يأتى فى الصدارة اليوم يوسف القرضاوي ويليه محمد عبدالله ثم عبد الله عثمان.
أعلى المصادر التى تكتب عن يوسف القرضاوي

يوسف عبد الله القرضاوي (٩ سبتمبر ١٩٢٦ - ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٢) عالِم مصري مسلم أزهري يحمل الجنسية القطرية، والرئيس السابق والمؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث. ولد في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في مصر، يُعده البعض الزعيم الروحي لتيار الإخوان المسلمين حول العالم ومُنظرهم الأول. ويكيبيديا

بدءً من قول الله تعالى {اقرأ باسم ربك الذي خلق} تبدأ رحلة الكاتب، وتتطور بعد امتداد مهاراته وسنوات قراءته، ويبتكر طرقا جديدة للكتابة، ويسيل من قلمه سيلٌ من الخط، يوحي بما في خياله وقوة ذكائه، وتتمحور حياته بين صفحات كتابٍ كثيفة، وبين قلم يبدع في كل سطر. حين يحمل الكاتب أول كتاب في حياته، تتغير نظراته للواقع، ويتغير فهمه للواقع، ونتغير نحن في وجهة نظره هو حيث سنبقى كالدرر البهية أمام أعينه، هذا إذا كنا نحن من يسانده، لكن البليّـة تكون إذا كنا من المستهزئين به ليخسر، فستكون وجهة نظره تجاهنا كما ينظر الأب لابنه، فلا حكمة للولد أمام أبيه ولا علم للولد أمامه أيضا. ذلك الكاتب يحمل معه الأمل، وتحيي بسطوره شعوب فقدت هويتها، ونسيت ثقافتها، وتعبت من ويلات الشتات وانحرفت إلى طرُق مسدودة لتتعالي آهاتها، وتترسم نهايتها، فبرفقة كاتب مخضرم تستطيع إحياء أمة كاملة، والنماذج ليس منا ببعيدة فمثلا الإمام الشيخ يوسف القرضاوي مع أنه تجاوز التسعين ربيعا إلا أنه أحيا أمة قد غطاها الغبار، وتتقطعت شرايينها، أمة أجهلت عالمها وأعلمت جاهلها، استطاع ذاك الشيخ إحياءها وإخراجها من ضيق الظلمة إلي مربع النور. يعيش الكاتب ثلاثة أزمنة، الزمن الماضي والحاضر، والمستقبل، حيث يعيش الماضي بقراءته للأوراق المزخرفة بالنقوش الخطية، ويعيش مع أناس رحلوا منذ قرون مضت مع آمالهم ومع آلامهم كذلك، ويعيش الحاضر بتفرده بعيون ثاقبة حادة وعقل متقبل وذكاء مجرد، يحيي ذلك الحي في كل الأزمنة زمن المستقبل حيث يعلم المستقبل ابتداء من الحاضر، واستدلال بالماضي فيخبرك من وحي خياله أشكال الحياة المستقبلية من كل نواحيها وجوانبها، هكذا تكون الصفحة الأولي مبتدأ تاريخه ومكتملها. تبدأ الرحلة الطويلة له مرة أخرى فهي لا تنتهي ما دام في عمر مديد، وبين يديه قلم معقم وصفحاة جديدة وخيال فريد ومفردات معقدة وكلمات مشفرة، لا تنتهي الرحلة فأينما وجدت الأسباب والوسائل والرغبة أُوجد الكاتب جاهزا لإظهار جدارته، فلا يبيع سطوره لسلطان مستبد، ولا يخضع لعسكر مدجج بالسلاح، فقلمه أبلغ وأخطر من ذاك السلاح، ودفاتره تسبق أشواطا منه أيضا. هنا يمحو الكاتب يأس قومٍ تسبح عقولهم في فضاء الكون الواسع، وتتربع على الجروح العميقة، فيحملهم من أرضية اليأس والجروح العميقة إلى أعالي الهمم وميادين القمم، فيخرجهم بقلمه الذي لا يجف وسيله الذي لا معيق له وبحوثه المزدحمة من أزقة الأراذل البؤساء إلى ميادين الكرماء الأعزاء. ذاك القلم الذي لا معجز له يبقى مغير الأمم ومخطط التاريخ، ويبقى صاحبه سيد العلماء ومبشر الأجيال، وتبقى تلك الصفحات المنطويات موجزات لوقائع قرن أو أكثر وخرائط طرق النجاح للأمم، ويبقى ذلك الكتاب قاسي الملمس سخي العطاء ومشرف الشرفاء ومضيف الضيوف الأوفياء. تنتهي رحلة الكاتب حين تصفر صافرة نهاية العالم، وابتداء القيامة، حينها أيضا لم تنتهي بعد، فلقد بقي الهول العظيم والكرب المستعصية فإلى حساب رب متعال، حيث تكون نهاية الرحلة إما يكون سائحا غير عائد، وإما أن يكون قد اُعطي إقامة دائمة إلى دار الجنان.

تعداد جميع أخبار الصومال

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد