مدى مصر

هل يصبح «الأعلى للإعلام» هيئة رقابية جديدة على الدراما؟ مي شمس الدين ٨ يونيو ٢٠١٧ أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أمس، الأربعاء، عن قراره بفرض غرامة قدرها ٢٠٠ ألف جنيه على كل قناة فضائية و١٠٠ ألف جنيه للإذاعات إذا تمّ بث لفظ مُسيء من خلال هذه الوسائل، سواء جاء اللفظ خلال برنامج أو ضمن محتوى الأعمال الدرامية أو الإعلانية. ويتوسع القرار ليشمل سحب ترخيص هذه الوسيلة الإعلامية إذا تكرر البث ولم تلتزم بالعقوبة خلال ٦ أشهر، وسيكون على هذه الوسيلة إعادة إجراءات الترخيص من جديد. تزامن القرار مع نشر المجلس لتقريره الأول عن محتوى البرامج والمواد الإعلانية والدرامية في الثلث الأول من رمضان، والذي تناول انتقادات صارخة لمحتوى هذه المواد لما تحمله من «إيحاءات جنسية» والحض على «سلوكيات مرفوضة» والوقوع في «أخطاء تاريخية وفنية» وحمله لـ«إسقاطات سياسية»، بالإضافة إلى ورود «إساءات للمهن». ويطرح صدور أول تقرير تساؤلًا عن طبيعة دوره في ممارسة الرقابة على المحتوى الإبداعي خاصة مع السماح بعرض كافة الأعمال الدرامية من جانب هيئة الرقابة على المصنفات الفنية التابعة لوزارة الثقافة، وهل يصبح المجلس هيئة رقابية جديدة تمارس الرقابة بشكل لاحق على العرض؟ وقد أشار تقرير المجلس إلى مسلسلات ومشاهد بعينها، وقد حملت انتقاداته طابعًا أخلاقيًا كبيرًا، مثل انتقاد العديد من المشاهد التي تجمع الممثلين والممثلات في الفراش أو مشاهد من مسلسل «عفاريت عدلي علام» حينما ظهرت غادة عادل تحاول احتضان عادل إمام وتقبيله. كما تضمن التقرير الإشارة إلى ارتداء «ملابس مكشوفة» في «الحرباية» أو الإشارة إلى «سلوكيات مرفوضة» مثل «إعطاء دروس مجانية في كيفية تناول المخدرات»، مثلما عُرضَ بمسلسلَي «خلصانة بشياكة» و«الحرباية»، وقد جاء ذِكر العمل الأخير، أيضًا، بسبب «لجوء الفتيات الساقطات لطرق الغش الطبي للعودة إلى بكارتهن مرة أخرى». كما انتقد التقرير بشكلٍ واضح الإسقاطات السياسية الواردة في العديد من الأعمال الدرامية، والتي عرضت بطريقة «مسيئة» مثلما جاء في مسلسل «خلصانة بشياكة» الذي يظهر فيه الفنان أحمد مكي وهو غير قادر على قراءة خطابه بلغة سليمة مما يضطره للارتجال وكيفية تعذيبه لمعارضيه، بالإضافة للإساءات الواردة لرجال الشرطة، بحسب ما جاء في التقرير. من جانبه قال محمود عثمان، المحامي بمؤسسة حرية الفكر والتعبير، لـ «مدى مصر» إن قرار المجلس مَثَل تعديًا صارخًا على الدستور والقانون، بشكلٍ جعل المجلس الأعلى يتخطى سلطاته ليضع نصًا عقابيًا غير وارد في قانون العقوبات وتخطى اختصاصاته بالرقابة على الأعمال الإبداعية بالرغم من اختصاصه بمراقبة الأعمال الصحفية فقط. كما أوضح عثمان أن «تقرير المجلس الأعلى لم يكتف فقط بانتقاد الأعمال الدرامية، بل تجاوز ذلك وبدأ في تقييم محتواها أيضًا، من خلال الإشارة إلى الأخطاء التاريخية والفنية الواردة وهو أمر خارج عن اختصاصاته التي كان معنيًا بالقيام بها من الأساس، خاصة وأن أعضائه غير مخولين بتقييم الأعمال الفنية، فهم ليسوا من العاملين بمهنة الفن بالأساس». من ناحية أخرى حمَل القانون رقم ٩٢ ٢٠١٦ المعني بالتنظيم المؤسسي للصحافة والإعلام في طياته منح سلطات موسعة للمجلس في الرقابة على العمل الإعلامي بأشكاله المختلفة، وليس العمل الصحفي فقط. كما نَصّت المادة الثالثة من القانون في باب أهداف عمل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام على «ضمان التزام الوسائل والمؤسسات الإعلامية والصحفية بمعايير وأصول المهن وأخلاقياتها وضمان التزام الوسائل والمؤسسات الإعلامية والصحفية بمقتضيات الأمن القومي». وأشارت المادة الرابعة من هذا القانون إلى «وضع وتطبيق القواعد والمعايير المهنية الضابطة للأداء الصحفي والإعلامي والإعلاني بالتنسيق مع النقابة المعنية» دون الإشارة إلى طبيعة هذه القواعد والمعايير. وقال عثمان إن اختصاصات المجلس الواردة في القانون مُبهمة ومتعددة للغاية وهو ما قد يوَسَعَ من رقابته على المحتوى الإعلامي، مضيفًا أن رقابة المجلس على الأعمال الإبداعية ستكون من خلال السيطرة على القنوات التي تقوم بإذاعة هذه الأعمال. وأشار عثمان إلى حكم محكمة القضاء الإداري الخاص بوقف إنشاء غرفة صناعة الإعلام الصادر في ٢٠١٦، والذي أكد على سلطة المنطقة الحرة في منح التراخيص للقنوات الفضائية ومراقبة مدى التزام القنوات بتنفيذ ما ورد بالتراخيص وصولًا إلى سحبها، وهو ما اعتبره المحامي نقطة خطيرة قد تمكن المجلس الأعلى للإعلام من السيطرة على المحتوى الإبداعي عبر الفضائيات. وتوقع عثمان أن تشهد الفترة المقبلة قيام القائمون على الأعمال الدارمية بتحريك دعاوى قانونية من أجل الطعن على قرار المجلس الأعلى للإعلام الذي قد يتسبب في حذف العديد من المشاهد الواردة في الأعمال الدرامية والتليفزيونية وقال موضحًا «لا يمكن رؤية هذا القرار بعيدًا عن التوجه العام للدولة للسيطرة على كل أشكال المجال العام من خلال الرقابة على الأعمال الإبداعية». وفيما يخص الرقابة المفروضة من قِبل هيئة الرقابة على المصنفات الفنية قال خالد عبد الجليل رئيس الهيئة في تصريحات لجريدة المصري اليوم أنه تمّ تطبيق نظام التصنيف العمري على الأعمال الدرامية، مشيرًا إلى أن مسلسل «الحرباية» يعرض حاليًا دون أن يكون مسموحًا بعرضه من جانب الرقابة، وكان المسلسل قد نال النصيب الأكبر من انتقادات المجلس الأعلى للإعلام في تقريره. وأضاف عبد الجليل أن العديد من القنوات لم تلتزم بوضع شارة التصنيف العمري للمسلسلات مما حدا بعبد الجليل إلى تحرير محاضر ضد عدد من القنوات، كما دعا رئيس الرقابة «الأعلى للإعلام» للتدخل. وقال الكاتب آدم ياسين الذي شارك هذا العام في كتابة سيناريو مسلسل «خلصانة بشياكة»، إن الرقابة على المصنفات الفنية تقرأ السيناريوهات الخاصة بالأعمال الدرامية بالكامل وتشاهد حلقات الأعمال أيضًا. لا يوجد مجال لسيطرة الأعلى للإعلام على محتوى هذه الأعمال، لكنه أعتبر أن تقرير المجلس الأول بمثابة «رَدَّة» على حرية الإبداع. وكان مسلسل «خلصانة بشياكة» قد نال نصيبه من انتقادات «الأعلى للإعلام» أيضًا. وأضاف ياسين «هناك نبرة أخلاقية سائدة تدعو للحث على تقديم الفن الهادف الأخلاقي، وهو ما يمثل عودة لنهج الدولة في عقود سابقة حينما احتكر النظام الإنتاج الدرامي بالكامل، إلا أن سيطرة الدولة على المنتج الدرامي تراجعت كثيرًا بدخول القطاع الخاص سباق الإنتاج الدرامي. لكن هذا التوجه لن يستمر ببساطة لأن صناعة الدراما في مصر أصبحت ضخمة ومربحة للغاية، وأي محاولات للسيطرة عليها تعني تدهورًا لن يسمح المبدعون بحدوثه». وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد طالب أكثر من مرة بالعودة إلى الفن الهادف، وقد ذَكَرَ ذلك في أكثر من مناسبة. وخلال احتفالية بمناسبة عيد الشرطة في يناير ٢٠١٥، كان السيسي قد قال، موجهًا حديثه إلى الفنانة يسرا وأحمد السقا، وكانا ضمن حضور الاحتفالية «محتاجين تبقى تجربتنا ثرية، بقول تاني لينا كلنا حتى للإعلام والتليفزيون والأفلام والمسلسلات مين هيتصدى لده، مين هيعمل الوعي. يا أستاذ أحمد أنت وأستاذة يسرا والله هتتحاسبوا على ده. أيوه هتتحاسبوا، قدموا للناس الأمل، أدوا للناس أمل في بكرة، ونحسن في قيمنا وأخلاقنا وده لن يأت إلا بكم، كل قطاع من قطاعات الدولة له دور، وهنشوف في رمضان الجاي يعني».
أحمد رحال لم أقرأ رواية «واحة الغروب» ولم أتحمس لقراءتها، رغم أن أحداثها تدور في واحد من أحب الأماكن لي داخل مصر، وفي الحقيقة فلم أبدأ الاهتمام بها إلا لدى تداول الأخبار عن استعداد المخرجة كاملة أبو ذكري لتقديمها على الشاشة. ظل الفضول يتملكني؛ كيف ستحوّل كاملة الرواية، مع فريق عمل يقف خلف الكاميرات، وعضواته الأساسيات نساء؟ كيف سيقدمن، وهن بنات المدينة، بيئة صحراوية ومجتمعًا بدائيًا لا يحكمه الا الرجال والسلاح؟ أخذت في رسم تخيلات وأحكام سابقة تبخرت تمامًا بمجرد مشاهدة التتر. متاهة التتر السمعية «سافر حبيبي وجا خلِّي يودعني»، يبدأ تتر مسلسل «واحة الغروب» بمطلع هذا الموال المميز، والذي أحفظ كلماته عن ظهر قلب من «فرش وغطا»، وهو حفل غنائي يحييه أحمد برين والشيخ محمد العجوز في سجال غنائي تتردد فيه آهات الجمهور وتعليقاتهم بوضوح. ولكن الموال في التتر جاء بصوت وائل الفشنى، حفيد المنشد والمقرئ طه الفشني؛ صوت قوي بنغمة مهزومة، مصحوب بموسيقى مسجلة في سلوفاكيا بمصاحبة أوركسترا براتيسلافا السيمفوني المتخصصة في عزف الموسيقى التصويرية للأفلام، كما يوضح تامر كروان، المؤلف الموسيقي للمسلسل. ولكن الموال في التتر جاء بصوت وائل الفشنى، حفيد المنشد والمقرئ طه الفشني؛ صوت قوي بنغمة مهزومة، مصحوب بموسيقى مسجلة في سلوفاكيا بمصاحبة أوركسترا براتيسلافا السيمفوني المتخصصة في عزف الموسيقى التصويرية للأفلام، كما يوضح تامر كروان، المؤلف الموسيقي للمسلسل. ولادة جديدة من رحم الصحراء ولكن هناك دائمًا أملًا في النجاة، يتمثل هنا في ظهور كاثرين في الحلقة الثالثة، مع بداية قصة حب غير معتادة تواجه كل الأعراف وتتغلب عليها، وتنتهي بالزواج غير المبارك من قبل المأذون وحتى من قبل مندوب السفارة الإنجليزية. رغم هذا، يعاود شبح الهزيمة الظهور مرة أخرى، بداية من الحلقة الخامسة، بسبب اشتياق الضابط محمود لنعمة وبحثه عنها في أجساد فتيات ليل أخريات، وهو ما يتزامن مع تكليفه بمهمة في واحة سيوة، باعتباره أول مأمور مصري بعد مقتل المأمور التركي السابق، وهو ما اعتبره محمود حكمًا بالإعدام! أثّرت الخيانة وأمر النقل على علاقة محمود بكاثرين، التي تكتشف أنها لا تعرفه جيدًا، فتقرر الذهاب معه الى واحة سيوة لمحاولة اكتشاف محمود الذى لا تعرفه، وكذلك لاكتشاف نفسها خلال هذه الرحلة الصعبة، وهو ما جاء على لسان دليل الرحلة «الصحرا دي مافيهاش إلا الموت، ولكن لما نغلبه.. الله! ولادة جديدة!» يعلو صوت السفهاء بعد استلام محمود ملف واحة سيوة، وقرار كاثرين بمرافقته، يأخذ الاثنان في القراءة عن الواحة وأهلها. هنا يبدأ خط درامي جديد في المسلسل يرتبط بتاريخ الواحة غير البعيد عن الهزيمة هو الآخر، فأهل الواحة ليسوا في صراع مع الحكومة فقط بسبب الضرائب، لكن هناك أيضًا صراع دائم بين أهالي الواحة الشرقيين والغربيين، ينبع من إيمان كليهما بنبوءة أن أحد الطرفين يتوجب عليه إفناء الآخر لكي تعيش الواحة في سلام، وهو ما جاء في الحلقة العاشرة على لسان راو غير معروف أو محدد «إذا لم تتحقق النبوءة، سوف تكونين أيتها الواحة أرملة منكسة الرأس، تحثو فوق رأسها التراب ويعيش فوق طرقاتك الغرباء في زهو، ويعيش أهلك مطرقين رؤوسهم. مكتوب أنه سوف يعلو صوت السفهاء.»
بعد أسبوعين مازال حجب «مدى مصر» قائمًا ولا نعلم من وراءه حتى الآن دخلت اليوم حالة الحجب المفروضة على «مدى مصر» ومواقع أخرى أسبوعها الثالث دون توضيح لأسبابه أو الجهة القائمة عليه أو أية ملابسات أخرى. وإذ كان قرار «مدى مصر» منذ اللحظة الأولى أن نواصل عملنا الصحفي، ونحاول الوصول إلى قرائنا عبر منصات بديلة، فإننا أيضَا سلكنا الطرق القانونية المتاحة ضد قرارات الحجب وذلك انطلاقا من تمسكنا بحقنا في معرفة ما حدث ورفضه عبر المسار القانوني. وهذا ما قمنا به في الفترة السابقة قدمنا بلاغًا لمكتب النائب العام. حركنا دعوى قضائية أمام القضاء الإداري ضد كلٍ من وزير الاتصالات، ورئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، من أجل المطالبة بإلزامهما بتوضيح أسباب الحجب، وإلغاء هذا القرار وما ترتب عليه من آثار. تظلمنا أمام الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات. خاطبنا نقابة الصحفيين لمطالبتها بالتدخل لدى الأجهزة المعنية. سوف نوفيكم بالتطورات في بيانات لاحقة، وفي الوقت نفسه تابعوا تغطيتنا. كونّكتنا Two weeks after the block and we still don’t know who’s behind it or why it happened It has been two weeks since Mada Masr and a number of other websites were blocked, a measure that was taken without any meaningful justification, and without any entity claiming responsibility We decided to continue working and publishing, communicating with our audience through alternative media platforms. But we retain our right to understand what happened, and to challenge it legally Accordingly, this is what we have done so far We filed a report with the prosecutor general We filed a complaint with the National Telecommunications Regulatory Authority NTRA We filed a lawsuit at the Administrative Court against the minister of communications and the head of the NTRA, requesting that they reveal the reasons behind the block and reverse it We pleaded with the Journalists Syndicate to take up our case with various authorities We will keep you updated Meanwhile, please keep reading Mada unblockMada
«النقض» تؤيد حكم إعدام ستة في مقتل حارس قاضٍ‎ مدى مصر ٧ يونيو ٢٠١٧ أيدت محكمة النقض اليوم، الأربعاء، حكم إعدام بحق ستة من المتهمين بقتل رقيب شرطة من القوة المُكلفة بتأمين منزل القاضي حسين قنديل عضو هيئة محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي في قضية الاتحادية. كما عدّلت أحكام محكمة جنايات المنصورة في القضية نفسها والتي صدرت في سبتمبر ٢٠١٥ بحق إثنين منهم ليدانوا بالسجن المؤبد بعد حكم سابق بالإعدام. وقضت النقض بسجن إثنين آخرين لمدة ثلاث سنوات بدلًا من الحبس المؤبد إلى جانب حكمها ببراءة ثلاثة ضمن المتهمين. وقررت المحكمة تأييد حكم الإعدام الصادر بحق كلٍ من خالد رفعت جاد عسكر، وإبراهيم يحيى عبد الفتاح عزب، وأحمد الوليد السيد الشاب، وعبد الرحمن محمد عبده عطية، وباسم محسن خريبى، ومحمود ممدوح وهبة. وتخفيف عقوبة الإعدام إلى السجن المؤبد بحق كلٍ من أحمد حسين دبور ومحمد علي العدوي. وتخفيف عقوبة السجن المؤبد التي أدين بها أيمن قمصان ومحمد عرفات وبلال شتلة لتصبح عقوبتهم السجن لمدة ثلاث سنوات فقط. وقضت براءة كل من محمد فوزي كشك ومصطفى جلال وعلى عاشور وأحمد محسن. وكانت محكمة جنايات المنصورة قررت في سبتمبر ٢٠١٥ إعدام ٩ متهمين والسجن المؤبد لـ١٢ متهمًا والحبس ١٠ سنوات في حق آخرين بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وحيازة متفجرات وأسلحة وتكوين خلية إرهابية، وارتكاب أعمال عنف ضد قوات الجيش والشرطة. وقال المحامي محسن البهنسي لـ «مدى مصر»أن المتهمين واجهوا تهمًا بتكوين خلية إرهابية هدفها استهداف رجال الشرطة والقضاء بمحافظة المنصورة، وقد اتهم إبراهيم يحيي عبد الفتاح عزب بمقتل رقيب الشرطة، والذي كان مُكلفًا بحراسة العضو اليمين في محاكمة مرسي بأحداث الاتحادية. كما وجهت تهمًا لمتهمين آخرين بمراقبة عدد من رجال الشرطة بمحافظة المنصورة تمهيدًا للتخطيط لاغتيالهم. وأضاف المحامي أن معظم المتهمين اعترفوا بالتهم الموجهة إليهم أثناء التحقيقات الأولية، لكنهم تراجعوا عن الاعترافات لاحقًا، وأكدوا أنها كانت تحت وطأة التعذيب. وتعود أحداث القضية إلى فبراير ٢٠١٤ حينما قام شخصان مجهولا الهوية بإطلاق النيران على الرقيب عبدالله متولي أثناء استقلاله لدراجته البخارية أثناء نزوله من كوبري سندوب بعدما اعترض المهاجمان طريقه بدراجتهم البخارية أيضًا. وأصبح حكم الإعدام بحق المتهمين الستة باتًا ونهائيًا، بعد استنفاذ المتهمون كل مراحل التقاضي. ويعتبر هذا الحكم هو ثالث حكم نهائي بالإعدام ضد متهمين منذ بداية التوسع في إصدار أحكام الإعدام ضد عدد من مؤيدي مرسي في السنوات الأخيرة. كان أولها الأحكام الصادرة ضد مجموعة من المتهمين في القضية التي عرفت بقضية عرب شركس، وقد نفذت أحكام الإعدام بحق ستة منهم في مايو ٢٠١٥. وكان ثاني تنفيذ لحكم إعدام نهائي، الذي نُفذ في ديسمبر ٢٠١٦ بحق عادل حبارة المتهم بتنفيذ مذبحة رفح الثانية التي أسفرت عن مقتل ٢٥٥ مجندًا في شمال سيناء.
نصف قرن على يونيو ١٩٦٧ عقبات التأريخ للهزيمة عثمان الشرنوبي ٧ يونيو ٢٠١٧ ـــــــــــــــــــــــ في شهر أكتوبر عام ١٩٧٥ اجتمعت لأول مرة لجنة رسمية كلفها الرئيس الراحل محمد أنور السادات بكتابة تاريخ الحقبة الناصرية، وبالأخص تاريخ حرب ١٩٦٧. شُكّلت اللجنة برئاسة نائب السادات في ذلك الوقت، الفريق محمد حسني مبارك، وعضوية مجموعة من الصحفيين وضباط كبار بالقوات المسلحة وسياسيين وخبراء وبعض المؤرخين. وأعلن مبارك أن مهمة اللجنة هي كتابة تاريخ علمي وموضوعي عن ثورة ١٩٥٢ في مواجهة الروايات المتضاربة المتداولة في المجال العام في ذلك الحين. في تطوّر نوعي لأسلوب الدولة في اجتهاداتها لكتابة التاريخ، قال مبارك إن السادات أكّد له أن اللجنة سيتاح لها الإطلاع على مواد أرشيفية سرية وسيصرّح لها التحدث مع شخصيات عامة من تلك الحقبة. ولكن المؤرخ عزت عبد الكريم أبدى اعتراضات على اللجنة وريبة حول الغرض وراء إقامتها، وكأنه لم يكن عضوًا فيها، وشدد على أن المؤرخين المصريين نشأوا في ظل مدرسة تاريخية ذات تراث مهني قوي؛ كل ما يحتاج إليه المؤرخون، بحسب عبد الكريم، هو أرشيف قومي فعّال، مثلما يوجد في بلاد كإنجلترا والولايات المتحدة، وإمكانية الوصول لوثائق الدولة التاريخية، مذكرا أن مبدأ «الأمن القومي» موجود في كل بلدان العالم، ولكنه لا يُستخدم كوسيلة للحظر التام على الولوج إليها. انضم مؤرخون آخرون لعبد الكريم في نقده لمحاولة الدولة كتابة التاريخ، وتحول النقد إلى معارضة صريحة، أرغمت مبارك على الرد بأن اللجنة لن تقوم بالحجر على حق الآخرين في كتابة التاريخ، بل أنها تقوم أيضًا بجمع الوثائق وتنظيمها وتصنيفها. تحوّل بالفعل النشاط الأساسي للجنة من التأريخ إلى الجمع والتصنيف، وبدأت في البحث في وثائق مجلس قيادة الثورة والضباط الأحرار ومجلس الوزراء والمخابرات العامة ووثائق أخرى. واتضح بعد بضع سنوات أن اللجنة وجدت صعوبة في تحديد أماكن العديد من الوثائق، وبدأ الاهتمام العام باللجنة يتراجع، واستقال مبارك من رئاستها. بعد اغتيال السادات في ١٩٨١، ومع الاهتمام بقضايا عامة أخرى في السنوات التالية لإنشائها، حُلّت اللجنة في هدوء. منذ ذلك الحين ووثائق الدولة – ومنها وثائق حرب ١٩٦٧ – حبيسة مؤسساتها. يوضح يوآف دي كابوا، الذي سرد قصة نشأة هذه اللجنة في كتابه عن حركات التأريخ المصري المعنون «المتحكّمون في الماضي العربي المؤرخون وكتابة التاريخ في مصر في القرن العشرين»، أن غياب المادة الأرشيفية الأساسية لفترة ما بعد ١٩٥٢ أعطت كُتّاب التاريخ الحرية التامة للكتابة وفقًا لهواهم، ما أدى في النهاية إلى أن الكتابات المتناقضة ألغت بعضها فيما وصفه بـ«دورة مكونة من رواية غير موثقة تنافس رواية أخرى غير موثقة». أرشيف مغلق تتجلى أزمة توفر الوثائق الرسمية في كتابة أحد أهم محطات التاريخ المصري والعربي الحديث هزيمة ١٩٦٧. كثرت الكتابة عن هذه الحرب رغم قصرها من قبل مؤرخين وكتاب غير مصريين، والكثير منهم بالطبع إسرائيليون (برز كتاب مايكل أورين «ستة أيام من الحرب» مثلًا كأكثر الدراسات عن الحرب توثيقًا وتفصيلًا). ولم تخل هذه الدراسات من إشارات عن عدم توفر مواد أرشيفية عربية. فبينما تلتزم بلاد كإسرائيل وإنجلترا وأمريكا بقاعدة رفع السرية عن وثائقها بعد ٣٠ سنة، لا تزال الحكومات العربية تغلق المجال للاطلاع عليها. كان الأرشيف التشيكي مصدر المؤرخ الإسرائيلي، جاي لارون، لأحدث دراسة عن الحرب نشرتها دار نشر ييل يونيفرستي برس في فبراير الماضي بعنوان «حرب الأيام الستة كسر الشرق الأوسط». يقول جاي لارون إن بعض الوثائق التي عُثر عليها في الأرشيف القومي في العاصمة التشيكية براغ كانت مفتاحه لتقديم ورقة تعليقًا على كتاب صدر عن دور الاتحاد السوفييتي في حرب ١٩٦٧، التي أثارت اهتمامه لكتابة الكتاب. ليس من المعتاد أن يلجأ الباحثون في شؤون الشرق الأوسط إلى وثائق أوروبا الشرقية، ولكنها كانت تجربة مثمرة بالنسبة للارون نظرًا لصعوبة الوصول إلى الوثائق الروسية، واستحالة الوصول إلى الوثائق العربية (من المفارقات أن الوثائق الرسمية العربية التي استخدمها لارون في كتابه كانت وثائق سورية استولى عليها الجيش الإسرائيلي عند اجتياحه لسوريا خلال الحرب). وجاءت نفس الإشارة في كتاب سابق لكتاب لارون وهو «حرب ١٩٦٧ العربية الإسرائيلية أصولها وعواقبها» الذي نشر في ٢٠١٢ وحرره المؤرخ الأمريكي وليام روجير لويس والبريطاني الإسرائيلي آفي شليم، أحد مؤرخي إسرائيل الجدد. قال المحرران في مقدمة الكتاب إن هناك عدم تناسق واضح في المصادر الأولية المتوفرة لكتابة تاريخ الحرب. يجبر هذا الوضع المؤرخين على الرجوع إلى مذكرات القادة السياسيين والعسكريين العرب لمحاولة معرفة تاريخ الحرب من منظور البلاد العربية التي عانت أكثر المعاناة جراءها. لكن الاعتماد المنفرد على المذكرات يحمل في طياته جملة مشاكل تواجه المؤرخ في سرد الأحداث التاريخية، فالمذكرات روايات ذاتية هدفها تبرير تصرفات كاتبيها أكثر من كونها سرد يهدف إلى الموضوعية والتوازن، خصوصًا عندما تكون في سياق المسؤولية عن أخطاء، أو في حالتنا، هزيمة مضنية. يظهر ذلك جليًا في مذكرات القادة العسكريين حول أحداث الحرب. أكثر من مرة أكد اللواء عبد الحميد الدغيدي، القائد الجوي المسؤول عن جبهة قناة السويس وسيناء أثناء الحرب، والذي طالته بالطبع اتهامات متتالية حول تدمير أغلب السلاح الجوي المصري في بضع ساعات، أنه كان القائد الوحيد الذي تواجد في غرفة العمليات الخاصة به خلافًا لباقي القادة، وأن الفرقة الثامنة المضادة للمدفعية تحت قيادته كانت «المثل الأعلى في البطولة والإقدام»، وأن المسؤولية الأساسية تقع على رئيس الأركان، محمد فوزي، وقائد الجيش الميداني، صلاح محسن، وقائد المخابرات الحربية، الفريق محمد أحمد صادق، الذين أطلق عليهم في مذكراته لقب «الفرسان الثلاثة». وبدوره، يُلقي محمد فوزي في مذكراته اللوم على قوات الدفاع الجوي لعدم الرد بعد الاعتداء على المطارات دون انتظار أوامر كما تلزم حالة الاعتداء المباشر، وحمّل المخابرات الحربية مسؤولية عدم علمها بجاهزية سلاح الطيران الإسرائيلي الوصول إلى العمق المصري لتدمير مطارات القاهرة والمطارات الجنوبية، واقتصار المعلومات على أن مداها لا يتعدّي مطارات القناة. وهكذا في روايات قادة آخرين مثل قائد القوات البرية، الفريق أول عبد المحسن مرتجي، ورئيس هيئة العمليات الفريق، أنور القاضي، وغيرهم. لكن رغم ذاتية رواياتهم فيمكن لقارئها أن يستشف أسباب الهزيمة، كما يقول المؤرخ خالد فهمي، أستاذ التاريخ الزائر في جامعة هارفرد بالولايات المتحدة. الوثائق كعريضة اتهام قد لا يفهم البعض السبب وراء اعتبار وثائق مر عليها ربع قرن سببًا لقلق أمني أو هاجس للسلطة. يؤكد فهمي أن جميع الشخصيات التي كانت في مراكز القيادة وقت الحرب متوفون الآن، باستثناء شخصية أو إثنين، فليس من شأن سرية الوثائق الحيلولة دون فضح شخصيات بعينها. إنالسبب الرئيسي لحجب وثائق الحرب والوثائق التاريخية عامة في مصر، طبقا لرأي فهمي، هو خوف الدولة من أن يعرف المجتمع ما يجري في أروقة اتخاذ القرار. يرى فهمي أن «مصارين» الدولة المصرية في ذلك الوقت لا تظهر من محاضر اجتماعات مجلس الوزراء أو جلسات البرلمان أو لجان الاتحاد الاشتراكي، بل تتضح طبيعته من خلال علاقات رئاسة الجمهورية والقوات المسلحة والأجهزة المخابراتية ببعضها، وبالتحديد في انقسام القيادة وتناحر أجنحة الدولة مع بعضها. يعطي فهمي، الذي سرد تفاصيل ملابسات قرار تعبئة القوات إلى سيناء في سلسلة تدوينات عن الحرب في مدونته، مثلًا على ذلك بقرار التعبئة الذي اختلف عليه أكبر قيادتين في البلد، وهما الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والقائد العام للقوات المسلحة عبد الحكيم عامر. فبينما كان ناصر يعرف أن أي معركة مع إسرائيل ستكون خاسرة، كما صرّح في لقاءات عامة وأخرى خاصة للعديد من المقربين منه، كان عامر يحثه على المواجهة، وكان هو من اتخذ القرار الأولي فيها. يختلف مؤرخون آخرون في هذا، تقول لورا جيمس في كتاب لويس وشليم أن عبد الناصر عبّر عن إيمانه أن مصر يمكنها خوض حرب دفاعية ضد إسرائيل. بحسب فهمي، كان عبد الناصر يعلم أن المشير عامر «غير كفئ، فقد هزم في العدوان الثلاثي، وفشل في إدارة الوحدة مع سوريا، وكان يفشل في حرب اليمن، ولكنه أبقى عليه في قيادة الجيش على أي حال». تفسير فهمي لهذا، والذي يقول أنه جليّ في العديد من المذكرات والشهادات وبعض الوثائق المنشورة، هو أن العلاقات الشخصية والولاءات لعبت دورًا كبيرًا في الحفاظ على وضع مؤسسي أدّى إلى الهزيمة. «كانت هناك شلة عامر ومجموعة ناصر، ولا يخفى على أحد أن الكثير من التعيينات كان وراءها حسابات سياسية، فمثلًا اختيار عبد الناصر لفوزي رئيسا للأركان، وكان معروف كراهيته وعامر لبعضهما، جاء لقربه لعبد الناصر في وقت كان يقلق من أسلوب إدارة عامر للجيش باعتباره ملكًا له ويحاول الحد من تدخّل عبد الناصر في إدارته». يرى فهمي أن تلك الولاءات أدت إلى وجود قادة غير أكفاء، وسببت تضاربًا في الاختصاصات والأوامر، كانت وطيدة الصلة بسرعة وفداحة الهزيمة. أعطى فهمي مثالًا على تضارب الخطط قبيل الحرب بين الهجومية والدفاعية، لدرجة أن قائد الجيش الميداني، صلاح محسن، أوفد إلى القاهرة اللواء أحمد إسماعيل علي في ٢٧ مايو للاستفسار عما إذا كانت الاستراتيجية هجومية أم دفاعية – يقول فهمي «الوثائق بمثابة إدانة للنظام، عندما تحقق في مجريات الدولة في فترة ما قبل وبعد الحرب، لا تريدك هذه الدولة أن تكتشف الطريقة المخزية التي تدير بها أمورها». تأريخ مختلف.. أحيانًا بديل لا تخرج معظم الكتابات المؤرخة للحرب عن المألوف في سرد أحداثها وتصاعد التوترات قبلها من قرار التعبئة إلى قرار غلق مضيق تيران إلى هجوم الخامس من يونيو ثم الانسحاب والاحتلال. كتب المؤرخون كثيرًا عن الخطط والصدف ونوايا الأطراف المعنية. وكانت الأسئلة التي حكمت هذه الروايات في شكل ما إذا كانت إسرائيل تنوي الهجوم قبيل الأزمة، ولماذا راهن عبد الناصر على أن الأزمة سيتم احتواؤها من قبل القوى الكبرى. هل حصلت إسرائيل على دعم عسكري مباشر من الولايات المتحدة؟ وهل كان احتلال الضفة الغربية والقدس ضمن الخطة الأولى للإسرائيليين؟ إلخ. وكون هذا السياق العسكري والسياسي من الطبيعي تناوله في التاريخ الحربي، إلا أن تاريخ هزيمة بهذا الحجم والتأثير يستلزم النظر إليه من زوايا مختلفة، وطرح أسئلة أخرى، مثل كيفية تعاملت الثقافة الشعبية مع الهزيمة ومناهضة الوضع القائم بعدها؟ ما الوضع الاجتماعي الذي أدّى إلى هذا الشكل من علاقات القوى بين مؤسسات الدولة وبداخلها؟ ما الأصوات التي يهمّشها الأرشيف، وعلاقات القوى التي يخفيها حتى إن أفرجت الدولة عن وثائقه؟ هل يجب علينا أن نتخلى من الأساس عن الحدود الزمنية التي تفرضها علينا الدراسات التقليدية عن الحرب، فنبدأ دراسة الهزيمة قبل حدوثها، من خلال مثلًا تتبع تطوّر المؤسسات العسكرية والأمنية منذ ١٩٥٢ أو حتى في الحقبة الاستعمارية في مجمل المنطقة؟ في مقال لها بمجلة ميريب، تقول شيرين صيقلي، أستاذة التاريخ المتخصصة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث بجامعة كاليفورنيا، إننا يجب أن نتحرر من الفترات الزمنية التي تحكم أغلب الدراسات عن الحرب. وتضيف أنه يمكننا، بدلًا من أن نؤرخ لحركة الفدائيين الفلسطينيين في الستينيات مثلًا، أن ندرسها في الخمسينيات أو الثلاثينيات خلال ثورة فلسطين الأولى، أو في القرن التاسع عشر. يصب طرح صيقلي في اتجاه تحرير تفكيرنا التاريخي من تراث يحدد قاعدته المعرفية، ومن خلال ذلك يمكننا دراسة أشياء كالثورة أو الاحتلال في أزمنة مختلفة، قد لا تكون بالضرورة في سياق الدولة القومية، بل قبل نشوئها لتنظم الحياة الجمعية وقيادة حركة الاستقلال. تقترح صيقلي أيضًا أنه يجب، في دراستنا لأسباب الهزيمة، ألا نقع في براثن تفكير يعزز انعدام فعالية الشعوب في المسارات التاريخية للدول السلطوية، ما تطلق عليه صيقلي تراث معرفي يعزز ثقافة اليأس. تقول صيقلي لـ«مدى مصر» إن تلك الثقافة تصرف النظر عن الصراعات الشعبية التي تعدّ من العناصر المهمة في تاريخ حرب ٦٧. ولذلك، تقترح صيقلي أن تكون أحد الطرق التي من شأنها أن تجدد السرد التاريخي هو اللجوء إلى وثائق أخرى مثل الشهادات الشفهية والأدب والإعلام والخطب، وتضرب مثلًا لما قد تكشفه أغاني الشاعر أحمد فؤاد نجم والملحن والمغني الشيخ إمام عن الحرب عن تاريخ تلك الفترة، والقدرة على سرد واقع لا تحتويه الوثائق الرسمية. يتفق عبد العزيز عز العرب، أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية في القاهرة، مع صيقلي، قائلًا إن أغنية نجم والشيخ إمام «الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا» مثلًا تعكس حالة الإحباط والمرارة من الهزيمة، وهي محاولة لربط الهزيمة بمسبباتها، كسوء إدارة القوات المسلحة، كما يظهر في كلماتها والبيه حاطط في كل حتة مدير ظابط وإن شالله حمار يقول عز العرب إن التركيز على مؤثرات المزاج العام مهمة، والثقافة الشعبية من خلال الأغاني والأفلام والقصص والروايات يمكن استخدامها لدراسة هذا العنصر المهم من الهزيمة، مضيفًا أنه كرّس بالفعل مقرر دراسي يتكون من مصادر أولية ثقافية لهذه الفترة، وكان واضحًا فيها رد الفعل الشعبي على الهزيمة. ويرى عز العرب أن الثقافة يمكن من خلالها أيضًا الوصول إلى استنتاجات عن الفترات محل البحث التاريخي، فمثلًا تظهر دولة المخابرات وعلاقتها بالهزيمة في ديوان «هوامش على دفتر النكسة» لنزار قباني، والذي منعته الرقابة من النشر، ويظهر المزاج العام من خلال قصص قد تعكس الحالة النفسية للشعوب، وهو ما يرى عز العرب أنه يحتّم توثيق شهادات شفهية عن العصر قبل فوات الأوان، مؤكدًا أن كثيرين ممن كانوا واعين وقت الهزيمة ما زالوا على قيد الحياة. تعود صيقلي لتتفق مع عز العرب في أهمية التاريخ الشفهي كمصدر لكتابة تاريخ الحرب، قائلة إن مؤرخي فلسطين استعانوا بهذا النهج في كتابة التاريخ في ظل غياب الوثائق نتيجة الاحتلال، وكانت النتائج مجدية. ويورد دي كابوا في كتابه عن مدارس التاريخ المصرية أن تعنّت الدولة في الإفراج عن الوثائق التاريخية طور اتجاهًا لإقامة مشروعات كبيرة للتأريخ الشفهي. يضيف عز العرب أن المؤرخين كثيرًا ما يهملون فترات مهمة، كالتاريخ الشعبي المرتبط بالهزيمة بين ٦٧ و٧٣، لمجرد أنها تسبقها وتليها أحداث كبيرة، مثل الهزيمة والعبور ثم اتفاقية السلام. ويرى عز العرب أن ذلك حدث مع ١٩٦٨، حيث ظهر أثر الحرب بوضوح في مظاهرات فبراير ونوفمبر الدموية للتنديد بالهزيمة والمطالبة باسترداد سيناء، وهي فترة لم تحظ بالكثير من الاهتمام رغم أهميتها، بحسب عز العرب. يرى دي كابوا أن دراسات «الصدمة» – وهي الشعبة الدراسية الباحثة في الصدمات النفسية الجماعية جراء أحداث كالحرب أو الكوارث الطبيعية أو التعذيب إلخ – مفيدة لدراسة تاريخ ٦٧. يقول دي كابوا لـ«مدى مصر» إنه لا توجد دراسات تفسر كيف تحوّلت «نكسة» إلى ثقافة انهزام في المنطقة أثرت في الملايين من سكانها، وليس في المصريين فقط. يرى خالد فهمي إن المصريين اتخذوا قرارًا جماعيًا بألا يتعاملوا مع الهزيمة، حيث اعتبروها مجرد «نكسة»، وساعدهم إعادة بناء الجيش في وقت قياسي وحرب ١٩٧٣ في تجاوز الحدث، ولذلك لا تأخذ الحرب مكانتها المُستحقة في التاريخ الحديث والمعاصر. ويكون السؤال هنا، سواء كانت فرص التأريخ لهذه الحرب متاحة من خلال الوثائق الرسمية أو من خلال مناهج بديلة تلتقط ما لا يكتب في سجلات الدولة، هل ستختلف مكانة هذه الهزيمة في الوعي الجمعي للشعب؟
محمد يونس ٦ يونيو ٢٠١٧ في مطلع العام الماضي ٢٠١٦، أُطلقت استراتيجية مصر للطاقة ٢٠٣٠، وذلك ضمن وثيقة بعنوان «استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر ٢٠٣٠». صاحَب إطلاق الوثيقة ترويج كبير لها ولأهميتها، «خصوصًا في هذه اللحظة من تاريخ مصر التي تتطلب مراجعة أهداف التنمية... وتطوير حلول أفضل… لتحقيق آمال الشعب في حياة كريمة... وتحقيق أهداف الدستور في إنجاز الرخاء عن طريق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية والنمو المتوازن». نصت الوثيقة، وهي آخر استراتيجية للطاقة تخرج للنور حتى الآن، أن الرؤية الاستراتيجية للطاقة تتضمن أن يكون «قطاع الطاقة قادرًا على تلبية كافة متطلبات التنمية الوطنية المستدامة… وتعظيم الاستفادة الكفء من مواردها... وتحقيق النمو الاقتصادي... والعدالة الاجتماعية وحماية البيئة... .مع تحقيق ريادة في مجالات الطاقة المتجدِّدة». وقد حددت استراتيجية الطاقة عددًا من الأهداف والبرامج والمؤشرات لتحقيق وقياس هذه الرؤية. وبمناسبة اليوم العالمي للبيئة، الذي مر بالأمس، يتناول هذا المقال بعض مؤشرات وأهداف الاستراتيجية، خصوصًا المتعلقة باختيار مزيج الطاقة المناسب، لكونه حجر الزاوية في استراتيجيات الطاقة عمومًا، وذلك لقياس مدى توافقها مع الأهداف التي أعلنت الاستراتيجية تحقيقها. طبقًا للاستراتيجية، فنحن نحصل على ٩٦% من طاقتنا من الوقود الأحفوري، على شكل ٥٣ و٤١ و٢ % غاز وبترول وفحم على التوالي، بالإضافة إلى ٤% طاقة متجددة معظمها كهرومائية، ولم تذكر الاستراتيجية كميات استهلاكنا الحالي من مصادر الطاقة، أو معدلات النمو المتوقعة، أو الاحتياجات المطلوبة بحلول عام ٢٠٣٠، ولم تتضمن أي معلومات عن مصادر تلبية هذه الاحتياجات ولا أنواع الوقود، كما لم تُحدّد نسب المزيج المستهدف! من الغريب أن الاستراتيجية، التي خلت من نسب الطاقة الأولية، حدّدت نسب مزيج الكهرباء، دون إيضاح كذلك للمعدلات المتوقعة لنمو الطلب أو الاحتياجات الكلية المستهدفة. وأوكلت هذه المهمة إلى برنامج من المتوقع تنفيذه بين عامي ٢٠١٦ ٢٠٢٠، وسيكون من مهامه إصدار خطة استراتيجية متوسطة وبعيدة المدى للقطاع، تتضمن نِسَب مزيج الوقود الأولي وسياسات ترشيد الطاقة وكفاءة الإنتاج! فعلى أي أسس إذن وُضعت النسب الحالية لمزيج الكهرباء؟ وهل ستُراجَع نسب هذا المزيج بعد تنفيذ البرنامج؟ وما إمكانية تطبيق مزيج الكهرباء الحالي في ظل تطوير استراتيجية أخرى؟ وما جدوى فرض مزيج قوامه محطات فحم ومفاعلات نووية، قبل تصميم استراتيجية وخطة للقطاع يقومان على بيانات دقيقة؟ من أهم أسباب القلق أيضًا أن المزيج المطروح، على الرغم من تنوعه (الفحم ٢٩%، الغاز والبترول ٢٧%، الطاقة المائية ٥%، الشمس والرياح ٣٠% والطاقة النووية ٩%) لن يحقق «التنمية المستدامة»، وهي عنوان الاستراتيجية، وتستوجب مراعاة البعد البيئي والاجتماعي لتحقيق النمو الاقتصادي، أي الطاقة النظيفة والمتوفرة بسعر مناسب. فمن ناحية، يتعارض اعتمادنا على الفحم مع البيئة، لما يمثله من عبء صحي بسبب تلوث الهواء وإجهاد النظام الإيكولوجي، جراء نقله وتخزينه والمخلفات الناتجة عنه، ناهيك عن أهمية الأماكن المُختارة، مثل شواطئ البحر الأحمر والمتوسط، لمحطات الطاقة كثيفة العوادم بالنسبة قطاع السياحة، ومن ناحية أخرى لا يدعم الفحم استقلالية القطاع لاعتماده على استيراد الوقود والتكنولوجيا، بالإضافة إلى الاستهلاك العالي للمياه الذي يختص به الفحم في بلد يعاني فقر الماء ويتوقع المزيد من ندرتها في المستقبل. كما أن التكاليف غير المُدرجة في تكاليف إنتاج الوحدة الكهربية المنتجة من تلك المحطات، المصاحبة لمحطات الفحم والطاقة النووية هي محل جدل واسع، فلا يمكننا إغفال التكاليف الناجمة عن التلوث البيئي، من تشغيل تلك المحطات، باعتبار الكلفة الاقتصادية للمحطات تشمل الآثار غير المباشرة أو بعيدة المدى جراء الانبعاثات الضارة لمحطات الفحم، أو تكاليف دفن النفايات النووية لمئات السنين، وتكهين المفاعلات الذي يستغرق وقتًا يساوي فترة عمل تشغيل المفاعلات. وبالإضافة إلى عامل الأسعار، فهناك صعوبة البدء في توطين التكنولوجيا والاستثمار فيها، حيث لا تمتلك مصر تقريبًا أي مناجم للفحم. ورغم وجود اليورانيوم، إلا أننا أبعد ما نكون عن امتلاك التكنولوجيا النووية، بالإضافة إلي تهديد هذين النوعين لاستقلالية إنتاج الكهرباء، خصوصًا في ظل تقلبات الأسواق وتوترات الأوضاع السياسية. بينما تمتلك مصر مخزونًا هائلًا من الطاقات المتجددة، حيث طبقًا لدراسة لمعهد فرانهوفر أجريت في ديسمبر ٢٠١٦ عن تكلفة إنتاج الوحدة الكهربية المنتجة من مختلف التقنيات في مصر، ستنخفض بحلول العام ٢٠٣٠ تكلفة إنتاج الكهرباء من تكنولوجيا الطاقة المتجددة، وبالتحديد محطات الرياح والخلايا الفوتوفولتية، لتصبح أرخص أنواع الطاقة في إنتاج الكيلو وات ساعة، مع الأخذ في الاعتبار سرعة تطور تلك التطبيقات وزيادة كفاءتها بمرور الوقت مع إمكانية تصنيعها محليًّا، ورغم طموح الاستراتيجية للوصول إلى ٣٠%، إلا أن هذا لا يبدو محتملًا ولا مجديًا في ظل التوسع في الفحم وإدخال الطاقة النووية، فكلاهما كفيل باستنفاد التمويل والموارد المطلوبة للتوسع في الطاقة المتجددة. لم تعكس الإستراتيجية رؤيةً حول التنمية المستدامة، كما افتقرت إلى البيانات والمعلومات، وكنا نأمل مثلًا أن تطرح برنامجًا قويًّا بأهداف كمية محددة لترشيد الطاقة في كافة القطاعات، أو برنامجًا أكثر طموحًا في الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الحيوية، واعتبار الغاز الطبيعي، وتحديدًا محطات الدورة المركبة كمرحلة انتقالية، بديلًا عن الفحم والنووي، مع تعزيز الأنماط غير المركزية لإنتاج الطاقة، والتي تساهم في تقليل الفقد الناتج عن التوصيل بالشبكة الأم، وعدم التأثر بالأعطال المتكررة للشبكة، بالإضافة إلى دورها في تنمية مجتمعات نائية.
وفد «حماس» في القاهرة يبحث التعاون الأمني والإفراج عن ٤ فلسطينيين «مختفين» مدى مصر ٦ يونيو ٢٠١٧ قال مصدر سياسي من غزة إن الزيارة الجارية لوفد حركة المقاومة حماس إلى القاهرة تحمل عدد من العناوين السياسية والأمنية، تدخل جميعها ضمن التنسيق المشترك بين الحركة وأجهزة الدولة المصرية. وأوضح المصدر أن الزيارة ستتناول الدور المصري في تخفيف الحصار المفروض على القطاع، خاصة إمكانية فتح معبر رفح في الاتجاهين بصورة دائمة. كما تناقش التعاون مع الحركة بمواجهة المنظمات الإرهابية الناشطة في مصر. ووصل منذ يومين وفد من «حماس» يضم رئيس المكتب السياسي في غزة، يحيى السنوار، في زيارته الأولى للقاهرة منذ انتخابه، وكذلك ووزارة الداخلية في حكومة حماس، توفيق أبونعيم، وعدد آخر من القيادات الأمنية في الحركة. وتوقع المصدر أن تتناول الزيارة بحث جهود الإفراج عن أربعة شباب من الجناح العسكري للحركة، كتائب عز الدين القسام، اختفوا بعد دخلوهم مصر عبر معبر رفح في أغسطس ٢٠١٥. وأعلنت حركة حماس عن اختفاء الشباب الأربعة، حسين الزبدة وعبدالدايم أبولبدة وياسر زنون وعبدالله أبوالجبين، عقد خروجهم من معبر رفح في الأراضي المصرية. وأوضحت الحركة أنهم حصلوا على كل التأشيرات والأوراق الرسمية لسفرهم إلى الأراضي المصرية. وشهدت العلاقات بين الطرفين تطورات ملحوظة خلال الشهور الماضية، بعد ارتفاع حدة التوترات بينهما عقب الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي في يوليو ٢٠١٣. انعكست على فتح معبر رفح البري عدة مرات خلال العام الماضي، مقارنة بالعام ٢٠١٥، والذي وصل فيه الحصار المفروض على القطاع إلى ذروته. وفي فبراير ٢٠١٥ قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بإدراج حركة حماس في قائمة التنظيمات الإرهابية، لاتهامها بمشاركة السجناء في الهروب من سجن وادي النطرون إبان ثورة ٢٥ يناير. ما انتقدته الحركة في بيان رسمي قالت فيه إن الحكم «مسيس، ويأتي للهروب من المشاكل الداخلية المصرية»، إلا أن المحكمة ذاتها، وبعد تقدم الحكومة بالطعن على الحكم الأول، عادت وألغت قرارها.
«تيران وصنافير» إحالة الطعن على أحكام «الأمور المستعجلة» لمفوضي مجلس الدولة.. ودعوى لحل البرلمان مدى مصر ٦ يونيو ٢٠١٧ قررت محكمة القضاء الإداري اليوم، الثلاثاء، إحالة الطعن المقدم ضد حكم محكمة الأمور المستعجلة باستمرار سريان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية التي شملت التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، لهيئة مفوضي مجلس الدولة، وحددت جلسة ١٣ يونيو لنظر التقرير، بحسب تصريحات المحامي خالد الجمال لـ «مدى مصر». وأضاف الجمال أنه في حال عدم ورود التقرير للمحكمة في الميعاد المحدد، فإن المحكمة ستحدد موعدًا آخر للجلسة. كان كل من المحامين الحقوقيين خالد علي ومالك عدلي قد تقدما في وقت سابق بطعن طالبا فيه بعدم الاعتداد بأي حكم صادر عن محكمة الأمور المستعجلة بشأن قضية التنازل عن الجزيرتين، وذلك لعدم اختصاصها. وكانت محكمة الأمور المستعجلة قضت في ٢ أبريل الماضي بإسقاط حكم «الإدارية العليا» الخاص بقضية تيران وصنافير، واستمرار سريان اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية. وأوضح علي أن «ما حدث كان غير معقول، فلا يمكن الاعتداء على أحكام المحكمة الإدارية العليا من قبل محكمة الأمور المستعجلة». وقررت المحكمة في أبريل الماضي خلال أولى جلساتها بحجز الدعوى للحكم اليوم، قبل أن تصدر قرارها بإحالة الطعن لهيئة المفوضين. واختصم علي وعدلي في طعنهما كلًا من رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ورئيس مجلس النواب، ووزراء الداخلية والخارجية والدفاع، بالإضافة إلى ثلاثة محامين. وقد نَصَّ الطعن على «أن قضاء الأمور المستعجلة غير مختصة بنظر أي منازعات تتعلق بأحكام القضاء الإدارى أو الإدارية العليا، الأمر الذي يستدعي انعدام كافة الأحكام التي تصدر من محاكم الأمور المستعجلة وتتضمن توقف تنفيذ أو عدم الاعتداد بأحكام القضاء الإدارى أو الإدارية العليا، لأن أحكام الأمور المستعجلة في هذه الحالة تكون هي والعدم سواء. فلا يجوز لأية محكمة تابعة للقضاء العادي أن تأمر بوقف تنفيذ أي حكم صادر من محاكم مجلس الدولة، إذ في ذلك خرق صارخ لأحكام الدستور والقانون، وافتئات على الاختصاص الموسَد لمجلس الدولة بحسبانه قاضي القانون العام في المنازعات الإدارية والدعاوى التأديبية، وما فتئ قائمًا عليها باسطًا ولايته على مختلف أشكالها وتعدد صورها. فالحكم الصادر من جهة قضاء خارج تخوم ولايتها معدوم الحجية أمام الجهة صاحبة الولاية في النزاع». وفي سياق متصل، أعلن علي عن إقامة دعوى قضائية لإلزام رئيس الجمهورية بحل البرلمان عملاً بالمادة ١٣٧ من الدستور لإقدام البرلمان على مناقشة اتفاقية تسليم تيران وصنافير للمملكة السعودية، وهو ما يعد خطراً على الأمن القومي المصري وتعريض البرلمان أراضي الدولة المصرية للخطر، بحسب الدعوى. وتنص المادة ١٣٧ على أنه «لا يجوز لرئيس الجمهورية حل مجلس النواب إلا عند الضرورة، وبقرار مسبب، وبعد استفتاء الشعب، ولا يجوز حل المجلس لذات السبب الذي حل من أجله المجلس السابق. ويصدر رئيس الجمهورية قراراً بوقف جلسات المجلس، وإجراء الاستفتاء على الحل خلال عشرين يومًا على الأكثر، فإذا وافق المشاركون فى الاستفتاء بأغلبية الأصوات الصحيحة، أصدر رئيس الجمهورية قرار الحل، ودعا إلى انتخابات جديدة خلال ثلاثين يومًا على الأكثر من تاريخ صدور القرار. ويجتمع المجلس الجديد خلال الأيام العشرة التالية لإعلان النتيجة النهائية». وأشارت الدعوى إلى أن إجراءات مناقشة الاتفاقية باطلة، وأن عدم التزام الرئيس بحل البرلمان يعد مخالفة للمادة ١٣٩ من الدستور، التي تقضي بأن «رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة، ورئيس السلطة التنفيذية، يرعى مصالح الشعب ويحافظ على استقلال الوطن ووحدة أراضيه وسلامتها، ويلتزم بأحكام الدستور ويُباشر اختصاصاته على النحو المبين به». كانت جريدة المصري اليوم قد أكدت على لسان البرلماني مصطفى بكري إن لجنة الشؤون التشريعية والدستورية بالبرلمان ستبدأ في نظر الاتفاقية الأسبوع المقبل بالفعل. وكانت هيئة قضايا الدولة (محامي الحكومة) قد تقدمت بدعوى تنازع اختصاص أمام المحكمة الدستورية العليا، نظراً لصدور أحكام متناقضة من قبل القضاء الاداري ومحكمة الأمور المستعجلة فيما يخص الاتفاقية، إلا أن بكري أكد أن هذه المنازعة لن تغل يد البرلمان عن مناقشة الاتفاقية.
التحركات العربية ضد قطر قد تصل إلى مجلس الأمن أسمهان سليمان و عمر سعيد ٥ يونيو ٢٠١٧ شهد الخلاف القطري مع عدد من الدول العربية تصعيدًا كبيرًا بعد القرار الذي اتخذته السعودية والبحرين اليوم، الإثنين، ولحقت به كل من مصر والإمارات واليمن وحكومة شرق ليبيا، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، وغلق المجالات الجوية والموانئ أمام حركة النقل القطرية، الأمر الذي ردت عليه قطر برفضها «محاولات فرض الوصاية». وفيما توقع البعض أن تبقى هذه التحركات في مساحة الضغط الدبلوماسي على الدوحة لتحقيق مطالب خليجية في المقام الأول، ومصرية ضمنًا، قد تصل إلى مجلس الأمن، ذهب البعض الآخر إلى أن التحركات تذهب بالخلاف إلى نقطة اللاعودة، ولن تنحسر إلا بعزل النظام السياسي القطري. يقول مصدر سياسي عربي لـ«مدى مصر» إن «هذا التحرك الدبلوماسي، وإن بدا مفاجئًا، إلا أنه كان امتدادًا لاتفاق عربي بين عدد من الدول المشاركة في قمة الرياض الشهر الماضي، التي شارك فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. كان ثمّة اتفاق واضح، عبر عنه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في تعليقه على كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ولم يتأخر القرار عن ذلك الوقت سوى لانتظار محاولة يائسة من الكويت لململة الأمر، إلا أنه كان هناك قناعة بأن قطر ماضية في اتجاهها العدائي تجاه الدول العربية. كان اتخاذ القرار مجرد مسألة وقت». وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قال خلال كلمته في القمة «دعوني أتحدث بصراحة وأسأل، أين تتوفر الملاذات الآمنة لتدريب المقاتلين، ومعالجة المصابين منهم (..) كيف توفر لهم وجود غطاء إعلامي عبر وسائل إعلام ارتضت أن تتحول لأبواق إعلامية للإرهاب. هناك بكل أسف دول تورطت في دعم وتمويل المنظمات الإرهابية. كما أن هناك دول تأبى أن تقدم ما لديها من معلومات وقواعد بيانات عن المقاتلين الأجانب». وعلق الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز على كلمة السيسي قائلًا باقتضاب «نؤيد رؤيتكم في ما ذكرتموه، سندعمكم في المملكة العربية السعودية بكل قوة وعطاء». وقال مصدر دبلوماسي مقيم في الرياض إن «معلومات توفرت لكل من الرياض وأبو ظبي بمساعي الدوحة لدعم جبهة ولي العهد السعودي محمد بن نايف أمام النفوذ المتنامي للأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ابن الملك ووزير الدفاع وولي ولي العهد». بدت حالة التوتر بين السعودية والإمارات من جهة، وقطر من الجهة الأخرى، في الصعود إلى الواجهة الإعلامية عقب نشر وكالة الأنباء القطرية لتصريحات منسوبة إلى الأمير تميم بن حمد آل ثاني، قالت الدوحة إنها غير صحيحة وإنها نُشرت عقب اختراق لموقع الوكالة، قال فيها إنه «لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله (..) إن الخطر الحقيقي هو سلوك بعض الحكومات التي سببت الإرهاب بتبنيها لنسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته سوى بإصدار تصنيفات تجرم كل نشاط عادل». وكانت الخارجية المصرية أصدرت بيانًا اليوم، الإثنين، قالت فيه إنها أخطرت السفير القطري لديها بالقرار وأمهلته ٤٨ ساعة لمغادرة البلاد، قائلة «قررت حكومة جمهورية مصر العربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معادي لمصر، وفشل كافة المحاولات لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر، بالإضافة إلى ترويج فكر تنظيم القاعدة وداعش ودعم العمليات الإرهابية في سيناء، فضلًا عن إصرار قطر على التدخل في الشئون الداخلية لمصر ودول المنطقة بصورة تهدد الأمن القومي العربي وتعزز من بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية وفق مخطط مدروس يستهدف وحدة الأمة العربية ومصالحها». بدورها أصدرت الخارجية القطرية بيانًا قالت فيه إنها ترفض محاولات فرض الوصاية عليها، مؤكدة أن القرارات «لن تؤثر على سير الحياة الطبيعية للمواطنين والمقيمين في الدولة وأن الحكومة القطرية ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان ذلك وإفشال محاولات التأثير على المجتمع والاقتصاد القطريين والمساس بهما». وأضاف الدبلوماسي المقيم في الرياض «في سياق الاتهامات هذه بسعيها لتحريك قلاقل سياسية في الداخل السعودي، سعت الدوحة من خلال وساطة كويتية معلنة وأخرى غير معلنة عبر سلطنة عمان لتفنيد هذه الاتهامات، غير أنها لم توفق في ذلك.. كما أن هناك قناعة أن الدوحة لن ترضخ لجملة المطالب، السعودية بالأساس، بإعلانها قطع العلاقات مع طهران وطرد شخصيات سياسية محددة، وتجميد الحسابات المالية لآخرين، وهي مطالب نقلتها الكويت إلى قطر بشكل واضح ومحدد». وعلم «مدى مصر» من مصادر دبلوماسية متفرقة أن زيارة وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إلى القاهرة أمس، الأحد، كانت لإبلاغ الطرف المصري بفشل جهود الوساطة، وبوجود اتجاه خليجي لإعلان قطع العلاقات الدبلوماسية ومطالبة مصر بالانضمام إلى هذا الإعلان. وروجت قناة الجزيرة خلال الأيام القليلة الماضية لما وصف بأنه تسريب للبريد الإلكتروني لسفير الإمارات لدى واشنطن، يوسف العتيبة. وجاء في التسريبات ما كشف عن تنسيق بين الإمارات ومؤسسات إسرائيلية لمحاولات إثناء شركات عالمية عن الاستثمار في إيران. بالإضافة لحديث سفير الإمارات إلى المسؤولين الأمريكيين عن تورط قطر في دعم المنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط. وفي نفس السياق، قال مصدر حكومي مصري إن «خطوة اليوم تمثل بداية تحرك شامل تستهدف القاهرة منه اتخاذ خطوات جدية تتعلق بدعم قطر للجماعات الإرهابية وتوفير الأبواق الإعلامية لها. وستكون الخطوة المقبلة في إطار مجلس الأمن، في سياق الالتزامات الدولية المفروضة على الدوحة في الحرب على الإرهاب بما في ذلك على الساحة الليبية، التي تحولت أجزءًا كاملة منها إلى مسرح لإنطلاق عمليات إرهابية تقوض الأمن الإقليمي بأسره، وذلك بسبب السياسة القطرية». من جهته، قال مصدر في الجامعة العربية إن الأمين العام، أحمد أبو الغيط، يُجري مشاورات متوالية مع القاهرة بالأساس للنظر في ما يمكن القيام به ضد السياسة القطرية، دون وضوح التفاصيل حتى اللحظة. لكنه نفى إمكانية الحديث عن تعليق عضوية قطر في الجامعة أو فرض عقوبات عليها، مذكرًا بالجانب الإجرائي الذي يتطلب «إجماعًا داخل الجامعة»، بالإضافة إلى غياب أي تحرك عقابي من قبل مجلس التعاون الخليجي.
«تكمّل ولا تبطل» انطباعات «مدى» عن مسلسلات رمضان ٢٠١٧ كتب مدى مصر بسبب ارتفاع مستواها بشكل ملحوظ على مدار السنوات الماضية؛ جذبت المسلسلات الرمضانية عددًا كبيرًا من المشاهدين الذين كانوا انفضوا عن الدراما التلفزيونية لسنوات طويلة. هذا العام وبرغم الوفرة الإنتاجية جاء المستوى محبطًا للغاية. ربما كان سقف توقعاتنا عاليًا أكثر من اللازم، لذلك أصبنا بخيبة الأمل عندما وجدنا الدفعة الأولى من الحلقات هذا العام أقل إثارة للحماس ويسودها اتجاه عام للتنميط كما تفتقد التشويق، وتزدحم بألعاب درامية مكررة، وتعليقات اجتماعية وسياسية غاية في الضجر. ولنعين قراءنا على إيجاد بوصلة لإبحارهم في دوامة دراما رمضان، نقدم لكم انطباعات فريق عمل «مدى مصر» عن الحلقات الأولى لبعض المسلسلات التي شاهدناها لنعرف أيها يستحق المتابعة وأيها لا يستحق هذه الفرصة. واحة الغروب قنوات DMC ، DMC دراما ودبي ومتاح على يوتيوب الاختيار الأول للفنانين والمثقفين ومحبي الفن والثقافة، ربما لأنه مأخوذ عن الرواية الشهيرة للروائي المصري بهاء طاهر. في إيقاع هادئ وبطيء نرى محمود (خالد النبوي) وهو ضابط مصري كان مؤيدًا لعرابي في ثورته الفاشلة التي أدت لدخول الإنجليز مصر، يُنفى إلى واحة سيوة، ما دفع الكثيرين لأن يروا في قصته معادلًا لأحداث الثورة المصرية، حتى تحوّلت الجملة التي ألقاها محمود في المسلسل على لسان عبد الله النديم «لعن الله من يكره الحرية»، لاقتباس متواتر على مواقع التواصل الاجتماعي. يلتقي محمود بكاثرين السائحة الأيرلندية (منة شلبي) على متن المركب وتنمو بينهما علاقة حب سرعان ما تتطور إلى زواج. اللهجة المكسّرة لمنة شلبي، كأيرلندية تتكلم الفصحى، أثارت جدلًا بين المشاهدين، بين من يرى أنها واقعية ومقنعة للغاية ومن لديه مشكلة حقيقية في فهمها. حوار مريم نعوم شِعري وذكي، ولقطات كاملة أبو ذكري تبهر المشاهدين، لدرجة أن القليلين فقط حتى الآن مَن قارنوا بين أحداث المسلسل وأحداث الرواية الفائزة بجائزة البوكر العربية في أول دورة لها في ٢٠٠٨. تكمّل ولا تبطّل؟ لو كنت مثقفًا ومهتمًا بالمقارنة بين الروايات والأعمال الدرامية المأخوذة عنها، ولو كنت ثوريًا وتحب مقارنة ثورة ٢٥ يناير بثورات مصرية تاريخية أخرى، ولو كنت من عشاق الثنائي المشترك كاملة أبو ذكري ومريم نعوم، يُنصح بشدة بمشاهدة هذا المسلسل. لا تطفئ الشمس قنوات cbc وcbc دراما و mbc دراما، ومتاح علي تيللي ثاني الأعمال المأخوذة عن نص أدبي هذا العام بعد «واحة الغروب». في هذا المسلسل يقتبس تامر حبيب رواية «لا تطفئ الشمس» لإحسان عبد القدوس، وربما يبدو التقاؤهما في هذا العمل تسلسلًا أكثر من منطقي لأحداث العالم، فالاثنان يخرجان من نفس المنطقة ويلعبان على نفس الأوتار ويكونان نفس الخلطات حيثُ الرومانسية هي عقدة الحياة الرئيسية. وربما وجد حبيب في قماشة عبد القدوس كل ثيماته المُفضلة عن الحب والعلاقات المتشابكة متداخلة الخيوط؛ تلك اللعبة التي بدأها بفيلم «سهر الليالي»، واستمر باستحلابها حتى النخاع على مدار مشواره. هذه المرة يكرر حبيب تعاونه مع المخرج محمد شاكر خضير في محاولة لتقديم دراما تلفزيونية بطموح سينمائي، فبعد «طريقي» و«جراند أوتيل» يأتي «لا تطفئ الشمس» المقتبس عن الرواية التي تدور أحداثها في الخمسينيات من القرن الماضي عن حياة عائلة يموت فيها الأب، ويعيش كل فرد من أفرادها الستة في سرب خاص به. ومن خلال ذلك يتم استعراض أنواع مختلفة من الشخصيات والعلاقات ما بين الانطوائي المهزوز، العملي المرح، الفتاة المنغلقة على نفسها، بالإضافة لعلاقات الحب المُعقدة المتجاوزة للطبقات أو الأجيال. اللافت أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اقتباس الرواية وتحويلها إلى وسيط فني آخر، فالرواية الشهيرة تم تقديمها سينمائيًا وتلفزيونيًا من قبل. كان المخرج صلاح أبوسيف أول من التفت للرواية وحولها لفيلم سينمائي من إنتاج عمر الشريف وأحمد رمزي عام ١٩٦١، واختار لبطولته فاتن حمامة وشكري سرحان وعماد حمديي ونادية لطفي. وجاء الفيلم ملتزمًا بالرواية الأصلية من ناحية بناء الشخصيات والأحداث. أيضًا حوّل المخرج نور الدمرداش الرواية إلى مسلسل تلفزيوني لعب بطولتهه كرم مطاوع وصلاح السعدني وتعيد قناة «ماسبيرو زمان» عرضه هذه الأيام. تكمّل ولا تبطّل؟ المعالجات الدرامية المختلفة للرواية تجعل مشاهدة المسلسل الجديد لعبة ذهنية تدفع المتفرج للمقارنة بينه وبين الرواية أو الفيلم أو المسلسل القديم. ويراهن حبيب على المعالجة المعاصرة التي غيرت كثيرًا من تفاصيل الشخصيات والأحداث محتفظة بالخطوط العريضة. في الحلقات الأولى حُرقَ الكثير من أحداث الرواية (جزؤها الأول بالكامل تقريبًا) ما ينتج سؤالًا بديهيًا كيف ستستمر الأحداث؟ إذا كنتَ قرأت الرواية أو شاهدتَ الفيلم وتريد تجريب لعبة المقارنات فأفعل ذلك ولكن نخشى عليك من الملل الذي بدأ يتسرب فعلاً مع طوفان مشاهد «بتحبني فعلاً يا محمود؟!» و«أنا بدأت أعيش تاني لما شفتك». خلصانة بشياكة قنوات DMC وDMC دراما ومتاح على يوتيوب شاهدنا المسلسل المرتقب بشدة، بسبب عودة أحمد مكي للسباق الرمضاني بعد غيابه العام الماضي وانتهاء مسلسله الناجح «الكبير قوي» الذي استمر لخمسة مواسم متتالية، خاصة وأنه يجمع بين مكي وشيكو وهشام ماجد اللذين يحتلان مكانة مميزة على ساحة الكوميديا المصرية بأعمالهم السينمائية والتلفزيونية. بقصة ضعيفة، يقدم المسلسل ديستوبيا مستقبلية في عام ٢٠٤١، عن حرب بين الجنسين قضت على معظم البشرية ولم ينج منها سوى جيشان صغيران في مصر بسبب فرق التوقيت الصيفي وحرق قش الأرز الذي شكل طبقة واقية حمتهم من الأسلحة. الإنتاج هو حسنة المسلسل الإيجابية، بالإضافة لبعض النكات الذكية (معظمها في الحلقة الأولى، عند استعراض أسباب الحرب). بخلاف ذلك، فالمسلسل مليء بالإهانات الذكورية والرؤى النمطية لصورة الرجل والمرأة في المجتمع (الرجال مقززون والنساء سطحيات)، ما يجعل كوميديا المسلسل المعتمدة على السخرية من ديناميكية العلاقة بين الجنسين عصيّة على الابتلاع. تكمّل ولا تبطّل؟ لو كان أقل عدوانية تجاه المرأة (والرجل كذلك) لكنّا قلنّا يستحق، ولكن بهذا الشكل، لا. في اللالا لاند قنوات CBC وCBC دراما، ومتاح على يوتيوب كان من المتوقع أن يكون مسلسلًا مبشرًا، فالكثير من أبطاله كانوا من طاقم عمل مسلسل «نيللي وشريهان» أحد ألطف مسلسلات رمضان الماضي، ولكن جاء هذا المسلسل محاولة خائبة تعبر عن حنين لهوليوود من خلال اقتباس ألحان فيلم «لا لا لاند» لداميان تشازل في التتر الافتتاحي. تلعب دنيا سمير غانم دور «عتاب»، مضيفة طيران من حي فقير، تتعطل الطائرة التي تعمل عليها في الحلقة الأولى فتضطر للهبوط في جزيرة مهجورة، وتصاب بفقدان ذاكرة مصاحب بنوبات من التذكر المفاجئ تترجم للشاشة على هيئة مشاهد رسوم متحركة ومقاطع من أفلام هوليوود، لم تكن موفقة في مستواها الكوميدي. بالإضافة لدنيا، هناك العديد من الشخصيات الأخرى على متن الطائرة، منها الكوميديان الكبير سمير غانم، بما يشكل دويتو ناجحًا نظريًا، ولكن للأسف جاءت كوميديا المسلسل دون المستوى ومليئة بالمشاهد الرخيصة التي يسخرون فيها من وزن شيماء سيف أو يلعبون على الصورة النمطية لشخصية الصعيدي الغبي. تكمّل ولا تبطّل؟ إذا كنت ترغب في مشاهدة كوميديا بسيطة بدون دراما، فـ«في اللالا لاند» ليس اختيارًا سيئًا، على الرغم من كونه ليس أفضل ما قدمته عائلة غانم. ريّح المدام قناة النهار والنهار دراما والنهار+٢ ومتاح على يوتيوب مسلسل أنقذه الاختيار الذكي لضيوف الشرف من نكاته السخيفة ومواضيعه المكررة. «ريح المدام» مسلسل كوميدي بطولة أحمد فهمي العضو الثالث في الثلاثي الكوميدي (مع شيكو وهشام ماجد) الذي اشتهر بتقديم كوميديا طازجة بالتعاون مع الإذاعي والكوميديان أكرم حسني في نمط مسلسلاتي كان سائدًا يومًا ما في الدراما الرمضانية، وهو نموذج الحلقات المنفصلة المتصلة. بسبب الحالة النفسية التي أصابت داليا (مي عمر) بعد اكتشافها خيانة زوجها مخرج الإعلانات سلطان (أحمد فهمي) تستيقظ كل يوم بشخصية مختلفة. اعتمدت الكوميديا في الحلقات الثلاث الأولى، على ثيمات مستهلكة من النوع الذي يلعب على خلق إيفيهات من وضع الأشياء في إطارات غير منطقية، كاختيار سيدة كبيرة ذات وزن زائد كموديل إعلانات أو وجود فلاح يفكر على طريقة الشركات. على الرغم من ذلك، يتدخل ضيوف الشرف لإنقاذ المسلسل، مثل الشحات مبروك الذي يلعب دور مدرب بوكس يقتصر قاموسه اللغوي على كلمات أغاني محمد فؤاد، وعباس أبو الحسن الشهير بشخصية «الجزار» في فيلم مافيا، حيثُ يحتفل معه الأبطال بعيد ميلاده. تكمّل ولا تبطّل؟ إذا لم تكن المسلسلات الكوميدية هذا الموسم دون المستوى لما نصحنا بمشاهدة هذا المسلسل. لذا إذا كنت تبحث عن كوميدية خفيفة، تابع هذا المسلسل، فعلى الأقل لن تجد شيئًا مسيئًا، كما سيسليك ضيوف الشرف. عفاريت عدلي علام قناة MBC وMBC مصر، ومتاح أونلاين على شاهد هناك وصفة معينة تسود معظم الأعمال التلفزيونية والسينمائية الأخيرة للكوميديان المخضرم، العملاق، عادل إمام (في تعاونه المستمر مع السيناريست يوسف معاطي) الحط من شأن المرأة ممزوجًا بنقد سياسي ساذج، ونوع قديم من الكوميديا التي ربما كانت مضحكة يومًا ما، ولكنها فقدت قدرتها على سرقة حتى الابتسامة. مسلسل «عفاريت عدلي علام» الذي يتتبع شخصية موظف دار الكتب المهووس بالكتب والذي تظهر له عفريتة، ليس استثناءً من هذه الوصفة. بعيدًا عن الإمتاع البصري في المشاهد المصورة بدار الكتب، فإن الديكور المصطنع للحي الشعبي المعتمد في هذه المسلسلات لا يثير أي حماس للمشاهدة. تكمّل ولا تبطّل؟ لا يستحق المواصلة. الكوميديا مكررة ومستهلكة. الحساب يجمع قناة DMC وDMC دراما، ودبي ومتاح على يوتيوب دراما نمطية، نتابع فيها حياة «يسرا» التي تلعب دورًا غير مقنع، لأم من الطبقة المتوسطة تصرف على تعليم ابنتيها الجامعي من خلال مشروعها الناجح لبيع الأكل المنزلي؛ ليُخرّب عالمها الصغير، عندما يضغط عليها جارها الأرمل الغني للزواج منها، في نفس الوقت الذي يعود ابن أخيها بعد غياب ١٥ عامًا. تكرر يسرا هذا العام تعاونها مع المخرج هاني خليفة (سهر الليالي وسكر مُرّ)، بعد أن قدما معًا «فوق مستوى الشبهات» في رمضان الماضي. على الرغم من حضور يسرا، والاختيار السديد لبقية الممثلين، وتميز الأزياء والسينوغرافيا، إلا أن تقمص يسرا للدور جاء ضعيفًا. كما أن الحوار المثقل بالألعاب الكلامية كان مرهقًا أحيانًا. تكمّل ولا تبطّل؟ مضيعة للوقت. على الرغم من التصوير والتمثيل الجديرين بالإعجاب إلا أن القصة سطحية ونشك أنها ستصير أكثر تشويقًا بمرور أيام الشهر. حلاوة الدنيا قناة CBC دراما وMBC دراما ودبي ومتاح أونلاين على تيللي تعود هند صبري إلى الدراما الرمضانية بهذا المسلسل الذي تلعب فيه دور أمينة، ويتتبع حياة أسرة برجوازية تعيش في القاهرة. أمينة سيدة ناجحة أصيبت بسرطان الدم بعد ترقيتها في العمل مباشرة وقبل شهور من زواجها من عُمر (هاني عادل)، وتعيش بعد وفاة والدها مع جدتها وأمها وأختها. يرسم المسلسل صورة دقيقة للطبقة العليا المحافظة في الوقت ذاته، فأمينة هي المرأة المثالية التي تتوافق مع فكرة المجتمع الأبوي عن كيف يجب أن تكون المرأة. تكمّل ولا تبطّل؟ لو كنت ترغب في مشاهدة دراما رومانسية في رمضان قد يكون هذا المسلسل اختيارًا معقولًا. هذا المساء قناة CBC وCBC دراما ومتاح على تيللي ويوتيوب أعطانا إعلان المسلسل المبتكر ومعرفتنا بفريق العمل المميز انطباعًا بأننا على موعد مع دراما قوية وشيقة تعكس العلاقات الاجتماعية المعقدة والمتغيرة التي نعيشها هذه الأيام. لكن جاءت الحلقات الأولى من المسلسل مخيبة للآمال، فلم ينجح المخرج تامر محسن صاحب الأعمال السابقة المهمة، في تقديم القصة والشخصيات بشكل جيد، فتركنا مع حلقات مفككة غير محبوكة. يحاول المسلسل استعراض الحيوات المتشابكة لأكرم (إياد نصار) الذي يعمل كمدير تنفيذي وسمير (أحمد داوود) سائقه الخاص، لاعبًا على أفكار عن الحميمية والاغتراب، لم يوفق في تقديمها حتى الآن بشكل مقنع للأسف. تكمّل ولا تبطّل؟ يستحق المواصلة. بالرغم من بدايته المحبطة، فالأفكار التي يطرقها المسلسل تستحق المشاهدة، كما أن التمثيل الممتاز لحنان مطاوع ومحمد فراج وأحمد داود وإياد نصار قادر على إنقاذه. لأعلى سعر قنواتdmc ، dmc دراما ، دبي و متاح على يوتيوب مرثية ليبرالية طويلة عن ضياع زمن الفن الجميل بسبب تدهور وانحطاط المجتمع. في مسلسل «لأعلى سعر» آخر منتجات عائلة العدل، تأليفًا (مدحت العدل) وإخراجًا (محمد جمال العدل) وإنتاجًا بالطبع، تخرج نيللي كريم من إطار الشخصيات المعقدة دراميًا والتي قدمتها في السنوات الماضية، لتقدم عملًا سطحيًا زاعقًا تمثل فيه الشخصية الخيرة البريئة التي تنتصر للفن والجمال وسط مجتمع متخلف يحاوطها بالغيرة ومحاولات الانتقام. الفن المُحتفى به هنا هو الباليه كرقص راقٍ متحضر، بالإضافة للموسيقى الشرقية الكلاسيكية من خلال شخصية الأب المنعزل الذي ترك حياة العائلة والوظيفة سعيًا وراء فنه. تتطور الأحداث بشكل مفاجئ في الحلقة الرابعة حيث تتحول نيللي من راقصة باليه إلى ربة منزل منتقبة عندها ابنة تسمى عائشة.. وهكذا يستكمل مدحت العدل مشواره التوعوي ضد الإسلاميين وضد الذوق المنحط (الأغاني الشعبية)، لينتج أعمالًا هادفة تنسى أنها أعمال فنية في المقام الأول. تكمّل ولا تبطّل؟ بسبب ضعف السيناريو وأحادية الشخصيات لا ينصح بمشاهدته إلا إذا راودك فضول للاستماع إلى خطب مدحت العدل التنويرية، و«بالفن الأصيل نرتقي» وما إلى ذلك. الزيبق (من ملفات المخابرات العامة المصرية) أون دراما ، نايل دراما ، و متاح على يوتيوب مشاهدة مؤلمة كخلع الضرس. إذا كنت تحب الأكشن ليس هناك أكشن. إذا كنت تحب المخابرات فليست هناك مخابرات. إذا كنت تحب مصر فهناك احتمالية لأن تتوقف. أما إذا كان غرضك هو الضحك فبالتأكيد لن تضحك. من المفترض أن الأحداث تدور سنة ١٩٩٨ وجاء التنفيذ والحوار والإفيهات كلها قديمة بقدم الحدث. في الحلقات الثلاث الأولى نتعرف على الشخصيات وعائلاتهم بسرعة السلحفاة وبكل الكليشيهات الممكنة الأسرة المصرية الأصيلة والحارة الشعبية والقهوة البلدي التي يلعب عليها مواطن مسلم الطاولة مع جاره المسيحي مع تعليقات كريم عبد العزيز عن «النسوان الحلوة» بطريقة عادل إمام، وبالطبع شخصية السكرتيرة السمينة والتي تشكل مصدرًا لانتزاع الضحك بسبب شكلها وحبها للأكل وشبقها المعلن. في كل حلقة هناك مشهد واحد مصور في اليونان يذكرنا بأنه في وقت ما بالمسلسل سيكون هناك جاسوسية وإسرائيل كذلك. في المسلسل جمل حوارية من نوع «أنا عارف إنكم إسرائيلين، وشغالين مع الموساد وعايزين تجندوني عشان أشتغل معاكم. أنا موافق بس نتفق». وطبعًا ضابط الموساد ممثل لبناني. أما شريف منير ضابط المخابرات المصري فيظهر كعريس شاب جديد يتمنى أن يرزق بطفل (عمره في الحقيقة ٥٨ عامًا). تكمّل ولا تبطّل؟ مضيعة للوقت. هناك احتمال ضئيل أن يتحسن الوضع قليلًا بظهور شخصية نهلة سلامة، على الأقل وقتها سيكون هناك سبب للمشاهدة. ظل الرئيس قناة النهار، والنهار دراما ومتاح على يوتيوب مسلسل جريمة دراما أكشن بطولة ياسر جلال. من المفترض أن المسلسل يُسلط الضوء على كواليس الرئاسة ودوائر السياسيين في الفترة التي سبقت ٢٥ يناير ٢٠١١. لكن حتى الآن وبعد مرور عدد من الحلقات، والعديد من مطاردات السيارات، لا يمكننا تبين الصلة المباشرة بين رجل الأعمال والمقاول الكبير ياسر جلال والسلطة السياسية. استعراض الخليط السام بين السياسة والمال ليس بجديد على المسلسلات المصرية، لذا إذا كنّا سنستمر في المشاهدة، فعلى المسلسل أن يقدم لنا أكثر من القفزات الدرامية السريعة وأماكن التصوير فاحشة الثراء، خاصة مع بنائه الدرامي السطحي وشخصياته أحادية البعد التي تزيد الطين بلة. تكمّل ولا تبطّل؟ مضيعة للوقت، فمستوى التمثيل الأقل من المتوسط والحوار غير المنطقي بالإضافة للاستخدام المفرط للموسيقى التصويرية ومشاهد التصوير البطئ، كلها تجعل من متابعة المسلسل عملية مضنية. كلبش الحياة، cbc، cbc دراما ، العاصمة ، القاهرة والناس ومتاح على يوتيوب جرعات مركزة من الذكورة والخشونة والأكشن، الكثير من المسدسات و«تحت أمرك يا سعادة الباشا» و«احنا هنا في خدمة الوطن» في المسلسل الجديد للمخرج الصاعد بيتر ميمي. البطل (أمير كرارة) ضابط قوات خاصة مكلف بمحاربة الإرهاب، يصدر أمر بنقله كضابط مباحث بعد أن يشهد مقتل زميله أمام عينيه. تتوالى الأحداث ليدخل في صراعات مع أجهزة سيادية أخرى تستغل مناصبها في التغطية على أعمالها المشبوهة. تكمّل ولا تبطّل؟ على الرغم من إشادة البعض بالتصوير إلا أن مشاهدة «كلبش» مضيعة كاملة للوقت. العمل مهم كنموذج مثالي لتصوير الدراما المصرية النمطي لحياة رجل الشرطة الطاهر الذي يحمي المجتمع من الأشرار بينما تتمزق حياته الشخصية بسبب تضحياته، لذلك ننصح بمشاهدته فقط في إطار الأبحاث الإعلامية كحالة دراسة. الحصان الأسود MBC MASR ومتاح على شاهد فارس رشدي (أحمد السقا) محام سابقًا، ومحقق خاص حاليًا. يقدم خدماته لمن يدفع الثمن المناسب، ويهتم بمصلحته فقط. منذ أن ترك عمله كمحام بعد تجربة حب مريرة مع موكلته وحبيبته السابقة حسناء (ياسمين صبري)، لا يأبه فارس لأحد، باستثناء صديقته الحميمة الممثلة الصاعدة ماهي (شيرين عادل). تبدأ أحداث المسلسل باختفاء زوج حسناء الغني الذي يكبرها سنًا، ما يدفع ابن أخيه مدحت للاتصال بصديقه، الرائد عمرو جابر (محمد فراج) للتحقيق. تكمّل ولا تبطّل؟ جرعة لا بأس بها من الميلودراما والأكشن، تتضمن الخطف والقتل وفقدان الذاكرة والاتهامات بالخيانة والاعترافات بالحمل والتهديدات بالقتل. إن لم تكن من عشاق أحمد السقا قد لا يستحق المسلسل الجهد المبذول في متابعة الأحداث المكثفة والكليشيهات الدرامية وثقل دم الرائد عمرو ولون الدم الفوشيا الذي يخرج من جسد كل قتيل أو مصاب. كفر دلهاب أون دراما ومتاح على يوتيوب بغياب محمد رمضان هذا الموسم، يصبح هذا المسلسل هو الأكثر متابعة في رمضان. برغم عدم التفات الكثيرين لأعمال يوسف الشريف أو أخذها بجدية إلا أن مسلسلاته تحتل المراتب الأولى في نسب المشاهدة منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيثُ تلى مسلسلات محمد رمضان مباشرة. يحاول الشريف تقديم خلطة خاصة به، مستغلًا تعطش المشاهد المصري لرؤية أعمال تنافس المسلسلات الأجنبية في القصة والصورة، بما أهله لتكوين شريحة واسعة من المعجبين. هذه المرة يكرر تجربته مع المخرج أحمد نادر جلال، ويستعين بعمرو سمير عاطف لكتابة السيناريو. القصة ديستوبيا في مكان وزمان مجهّلين، عن طبيب متنور لا يؤمن بالسحر والشعوذة، يصل لكفر حلت عليه اللعنة بسبب ظلم ما حصل، فيضطر لمراجعة اعتقاداته عن الغيبيات بسبب الأمور التي لا يستطيع إيجاد تفسير لها. المسلسل وجبة دسمة من المشهيات التشويقية وكل ما يفتح نفس المراهقين في قالب رعب أمريكي كلاسيكي مخلوط بالتراث الشرقي عن حواديت الجن. تكمّل ولا تبطّل؟ لا تتردد في مشاهدته إذا انتابك الفضول لمشاهدة محمد رياض وصفاء الطوخي وهادي الجيار وسامي مغاوري في مسلسل رعب تشويقي (لك أن تتخيل) من النوع الذي نسمع فيه صرير الأبواب وهي تفتح لوحدها بدون وجود أحد خلفها. أو إذا كنت تريد معرفة أسباب احتلال هذا المسلسل رقم ١ في السباق الرمضاني. الحكم هنا متروك لنسبة فضولكم. ٣٠ يوم قناة DMC وDMC دراما ومتاح على يوتيوب ٣٠ يوم هو مسلسل إثارة نفسية، ومحاولة فلسفية لفهم قدرة الإنسان على الحفاظ على مبادئه إذا وضع في ظروف حياتية صعبة وأحداث خارجة عن الطبيعي. يبدأ المسلسل بزيارة من توفيق سامح (باسل الخياط) لعيادة الطبيب النفسي طارق (آسر ياسين) يبلغه فيها أنه سيقوم بإجراء تجربة علمية، تتلخص في إقحامه يوميًا وعلى مدار ثلاثين يومًا متصلة في أزمات، مراقبًا كيف ستغير هذه الضغوط من شخصيته التي تبدو مثالية. ما الدافع؟ يشير إليه توفيق سامح عندما يتساءل عن مسؤولية العواقب السلبية لتصرف بسيط بَدَرَ بحسن نية ملمحًا إلى أن طارق قد يكون السبب وراء مشكلة ما في حياته تسبب فيها بدون علمه، وعليه يمكن أن نستنتج أن الدافع هو الانتقام. تكمّل ولا تبطّل؟ ربما يستحق المواصلة. فبالرغم من السيناريو الإشكالي والسطحي والاستخدام المغالي للموسيقى، فإن باسل خياط ينجح في تقديم شخصية الشرير أحادي البُعد بشكل مثير. إذا كنت من محبيه وعلى استعداد أن تتابع مسلسلًا ضعيفًا لمجرد الاستمتاع بأدائه فننصحك بمتابعة مسلسل ٣٠ يوم. غرابيب سود قناة MBC مصر، ومتاح على شاهد السبب الوحيد لمتابعة هذا المسلسل هو أن تكون راغبًا في المزيد من أخبار تنظيم داعش. في حال لم تتشبع بعد بأخباره، فهذا الإنتاج الضخم، الذي ترقبه الكثيرون، ليس سوى تصوير مباشر ووعظي للحياة تحت حكم الجماعة الإرهابية التي تحظى باهتمام العالم. تعكس تفاصيل المسلسل بدقة القصص المروعة التي حكتها بعض المجموعات التي عاشت في أراضي داعش؛ مثل جيوش الأطفال، والنساء اللواتي خُطفهن وحُولنْ إلى جواري وأدوات جنسية، والقادة المنافقون الذين يستغلون أتباعهم للوصول لمصالحهم الشخصية. يغلب الطابع التعليمي على المسلسل باستخدام المقاطع القرآنية والأحاديث النبوية التي تثبت تعارض الإسلام مع ممارسات داعش، بالإضافة لأغنية التتر التي تسرد جرائم الجماعة الإرهابية وتعلن «سنقضي عليهم بعز الإله». تكمّل ولا تبطّل؟ كان هناك أمل أن يصبح هذا المسلسل معالجة درامية للموضوع الإعلامي الأكثر متابعة في العالم بقصة قوية ومحبوكة ومبتكرة، ولكن بصورته الحالية فالمسلسل ليس سوى وسيلة للتعذيب الذاتي من خلال مشاهدة المزيد من جرائم داعش. طاقة نور قناة النهار والنهار دراما ومتاح على يوتيوب يقدم لنا هاني سلامة شخصية ليل عبد السلام، قاتل بالأجرة، في مسلسله طاقة نور. تبدأ جرعة التشويق منذ الحلقة الأولى، فنرى ليل أثناء تأديته مهام مختلفة، في مشاهد أكشن غير مقنعة بالمرة وتصوّر لنا شخصيته كقاتل قوي واثق يلعب بذكاء، يرتدي بدلة أنيقة ويقود سيارة رياضية فخمة، ويقوم بإنجاز أي مهمة يكلف بها في وقت قصير. يعيش ليل في بيت فاخر مع زوجته إنجي التي يظهر أن علاقتهما متوترة، وأيضًا مع ابنته فريدة. نكتشف إصابته بالصرع، ما أجبره على الاعتزال بعدما هاجمته نوبة أثناء أحد المهام. تكمّل ولا تبطّل؟ لو كنت من جمهور هاني سلامة أو من محبي الأكشن فليكن هذا المسلسل اختيارك لهذا العام، أما إذا لم يكن يستهويك أيهما فلا تضيع وقتك. أرض جو قناة ON E و ON دراما و متاح علي يوتيوب في دراما الإثارة والتشويق العائلية «أرض جو» تتقمص الفنانة المخضرمة غادة عبد الرازق دور سلمى، مضيفة طيران تجد نفسها في أزمة أخلاقية عندما يخطف شقيقها ياسر طائرتها تحت تهديد السلاح. يفكك صدى الحادث العائلة ويقسم الأشقاء. لا نعرف بعد إذا كانت سلمى مجرد ضحية بريئة أو شريكة في الجريمة. حتى الآن نجد أنفسنا متعاطفين معها وهي تعاني لاتخاذ القرار الصحيح تحارب بجانب أخيها، أم ضده؟ تكمّل ولا تبطّل؟ لنقل أعطه أسبوعًا آخر. الكثير قد حدث بالفعل في الحلقات الأولى من المسلسل، لذلك يصعب تخيل تصاعد مستوى الدراما، إلا أننا نعلم أن جرعة درامية أخرى في انتظارنا. إذا كنت ممن يشعرون بتلك المتعة الملوثة بالإحساس بالذنب من مشاهدة دراما الإثارة الهابطة أو من تمثيل غادة عبد الرازق لشخصية الأنثى المسيطرة فإنك ستجد بُغيتك في هذا المسلسل. الحرباية قناة النهار والنهار دراما ومتاح على يوتيوب قصص حب وولع صاخبة وحيوات تنقلب وتضطرب بسبب وجودها بالقرب من عسلية (هيفاء وهبي)، التي يتقاتل على حبها بلطجي يتعاطى المخدرات وشاب غني وسيم. في محاولتها المستميتة لمغادرة منزل أختها المشبوه، تعمل عسلية خادمة في منزل عائلة غنية، وتأمّل في الهروب من حياتها البائسة بتخططيها للزواج من حبيبها الغني، إلا أن القدر لا يمهلها ونفاجأ بحبيها مقتولًا في ظروف غامضة في الحلقة الثانية. تكمّل ولا تبطّل؟ تحذير هام! تحذير هام! لا تشاهد هذا المسلسل، فتجربة مشاهدة هيفاء وهبي على الشاشة الفضية مؤلمة للغاية، بخلاف الكم غير المحتمل للإعلانات في كل حلقة على اليوتيوب والذي يتجاوز العشرين إعلان. رمضان كريم قنوات DMC، وDMC دراما وأبو ظبي ومتاح علي يوتيوب من المعتاد في خريطة الدراما الرمضانية كل عام أن نجد أنفسنا أمام بعض المسلسلات التي تلعب لعبة «نحن في رمضان» فتدور الأحداث في شهر رمضان. المسلسل من بطولة روبي التي تلعب دورَين، فتبدأ المسلسل بشخصية سناء التي تعيش مع أهلها في الحارة الشعبية المكتظة وتكسب عيشها من العمل كبائعة في محل أدوات تجميل تفتش فيه بدأب عن عرسان محتملين. يشاركها البطولة سيد رجب في دور والدها رمضان (نعم اسمه كما قرأت)، الشخصية المحورية في حياة أهل الحارة وكذلك في المسلسل، وتبدأ الدراما في التصاعد عندما يعلم رمضان أن ابنته تتبرأ منهم و تشق طريقها في حياة عائلة غنية مدعية أنها شخصية أخرى. تكمّل ولا تبطّل؟ مضيعة للوقت. بالتأكيد هناك بعض النكات الطريفة المتعلقة بالطقوس الرمضانية ولكن البطء والملل لا يشفعان له. ليس هناك داعٍ إلا إذا كنت تمتلك عاطفة قوية تجاه شهر رمضان وتجد متعة في مراقبة الكيفية التي تسير بها حياة الناس فيه. من المنتظر أن يرفع وجود روبي من مستوى المسلسل، فقد أثبتت أنها ممثلة من العيار الثقيل في دورها بـ «سجن النسا» لكن حتى الآن «رمضان كريم» مسلسل مَمطوط وممل. قصر العشاق قنوات الحياة، دريم ، والقاهرة والناس، صدى البلد، ومتاح على يوتيوب لهواة التحف الفنية، وأيضًا بسبب الشكوى من تردي الأعمال الكوميدية هذا العام، يُنصح بمشاهدة مسلسل «قصر العشاق» لمخرج الزمن الجميل أحمد صقر والمؤلف محمد الحناوي الذي يعاود في هذا العمل طبخ خلطته المفضلة عن العفاريت والمصحات النفسية كما سبق و قدمها في «هي ودافنشي» العام الماضي. المسلسل بطولة كوكبة من ألمع النجوم فاروق الفيشاوي في دور معارض سياسي سابق تم التنكيل به والزج به في المصحة المشبوهة، مع كمال أبو رية في دور فنان ارستقراطي واهم، وبوسي في دور ممثلة سابقة تعيش خيالات عن المجد، وعزت العلايلي كضابط مباحث، بالإضافة لسهير رمزي ورانيا فريد شوقي، بما يجعله يحلق خارج حسابات الزمان، ليعود بنا إلى التسعينات الجميلة. تكمّل ولا تبطّل؟ إذا كنت مللت من الأعمال الدرامية المتشابهة، وتريد رسم البسمة على وجهك أو وجوه أصدقائك في جلسة سمر مسائية، فليكن قصر العشاق اختياركم الأول، خاصة إذا كنتم من مواليد الثمانينات. الجماعة (ج٢) أون دراما متاح أونلاين يستمر وحيد حامد في تقديم رواية دولاتية بامتياز لجماعة الإخوان المسلمين في الجزء الثاني من مسلسل الجماعة، بعد نجاح الجزء الأول في عام ٢٠١٠، قبل عام واحد من قيام ثورة يناير، والمسلسل من إخراج شريف البنداري هذه المرة. يبدأ الجزء الثاني من المسلسل باغتيال مؤسس الجماعة حسن البنا عام ١٩٤٩، وتأثير وفاته على قيادات الجماعة داخل السجون وخارجها، وتطور العلاقة بين جماعة الإخوان بالبكباشي جمال عبد الناصر الذي يتم تصويره في المسلسل على أنه أحد عناصر الجماعة داخل الجيش المصري آنذاك. يعكس المسلسل مناخًا تآمريًا يحمل نفس الانتقادات التي يوجهها مناهضو الإخوان حاليًا للجماعة في الأربعينيات، حتى يكاد رياض الخولي الذي يقوم بدور إبراهيم عبد الهادي باشا رئيس الوزراء آنذاك أن يقول «عبد الناصر قالها زمان الإخوان ملهممش أمان». يستمر المسلسل في تقديم صورة شيطانية للجماعة في مقابل الصورة شبه الملائكية لجمال عبد الناصر في صراع صفري بين الشر المطلق والخير المطلق، بدون التركيز على أي تعقيدات أو شخصيات مركبة على الإطلاق. يظهر ذلك جليًا في رسم الشخصيات بشكل يجنح للمبالغات بشكل كاريكاتيري، يتجسد ذلك في شخصية زينب الغزالي، التي تقوم بدورها الفنانة صابرين، وسيد قطب، الذي يقوم بدوره الممثل محمد فهيم، وفي المقابل، يظهر جمال عبد الناصر، الذي يقوم بدوره الممثل ممشوق القوام ياسر المصري، واثقًا من نفسه، مدخنًا طوال الوقت، وناقدًا بشكل شديد لتفضيل الإخوان لمصالحهم الشخصية عوضًا عن المصالح الوطنية. تتجلى الكوميديا بمصارحة عبد الناصر لواحد من عناصر الجماعة عن خطته للانقلاب «عاوز اعمل انقلاب وأغيّر نظام الحكم بالكامل»، هكذا يعلن الرجل عن خططه التآمرية بكل أريحية. تكمّل ولا تبطّل؟ ننصح باستمرار مشاهدته على سبيل الكوميديا ليس إلا، في الحقيقة لا يوجد أي أمل على الإطلاق في رؤية أي عمل درامي عن الإخوان يخرج من ثنائية الملائكية والشياطين الساذجة التي يتعامل بها معارضو ومؤيدو الجماعة على السواء. ربما يستحق الاستمرار في مشاهدته لإشباع فضولك في رؤية كيفية معالجة المسلسل لفترة ١٩٥٤ وما بعدها.
«الدستورية العليا» تبطل «إجراءات تأسيس الصحف» وتجعلها بالإخطار ..و«البلطجة» سارٍ كتب مدى مصر قضت المحكمة الدستورية العليا اليوم، السبت، ببطلان شروط تأسيس الصحف، الوارادة في قانون تنظيم الصحافة، الصادر سنة ١٩٩٦، لمخالفتها للدستور، الذي يسمح بتأسيس الجرائد والمجلات عن طريق الإخطار فقط. كما قضت الدستورية، صباح اليوم أيضًا، برفض الطعن على قانون «البلطجة» الذي أصدره المجلس العسكري سنة ٢٠١١. وتنص المادة ٥٢ من قانون رقم ٩٦ لسنة ١٩٩٦ بشأن تنظيم الصحافة على أنه «يشترط فى الصحف التي تصدرها الأشخاص الاعتبارية الخاصة فيما عدا الأحزاب السياسية والنقابات والاتحادات أن تتخذ شكل تعاونيات أو شركات مساهمة»، وهو ما رأت الدستورية تعارضه مع نص المادة ٧٠ من الدستور الحالي، والذي ينص على أنه «للمصريين من أشخاص طبيعية أو اعتبارية، عامة أو خاصة، حق ملكية وإصدار الصحف وإنشاء وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، ووسائط الإعلام الرقمي. وتصدر الصحف بمجرد الإخطار على النحو الذى ينظمه القانون». وكان تقرير سابق لهيئة مفوضي المحكمة الدستورية قد أوصى، في شهر مارس الماضي، بقبول الطعن على المادة ٥٢، لأنها تتعارض مع النص الدستوري الذي يضمن إنشاء الصحف بمختلف أنواعها بالإخطار. كما رأى تقرير هيئة المفوضين أن النص المطعون عليه وضع قيدًا على حرية تأسيس الصحف بالإخطار، بأن اشترط على الأشخاص الاعتبارية الخاصة، فيما عدا الأحزاب السياسية والنقابات والاتحادات، أن تتخذ شكل تعاونيات أو شركات مساهمة للحصول على ترخيص بإصدار الصحف. وقد أقام الدعوى، التي نظرتها الدستورية اليوم، «مواطن يرغب في تأسيس صحيفة دون إنشاء شركة مساهمة»، ووفقًا لصحيفة «الشروق». في حين يسعى مجلس النواب، خلال دور الانعقاد الحالي، إلى إصدار قانون جديد للصحافة والإعلام، والذي سيكون بديلًا لقانون تنظيم الصحف لسنة ١٩٩٦، الساري حاليًا. ومن المُفترض أن يُنظم القانون الجديد قواعد تأسيس وملكية وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة والرقمية. وكانت لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان قد تسلّمت ملاحظات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام على مشروع القانون، كما تسلمت خطابًا من غرفة صناعة الإعلام بملاحظاتها على مسودة القانون كذلك. كما رفضت المحكمة، اليوم، الطعن على قانون البلطجة الذي أصدره المجلس العسكري سنة ٢٠١١، بعد تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك. ويضيف القانون بابًا جديدًا إلى قانون العقوبات لمواجهة جرائم «الترويع والتخويف والمساس بالطمأنينة». وتُوقع عقوبة البلطجة على «كل من قام بنفسه أو بواسطة الغير باستعراض القوة أو التلويح بالعنف أو التهديد بأيهما، أو استخدامه ضد المجني عليه أو مع زوجته، وذلك بقصد الترويع والتخويف بإلحاق الأذى المادي أو المعنوي أو الإضرار بممتلكاته أو سلب ماله أو الحصول على منفعة منه». ويعاقب القانون المتهم بالحبس لمدة سنة، وقد تزيد إلى خمس سنوات، إذا ما تمت الجريمة بشكل جماعي. كما ينَصّ على مضاعفة مدة العقوبة لأية جنحة أخرى تقع بناء على جريمة البلطجة، والسجن المشدد إذا ارتكبت جناية الضرب، والإعدام إذا اقترنت الجريمة بالقتل العمد. وكانت محكمة جنايات القاهرة قد سمحت لإسلام خليفة وأحمد حسام، في نوفمبر ٢٠١٤، برفع دعوى أمام الدستورية العليا خلال مباشرتهما لقضية يحاكم فيها ٨ أشخاص بتهم وردت في قانون البلطجة، وهي التجمهر والبلطجة وحيازة مفرقعات وأسلحة بيضاء، خلال ذكرى ثورة ٢٥ يناير قبل ثلاث سنوات. وكان المحاميان قد طعنَا على القانون بأن «هذا النص يعتبر البلطجة جريمة شكلية، فالقاضي ليس ملزمًا بإثبات حدوث ضرر من ارتكابها للمجني عليه، أو حتى تعريضه للخطر، وحتى لو كان السلوك المادي ذو المضمون النفسي المكون للجريمة لم يتعد مجرد الإفصاح عن الترويع، أو التخويف، ولو لم يكن متبوعًا بتحقيق أي ضرر أو تشكيل أي خطر». وأضافت صحيفة الطعن أن «النص يتعارض مع الضوابط الدستورية للتجريم التي توجب حصر الأفعال المجرمة على نحو واضح ومحدد، وألا يتصف التجريم باتساع بحيث يكون مترامي الأطراف على نحو يتعذر معه تحديده، وأنه لا يجوز للمشرع الجنائي أن يعاقب على النوايا والأفكار، وأن فعل استعراض القوة يفتقر إلى التحديد ويعتريه الغموض، وأنه يمايز بين المتهمين في العقوبات رغم وحدة الأفعال المرتكبة». وكانت هيئة مفوضي المحكمة قد أوصت برفض الطعن على مواد القانون، في تقريرها الاستشاري، الذي رفعته إلى «الدستورية العليا». بينما كانت المحكمة قد أصدرت حكمًا سابقًا سنة ٢٠٠٧ برفض القانون نفسه، والذي مرره البرلمان سنة ١٩٩٨، وذلك لعدم عرضه على مجلس الشورى وقتها بالمخالفة لدستور ١٩٧١، قبل أن يُصدر المجلس العسكري القانون بالصيغة نفسها في أعقاب ثورة ٢٥ يناير.
أول قرارات «الأعلى للإعلام» بلاغ ضد عيسى و«رقابة شديدة» على الدراما كتب مدى مصر جاءت أول قرارات المجلس الأعلى للإعلام أمس، الأربعاء، ببلاغ للنائب العام ضد رئيس تحرير جريدة «المقال» إبرهيم عيسى إلى جانب مطالبات للقنوات التليفزيونية الخاصة بحذف مشاهد من بعض المسلسلات المعروضة عليها بشكل يمثلا قيدًا على الممارسة الصحفية ورقابة على المحتوى الدرامي المتداول إعلاميًا. كان رئيس المجلس مكرم محمد أحمد، قد تقدم ببلاغ إلى النائب العام يتهم فيه إبراهيم عيسى بنشر مقالات بالجريدة تثير الفتن بين المسلمين والأقباط، حسبما جاء في خطاب أرسله إلى نقابة الصحفيين أمس. تزامن بلاغ رئيس المجلس، المعَنِي بتنظيم شؤون الصحافة والإعلام في مصر، مع إعلانه عن بدء متابعة محتوى مسلسلات رمضان وإرسال خطابات إلى القنوات الخاصة من أجل حذف المشاهد المُحرِّضة على العنف، والتي تحتوي على ألفاظ «لا تليق بالعادات والتقاليد والأخلاق وكذا حذف مشاهد العنف الزائد وغير المبرر»، حسبما جاء في تصريحات صحفية لجريدة الوطن أمس. وكان أحمد قد أرسل خطابًا إلى نقابة الصحفيين أمس، الأربعاء، أعلن فيه عن اتهاماته لعيسي مطالبًا النقابة بالتحقيق بشأن نشر «المقال» لستة مقالات تتعلق بأوضاع المواطنين الأقباط. وقد وصف رئيس المجلس هذه المقالات بأنها «تثير الفتنة بين المسلمين والأقباط وتؤكد للأقباط أن الدولة عاجزة عن حمايتهم في الوقت الذي نشرتت فيه الصحفية تسجيلًا كاملًا لأحد أفراد داعش يهدد الأقباط ويعدهم بالويل والثبور كان المفروض ألا يتم ترويجه (له)»‎، حسبما جاء في الخطاب، الذي أشار إلى «إهانات أخرى بالغة للدولة والأزهر الشريف». وطالب رئيس «الأعلى للإعلام»، في خطابه، النقابة باتخاذ ما تراه من خطوات لتوجيه عيسى بأن ‎«الظروف لا تحتمل مثل هذه المعالجات التي تزيد الأمور سوءًا»‎ أو تحويل الأمر إلى لجان التحقيق والتأديب الداخلية. ومن جانبه قال محمود كامل، عضو مجلس نقابة الصحفيين، لـ «مدى مصر»‎ إنه لا يجوز الجمع بين الإجراءات القضائية والإجراءات النقابية حسب قانون النقابة، وبهذا تكون شكوى أحمد بلا معنى لأنه تقدم ببلاغ. وأضاف كامل «كان حري برئيس المجلس الأعلى للإعلام أن يقدم شكوى للنقابة وليس بلاغًا للنيابة العامة، فهو بذلك خالف الأعراف المتداولة والتي تقول بإن النقابة قبل النيابة. دائمًا ما نطالب المواطنين أن يتقدموا ببلاغاتهم لنا وألا يلجأوا إلى النيابة خاصة وأن قانون النقابة يسمح باتخاذ إجراءات عقابية حال مخالفة ميثاق الشرف الصحفي بعد التحقيق في البلاغات الواردة».‎ ولم يوضح عضو «الصحفيين» الموقف الذي سيتخذ حيال شكوى أحمد. وفيما يخص مراقبة محتوى المسلسلات الرمضانية قال رئيس «الأعلى للإعلام» في تصريحات صحفية أمس، الأربعاء، إن المجلس لديه «ملاحظات» على الأعمال الدرامية المعروضة في شهر رمضان، خاصة تلك التي تحتوي على «ألفاظ خارجة» مثل مسلسلي «الحرباية» و«أرض جو». وأضاف أن المجلس قرر وضع هذهه المسلسلات تحت «الرقابة الشديدة» خاصة وأن المجلس أرسل بالفعل خطابات إلى القنوات التلفزيونية للتأكيد على حذف المشاهد التي تتضمن مشاهد عنف أو تحتوي على ألفاظ «لا تليق بالشعب المصري». ينَصّ قانون إنشاء المجلس الأعلى للإعلام على عدة اختصاصات، أهمها تلقي الشكاوى فيما يخص محتوى الصحف وما ينشر بوسائل الإعلام كذلك، وخاصة المحتوى الذي يمس بسمعة الأشخاص أو يتعرض لحياتهم الخاصة. ويشير القانون إلى صلاحية المجلس لاتخاذ «الإجراءات المناسبة» تجاه الصحيفة أو الوسيلة الإعلامية حال مخالفتها. ولم يوضح القانون طبيعة هذه الإجراءات وما إذا كانت تنص على اللجوء للقضاء أم لا. وفي سياق متصل، قال حمدي الكنيسي، رئيس اللجنة المؤسسة لنقابة الإعلاميين، في بيان له أمس، الأربعاء، إن النقابة ستكتفي بمتابعة ومراقبة محتوى البرامج التليفزيونية والتوك شو والإعلانات خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان من خلال لجنة المتابعة والرصد الإعلامي بالنقابة. وأشار البيان تحديدًا إلى برنامج «رامزز تحت الأرض» المعروض على قناة MBC مصر، واصفًا التجاوزات التي شملها «تفوق كل الأعراف المجتمعية التي تحث على الحفاظ على القيم والأخلاق»، بالإضافة إلى برنامج «هاني هزّ الجبل» بسبب ورود ألفاظ «خادشة للحياء»، ولم تقم قناة الحياة بحذف هذه المشاهد. وقال الكنيسي لـ «مدى مصر»، في وقت سابق، إن النقابة تعمل على رصد ومتابعة البرامج الرمضانية، مؤكدًا أنها ستصدر بيانات لاحقة، بعد نهاية الأسبوع الأول منه، في حالة إذا ما كان هناك مُحتوى مُخالف للتقاليد الإعلامية، وستتخذ الخطوات اللازمة التي يسمح بها قانون النقابة في حالة وجود أي مخالفات. وينص قانون نقابة الإعلاميين، في مادته الأولى، على أنه «لا يعد نشاطًا إعلاميًا الأعمال التمثيلية السينمائية أو التلفزيونية أو المسرحية وكذا الأعمال الترفيهية». وقد عرف القانون النشاط الإعلامي على أنه «كل نشاط يقوم على بث الأخبار أو المعلومات أو الأفكار أو الآراء أو الحقائق من مصدرها عبر الوسائل المسموعة والمرئيةة بقصد إبلاغ وتبصير الرأي العام بها». ولا تحتوى اختصاصات النقابة على مراقبة أداء البرامج الترفيهية أو الإعلانات كذلك. وقد أكد الكنيسي أن النقابة لن تعتمد فقط على رأيها الشخصي، بل ستسعى إلى خلق آلية لجمع آراء الإعلاميين والمتخصصين ليكون الرأي الصادر منها موضوعيًا وبعيدًا عن الهوى الشخصي. وقال إن النقابة «ستعلن رأيها بخصوص الأعمال الدرامية، وتحيل الأمر للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المسؤول عن القنوات الإعلامية».
عضوان بالكونجرس ينتقدان إصدار قانون الجمعيات الأهلية كتب مدى مصر انتقد جون ماكين ولينزي جراهام، العضوان الجمهوريان بمجلس الشيوخ الأمريكي إقرار قانون الجمعيات اﻷهلية الجديد، الذي صدق الرئيس عبد الفتاح السيسي على إصداره قبل يومين، ووصفاه بـ«التشريع شديد القسوة»، وذلك في بيان مشترك أصدراه اليوم اﻷربعاء. ونشرت الجريدة الرسمية يوم الإثنين الماضي قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإصدار قانون الجمعيات الأهلية رقم ٧٠ لسنة ٢٠١٧، بعد ستة أشهر من موافقة مجلس النواب عليه. وقابل السيسي عضوي مجلس الشيوخ خلال زيارته الرسمية إلى واشنطن في أبريل الماضي، ويعتبر كلاهما من المسؤولين عن إقرار الموازنة في مجلس الشيوخ، بما فيها موازنة المساعدات الأمريكية لمصر، بشقيها العسكري والاقتصادي. ونبّه عضوا الشيوخ إلى ضرورة النظر إلى حالة حقوق اﻹنسان عند النظر في المساعدات اﻷمريكية لمصر. واعتبر البيان أن القانون الجديد «يمنع بشكل عملي عمل مجموعات حقوق اﻹنسان، ويجعل اﻷمر أكثر صعوبة للأعمال الخيرية، في وقت يحتاج فيه المواطنون المصريون خدماتهم أكثر من أي وقت مضى». وأضاف البيان أن التشريع «ينتهك الالتزام المصري بحماية الحقوق التي يضمنها الدستور بما فيها حرية التجمع والتنظيم». واعتبر البيان أن التصديق على القانون، خطوة إضافية في التضييق على عمل المجتمع المدني في مصر، ويرتبط بالقضية ١٧٣ المعروفة باسم قضية التمويل اﻷجنبي، التي يُلاحق بموجبها عدد من الحقوقيين والمنظمات الحقوقية المصرية بتهمة الحصول على تمويل أجنبي بشكل غير قانوني. وبعد التصديق، يصبح أمام رئيس الوزراء شريف إسماعيل شهرين بدءًا من ٣٠ مايو المنتهي ﻹصدار اللائحة التنفيذية للقانون، ثم عام آخر كمهلة لكل المنظمات العاملة لتوفيق أوضاعها طبقًا للقانون الجديد. وفي تصريح سابق، قال نائب مدير السياسات في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط كول بوكنفيلد لـ«مدى مصر» إن «١٥٪ من المساعدات لا تزال مشروطة بمؤشرات حقوق الإنسان والحوكمة، بما في ذلك أن تتخذ الحكومة المصرية خطوات فعالة لحماية حريات التعبير، وتكوين الجمعيات، والتجمع السلمي، وقدرة منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام على العمل دون تدخل». وأضاف أن الأمر متروك لوزير الخارجية ريكس تيلرسون، إما أن يرفع أو يفرض هذه الشروط للإفراج عن هذه المساعدات. كما أن الموافقة على حصول مصر على المساعدات العسكرية المقدرة قيمتها ب،١.٣ مليار دولار أمريكي لا يزال مرهونًا بالكونجرس، على الرغم من طلب الرئيس ترامب بحدوث ذلك. كما سيحدد الكونغرس الشروط الواجب الوفاء بها قبل منح تلك المساعدات أيضًا. كانت منظمة العفو الدولية قد أدانت التصديق على القانون وذلك في بيان نشرته أمس الثلاثاء، معتبرة أنه يمثل «ضربة كارثية« لعمل منظمات المجتمع المدني في مصر. واستحدث القانون الذي نشرت مدى مصر نصه في نوفمبر الماضي هيئة جديدة، باسم «الجهاز القومي لتنظيم عمل المنظمات اﻷجنبية غير الحكومية»، ويختص بالموافقة على عمل المنظمات اﻷجنبية والتصريح بالحصول على أموال أو تمويلات من الخارج، والتأكد من إنفاق أموال الجمعيات للأغراض المخصصة لها، وتلقي إخطارات التمويل المحلي. ويصدر رئيس الجمهورية قرار تشكيل الجهاز، برئاسة رئيس متفرغ وعضوية ممثلين عن وزارات الخارجية، والدفاع، والعدل، والداخلية، والتعاون الدولي، وممثل للوزارات المختصة، وآخر للمخابرات العامة، وآخر للبنك المركزي، وممثل لوحدة غسيل اﻷموال، وممثل لهيئة الرقابة اﻹدارية.