الوطن

أحمد علي يكتب في كلمة صدق وقفة مع «زارع الفتنة».. ومُروِّجها في أبوظبي ................................................................................... "تغريدات المزروعي" تمثّل انتهاكا لمبادئ مؤسس الإمارات.. وخرقاً للقيم التي رسخها في بلاده .................................................................................. لم يكن من بين «مشاريع زايد» إطلاق شخص غير مؤدّب لتوجيه الشتائم ضد الآخرين ................................................................................... قد يبدو الأمر غريبا! لكن لو بحثنا عند شعوب العالم لن نجد فجورا في الخصومة السياسية أسوأ مما هو موجود عند «زارع الفتنة» الخليجية، ومروجها ومؤججها في أبوظبي المدعو حمد المزروعي، الذي تحول عنده الخصام إلى أقذر أنواع «الخمام»! .. والمؤسف أن تخرج الأزمة المفتعلة، التي افتعلوها في أبوظبي ضـــد الدوحة، عن إطارها السياســـي، لتصــل إلى حضيضها الأخلاقي، عبر قذف الشرفاء بتغريدات «الإفك»، التي يروجها المزروعي كيفما شاء، سبابا وشتما، بلا حسيب أو رقيب، وبلا مانع أو وازع أو رادع. .. وأستطيع القول إن أبوظبي تجاوزت في خصومتها مع قطر كل مسببات الخلاف، وقفزت خارج إطار الأعراف، وقامت بتسكير كل قيم العفاف، ولم تعد تلك الإمارة تسلك سلوكا واحدا يعكس تراث وميراث زعيمها الراحل الكبير زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله. فقد كان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، يدعو إلى احترام حقوق الآخر، وعدم الاعتداء اللفظي أو العضلي أو اليدوي على حرمات الآخرين. .. وقبل أن يكون زايد بن سلطان آل نهيان، حاكماًَ كان حكيماً، وقبل أن يكون مؤسساً لدولته الاتحادية كان معلماً ومربياً لأجيال متعاقبة من أبناء وطنه، الذين كان يحثهم انطلاقاً من موقعه الأبوي على الخلق القويم، والسير على الصراط المستقيم، ومن المؤكد أن زايد، رحمه الله، كان لا يقبل بالإساءة لغيره. .. وأريد تذكير من يثير الفتنة في أبوظبي، أن «المؤسس الكبير»، كان رمزاً للعقل الراجح، ونمــوذجـــاً للزعيـــم الناجــح، وتقديــراً لمواقفه الحكيمة، فقد كان ولا يزال وسيظل يحظى بمكانة خاصة في نفوس القطريين، حيث لم تشهد الإمارات زعيماً مثله، لأنه أحب الناس فأحبوه، وعندما رحل حزن عليه الجميع وبكوه. .. ولعـــل ما كـــــان يميــــــز الشـــيخ زايــــد، رحمـــه اللـــه، حرصه على وحدة الصف الخليجي، فقد كان زعيماً كبيراً من كبار قادة الأمة العربية، وكان يشتهر بمواقفه الإيجابية التي لا تنسى لصالح دعم العمل العربي المشترك، عدا موقفه الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، ونضال الشعب الفلسطيني الشقيق لاستعادة حقوقه الوطنية المغتصبة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة. .. ولا جدال في انه لم يكن من بين مشاريعه التنموية أو الإنسانية التي أطلقها داخل الإمارات وخارجها، إطلاق شخص غير مؤدب، لتوجيه الشتائم البذيئة، والألفاظ الدنيئة، على الآخرين عبر حسابه التويتري غير الرصين. .. ولكل هذا لا تعكس تغريدات المزروعي رؤية زايد للآخر، ولا تساهم بأي حال في تخليد إرثه، أو تجسيد تراثه، لكنها تسير عكس ذلك. .. والمؤسف أن تغريدات المزروعي تمثل انتهكاً صارخاً لمبادئ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتشكل خرقاً سافراً لكل القيم النبيلة التي رسخها في شخصية المواطن الإماراتي. كما تمثل نكوصاً للتقاليد المتوارثة التي ميّزت الشخصية الإماراتية، خلال فترة حكم «زايد الحكيم»، الذي تتسم سنوات حكمه بالحكمة. كما تشكل خروجاً سافراً على ثقافة «الزعيم المؤسس»، وأبناء الشعب الإماراتي الشقيق، الذين مهما بلغ حجم خلافنا السياسي المتصــــاعد مــع عاصمتهم أبوظبي، سنظل نكن لهم المودة ونحتفظ لهم بالمحبة على الدوام. لقد كانت الإمارات توصف في عهد مؤسسها بأنها «دار زايد»، لكنها باتت اليوم بمواقفهـــا الطائشة، وأفعالها الخادشة، داراً تنقصها حكمة رئيسها الحكيم الراحل، حتى وصلت بها الأحوال إلى تدبير المؤامرات وافتعال الأزمات مع غيرها. .. والدليل على ضعف حجة أبوظبي من افتعال أزمتها مع قطر، اتجاهها بل توجهها إلى قذف النساء والرجال بالباطل على السواء، ممــــا يشـــكل خـــروجــــا علـــــى أخـــلاقيــــات المجتمـــــــع الخليجــــــي، وقيم المجتمع الإسلامي، الذي يحرص الشرع أشد الحرص على صيانتها. .. ولا بــــــد مــــن تذكيـــــــر «زارع الفتنـــــــة» الظبيانيــــة أن الله حفـــظ أعـــراض النــاس وصانهــــــا، وأنـــزل حــــدودا، وشرّع شرائع تردع أصحاب النفوس الخبيثة، والأعمال الخسيسة الذين يروجون الفتنة، ويخوضون في أعراض الآخرين، عبر محاولاتهم اليائسة تلويث سمعة الشرفاء، والتعرض لسيرة الأبرياء. يقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة النور «إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم». .. وهذه الآية الكريمة المتضمنة لهذا الوعيد الهائل باللعنة في الدنيا، والعذاب في الآخرة، جاءت في سياق «حديث الإفك» الذي افتراه المفترون على الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها. .. والملاحظ أن «مزروعي أبوظبي» يمارس في تغريداته المسيئة دورا سافلا لا يقل سفالة ونذالة عن أولئك الذين مارسوا «حديث الإفك»، الذي افتراه المفترون، على السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها. .. ومثلما تحظى الشيخة فاطمة بنت مبارك، بكل ما يليق بها من إجلال وتقدير في نفوس القطريين جميعاً، باعتبارها «أم الإمارات»، التي رافقت الزعيــــم الراحل زايد، خلال مسيرته في تطويـــر دولته الاتحادية، من الواجب على كل مواطن إماراتي احترام صاحبة الســـمو الشـــيخة مـــــوزا بنــــت ناصــــر، باعتبـــارها «أم القطريين». .. وإذا كانوا في الإمارات يفخرون ببناء العمارات، وإنشاء «برج خليفة»، فإننا في قطر نفخر بأن لدينا أبراجاً عالية من القيم الأخلاقية، التي لا نتنازل عنها، ولا نفرط فيها، ولا نتسامح معها. .. ولعل من أبراج الفخر الشامخة في قطر، ما تعكسه شخصية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، في حضـــورها وثقافتها ووعيها ونبلها، وطهارتها، حيث تعد نموذجاً فريداً للأمهات القياديات الواعيات المثقفات على مستوى العالم. .. وما من شك في أن صاحبة السمو تعد شخصية استثنائية في المنطقة، من خلال دورها الريادي، وفكرها التنويري لبنات جنسها، ليس في قطر فحسب، بل في أرجاء العالم العربي. لقد لعبت سموها ولا تزال دوراً ريادياً في الارتقاء بالعمل النسوي، يتجلى من خلال مبادراتها النبيلة في العديد من مناشط الحياة، مما أوصل المرأة القطرية إلى تولي أعلى مناصب المسؤولية، والقيام بأدوار فاعلة، ومتفاعلة ومتفائلة في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية. عدا دورها الريادي، ووضعها القيادي في مجال تطوير التعليم، الذي يمثل حجر الزاوية في تطور أي مجتمع. .. ويكفي التوقف عند مرافق «المدينة التعليمية» بكل صروحها العصرية، ومنشآتها الحضارية في قطر، ليعرف كل حاقد أو حاسد كيف تساهم «صاحبة السمو» في صناعة المستقبل في محيطها، مما جعلها تحظى بلقب «أم القطريين»، بل هي «أميــــرة النـــور» في وقت يعاني فيه كثيرون من ظلام دامس في عقولهم، وفي مقدمتهم «مزروعي أبوظبي»، الغارق في تأجيج الأحقاد، وترويج الفتنة. .. ومهما بلغت حدة الخلاف السياسي بين أبوظبي والدوحة ينبغي عدم تجاوز أخلاقيات الاختلاف، وعدم المساس بالرموز الذين ساهموا في نهضة البلدين رجالا ونساء. .. وما من شك في أن القذف سلوك شائن وتصرف ماجن، لا تقوم به إلا المجتمعات السيئة، وهو يشكل علامة من علامات إفلاسها الأخلاقي، ومؤشرا على خوائها الديني ولا أقول الدنيء فحسب. .. وليس هناك أسوأ من أن يقذف الإنسان في عرضه، سواء كان رجلا أو امرأة. .. وليس أقذر من أن يقذف شعب في رموزه. .. ومن الواضح أن ما ينقص «القاذف المزروع» في أبوظبي شيء من التربية، فلو كان متربيا على قيم وأخلاقيات زايد، رحمه الله، لما أساء إلى الآخرين بطريقته غير الأخلاقية. .. ولما خاطبهم بأسلوبه السوقي، وتغريده، الهمجي، الذي يعكس قلة الأدب، ويثير في النفوس علامات العجب، وهو ما يعد من الصفات التي يندر وجودها لدى غالبية أفراد الشعب الإماراتي الشقيق، الذين نكن لهم الحب والاحترام، اليوم وعلى الدوام رغم الأزمة الضاغطة عليهم وعلينا. .. وما من شك في أنه من السهل جدا أن يقوم أصغر مغرّد قطري بالرد على «مزروعي أبوظبي» بنفس أسلوبه البذيء، وكلامه الدنيء، لكننا في قطر نربأ بأنفسنا اللجوء إلى ممارسة الأسلوب الشوارعي، الذي كان سائدا في شارع الخطيئة المسمى «سكة الخيل»! .. وبعيداً عن صفات الخيول العربية الأصيلة التي لا يملك «المزروعي» صفة واحدة من صفاتها، فإن الكلب مهما اختلط مع بني البشر، سيبقى اسمه كلباً، سواء كان من النوع السلوقي أو غيره، ولن يصبح إنساناً! .. وعندما تمنح الكلب حساباً في «تويتر» لن يعرف كيف يغرّد مثل تغريد «الطائر الأزرق»، الذي بات رمزاً لذلك الاختراع، لكنه سيواصل النباح ! .. ورغم اهتمام زايد، الذي تمر هذا العام الذكرى المئوية على ولادته، بتطوير الإنسان في بلاده، أخلاقياً وثقافياً وحضارياً، وخصـــوصا في إمــــارة أبوظبـــي، من المؤســــف جـــدا أن يكـون حمــــد المــــزروعي من مخرجــــات تــــلك الإمـــــارة، حيـــــث ما زالت نفســــه الخبيثـــة أمــــارة بالســــــوء، بــعد مرور «١٤» عاما تقريبا على رحيل مؤسس دولة الإمارات، في الثاني من نوفمبر عام ٢٠٠٤. .. وإذا كان معظم الناس يعتقدون أن أبوظبي تشتهر بتجفيف أسماك «النيسر»، لكن غير تلك الشهرة يوجد لديها كائن يدعى «حمد المزروعي» يعاني من «الجفاف الأخلاقي»، ولا يزيد مستوى تفكيره عن عقلية «العومة»، ولا يعدو أن يكون نوعاً رخيصاً من أنواع «الجاشع» الذي ينبغي طحنه وتحويله إلى «سحناة»! .. والمؤسف أن تشهد سياسات تلك الدولة الاتحادية انتكاسات حادة بعد رحيل مؤسسها الوالد، ومرض رئيسها الرائد خليفة بن زايد شفاه الله لدرجة أصبحت فيها دولة الإمارات تدير ملفاتها الداخلية والخارجية بأسلوب إجرامي، لا يختلف عن «عصابات المافيا»! .. وإذا كنت من متابعي أفـــــلام العصـــــابات أدعوك لمتابعة المواقف الإجرامية التي تتبناها إمارة أبوظبي تحديدا ضد قطر، لتجد أنه لم يبق نوع من أنواع الجريمة المنظمة، لم تفعله تلك الإمارة ضد الدوحة! .. ولو اســـــتعرضنا المــــــواقف التي تبنتها أبوظبي خـــلال مؤامرتها على قطر، سنجد أنها لا تقل إجراما عن ما يفعله عتاة المجرمين، في عصابات «المافيا» المشهورة في «صقلية» وغيرها، حيث بدأت الأزمة بعملية قرصنة إلكترونية لموقع وكالة الأنباء القطرية، تم خلالها دس تصريحات مسمومة منسوبة إلى «صاحب السمو»، تلاها فرض الحصار الجائر على قطر، اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وشعبيا، أعقبها صناعة ما يسمونه في «رمســــتهم» المعارضــــة القطرية المصطنعة، وقيامهم بتجريم التعاطف مع قطر في أوساط مواطنيهم! .. ووصـــلت مؤامرتهــــم دناءتها، وبلغت ذروتها عبر تخطيطهم لتغيير نظام الحكم بالقوة، في دولتنا الملتفة بكل مكوناتها الشعبية، وأطيافها الوطنية، حول قيادتنا الرشيدة، عدا قيام طائراتهم الحربية باختراق مجالنا الجوي مرتين الشهر الماضي والجاري، في انتهاك سافر لمبادئ حسن الجوار، لنصـــــل إلى ذروة أكاذيبهــــم المتمثلة في الادعــــاء بقيـــام مقاتلة قطرية باعتراض إحدى طائراتهم المدنية، إلى جانب احتجاز «ضيفهـــم» الشـــيخ عبــــدالله بن علــي، بعــــدما كانوا يسلّطون الأضواء الكاشفة على شخصيته! حتى أن «آل كابوني» زعيم «المافيا» الشهير، لا يمكنه أن يجاري إجرام «آل كابتشينو»، نسبة إلى ذلك المشروب الساخن، الذي صار اختراعا ظبيانيا ،تم تدشينه منذ قرون، وفقا لمزاعم الباحثة الإماراتية غاية بنت خلفان الظاهري! .. والظاهر كما يظهر في حديث تلك الباحثة عن الظهور، من خلال ظهورها المتلفز, أنه قبل اكتشاف النفط في أبوظبي، كانت تلك الإمارة منبعا لمشروب «الكابتشينو»، الذي تم اكتشافه في باديـــة «بينـــــونة»، عنــدما اضطـــر بدوي ظبيــاني لاســـــتخدام حليـــب ناقته لعمل ذلك المشـــــروب، بعد محاولــــة ناجحة للتغلب على شـــح المياه العــذبة في تـــلك الإمارة، مستفيدا من منتجات ذلك المركــــوب، الذي صـــار مشـــــروبا عالميـــــا, دون اعتـــــراف بقية الشعوب بحقوق الملكية الفكرية الظبيانية ولا أقول الصبيانية ! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق وقفة مع «زارع الفتنة».. ومُروِّجها في أبوظبي ................................................................................... "تغريدات المزروعي" تمثّل انتهاكا لمبادئ مؤسس الإمارات.. وخرقاً للقيم التي رسخها في بلاده .................................................................................. لم يكن من بين «مشاريع زايد» إطلاق شخص غير مؤدّب لتوجيه الشتائم ضد الآخرين ................................................................................... قد يبدو الأمر غريبا! لكن لو بحثنا عند شعوب العالم لن نجد فجورا في الخصومة السياسية أسوأ مما هو موجود عند «زارع الفتنة» الخليجية، ومروجها ومؤججها في أبوظبي المدعو حمد المزروعي، الذي تحول عنده الخصام إلى أقذر أنواع «الخمام»! .. والمؤسف أن تخرج الأزمة المفتعلة، التي افتعلوها في أبوظبي ضـــد الدوحة، عن إطارها السياســـي، لتصــل إلى حضيضها الأخلاقي، عبر قذف الشرفاء بتغريدات «الإفك»، التي يروجها المزروعي كيفما شاء، سبابا وشتما، بلا حسيب أو رقيب، وبلا مانع أو وازع أو رادع. .. وأستطيع القول إن أبوظبي تجاوزت في خصومتها مع قطر كل مسببات الخلاف، وقفزت خارج إطار الأعراف، وقامت بتسكير كل قيم العفاف، ولم تعد تلك الإمارة تسلك سلوكا واحدا يعكس تراث وميراث زعيمها الراحل الكبير زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله. فقد كان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، يدعو إلى احترام حقوق الآخر، وعدم الاعتداء اللفظي أو العضلي أو اليدوي على حرمات الآخرين. .. وقبل أن يكون زايد بن سلطان آل نهيان، حاكماًَ كان حكيماً، وقبل أن يكون مؤسساً لدولته الاتحادية كان معلماً ومربياً لأجيال متعاقبة من أبناء وطنه، الذين كان يحثهم انطلاقاً من موقعه الأبوي على الخلق القويم، والسير على الصراط المستقيم، ومن المؤكد أن زايد، رحمه الله، كان لا يقبل بالإساءة لغيره. .. وأريد تذكير من يثير الفتنة في أبوظبي، أن «المؤسس الكبير»، كان رمزاً للعقل الراجح، ونمــوذجـــاً للزعيـــم الناجــح، وتقديــراً لمواقفه الحكيمة، فقد كان ولا يزال وسيظل يحظى بمكانة خاصة في نفوس القطريين، حيث لم تشهد الإمارات زعيماً مثله، لأنه أحب الناس فأحبوه، وعندما رحل حزن عليه الجميع وبكوه. .. ولعـــل ما كـــــان يميــــــز الشـــيخ زايــــد، رحمـــه اللـــه، حرصه على وحدة الصف الخليجي، فقد كان زعيماً كبيراً من كبار قادة الأمة العربية، وكان يشتهر بمواقفه الإيجابية التي لا تنسى لصالح دعم العمل العربي المشترك، عدا موقفه الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، ونضال الشعب الفلسطيني الشقيق لاستعادة حقوقه الوطنية المغتصبة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة. .. ولا جدال في انه لم يكن من بين مشاريعه التنموية أو الإنسانية التي أطلقها داخل الإمارات وخارجها، إطلاق شخص غير مؤدب، لتوجيه الشتائم البذيئة، والألفاظ الدنيئة، على الآخرين عبر حسابه التويتري غير الرصين. .. ولكل هذا لا تعكس تغريدات المزروعي رؤية زايد للآخر، ولا تساهم بأي حال في تخليد إرثه، أو تجسيد تراثه، لكنها تسير عكس ذلك. .. والمؤسف أن تغريدات المزروعي تمثل انتهكاً صارخاً لمبادئ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتشكل خرقاً سافراً لكل القيم النبيلة التي رسخها في شخصية المواطن الإماراتي. كما تمثل نكوصاً للتقاليد المتوارثة التي ميّزت الشخصية الإماراتية، خلال فترة حكم «زايد الحكيم»، الذي تتسم سنوات حكمه بالحكمة. كما تشكل خروجاً سافراً على ثقافة «الزعيم المؤسس»، وأبناء الشعب الإماراتي الشقيق، الذين مهما بلغ حجم خلافنا السياسي المتصــــاعد مــع عاصمتهم أبوظبي، سنظل نكن لهم المودة ونحتفظ لهم بالمحبة على الدوام. لقد كانت الإمارات توصف في عهد مؤسسها بأنها «دار زايد»، لكنها باتت اليوم بمواقفهـــا الطائشة، وأفعالها الخادشة، داراً تنقصها حكمة رئيسها الحكيم الراحل، حتى وصلت بها الأحوال إلى تدبير المؤامرات وافتعال الأزمات مع غيرها. .. والدليل على ضعف حجة أبوظبي من افتعال أزمتها مع قطر، اتجاهها بل توجهها إلى قذف النساء والرجال بالباطل على السواء، ممــــا يشـــكل خـــروجــــا علـــــى أخـــلاقيــــات المجتمـــــــع الخليجــــــي، وقيم المجتمع الإسلامي، الذي يحرص الشرع أشد الحرص على صيانتها. .. ولا بــــــد مــــن تذكيـــــــر «زارع الفتنـــــــة» الظبيانيــــة أن الله حفـــظ أعـــراض النــاس وصانهــــــا، وأنـــزل حــــدودا، وشرّع شرائع تردع أصحاب النفوس الخبيثة، والأعمال الخسيسة الذين يروجون الفتنة، ويخوضون في أعراض الآخرين، عبر محاولاتهم اليائسة تلويث سمعة الشرفاء، والتعرض لسيرة الأبرياء. يقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة النور «إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم». .. وهذه الآية الكريمة المتضمنة لهذا الوعيد الهائل باللعنة في الدنيا، والعذاب في الآخرة، جاءت في سياق «حديث الإفك» الذي افتراه المفترون على الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها. .. والملاحظ أن «مزروعي أبوظبي» يمارس في تغريداته المسيئة دورا سافلا لا يقل سفالة ونذالة عن أولئك الذين مارسوا «حديث الإفك»، الذي افتراه المفترون، على السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها. .. ومثلما تحظى الشيخة فاطمة بنت مبارك، بكل ما يليق بها من إجلال وتقدير في نفوس القطريين جميعاً، باعتبارها «أم الإمارات»، التي رافقت الزعيــــم الراحل زايد، خلال مسيرته في تطويـــر دولته الاتحادية، من الواجب على كل مواطن إماراتي احترام صاحبة الســـمو الشـــيخة مـــــوزا بنــــت ناصــــر، باعتبـــارها «أم القطريين». .. وإذا كانوا في الإمارات يفخرون ببناء العمارات، وإنشاء «برج خليفة»، فإننا في قطر نفخر بأن لدينا أبراجاً عالية من القيم الأخلاقية، التي لا نتنازل عنها، ولا نفرط فيها، ولا نتسامح معها. .. ولعل من أبراج الفخر الشامخة في قطر، ما تعكسه شخصية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، في حضـــورها وثقافتها ووعيها ونبلها، وطهارتها، حيث تعد نموذجاً فريداً للأمهات القياديات الواعيات المثقفات على مستوى العالم. .. وما من شك في أن صاحبة السمو تعد شخصية استثنائية في المنطقة، من خلال دورها الريادي، وفكرها التنويري لبنات جنسها، ليس في قطر فحسب، بل في أرجاء العالم العربي. لقد لعبت سموها ولا تزال دوراً ريادياً في الارتقاء بالعمل النسوي، يتجلى من خلال مبادراتها النبيلة في العديد من مناشط الحياة، مما أوصل المرأة القطرية إلى تولي أعلى مناصب المسؤولية، والقيام بأدوار فاعلة، ومتفاعلة ومتفائلة في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية. عدا دورها الريادي، ووضعها القيادي في مجال تطوير التعليم، الذي يمثل حجر الزاوية في تطور أي مجتمع. .. ويكفي التوقف عند مرافق «المدينة التعليمية» بكل صروحها العصرية، ومنشآتها الحضارية في قطر، ليعرف كل حاقد أو حاسد كيف تساهم «صاحبة السمو» في صناعة المستقبل في محيطها، مما جعلها تحظى بلقب «أم القطريين»، بل هي «أميــــرة النـــور» في وقت يعاني فيه كثيرون من ظلام دامس في عقولهم، وفي مقدمتهم «مزروعي أبوظبي»، الغارق في تأجيج الأحقاد، وترويج الفتنة. .. ومهما بلغت حدة الخلاف السياسي بين أبوظبي والدوحة ينبغي عدم تجاوز أخلاقيات الاختلاف، وعدم المساس بالرموز الذين ساهموا في نهضة البلدين رجالا ونساء. .. وما من شك في أن القذف سلوك شائن وتصرف ماجن، لا تقوم به إلا المجتمعات السيئة، وهو يشكل علامة من علامات إفلاسها الأخلاقي، ومؤشرا على خوائها الديني ولا أقول الدنيء فحسب. .. وليس هناك أسوأ من أن يقذف الإنسان في عرضه، سواء كان رجلا أو امرأة. .. وليس أقذر من أن يقذف شعب في رموزه. .. ومن الواضح أن ما ينقص «القاذف المزروع» في أبوظبي شيء من التربية، فلو كان متربيا على قيم وأخلاقيات زايد، رحمه الله، لما أساء إلى الآخرين بطريقته غير الأخلاقية. .. ولما خاطبهم بأسلوبه السوقي، وتغريده، الهمجي، الذي يعكس قلة الأدب، ويثير في النفوس علامات العجب، وهو ما يعد من الصفات التي يندر وجودها لدى غالبية أفراد الشعب الإماراتي الشقيق، الذين نكن لهم الحب والاحترام، اليوم وعلى الدوام رغم الأزمة الضاغطة عليهم وعلينا. .. وما من شك في أنه من السهل جدا أن يقوم أصغر مغرّد قطري بالرد على «مزروعي أبوظبي» بنفس أسلوبه البذيء، وكلامه الدنيء، لكننا في قطر نربأ بأنفسنا اللجوء إلى ممارسة الأسلوب الشوارعي، الذي كان سائدا في شارع الخطيئة المسمى «سكة الخيل»! .. وبعيداً عن صفات الخيول العربية الأصيلة التي لا يملك «المزروعي» صفة واحدة من صفاتها، فإن الكلب مهما اختلط مع بني البشر، سيبقى اسمه كلباً، سواء كان من النوع السلوقي أو غيره، ولن يصبح إنساناً! .. وعندما تمنح الكلب حساباً في «تويتر» لن يعرف كيف يغرّد مثل تغريد «الطائر الأزرق»، الذي بات رمزاً لذلك الاختراع، لكنه سيواصل النباح ! .. ورغم اهتمام زايد، الذي تمر هذا العام الذكرى المئوية على ولادته، بتطوير الإنسان في بلاده، أخلاقياً وثقافياً وحضارياً، وخصـــوصا في إمــــارة أبوظبـــي، من المؤســــف جـــدا أن يكـون حمــــد المــــزروعي من مخرجــــات تــــلك الإمـــــارة، حيـــــث ما زالت نفســــه الخبيثـــة أمــــارة بالســــــوء، بــعد مرور «١٤» عاما تقريبا على رحيل مؤسس دولة الإمارات، في الثاني من نوفمبر عام ٢٠٠٤. .. وإذا كان معظم الناس يعتقدون أن أبوظبي تشتهر بتجفيف أسماك «النيسر»، لكن غير تلك الشهرة يوجد لديها كائن يدعى «حمد المزروعي» يعاني من «الجفاف الأخلاقي»، ولا يزيد مستوى تفكيره عن عقلية «العومة»، ولا يعدو أن يكون نوعاً رخيصاً من أنواع «الجاشع» الذي ينبغي طحنه وتحويله إلى «سحناة»! .. والمؤسف أن تشهد سياسات تلك الدولة الاتحادية انتكاسات حادة بعد رحيل مؤسسها الوالد، ومرض رئيسها الرائد خليفة بن زايد شفاه الله لدرجة أصبحت فيها دولة الإمارات تدير ملفاتها الداخلية والخارجية بأسلوب إجرامي، لا يختلف عن «عصابات المافيا»! .. وإذا كنت من متابعي أفـــــلام العصـــــابات أدعوك لمتابعة المواقف الإجرامية التي تتبناها إمارة أبوظبي تحديدا ضد قطر، لتجد أنه لم يبق نوع من أنواع الجريمة المنظمة، لم تفعله تلك الإمارة ضد الدوحة! .. ولو اســـــتعرضنا المــــــواقف التي تبنتها أبوظبي خـــلال مؤامرتها على قطر، سنجد أنها لا تقل إجراما عن ما يفعله عتاة المجرمين، في عصابات «المافيا» المشهورة في «صقلية» وغيرها، حيث بدأت الأزمة بعملية قرصنة إلكترونية لموقع وكالة الأنباء القطرية، تم خلالها دس تصريحات مسمومة منسوبة إلى «صاحب السمو»، تلاها فرض الحصار الجائر على قطر، اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وشعبيا، أعقبها صناعة ما يسمونه في «رمســــتهم» المعارضــــة القطرية المصطنعة، وقيامهم بتجريم التعاطف مع قطر في أوساط مواطنيهم! .. ووصـــلت مؤامرتهــــم دناءتها، وبلغت ذروتها عبر تخطيطهم لتغيير نظام الحكم بالقوة، في دولتنا الملتفة بكل مكوناتها الشعبية، وأطيافها الوطنية، حول قيادتنا الرشيدة، عدا قيام طائراتهم الحربية باختراق مجالنا الجوي مرتين الشهر الماضي والجاري، في انتهاك سافر لمبادئ حسن الجوار، لنصـــــل إلى ذروة أكاذيبهــــم المتمثلة في الادعــــاء بقيـــام مقاتلة قطرية باعتراض إحدى طائراتهم المدنية، إلى جانب احتجاز «ضيفهـــم» الشـــيخ عبــــدالله بن علــي، بعــــدما كانوا يسلّطون الأضواء الكاشفة على شخصيته! حتى أن «آل كابوني» زعيم «المافيا» الشهير، لا يمكنه أن يجاري إجرام «آل كابتشينو»، نسبة إلى ذلك المشروب الساخن، الذي صار اختراعا ظبيانيا ،تم تدشينه منذ قرون، وفقا لمزاعم الباحثة الإماراتية غاية بنت خلفان الظاهري! .. والظاهر كما يظهر في حديث تلك الباحثة عن الظهور، من خلال ظهورها المتلفز, أنه قبل اكتشاف النفط في أبوظبي، كانت تلك الإمارة منبعا لمشروب «الكابتشينو»، الذي تم اكتشافه في باديـــة «بينـــــونة»، عنــدما اضطـــر بدوي ظبيــاني لاســـــتخدام حليـــب ناقته لعمل ذلك المشـــــروب، بعد محاولــــة ناجحة للتغلب على شـــح المياه العــذبة في تـــلك الإمارة، مستفيدا من منتجات ذلك المركــــوب، الذي صـــار مشـــــروبا عالميـــــا, دون اعتـــــراف بقية الشعوب بحقوق الملكية الفكرية الظبيانية ولا أقول الصبيانية ! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية