مصر العربية

انتخابات اليونسكو.. حقوق الإنسان ومرشحة فرنسا عقبات أمام مشيرة خطاب ساعات وتنطلق المنافسة على اللقب الأبرز ثقافيا في العالم بأن يحصل أحد المرشحين السبعة على لقب مدير وكالة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم «يونسكو» خلفا لمديرة المنظمة الحالية إيرينا بوكوفا، ورغم خسارة مصر في المنافسة ذاتها سابقا في العام ٢٠٠٩ بمرشحها فاروق حسني، إلا أن هذه المرة تقترب من حصد اللقب للمرة الأولى عربيا. وتحشد الدولة المصرية بمؤسساتها خلف السفيرة مشيرة خطاب أملا في الحصول على المنصب الذي كان قريب المنال وقت ترشح وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى لولا التدخلات السياسية التي حرمت المصريين من المنصب ، غير أن الفرص تتقلص بسبب تقدم فرنسا هي الأخرى بمرشح عنها. ويتنافس على المنصب سبعة مرشحين هم السفيرة مشيرة خطاب مرشحة مصر والقارة الأفريقية، وفولاد بلبل أوغلو من أذربيجان، وفام سان شاو من فيتنام، وحمد بن عبدالعزيز الكواري من قطر، وكيان تانج من الصين، وفيرا خورى لاكويه من لبنان، وأودريه أزولاى من فرنسا. وبحسب الخبير في العلاقات الدولية محمد حامد فإن فرص المرشحة المصرية حتى الآن قوية ومتاحة ولا يوجد منافسة قوي إلا من قبل الفرنسية أودريه أزولاي، متوقعا ألا تحسم المعركة في الجولة الأولى وأن تمتد لجولات لاحقة. الرهان على العرب وأفريقيا وقال حامد لـ"مصر العربية" إن فوز خطاب يتطلب حصولها على ٣٠ صوتا على الأقل من أصل ٥٨ دولة يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات، على أن تنتهي مدة المدير الجديد لـ"يونسكو" في عام ٢٠٢١. وأضاف أن مصر حشدت ١٧ صوتا أفريقيا خلف مشيرة خطاب لجانب أصوات العرب المتواجدين في الهيئة التي ستختار الرئيس وهم السودان والجزائر والمغرب، بالإضافة إلى ثلاث دول عربية تمثل القارة الآسيوية وهم لبنان وسلطنة عمان وقطر. وأشار إلى أن الجهود الدبلوماسية المصرية أفقدت مرشح قطر قوته وباتت المنافسة محصورة حاليا بين المرشحة الفرنسية والمصرية واللبنانية، لكنه يستدرك قائلا إن خطاب تعتمد على التعليم فقط لكن منافسيها لديهم أشياء أخرى قد يقدموها. مرشحة فرنسا الحديث عن قلق مصر من المرشحة الفرنسية ليس مقتصرا على المحللين ومراقبي المشهد فوصل الأمر لمشيرة خطاب نفسها التي قالت في حوار لها مع صحيفة ليبوان الفرنسية، السبت الماضي، إن وجود المرشحة الفرنسية أدور أزولاي، ليس أمرا جيدا خاصة أن فرنسا البلد المضيف للمنظمة منذ نحو ١٥ عاما، وكان هناك اتفاق ضمني على أنه لا ينبغي أن يقدم مرشحا لمنصب المدير العام. أودريه أزولاى وأضافت خطاب في الحوار ذاته أن فرنسا صديقة للدول العربية ولها علاقات ممتازة مع مصر، لذلك نحن لا نفهم موقفها. وفيما أكد حامد الخبير في العلاقات الدولية أن المنافسة هذه المرة تختلف عما حدث وقت خوض فاروق حسني لنفس الانتخابات ممثلا عن مصر، مشيرا إلى أن حسني فنان عالمي لكن مشيرة خطاب دبلوماسية وتولت مناصب أممية قبل ذلك وهو ما يعد مؤشرا إيجابيا. وخطاب تولت منصب وزيرة الأسرة والسكان في عام ٢٠١٠ وقادت مشروع مناهضة ختان الإناث والزواج المبكر، ومواجهة التسرب من التعليم وحماية الطفولة والتى كانت شغلها الشاغل خلال توليها لحقيبة وزارة الأسرة والسكان. كما شغلت منصب أمين عام للطفولة والأمومة منذ عام ٢٠٠٢ حتى عام ٢٠١٠، واستكملت مسيرة الدفاع عن حقوق الطفل والمرأة والأسرة كما أنها كان لها نصيب أيضا في المناصب التابعة للأمم المتحدة. في الفترة ما بين (٢٠٠٢ ٢٠١٠) تم انتخابها من الجمعية العامة للأمم المتحدة بترشيح من الحكومة المصرية كخبيرة في لجنة حقوق الطفل بجنيف وهي احدى لجان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (٢٠٠٢ ٢٠١٠) حيث شغلت منصب المقرر ثم نائب الرئيس. و أصبحت رئيسة اللجنة الحكومية المؤقتة للخبراء والمكلفة بوضع دليل عدالة الأطفال الضحايا والشهود على الجريمة، والتي صدر بها قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة. عقبة حقوق الإنسان لكن يبقى عقبة موقف خطاب التي شغلت منصب سفير مصر في أكثر من دولة بعد تخرجها في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة عام ١٩٦٧ من حقوق الإنسان حائلا بين وصولها للمنصب حيث أصدرت ٦ منظمات حقوقية مصرية طالبت فيها بعدم التصويت لمرشحة مصر على اعتبار أنها معادية لحقوق الإنسان. ونشر مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، بيانا موقعا من المنظمات الست جاء فيه "تتابع المنظمات الحقوقية الموقعة على هذا البيان باهتمام بالغ انتخابات مدير عام المنظمة الدولية للعلوم والثقافة "يونسكو"، المقرر انعقادها اليوم الاثنين في مقر المنظمة بباريس، لاختيار مدير للمنظمة خلفًا لمديرة المنظمة الحالية إيرينا بوكوفا". مديرة المنظمة الحالية إيرينا بوكوفا" واتهم البيان خطاب بأنها صمتت على تعدي الحكومة المصرية على حرية التعبير، وإغلاق سلسلة مكتبات الكرامة العامة ٦ مكتبات بالأحياء الشعبية المصرية، والتي أنشأها المدافع الحقوقي المصري جمال عيد، بقيمة جائزة دولية حقوقية كان قد حصل عليها وزارتها السفيرة المرشحة مشيرة خطاب وأبدت إعجابها الشديد بالفكرة والدور فضلاً عن الهجوم على مكتبات ومؤسسات ثقافية أخرى مثل سلسلة مكتبات ألف ٣٧ مكتبة تم التحفظ عليها – ومكتبة البلد وجاليري تاون هاوس ومسرح ورابط، الأمر الذي يثير الشكوك حول صلاحيتها للمنصب. وحسب مركز النديم، فقد وقعت المنظمات التالية على البيان "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، مركز النديم لمناهضة التعذيب، مركز أندلس لدراسات التسامح، مؤسسة حرية الفكر والتعبير، نظرة للدراسات النسوية". وعن الموقف الحقوقي يقول حامد إن ملف حقوق الإنسان من الملفات التي ستؤخذ في الاعتبار في هذه الانتخابات متوقعا أن يتأثر موقف المرشحة المصرية بعد هذا البيان. وعمدت الحكومة المصرية لتحريك مبعوثيها الدبلوماسيين وأجرى وزير الخارجية سامح شكري اتصالات بالدول التي لها حق التصويت لمؤازرة مرشحة مصر كما أصدر مجلس النواب وعدد من الأحزاب المصرية بيانات تأييد وتضامن مع خطاب. يشار إلى أن الدول التى لها حق التصويت، هى ألبانيا، الجزائر، الأرجنتين، بنجلاديش، البرازيل، الكاميرون، تشاد، الصين، كوت ديفوار، جمهورية الدومينيكان، مصر، السلفادور، إستونيا، فرنسا، ألمانيا،غانا، اليونان، غينيا، هايتي، الهند، إيران، إيطاليا، اليابان، كينيا، لبنان، ليتوانيا، ماليزيا، موريشيوس. وكذلك المكسيك، المغرب، موزامبيق، نيبال، هولندا، نيكاراغوا، نيجيريا، عمان، باكستان، باراجواي، قطر، كوريا، روسيا، سانت كيتس ونيفيس، السنغال، صربيا، سلوفينيا، جنوب أفريقيا، إسبانيا، سريلانكا، السودان، السويد، توجو، ترينيداد وتوباجو، تركمانستان، أوغندا، أوكرانيا، بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، فيتنام.