نجيب محفوظ

نجيب محفوظ

نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا (١١ ديسمبر ١٩١١ – ٣٠ أغسطس ٢٠٠٦) هو كاتب مصري. يُعد أول مصري وعربي حائز على جائزة نوبل في الأدب. كتب نجيب محفوظ منذ الثلاثينات واستمر حتى ٢٠٠٤. تدور أحداث جميع رواياته في مصر وتظهر فيها سمة متكررة، هي الحارة التي تعادل العالم. كتب نجيب محفوظ أكثر من ثلاثين رواية اشتهرت غالبيتها وتم إنتاجها سينمائيًا أو تلفزيونيًا وكانت أول رواياته هي عبث الأقدار (١٩٣٩)، أما آخرها، فكانت قشتمر (١٩٨٨)، كما كتب أكثر من عشرين قصة قصيرة وكان آخرها أحلام فترة النقاهة (٢٠٠٤). ومن أشهر أعماله: بداية ونهاية (١٩٤٩)، والثلاثية (١٩٥٦–١٩٥٧)، وأولاد حارتنا (١٩٥٩)، والتي مُنعت من النشر في مصر منذ صدورها وحتى وقتٍ قريب، واللص والكلاب (١٩٦١)، وثرثرة فوق النيل (١٩٦٦)، والكرنك (١٩٧٤)، والحرافيش (١٩٧٧). بينما يُصنف أدب محفوظ باعتباره أدبًا واقعيًا، فإن مواضيعًا وجودية تظهر فيه. محفوظ أكثر أديب عربي نُقلت أعماله إلى السينما والتلفزيون. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بنجيب محفوظ؟
أعلى المصادر التى تكتب عن نجيب محفوظ
نبيه سرحان جوزِف سمير الشاعر المصري المذيع في «صوت إسرائيل» محمد يحيى ٢ يوليو ٢٠١٧ بدأ الأمر بحلقة من برنامج «لديّ أقوال أخرى»، للإعلامي إبراهيم عيسى، والتي أذيعت في ذكرى وفاة الشاعر الراحل صلاح جاهين، واستضاف عيسى فيها الشاعر والناقد شعبان يوسف الذي تحدث عن دور صلاح جاهين في التقديم لشعراء عامية معاصرين له مثل عبد الرحمن الأبنودي وسيد حجاب، كما تحدث عن تقديمه لشاعر «غريب» آخر؛ نبيه سرحان الذي أصدر ديوان «مدد يا ولد.. مدد يا بنت»، قبل أن يهاجر لإسرائيل ليعيش هناك. قصة شاعر العامية الذي هاجر لإسرائيل لفتت انتباهي، فبدأت في البحث عن «نبيه سرحان»؛ شاعر بدأ نشاطه الأدبي في مصر في الستينيات، وكتب عنه العديد من الكتاب مثل يوسف إدريس ومحمود السعدني وخيري شلبي وعلي سالم. متطوع في الجيش الشعبي ثم معتقل بحسب جريدة الشرق الأوسط، ففي أواخر الستينات كان الشاعر والصحافي المصري، نبيه سرحان، يعمل في إذاعة «الشرق الأوسط» بالقاهرة، حيث ذاع صيته عبر برنامج «تأملات» الذي كان يردد فيه أشعارًا بالعامية معظمها من تأليفه، أو عبر برنامج «دعاء» الذي كان يطل منه على المستمعين طوال شهر رمضان. ولكن أغلب التفاصيل عن الحياة الغامضة لسرحان نعرفها من زوجته المصرية الأولى، نبوية موسى، التي تحول اسمها في إسرائيل إلى «ليلى موسى». في ٢٠٠٣، أجرى الموقع الفلسطيني «دنيا الوطن» لقاء مع موسى، حكت فيه أن سرحان تطوع في الجيش الشعبي المصري ليشارك في حرب يونيو ١٩٦٧، وانقطعت أخباره عنها بعدها لمدة تسعة أشهر اعتقدت الزوجة فيها أنه قُتل، ولكنه عاد بعدها ليخبرها أنه كان معتقلًا في سجن أبو زعبل، والسبب هو أنه أثناء تواجده في القنطرة، زارهم مذيع من الإذاعة المصرية [تقول صحيفة معاريف في مقال آخر أن الزائر كان هو «الفريق مرتجي، قائد الجبهة الشرقية آنذاك»] وقال نبيه له «قل لأحمد سعيد أننا مهزومون، وأن يكف عما يذيعه في الإذاعة من بيانات غير صحيحة، وما نسمعه في الإذاعة فضيحة». عندها أمر قائد المعسكر بسجنه، ليبقى في السجن تسعة أشهر. خرج بعدها سرحان من السجن، ووافقت المطبعة على طباعة ديوانه الشعري. غير أن الأمن المصري صادر الديوان، فقرر مغادرة مصر إلى ليبيا، ولكن بعد وصوله للمنفذ الحدودي مع ليبيا أعيد للقاهرة لكونه على قائمة الممنوعين من السفر، فذهب لمكتب شعراوي جمعة، وزير الداخلية آنذاك، مطالبًا إياه بالسماح له بمغادرة مصر، ومهددًا بأنه إن لم يوافق فسيشتري بما في جيبه من نقود لافتة قماشية ويكتب عليها «يسقط شعراوي جمعة»، ويعلقها تحت مكتبه. رد عليه جمعة بالرفض، بحجة أنه يريد مغادرة لمصر للهجوم عليها من الخارج، فتعهد نبيه بعدم مهاجمة مصر، وأخبره أنه ذاهب للبنان حيث سيساعده نزار قباني في طباعة دواوينه. من ليبيا لليونان لإسرائيل تحكي الزوجة أنه بعد دخول سرحان لليبيا التقى بالملك السنوسي الذي رحب به، ووافق على أن يكتب في صحيفة «العلم» الليبية، شريطة ألا يكتب في السياسة حتى لا تقع مشكلة مع النظام المصري. التزم نبيه بهذا لفترة قبل أن يعود لكتابة مقال يهاجم فيه النظام المصري، فأرسلت مصر احتجاجًا للملك السنوسي الذي قرر إبعاد سرحان وزوجته إلى دولة أخرى، مع عدم تسليمهما للنظام المصري. رفضت دول أوروبية عدة استقبالهما، حتى أنهما كانا يبيتان في المطارات الأوروبية، وذلك حتى سمحت لهما اليونان بدخول أراضيها، واثناء سير الزوجين في شوارع أثينا، التقيا بدبلوماسي كوبي كان سرحان قد سبق أن التقى به في مصر، وأخبره الدبلوماسي ألا دولة ستقبله في أراضيها، إلا في حالة كونها «معادية لمصر». دون أن يخبر زوجته، توجه سرحان للقنصلية الإسرائيلية في أثينا، وطلب مقابلة القنصل الإسرائيلي حينها، إيلي دويك، وكان لحظِّه يهوديًا من أصل مصري. وفي إشارة لرغبته بالعمل في الإذاعة الإسرائيلية، قال سرحان للقنصل «لا أريد منكم سوى ميكروفون». تأخر الرد من تل أبيب لعدة أشهر، قبل أن يأتي بالقبول، مع شرط واحد، أن يخفي الزوجان هويتهما في إسرائيل، وأن يدعيا أنهما يهوديان من أصول ليبية. في البداية رفضت الزوجة، الحامل وقتها في ابنتها الأولى، الهجرة لإسرائيل، إلا أن سرحان وضعها أمام اختيار، أما أن تأتي معه وإما أن ترحل وحدها لمصر، فاضطرت للقبول، مع شرط آخر اشترطته على الإسرائيليين، أن يعيشا في القدس، «البقعة الطاهرة بجوار المسجد الأقصى»، وليس في تل أبيب! طولب سرحان بمعالجة قصة لنجيب محفوظ للبرنامج الإذاعي، ونجح في الاختبار. ثم حُقّق معه نهارًا وليلًا بواسطة جهاز كشف الكذب، قبل أن تتم طمأنته بأنه «على ما لا يرام، لا يكذب وليس ‘مخربًا’». وبالتالي تقرر سفره مع زوجته لإسرائيل ليبدأ العمل في «صوت إسرائيل بالعربية». صوت إسرائيل أثناء مغادرته لمطار بن جوريون إلى شقته المؤقتة في «بيت عام»، يحكي سرحان في حوار أجرته معه صحيفة معاريف «رأيت الأطفال الإسرائيليين والناس. هل هؤلاء من أردنا قتلهم؟ حتى السادات شعر بهذا وقال هذا.» على موجات الأثير الإسرائيلي، قدم نبيه سرحان، أو باسمه الإسرائيلي الجديد، جوزف سمير، برنامجه بالعربية الذي أخذ اسم «ابن الريف»، وكان يخاطب فيه الفلاح المصري، بادئًا حلقاته بنداء «إخواني يا أبناء مصر الطيبين»، ليشتهر برنامجه بين الفلاحين المصريين الذين كانوا قادرين في نهاية الستينيات على التقاط موجات الإذاعة الإسرائيلية، ولتتردد شائعة بينهم بعد ذلك، روت عنها صحيفة اليوم السابع، مفادها أن سرحان يسرّب أسئلة امتحانات الثانوية العامة بالإجابات النموذجية للشباب المصريين. في إسرائيل، حرص الزوجان المصريان على إخفاء كل تفاصيل حياتهما السابقة عن الجميع، بل وحتى عن أولادهما، حياة ودينا وسامي، الذين نشأوا باعتبارهم مواطنين إسرائيليين يهودًا، يحتلفون بالأعياد اليهودية؛ يتنكرون في عيد البوريم، ويأكلون الفطائر في عيد الفصح، ولتصبح ابنته الكبرى، حياة، أول مسلمة تُجنّد في الجيش الإسرائيلي، وفق ما يرويه موقع «نقابة الصحفيين بالقدس». ولكن في ١٩٧٧ انكشف السر الكبير. وفق ما ترويه الصحفية الإسرائيلية تسيبي رومان، ففي المؤتمر الصحفي المعد للرئيس أنور السادات بمناسبة زيارته للقدس، وقف نبيه سرحان مخاطبًا السادات قائلًا «فخامة رئيسي»، كاشفًا عن هويته الحقيقية لأول مرة في إسرائيل. وبحسب الروائي خيري شلبي، فقد جرى هذا اللقاء بين الرئيس المصري والشاعر المصري الإسرائيلي، في مطار بن جوريون، ووفقًا له أيضًا، فقد عبر السادات عن دهشته من وجود سرحان في تل أبيب قائلًأ «كنا نعتقد أنك في ليبيا!» أما وفق زوجة سرحان، ليلى موسى، في موقع «دنيا الوطن»، فقد طلب سرحان من السادات بهذه المناسبة السماح له بزيارة مصر، ووافق السادات، وذهبت الزوجة للسفارة المصرية لطلب تأشيرة دخول لمصر، وتأخرت التأشيرة لعام ونصف، وعندما جاءت التأشيرة، سافرت الزوجة مع الأولاد في زيارة سياحية لمصر استغرقت أسبوعين، ولم يسافر سرحان نفسه. في يوم اللقاء بين سرحان والسادات، قررت تسيبي رومان، الصحفية الإسرائيلية، التعرف على حياة الزوجين. فزارتهما في البيت وتعرفت عليهما وعلى أطفالهما، حياة، ٩ سنوات آنذاك، دينا، ٦ سنوات، وسمير، ٥ سنوات، وجميعهم سيصبحون فيما بعد فنانين مؤثرين في «المشهد الفني الإسرائيلي». في البداية رفضت الزوجة فكرة إجراء حوار معها، ولكن بعد عدة أيام اتصلت بها وطلبت مقابلتها. تقول رومان «واصلنا حوارنا على مدار أكثر من ساعة، أصبحنا خلالها كأبناء العائلة. جلسنا سويًا، يومًا بعد يوم، وحكت لي عن حياتها كطفلة في القرية المصرية، عن طقس الختان البربري الذي تعرضت له، وعن اختيار رجل أكبر منها لها لتكون زوجته، وهي في سن الـ١٤، ما جعل حياتها تأخذ منعطفًا غير متوقع على الإطلاق. جمعت [ليلى] أحداث حياتها في كتابها ‘منفية في القدس’، الصادر عام ١٩٨١، والذي يثبت للمرة التي لا أعرف كم، أن الواقع يتفوق على أي خيال.» في إسرائيل ضاع جواز السفر المصري لنبيه سرحان، وكانت جنسيته غير واضحة في وثيقة السفر الإسرائيلية، بحسب ما تشير صحيفة معاريف. وبالتالي عُرضت عليه الجنسية الإسرائيلية، وظل حائرًا حتى وصل للحجة التي أرضت ضميره؛ أن الجنسية الإسرائيلية ممنوحة لاسمه المختلق، جوزِف سمير، وليس لاسمه الحقيقي، نبيه سرحان. أنا مصري مخلص لإسرائيل في العام نفسه، ١٩٧٧، أجرى تسيفي لافي، الصحفي في جريدة «معاريف» الإسرائيلية حوارًا مع سرحان. آراء سرحان في الحوار كانت أكثر من مربكة، يمكن وصفها بـ«التصهين»، ولكن لا يمكن حصرها في هذا. يقول «صحيح أن القانون المصري يصفني بالخائن منذ أن غادرت، ولكني لا أشعر بنفسي كخائن، أنا مصري وسأظل هكذا. سأعيش مخلصًا لإسرائيل ولن أنكر ولائي لمصر. سأخدم الشعب المصري حتى عن طريق الإذاعة الإسرائيلية، عندما أخبر الشعب بالحقيقة وأشرح له حقيقة إسرائيل». كانت رسالته في البرنامج، كما تقول الصحيفة، هي «قبل أن تحلموا بحرب أخرى، نظّفوا أنفسكم، طهّروا مصر من الخوف ومن الديكتاتورية ومن الروس. ابنوا صناعة حديثة، ازرعوا قطنًا أفضل». يضيف سرحان «قمت في البرنامج بدعاية مصرية وليست إسرائيلية لا يمكن فجأة أن تتحدثوا عن السلام وإنما ينبغي تحضير الشعب له… لكي يعرف من أجل ماذا يحارب وضد من، وعندها يقرر إن كان من المفيد له أن يفكر في الحرب. في حلقة أخرى طلبت من ناصر أن يبدأ في تعلم توراة [نظرية منهج] إسرائيل، وحذرته من كون الجنود المصريين الذين ماتوا أو سيموتون بأوامره سيدينونه إن وقف أمام هيئة حكمهم». بعد أيام معدودة مات ناصر، تواصل الصحيفة، وبكى هو كطفل، «كان يحبه ولم يسامحه حتى يومه الأخير لكونه اعتمد على مساعديه ولم ينزل الشارع». في المقابل كان يرى أن السادات ورث منهج ناصر، ولكنه يتصرف بشكل آخر، يتكلم أقل ويعمل أكثر، وبشكل عام يحب العمل بنفسه ولا يعتمد على الآخرين. كانت هناك لحظات يرغب فيها سرحان في مغادرة إسرائيل. لم يحب «حرب اليهود»، كما تسميها الصحيفة؛ لم يحتمل أعضاء الكنيست الذين يشتمون بعضهم أو المهاجرين الجدد الذين يتلقون «كل خير» من إسرائيل ثم يغادرونها ليشوهوها. كان يحتقر تنظيمات «المخربين الفلسطينيين»، «الجبناء واللحّاسين»، كما يسميهم أو تسميهم الصحيفة، ولكنه لم يستطع أن يفهم لماذا تُفتَّش ثياب العرب من أجل إذلالهم ولكن إلى أين أذهب؟ يتساءل، وماذا سيحدث مع أولادي الذين يتعلمون ويتكلمون بالعبرية؟ وماذا إذا حدث السلام بالفعل؟ يسأله الصحفي الذي أجرى معه الحوار في ١٩٧٧، فيرد «لن أترك القدس، ولكن ربما يكون لي بيت في القاهرة أيضًا. سأنشر قصائدي هنا وهناك بالعربية، وربما بالعبرية أيضًا. ما الأجمل من أن يكون هناك رمز مصري للسلام يعيش في إسرائيل؟ صحيح أني مصري، ولكني أبدًا، وبأي شكل، لست عربيًا.» عائلة فنية كبيرة بعد انكشاف هويته في ١٩٧٧، أنجب سرحان من زوجته ليلى ثلاثة أبناء آخرين، مريم وهاجر وسارة. ولكن في نهاية القرن الماضي، انفصل الزوجان؛ تركت ليلى وأولادها البيت في «بيت جالا» بالقدس، وبقى سرحان هناك، وبعد حوالي ثلاث سنوات تزوج الفلسطينية عناد رباح وأنجب منها أمير. أغلب أبنائه لهم حيوات فنية، في مجال الموسيقى مثل هاجر وحياة سمير، اللتين تستلهمان الموسيقى الشرقية في أغانيهما، وتغنيان أحيانًا كلمات أبيهما. أما الابن سامي سمير فقد كانت اهتمامته سينمائية؛ مثّل في عدد من الأفلام أشهرهم فيلم «أجورا»، الذي يروي قصة هيباتيا السكندرية، وكذلك فيلمي «ميونخ» و«جسد من الأكاذيب». غادر سرحان الحياة في ٢٤ أكتوبر ٢٠١٤ ودُفن، بحسب طلبه، في مقابر المسلمين بالقرب من نقطة تفتيش إسرائيلية في (بيت لحم) بالضفة الغربية. قصائد عامية شعبية و«روح المثقف الثوري» في تقديم صلاح جاهين لديوان سرحان «مدد يا ولد.. مدد يا بنت»، والمنشور في ربيع ١٩٦٧، كتب جاهين أن الديوان يحمل عنصري حركة شعر العامية المصرية، وهما «الشعبية»، وتتجلى في تلك اللغة البسيطة المنتزعة من افواه الفلاحين بقرى الشرقية، حيث ولد الشاعر، و«روح المثقف الثوري» «فحتى في أشد القصائد حزنًا واكتئابًا وظلامًا، لو حفرنا قليلًا تحت السطح لوجدناها تبشر بالمستقبل المنتصر، وتمجد العاملين على الوصول اليه، وتلعن من يعوق الموكب عن المسير». ظل سرحان يكتب بالعربية في إسرائيل، قصائد عامية يتضح منها استمرار تعلقه بمصر، كما يشارك قصائده في صفحته على فيسبوك مستخدمًا اسم «نبيه سرحان»، وليس جوزف سمير، على غرار هذه القصيدة التي نشرها على صفحته في أواخر حياته، ويقول مفتتحها «بالهداوة حطيت كلامي ف كام كتاب السطر ناي والحرف… غاب والليل إيدين بتدق باب غطّاه ضباب والنيل عيون… مفتّحة والموجة كتفه صعاب أهلي.. بعاد عني ناديت يا كلمتي يا كل زادي ولقمتي على سدرها عديت لفيت بلاد ولقيت صحاب سبقوني كتبوا بدموعهم غناوي كلها.. حب ومعاني قلت يا أحباب نغمي.. مضلّش ع الرباب لسه الغلابا الفلاحين.. بيعرقوا ولسه ما تمدش قوي اللبلاب علشان يغطي كل بيت عريان ولسة عين البنية زايغة ع الفستان ولسة.. ياما كتير فيران بتمصّ.. عضم غيطان». كما غنى وحيد عزت من كلماته أغنية «النخل العالي»، ويقول مفتتحها «يا جريد النخل العالي، يا نسمة فرح عيالي، آه يا نور أخضر ملالي». آخر أمسية شعرية لنبيه سرحان أقيمت في ٢٠١٣، قبل رحيله بعام، وأخذت اسم «بقايا الحياة»، وساعدته فيها ابنته، دينا سمير، على ترجمة قصائده للعبرية. في الأمسية قرأ سرحان قصائده، بعد أن ألقى كلمة قصيرة بالعبرية، منحازة تمامًا لإسرائيل هذه المرة، وتدين مصر تمامًا بشعبها وفلاحيها، مع استثناء وحيد من الإدانة؛ أنور السادات «لأسفي الكبير،لا أحد في مصر سيشعر بالسلام أبدًا. الفلاح المصري يبقى كما كان من قبل حرب الأيام الستة ربما. ولكن هذه الدولة الصغيرة الرائعة، بشعبها الرائع، الذي دعم الفلاح المصري ودعم السلام.. أقول لكم اذهبوا من فضلكم لمصر، وانظروا إن كانت هذه الدولة يمكن أن يوجد فيها سلام، بين من ومن؟ طول الوقت يقولون إن الوضع الاقتصادي في مصر خراء. ويرجعون السبب، هل تعرفون لمن؟ للصهاينة، طول الوقت كانوا يقولون عن هذا الشعب الصهيوني، الأعداء، حاربوهم، عضوهم بأسنانكم، ولكني جئت ورأيت شعبًا رائعا، بلدًا جميلًا، وان لم أكن أبالغ، فليس هناك مثل أرض إسرائيل، وليس هناك مثل الشعب اليهودي. والمرحوم أنور السادات عندما كان هنا قال لي يا نبيه أنت سبقتني لهذا الشعب الرائع!».
مخرج سينما البسطاء عاطف الطيب.. ٢٢ عامًا من الحضور رغم الغياب كتب هاجر حمزة “كلنا فاسدون.. لا أستثني أحدًا, حتى بالصمت العاجز الموافق قليل الحيلة”.. لا يمكن أن ينسى أحد هذه الجملة السينمائية الخالدة فى أذهان ووجدان الشعب المصرى، والتى أصبحت بمثابة صرخة مستمرة إلى يومنا هذا ضد الحكومة تظهر بقوة مع كل إخفاق وأزمة يمر بها الوطن. ورغم إنتاج فيلم “ضد الحكومة” الذي يعود لمطلع التسعينيات، نستطيع أن نسمع دوي هذه الكلمات بصوت الراحل أحمد زكى يسيطر على قلوبنا بأداء رفيع المستوى، يعود لعدسة فنية شديدة الواقعية والالتحام من هموم وأحلام المواطنين.. كان مبدعها القدير عاطف الطيب.. ٢١ فيلمًا في ١٤ عامًا حصيلة عاطف الطيب في الحياة الفنية، والذي اعتبره الكثيرون خليفة المخرج الكبير صلاح أبو سيف أستاذ الواقعية، وذلك نظرًا للتقارب الشديد بين الاثنين، فكل منهما نزل إلى الواقع كونه خرج منه في الأساس، وحاول التعبير عنه. “مخرج سينما البسطاء” هكذا اُطلق على الطيب بعد وفاته، نظرًا لأن ما قدمه للسينما المصرية هو تحرير لها من سطوة الأفلام الخفيفة وأفلام المقاولات التي انتشرت في الثمانينيات، تلك التيمة القديمة المستهلكة، والتي كانت تهدف في الأساس إلى شباك التذاكر، ولعل ما ميّز الطيب عن غيره هو ما قدمه من دراما واقعية تختلف عن السينما المقدمة وقتها، وفي نفس الوقت كان يحظى بجمهور كبير على شباك التذاكر، ولاقت أفلامه كلها النجاح دون استثناء، وهي معادلة من الصعب جدًّا تحقيقها أو تكرارها. ويحدد عاطف الطيب رسالته السينمائية ببساطة شديدة قائلاً إننا نعيش واقع تغمره الأحزان اليومية، والسينما مؤثرة بشكل كبير في سلوكيات الناس، ولا بد أن نناقش هذا الواقع، ونسجل أحزان الناس، ونحاول بقدر المستطاع أن نغوص في أعماقهم، ونطرق بود على أسباب متاعبنا. هذا هو هدفي..”. كما يقول الطيب في أحد حواراته الصحفية النادرة “يبدو لي أن ما يميز أعمالي هو موضوعاتها، فاختيار الموضوعات يتم بعناية، ولابد أن تكون مرتبطة باهتمامات المواطن. إني أتلمس المشاكل التي تهم المواطن من الطبقة المتوسطة، ويجب أن نكون شاهدين على عصرنا، بلا تزييف أو تشويه.. فأنا أترجم ما يمكن أن يمس الناس، ويؤثر فيهم.. كل ما يهزمهم في حياتهم اليومية، و خلاصة القول أن نحاول التعبير بصدق و أمانة.. عيوننا على ما يحدث في مجتمعنا.. فى الحياة”؛ لذا ارتبط اسمه بقضايا المواطن المصري البسيط وحقوقه التي كفلتها الحياة له، ولذلك فقد كانت ولا تزال أغلب أعماله مثيرة للجدل النقدي وغير النقدي، لما تتطرق إليه من قضايا تتعلق بالحريات العامة والخاصة على السواء وقضايا الحرب ضد الاستعمار بجميع أشكاله وأيضًا القضايا التي تخص العلاقة بين المواطن والسلطة ممثلة في أي من أجهزتها ومؤسساتها، وهو ما يمكن أن نلاحظه في الكثير من أفلامه، مثل “البرىء” الذي عرض في أغسطس ١٩٨٦، بعد «أحداث الأمن المركزي»، حين خرج مجندو الأمن المركزي من معسكرهم في الجيزة إلى شارع الهرم في تظاهرات عنيفة بعد انتشار شائعة عن مد فترة تجنيدهم إلى أربع سنوات بدلاً من ثلاث، غير أن تصويره كان قد بدأ قبل هذه الأحداث، مما يعد تنبؤًا من الكاتب وحيد حامد بنتيجة القمع واستغلال الجهل. جاءت ثلاثة من أفلام الطيب ضمن أهم ١٠٠ فيلم مصري، حيث حل فيلم «سواق الأتوبيس» في المرتبة الثامنة، ليكون عاطف الطيب هو المخرج الوحيد في جيله الذي وصل لتلك المكانة، وجاء أيضًا فيلمه «البريء» في المرتبة ٢٨ و«الحب فوق هضبة الهرم» في المرتبة ٦٨. وقد تعاون عاطف الطيب مع الكاتب والمؤلف وحيد حامد في خمسة أفلام، هي بالترتيب التخشيبة وملف في الآداب والبرىء والدنيا على جناح يمامة وأخيرًا كشف المستور. بينما تعاون مع المؤلف بشير الديك في أربعة أفلام، بدأت بفيلم “سواق الأتوبيس”، ثم ضربة معلم، ثم ناجي العلي، ثم ضد الحكومة، وانتهت بـ جبر الخواطر والذي لم يكمله الطيب، ولوحظ أن كل أعمال بشير الديك والطيب صاحبتها مشاكل رقابية، وأيضًا كانت صادمة تعري الواقع، اتضحت أكثر في سواق الأتوبيس، الفيلم صاحب الضجة والصدمة الأكبر، وناجي العلي الذي أقامت دار أخبار اليوم حملة ضد الفيلم ومنفذيه بداية من عاطف الطيب لبشير الديك لنور الشريف البطل، واتهمتهم ببيع مصر، وشككت في وطنيتهم، ويعد الفيلم هو النقطة الفاصلة في حياة الثلاثي “الطيب والديك ونور الشريف”، والذي ظهر أثره في أفلامهم التالية، والتي أصبحت سياسية أكثر منها واقعية، وكأنها رد على ما حدث. ومع الكاتب مصطفى محرم تعاون الطيب في ثلاثة أفلام، بدأ بالمعالجة السنيمائية الرائعة لقصة نجيب محفوظ “الحب فوق هضبة الهرم”، ثم أبناء وقتلة في دراما حياتية تمر أيام النكسة وحتى الانفتاح، ثم أفضل تعاملاتهما على الإطلاق في “الهروب”، وهو الفيلم الذي حصد الكثير من الجوائز النقدية، ولكن أهمها حصده لجوائز المشاهد العادي، والذي ارتبط بـ”منتصر” بطل الفيلم، وهو فوق قطار الصعيد هاربًا من واقع مرير إلى ما هو أكثر مرارة. ومع الكاتب أسامة أنور عكاشة تعاون في فيلمين فقط ، بدأ بـ كتيبة الإعدام وانتهى بـ دماء على الأسفلت. إن سينما عاطف الطيب جميلة وجادة، عندما كان يعمل كأنه فارس يريد أن يحارب الفساد بشتي أنواعه، يتغلغل خلال شخصيات أولاد البلد، فأصالة المواطن المصري سمة ظاهرة في كل أفلامه. رحل عاطف الطيب في ٢٣ يونيو ١٩٩٥ تاركًا خلفه تراثًا يقدر بـ٢١ فيلمًا، أو بالأصح لوحة واقعية ترسم واقع الحياة المصرية في فترة الثمانينيات وبداية التسعينيات .
مخرج سينما البسطاء عاطف الطيب.. ٢٢ عامًا من الحضور رغم الغياب كتبت هاجر حمزة “كلنا فاسدون.. لا أستثني أحدًا, حتى بالصمت العاجز الموافق قليل الحيلة”.. لا يمكن أن ينسى أحد هذه الجملة السينمائية الخالدة فى أذهان ووجدان الشعب المصرى، والتى أصبحت بمثابة صرخة مستمرة إلى يومنا هذا ضد الحكومة تظهر بقوة مع كل إخفاق وأزمة يمر بها الوطن. ورغم إنتاج فيلم “ضد الحكومة” الذي يعود لمطلع التسعينيات، نستطيع أن نسمع دوي هذه الكلمات بصوت الراحل أحمد زكى يسيطر على قلوبنا بأداء رفيع المستوى، يعود لعدسة فنية شديدة الواقعية والالتحام من هموم وأحلام المواطنين.. كان مبدعها القدير عاطف الطيب.. ٢١ فيلمًا في ١٤ عامًا حصيلة عاطف الطيب في الحياة الفنية، والذي اعتبره الكثيرون خليفة المخرج الكبير صلاح أبو سيف أستاذ الواقعية، وذلك نظرًا للتقارب الشديد بين الاثنين، فكل منهما نزل إلى الواقع كونه خرج منه في الأساس، وحاول التعبير عنه. “مخرج سينما البسطاء” هكذا اُطلق على الطيب بعد وفاته، نظرًا لأن ما قدمه للسينما المصرية هو تحرير لها من سطوة الأفلام الخفيفة وأفلام المقاولات التي انتشرت في الثمانينيات، تلك التيمة القديمة المستهلكة، والتي كانت تهدف في الأساس إلى شباك التذاكر، ولعل ما ميّز الطيب عن غيره هو ما قدمه من دراما واقعية تختلف عن السينما المقدمة وقتها، وفي نفس الوقت كان يحظى بجمهور كبير على شباك التذاكر، ولاقت أفلامه كلها النجاح دون استثناء، وهي معادلة من الصعب جدًّا تحقيقها أو تكرارها. ويحدد عاطف الطيب رسالته السينمائية ببساطة شديدة قائلاً إننا نعيش واقع تغمره الأحزان اليومية، والسينما مؤثرة بشكل كبير في سلوكيات الناس، ولا بد أن نناقش هذا الواقع، ونسجل أحزان الناس، ونحاول بقدر المستطاع أن نغوص في أعماقهم، ونطرق بود على أسباب متاعبنا. هذا هو هدفي..”. كما يقول الطيب في أحد حواراته الصحفية النادرة “يبدو لي أن ما يميز أعمالي هو موضوعاتها، فاختيار الموضوعات يتم بعناية، ولابد أن تكون مرتبطة باهتمامات المواطن. إني أتلمس المشاكل التي تهم المواطن من الطبقة المتوسطة، ويجب أن نكون شاهدين على عصرنا، بلا تزييف أو تشويه.. فأنا أترجم ما يمكن أن يمس الناس، ويؤثر فيهم.. كل ما يهزمهم في حياتهم اليومية، و خلاصة القول أن نحاول التعبير بصدق و أمانة.. عيوننا على ما يحدث في مجتمعنا.. فى الحياة”؛ لذا ارتبط اسمه بقضايا المواطن المصري البسيط وحقوقه التي كفلتها الحياة له، ولذلك فقد كانت ولا تزال أغلب أعماله مثيرة للجدل النقدي وغير النقدي، لما تتطرق إليه من قضايا تتعلق بالحريات العامة والخاصة على السواء وقضايا الحرب ضد الاستعمار بجميع أشكاله وأيضًا القضايا التي تخص العلاقة بين المواطن والسلطة ممثلة في أي من أجهزتها ومؤسساتها، وهو ما يمكن أن نلاحظه في الكثير من أفلامه، مثل “البرىء” الذي عرض في أغسطس ١٩٨٦، بعد «أحداث الأمن المركزي»، حين خرج مجندو الأمن المركزي من معسكرهم في الجيزة إلى شارع الهرم في تظاهرات عنيفة بعد انتشار شائعة عن مد فترة تجنيدهم إلى أربع سنوات بدلاً من ثلاث، غير أن تصويره كان قد بدأ قبل هذه الأحداث، مما يعد تنبؤًا من الكاتب وحيد حامد بنتيجة القمع واستغلال الجهل. جاءت ثلاثة من أفلام الطيب ضمن أهم ١٠٠ فيلم مصري، حيث حل فيلم «سواق الأتوبيس» في المرتبة الثامنة، ليكون عاطف الطيب هو المخرج الوحيد في جيله الذي وصل لتلك المكانة، وجاء أيضًا فيلمه «البريء» في المرتبة ٢٨ و«الحب فوق هضبة الهرم» في المرتبة ٦٨. وقد تعاون عاطف الطيب مع الكاتب والمؤلف وحيد حامد في خمسة أفلام، هي بالترتيب التخشيبة وملف في الآداب والبرىء والدنيا على جناح يمامة وأخيرًا كشف المستور. بينما تعاون مع المؤلف بشير الديك في أربعة أفلام، بدأت بفيلم “سواق الأتوبيس”، ثم ضربة معلم، ثم ناجي العلي، ثم ضد الحكومة، وانتهت بـ جبر الخواطر والذي لم يكمله الطيب، ولوحظ أن كل أعمال بشير الديك والطيب صاحبتها مشاكل رقابية، وأيضًا كانت صادمة تعري الواقع، اتضحت أكثر في سواق الأتوبيس، الفيلم صاحب الضجة والصدمة الأكبر، وناجي العلي الذي أقامت دار أخبار اليوم حملة ضد الفيلم ومنفذيه بداية من عاطف الطيب لبشير الديك لنور الشريف البطل، واتهمتهم ببيع مصر، وشككت في وطنيتهم، ويعد الفيلم هو النقطة الفاصلة في حياة الثلاثي “الطيب والديك ونور الشريف”، والذي ظهر أثره في أفلامهم التالية، والتي أصبحت سياسية أكثر منها واقعية، وكأنها رد على ما حدث. ومع الكاتب مصطفى محرم تعاون الطيب في ثلاثة أفلام، بدأ بالمعالجة السنيمائية الرائعة لقصة نجيب محفوظ “الحب فوق هضبة الهرم”، ثم أبناء وقتلة في دراما حياتية تمر أيام النكسة وحتى الانفتاح، ثم أفضل تعاملاتهما على الإطلاق في “الهروب”، وهو الفيلم الذي حصد الكثير من الجوائز النقدية، ولكن أهمها حصده لجوائز المشاهد العادي، والذي ارتبط بـ”منتصر” بطل الفيلم، وهو فوق قطار الصعيد هاربًا من واقع مرير إلى ما هو أكثر مرارة. ومع الكاتب أسامة أنور عكاشة تعاون في فيلمين فقط ، بدأ بـ كتيبة الإعدام وانتهى بـ دماء على الأسفلت. إن سينما عاطف الطيب جميلة وجادة، عندما كان يعمل كأنه فارس يريد أن يحارب الفساد بشتي أنواعه، يتغلغل خلال شخصيات أولاد البلد، فأصالة المواطن المصري سمة ظاهرة في كل أفلامه. رحل عاطف الطيب في ٢٣ يونيو ١٩٩٥ تاركًا خلفه تراثًا يقدر بـ٢١ فيلمًا، أو بالأصح لوحة واقعية ترسم واقع الحياة المصرية في فترة الثمانينيات وبداية التسعينيات .
قارن نجيب محفوظ مع:
شارك صفحة نجيب محفوظ على