المشرق

بسم الله الرحمن الرحيم أعلام نبلاء عانة الحقوقي عبدالرحمن محمد سعيد العاني آل سيد حسين الدزدار (أمير قلعة عانة) مواليد بغداد سنة ١٩٣١ محلة سوق حمادة دار ٧٤ ٧ بكالوريوس كلية الحقوق جامعة بغداد الوظائف التي شغلها * عين في البنك المركزي العراقي ١٨ كانون أول ١٩٥١ * معاون مدير عام الشؤون الإدارية في البنك المركزي العراقي ١٩٧٠. * مدير عام الشؤون القانونية في البنك المركزي العراقي وكالة في ١٩٧٩ لغاية إحالته على التقاعد بناءا على طلبه عام ١٩٨٧ اللجان التي تولاها في البنك المركزي العراقي ١ رئيس لجنة الانضباط ٢ نائب رئيس لجنة التعيينات ٣ رئيس لجنة الضمان الصحي ٤ عضو اللجنة العليا للتحويل الخارجي ٥ عضو اللجنة العليا للمباني ٦ رئيس لجنة التعيينات في الفروع * حصل على خمسة كتب وتقدير من خمسة محافظين للبنك المركزي العراقي * قام بتمثيل البنك المركزي العراقي في مجلس شورى الدولة عام ١٩٨٠ لغرض تعديل القانون التجاري العراقي * اوفد إلى الدول التالية ١ المملكة الأردنية الهاشمية لغرض تبادل المعلومات والإطلاع على أعمال البنك المركزي الأردني. ٢ دولة الكويت لغرض تبادل المعلومات والإطلاع على أعمال البنك المركزي الكويتي. ٣ جمهورية مصر العربية للاطلاع على مجريات العمل في البنك المركزي المصري. * بعد إحالته على التقاعد بناءا على طلبه عين عين في الدوائر التالية (عقد) ١ مدير الدائرة الإدارية والقانونية في جامعة صدام سابقاً جامعة النهرين حالياً من عام ١٩٨٨ إلى عام ١٩٩٤ . ٢ مستشار قانوني في المصرف العراقي الإسلامي من عام ١٩٩٤ إلى عام ٢٠٠٠ . * مارس أعمال المحاماة في المحاكم العراقية منذ عام ١٩٨٧ *انتقل الى جوار ربه صبيحة يوم الثلاثاء الموافق ٧ آذار ٢٠١٧ ... تغمده الله تعالى بواسع رحمته وادخله فسيح جناته
بسم الله الرحمن الرحيم عانات تتشرف بأبناءها ... اعلام العراق (متقاعدين ومتوفين) ... على سبيل المثال لا الحصر عانة تتشرف بأبناءها اعلام العراق العلامة الشيخ يوسف العطا والعلامة الشيخ داود النقشبندي والشيخ عبدالرزاق الملا ياسين ويونسيف عانة الدكتور عزت مصطفى ويونسكو عانة رائد التربية والتعليم في العراق الحديث المربي الفاضل سيد حسين العاني والحاج شريف والأمين العام لمجلس علماء العراق الشيخ الدكتور محمود عبدالعزيز العاني والشيخ المحدث د. زياد محمود العاني والعلامة الشيخ الداعية الدكتور العلامة عبدالكريم زيدان والمحامي المؤرخ الأستاذ صلاح الدين عبدالحميد حطاب العاني والاستاذ الداعية محمد سعيد صالح العاني والحقوقي الخطاط عبدالغني العاني والأستاذ د.هاشم العاني والأستاذ فائق عبد الشهابي والأستاذ خميس الحاج حسين والدكتور طالب رشيد هليل والشيخ عبدالمجيد إسماعيل العاني والشيخ حسن حبيب العاني والدكتور عبداللطيف عبدالحميد العاني والقاضي إسماعيل القاضي والأستاذ رقيب القاضي والأستاذ محمد عبدالله زعين العاني والأستاذ هاشم عبدالله العاني والدكتور صبري رديف العاني والكاتب رشدي العامل والنائب عارف قفطان والشيخ الدكتور عبدالقادر العاني والشيخ عبدالملك المفتي والدكتور رياض إبراهيم الحاج حسين والعلامة منير القاضي الشقاقي والسيد أحمد العيسى والأستاذ عبدالرزاق منير والمربي الفاضل طالب رشيد السيد حسين والمربي الفاضل عبدالمجيد عبدالحميد والحقوقي عبدالرحمن محمد سعيد العاني والدكتور محمد صالح العاني والدكتور نزار العاني والقاضي عبدالجبار محمود عمر والسيد إسماعيل إبراهيم مهيدي والسيد هاشم عبدالهادي والأستاذ عبدالكريم مكي محل والآثاري عبدالرحمن سعيد العاني والدكتور فؤاد صادق العاني والمربي الفاضل عبدالغني رشيد العاني والمربي الفاضل فائق هاشم العاني والاذاعي موفق منير العاني والسيد عبدالستار نوري والشيخ صباح عارف الحديد والمربي الفاضل يوسف بكري والمربي الفاضل حاتم عبدالله والشيخ المربي الفاضل نافع عزاوي والمربي الفاضل صبحي جميل قدو والمربي الفاضل نافع عبدو والمربي الفاضل هاشم نعمان والمربي الفاضل عبدالله رشيد والمربي الفاضل مصطفى عبدالرزاق والمربي الفاضل يونس كافي والمربي الفاضل حاتم القدسي والمربي الفاضل نامق ملا سالم والمربي الفاضل حسين صالح والسيد فارس البندر والسيد نافع جابر والسيد طه الفياض والأستاذ أحمد محمد الشحاذ والأستاذ الدكتور نوري عبدالحميد والدكتور وليد جواد والدكتور علاء الدين طالب والحاج حسني موسى والشاعر عبدالفتاح صالح العاني والنساب سيد محمد الحسيني والمربي الفاضل الشاعر عبدالمطلب حامد والمربي عبدالفتاح نافع والسيد ويس عبدالجبار والمختار عبدالفتاح عسكر والعلامة الشيخ أحمد الخضار والشيخ عدنان الدهان العاني والقاضي فاضل دولان العاني والسيد داود العبو والشيخ عبدالقادر الملا حويش والأستاذ عبدالسلام اسماعيل والأستاذ رشيد محسن والأستاذ محمد حمدان والأستاذ يحيى مهدي والعقيد مهدي صالح العاني قائد جيش القادسية في معارك فلسطين ٤٨ واللواء صلاح القاضي واللواء سرحان صبار واللواء خالد محمد الشاكر واللواء فصيح علي داود العاني والعقيد محمود سلمان والعميد صبري حيدر والرؤساء عبدالسلام وعبدالرحمن عارف ورئيس الوزراء يوسف زعين وغيرهم الكثير على سبيل المثال لا الحصر ...
بسم الله الرحمن الرحيم بحث تاريخي عن مدينة عانة هذا البحث موجود حسب ذكر لي أحد الإخوة قي وزارة الداخلية قبل الاحتلال وكنت أو ناشر له على النت قبل أكثر من عشر سنوات ما توالى على مدينه عنه من الحوادث والاراء بعد الاسلام سنه ٢٢هـ فتحت عنه على يد عمير بن سعد في عهد الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) . سنه ٣٧ هـ مر بها جيش الامام علي عليه السلام في طريقه الى صفين في حرب معاويه ( رضي الله عنه) . سنه ١٨٠هـ مر بها الخليفة هارون الرشيد رحمه الله وهو في طريقه من بغداد الى الرقة وتوفيت بها احدى مربياته من البرامكة ودفنت عند وادي يعرف بوادي القناطر . سنه ٢٣٥هـ اصبحت عنه تحت حكم المتوكل وضمها الى والده المنتصر . سنه ٣٨٠هـ اصبحت تحت حكم العقيليين ومقره الموصل . سنه ٤٥٠هـ كان مهاوش المجلي العقيلي حاكما على عنه وكان معه في عنه قريش بن بدران امير بني عقيل . سنه ٤٥٠هـ نفي عنه الخليفة العباسي القائم بأمر الله عندما استولى الداسيري على بغداد سنه ٤٥٠هـ ١٠٥٨م وبقي بها سنه كاملة وعاد الى بغداد بعد ان تم القضاء على حركة الداسيري الديلمي من قبل ر كن الدولة طغرل بك . سنه ٤٩٧هـ كان امير عنه محي الدين مهاوش بن المجلي . سنه ٤٩٩هـ كان امير عنه سليمان بن مهاوش المجلي العقيلي . سنة ٥٢٨هـ كان امير عنه غلام بن سليمان بن مهاوش المجلي العقيلي . سنه ٥٣٨هـ ١١٤٤م خضغت عنه للحكم الاتابكي (اتابك زنكي) . سنه ٥٧٦هـ خضعت عنه لحكم عز الدين اتابك . سنه ٥٨٩هـ خضعت عنه لحكم عماد الدين زنكي وحكمها الشريف مفرج . سنه ١٠١٠ م استولى صالح بن مرداس الكلابي على عنه . سنه ١١٠٤ م استطاع سيف الولة صدفة بن مزيد من اخراج الاتراك منها . سنه ١١٠٦ م عاد الاتراك اليها مرة ثانية وسبوا اهلها ومن ثم عاد اليهم سيف الدولة واخرجهم منها . ١١٨٣ ١١٩١ م خضعت عنه لحكم المقتدى بأمر الله وكان اهل عنه ينسبون اللا الباطنية انذاك . ١٢٣٨ م حكم عنه صاحب حمص . ١٢٣٩ م تولى عنه نجم الدين ثم تخلى عنها الامير يونس (الملك الجواد) . ١٢٤٠ م اشترى المستنصر عنه من الملك الجواد . ١٢٤١ م لجأ الى عنه الخوارزميون بعد ان فروا من تعسف الملك المنصور . ١٥٠٠ م كانت عنه تحت حكم المستعصم وقد اعتقل فيها الملك الناصر داود صاحب الترك . ١٥٢٠ – ١٥٦٦ م كانت عنه اداريا تابعة الى ايالة الموصل ايام حكم سليمان القانوني وكانت تعتبر من اقدم المدن من ناحية التشكيل الادراي . ١٥٧٤ م بدأ الحكم الموالي لعانه بقيادة ابو ريشة . ١٦١٦ م بدأ حكم احمد ابو ريشة . ١٦٦٤ م كان امير عنه وكل البادية فياض ابو ريشة وكانت عنه اداريا " تابعة الى الرقة . ١٧٨٦ م حكم سليمان الشاوي عنه وقراها . ١٨٢٥م غزا بقايا العقليين بقيادة عبد الله الكود مدينتي عنه وراوة . وحاصروها ثلاثة ايام استطاع اهلها ردهم بعدها . ١٨٦٩ م اصبحت عنه قضاء تحت حكم مدحت باشا وتابعة اداريا الى بغداد . ١٩١٤ م اعلن النفير العام عند العثمانيون ما بين عمر ١٤ سنه – ٦٠ سنه للحرب ضد الانكليز وقد احتفلت عنه بعد اخذ الفرعة من سن ١٤ سنه . ١٩١٧ م انسحب الاتراك نهائيا " من عنه . ١٩٢١ م اصبحت عنه قضاء ضمن التنظيمات الادراية للحكم الوطني . تعرضت مدينة عنه خلال تأريخها الطويل الى ما يقارب ) ١٥٠ ( هجوما " من اقوام مختلفة وكان لموقعها التجاري اثرا " مهما " حيث كانت نقطة التقاء اهم طريقين تجاريين ـــ الاول يأتي من منابع الفرات من الغرب متجها " الى بابل والثاني تيماء عبر الجزيرة الى قلب الارض الاشورية وهنالك اربع وثائق من نينوى تشير الى طريق يبتدئ من كور ــ ابل الى انات كما ان لموقعها العسكرى اهمية في شد الانظار اليها فقد كانت في زمن الدولتين البابليه القديمة والاشورية مركز سوقيا مهما " بالنسبة للجيوش التي تذهب الى بلاد الشام وكان نهر الفرات يمثل خطأ " دفاعيا " مشيد عليها الحصون والقلاع لاغراض الدفاع عن قلب العراق ضد هجمات القبائل التي نزحت من جزيرة العرب والتي كانت تحاول العبور الى الجانب الشرقي من النهر وفي الولة البابلية الحديثة اصبحت لمدينةعنه وعموم المنطقة اهمية اكبرمن الناحية العسكريةحيث ان جيوش هذه الدولة كانت باستمرار تنطلق عبر هذه المنطقة بأتجاه بلاد الشام ومصر. وقد مر بمدينة عنه عدد من الرحالة الاوربيون ومن اشهرهم بنامين والرحالة البلجيكي موسيل والبريطانية ( مس بيل) بصيغة رحالة تبحث عن الآثار و التي لعبت دورا " كبيرا " في التمهيد لاحتلال العراق من قبل الإنجليز. المصدر هذا البحث اعد من قبل احد المختصين ولم يثبت اسمه على البحث في زمن الرئيس العراقي صدام حسين وللأمانة التاريخية نذكر هذا... وكذلك البحث موجود في وزارة الداخلية قبل الاحتلال .. لكونه اول قضاء في العراق حسب ما روى لي احد الاشخاص
سيرة ذاتية عناية حسن اخضر هي كاتبة ، وشاعرة لبنانية ، ولدت وترعرعت في بلدة "الخرايب " جنوب لبنان " جبل عامل " .. لقبت ب " خضراء عامل " نسبة لجبل عامل منبت العلماء والفقهاء وكانت الوحيدة التي حملت هذا اللقب والتي إشتهرت به.. ... إمتازت الكاتبة عناية بصدق الكلمة وحرية التعبير وتميزت بقلم جريء حر فنالت ثقة قرائها وجميع معارفها وكانت المكمن الأمين لحفظ اسرار الكثيرين والمصدر الآمن لحل الكثير من مشكلاتهم .. مرشدة اجتماعية لها الكلمة المسموعة في مجالي حقوق المرأة وحقوق الطفل والحياة الأسرية .. حازت على شهادة في العلوم القرآنية وشهادة في التربية والاخلاق من الحوزة العلمية والعديد من شهادات التقدير .. عضو في " الصندوق الصحي الاجتماعي " إمتلكت القلوب برقتها ، وحسن معاملتها وخلقها الرفيع وطيبة قلبها فكانت كما قيل فيها " صاحبة القلب الاخضر " و " سيدة الحب الاولى " و قال عنها الدكتور الباحث والكاتب الشيخ محمد حجازي في مقدمة كتابها " إلى سيدة هذا الكوكب " ... " واظبت على العمل البحثي الذي أينعت ثماره وبانت آثاره واخضرت اطرافه ، ومن إسمها "عناية " إستلهم ذلك ، بأن تبقى في عنايتها وحرصها على إظهار الحقيقة ، وتبلغ غايتها بأخضرار ربيع أفكارها " وكتب عنها الكاتب والباحث سماحة السيد عبدالله فضل الله فحص فقال "وكم جميل بأخت فاضلة ان تجول في عالم المعرفة والعلم لتستخرج تلك الظواهر العلمية الناصعة وتتحدث عنها بقالب عاطفي وحقائق علمية وعقلية تشد القارئ إلى المعاني البعيدة التي انطوت عليها تلك الأفكار الجميلة .. وكثيرا من الأحيان يحتاج الإنسان إلى من يأخذ بيده إلى تلك الأسرار والغرائب ..وهذا ما حاولت الكاتبة العزيزة الأخت عناية حسن اخضر فعله حينما قامت بهذا العمل المثمر والمفيد " إصداراتها .. كتاب الجنين النوراني وقوت الأرواح" "خفايا وأسرار .. " إرادة المرأة وقوة الرجل " "آله الكون وحقيقة الإنسان " نصائح امرأة في آذان الرجال " كربلاء في الشعر اللبناني ورواية لم تصدر بعد عنوانها "عند منعطف الرجوع " " اسمى و جاد " وكتاب العباس ع " بين الثأر والإيثار " شاركت في العديد من النشاطات في مختلف المجالات وكتبت في الكثير من المجلات والمواقع الإلكترونية والدها الشاعر الكبير "حسون الأخضر " صاحب ديوان " الريشة الحمراء " و " حكي العيون" . عناية أخضر " خضراء عامل
بسم الله الرحمن الرحيم اخترنا لكم حقائق غائبة حول استشهاد الحسين رضي الله عنه وأحداث كربلاء (الحلقة ١) خروج الحسين بن علي رضي الله عنهما الكاتب الدكتور علي محمد الصلابي أولاً اسمه ونسبه وشيء من فضائله هو أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وريحانته ومحبوبه، ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاطمة رضي الله عنها ، كان مولده سنة أربع للهجرة، ومات ورضي الله عنه قتيلاً شهيداً، في يوم عاشوراء من شهر المحرم سنة إحدى وستين هجرية بكربلاء من أرض العراق فرضي الله عنه وأرضاه. وقد وردت في مناقبه وفضائله أحاديث كثيرة منها ١ ما رواه أحمد بإسناده إلى يعلي العامري رضي الله عنه أنه خرج مع رسول الله يعني إلى طعام دعوا له، قال فاستمثل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام القوم، وحسين مع غلمان يلعب فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذه فطفق الصبي يفر هنا مرة وهاهنا مرة، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يضاحكه حتى أخذه قال فوضع إحدى يديه تحت قفاه، والأخرى تحت ذقنه، ووضع فاه وقبله، وقال ((حسين مني وأنا من حسين، اللهم أحِبَّ من أحَبَّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط)). ٢ ما رواه البخاري بإسناده إلى ابن عمر قد سأله رجل من العراق عن المُحْرِمِ يقتل الذباب، فقال رضي الله عنه أهل العراق يسألون عن الذباب، وقد قتلوا ابن ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم !، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ((هما ريحانتاي من الدنيا)). ٣ ـ وروى أحمد بإسناده إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)). وغير ذلك من الأحاديث، وفي النية إفراد كتاب مستقل عن أبي عبد الله الشهيد الحسين بن علي رضي الله عنهما بإذن الله تعالى . ثانياً الأسباب التي أدت إلى خروج الحسين، والفتوى التي بنى عليها خروجه رضي الله عنه كان موقف الحسين من بيعة يزيد بن معاوية هو موقف المعارض، وشاركه في المعارضة عبد الله بن الزبير، والسبب في ذلك حرصهما على مبدأ الشورى، وأن يتولى الأمة أصلحها، وتلك الممانعة الشديدة من قبل الحسين وابن الزبير، قد عبرت عن نفسها بشكل عملي فيما بعد، فالحسين رضي الله عنه كما مر معنا، كان معارضاً للصلح، والذي حمله على قبوله هو متابعة أخيه الحسن بن علي، ثم إن الحسين بن علي استمر على صلاته بأهل الكوفة، وقد كان يعدهم بالمعارضة، ولكن بعد وفاة معاوية، والدليل على ذلك أنه بمجرد وفاة معاوية سارع زعماء الكوفة بالكتابة إلى الحسين، وطلبوا منه المسير إليهم على وجه السرعة، ومن الأسباب التي أدت إلى خروج الحسين رضي الله عنه ١ ـ هو إرادة الله عز وجل وأن ما قدره سيكون وإن أجمع الناس كلهم على رده فسينفذه الله، لا راد لحكمه ولا لقضائه سبحانه وتعالى . ٢ ـ قلب الحكم من الشورى إلى الملك الوراثي ومن الأسباب ما كان من عدم التزام معاوية بشروط الحسن في الصلح والتي من ضمنها ما ذكره ابن حجر الهيثمي ..بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين. ورأى الحسين في محاولة معاوية توريث الحكم من بعده لابنه يزيد مخالفة واضحة لمنهج الإسلام في الحكم، ومع ذلك فإنه لم يهتم بالخروج على معاوية؛ نظراً لمبايعته له بالخلافة، فظل على عهده والتزامه. ولكن بعد وفاة معاوية تغير الموقف، فالحسين لم يعد في عنقه بيعة توجب عليه السمع والطاعة، ويدل على ذلك محاولة والي المدينة الوليد بن عتبة أخذ البيعة من الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير، وخروجهما بعد ذلك إلى مكة دون أن يأخذ بيعتهما. إن موقف الحسين وفتواه ضد الحكم الأموي مرت بمرحلتين الأولى مرحلة عدم البيعة ليزيد، وذهابه إلى مكة، وهذه المرحلة أسس فيها الحسين موقفه السياسي من حكم يزيد، بناء على نظرته الشرعية لحكم بني أمية، فهو يرى عدم جواز البيعة ليزيد، وذلك لسببين، فعلى الصعيد الشخصي فإن يزيد لا يصلح خليفة للمسلمين؛ نظراً لانعدام توفر شرط العدالة فيه، كما أن الحسين أفضل وأحق منه بمنصب الخلافة؛ فهو أكثر منه علماً، وصلاحاً وكفاءة وأكثر قبولاً لدى الناس من يزيد، أما الصعيد السياسي فلانعدام شرط الشورى، والاستئثار بالسلطة للحكم الأموي، والذي يخالف المنهج الإسلامي في الحكم، ولم يغب عن الحسين رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم ((من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية))، ولكن فهمه لهذا الحديث أنه في حق من كان صالحاً للخلافة وأهلاً لها، وكان عن شورى المسلمين. وعدم مبايعة الحسين ليزيد كانت تعني عدم إعطاء الشرعية للحكم الأموي وهو أمر كان الأمويين يحرصون عليه أشد الحرص، وقد كتب يزيد إلى واليه في المدينة بأخذ البيعة من الحسين وابن عمر وابن الزبير، وأن يأخذهم بالشدة حتى يبايعوا، وفي نفس الوقت فإن عدم البيعة يسهل له حرية العمل السياسي، واتخاذ القرار الذي يراه مناسباً لمقاومة الحكم الأموي. المرحلة الثانية وهي مرحلة العمل على مقاومة الحكم الأموي وطرح نفسه بديلاً للسلطة الأموية في دمشق، وهو ما يعبر عنها الفقهاء بالخروج على الإمام، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الحسين قد مكث في مكة بضعة أشهر قبل خروجه إلى العراق، فقد قدم إلى مكة في الثالث من شعبان سنة ٦٠هـ للهجرة، وخرج إلى العراق في الثامن من ذي الحجة من نفس السنة، وفي هذه الفترة كان رضي الله عنه يراسل أهل العراق، وتقدم إليه الوفود، حتى رأى أنه لا بد من مقاومة الظلم وإزالة المنكر وأن هذا أمر واجب عليه، وكانت شيعته بالعراق على اتصال به وتمت بينهم مراسلات، وقد وصل الحسين بن علي إلى قناعة راسخة، وبنى قراره السياسي على فتوى اقتنع بها في مقاومته للحكم الأموي، فهو يرى أن بني أمية لم يلتزموا حدود الله في الحكم، وخالفوا منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، وبنى الحسين رضي الله عنه فتواه بتسلسل منطقي شرعي، فاستبداد بني أمية، والشك في كفاءة وعدالة يزيد، توجب عدم البيعة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على علماء الأمة، ومن أكبر المنكر حكم بني أمية واستبدادهم، وبما أن الحسين ليس في عنقه بيعة، وهو أحد علماء الأمة وسادتها، فهو أحق الناس بتغيير هذا المنكر، وعلى ذلك فليس موقفه خروجاً على الإمام، بل هو تغيير المنكر، ومقاومة للباطل، وإعادة الحكم إلى مساره الإسلامي الصحيح، ومما يدل على حرص الحسين رضي الله عنه على أن تكون فتواه وتحركاته السياسية في مقاومته للحكم الأموي متماشية مع تعاليم الإسلام وقواعده، امتناعه عن البقاء في مكة عندما عزم على مقاومة يزيد حتى لا تستحل حرمتها وتكون مسرحاً للقتال وسفك الدماء، فيقول لابن عباس لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن أقتل بمكة وتُستحل بي. ثالثاً عزم الحسين على الخروج إلى الكوفة ونصائح الصحابة والتابعين ورأيهم في خروج الحسين إلى الكوفة ١ ـ عزم الحسين على الخروج إلى الكوفة بعد توافد الرسائل من زعماء الكوفة على الحسين رضي الله عنه والتي تطلب منه المسارعة في القدوم إليهم، ولما كان العدد مشجعاً أراد أن يطَّلع على حقيقة الأمر، فبعث ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب؛ ليستجلي له حقيقة الخبر، ثم يكتب إليه بواقع الحال، فإن كان ما يقولون حقاً قدم عليهم، خرج مسلم بن عقيل بصحبة عبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي، وقيس بن مسهر الصيداوي، وعمارة بن عبيد السلولي، فلما وصل مسلم المدينة أخذ معه دليلين، وفي الطريق إلى الكوفة تاهوا في البرية ومات أحد الدليلين عطشاً، وكتب مسلم إلى الحسين يستعفيه؛ وذلك بسبب إحساسه النفسي لمدى الصعوبات التي تنتظره في الكوفة، ولكن الحسين رفض طلبه، وأمره بمواصلة المسير نحو الكوفة، ولما وصل مسلم بن عقيل إلى الكوفة نزل عند المختار بن أبي عبيد في أول قدومه، فلما جاء ابن زياد، وتولى إمارة الكوفة، وأخذ يشدد على الناس انتقل مسلم عند هانئ بن عروة؛ وذلك خشية انكشاف أمره، ثم لمكانة هانئ وأهميته كأحد أعيان الكوفة، ولما بدا الشك يساور ابن زياد من هانئ بن عروة خشي مسلم بن عقيل على نفسه، وانتقل أخيراً ولفترة قصيرة جداً عند مسلم بن عوسجة الأسدي أحد دعاة الشيعة ، ولما بلغ أهلَ الكوفة قدومُ مسلم بن عقيل قدموا إليه فبايعه اثنا عشر ألف، وتمت تلك المبايعة بصورة سرية مع تحرص شديد، ولما تأكد لمسلم بن عقيل رغبة أهل الكوفة في الحسين وقدومه إليهم كتب إلى الحسين أما بعد، فإن الرائد لا يكذب أهله، إن جميع أهل الكوفة معك، فأقبِلْ حين تنظر في كتابي، وهنا تأكد للحسين صدق نوايا أهل الكوفة، وأنه ليس عليهم إمام كما ذكروا من قبل، فلا بد في هذه الحالة أن يفي لهم بما وعدهم به، حين كتب إلى أهل الكوفة وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي، وأمرته أن يكتب إليَّ بحالكم وأمركم ورأيكم، فإذا كتب إلي أنه قد أجمع رأي ملئكم وذوي الفضل والحجى منكم على مثل ما قدمت به رسلكم، وقرأته في كتبكم، أقدم عليكم إن شاء الله ، فلما وصل إلى الحسين بن علي كتاب مسلم بن عقيل الذي طلب منه القدوم إلى الكوفة وأن الأمر مهيأ لقدومه، تجهز الحسين بن علي، وعزم على المضي إلى الكوفة بأهله وخاصته. ٢ ـ مواقف الصحابة والتابعين من خروج الحسين أ محمد بن الحنفية لما بلغ محمد بن الحنفية عزم أخيه الحسين على الخروج إلى الكوفة، قدم عليه وقال يا أخي أنت أحبُّ الناس إليَّ، وأعزهم عليَّ، ولست أدخر النصيحة لأحد من الخلق أحقُّ بها منك، تنحَّ ببيعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت، ثم ابعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك، فإن بايعوا لك حمدت الله على ذلك، وإن أجمع الناس على غيرك لم يُنقصِ اللهُ بذلك دينك ولا عقلك، ويُذهب به مروءتك ولا فضلك؛ إني أخاف أن تدخل مصراً من هذه الأمصار وتأتي جماعة من الناس فيختلفون بينهم، فمنهم طائفة معك، وأخرى عليك فيقتتلون فتكون لأول الأسنة، فإذا خير هذه الأمة كلها نفساً، وأباً، وأماً، أضيعها دماً، وأذلها أهلاً. فقال الحسين فإني ذاهب يا أخي، قال فانزل مكة فإذا أطمأنت بك الدار فسبيل ذلك، وإن نبَتْ بك لحقت بالرمال وشعف الجبال، وخرجت من بلد إلى بلد حتى تنتظر إلى ما يصير أمر الناس، وتعرف عند ذلك الرأي، فإنك أصوب ما تكون رأياً وأحزمه عملاً حين تستقبل الأمور استقبالاً، ولا تكون الأمور عليك أبداً أشكل منها حين تستدبرها استدباراً. قال يا أخي قد نصحت فأشفقت وأرجو أن يكون رأيك سديداً. وجاء في رواية .. فإن الحسين حين عزم على الخروج بعث إلى بني عبد المطلب في المدينة يدعوهم للخروج معه، فقدم عليه من خف منهم، وتبعهم محمد بن الحنفية فأدرك الحسين بمكة، فأعلمه أن الخروج ليس له برأي يومَه هذا، فأبى الحسين أن يُقبل في نفسه على أخيه محمد، وقال ترغب بولدك عن موضع أُصابُ فيه؟ فقال محمد وما حاجتي أن تصاب، ويصابون معك، وإن كانت مصيبتك أعظم عندنا منهم. ب عبد الله بن عباس رضي الله عنه ولما بلغ خبر عزمه على الخروج إلى ابن عمه عبد الله بن عباس أتاه وقال يا ابن عم، إنه قد أرجف الناس أنك سائر إلى العراق، فبيِّن لي ما أنت صانع؟ قال قد أجمعت المسير في أحد يومَي هذين إن شاء الله تعالى ، فقال له ابن عباس أخبرني إن كان عدوك بعد ما قتلوا أميرهم، ونفوا عدوهم، وضبطوا بلادهم، فسر إليهم، وإن كان أميرهم حياً وهو مقيم عليهم، قاهر لهم، وعماله تجبي بلادهم، فإنهم إنما دعوك للفتنة والقتال، ولا آمنُ عليك أن يستفزوا عليك الناس، ويقلبوا قلوبهم عليك، فيكون الذي دعوك أشد الناس عليك. فقال الحسين إني أستخير الله وأنظر ما يكون. ولكن ابن عباس أدرك من كلام الحسين واستعداده أنه عازم على الخروج ولكنه يحاول إخفاء الأمر عنه؛ لعلمه بعدم رضاه عن ذلك، لذا جاء ابن عباس إلى الحسين من الغد فقال يا ابن عم إني أتصبر ولا أصبر، وإني أتخوف عليك في هذا الوجه الهلاكَ، إن أهل العراق قوم غدرٌ فلا تغترن بهم، أقم في هذا البلد حتى ينفي أهل العراق عدوهم ثم أقدم عليهم، وإلا فسر إلى اليمن؛ فإن به حصوناً وشعاباً، ولأبيك به شيعةً، وكن عن الناس بمعزل، واكتب إليهم وبث دعاتك فيهم، فإني أرجو إذا فعلت ذلك أن يكون ما تحب. فقال الحسين يا ابن عم، والله إني لأعلم أنك ناصح شفيق، ولكني قد أزمعت المسير. فقال له فإن كنت ولا بد سائراً فلا تسر بأولادك ونسائك، فوالله إني لخائف أن تقتل كما قتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه... إلى أن قال فوالله الذي لا إله إلا هو لو أعلم أنك إذا أخذت بشعرك وناصيتك حتى يجتمع عليَّ وعليك الناس أطعتني وأقمت لفعلت ذلك. وهكذا نجد أن محاولات ابن عباس لم تُجدِ في إقناع الحسين على الرغم من أنه أظهر له لما علم تصميمه على عدم رضاه بيزيد وضرورة العمل على تغييره أنه لا يقف عند فكرة الحسين تماماً، ولكنه يوضح له عوامل فشل ما هو سائر لتحقيقه، ويطرح له البدائل التي ربما تكون أقرب لتحقيق ما يصبو إليه، وذلك بالانتظار حتى يقوم أهل العراق بالسيطرة التامة على إقليمهم ويحرروه من سلطان بني أمية، وهو يدرك أنهم عاجزون عن ذلك، فبالتالي هم عاجزون عن حماية الحسين، أو أن يذهب إلى اليمن، ويعمل بما أرشده إليه؛ فإن عوامل النجاح فيه أكثر، وعوامل الفشل فيه أقل من رحيله إلى العراق، ولعل ابن عباس قد لا يريد للحسين لا هذا ولا ذاك، ولكن أراد تأخير الحسين عن اتخاذ تلك الخطوة السريعة بخروجه إلى العراق، التي لا ينفع معها تدارك الأمر، أما لو اقتنع برأي ابن عباس من الانتظار حتى يتهيأ له الأمر في العراق، أو يعدل عنه إلى اليمن، وهذا سيأخذ وقتًا طويلاً لترتيب الأمور هناك، وبهذا أو ذاك فإنه يمكن أن يكون لعامل الوقت أثر في حل الوضع وإطفاء الفتنة. ويفهم من كلام ابن عباس بأنه لا يخالف الحسين في خروجه على يزيد من الناحية الشرعية، ولكن كان يخالفه من الناحية الاستراتيجية فكان يرى ألا يخرج الحسين للعراق حتى يتأكد من قوة شيعته وأنصاره هناك، وأن الأمويين لم يعد لهم نفوذ، وإلا فإن اليمن بعيدة عن النفوذ الأموي وله فيها أنصار، وبها أماكن كثيرة للتخفي، حتى يتمكن من جمع القوى الكافية لمقاومة الأمويين. ت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقد نصح الحسين رضي الله عنه في أكثر من موقف، فحين بلغه خروج ابن الزبير والحسين إلى مكة رافضين بيعة يزيد لقيهما، وقال أذكركما الله إلا رجعتما فدخلتما في صالح ما يدخل فيه الناس وتنظران، فإن اجتمع عليه الناس لم تشذَّا، وإن افترق عليه كان الذي تريدان، ولما قدم المدينة وبلغه خروج الحسين لأهل الكوفة لحقه ابن عمر على مسيرة ليلتين فقال أين تريد؟ قال العراق، ومعه طوامير وكتب، فقال لا تأتهم، قال هذه كتبهم وبيعتهم. فقال إن الله خيَّر نبيه بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، وإنكم بضعة منه، لا يليها أحد منكم أبداً، وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم، فارجعوا، فأبى، فاعتنقه ابن عمر، وقال أستودعك الله من قتيل. وكان ابن عمر يقول بعد ذلك غلبنا الحسين بن علي بالخروج، ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة، ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له ألا يتحرك ما عاش، وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس؛ فإن الجماعة خير. ث عبد الله بن الزبير رضي الله عنه اتهمته بعض الروايات الضعيفة أنه أحد المتسببين في إقناع الحسين بالخروج إلى الكوفة، هو نفسه ثبت عنه بأنه قد أسدى النصائح للحسين، وحذره من مغبة مغادرة مكة والذهاب إلى الكوفة، وقد نصح الحسين قائلاً أين تذهب إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟، فقال له الحسين لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إليَّ من أن تُستَحلَّ بي يعني مكة . وقد نظر بعض الصحابة إلى العمل الذي سيقدم عليه الحسين بأنه في حقيقته خروج على الإمام صاحب البيعة، كما نظروا إلى خروج الحسين وما يحمله خروجه على أنه نذر شر وبلاء على الأمة مهما كانت النتائج لأي من الطرفين منهم. ج أبو سعيد الخدري رضي الله عنه حيث قال غلبني الحسين على الخروج وقد قلت له اتق الله في نفسك والزم بيتك، ولا تخرج على إمامك. خ وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه كلمت حسيناً فقلت له اتق الله، ولا تضرب الناس بعضهم ببعض، فوالله ما حمدتم ما صنعتم، فعصاني. ولم تتوقف المحاولات الهادفة بين الحسين وبين خروجه إلى الكوفة فكتب إليه ابن جعفر د عبد الله بن جعفر رضي الله عنه كتب إلى الحسين وأرسل كتابه مع ابنيه محمد وعون أما بعد، فإني أسألك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي؛ فإني مشفق عليك من الوجه الذي توجهت له أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك. ولكن الحسين رفض الرجوع وهنا ظن عبد الله بن جعفر أن سبب خروج الحسين هو خوفه من الوالي عمرو بن سعيد بن العاص، فذهب إلى عمرو بن سعيد بن العاص، وطلب منه أن يكتب كتاباً إلى الحسين يؤمنه فيه ويعده بالخير، وكان رد عمرو بن سعيد أن قال لعبد الله بن جعفر اكتب ما شئت وائت به أختمه. فكتب ابن جعفر "بسم الله الرحمن الرحيم من عمرو بن سعيد إلى الحسين بن علي، أما بعد، فإني أسأل الله أن يصرفك عما يبوقك، وأن يهديك لما يرشدك، بلغني أنك قد توجهت إلى العراق، وإني أعيذك بالله من الشقاق، فإني أخاف عليك فيه الهلاك، وقد بعثت إليك عبد الله بن جعفر، ويحيى بن سعيد، فأقبل إليَّ معهما؛ فإن لك عندي الأمان والبر والصلة وحسن الجوار لك، والله بذلك شهيد وكفيل، ومراعٍ ووكيل، والسلام عليك. ولكن الحسين رضي الله عنه رفض هذا الرجاء أيضاً وواصل مسيره. ذ أبو واقد الليثي رضي الله عنه فقد روي عنه أنه قال بلغني خروج الحسين، فأدركته بملل، فناشدته الله ألا يخرج، فإنه يخرج في غير وجه خروج، إنما يقتل نفسه، فقال لا أرجع. ر عمرة بنت عبد الرحمن فقد كتبتْ إليه تعظّم عليه ما يريد أن يصنع، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة، وتخبره أنه إنما يساق إلى مصرعه. ز أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث يا ابن عَمِّ إن الرحم تظأرُني عليك، وما أدري كيف أنا عندك في النصيحة لك؟ قال يا أبا بكر ما أنت ممن يُستغشُّ ولا يُتَّهمُ، فقل. قال قد رأيت ما صنع أهل العراق بأبيك وأخيك، وأنت تريد أن تسير إليهم وهم عبيد الدنيا، فيُقاتلك من قد وعدك أن ينصرك، ويخذلك من أنت أحب إليه ممن ينصره فأُذكِّرك الله في نفسك. فقال جزاك الله يا ابن عمِّ خيراً، ومهما يقضي الله من أمر يكن. فقال أبو بكر إنا لله، عند الله نحتسب أبا عبد الله. س عبد الله بن مطيع فقد قال إني فداك أبي وأمي، متعنا بنفسك، ولا تسر إلى العراق، فوالله لئن قتلك هؤلاء القوم ليتخذُنَّا خولا وعبيداً. ش سعيد بن المسيب فقد نقل عنه الذهبي أنه قال لو أن الحسين لم يخرج لكان خيراً له. ك عمرو بن سعيد بن العاص فقد كتب إليه يقول إني أسأل الله أن يلهمك رشدك وأن يصرفك عمَّا يرديك، بلغني أنك قد اعتزمت على الشخوص إلى العراق، فإني أعيذك بالله من الشِّقاق. و الفرزدق فقد لقيه بالصِّفاح، فسأله الحسين عمَّا وراءه، فقال أنت أحب النَّاس إلى النَّاس، والقضاء في السماء، والسيوف مع بني أمية. وفي خبر آخر قال أنه قال قلت له يخذلونك، لا تذهب إليهم فلم يطعني. هذه أقوال الصحابة والتابعين في موقفهم من خروج الحسين، وهذه فلسفتهم في هذه القضية الهامَّة، فهم لم يبايعوا يزيد؛ لأنهم يرونه أفضل من غيره من الصحابة والتابعين، ولكنهم فعلوا ذلك؛ درءاً لمفسدة التفرق والاختلاف بين المسلمين، ودليل ذلك ما رواه خليفة بن خياط وابن سعد، عن داود بن عبد الله الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن قال دخلنا على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين استخلف يزيد بن معاوية، فقال أتقولون إن يزيد ليس بخير أمة محمد، لا أفقه فيها فقهاً، ولا أعظمها فيها شرفاً؟ قلنا. نعم. قال وأنا أقول ذلك، ولكن والله لأن تجتمع أمة محمد أحب إليَّ من أن تفترق، أرأيتم باباً لو دخل فيه أمة محمد وسعهم، أكان يعجز عن رجل واحد لو دخل فيه؟ قلنا لا. قال أرأيتم لو أن أمة محمد قال كل رجل منهم لا أهريق دم أخي، ولا آخذ ماله، أكان هذا يسعهم؟ قلنا نعم. قال فذلك ما أقول لكم. ومن الملاحظ إجماع كل من نصح الحسين حتى من لم ير بأساً برفضه البيعة على أن لا يخرج للعراق ولا يثق في أهل الكوفة، فقد كتب إليه المسور بن مخرمة رضي الله عنه بأن لا يغتر بكتب أهل العراق، ونصحه بأن لا يبرح الحرم، فإن كانت لهم حاجة فسيضربون إليه آباط الإبل حتى يوافوه فيخرج في قوة وعدة. ومما يلفت الانتباه زيادة على إجماع الناصحين للحسين على خيانة أهل الكوفة ووجوب عدم الثقة بوعودهم كذلك يلفت الانتباه إجماعهم في توقعهم لمقتل الحسين كما يبدو ذلك من أسفهم عليه وكلمات التوديع له، وما ذلك إلا دليل على معرفة أولئك الناصحين من العلماء بالأوضاع، ووعيهم لما سبق من أحداث جرت إبان الفتنة بين علي ومعاوية، عرفوا من خلالها الدوافع والأهواء التي تدفع ببعض الأقوام للاستفادة من إثارة الإحن ودوام الفتن. ....... يتبع........
بسم الله الرحمن الرحيم رجال من عانة الخطاط عبدالغني العاني وهو عبدالغني بن عبدالعزيز بن محمد بن عثمان بن عبدالله بن حسين بن اسماعيل بن السيد حسين (دزدار قلعة عانة) الحسيني الحقوقي الخطاط الشهير د.عبد الغني العاني –هو تلميذ الخطاط هاشم البغدادي ، وهو التلميذ الوحيد الذي أجازه هاشم عن كل تلاميذه. ذكره المربي الفاضل الداعية الأستاذ الداعية محمد احمد الراشد في كتابه صناعة الحياة قائلا( والدكتور القانوني الفنان عبدالغني عبدالعزيز العاني ,تلميذ هاشم الأول هو بباريس اليوم سفير للحضارة الإسلامية تلقاء الغرب ومترجم لأذواق الإيمان وخلجات قلوب الموحدين ,ولست ارى بعدا بعيدا بين قطرة من مداد قصباته وقطرة من دم شهيد في ترك الأثر الحيوي – وفي تغريدة للكاتب بدر الجفين قال أحد المستشرقين الفرنسيين عن الخطاط عبدالغني العاني لوافتخر الغرب بوجود عبقرية مثل ليوناردو دافنشي فحق للعرب أن يفخروا بعبد الغني العاني) ولد ببغداد عام ١٩٣٧ حصل على شهادة البكالوريوس في الحقوق ببغداد عام ١٩٦١وثم على شهادة دكتوراه دولة في القانون من جامعة باريس عام ١٩٧٥. حصل على شهادة دبلوم من معهد الفنون الجميلة ببغداد عام ١٩٦٧ومن ثم حصل على شهادة ماجستير فنون من جامعة باريس عام ١٩٧٣. عام ١٩٦٧ حصل على اجازة الخط من الخطاط المرحوم هاشم محمد البغدادي و كانت اول و اخر اجازة خط لهاشم لإنه توفى عام ١٩٧٢. تفرغ لفن الخط العربي و الزخرفة الاسلامية نسب مدرساً للخط العربي في جامعة السوربون في باريسعرضت نتاجاته لاول مرة في باريس عام ١٩٧٣. عام ١٩٧٥ حصل على اجازة الخط من الخطاط المرحوم حامد الامدي . أقام العديد من المعارض الشخصية في باريس و العديد من المدن الفرنسية اضافة الى العديد من المراكز الثقافية العراقية و الفرنسية و منظمة اليونسكو ساهم في معارض مشتركة مهمة منها معرض الفن العربي المعاصر في باريس و تظاهرة الفن الغرافيكي العربي و اللاتيني برعاية مؤسسة الخط و التيبوغرافيا العالمية في مونتغرو ، و معرض من النقطة الى الصفر في مركز بومبيدو في باريس . له الكثير من المقالات عن الخط و الزخرفة الإسلامية في الصحف و المجلات إضافة إلى إلقاء المحاضرات في جامعة بغداد و جامعة اكس في فرنسا وكلية اللغات الشرقية بباريس كما قام بجولات فنية في عدد من المدن الفرنسية لالقاء المحاضرات ، و فتح العديد من الدورات في مجال الخط . فاز هذا العام ٢٠١٠ بجائزة اليونسكو ، و هذة اول مرة تمنح فيها لفنان خط .
بسم الله الرحمن الرحيم رجال من عانة الداعية محمد سعيد العاني المولد والنشاة هو السيد محمد سعيد بن السيد صالح بن السيد محمد بن السيد ابراهيم بن السيد احمد بن السيد محمد بن السيد حسين (دزدار قلعة عانة) الحسيني العاني... ، انحدر أصل أسرته من مدينة عنه في الانبار منذ القدم لذا لقب بها شأن جميع أهل عنه الذين انحدروا منها الى غيرها من المدن. واستقر في بغداد بجانب الكرخ وسكنت في محلة سوق حمادة، المحلة الشعبية التي تربى أبناؤها على القيم العربية والتمسك بالدين والدفاع عنه وارتيادهم المساجد وإعمارها بالإيمان. ولد محمد سعيد يرحمه الله في هذه المحلة سنة١٩٠٧ وكان والده احد التجار الذي زاول مهنته بأمانة في احد الخانات الكائنة مقابل متحف بغداد القديم والواقع في شارع المأمون وفي الزقاق المؤدي الى سوق الصفارين. دخل محمد سعيد في المدرسة الابتدائية ثم المدرسة الراشدية التي تعده بعد التخرج فيها الى إكمال الدراسة في استانبول. إلا ان وفاة والده أثناء تلك المرحلة حال دون إكمال دراسته، واشتغل محمد سعيد في الأعمال الحرة ليعين أسرته بعد وفاة ابيه وظل يزاوله ويكسب الرزق الحلال الى حين تعيينه موظفا في الدولة وذلك في عام ١٩٣٦، وفي هذه السنة ايضا استطاع ان يكمل نصف دينه ويتزوج. وكانت وظيفته في ديوان مجلس الوزراء وتقدم في الوظيفة حتى رقي الى مدير عام في ديوان مجلس الوزراء وكان يزاول عمله بالوظيفة بكفاءة تامة وإخلاص حتى تقاعد منها في تموز عام ١٩٧٠. تفرغه للنشاط الإسلامي بعد إحالته الى التقاعد تفرغ للنشاط الإسلامي في بغداد، ولرغبته الشديدة في القراءة الكثيرة في الكتب الإسلامية والكتب الحديثة وملازمته للعلماء والأدباء وأهل العلم، واتصاله بكبار علماء عصره، يحضر مجالسهم وبخاصة الدروس التي كان يلقيها العلامة الشيخ أمجد الزهاوي في مدرسة السليمانية قرب الشرطة العامة ومدرسة الأسرة الزهاوية في رصافة بغداد والتي صارت فيما بعد مقرا لرابطة علماء العراق.. وكان نشاطه الإسلامي في كل هذا نمّى عنده القابلية على إلقاء المحاضرات في المجالس العامة وشارك في جميع المناسبات الإسلامية في بغداد.. ومنها ساهم بإلقاء المحاضرات الإسلامية من دار الإذاعة العراقية بجانب الشيوخ المتحدثين فيها ومنهم محمد محمود الصواف، وكمال الدين الطائي، وحمد الاعظمي، وتوفيق زين العابدين الهاشمي. وسد فراغا في دار الإذاعة بتقديم البرامج الدينية وقد مارس الأعمال الاغاثية بعد نكبة فلسطين وتهجير أهلها عام ١٩٤٨، حيث أسست في بغداد جمعية الدفاع عن فلسطين برئاسة فضيلة الشيخ نجم الدين الواعظ وكان الأستاذ محمد سعيد من أنشط مؤسسيها والعاملين فيها مع السيد سعيد ثابت، حيث كان تجمع التبرعات العينية والمادية وترسل الى المنكوبين من اهل فلسطين وكانت تصلهم شهريا وباستمرار. مشاركته في أسبوع الفضيلة وقفت جمعية الأخوة الإسلامية دائما ضد الأفكار الغربية التي حاولت على نحو متواصل جرف المرأة وراء مظاهر خادعة ومقولات مسمومة وطرح شعارات برّاقة من نشر المدنية والمنادات بالحرية والتقدم والرقي، فوقع بعضهن بشباكها فنزعت المرأة العراقية حجابها فأسفرت دون رقيب عليها من أهلها الذين استجابوا لهذه المغريات التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب. وبدأت هذه الممارسات يظهر دورها في جمعية الاتحاد النسائي العراقي والتي كانت إحدى نساء المسؤولين في الدولة، فجعلت هذه الجمعية لها في نهاية عام ١٩٥٣ أسبوعا سمّي بأسبوع المرأة فجاهر أعضاؤها بأمور تنافي الدين وتناقض الأخلاق والآداب العامة باسم المطالبة بمنح المرأة حقوقها السياسية. وقد ردت جمعية الأخوة الإسلامية على أسبوع المرأة بأسبوع الفضيلة وذلك بتهيئة الرأي العام الى خطورة هذه المحاولات وتجمع الناس في كل يوم في مسجد من مساجد بغداد الكبيرة بين المغرب والعشاء لمدة أسبوع وكانت تلقى الخطب التثقيفية والأشعار بالمناسبة منددة بأسبوع المرأة وتحذر من خطورة هذه الدعوات الهدامة والإساءة الى مشاعر المسلمين، وكان من أنشط المتحدثين في أسبوع الفضيلة بعد حديث الأستاذ محمد محمود الصواف، محمد سعيد العاني والشاعر خضر الطائي، والشيخ محمد نمر الخطيب وغيرهم يرحم الله الجميع . نشاطه في جمعية الأخوة الإسلامية كان الأستاذ محمد سعيد من ابرز الأعضاء الناشطين في الجمعية، اذ كان يحضر جميع الاجتماعات التي تقيمها الجمعية في شتى المناسبات وبخاصة في الاجتماع العام يوم كل خميس في جامع الازبك بين المغرب والعشاء.. وكان الأستاذ محمد سعيد ينوب عن الدكتور عبد الكريم زيدان حفظه الله رئيس شعبة الكرخ لجمعية الأخوة عند غيابه..وكان من عادة الدكتور ان يجمع إخوان الكرخ عقب الانتهاء من صلاة الجمعة في جامع القمرية المطل على نهر دجلة والمجاور لإعدادية الكرخ للبنين ليعقب على خطبة الجمعة التي يلقيها السيد محمد صالح الجرجيس. ومن المفارقات اللطيفة ان كانت الخطبة بمناسبة يوم الهجرة النبوية الشريفة وكان المعقب عليها في تلك الجمعة السيد محمد سعيد العاني.. قال الخطيب اثناء خطبته رحم الله العنكبوت كان نسيجه على فوهة الغار سببا لنجاته صلى لله عليه وسلم) فترحم الخطيب على العنكبوت وجلب انتباه الشباب المصلين فأخذوا يتبادلون النظرات مع بعضهم.. وكان لا بد للسيد محمد سعيد ان يوضح الامر للشباب، فقال لماذا يتعجب البعض من الدعاء بالرحمة للعنكبوت ألأنه حشرة والحشرة لا تشملها الرحمة والله تعالى يقول(ورحمتي وسعت كل شيء..) اليس جميع المخلوقات ومن ضمنها تدخل في هذا الشيء؟ وأليس المولى ضرب لنا مثلا بهذه الحشرة فقال ( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذ بيتا وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون) العنكبوت ٤١.. وسميت سورة كاملة من سور القران الكريم بإسم العنكبوت؟!!. وفي سنة ١٩٩٥ عزم كاتب هذه السطور برفقة الأخ عبد اللطيف جاسم الأمين على السفر الى مدينة الموصل، ولما وصلنا ذهبنا لزيارة الاخ الشيخ صالح خليل حمودي إمام وخطيب جامع الحامدون في محلة خزرج، فقد ضيفنا الشيخ في مسجده الذي كان قد اعد فيه غرفة توفر فيها المستلزمات المعدة للضيوف، واصر على عدم المبيت في الفنادق فاستجبنا لطلبه، وفي إحدى الأمسيات سمع بمكوثنا في المسجد الاخ الدكتور محمد شاكر غنّام فزارنا فيه. وأثناء الحديث الذي دار بيننا سألناه عن ذكرياته في بغداد يوم كان طالبا يدرس في كلية الطب، قال والابتسامة العريضة على محياه ابرزها رسخ في ذهني يوم كنت طالبا في بغداد خطبة الجمعة في جامع القمرية التي عقبت عليها السيد العاني، وفي السنة نفسها سافرت الى مدينة عمان حيث كان صهرنا الشيخ مصطفى نجم إماما في جامع ابو قورة فشاهدت الاخ المهندس ربحي البشتاوي وهو من سكنة مدينة نابلس يصلي في هذا المسجد وبعد الانتهاء من الصلاة تعانقنا بعد فرقة طويلة، ودعانا الى وليمة عشاء في بيته فلبينا الدعوة ودار الحديث في هذه الوليمة عن ذكرياته يوم كان طالبا في كلية الهندسة، فسألنا عن اخيه في الله ورفيقه ايام الدراسة محمد شاكر غنّام، فأجبته بأني زرت الموصل قبل اشهر وشاهدته بصحة جيدة وسألته عن ذكرياته في بغداد ايام الطلبة، فذكر لنا لطيفة لا تنسى في خطبة جامع القمرية. حياته الأخيرة لقد تفرغ الاستاذ محمد سعيد بعد إحالته الى التقاعد للدعوة الى الله وخدمة المسلمين وبخاصة إلقاء خطب الجمعة في مساجد بغداد عند غياب احد الخطباء فيكلف بذلك وبخاصة خطب الجمعة في مسجد الروضة المحمدية في منطقة المأمون قرب داره التي كان يسكنها. وقد اسلم الروح الى بارئها بيومه الموعود بتاريخ ٨ ١ ١٩٩٣ وصلى عليه المشيعون في هذا المسجد الذي اعتاد الصلاة فيه، وحُمِل على الأكتاف من جمهور المشيعين في موكب مهيب الى مثواه الأخير في مقبرة الكرخ. وترك أولادا صالحين ساروا على نهجه واقتفوا أثره في الدعوة الى الله، وهم كل من الحقوقي عبد الرحمن والجراح الاختصاص الدكتور محمد صالح والدكتور التدريسي في الجامعة نزار محمد سعيد. وبفقد الاستاذ محمد سعيد العاني(رحمه الله) ترك فراغا في الحركة الإسلامية في العراق لا يسد بسهولة. نسأله تعالى ان يعوضنا أمثاله انه سميع مجيب... للم
بسم الله الرحمن الرحيم رجال من عانة مبدعون في ذاكرة الاجيال عبدالمجيد عبدالحميد العاني(ابو اسامة) من الرعيل الاول للحركة الاسلامية في العراق صحيفة دار السلام العدد(٨٥٨) السنة الثامنة الثلاثاء ٣٠تشرين الثاني ٢٠١٠م المؤرخ صادق الجميلي هو الأخ الداعية عبد المجيد عبد الحميد نايف محمد إبراهيم الأحمد السيد حسين الحسيني العاني كان جده السيد حسين صاحب القلعة (الدزدار) وتعني الدزدار حامي القلعة في جزيرة (ألباد)صاحب الماذنة الأثرية الشهيرة في مدينة عنه وعند غرق المدينة بسبب بناء سد حديثة العملاق طال هذه الجزيرة غرق المدينة ونظرا لنفاسة هذه الماذنة وقيمتها الأثرية نقلتها مديرية الآثار إلى عنه الجديدة ليصبح مكانها الجديد متحفا يضم آثار عنه الغرقى ومركزا سياحيا مهما في القطر وفي السنة الثانية من الاحتلال الأمريكي البغيض لبلادنا ثم تفجيره لمحو أي اثر شاهد على حضارة العراق فهو هدف معروف من أهداف هذا الاحتلال نشاة في ظروف حرب ظروس ولد عبد المجيد في بغداد – الكرخ محلة عطا م من أسرة متوسطة الحال فأدخلت ابنها في كتاب المحلة قبل دخوله المدرسة كعادة البغادة عصرئذ وبعد تحصيله بعض العلوم الإسلامية في الكتاب وخاصة تعلم قراءة القرآن وحفظ سوره القصار من جزء (عم) انتقل من الكتاب إلى المدرسة بعد بلوغه السن القانوني وإثناء ذلك حدثت ثورة الجيش في أيار عام ١٩٤١م ضد النفوذ البريطاني على العراق وتعرضت العاصمة بغداد المجد إلى القصف الشديد والتدمير الكبير لمنشآته الحيوية فهجرها للكثير من سكنتها إلى المدن الآمنة ومنها مدينة عنه عائلته لتنجو بنفسها من خطر الحرب الضروس وفي عنه دخل مدارسها الابتدائية ليتم تعليمه الابتدائي فيها وعادت العائلة ثانية إلى بغداد بعد سيطرة القوات البريطانية على العراق واحتلاله بالكامل فنكل بالقائمين عليها بشتى أنواع الاضطهاد والبطش بالوطنيين المقاومين كما هو معروف في تاريخ العراق الحديث وفي بغداد دخل عبد المجيد مدرسة التفيض الأهلية الابتدائية والمتوسطة والثانوية والت كان يديرها الأستاذ والمربي الكبير السيد حسين العاني وتخرج منها عام ١٩٥٦ ١٩٥٧م ولما حصل على الشهادة الثانوية في هذه السنة قبل في الدراسة في الدورة التربوية المسائية في الاعظمية وكلية الحقوق القسم النهاري – في آن واحد ونجح في الصف الأول من كلية الحقوق وتعين معلما في مدرسة النجابة الابتدائية الواقعة في محلة المشاهدة بعد تخرجه منها وسبب تعيينه بوقت مبكر في التعليم هو لمساعدة عائلته في الظروف المعيشية الصعبة التي مرت على البلاد بعد الاحتلال البريطاني عليها ثم انتقل إلى القسم المسائي فيها حتى يواصل دراسته الجامعية وهو في التعليم وتخرج من الكلية عام ١٩٦١م وعندها دخل دورة الضباط الاحتياط فتخرج وعين ملازما ثانيا كما هو مقررا في نظام الجيش العراقي عصر ذاك وأصبح بعد ذلك آمر سرية في معسكر الو شاش وتم تسريح الدورة كاملة دو استثناء في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم وفي عهد الزعيم سادت الفوضى وتعطل حكم القانون في البلد وعاث الفوضويون فسادة في البلد وسيق الأبرياء إلى السجون وتعرضوا لشتى أنواع الاضطهاد واشتد ذلك بعد فشل ثورة الشواف وفي هذه المرحلة التاريخية التي مرت على العراق سيق عبد المجيد إلى المعتقل بتهمة انه من أعداء الثورة من المتظاهرين المؤيدين لثورة الشواف في بيته وغيرها من التلفيقات الشائعة عند الفوضويين وبعد التحقيق معه تم الإفراج عنه. الأخ عبد المجيد المربي الداعية والمربي عرف وفقه الأخ عبد المجيد مجال الدعوة المثمر يكمن في ساحة التربية والتعليم وخاصة في تربة ورعاية البراعم النامية من جيلنا الناهض ومثقفي رجال المستقبل في البلد وبالأخص إذا كان في المدارس الابتدائية حيث تكون الدعوة بعيدة فيها بعيدة عن الأضواء والبهرجة والتي تتحقق في الوظائف العالية الأخرى وبعد تسريحه من الخدمة العسكرية كما ذكرنا عاد الأخ عبد المجيد إلى الخدمة في التعليم الابتدائي ثانية ونقل إلى معاون مدير مدرسة (البحتري) في محلة خضر اليأس ومن ثم نقل مديرا لمدرسة (النسور) الابتدائية في حي السلام (الطوبجي) والتي تأسست على يده لحاجة المنطقة إليها وفي الوقت نفسه كان يشغل منصب مدير ثانوية الإخاء الأهلية المسائية في حي البياع التابعة لجمعية الإخاء الأهلية الذي هو احد أعضائها المؤسسين وكانت هذه الجمعية تعنى بتأسيس المدارس على اختلاف مراحلها التعليمية في القطر وظل مديرا في المدرستين المذكورتين لحين وفاته رحمه الله – وكان فيها مثال المربي الناجح والإداري الكفوء في المدارس التي تولى إدارتها وبعد وفاته تحولت مدرسة النسور إلى مدرسة ابتدائية للبنات لحاجة المنطقة إلى مدرسة جاهزة للبنات فرأى المسؤولون أن تكون مدرسة النسور تصلح للبنات ووزع تلامذة المدرسة على المدارس الأخرى القريبة من سكناهم انضمامه للحركة الإسلامية ونشاطه الدعوي فيها نشا عبد المجيد في وسط محافظ محب للثقافة والدين وعمل الخير ومساعدة الضعيف والمحتاج فتطبع على هذه المثل والقيم والعادات العربية والإسلامية فأصبحت هذه صفة متميزة في سلوك الأخ عبد المجيد وكانت هوايته المفضلة المطالعة وطلب العلم وبخاصة الكتب الإسلامية الحديثة التي كانت مصر تصدرها في أوج نشاط الحركة الإسلامية فيها والمتمثلة بحركة الإخوان المسلمين وما أنتجته من كتاب صاغو المبادئ الإسلامية بأسلوب دعوي هادف يتفق وروح العصر مما عصمته ان ينحرف وينجرف مع المبادئ الأرضية الفاسدة التي نشطت عصر ذاك في عراقنا العزيز وفي تلك المرحلة من حياة الشباب المثقف الذي وقع البعض منهم في شراكها وانخدع في مظهرها البراق وغسلت عقولهم الهشة وسيرتهم نحو الهاوية كما تريد.ولما تأسست جمعية الإخوة الإسلامية في أوائل الخمسينات من القرن الماضي وفتحت فروعها في إنحاء بغداد فكان عبد المجيد من ابرز الناشطين في شعبة الكرخ والعاملين مع الشباب المسلم الذين انضووا في صفوفها بهمة عالية وحماس لا يفتر فانكب على مكتبتها يلتهم الكتب الحديثة التهاما وبشوق ورغبة شديدة بالمطالعة الجادة مما انعكس ما فيها من أفكار إسلامية لم يألفها الشباب من قبل على سلوك الأخ عبد المجيد فجعلت منه داعية يدعو إلى الله على بصيرة مع إخوان شبان الكرخ الذي شركهم العمل المنظم في لجمعية وكان منهم الأخ مصطفى صالح الوهب رئيس شعبة الكرخ وسامي مكي والأخ عبد الرحمن العكيلي القاضي فيما بعد وكان لا تفوته اجتماعات الخميس في جامع الازبك في الباب المعظم وكان في الوقت نفسه متأثرا بشخصية خاله الداعية الإسلامي في الجمعية وانشد إليه وكان يلازمه كثيرا وعاش مع أولاده الذرية الصالحة مما أحبه خاله الأستاذ محمد العاني بصدق وإخلاص وله ذرية صالحة وهم كل من أسامة عبد المجيد الذي حصل على شهادتين عالية الأولى في علم الاجتماع والثانية في الشريعة الإسلامية والابن الثاني عصام عبد المجيد مهندس نفط وماجستير شريعة إسلامية كما أنجب بنات صالحات فزوجهن فكان منهن البنين والأحفاد حفظهم الله تعالى وجعلهم من أبناء السلامة والإسلام والمتأسين بسيرة جديهما محمد سعيد وعبد المجيد انه على ما يشاء قدير. نهاية كل إنسان عاش الأخ عبد المجيد أنسانا عظيم الصفات متواضعا يجلس مع الوزراء ويأكل مع الفقراء فأحبه القريب والبعيد وكل من اتصل به أو تعامل معه وظل عبد المجيد على العهد لم يغير ولم لم يبدل وفاز بذلك حسن الخاتمة التي هي أمنية الصالحين والدعاة المجاهدين . انتقل إلى جوار ربه في ٢٤ ٩ ١٩٧٨م اثر حادث اصطدام سيارته التي كان يستقلها مما أدى إلى وفاته . شيعه جمهور غفير من الشباب المسلم والمعارف والأصدقاء إلى مقبرة الكرخ في أبي غريب في موكب مهيب ذرفت فيه دموع الأحبة بغزارة على فراقه وحاجة المجتمع إلى أمثاله فكانت مصيبة ولا يسعنا أن نردد إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. اللهم اجمع شمل الأحبة في الدنيا والآخرة في جناتك جنات النعيم انك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير.
بسم الله الرحمن الرحيم رجال من عانة ..... وللوفاء رجال صلاح الدين عبدالحميد(استاذي وشيخي في تاريخ مدينة عانة) هو الحقوقي والمؤرخ الحاج الاستاذ الفاضل السيد صلاح الدين بن عبدالحميد بن حطاب بن عبدالقادر بن حسين بن درويش بن حمزة بن علي بن عمر بن حسين بن عمر جلبي بن احمد (الآي بيك )* والذي يتصل نسبه الى ابن عم رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم ) عبدالله بن عباس (رضي الله عنهما) .....(صاحب كتاب جنة الارض عانة ماضيها وحاضرها وكتابي الصبر والجمل) من عائلة بيت حمزة في محلة السدة المعروفة بجامعها الشهير (جامع حمزة)* المشيد ١٠١٤هـ الموافق ١٦٠٥م كما هو مثبت في لوحته الرخامية . ولد في عانة عام١٩٣٠م , وكان والده موظفا في الدولة فلا بد أن يكون معرضا للنقل معه حيث انتقل إلى مدينة الحقلانية , وفي سنة ١٩٣٧م دخل مدرسة البروانة الابتدائية في الجانب الأيسر لنهر الفرات وأكمل الخامس الابتدائي في مدرسة الحديثة الابتدائية الكائنة في مقدمة جزيرة الحديثة , والوصول إلى كلتا المدرستين بواسطة زوارق من الخشب وأكمل الصف السادس في مدرسة عانة الشرقية وانتقل إلى مدينة راوة والتحق بمتوسطة عانة والوصول إليها مع الطلاب الراويين عبر الفرات بواسطة زوارق من الصفيح (التنك) خلال سنين الدراسة الابتدائية والمتوسطة لاقيت الصعاب ومخاطر فيضان نهر الفرات وهبوب العواصف الشديدة والبرد القارص رغم كل تلك الظروف فإنها زادته شوقا للتزود بالعلم ومواصلة الدرس والتعرف على مختلف أحوال الطلاب في مجتمعات وأحوال بيئية مختلفة . كان يقضي العطلة الصيفية والربيعية في عانة منذ صغره واشغل بالزراعة والعمل في بساتينها وسقيها وبناء حيطانها المتهدم منها وإصلاح سكر الناعور أيام الصيف والسباحة في نهر الفرات بين النواعير والجزر الفراتية والتمتع برياضة صيد السمك والمسابقات الأدبية والشعرية مع الأصدقاء في المدينة وفي أيام الربيع قضاء الوقت في البراري والأودية المكسوة بحللها الخضراء المزدانة بأنواع الورود الجذابة والتمتع بمناظر سيل الوديان وقوة جريانها في أوقات المطر وجني الكما والذبح والكعوب والخزاما . أنها مدرسة الحياة علمته تحمل الصعاب ومعرفة أحوال وطباع الناس , انتقلت عائلته إلى الفلوجة وأكمل الدراسة المتوسطة في مدرسة التفيض الأهلية لعدم وجود مدرسة رسمية آن ذاك في المدينة وادى الامتحان الوزاري في الرمادي , دخل إعدادية الشرطة سنة ١٩٤٧م بعدما أكمل الدراسة الثانوية وانتسب إلى كلية الحقوق وتخرج فيها ١ ٦ ١٩٦٣م تقلد مختلف الوظائف الإدارية في مديرية السفر والجنسية والإقامة آن ذاك (الموصل, القائم, خانقين, المنذرية , مطار بغداد , ميسان , كربلاء وآخرها مدير الجنسية في بغداد) أسندت إليه الدعاوي المقامة على وزير الداخلية إضافة إلى وظيفته للترافع إمام المحاكم بمختلف درجاتها وانتدب للتدريس في معهد الإعداد السياسي في وزارة الخارجية ١٩٧٧ ١٩٧٩م ومحاضرا في كلية الشرطة ومديرية التجنيد العامة , أحيل على التقاعد بدرجة عقيد زائد ثلاثة علاوات في ٣٠ ١ ١٩٨٠م وفي ١٠ ٢ ١٩٨٠ انتسب إلى نقابة المحامين وزاول المحامات برفقة أستاذه المرحوم محمد توفيق محمد أمين العاني وبقى يزاول المهنة حتى رمضان المبارك ١٤٢٣هـ الموافق ١ ١٢ ٢٠٠٢م *ترجمة القطعة الرخامية الموجودة على واجهة جامع حمزة في مدينة عانه إن النهر الدافق لآل عثمان ونعني به السـلطان احمد الذي يحظى من يطرق بابه من المحتاجين ببغيته . وقد قام من عسكره المنصور حضرة الهمام الباني احمد بك. أمد الحق في عمره فأســـــــس على تلول عانه بمعونة آله وأهل التقوى تنورت أبواب الرحمة لهم وسـيدخلون الجنة العليا بإيجادهم جامع بكر اسماه أرباب الدعاء البيت المقدس وقد أكمله (خرمي) بإخلاص وان رقم تاريخه ١٠١٤هـجرية * الآي بكي وتعادل رتبة(ميرآلاي) وهي رتبة تمنح الى قائد السباهية وكانوا يتمتعون باقطاعات كبيرة مدى الحياة ويتولون قيادة الحملات العسكرية وقد في الوثائق لمدينة عانة بهذه الصيغة (احمد الآي بيك ) وهو جد بيت حمزة اصحاب جامع حمزة في عانة و بني عمومتهم بيت إبراهيم الجويجي في الموصل .
بسم الله الرحمن الرحيم رجال من عامة الحاج عزاوي حمادي عبدالرحمن آل السيد حسين(دزدار قلعة عانة) تغمده الله تعالى بواسع رحمته وادخله فسيح جناته بقلم السيد Safaa Al Alsaid . شخصيات عانية؛ مقالتي هذه المرة عن رجل لم يكن ؛ طبيباً ، أو خطيبا ، ولا مهندساً ، أو قاضياً ، ولا مدرساً ، بل هو رجل أميّ لا يقرأ ولا يكتب، قد وهبه الباري بصمة في ؛ مهارة الصنعة ، وإتقان الحرفة ، وحسن التوكل . رجلٌ مبارك ، ذو همة عالية ، طيب النفس ، كريم الخُلُق ، عرفه جيل الستينات والسبعينات من أهالي عانة وراوة بإسمه وكنيته ، وجهلوا عنه الكثير ، ولد في القلعة ، وهو من القلة الذين حملوا لقبها وقد كُتِب لقب ؛ "القلعاوي" في سجل الأحوال المدنية الخاص بعائلته . ينتسب إلى عشيرة السيد حسين الدزدار في " القلعة " . إنه ؛"أبو مزهر" الحاج المرحوم عزاوي حمادي عبد الرحمن القلعاوي ".. أدعو الله له بواسع الرحمة والعفو والمغفرة . .ولد في القلعة عام ١٩٢٠م ، له من الأخوة ؛ سعيد ، وحميد ، أمضوا أكثر حياتهم في بغداد. وترك من خلفه ذُرِّية طيبة من الأولاد ؛ مزهر ، و عامر ؛ يعملان على ملاك التربية والتعليم ، سالم وغالب ؛ يعملان على ملاك وزارة الصناعة. ما جعلني أكتب عنه هو إعجابي بشخصيته منذ طفولتي ،لا يمر يوما إلا وأراه ، لم تنقطع زياراته وأماسيه لنا ، ظلت صورته ماثلة في ذاكرتي ، يلبس وقت إستراحته اليشماغ الأسود والعقال والدشداشة وحذاءه الجلدي، وفي وقت العمل يرتدي القبع "العرقچين" الأبيض المطرز باللون الأصفر من النوع السميك"البغدادي"، والحزام الجلدي الجوزي ، حافي القدمين ، وفي كلتا الحالتين لم تفارق سيجارته فمه حتى تنتهي ثم يلفضها ، يلفها بيده أو من مما كان يباع آنذاك بدون فلتر " التركي ، الغازي...". .أكثر ما يعرفه العوام أن هذا الرجل يبيع "الفليفلة" كما يسميها أهل عانة و"الخس" نعم هو كذلك ، لكن جهلوا عنه الكثير ، تميز العم أبو مزهر "رحمة الله عليه" بذاكرة قلّ مثيلها في حفظ الأسماء والأنساب ، وملكيات البساتين ، نابغة في الحساب ومن ذلك تقسيم حصص الماء في كل ناعور من نواعير القلعة وحصة كل عائلة من الزيتون الذي كان مزروعاً على ساقية كل ناعور ويشترك فيه العشرات أهل تلك الجرية . إضافة إلى خبرته في أنواع النخيل و زراعته وإستثماره ، ولستُ مبالغاً إذا قلتُ أنه كان يقوم لوحده منذ الفجر بفلاحة ما يقرب من خمسمائة نخلة موزعة بين القلعة ، وجزيرة اللّباد ، ومحلة السدة ؛" تنظيف ، تكريب ، تلقيح ، تنزيل ، قص " إضافة إلى قيامه بإدامة وصيانة ناعور الخريزة في القلعة وناعور حمزة في السدة ، وناعور الجنچي القريب من مسكنه وناعور الحجي الكائن في بستان الحاج عبد الرحمن الحلان لعدة سنوات ، وتأتي زراعة وبيع الفليفلة الشهيرة والخس المميز ، والتمر وخاصة الخستة منه عند بداية نضوجه والبربن والكامر الأشرسي ، والمشمش والكمثرى القلعاوي في المراحل الأخرى . وهنا يأتي الحديث عن جانب فولوكلوري ميزه وترك صورته في أذهان الكثير ؛ "حمارٌ" يألفه وله معه ودٌّ وصحبة وحكايات ، له رشمة وعليجة طعامه ، وعلى ظهره خُرج ذو كفتين وفوقه بِشت ، وميزان من خوص النخل ومكاييل من حجر ، يسوق حماره المحمل ماشياً قاطعاً الطريق الجواني من السدة الى الرأس الغربي من عانة وأحياناً يعبر إلى راوة في "القطعة" يبيع محاصيله ثم يرجع راكباً إياه . وليس في ذلك عيباً أو مذمةً لأن الله تعالى ما خلق هذه الحمير إلا للركوب وحمل المتاع ، وقد ركبها خير البشر ، والأمر في ذلك الوقت طبيعي لقلة وجود وسائط النقل والحمل ، كما ركبها غيره من فضلاء رجال المدينة آنذاك أتذكر منهم " رديف خضر النجدي ، عبد صالح الجنبلاط ، إبراهيم الشگداح ، عبد الرزاق الكحلي ، محمد الحمرة " وآخرون وكانت تستعمل لجر العربات في نقل الطحين والحنطة ، وبيع النفط ؛ وممن عمل بها آنذاك ؛ " جبار السيف ، وعبد الرحيم الدلة علي ، وأبو طعمة ، وحديد أبو جبار ، وعلوان أبو النفط الخطبي" "رحمهم الله جميعا". . سكن الطرف الشرقي من محلة السدة ، منطقة بيت علي الخضر ، وذلك بعد رحيله من القلعة ، في بيت بسيط بناؤه من الطين وسقفه من جذوع النخل له ثلاثة أبواب ؛ الشمالي منه يطل على بستان من النخيل وأرض يزرعها ، والباب الشرقي يطل على الفرع الواصل بين الطريقين البرّاني والجواني ، والباب الجنوبي يطل على الشارع الجواني ، يدخل الى خربة يربط فيها "حماره" الوفي وفيها ماشيته ودواجنه ، وإلى جانبها غرفة كانت تسكنها عجوز مسنّة بلغت من العمر المائة مقطوعة ليس لها ولد إسمها "صديقة العثمان" وتُكنّى بأم هاشمية من بيت علي الخضر ، وزوجها من بيت الرحيل من أصول سورية على ما أعتقد ولأطفال حارتنا آنذاك معها ذكريات وحكايات . لا تكاد تنظر إلى العم أبو مزهر في بيته "إذا وُجِد" إلا وتراه مشغولا بحشو التمر في خِصاف من خوص النخل أو القِرَف المصنوعة من جلود الضأن ، أو يساعد أهله في صناعة الدبس ، أو مشغولاً بفتل الحبال من خوص النخل أوبعمل"السرايج"التي يربطها على محيط الناعور ،... لا مجال للفراغ في نهاره حتى المساء. إذا رأيته تمثلت فيه قول الحبيب المصطفى " من أمسى كالاً من عمل يده ؛ أمسى مغفوراً له ". أبواب بيته لا تسد أبدا ؛ مشرعة لضيوفه ، وجيرانه ، وذوو رحمه وله زيارة سنوية لأقربائه في بغداد لا يتخلف عنها يحمل إليهم ما تجود به نفسه من طيب ثمار القلعة وتمورها ولوز المشمش وقديده يوزعه على بيت منهم. . ومن الطرائف التي سمعتها أيام طفولتي وربما يتذكرها الكثير من أخواننا أنه في يوم من الأيام وفي ساعة من الظهيرة إختارها العم أبو مزهر لتلقيح نخلة ذات نوعية خاصة في جزيرة اللباد في الجهة الشامية مجاور مسجد بيت حلاّن ومقابل بيت المرحوم جمعة النجدي أبو نزار ، وهو يعلم أن هذه النخلة معروف عنها أنها "لا تعلّق" أي لا يثبت لقاحها ولا تُثمر إذا تكلّم بحرف واحد من يقوم بتلقيحها !! إرتقى النخلة بواسطة حبله حاملاً باذورته في حزامه وهو على حذر وأثناء قيامه بالتلقيح فوجئ بمن يلقي عليه السلام ؛ "مرحبه أبو مزهز ، مرحبة أبو مزهر ، مرحبة أبو مزهر ، الگوه أبو مزهر، گواك الله أبو مزهر ... " تصبّر وتحامل على نفسه ، ولم يجد لنفسه عذراً إلاّ أن يردّ السلام مخافة الملامة والعتب ، فإذا هي أم نزار "رحمة الله عليها" وهي الأخرى بالتأكيد لم تكن تعرف سرّ هذه النخلة ومخافة الحرج والعتب من أن تمرّ ولم تسلم كونها ترتبط معه بأواصر القربى والجوار ، موقف محرج ، نزل من النخلة ونفسه تقول ؛ " شكون جابچ بهالساعة المباركة يا أم نزار الله يسامچ ضيعتي علينا موسم النخلة " رحم الله ذلك الجيل الطيب الذي عُرف بالسماحة وطهارة القلب وحسن السيرة وطيب الكسب. أولئك آبائي فجئني بمثلهم... إذا جمعتنا يا جرير المجامع. . رحل العم أبو مزهر ، في عانة الجديدة عام ١٩٩٢ ورحلت معه ذاكرته وذكرياته ، دون أن يخطر ببال أحد قبل رحيله أن يمسك بقلمه ويوثق ما إحتوته تلك الذاكرة من أنساب ، وأماكن ووقائع ، وقصص وأحداث كونه شاهداً وعيناً من عيون جزيرة القلعة ومحلة السدة خصوصاً، هذه مجرّد لقطات سريعة من ذكرياتي وذاكرتي ، وعذراً إن كنتُ قد قصرّت في شيئ منها. سلآم على العم الحبيب أبو مزهر عاش فلاحاً كادحاً معيلاً ، مخلصاً ، كريماً ، مسامحاً ؛ ومات غريباً بعيداً عن داره ونواعيره ، ونخيله ، وقاربه "بلمه" ومجدافه ، مقبلا على رب رؤوف رحيم كالا من عمل تعبّده فيه ، وقلب طيب سليم سيلقاه عليه. (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَأدْخُلي جَنَّتِي ) الفجر ٢٧ ٣٠.
بسم الله الرحمن الرحيم رجال من عانة وللايمان بيوتا المربي الفاضل الحقوقي الحاج عبدالله رشيد ال حمزة العاني العباسي ... (أبو سمير) تغمد الله تعالى بواسع رحمته وادخله فسيح جناته وهو عبدالله بن رشيد بن عبدالحميد بن بكر بن علي بن عمر بن حسين ابن السيد عمر جلبي ابن أحمد الآي بيك العباسي ... من بيت حمزة المعروفين بجامعهم المشهور باسمهم ... من سكنة محلة السدة في مدينة عانة ... ولد عام ١٩١٩ في مدينة وأكمل فيها دراسته الأولية ثم انتقل إلى بغداد ليكمل دراسته في معهد المعلمين وعين معلما على ملاك وزارة المعارف مربيا للأجيال ولم يقف طموحه عند هذا الحد بل تقدم للدارسة إلى كلية الحقوق ببغداد واكمل دراسته وحصل على شهادة البكالوريوس في الحقوق وفي عام ١٩٧٥عمل (حملدارا) متعهد لحجاج بيت الله الحرام ولغاية عام ١٩٩٤ ... كان يؤدي واجبه على أكمل وجه ... عرف بدينه وخلقه بين الناس وأعقب ذرية طيبة احسن تربيتهم على مباديء الشريعة الإسلامية ومنهاج النبي محمد صلى الله عليه وسلم ... حتى انتقل الى جوار ربه عام ٢٠٠١ عن عمر ٨٢ عام قضاها بالبر وعمل الخير حسبة لله تعالى وهكذا ربى ذريته نحسبه من أهل الصلاح ولا نزكي على الله أحدا ... وأعقب كل من السادة سمير ، قصي ، لؤي ... وبنات ... نسأل الله لهم الثبات في الدنيا والآخرة ...
بسم الله الرحمن الرحيم رجال من عانة السيرة الذاتية للمحامي عبدالرحمن محمد سعيد العاني...من بيت سيد حسين الدزدار (امير قلعة عانة) أطال الله عمره بالخيرات والبركات والصالحات مواليد بغداد سنة ١٩٣١ محلة سوق حمادة دار ٧٤ ٧ بكالوريوس كلية الحقوق جامعة بغداد الوظائف التي شغلها * عين في البنك المركزي العراقي ١٨ كانون أول ١٩٥١ * معاون مدير عام الشؤون الإدارية في البنك المركزي العراقي ١٩٧٥. * مدير عام الشؤون القانونية في البنك المركزي العراقي وكالة في ١٩٧٩ لغاية إحالته على التقاعد بناءا على طلبه عام ١٩٨٧ اللجان التي تولاها في البنك المركزي العراقي ١ رئيس لجنة الانضباط ٢ نائب رئيس لجنة التعيينات ٣ رئيس لجنة الضمان الصحي ٤ عضو اللجنة العليا للتحويل الخارجي ٥ عضو اللجنة العليا للمباني ٦ رئيس لجنة التعيينات في الفروع * حصل على خمسة كتب وتقدير من خمسة محافظين للبنك المركزي العراقي * قام بتمثيل البنك المركزي العراقي في مجلس شورى الدولة عام ١٩٨٠ لغرض تعديل القانون التجاري العراقي * اوفد إلى الدول التالية ١ المملكة الأردنية الهاشمية لغرض تبادل المعلومات والإطلاع على أعمال البنك المركزي الأردني. ٢ دولة الكويت لغرض تبادل المعلومات والإطلاع على أعمال البنك المركزي الكويتي. ٣ جمهورية مصر العربية للاطلاع على مجريات العمل في البنك المركزي المصري. * بعد إحالته على التقاعد بناءا على طلبه عين عين في الدوائر التالية (عقد) ١ مدير الدائرة الإدارية والقانونية في جامعة صدام سابقاً جامعة النهرين حالياً من عام ١٩٨٨ إلى عام ١٩٩٤ . ٢ مستشار قانوني في المصرف العراقي الإسلامي من عام ١٩٩٤ إلى عام ٢٠٠٠ . * مارس أعمال المحاماة في المحاكم العراقية منذ عام ١٩٨٧ الشكر الجزيل لابن العم الأكرم الدكتور عصام عبدالمجيد لتزويدنا بالصورة والمعلومات.
بسم الله الرحمن الرحيم شخصيات عانية..... أعلام عانيون طالب رشيد السيد حسين ...(تغمده الله بواسع رحمته وادخله فسيح جناته) وهو المربي الفاضل السيد طالب ابن السيد رشيد (المختار الاخير لقلعة عانة) ابن السيد حسين ابن السيد مصطفى ابن السيد احمد ابن السيد محمد ابن السيد حسين (دزدار قلعة عانة) الحسيني ولد عام ١٩٢٢م في قلعة عانة من أسرة بيت سيد حسين المعروفة بالوجاهة والعلم والسيادة التي يتصل نسبها بسيد الكائنات نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) والمتوارثة على حكم قلعة عانة فترة السلطنة العثمانية ولهذه الأسرة في قلعة عانة جامع كبير المعروف بمئذنته الشهيرة ومسجدين وأوقاف كثيرة ودواوين معروفة وقرى متعددة. بعد إتمامه الدراسة الأولية في مدينة عانة التحق بدار المعلمين وبعد تخرجه عين مباشرة وتنقل معلما للأجيال في لواء الديوانية ثم عاد إلى مسقط رأسه معلما أول لمدرسة القلعة الأولية وبعد هجرة سكنة القلعة عام ١٩٤٩م نقلت المدرسة تحت إدارته لتصبح مدرسة الجميلة في مدينة عانة ثم مديرا لمدرسة عانة الشرقية لحين الإحالة على التقاعد عام ١٩٦٩م .انتقل إلى جوار ربه عام ١٩٧٦.. ذكر تميزه التربوي في كتاب مدينة عانه ما كتبوا عنها وما لم يكتبوا للشاعر عبدالمطلب حامد سلمان الراوي وكتاب جنة الأرض مدينة عانة ماضيها وحاضرها للمحامي صلاح الدين عبدالحميد حطاب العاني وكتاب شموع في محراب المعلم للأستاذ حاتم قاسم محمد القدسي وكتاب اعلام عانيون للأستاذ الدكتور نوري عبدالحميد العاني وكتاب من ذاكرة مدينتي للأستاذ حاتم قاسم محمد القدسي وكتاب النشرة السنوية لدار المعلمين للعام الدراسي١٩٣٩ ١٩٤٠م مع صور فوتوغرافية).كان معلما ناجحا وتربويا فاضلا ووجيها معروفا محبا للخير مقدما بين أهله ومعارفه ... وعقبه هم ]١ الدكتور علاء الدين العاني (أبناءه زيد ,عمر) ٢ الشهيد محمد (أبناءه مهيمن , (الحافظ لكتاب الله) مقتدر , مبين ٣ المرحوم حسان ٤ الأستاذ ضياء(ابناه مصطفى , غيث) ٥ الوثائقي عبدالسلام (أبناءه احمد , محمد , الحسين , علي) ٦ الأستاذ عدنان ( أبناءه مؤمن , مناف) ٧ الشيخ صفاء (أبناءه محمد , مصعب) ٨ المرحوم غسان٩ السيد مروان١٠ السيد محمود[
بسم الله الرحمن الرحيم من أعلام المسلمين Safaa Alsaid عبد القادر الجيلي أو الجيلاني أو الكيلاني (٤٧٠ هـ ٥٦١ هـ)، هو أبو محمد عبد القادر بن موسى بن عبد الله، يعرف ويلقب في التراث المغاربي بالشيخ بوعلام الجيلاني، وبالمشرق عبد القادر الجيلاني، ويعرف أيضا ب"سلطان الأولياء"، وهو إمام صوفي وفقيه حنبلي، لقبه أتباعه بـ "باز الله الاشهب" و"تاج العارفين" و"محيي الدين" و"قطب بغداد". وإليه تنتسب الطريقة القادرية الصوفية.. مولده ونشأته ولد في ١١ ربيع الثاني وهو الأشهر سنة ٤٧٠ هـ الموافق ١٠٧٧م [١]، وهناك خلاف في محل ولادته [٢] حيث توجد روايات متعددة ،أهمها القول بولادته في جيلان في شمال إيران حالياً على ضفاف بحر قزوين ، و القول أنه ولد في جيلان العراق وهي قرية تاريخية قرب المدائن ٤٠ كيلو متر جنوب بغداد، وهو ما أثبتته الدراسات التاريخية الأكاديمية وتعتمده الاسرة الكيلانية ببغداد ،[٣][٤] وقد نشأ عبد القادر في أسرة وصفتها المصادر بالصالحة، فقد كان والده أبو صالح موسى معروفا بالزهد وكان شعاره مجاهدة النفس وتزكيتها بالأعمال الصالحة ولذا كان لقبه "محب الجهاد". . أسرته هو أبو محمد عبد القادر بن موسى بن عبدالله بن يحيى بن محمد بن داود بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.