الوطن

أحمد علي يكتب في كلمة صدق «قل أعوذ برب الفلق » .. يـا جـهــاد الخــــازن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقفة مع صاحب القلم الحاسد .. والفكر الحاقد وليس الناقد .. المصاب بمرض «الزهايمر» ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يعايرنا بأن ملاعب مونديال٢٠٢٢ فيها مقاعد أكثر من القطريين! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أستهل مقالي بتلاوة سورة «الفلق»، حيث يقول تعالى في كتابه الكريم «قل أعوذ برب الفلق، من شر ما خلق، ومن شر غاسق إذا وقب، ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد». .. والمراد من تلاوة هذه الســــورة القرآنــية، استعراض ما فيها من معان قوية، ودروس حية، لمواجهـــــة شــــرور الحـــياة، وبالتحـــديــــد أشرار صحيفة «الحياة السعودية»، والكاتب الكاذب جهاد الخازن أحدهم. .. ومن خلال الآيات الخمس، التي تتضمنها هذه السورة القرآنية، بتعاليمها الربانية، أستعيذ برب المخلوقات «من شر ما خلق»، وأستعين بخالق الكائنات، من كيــــد ذلك الكائن البشري المسمى «جهاد الخازن»، صاحب «الخزان» الطافح بالكراهية، و«المخزون» الفائض بالعدائية لكل ما هو قطري. فهذا الحاقد تجده «خازناً» شحنات الحقد ضد قطر، وتراه «مخزوناً» بموجات الحسد، التي لا تنتهي، وآخرها ما كتبه في مقاله المنشور في زاويته «عيون وآذان»، بعنوان «الخلاف مع قطر مستمر ومتفاقم». يبـــدأ المقـــال بالحديــث عن الســعودية، باعتبارها أكبر مصدر للنفط الخام في العالم ــ وهذه حقيقة لا يمكن لأحد إنكارها ــ وبعدها يكيل المديح لسياستها النفطية، ويشير إلى ضرورة بقاء قطاع النفط العالمي في قبضة المنتج السعودي، لأنه وحده القادر على التحكم بالإنتاج، والأسعار وصيانة السعر من السقوط. ثم يعرج «الخازن» إلى «مخزون» الرؤية السعودية، لمستقبل ما بعد النفط، ويصفها بأنها جيدة، ومنعاً للشبهات، وحتى لا يتهمه أحد بالحصول على «مكرمة ملكية»، قد تكون برميل نفط سعودي، يحصل بموجبه على «البتـــــرول الــسوبر» مدى «الحياة»، مقابل مديحه الزائد عن الحدود الموضوعية، والمعايير المهنية. .. ولهذا يحاول تأكيد أن «لا علاقة أبداً تربطه بالحكومة السعودية اليوم أو في الماضي»، وهذه العادة المتمثلة في نفي ارتباطه بأي مصلحة تجاه الجهة التي يمدحها معروفة عنه، يذكرها في مقالاته دائماً، سواء كتب مادحاً «المملكة»، أو مشيداً بسياسة الإمارات، أو مدافعاً عن مواقف البحرين! لكنه في غمرة مديحه للحالة السعودية من زاويتها النفطية، لا ينسى إظهار الحالة النرجسية الملازمة له في معظم مقالاته، وفي غالب كتاباته حيث يشير دوماً إلى معرفته الشخصية بالشخصيات القيادية العالمية. .. ولن نستغرب يوماً لو أنه زعم صداقته الوثيقة مع «تشي غيفارا»، أو أنه تناول كوباً من الشاي الأخضر مع «ماوتسي تونغ»، أو أنـــــه سبق له التجول في حديقة «الهايد بــــارك» مع «ونستون تشرشل»، أو أن «فاروق ملك مصر» في عهدها الجميل، أهداه بطـــاقة تهنئة بمناسبة عيد ميلاده، فكل هذا متوقع من الكاتب المخرف جهاد الخازن، صاحب القلم المنحرف، والفكر المتعجرف، غـــير أن جديـــده القديم تأكيد أنه يعرف شخصياً «الملك سلمان» منذ عقود. .. وبعد هذا الاستعراض النرجسي، في «مقاله الملكي»، نجده يقفز قفزة «جربوعية» هائلة من الساحة السعودية إلى داخل البيت القطري، وكأنه «جربوع» أضناه الجوع! .. ولهذا يتوجب علينا أن نتلو قوله تعالى «قل أعوذ برب الفلق» عندما نقرأ السطور التالية، التي كتبها صاحب القلم الحاقد وليس الناقد ضد قطر حيث يقول «كنت أتمنى بعد قطع العلاقات معها ــ يقصد الدوحة ــ أن تستجيب لبعض طلبات الأشقاء، وأن تتفاوض على الطلبات الأخرى، لصيانة الصف العربي في الخليج، وما حدث حتى الآن هو أن قطر ركبت رأسها، وردت على قطع العلاقات بتحدي مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين». .. وليت جهاد الخازن يوضح لنا ماذا سيـــكون موقفــه، لو تــآمـــر عــــلـــيه ٤ من جيرانه، وتحالفوا ضده، وطلبوا منه ضرورة تغيير اسمه من «جهاد» إلى «وداد»، بحكــــــم أن اسمــــه الـــحالي لا يتــــوافق مع متطـــــلبات المرحلة الانبطاحية الحالية، خاصة أن اسمه يحمل ايحاءات «إرهابية» تحرض على «الإرهاب»! .. وهــــل سيستـــجيب «الخـــازن» لبعض طلباتهم المخزونة، ومن بينها أن يخلع ملابسه، لحين التفاوض معهم على الطلبات الأخرى! .. وبعيداً عن التفاوض الاستسلامي، والفكر الانبطاحي، الذي يدعو إليه جهاد الخازن، نراه يضيف فقرات أخرى في مقاله غارقة في السخرية من قطر، أبى المداد فيها إلا أن يفــــضح كاتبــها، في كل فقرة ولا أقول عثرة! يقول في إحداها ساخراً، محاولاً ترسيخ عقدة «كبار العربان» ولا أقول «الغربان» من قلة عدد السكان، في دولتنا الصغيرة التي تفوقت عليهم «قطر أصغر بلد عربي في عدد السكان، وموقفها غير منطقي وغير مفيد»! .. وليـــــس هذا بيت القصـــيد، وتعــــنى الأمـــــر المهــــم ــ ولا أقـــــصد صحن العصيد ــ ولكن الكاتب يغمز ما يريد، من قناة قلة عدد السكان فيواصل ساخراً «البلاد فيها حوالي ٢.٧ مليون نسمة ــ يقصد قطر ــ المواطنون فيها لا يتجاوزون عشرة في المائة»! .. وما دام جهاد الخازن أصبح «خبيراً ديمغرافياً» ليته قبل أن يكتب ما كتبه عن قطر التفت شرقاً، حيث توجد حلبة «ياس ــ مارينا» في أبوظبي، المخصصة لسابقات (فورمولا ١)، وقــــام مـــــن هــــناك بإحصاء عـــــــدد المواطنــــين في تــــلك الإمارة، ليقول لنا بعدها نتائج إحصائه السكاني، وتأثير تلك الحقـــــائق التي سيكتــــشفها على التركيبة السكانية غير المتجانسة في البلاد. .. وليته التفت يميناً وتوقف عند «برج العرب» وأمسك الآلة الحاسبة، وأجرى عملية حسابية، لمعرفة كم مواطن عربي يسير في الشارع المقابل، يستطيع أن يقول «شحالكم يا عرب» بلهجة إماراتية سليمة! .. وليته يسأل المارة عندما يزور الإمارات إذا كان أحدهم يعرف معنى «حد مثلي بات مشجنه، حلم طيف مر خطافي، وأغتنم من وجدي الونه، يوم كلن بالكرى غافي»! .. وليته أيضاً يتوقف عند «بــاب البـــــحرين» في المنامة، ويقوم بتعداد المواطنين، حتى يدرك حقـــيقة عــــدد البحرينيين مقابل المقيمين الآسيويين في تلك «المملكة». لكنه تجاهل كل ذلك الخلل الحاد في التركيبات السكانية لدول التحالف المتآمرة ضد قطر، ولم يجد سوى الكتابة الساخرة عن الحالة القطرية دون غيرها، حيث يقول ساخراً من قلة عدد سكانها «قطر ستستضيف بطولة العالم في كرة القدم ٢٠٢٢، ولكن لا أعرف كيف ستستورد المتفرجين من حول العالم، وأين سيقيمون»؟ .. وبعدها يطرح سؤالاً ساخراً بحجم «خشمه الكبير» فيقول «ماذا ستفعل هذه الملاعب بعد نهاية كأس العالم، فهناك مقاعد فيها أكثر مما في قطر من مواطنين»؟! .. وما دام اختار السخرية ليتهكم على قطر، فإنني مضطر للرد عليه بنفس الأسلوب الساخر، مع زيادة جرعة «لطنازة» بدرجة أكثر، ولا أقول «أسخر»! .. وأود التوضيح أنني لست «طبيباً بيطرياً»، لكنني أستطيع أن أجزم، ولا أزعم، أن جهاد الخازن، وصل إلى مرحلة حرجة من مرض «الزهايمر»! .. ومشكــــــلة هــــذا المـــرض أنـــه يصيــب المخ، ويتطـــــور تدريجـــياً ليفقد المريض وعيه، وقدرته على الإدراك والتفــــكير والــــتركــــيز والتحليل السليم! .. ويشكل هذا المرض سبباً مباشراً في حالات «الخرف» نتيجة التلف الذي يصيب خلايا المخ، وهذا ما يعاني منه جهاد الخازن حالياً، بعد انكمـــــــاش حجــــم دمــــاغه، مما أثر على قدراته في تحكيم المنطق، وتحليل التطورات المحيطــة به، وبـــالتالي عــــدم قدرتــــه عـــــلى استيعاب المستجدات المتتابعة حوله! .. والمؤسف أن جهاد الخازن يعاني منذ سنوات من هذه الأعراض، ويمكن ملاحظة ذلك في كتاباته ومقالاته، التي أثارت الكثير من السخط عليه، من بينها الضجة التي أثارها قبل أعوام في السعودية، عندمـــــــا كتــــب مقــــالاً عـــن «الخلـــفاء الراشدين»، شـــن خلاله هجوماً ساذجاً على التاريخ الإسلامي كله، وعـــــلى «نظام الخـــــلافة» اتـــــهمه بالفشل، ولم يستثن منه سوى السنتين اللتين حـــكم فيهـــــما الخليفـــة الأول أبو بكر الصـــديـــــق، رضـــي الله عنــــه، متجاهــــلاً عهـــود بقيــــة الخلــفاء الراشـــدين الفاروق عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان وعلي ابن أبي طالب رضي الله عنهم. .. ونتيجة لما كتبه الكاتب المخرف، انفجرت ضده «عاصفة الحزم» في مختلف الأوساط داخل «المملكة» وخارجــــها، مما جــــعله يسحب المقال، ويرجو من الذين قرأوه أن يعتبروه لم ينشر وكأنه لم يكن! عدا الضجة التي أثارها قبل سنوات في «بلد النشامى»، عندما تهكم على أسماء الأردنيات التي يقرأها في إعلانات الوفيات، حيث لم يعجبه اسم «أم زعل» و«جروة» و«بزعة»، معتبراً في مقاله الحافل بكل الموبقات، أن المرأة الأردنية إما في المطبخ أو في غرف النوم! .. ولا أنسى أيضاً الإساءة التي وجهــــها في أحــــد مقـــالاته الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ذكر فيه أن قيادته هي السبب في وقف دعم الإمارات للسلطة الفلسطينية بسبب مواقفه ونتيجة لتصرفاته! .. وهذا المــــــقال وغيـــره يؤشــــر إلى الجـــهة التي تقـــف وراء مــــقالات جهاد الخازن، مما دفع وكالة الأنباء الفلســـطيـــنية «وفـــــا» للرد عليـــه، عبر «كلاشينكوف صحفي»، بطريقة «نضالية» ولا أقول «فدائية»! .. وبعيداً عن مقالات جهاد الخازن المسيئة التي أساء فيها إلى كثيرين، كنت سأحترمه وأصفق له لو أنه تحلى بالحد الأدنى من أخلاق النقد الموضوعي، عندما كتب ما كتبه عن قطر، لكن مقاله الأخير يعكس استعلاء كثيفاً، واستعداء سخيفاً. .. ولهذا يسعدني الدخول معه في مواجهة صحفية ساخرة، لا يمكن القبول بأنصاف الحلول لإنهائها، ولا يمكن الوصول إلى أي وساطة لوقفها لقد اعتاد الــــخازن عـــلى الانحـــدار في مستــوى الكتابة، عندما يكون الثمن مجزياً، والدفع فورياً وحبذا لو كان «دولارياً»، ولهذا تقيأ في صحيفة «الحياة السعودية» كثيراً من الفضلات، التي يريد لنا أن نعتبرها مقالات، لكنها في حقيقتها قاذورات تأنف من قراءتها «العيون»، وتأسف من كتابتها الأقلام، وتأنف من سماع ما ورد فيها «الآذان»! .. وأمـــام هــــــذا العــــــدوان، ولا أقـــــول العنــــــوان الطـــافــــح بالاســــتعــــداء الصحفي، الغارق في الاســــتعلاء الإعلامي، إذا طبــقنا منطوق جهاد الخازن غير المنطقي، بخصوص الدول الصغيرة في مســـــاحتـــها، وقلـــــة عـــدد سكانـــها، فإن سنـــغافورة ينـــــبغي أن تختفي من الخريطة السياسية، لأن مساحتها لا تزيد عن ٧١٠كلم! .. ولو أن هذا الكاتــــب المنـــحرف يقـــرأ الجغرافيــــا جيداً، ويحــترم إرادة الشـــــــعوب، لأدرك أن ســـــنغافورة حـــققت ازدهـــــاراً أساسه عنصرها البشري المحدود، الذي لا يزيد تعداده عن ٥ ملايين، يشكلون خليطاً من الأصول الصينية والماليزية والهندية وغيرها. .. وأريد تذكير جهاد الخازن، صاحب التفكير المختل، والمنطق المعتل، أن سويسرا الصغيرة بمقاييس المساحات والتعداد السكاني، تعد من أفضل خمس دول في العالم في مجال الرعاية الصحية، رغــــــم أن تعدادها لا يتـــــجاوز ٨ ملايــــــين، ورغـــــــم أنـــها ليــــست مـــــــن دول الاتحاد الأوروبي، وليست عضواً في حلف الناتو! .. وما من شك في أن التجربتين السنغافورية والسويسرية في التنمية تقدمان الكثير من الدروس للعالم، بأن حجم الدولة، وعدد سكانها، ليس مقياساً لتقدمها ولا عنواناً لتطورها ولا دليلاً علىازدهارها. لقد حاول جهاد الخازن الإساءة إلى قطر، والسخرية من صغر مســـاحتها, وقلة عدد سكانها، رغم أن دولتنا الصغـــــيرة استطـــــاعت قــــبل أيــــام أن تحقق إنجازاً عالميـــاً مدويــــاً، بعد فـــوز البطـــل القــــطري العــــالمي معتز عيسى برشم ببطولة العالم لألعاب القـــــوى في مــــسابقــة الوثب العالي، التي اختتمت في العاصمة البريطانية. هذا البطل العالمي القطري المولود في الدوحة, في الرابع والعشرين من يونيو عام ١٩٩١, لم يستورد من مصر، ولم يولد في الإمارات، ولم يكـــــــبر فـــي البحريـــــن، ولم يصـــبح بطلاً في السعودية، لكــــنه «صنع في قطر»، وفقاً لإرادة قطرية، وإدارة رياضية واعية، خططت على مدى سنوات لصناعة هذا البطل العالمي، المتخرج من «أكاديمية أسباير» للتفوق الرياضي، التي لا مثيل لها في الشرق الأوسط. .. وهـــذا الإنجــــاز القــــطري العــــــالمي يجعــــلني أقـــول مجـــــدداً «قل أعوذ برب الفلق»، لأن الدول العربية الكبيرة بمساحتها، الموغلة في تاريخها، المتغولة في عدد سكانها، البالغ ١٠٠ مليون نسمة تقريباً، لم تحقق إنجازاً عالمياً في بطولة العالم لألعاب القوى، ولم تستطع الفوز بأي ميدالية حتى لو كانت «خشبية»! .. والسبب أن الحركة الرياضية فيها «متخشبة»، بلا أي تطوير، ترتكز على التفكير العقيم، البعيد عن قواعد التخطيط السليم، ولهذا بقيت الرياضة فيها «محنطة» مثل تحنيط «المومياوات»! .. ولو توقفنـــــا عنـــد «الملــــف المونديـــالي القطـــري»، الذي كشف «جهــــاد الخـــــــازن» حقــــده المخـــــزون ضـــــده، نجـــد أنـــه تـــــم عــــــلى أســـــــس عـــصريـــة عمرانيــــة عالميـــة، فاستــــــحق الفـــــوز فـــــي جـــــــولة الحسم على «الملف الأميركي»، المقدم من «الدولة العظمى»، بل الأعظم حضارياً وسياسياً وعــــسكرياً واقتـــــصادياً وريــــاضــــــياً، صاحــــــبـــــة المــــساحة الـــــشاسعـــــــة، والأراضـــي الواســـــعة، وعدد السكان الهائل الذي يصل إلى ٣٢٣ مليون نسمة. لقد تفوقت الدولة الخليجية الصغيرة في مساحتها وعدد سكانها، في التصويت المونديالي الحاسم، الذي تم في ديسمبر عام ٢٠١٠ على الدولة العظمى، وهذا ما يجعلني لا أتوقف عن تلاوة الآية الكريمة «قل أعوذ برب الفلق»، وأستعيذ بها من «شر حاسد إذا حسد»، وكل من يحاول التشكيك أو التشويش على الإنجــــاز العـــــــالمي، الذي حققته قطر من خلال ملفها المونديالي، لاستضافة مونديال ٢٠٢٢. فهذا الملف القطري كان الأفضل من جميع الملفات المنافسة، من ناحية التجهيزات والملاعب والبنية التحتية، والخدمات اللوجستية الأخرى وغيرها. .. ويومها لم ينظر المقررون إلى قطر على أنها دولة صغيرة في مساحتها وعدد سكانها، بل تم النظر إليها على أنها دولة طموحة تحظى بكل الاحترام الدولي، والتقدير العالمي. لقد تجاهل الخازن الإشارة ــ ولا أقول الإشادة ــ إلى المكاسب التاريخية التي ستحققها قطر من استضافة الحدث العالمي، المتمثلة في تحقيق حزمة من المكاسب الرياضية والإعلامية والدعائية والسياحية والاقتصادية وحتى السياسية، لكن ما أثار اهتمامه شيء واحد فقط، هو أن «ملاعب المونديال فيها مقاعد أكثر مما في قطر من مواطنين»! .. ومن المعيب حقاً، أن يوظف صاحب «العيون والآذان» المحسوب على الصحافة العربـــــــية، قلمـــه للسخرية الفجــــة من دولة عربية، لمجرد قلــــــة عــــدد مواطنيـــها، مما يعكـــس جهــــالته ومـــدى ضحـــالتـــــه، وضآلة مستواه الفكري، وتخلفه الحضاري. .. والمؤسف أن من يقود الحملات الضارية ــ ولا أقول الضاربة ــ ضد قطر، الفائزة بشرف تنظيم مونديال ٢٠٢٢ هم من «العرب العاربة»، وجهاد الخازن أحدهم، حيث لم تتوقف حملات التحريض ضد الإنجاز القطري العالمي، منذ إعلان اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم قرارها يوم الخميس الثاني من ديسمبر عام ٢٠١٠. لقــــد اختـــار جـــــهاد الخــــازن ملاعــــب الرياضـــــــة، ليلـــــعب فــــــيها لعبــــته القذرة ضد قطر، ونسي أنه بلغ من العمر عتيا، وأنه لا يملك اللياقة البدنية أو القوة الذهنية التي تؤهله لخوض مباراة مع كاتب هذه السطور الذي بدأ مسيرته في ملاعبها! لقد حضرت ٣ بطولات لكأس العالم، وانطلاقاً من تجربتي في الصحافة الرياضية، أطالبه أن يدلني على دولة عربية واحدة من ذوات المساحة الجغرافية الشاسعة، وعدد السكان الذي يصل إلى ١٠٠ مليون نسمة، نجحت في استضافة «مونديال كرة القدم»، لأن ما أعرفه أن «الدولة الكبيرة» التي تقدمت لتنظيم هذا الحدث العالمي فشلت حتـــــى في استـــضافة كـــــأس الــعالم لكــــرة «الشـــــراب»، بعدما نالت صفراً مستديراً أكبر من رأس جهاد الخازن! .. والمؤسف أن الكاتب المذكــــور، ما زال يتناول قضاياه بعقلية «أبو جهل»، وبأسلــــوب «أبو لهـــب» ولهذا ليـــس غريباً أن يحمل «علبة كبريت»، ويحاول إشعال الحرائق في العلاقات الدولية، من خلال تركيزه على جدلية الدولة الأكبر والأصغر، متجاهلاً الأفضل والأشطر. .. وكان الأجدر بالخازن أن ينصح «كبــار العـــرب» الطامحين لاستضافة مونديال ٢١٠٠ بالاستفادة من التجربة القطرية الناجحة في مجال تنظيم البطولات العالمية. .. وأريد تنشيط معلوماته الرياضية، بحكم أنه جاهل جهول في الرياضة، ولم يمارس في حياته سوى لعبة «الخشيشة» أو «الأستغماية»، أن دولتنا الصغيرة استضافت عام ٢٠٠٦ أكبر حدث رياضي قاري، وهو دورة «الألعاب الآسيوية»، ومنذ ذلك التاريــــخ سجــلت قطر اسمها كأول دولة عربية تستضيف هذا الحدث الآسيوي الكبير، الذي تم خلاله التنافس على ٣٩ لعبة رياضية، وسط حضور جماهيري لم تشهد له القارة الصفراء مثيلاً. لقد شاركت ٤٥ دولة في الألعاب، الآسيوية الخامسة عشرة، التي استضـــــافتــــها الدوحـــة بنــــجاح، بمــــشاركة دولية، تعتبر الأكبر في تاريخ هذه الألعــــاب منذ انطلاقتــــها الأولى عـــام ١٩٥١، وهذا أكثر من عدد الدول التي ستشارك منتخباتها في مونديال ٢٠٢٢. .. وعلى العموم وحتى نضمن حضوراً جماهيرياً لمونديال قطر ٢٠٢٢، يليق بالكاتب جهاد الخازن، أقترح على «اللجنة المنظمة» التعاقد معه ليكون «تعويذة» البطولة العالمية، خــــاصة أنه يشبه «الضب الصحراوي»، الذي يعتبر من كائنات البيئة القطرية! .. وبهـــــذه الطــريقة يمكنــــنا إغـــــراء المتفــــرجيـــن، وجـــذبهم لحضـــــــــور الحــــــدث العــــالمـــــي، وأستــــــطيع التأكــــيد أنــــــه لن يبقى مقعد واحد شاغر في ملاعبنا، لأن المشجعين من جميع أنحـاء العالم سيحرصـــــون على رؤيـــــة «الضـــب الصحـــفي» المســـــمى جهاد الخازن، والتقاط الصور التذكارية معه، لأنه يعتبر من فصيلة الزواحف النادرة، ويعرف عنه أنه يعيش في الجحور، ويتعايش مع «العقارب السوداء»، التي توفر له الدعم اللوجستي! .. ولأن «الضب الصحفي» يستخدم قلمه في السب، مثلما يستخدم «الضب الصحراوي» ذيله الشوكي في الضرب، سيستمتع المشجعون بطريقة صيد الضب الهرم الطاعن في السن المسمى جهاد الخازن، من خلال إغراق جحره بالماء، حتى يضطر للخروج، ومن ثم الإمساك به من «خلف رقبته الطويلة»، تحسباً من استخدام أسنانه في العض! .. وسيصـــــاب المتفرجــــون بالدهــــشة، عنـــــدما يكتـــــشفون أن «الضب الصحراوي» لا يشرب الماء إلا نادراً، لكن «الضب الصحفي» صاحب «العيون والآذان» المسمى «جهاد الخزان»، تعود على شرب مياه «إيفيان»! .. ومثلما يتمتع «الضب الصحراوي» بجهاز هضمي واسع، يمكنه ابتلاع أكبر كمية من الغذاء من نباتات الصحراء، سيكتشف المتفرجون أن «الضب الصحفي» المسمى جهاد الخازن يملك «خزينة» ذات سعة كبيرة، بل هي «خزان» متنقل، يمتاز بقدرته على استيعاب أكبر كمية من «الدولارات»، الممنوحة من دول التحالف، وفقاً لعدد الكلمات، التي يكتبها في المقالات، وطبعاً يزداد السعر، عندما يكون هجومه ضارياً على قطر، من بداية المقال حتى آخر السطر! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق «مكرمة الحج» ..أهــدافــهــا ســيــاســيــة .. أغــراضـهـــا دعـــائــيــــة ..................................................................................... السعودية وظفت ملف الحجاج القطريين لتحقيق أجندتها التآمرية ضد قطر ....................................................................................... لو كانت الرياض تحترم خيار الوساطة لتجاوبت مع «الوساطة الكويتية» المدعومة دوليا ............................................................................................. يتوافد المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها إلى «بيت الله الحرام» لأداء مناسك الحج، مجردين من كل انتماء، إلا انتماءهم الوثيق لدينهم الإسلام. .. ويتجهون إلى خالقهم، من كل فج عميق، ملبين النداء الإلهي «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك». يقولونها بقلوب صافية تنشد السلام، ونفوس صادقة تهفو إلى الوئام. .. وفي ذروة الخصام المفتعل بين الدوحة والرياض، أعلنت السعودية عن «مكرمتها الملكية»، المتمثلة في السماح للحجاج القطريين بأداء مناسك الشعيرة العظيمة، لكنها ربطت قرارها بوساطة مزعومة، نسبتها إلى أحد شيوخ آل ثاني الكرام، الذي حل في الديار السعودية، لحل بعض الأمور الخاصة المتعلقة بممتلكاته في «حائل»، لكن «المملكة» نفخت في زيارته الشخصية، عبر أبواقها، الكثير من الكلام! .. ما من شك في أن السعودية، من خلال ترويجها لخبر «الوساطة الملغومة»، تدين نفسها بنفسها، لأنها لو كانت تحترم خيار الوساطة لحل أزمتها المفتعلة مع قطر لتجاوبت هي وتوابعها مع «الوساطة الكويتية»، التي يقودها «حكيم الخليج» وشيخها الجليل، سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة.. .. هذه الوساطة التي انطلقت من «وطن النهار»، منذ الساعات الأولى لاندلاع شرارة الأزمة الخليجية، مدعومة إقليميا ودوليا وأمميا، حيث يدعو لها المجتمع الدولي بكل مكوناته، باستثناء دول «التحالف الرباعي»! .. والمؤسف أن السعودية استخدمت شعيرة الحج لخدمة أهدافها السياسية، وترويج أغراضها الدعائية، ووظفت ملف الحجاج القطريين لتحقيق أجندتها التآمرية ضد قطر، وضد نظامنا السياسي، عبر محاولتها شق صفوف جبهتنا الداخلية، الملتفة حول «قائد الوطن»، حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله ونصره على كافة الأعداء. .. ولو كانت الرياض صادقة في نواياها لحل معضلة الحجاج القطريين لتعاملت بشكل مباشر مع حكومتنا، عبر مؤسساتها الرسمية ووزاراتها المعنية المختصة بشؤون الحج. .. ومن الواضح أن السعودية تحاول استغلال التجمع السنوي الأكبر للمسلمين لتحقيق مكاسب سياسية مكشوفة، عجزت عن تحقيقها منذ افتعال أزمتها المفتعلة مع الدوحة. .. وكان ينبغي على «المملكة» إبعاد الحج عن كل ما يخالف غاياته السامية، وتوجهاته السماوية، وعدم استغلاله سياسيا كورقة ضاغطة أو رابحة ضد قطر. لقد استخدمت الرياض الحج لتصفية حساباتها السياسية مع الدوحة، وحاولت استغلال العواطف الدينية الجياشة لدى القطريين تجاه «بيت الله الحرام» لتحقيق مشاريعها السياسية المكشوفة، التي تستهدف، فيما تستهدفه، إحداث انشقاق وانقسام في صفوف المجتمع القطري. .. وما من شك في أن الادعاء بمنح القطريين «مكرمة ملكية» بناء على «وساطة» أحد شيوخ آل ثاني الكرام، دون التواصل الرسمي مع الحكومة القطرية، ودون الاتصال المباشر مع قيادتنا الرشيدة، يمثل استهدافا ما بعده استهداف لجبهتنا الداخلية، بهدف شق صفوفها المتراصة المترابطة، الملتفة حول «قائد الوطن تميم المجد». كما أنها تشكل استخفافا ما بعده استخفاف بقيم وثوابت الشعب القطري، الملتزم بدستوره الوطني، الذي ينص في مادته الثامنة على أن حكم دولتنا «وراثي»، يتسلسل في ذرية الشيخ حمد بن خليفة بن حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني حفظه الله. .. والملاحظ أن التعاطي السعودي مع ملف حجاج قطر اتسم بمزاجية واضحة وانتقائية فاضحة، حيث اقتصر ما يوصف بأنه «مكرمة ملكية» على الحجاج القطريين دون غيرهم من المقيمين، في موقف يعكس التمييز العنصري والسياسي ضد المسلمين المقيمين في قطر، الراغبين في أداء الشعيرة العظيمة. فهؤلاء تتوق أنفسهم أيضا للطواف حول «البيت العتيق»، والدعاء عند بابه، والبكاء على أعتابه، والصلاة في رحابه، حيث «الكعبة المشرفة»، قبلتنا التي ارتضاها الله لنا، التي نتوجه إليها في صلواتنا. .. ولا جدال أن الحاج القادم من قطر، أيا كانت جنسيته أو هويته، سواء كان قطريا أو «قطراويا»، لا يحتاج إلى وسيط محلي أو دولي لأداء فريضة الحج، كما أن تأدية مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام لا تتطلب الحصول على وساطة مسبقة، أو واسطة سابقة! .. ويكفينا أن قيادتنا الرشيدة حريصة كل الحرص على أن يؤدي حجاج قطر جميعا، سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، الفريضة العظيمة التي تهفو إليها قلوبهم، دون أي عقبات أو منغصات أو مضايقات أو صعوبات. لقد جاء القرار السعودي بشأن الحجاج القطريين في إطار حملة دعائية مكثفة، لتجميل صورة «المملكة» سياسيا، وتحسين صورتها أمام الرأي العام الإسلامي والدولي، رغم أن الحج لا يمكن إخضاعه لأي مكاسب سياسية، باعتباره حقا أصيلا من حقوق كل مسلم، تلزمه الشريعة الإسلامية السمحاء لجميع المسلمين. .. وهو لا يدخل في إطار «الهدايا» أو «العطايا»، وعندما يتم في الرياض وغيرها من عواصم دول «التحالف الرباعي» توظيف أو توصيف قرار السماح للقطريين بأداء مناسك الحج بأنه «مكرمة ملكية» من «خادم الحرمين الشريفين»، فهذا يؤكد بالدليل القاطع والبرهان الساطع استغلال «المملكة» هذه الفريضة الإسلامية لخدمة أجندتها السياسية! فالحج ليس مكرمة من أحد. .. وهو ليس هدية من ملك أو أمير أو رئيس أو حاكم يتحكم بمصير شعبه، كما أنه ليس منحة يمنحها السياسي لغيره، أو يحرم منها غيره، لكنه فريضة واجبة يؤديها المسلم القادر بدنيا، المقتدر ماليا، دون منة من أي جهة، أو امتنان لأي إنسان. لقد تعاملت وسائل الإعلام السعودية مع قرار حكومتها بشأن الحجاج القطريين باعتباره «مكرمة ملكية»، وهذا الأمر يخالف الشرائع السماوية، لأن الحج ركن من أركان الإسلام، ولا يجوز توظيفه أو استخدامه، أو استغلاله لغير ما شرعه الله. .. وهو لا يندرج تحت بند عطايا أو هبات أو مكرمات من البشر، حيث فرضه الله تعالى على المسلمين جميعا، وجعله من أفضل عباداته، لاشتماله على كافة معاني العبادات الأخرى. .. ونحمد الله، أننا ننتمي إلى قطر، بلد العطاء والسخاء والكبرياء والوفاء والانتماء الأصيل المتصل بقائد الوطن، حيث أغنانا الله في دولتنا الغنية بعزة أنفسنا، وأكرمنا بماله، ومنحنا من ثرواته، وأعزنا بأميرنا الكريم تميم، ولا نحتاج إلى مكارم الآخرين، لأننا أكثر شعوب العالم خيرا، وأكثرهم عطاء، بعدما أغدقت علينا قيادتنا وحكومتنا الرشيدة من خيرات وطننا، فصرنا نغدق من خيراتنا على غيرنا. .. وكنا نتمنى أن تصل «المكرمة الملكية» إلى من يستحقها من المرابطين في «القدس»، الذين دافعوا عن «المسجد الأقصى»، وتصدوا للإجراءات الصهيونية التي استهدفت مسجدنا المبارك. فهؤلاء يستحقون أن تصلهم «مكارم خادم الحرمين الشريفين»، تقديرا لبسالتهم وتكاتفهم برجالهم ونسائهم وشيوخهم وأطفالهم، خاصة المقدسيين، الذين كانت وقفتهم، ولا تزال، تمثل نموذجا في الصمود والتصدي والتحدي، وعدم التنازل عن حقهم في الصلاة في مسجدهم الأقصى، مما ساهم في إفشال مخططات الاحتلال للسيطرة على المسجد المبارك، وتهويد الحرم القدسي الشريف. هؤلاء ينتظرون «مكرمة ملكية سعودية» تدعمهم ماديا ومعنويا، وسياسيا وسياديا وإنسانيا وإسلاميا، لدعم صمودهم في مواجهة الإرهاب الصهيوني، ومنع تكرار أي إجراءات استفزازية يقوم بها كيان الاحتلال الإسرائيلي، بحق أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وعدم المساس بالوضع التاريخي القائم في المدينة المقدسة. .. وكنا نتمنى أن تصل «المكرمة الملكية» إلى أسر الشهداء في اليمن، ضحايا «عاصفة الحزم»، التي فشلت في تحقيق أهدافها، ولم تستطع إعادة الشرعية إلى صنعاء، وصارت عبئا على الداخل السعودي، وتحولت إلى «حرب استنزاف» لا طائل منها، ولا جدوى فيها ولا نهاية لها، بعدما عجز «التحالف العربي» عن حسمها، فأصبحت جرحا نازفا لا شفاء منه، ليس في الجسم اليمني فحسب، بل في خاصرة السعودية! .. وكنا نتمنى أن تمتد «المكرمة الملكية» لتصل إلى أهالي المرضى المصابين بوباء «الكوليرا» في اليمن، الذين أنهكتهم أوجاع المرض، وأرهقتهم ضغوط الحرب الخاسرة، التي لم تنتج إلا دمارا في بلد كان يشتهر بأنه سعيد رغم فقره! .. وفقا لتقرير المبعوث الخاص للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ الذي قدمه امس في الجلسة التي عقدها «مجلس الأمن» لمناقشة الوضع في اليمن أكد «المبعوث الدولي» أن البلاد تعيش لحظات حرجة وصعبة، يدفع المدنيون الثمن الأكبر في الصراع المستمر فيها، فمن لم يمت بالحرب قد يموت من الجوع أو المرض مع تدهور الوضع الاقتصادي وتفاقم الحالة الإنسانية. .. وباختصار، يعصف الموت باليمنيين جوا وبرا وبحرا وكذا الأمراض والأوبئة التي شهدت معدلات غير مسبوقة، ومن لم يقتله داء الكوليرا، يعاني حتما من نتائج الكوليرا السياسية التي أصابت اليمن والتي ما زالت تعيق مساره نحو السلام. .. وكنا نتمنى أن تصل «المكرمة الملكية» إلى عجوز يمنية اسمها «حمامة»، تعيش في قريتها النائية التابعة لمحافظة «ذمار»، البعيدة عن العاصمة «صنعاء» حوالي ٢٥٠ كيلومترا، هذه السيدة التي نقلت وكالات الأنباء قصتها المأساوية، تمني نفسها كل عام بتأدية مناسك الحج، والطواف حول «بيت الله الحرام»، لكن تردي الأوضاع الأمنية والمعيشية والاقتصادية في بلادها، وتعقد إجراءات سفرها، تحول دون تحقيق أمنيتها، قبل أن يتوفاها الله. .. وكنا نتمنى أن تشمل«المكرمة الملكية» الأطفال اليتامى في العراق، ضحايا عملية تحرير «الموصل» من تنظيم «داعش» الإرهابي، حتى تسعدهم وتخفف من أحزانهم، ومن وطأة فقدانهم آباءهم وأمهاتهم. فهؤلاء يحتاجون إلى «التفاتة ملكية» حانية تكفل رعايتهم، وتوفر الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية لهم، خاصة أن «التنظيم الداعشي» ولد من رحم تنظيم «القاعدة»، والجميع يعلم أين توجد قواعد ذلك التنظيم القاعد في عمق الجزيرة العربية!. .. وكنا نتمنى أن تمتد «المكرمة الملكية» إلى أهالي جزر الإمارات المحتلة، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، الذين يعانون من عدم قيام «دولتهم الاتحادية» بتوفير خدمات عصرية لهم، وعدم توفيرها مراكز صحية ومرافق تعليمية ووحدات سكنية وخدمات أساسية تليق بهم، تساعدهم على مواجهة «التمدد الإيراني»، الذي يعتبر من أولويات الخطاب الإعلامي والسياسي لدول «التحالف الرباعي»! .. وكنا نتمنى أن تمتد «المكرمة الملكية» لتصل إلى المحتاجين في البحرين وما أكثرهم فهم الأحوج إلى «مكارم خادم الحرمين الشريفين»، على اعتبار أن ما يجمع بينهما «نظام ملكي» متين! .. وكنا نتمنى أن تتوسع «المكرمة الملكية» لتشمل أسر ضحايا «ميدان رابعة» في القاهرة، الذين قهرهم «جيش السيسي»، فلقوا حتفهم، في أكبر «عملية إرهابية» شهدتها الديار المصرية، في تاريخها المعاصر ولا أقول المعصور! .. وكنا نتمنى أيضا لو تم توظيف تكاليف «المكرمة الملكية» المزعومة بشأن الحجاج القطريين، لتوفير «احتياجات أبناء المملكة» الضرورية، الذين نرى كثيرين منهم يقفون في طوابير طويلة، من أجل الحصول على «زكاة» لا تصلهم! أخيرا.. نتمنى، وسنظل نتمنى، أن تمتد «المكرمة الملكية» لتصل إلى الداخل السعودي المضطرب ولا أقول الملتهب، هناك في المنطقة الشرقية، لترسم الابتسامة على وجوه أهلها المحتاجين، ولا أقول المحتجين،في تلك البلدات المنسية التي تعاني أوضاعا مأساوية! أحمد علي مديرعام صحيفة الوطن القطرية