الشروق

«المذهب» أى «مذهب» سواء كان مذهبا دينيا سواء كان «مذهبا فقهيا معروفا» مثل (الحنفى المالكى الحنبلي الظاهرى الزيدى الاثنى عشرى الأباضى) أو كان مذهبا اغتقاديا مثل (أهل السنة المعتزلة الشيعة الخوارج.. إلخ). كل تلك المذاهب مهما كان مؤسسه ومهما كثر اتباعه وانتشر فهو ليس «دينا» ولا «مقدسا».. ولا يزيد أى مذهب عن مجرد «طريق مختار» لتلقى تعاليم الدين وتنفيذها. فمصطلح المذهب يعنى «طريق يذهب فيه الناس لممارسة تعاليم دينهم»، وقد انتشرت بعض المذاهب مثل المذاهب الأربعة، وسر انتشارها هو قدرة تلك المذاهب على تيسير التعاليم وإقناع الأفراد بوجهة نظرهم فضلا عما تميز به رأس المذهب من شخصية محترمة موقرة، وكان حرصه على التثبت من حقائق التدين من ناحية وحرصه على فهم واقع الناس من ناحية أخرى مع دوام حرصه على تجنب الظهور وتجنب الجدل وتجنب الوصولية.. أى الحرص على وجود مسافة واضحة بينه وبين سلطات الحكم، فلا يسع للحصول على عطاياها، ولا يشارك فى صنع قراراتها، ولا يشكل تنظيمات أو جماعات للتصدى لمناوءة السلطات..هكذا وفى وضوح تام هو «معلم» يتسع وقته لتعليم من يريد وحسب..
فى الحلقات الأولى، يظهر الشقيقان، رفاعى وناصر الدسوقى، بأداء ممثل واحد محمد رمضان، بوجهه المصرى القادم من أحراش الحياة، لكن ملامحهما، وطباعهما، تختلفان فى تفاصيل يوفق فناننا فى التعبير عنها.. رفاعى، الأخ الأكبر، أضخم قليلا، معتدل القامة، راسخ الخطوات، مفتول العضلات، حليق شعر الرأس، له لحية خفيفة، فاحمة السواد، تلتف من جانب الأذنين، تتواصل فوق شفتين غليظتين.. ناصر، ناعم البشرة، كثيف شعر الرأس، يرتدى قميصا أبيض تحت جاكته فاتحة اللون، لا علاقة لها بالمعطف الأسود الذى يتدثر به رفاعى، ناسر، صاحب ابتسامة صافية، لا تفارق وجهه. ينظر باحترام إلى شقيقه الذى تفيض عيناه بالمحبة. يدور بينهما حوار يذكرنا بالمواجهة بين فريد شوقى وعمر الشريف فى «بداية ونهاية»، حين توجه الأخير إلى بيت شقيقه المشبوه طالبا مساعدة مالية تمكنه من مصروفات كلية الشرطة. كلاهما فى طريق مناقض للآخر. فريد شوقى المنغمس فى الجريمة. عمر الشريف يتجه لقوى الأمن.