلى المزيد من فرص العمل للأفارقة وتحسين مستوى المعيشة. أكثر من ٦ سنوات فى البورصة