نوري السعداوي

نوري السعداوي

لعب المجاهد الليبي محمد نوري السعداوي دوراً بارزاً في التصدي للاستعمار الإيطالي لبلاده أوائل القرن العشرين وصولاً إلى نيل ليبيا استقلالها عام ١٩٥١ م. تلازمت مسيرته السياسية مع مسيرة شقيقه الأصغر بشير السعداوي حتى بات شبه مستحيل التفريق بين سيرتيهما. وينتمي نوري السعداوي إلى قبيلة زمورة احدى ابرز القبائل في مصراتة وهو الابن البكر لابراهيم السعداوي. وتولى رعاية اخوته بشير وأحمد ومختار وخيرية بعد وفاة والدهم وهم صغار السن. (انظر قائمة قبائل وأحياء مصراتة) ولد نوري السعداوي في مدينةالخمس شرق طرابلس عام ١٨٧٨ حيث تلقى تعليمه. عين مديرا للمال في منطقة سرت عام ١٨٩٧. برز سياسياً عندما وقف خطيبا مفوها في احتفالات اقيمت في الخمس لمناسبة اعلان الدستور العثماني عام ١٩٠٨، كما عمل على حشد المتطوعين للجهاد ضد الاستعمار الإيطالي لليبيا عندما بدأ يهدد بغزو البلاد، ومثل مصراتة في مؤتمر خمس الذي ضم ممثلين عن مختلف المناطق واتخذ قراراً بمقاطعة المصالح الإيطالية وتسليح المجاهدين لمواجهة الاستعمار الإيطالي. عمل على تنظيم المجاهدين في مواجهة إنذار وجهته إيطاليا لاهالي المنطقة الغربية في ليبيا بتسليم اسلحتهم بعدما امطرتهم بوابل من القصف المدفعي. شارك في مؤتمر للمجاهدين عقد في العزيزية شرق طرابلس في أكتوبر ١٩١٢ بعد توقيع الاتراك معاهدة لوزان مع الإيطاليين. عارض نوري اقتراحات شخصيات ليبية للحوار مع الإيطاليين وانحاز إلى مجموعات الوطنيين الذين اختاروا مواصلة الجهاد في غرب البلاد. امام الحصار الخانق الذي فرضته إيطاليا على المجاهدين وملاحقتها لهم، اضطر نوري واخوه بشير وعدد آخر من المناضلين إلى الهجرة مع عائلاتهم إلى بلاد الشام بنصيحة من العثمانيين وذلك مع انسحاب الضباط الاتراك من ليبيا في نوفمبر ١٩١٢. وعين العثمانيون نوري السعداوي مديرا للمالية في جبل لبنان عام ١٩١٣. في سبتمبر ١٩٢٠، قرر نوري وبشير العودة إلى ليبيا لمواصلة الجهاد فعمدا إلى توحيد صفوف المجاهدين في مسلاتة ومصراتة وزليطن وتوسطا في المصالحة بين العائلات والحكومة المحلية. وكان لنوري السعداوي دور بارز في مؤتمر غريان جنوب طرابلس الذي عقدته قيادات المجاهدين في أغسطس ١٩٢٠ وانبثقت عنه (هيئة الإصلاح المركزية) التي ارسلت وفدا شارك فيه نوري إلى روما لمقابلة وزير المستعمرات لتقديم مطالبهم بالاستقلال الذاتي. لكن الوزير الإيطالي رفض استقبال الوفد مجتمعا واصر على لقاء افراده كل على حدى ما اجهض مهمة الوفد. وفور عودته من زيارته غير الموفقة إلى روما سافر نوري السعداوي ومعه وفد من المجاهدين إلى الأمير ادريس السنوسي في برقة، وذلك بهدف تسوية الخلافات بين القبائل وتوحيد الجهود ضد الإيطاليين. وخاض المجاهدون حروباً ضارية ضد القوات الإيطالية التي احتلت عدداً من المدن الليبية ابرزها مصراتة حيث تصدى نوري وبشير والمجاهدون للقوات الإيطالية ببسالة حتى العام ١٩٢٣. لكن الإيطاليين صعدوا هجماتهم بشراسة واصدروا احكاما بالإعدام على الشقيقين السعداوي الذين انسحبا مع المجاهدين إلى جنوب البلاد ثم اضطرا في العام التالي للخروج إلى مصر حيث قررا بسبب انعدام الامان السفر إلى بلاد الشام في رحلة طالت نتيجة ظروف الاحتلال. وعمل نوري مستشاراً للملك عبد العزيز آل سعود ثم عاد مع شقيقه إلى ليبيا عام ١٩٤٨ لخوض معركة الاستقلال والتصدي لمخطط "بيفن - سفورزا" لتقسيم البلاد والنضال في المحافل الدولية من اجل الاستقلال الذي تحقق عام ١٩٥١. ونفي نوري وبشير إلى بيروت من جانب البريطانيين وبتواطؤ من حكومة الملك ادريس التي توجست من احتجاجات عنيفة نظمها انصار حزب المؤتمر الوطني بزعامة بشير السعداوي على ما وصفوه تزوير الانتخابات عام ١٩٥٢، ما أدى إلى خسارة الحزب مقاعد برلمانية عدة وتقلص عدد نوابه إلى خمسة فقط رغم شعبيته الواسعة في الشارع الطرابلسي آنذاك. بعد وفاة بشير في بيروت عام ١٩٥٧، قرر نوري السعداوي العودة إلى موطنه والتقى الملك ادريس السنوسي في طرابلس في أوائل الستينات وتمت مصالحة بينهما على أساس عودة افراد العائلة من المنفى إلى وطنهم. سافر نوري إلى بيروت للعلاج حيث وافته المنية هناك عام ١٩٦٩. كتب نوري السعداوي مذكراته التي باتت في حوزة المركز الوطني للمحفوظات والدراسات التاريخية (سابقا مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية)في طرابلس. في ٢٩ آذار ١٩٩٥ وردت إلى بريد القراء في جريدة "الحياة" تعليقاً على مقالات عن جهاد بشير السعداوي، رسالة جاء فيها الآتي: "ان نوري السعداوي هو العقل السياسي الذي كان يحرك اخاه الصغير بشير. ولولا نوري لهلك بشير في وقت مبكر.وهذه الحقيقة يعرفها الليبيون جميعاً". ترك نوري السعداوي خمسة أبناء هم: إبراهيم وعبد الرحمن ومحمود وزهير (صحافي نفي مع والده وعمه في احداث ١٩٥٢ كما ورد في وثائق ديبلوماسية سرية بريطانية كشف النقاب عنها أخيراً) وسهيل (خبير نفطي بارز ومندوب ليبيا سابقاً لدى اوابك) وكانت لنوري ابنة واحدة سماها فوزية. ويقيم معظم احفاد نوري في ليبيا حالياً. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بنوري السعداوي؟
أعلى المصادر التى تكتب عن نوري السعداوي
قارن نوري السعداوي مع:
شارك صفحة نوري السعداوي على