ذات ليلة في جمعة عائلية سأل الأب أطفاله سؤال الأبوّة المعتاد ماذا ستصبحون في المستقبل؟!. تناول الأطفال أجوبتهم على عجل، هذا قال طبيب، وذاك معلم وهذا شيخ وذاك شيء وهذا شيء آخر، وبينما هم في نظارة أحلامهم وغياهب أوهامهم أخذت فتاة صغيرة زمام الكلام وهي شبه غائبة وقالت أحب أن أصبح طاهية العائلة!!. بان من وجه الأب المفاجأة، تفاجأ بإجابتها إستغرب من تلك الأمنية، دائما ما يخالف الجماعة يكون غريبا، الغربة ليست وسمة عار ولا فعل جريمة كما يصورون،! فقط لأنك تختلف عنهم ستكون على لسانهم سيطعونك في نصب أعينهم، وشيء الغريب دائما ما يجذب الأنظار. وهو في خضم استغرابه سأل ابنته فضولا، ولماذا هذه الأمنية يابنتي!!؟. فأجابته ببراءة لكي لا نتشتت لنظلّ على هذا النحو مجتمعين على صحن واحد وكوب الماء، لأطبخ لكم وآخد نصيبا من ابتسامتك، لأعطي الذي أتى أولا حصة طعام أكثر، لكي تتهافت لي أصواتكم هات الطعام اسرعي، ما أجمل أن تنتظروا مني شيئا فأسارع في تلبيته، لكي أبهركم بأنواع الطعام وأشكاله لأجني تفاجئكم بي، يا أبي كي لا نترك بعضنا إذا كبرنا لنتذكر كلما هممنا بالتشتت موعد مائدتنا.. هي فتاة صغيرة تعلمت الحب، وعاشت حنان الأب وعطف الأم وحماية الاخوة، تصبُو إلى أن لا تفقد وئام العائلة ومحبة الأحبة تتسائل دوما لماذا المرأ إذا كبر يترك أحبابه، هذه أمي لها أشقاء تحبهم ويحبونها أكيد يشتاقون لبعضهم فحديثهم عن بعضهم وشوقهم لأيامهم السالفة برهان على محبتهم، لكنهم لا يلتقون، تشتتوا فلا يجتمعون إلا في الأعياد حتى في الأعياد ليس بعيدا أن ينسوا بعضهم. وهذا صديق أبي الحميم قبل أعوام لم يكونوا يفترقون يقصدون بعضهم بعد كل عصر يدردشون في المقاهي يبتكرون أمسيات ليكونوا معا بل كانوا يخترعون أعمالا تجمعهم ليظلوا يدا بيد هكذا كانو مقربين من بعضهم، تتغازل أرواحهم قبل تعانقهم لكنهم أضحوا غرباء بلا سبب ربما يلتقيان فجأة بعد سنوات كالغرباء بلا موعد في طريق ما يتبادلون ابتسامات مصطنعه أو ربما عناق جاف لا يتجاوز الحناجر أقلقوا نوافد الحب دونهم،وهل الحب حب إذا كان ذا فراق!!؟. هكذا فكرت،، أعطت للحب أهمية فاختارت أمنيتها. هز الأب رأسه وردد مع نفسه بشماتة هيهات أن يكون لك ماتمنيت، وكيف يكون لها وحبل الأيام هو المفرق،كل سنة تمضي تبعدك عن من كانوا لك مقربين وتقربك إلى الغرباء كلما يكبر الإبن سنة يبتعد عن أمه خطوة ويقترب الى زوجته باع، يبتعد عن صديق طفولته، ويقترب إلى صاحب مصلحته، يبتعد عن أقربائه ويقترب الى شركائه ،،هكذا يابنتي يضيع في بحر دنيا المصالح ويبتعد عن دنيا البراءة، لا تتعبي لأجل الطعام، سيكون طعام المطاعم أفخم من أطعمة البيت،أنوار الشوار ستكون أدفئ من أستار البيت ...هكذا سارر الأب نفسه، وفي شفتيه ابتسامة بائسة وفي ظرفه نظرة حائرة. وسرعان ما فهمت الصغيرة من لمحات أبيها التائة أن أمنيتها عقيمة لن تلد، ستطل هكذا إلى أن يأتي يوم من أيامها وتموت الأمنية تحت وطئة شهوتها الدنيوية، ستموت تحت اهتماماتها الشخصية، محال أن يبقى الإنسان فدائيا دائما، التملك ثوب من أثواب البشرية. أكثر من ٦ سنوات فى صومالى تايمز

ذكر فى هذا الخبر