لاسعانود مدينة تقع فى شمال الصّومال، وهي عاصمة لمحافظة سول ،أسّست المدينة حسب تتبعي لتاريخها في عام ١٩٣٠م كمدينة وما قبل هذا التاريخ كانت عبارة عن أكواخ، عرفت المدينة بحبها المتين للدّين؛ فقد كانت مركزا لنضال وكفاح المجاهد السيد محمد عبدالله حسن ، وقد كان سكّان المنطقة السّاعد الأيمن في نضاله مع الإستعمار الغاشم الذي لولا الله ولولا جهود المناضل الكبير لتم تنصير كل أبناء أهالي شمال الصّومال. لاسعانود حظيت بأن تكون عاصمة لمحافظة سول الشّمالية الشّرقية، في الرّابع والعشرين من فبراير عام ١٩٨٤ عندما عيّنها الرّئيس الرّاحل محمد زياد برّي كمحافظة جديدة من بين المحافظات الثمانية عشرة التي تتكون منها الجمهورية ، وهذه لمحة صغيرة من تاريخ المدينة. بعد سقوط الحكومة المركزية في البلاد لم تشهد كثيرا من الحروب المدمّرة التي شهدتها باقي أقاليم الوطن، إلا ما كان من ثأرات لم تصل إلى حدّ المواجهات المسلحة في معظمها، وبقيت سنوات عديدة تعيش على رغبة وتصالح شعبها ،حتى اصطلح أهالي شمال شرق الصومال لتأسيس ولاية بونتلاند الصومالية في عام ١٩٩٨ ، وأصبحت لاسعانود من ضمن تلك الولاية . لاسعانود انتعشت كثيرا في تلك الفترة وكانت أكثر سكّانا وعمرانا من كثير من عواصم المحافظات التي تجاورها ،وكان للمدينة مستشفياتها وجامعاتها ومدارسها ومعاهدها العلمية المختلفة ولا أستطيع حصر وذكر حضارتها في ذلك الوقت لقد كانت متطورة حقا فماذا حدث بعد ذلك؟. في أواخر عام ٢٠٠٧ شنّت قوات صوماليلاند هجوما على المدينة آنذاك وكان القتال سجالا بيينهم لمدّة يومين ، وفي اليوم الخامس عشر من أكتوبر سيطرت صوماليلاند على لاسعانود بعد أن أفسحت قوات بونتلاند المجال وانسحبت منها، والجدير بالذّكر أن قوات بونتلاند لم تبد أي مقاومة تذكر ضدّ ذاك الهجوم، بل كانا متّفقتين على ذلك ، وأصبح النّاس كالعقد المنفرط في أنحاء البلد والمعمورة ، وأصبحت المدينة خالية لا تجد فيها إلا بعض الأسر الفقيرة التي لم تستطع الرّحيل إلى أي مكان ، وتوقفت مئات المشاريع التنموية والتطويرية للمدينة ،وكذلك أصبح أمنها في خلل ؛ فأصبحت الأسواق والأماكن العامّة والشوارع المكتظّة بالناس تفجر من قبل مجهولي الهوية ، وأصبح الأعيان وزعماء القبائل والعلماء يُقتلون ويغتالون في وضح النهار ، فكم من مرة قتل رمز من رموز المدينة ولم يكن على المدينة سوى الصبر على ذلك. تأخرت المدينة تأخرا ملحوظا في كل جوانب الحياة، لكن إن وقفنا على الحياد فإن المدينة في السنوات الثلاث الأخيرة تبدو تنتعش وتتطور من بناء للشوارع وإنارتها، وفتح محلات تجارية كبيرة ، والجامعات، والمعاهد المهنية و.و.و.و.و ، وما ذاك إلا بجهود أهل البلدة وما سعوا إليه من تطوير للمدينة بارك الله في مسعاهم وجهودهم. وفي الأخير...تحياتي لأؤلئك الحالمين بالصومال الكبير. ما يقرب من ٨ سنوات فى صومالى تايمز