الإستقلال

. بالصور هنادي جرادات التي هزت عرش شارون في حيفا تصادف اليوم الذكرى السنوية الخامسة عشرة، لارتقاء الاستشهادية هنادي تيسير جرادات، التي نفذت في مثل هذا التاريخ عام ٢٠٠٣ عمليةً بطولية نوعية، استهدفت مطعم "مكسيم" على شاطئ بحر مدينة حيفا، وأسفرت عن مقتل ٢٢ إسرائيليًا بينهم قائد سلاح البحرية السابق، وإصابة كذلك أكثر من ٨٠ آخرين. ولدت هنادي جرادات في الحي الشرقي لمدينة جنين شمال الضفة الغربية في ٢٢ سبتمبر ١٩٧٥، لعائلة تتكون من ١٢ فردًا (ثمانية فتيات وشابين هما فادي ـ الذي نفذت عمليتها ثأرًا له ـ وثائر). وانتمت لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين . اعتقل والدها تيسير جرادات عدة مرات خلال ستة سنوات، وولدت بناته خلود وهنادي وفادية أثناء اعتقاله. عمليتها الاستشهادية في مساء ١٢ يونيو ٢٠٠٢ قامت القوات الإسرائيلية الخاصة بقتل فادي ـ شقيق هنادي ـ وصالح ـ ابن عمها، وهو قائد عسكري بالجهاد الإسلامي ـ أثناء جلوسهما أمام منزلهم بحارة الدبوس في شرق مدينة جنين مع زوجة صالح وشقيقات فادي. يقول الأب تيسير جرادات "كان بإمكانهم اعتقالهما، ولكنهم أطلقوا النار عليهما وقتلوهما بدم بارد". عندما تقدمت هنادي لنجدة شقيقها المضرج بالدماء هاجمها الجنود ومنعوها، وقد أثرت هذه الواقعة بشكل بالغ ـ كما يقول الوالد تيسير جرادات ـ على هنادي. تقول شقيقتها فادية "من يوم استشهاد أخي اختلفت طباعها تماما، أصبحت تجلس بمفردها كثيرا، تحب العزلة، تستمع الأشرطة الدينية وتقرأ القرآن"، موضحة أنها توعدت بالثأر بعد أن رأت جثة شقيقها في المستشفى، وأشارت فادية إلى أن شقيقتها تأثرت أيضا بالعدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني، وليس بمجرد استشهاد أخيها وابن عمها. التفجير في يوم التفجير غادرت هنادي منزل أسرتها وهي صائمة دون أن تظهر عليها ـ كما تقول أمها ـ أي علامات تثير الشك بأنها ستقوم بأي عمل غير اعتيادي، ثم تمكنت من تنفيذ العملية التي هزت مدينة حيفا السبت ٤ أكتوبر ٢٠٠٣، وأسفرت عن مقتل ٢٢ إسرائيلياً وإصابة ٩٠ آخرين؛ لتكون بذلك الاستشهادية السادسة بالانتفاضة، وأولى استشهاديي العام الرابع للانتفاضة. الاستشهادية السادسة تعد هنادي جرادات الاستشهادية السادسة من الفتيات اللواتي نفذن عمليات تفجيرية ضد أهداف إسرائيلية؛ حيث كانت الأولى وفاء الإدريسي من مخيم الأمعري جنوب مدينة رام اللهوالتي نفذت عمليتها في القدس، وكانت الثانية هي دارين أبو عيشة، التي نفذت عمليتها عند أحد الحواجز الإسرائيلية عندما استوقفها الجنود ففجرت نفسها بينهم، وتلتها آيات الأخرس في متجر بالقدس الغربية، ثم عندليب طقاطقة من بيت فجار بقضاء بيت لحم، وكانت خامستهن هبة دراغمة، والسادسة هنادي جرادات التي خرجت بحزام ناسف ، والقت وصياتها بكوفية سرايا القدس والقت التحية والسلام لتنطلق للعملية . "بقوة الله وعزيمته قررت أن أكون الاستشهادية السادسة التي تجعل من جسدها شظايا تتفجر لتقتل الصهاينة وتدمر كل مستوطن وصهيوني. ولأننا لسنا وحدنا من يجب أن يبقى ندفع الثمن ونحصد ثمن جرائمهم, وحتى لا تبقى أمهاتنا تدفع ثمن الإجرام الصهيوني, وحتى لا تبقى أمهاتنا تبكي وتصرخ على أطفالها وأبنائها بل يجب أن نجعل أمهاتهم يبكون فقد قررت بعد الاتكال على الله أن أجعل الموت الذي يحيطوننا به يحيط بهم وأن أجعل أمهاتهم تبكي دمعاً وندماً ودعوتي لله أن يجعلنا نحن معمرون في الجنة وجعلهم من الخالدين في النار". بهذه الكلمات انطلقت الاستشهادية المجاهدة هنادي جرادات نحو مدينة حيفا حيث هناك كان الانفجار الذي هز عرش الصهاينة الجبناء فحصدت العشرات من الصهاينة بين قتيل وجريح ، وخطت وصيتها بالدم علي أنها سوف تنتقم لأخيها وابن عمها التي اغتالتهم قوات الاحتلال بجنين أقسمت ان تثار وتنتقم من الصهاينة الجبناء.