محمود عباس

محمود عباس

مَحْمُود رِضَا عَبَّاس وكُنيته أَبُو مَازِن (١٥ نوفمبر ١٩٣٥)، الرّئيس الثّاني للسّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة منذ ١٥ يناير ٢٠٠٥م، ورئيس منظمة التّحرير الفلسطينيّة ولا يزال في ذات المنصب؛ حيثُ مدَّد المجلس المركزي لمنظمة التّحرير ولايته الرّئاسية، لحين إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية. وكقائد لحركة فتح وقد كان عبَّاس أوّل رئيس وزراء في السّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة؛ حيثُ تولّى رئاسة الوزراء جامعًا معها وزارة الدّاخلية في الفترة ما بين مارس إلى سبتمبر ٢٠٠٣. بعد وفاة ياسر عرفات في ١١ نوفمبر ٢٠٠٤، أصبح عبَّاس رئيس منظمة التّحرير الفلسطينيّة، ثمّ رشح نفسه لانتخابات الرئاسة الفلسطينيّة ٢٠٠٥م، وفاز في الانتخابات ليكون ثاني رئيس للسّلطة الوطنية الفلسطينيّة منذ إنشائها في عام ١٩٩٣. لعب عبَّاس دورًا بارزًا في مفاوضات أوسلو عام ١٩٩٣، وما تلاها من اتفاقيات، ومعاهدات كاتفاق غزة أريحا، واتفاقية باريس ١٩٩٤م، ضمن مسار التّسوية السّلمية. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بمحمود عباس؟
أعلى المصادر التى تكتب عن محمود عباس
أحمد علي يكتب في كلمة صدق قراءة في الرسائل الواردة في حوار الأمير ............................................... سيادتنا الوطنية خط أحمر .. ولن نغلق الجزيرة ..................................................... عاشت قطر فجر اليوم، بمواطنيها ومقيميها، وساكينها المسكونين بحبها، المصطفّــين خلـــف قائدها ورمزها الوطني «تميم المجد» حدثاً إعلامياً مهماً، من خلال متابعة مختلف أوساطها ووسائطها، الحوار التليفزيوني الذي أجراه المذيع الأميركي صاحب الشهرة العالمية «تشارلي روز»، الإعلامي المخضرم في شبكة (C.B.S) الأميركية، مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. لقد جـــــاء الحـــوار صـــريحــاً في أسئلته من جـــانب المحاور، صادقاً في أجوبته من طرف أميرنا القطري التميمي العربي، الذي عرفنا الصدق في كل أقواله، ولمسناه في أفعاله, وعشناه وعايشناه في جميع مواقفه. .. ولكل هذا لم يكن الحوار المتلفز حواراً عادياً عابراً، وإنما كان حافلاً بالكثير من الرسائل القطرية الموجهة إلى الخارج والداخل، خاصة أنه جاء في ظروف استثنائية تعيشها البلاد، في ظل الحصار الجائر المفروض عليها من دول «التآمر الرباعي». .. ولعل ما زاد من أهمية الحوار، دخول الأزمة الخليجية المفتعلة منعطفاً جديداً، بعـــــد إعـــلان أمير دولة الكويـــت الشــقيـــقة ســـمو الشــــــيخ صبـاح الأحمد الجابر الصباح ــ صــاحــب الوساطة الكويتية ــ في خطابه أمام «مجلس الأمة»، أن الأزمة تحمل في طياتها احتمــــالات التـــطور، محـــــذراً من أن تصعــــيدها ســــتكون له نتائــــج بالغـــة الضـــرر والدمار على أمن دول الخليج وشعوبها. .. وفي إطار هذا التطور، من الواضح أن الأزمة لا تتجه إلى تسوية قريباً، حـــيث لا يبــدو ما يشــــير ــ حــــتى الآن ــ إلى ظــهور بوادر لانفراجها، مما يؤشر إلى أن الجميع خاسرون فيها، وفي مقدمتهم الذين افتعلوها وأشعلوها، وهو الأمر الذي يخدم في نهاية الأمر، مصالح غيرهم في المنطقة. لقد اعتقدت دول «التحالف الرباعي» المتآمر على قطر، أن بإمكانها تحقيق مكاسب فورية على حساب الدوحة، من خـــــلال تبــني مواقـــــفـــها العدائيــة المبــــالغ فيــها ضــــدها، وبـعـــد فشـــــل الاستــــــراتيجيـــة الـــــتي اعتمــدتها فــــي مؤامـــرتها لإخضاع الـــــقـــرار القــطري المستقـــل، سعت الدول المأزومة إلى تأزيم الأزمة المتأزمة، اعتقاداً منها أن قطر ستضعف معنوياً وسياسياً واقتصادياً، وأنها ستستسلم لمطالبهم مع مرور الوقت! .. وعلى هذا الأساس، ليس مفاجئاً لي ولغيري من الإعلاميين المتابعين لتطورات الأزمة الخليجية، أن تختلف قراءاتهم لإجابات «صاحب السمو» على أسئلة المحاور الأميركي البارع، غيــــــر أن الذيــــن تابعــــوها بدقة يدركــــون جيـــداً أن ســـــموه ــ حفظه الله ــ أجــــاب عـــن الأســـئلة المطــــروحـــــة بــروح المسؤولية الوطنية، التي تدرك خطورة تحديات الحاضر، وتستشرف، من رحمها، طموحات المستقبل. .. وكان مهماً لنا ونحن موطن الحدث، ومصدر الحديث المتلفز، ودولتنا المستقلة مستهدفة من أطراف «التحالف الرباعي» أن نعيد قراءة ما جاء في حوار الأمير، الذي خاطب مُحاوره بلسان المواطن القطري الواعي، وإرادة الوطن القوي، الذي كان وسيبقى حراً مستقراً مستقلا. .. ويمكن للمتابع أن يلحظ أن «صاحب السمو» أجاب عن الأسئلة بصراحة فائقة، ولهذا تميز الحوار بنسيج شامل متكامل من الصراحة والوضوح والشفافية. لقد وضع سموه النقاط على حروف الأزمة الخليجية المفتعلة منذ الخامـــــس مـــن يونــيو الماضي، مجـــدداً التأكيــــد على ثوابت الموقف القطري الثابت، وتضمنت إجاباته الصريحة، توصيفاً دقيقاً للأزمة الراهنة، بكل مسبباتها الواهنة، كاشفاً ملابساتها، وموضحاً تحدياتها، ومبيناً تداعياتها الضاغطة على شعوب المنطقة في جميع شؤونهم الحياتية. .. ومـــــا مــن شــك في أن ما ورد في إجابات الأمير ينبغي تأمله بشكل عميق، حيث توحي القراءة المتأنية المتعمقة للأجوبة بالعديد من المواقف القطرية الثابتة، والكثير من الرسائل المباشرة الموجهة إلى الداخل والخارج القطري. .. ومن خلال قراءتي العميقة لما ورد في الحوار، وجدت الكثير من النقاط التي ينبغي الوقوف عندها، وإعادة قراءتها، لأنها جاءت عميقة في مبانيها، غنية في معانيها، واضحة في مراميها. .. وعندما أعدت قراءة ما ورد في أجوبة «صاحب السمو»، لأكثر من مرة، استرعى انتباهي (٣) رسائل مهمة، يمكنني التركيز عليها، والارتكاز فوقها، وبناء محاور مقالي على أساساتها أولها إن سيادتنا الوطنية خط أحمر، لا نقبل من أي جهة التدخل في سياستنا المستقلة، أو توجيه شؤوننا الداخلية. .. ويمثل مبدأ السيادة الوطنية ركناً أساسياً في منظومة العلاقات الدولية، وينص على حق الدولة المستقلة في مباشرة الأمور الداخلة في صلاحياتها، لتحقيق مصالحها، وليس لأي جهة أخرى الحق في التدخل في شؤون غيرها، عبر فرض الإملاءات الفوقية، لتغيير سياساتها. .. ووفقاً للطرح الكلاسيكي لمبدأ السيادة ومقتضياتها، يكون مرجع الدولة المستقلة في مخلتف شؤونها إرادتها وحدها، بحيث تكون إدارتها لها دون غيرها، ويعني ذلك، أن سلطتها على شؤونها في الداخل والخارج لا تعلوها أي سلطة خارجية متسلطة عليها، فلا يقيدها في الميدان الدولي إلا العهود والاتفاقيات الدولية التي عقدتها هي نفسها، ووقعت عليها، معبرة في ذلك عن سيادتها واستقلالية قرارها الوطني. .. واستناداً لكل ما سبق لا نقبل استباحة سيادتنا الوطنية، عبر محاولات توجيهنا لإغلاق قناة «الجزيرة»، أو قطع علاقاتنا مع إيران أو غيرها، أو محاولة انتزاع قرارنا الوطني المستقل، أو انتهاكه، أو الانقضاض عليه أو الانتقاص منه، وهو ما تسعى إليه حالياً دول «التآمر الرباعي» عبر محاولاتها المستميتة فرض إملاءاتها وشروطها وطلباتها غير المنطقية علينا. .. وما من شك في أن سلطة دولتنا المستقلة على أرضنا لا تتجزأ، ولا تقبل التصرف من غيرها، وغير خاضعة لإملاءات الغير، حيث تعد السيادة الوطنية أساساً جوهرياً في العلاقات الدولية، ويعد احترامها من الركائز الأساسية، التي أسس عليها صرح وبنيان القانون الدولي المعاصر. هـــــذه هــي تفاصــيل «الرســـالة الأولى» الواضــــحـــة، الــــــتي جــــــاءت في معـــرض إجــــابــــة «صـاحب الســــمو» عما إذا كانت قطر سوف تستجيب لمطالب الدول الأربع. .. وفــــــــي ســــياق هــــذه الرســــالة، أكـــد ســـــموه أن قـطـــر لم ولن تغلق قناة «الجزيرة»، واضعاً نقطة آخر السطر، على ثوابت موقف قطر، ويمكنني القول إن من لا تعـــجبه بـــــرامج هــــــــذه القـــناة القطرية أو تغطياتــها الإخبــــارية، يمكــــنــــه إدارة مؤشر التليفزيون على قناة «سكاي نيوز» أو «العربية»، أو القنوات المتخـــصصة في برامج الترفيه والموسيقى, و«الهشك بشك»! أما الرسالة الثانية التي يمكن الاستدلال عليها من خلال الحوار، فهي أن «الدوحة لا تدعم الإرهاب»، حيث شدد سموه على ذلك قائلاً «عندما يتحدثون عن الإرهاب فنحن لا ندعمه على الإطلاق»، مشيراً سموه إلى أن «السبب الحقيقي لحصارهم هو أنهم لا يريدون استقلالنا، حيــــث تـدعو قطــــر إلى حــــرية التعبـــــير، وهو مـــــا ترى فـــيه دول الحصار تهديداً لها»! .. وفي سياق ذلك الجواب الأميري المعبر، وجه «صاحب السمو» رســــــالتـه الثالثـــة التـــي يمكــنــــني وصـــفها بــــأنــــهـــــا رسالة قطرية حضارية حوارية موجهة إلى دول «التحالف الرباعي»، حيث أعلن سموه على شاشة شبكة (C.B.S) الأميركية قائلاً «أدعو للحوار منذ وقت طويل، وإذا ساروا متراً واحداً باتجاهي، فأنا على استعداد للمشي لمسافة (١٠) آلاف ميل نحوهم». .. وتعكس تلك الرسائل الثلاث الواردة في الحوار وغيرها، قدرة «صاحب السمو» على تشخيص الداء، ووصف الدواء، لمعالجة حالة العداء المنتشرة في الأوساط الخليجية، على وقع الأزمة، مثل انتشار وباء «الكوليرا» في اليمن! .. ولعل ما يحسب لسمو الأمير ــ حفظه الله ــ أنه اتسم في إجاباته بالقراءة الهادئة لمجريات الأزمة وتطوراتها، فلم يكن انفعالياً في ردوده، بل كان في قمة الهدوء، وهو يتناول القضية برؤية عقلانية. .. وفي إطار طرحه العقلاني، كشف سموه، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اقترح عقد قمة في «كامب ديفيد» بين أطراف الأزمة، وأن قـطر رحبــت بالمشــاركة فيــها، بهدف وضع حل لها. .. وعن تفاصيل لقائه مع رئيس الولايات المتحدة، قال سموه إنه أبلغه بأنه لن يقبل باستمرار الحصار، ولن يســــمح بانجــــرار الأزمة نحو الاقــتتـــال، مشـــيراً إلى أنــــنا نتوقع تدخلاً عسكرياً ضد قطر قد يؤدي إلى الفوضى، ولهذا استقدمنا قوات من تركيا لحماية دولتنا المستهدفة. .. وبخصوص علاقة قطر مع الجمــــهورية الإيــــرانــــية قـــال «صاحب السمو» إن إيـــــران جارتــنا رغــــــم وجود الكثير من الاختلافات السياسية معها أكثر منهم، مضيفاً سموه «دعوني أقول أمراً واحداً عندما تقوم هذه الدول التي تعتبر إخوتنا بحظر كل شيء مثل الدواء والغذاء عنا، فالأمر الوحيد المتاح لنا توفير ذلك عبر إيران». .. وهكذا فقد تناول المحاور خلال حواره مع «صاحب السمو» الكثير من الأحداث التي تمر بها المنطقة، المرتبطة بتطورات ومستجدات الأزمة الخليجية. .. ولعل الأمر الذي ميّز الحوار، أن المحاور المخضرم على دراية كاملة بشؤون المنطقة وشجونها، وهو مطلع على ملفاتها المهمة، ومتابع لقضاياها الساخنة، بحكم حواراته العديدة التي أجراها مع قادة وزعماء الشرق الأوسط، منذ أكثر من عقدين من الزمن. .. ويعد المذيع اللامع البارع «تشارلي روز» المولود في الخامس من يناير عام ١٩٤٢، واحداً من أشهر المحاورين الإعلاميين في وسائل الإعلام الأميركية، حيث استضاف في برنامجه الشهير (٦٠ دقيقة) الذي يقدمه على شبكة (سي.بي.اس) العديد من الرؤساء والزعماء وقادة العالم. .. ولا أنسى أنه سبق له محاورة صاحب السمو «الأمير الوالد» الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ــ حفظه الله ــ كما أجرى أكثر من حوار مع معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء السابق، وزير الخارجية الأسبق. .. ويملك المحاور الشهير الحاصل عام ٢٠١٣ على جائزة «بيبودي» المرموقة، التي تمنح للأعمال التليفزيونية المميزة، سجلاً حافلاً بالحوارات الناجحة، أذكر منها على سبيل المثال، حواراته مع الرئيس الأميركي الـسابق باراك أوباما، والرئيس الروســـي فلاديميــــر بوتيـــن، والرئيـس التـــركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الإيراني الأسبـــــق أحمــــدي نجــاد، فضلاً عن الزعيم الإفريقي الراحـــل نيلســون مانـــديـــلا، وهيلاري كلينــــتون، ومحمد جواد ظريف، وغيرهم من مشاهير وصناع القرار في العالم. .. واللافت أنه خلال تواجد الإعلامي «تشارلي روز» في الدوحة لإجراء حواره مع «صاحب السمو» قام المحاور بجولة في عدد من المواقع القطرية، لمس خلالها إصرار القطريين على كسر الحصار الجائر المفروض عليهم، وزار العديد من معالم العاصمة، من بينها «سوق واقف»، وتجول في «كتــــارا» حيـــث ســجل انطباعات إيجابية عن قطر ومواطنيها ومقيميها. .. وليت المذيع المصري المضطرب نفـــسياً، المتأزم عـــصبياً، أحمد موسى يتعلم أصول فن الحوار من الإعلامي الأميركي «تشارلي روز»، ليعرف أن التقديم التليفزيوني ليس زعيقاً ولا «نهيقاً»، ولكنه حوار حضاري ينبــــغي أن يتـــسم صاحبه بالأداء الراقي، وليس الخطاب العدائي، أو السلوك «البلطجي»! .. وليته يعلم أنه لا ينبغي على «المزيع»، عفواً، أقصد المذيع, استغلال منصات التليفزيون، و«استهبال» المشاهدين، لإثارة الضوضاء والبغضاء، وبث مشاعر العداء بين الأشقاء والأصدقاء على السواء! حتى لا يضطر المشاهد يوماً لاستخدام «عصا موسى» لتكسير شاشة التلفاز على رأس «مزيع» مريع فظيع اسـمه أحمد موسى!. أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
سيادتنا الوطنية خط أحمر .. ولن نغلق « الجزيرة» .......................................................... قراءة في الرسائل الواردة في حوار الأمير ................................................................... «صاحب السمو» وجه عبر شبكة (C.B.S) حزمة من الرسائل حول مختلف المسائل .................................................................................................... عاشت قطر فجر اليوم، بمواطنيها ومقيميها، وساكينها المسكونين بحبها، المصطفّــين خلـــف قائدها ورمزها الوطني «تميم المجد» حدثاً إعلامياً مهماً، من خلال متابعة مختلف أوساطها ووسائطها، الحوار التليفزيوني الذي أجراه المذيع الأميركي صاحب الشهرة العالمية «تشارلي روز»، الإعلامي المخضرم في شبكة (C.B.S) الأميركية، مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. لقد جـــــاء الحـــوار صـــريحــاً في أسئلته من جـــانب المحاور، صادقاً في أجوبته من طرف أميرنا القطري التميمي العربي، الذي عرفنا الصدق في كل أقواله، ولمسناه في أفعاله, وعشناه وعايشناه في جميع مواقفه. .. ولكل هذا لم يكن الحوار المتلفز حواراً عادياً عابراً، وإنما كان حافلاً بالكثير من الرسائل القطرية الموجهة إلى الخارج والداخل، خاصة أنه جاء في ظروف استثنائية تعيشها البلاد، في ظل الحصار الجائر المفروض عليها من دول «التآمر الرباعي». .. ولعل ما زاد من أهمية الحوار، دخول الأزمة الخليجية المفتعلة منعطفاً جديداً، بعـــــد إعـــلان أمير دولة الكويـــت الشــقيـــقة ســـمو الشــــــيخ صبـاح الأحمد الجابر الصباح ــ صــاحــب الوساطة الكويتية ــ في خطابه أمام «مجلس الأمة»، أن الأزمة تحمل في طياتها احتمــــالات التـــطور، محـــــذراً من أن تصعــــيدها ســــتكون له نتائــــج بالغـــة الضـــرر والدمار على أمن دول الخليج وشعوبها. .. وفي إطار هذا التطور، من الواضح أن الأزمة لا تتجه إلى تسوية قريباً، حـــيث لا يبــدو ما يشــــير ــ حــــتى الآن ــ إلى ظــهور بوادر لانفراجها، مما يؤشر إلى أن الجميع خاسرون فيها، وفي مقدمتهم الذين افتعلوها وأشعلوها، وهو الأمر الذي يخدم في نهاية الأمر، مصالح غيرهم في المنطقة. لقد اعتقدت دول «التحالف الرباعي» المتآمر على قطر، أن بإمكانها تحقيق مكاسب فورية على حساب الدوحة، من خـــــلال تبــني مواقـــــفـــها العدائيــة المبــــالغ فيــها ضــــدها، وبـعـــد فشـــــل الاستــــــراتيجيـــة الـــــتي اعتمــدتها فــــي مؤامـــرتها لإخضاع الـــــقـــرار القــطري المستقـــل، سعت الدول المأزومة إلى تأزيم الأزمة المتأزمة، اعتقاداً منها أن قطر ستضعف معنوياً وسياسياً واقتصادياً، وأنها ستستسلم لمطالبهم مع مرور الوقت! .. وعلى هذا الأساس، ليس مفاجئاً لي ولغيري من الإعلاميين المتابعين لتطورات الأزمة الخليجية، أن تختلف قراءاتهم لإجابات «صاحب السمو» على أسئلة المحاور الأميركي البارع، غيــــــر أن الذيــــن تابعــــوها بدقة يدركــــون جيـــداً أن ســـــموه ــ حفظه الله ــ أجــــاب عـــن الأســـئلة المطــــروحـــــة بــروح المسؤولية الوطنية، التي تدرك خطورة تحديات الحاضر، وتستشرف، من رحمها، طموحات المستقبل. .. وكان مهماً لنا ونحن موطن الحدث، ومصدر الحديث المتلفز، ودولتنا المستقلة مستهدفة من أطراف «التحالف الرباعي» أن نعيد قراءة ما جاء في حوار الأمير، الذي خاطب مُحاوره بلسان المواطن القطري الواعي، وإرادة الوطن القوي، الذي كان وسيبقى حراً مستقراً مستقلا. .. ويمكن للمتابع أن يلحظ أن «صاحب السمو» أجاب عن الأسئلة بصراحة فائقة، ولهذا تميز الحوار بنسيج شامل متكامل من الصراحة والوضوح والشفافية. لقد وضع سموه النقاط على حروف الأزمة الخليجية المفتعلة منذ الخامـــــس مـــن يونــيو الماضي، مجـــدداً التأكيــــد على ثوابت الموقف القطري الثابت، وتضمنت إجاباته الصريحة، توصيفاً دقيقاً للأزمة الراهنة، بكل مسبباتها الواهنة، كاشفاً ملابساتها، وموضحاً تحدياتها، ومبيناً تداعياتها الضاغطة على شعوب المنطقة في جميع شؤونهم الحياتية. .. ومـــــا مــن شــك في أن ما ورد في إجابات الأمير ينبغي تأمله بشكل عميق، حيث توحي القراءة المتأنية المتعمقة للأجوبة بالعديد من المواقف القطرية الثابتة، والكثير من الرسائل المباشرة الموجهة إلى الداخل والخارج القطري. .. ومن خلال قراءتي العميقة لما ورد في الحوار، وجدت الكثير من النقاط التي ينبغي الوقوف عندها، وإعادة قراءتها، لأنها جاءت عميقة في مبانيها، غنية في معانيها، واضحة في مراميها. .. وعندما أعدت قراءة ما ورد في أجوبة «صاحب السمو»، لأكثر من مرة، استرعى انتباهي (٣) رسائل مهمة، يمكنني التركيز عليها، والارتكاز فوقها، وبناء محاور مقالي على أساساتها أولها إن سيادتنا الوطنية خط أحمر، لا نقبل من أي جهة التدخل في سياستنا المستقلة، أو توجيه شؤوننا الداخلية. .. ويمثل مبدأ السيادة الوطنية ركناً أساسياً في منظومة العلاقات الدولية، وينص على حق الدولة المستقلة في مباشرة الأمور الداخلة في صلاحياتها، لتحقيق مصالحها، وليس لأي جهة أخرى الحق في التدخل في شؤون غيرها، عبر فرض الإملاءات الفوقية، لتغيير سياساتها. .. ووفقاً للطرح الكلاسيكي لمبدأ السيادة ومقتضياتها، يكون مرجع الدولة المستقلة في مخلتف شؤونها إرادتها وحدها، بحيث تكون إدارتها لها دون غيرها، ويعني ذلك، أن سلطتها على شؤونها في الداخل والخارج لا تعلوها أي سلطة خارجية متسلطة عليها، فلا يقيدها في الميدان الدولي إلا العهود والاتفاقيات الدولية التي عقدتها هي نفسها، ووقعت عليها، معبرة في ذلك عن سيادتها واستقلالية قرارها الوطني. .. واستناداً لكل ما سبق لا نقبل استباحة سيادتنا الوطنية، عبر محاولات توجيهنا لإغلاق قناة «الجزيرة»، أو قطع علاقاتنا مع إيران أو غيرها، أو محاولة انتزاع قرارنا الوطني المستقل، أو انتهاكه، أو الانقضاض عليه أو الانتقاص منه، وهو ما تسعى إليه حالياً دول «التآمر الرباعي» عبر محاولاتها المستميتة فرض إملاءاتها وشروطها وطلباتها غير المنطقية علينا. .. وما من شك في أن سلطة دولتنا المستقلة على أرضنا لا تتجزأ، ولا تقبل التصرف من غيرها، وغير خاضعة لإملاءات الغير، حيث تعد السيادة الوطنية أساساً جوهرياً في العلاقات الدولية، ويعد احترامها من الركائز الأساسية، التي أسس عليها صرح وبنيان القانون الدولي المعاصر. هـــــذه هــي تفاصــيل «الرســـالة الأولى» الواضــــحـــة، الــــــتي جــــــاءت في معـــرض إجــــابــــة «صـاحب الســــمو» عما إذا كانت قطر سوف تستجيب لمطالب الدول الأربع. .. وفــــــــي ســــياق هــــذه الرســــالة، أكـــد ســـــموه أن قـطـــر لم ولن تغلق قناة «الجزيرة»، واضعاً نقطة آخر السطر، على ثوابت موقف قطر، ويمكنني القول إن من لا تعـــجبه بـــــرامج هــــــــذه القـــناة القطرية أو تغطياتــها الإخبــــارية، يمكــــنــــه إدارة مؤشر التليفزيون على قناة «سكاي نيوز» أو «العربية»، أو القنوات المتخـــصصة في برامج الترفيه والموسيقى, و«الهشك بشك»! أما الرسالة الثانية التي يمكن الاستدلال عليها من خلال الحوار، فهي أن «الدوحة لا تدعم الإرهاب»، حيث شدد سموه على ذلك قائلاً «عندما يتحدثون عن الإرهاب فنحن لا ندعمه على الإطلاق»، مشيراً سموه إلى أن «السبب الحقيقي لحصارهم هو أنهم لا يريدون استقلالنا، حيــــث تـدعو قطــــر إلى حــــرية التعبـــــير، وهو مـــــا ترى فـــيه دول الحصار تهديداً لها»! .. وفي سياق ذلك الجواب الأميري المعبر، وجه «صاحب السمو» رســــــالتـه الثالثـــة التـــي يمكــنــــني وصـــفها بــــأنــــهـــــا رسالة قطرية حضارية حوارية موجهة إلى دول «التحالف الرباعي»، حيث أعلن سموه على شاشة شبكة (C.B.S) الأميركية قائلاً «أدعو للحوار منذ وقت طويل، وإذا ساروا متراً واحداً باتجاهي، فأنا على استعداد للمشي لمسافة (١٠) آلاف ميل نحوهم». .. وتعكس تلك الرسائل الثلاث الواردة في الحوار وغيرها، قدرة «صاحب السمو» على تشخيص الداء، ووصف الدواء، لمعالجة حالة العداء المنتشرة في الأوساط الخليجية، على وقع الأزمة، مثل انتشار وباء «الكوليرا» في اليمن! .. ولعل ما يحسب لسمو الأمير ــ حفظه الله ــ أنه اتسم في إجاباته بالقراءة الهادئة لمجريات الأزمة وتطوراتها، فلم يكن انفعالياً في ردوده، بل كان في قمة الهدوء، وهو يتناول القضية برؤية عقلانية. .. وفي إطار طرحه العقلاني، كشف سموه، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اقترح عقد قمة في «كامب ديفيد» بين أطراف الأزمة، وأن قـطر رحبــت بالمشــاركة فيــها، بهدف وضع حل لها. .. وعن تفاصيل لقائه مع رئيس الولايات المتحدة، قال سموه إنه أبلغه بأنه لن يقبل باستمرار الحصار، ولن يســــمح بانجــــرار الأزمة نحو الاقــتتـــال، مشـــيراً إلى أنــــنا نتوقع تدخلاً عسكرياً ضد قطر قد يؤدي إلى الفوضى، ولهذا استقدمنا قوات من تركيا لحماية دولتنا المستهدفة. .. وبخصوص علاقة قطر مع الجمــــهورية الإيــــرانــــية قـــال «صاحب السمو» إن إيـــــران جارتــنا رغــــــم وجود الكثير من الاختلافات السياسية معها أكثر منهم، مضيفاً سموه «دعوني أقول أمراً واحداً عندما تقوم هذه الدول التي تعتبر إخوتنا بحظر كل شيء مثل الدواء والغذاء عنا، فالأمر الوحيد المتاح لنا توفير ذلك عبر إيران». .. وهكذا فقد تناول المحاور خلال حواره مع «صاحب السمو» الكثير من الأحداث التي تمر بها المنطقة، المرتبطة بتطورات ومستجدات الأزمة الخليجية. .. ولعل الأمر الذي ميّز الحوار، أن المحاور المخضرم على دراية كاملة بشؤون المنطقة وشجونها، وهو مطلع على ملفاتها المهمة، ومتابع لقضاياها الساخنة، بحكم حواراته العديدة التي أجراها مع قادة وزعماء الشرق الأوسط، منذ أكثر من عقدين من الزمن. .. ويعد المذيع اللامع البارع «تشارلي روز» المولود في الخامس من يناير عام ١٩٤٢، واحداً من أشهر المحاورين الإعلاميين في وسائل الإعلام الأميركية، حيث استضاف في برنامجه الشهير (٦٠ دقيقة) الذي يقدمه على شبكة (سي.بي.اس) العديد من الرؤساء والزعماء وقادة العالم. .. ولا أنسى أنه سبق له محاورة صاحب السمو «الأمير الوالد» الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ــ حفظه الله ــ كما أجرى أكثر من حوار مع معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء السابق، وزير الخارجية الأسبق. .. ويملك المحاور الشهير الحاصل عام ٢٠١٣ على جائزة «بيبودي» المرموقة، التي تمنح للأعمال التليفزيونية المميزة، سجلاً حافلاً بالحوارات الناجحة، أذكر منها على سبيل المثال، حواراته مع الرئيس الأميركي الـسابق باراك أوباما، والرئيس الروســـي فلاديميــــر بوتيـــن، والرئيـس التـــركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الإيراني الأسبـــــق أحمــــدي نجــاد، فضلاً عن الزعيم الإفريقي الراحـــل نيلســون مانـــديـــلا، وهيلاري كلينــــتون، ومحمد جواد ظريف، وغيرهم من مشاهير وصناع القرار في العالم. .. واللافت أنه خلال تواجد الإعلامي «تشارلي روز» في الدوحة لإجراء حواره مع «صاحب السمو» قام المحاور بجولة في عدد من المواقع القطرية، لمس خلالها إصرار القطريين على كسر الحصار الجائر المفروض عليهم، وزار العديد من معالم العاصمة، من بينها «سوق واقف»، وتجول في «كتــــارا» حيـــث ســجل انطباعات إيجابية عن قطر ومواطنيها ومقيميها. .. وليت المذيع المصري المضطرب نفـــسياً، المتأزم عـــصبياً، أحمد موسى يتعلم أصول فن الحوار من الإعلامي الأميركي «تشارلي روز»، ليعرف أن التقديم التليفزيوني ليس زعيقاً ولا «نهيقاً»، ولكنه حوار حضاري ينبــــغي أن يتـــسم صاحبه بالأداء الراقي، وليس الخطاب العدائي، أو السلوك «البلطجي»! .. وليته يعلم أنه لا ينبغي على «المزيع»، عفواً، أقصد المذيع, استغلال منصات التليفزيون، و«استهبال» المشاهدين، لإثارة الضوضاء والبغضاء، وبث مشاعر العداء بين الأشقاء والأصدقاء على السواء! حتى لا يضطر المشاهد يوماً لاستخدام «عصا موسى» لتكسير شاشة التلفاز على رأس «مزيع» مريع فظيع اسـمه أحمد موسى!. احمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق «قل أعوذ برب الفلق » .. يـا جـهــاد الخــــازن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقفة مع صاحب القلم الحاسد .. والفكر الحاقد وليس الناقد .. المصاب بمرض «الزهايمر» ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يعايرنا بأن ملاعب مونديال٢٠٢٢ فيها مقاعد أكثر من القطريين! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أستهل مقالي بتلاوة سورة «الفلق»، حيث يقول تعالى في كتابه الكريم «قل أعوذ برب الفلق، من شر ما خلق، ومن شر غاسق إذا وقب، ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد». .. والمراد من تلاوة هذه الســــورة القرآنــية، استعراض ما فيها من معان قوية، ودروس حية، لمواجهـــــة شــــرور الحـــياة، وبالتحـــديــــد أشرار صحيفة «الحياة السعودية»، والكاتب الكاذب جهاد الخازن أحدهم. .. ومن خلال الآيات الخمس، التي تتضمنها هذه السورة القرآنية، بتعاليمها الربانية، أستعيذ برب المخلوقات «من شر ما خلق»، وأستعين بخالق الكائنات، من كيــــد ذلك الكائن البشري المسمى «جهاد الخازن»، صاحب «الخزان» الطافح بالكراهية، و«المخزون» الفائض بالعدائية لكل ما هو قطري. فهذا الحاقد تجده «خازناً» شحنات الحقد ضد قطر، وتراه «مخزوناً» بموجات الحسد، التي لا تنتهي، وآخرها ما كتبه في مقاله المنشور في زاويته «عيون وآذان»، بعنوان «الخلاف مع قطر مستمر ومتفاقم». يبـــدأ المقـــال بالحديــث عن الســعودية، باعتبارها أكبر مصدر للنفط الخام في العالم ــ وهذه حقيقة لا يمكن لأحد إنكارها ــ وبعدها يكيل المديح لسياستها النفطية، ويشير إلى ضرورة بقاء قطاع النفط العالمي في قبضة المنتج السعودي، لأنه وحده القادر على التحكم بالإنتاج، والأسعار وصيانة السعر من السقوط. ثم يعرج «الخازن» إلى «مخزون» الرؤية السعودية، لمستقبل ما بعد النفط، ويصفها بأنها جيدة، ومنعاً للشبهات، وحتى لا يتهمه أحد بالحصول على «مكرمة ملكية»، قد تكون برميل نفط سعودي، يحصل بموجبه على «البتـــــرول الــسوبر» مدى «الحياة»، مقابل مديحه الزائد عن الحدود الموضوعية، والمعايير المهنية. .. ولهذا يحاول تأكيد أن «لا علاقة أبداً تربطه بالحكومة السعودية اليوم أو في الماضي»، وهذه العادة المتمثلة في نفي ارتباطه بأي مصلحة تجاه الجهة التي يمدحها معروفة عنه، يذكرها في مقالاته دائماً، سواء كتب مادحاً «المملكة»، أو مشيداً بسياسة الإمارات، أو مدافعاً عن مواقف البحرين! لكنه في غمرة مديحه للحالة السعودية من زاويتها النفطية، لا ينسى إظهار الحالة النرجسية الملازمة له في معظم مقالاته، وفي غالب كتاباته حيث يشير دوماً إلى معرفته الشخصية بالشخصيات القيادية العالمية. .. ولن نستغرب يوماً لو أنه زعم صداقته الوثيقة مع «تشي غيفارا»، أو أنه تناول كوباً من الشاي الأخضر مع «ماوتسي تونغ»، أو أنـــــه سبق له التجول في حديقة «الهايد بــــارك» مع «ونستون تشرشل»، أو أن «فاروق ملك مصر» في عهدها الجميل، أهداه بطـــاقة تهنئة بمناسبة عيد ميلاده، فكل هذا متوقع من الكاتب المخرف جهاد الخازن، صاحب القلم المنحرف، والفكر المتعجرف، غـــير أن جديـــده القديم تأكيد أنه يعرف شخصياً «الملك سلمان» منذ عقود. .. وبعد هذا الاستعراض النرجسي، في «مقاله الملكي»، نجده يقفز قفزة «جربوعية» هائلة من الساحة السعودية إلى داخل البيت القطري، وكأنه «جربوع» أضناه الجوع! .. ولهذا يتوجب علينا أن نتلو قوله تعالى «قل أعوذ برب الفلق» عندما نقرأ السطور التالية، التي كتبها صاحب القلم الحاقد وليس الناقد ضد قطر حيث يقول «كنت أتمنى بعد قطع العلاقات معها ــ يقصد الدوحة ــ أن تستجيب لبعض طلبات الأشقاء، وأن تتفاوض على الطلبات الأخرى، لصيانة الصف العربي في الخليج، وما حدث حتى الآن هو أن قطر ركبت رأسها، وردت على قطع العلاقات بتحدي مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين». .. وليت جهاد الخازن يوضح لنا ماذا سيـــكون موقفــه، لو تــآمـــر عــــلـــيه ٤ من جيرانه، وتحالفوا ضده، وطلبوا منه ضرورة تغيير اسمه من «جهاد» إلى «وداد»، بحكــــــم أن اسمــــه الـــحالي لا يتــــوافق مع متطـــــلبات المرحلة الانبطاحية الحالية، خاصة أن اسمه يحمل ايحاءات «إرهابية» تحرض على «الإرهاب»! .. وهــــل سيستـــجيب «الخـــازن» لبعض طلباتهم المخزونة، ومن بينها أن يخلع ملابسه، لحين التفاوض معهم على الطلبات الأخرى! .. وبعيداً عن التفاوض الاستسلامي، والفكر الانبطاحي، الذي يدعو إليه جهاد الخازن، نراه يضيف فقرات أخرى في مقاله غارقة في السخرية من قطر، أبى المداد فيها إلا أن يفــــضح كاتبــها، في كل فقرة ولا أقول عثرة! يقول في إحداها ساخراً، محاولاً ترسيخ عقدة «كبار العربان» ولا أقول «الغربان» من قلة عدد السكان، في دولتنا الصغيرة التي تفوقت عليهم «قطر أصغر بلد عربي في عدد السكان، وموقفها غير منطقي وغير مفيد»! .. وليـــــس هذا بيت القصـــيد، وتعــــنى الأمـــــر المهــــم ــ ولا أقـــــصد صحن العصيد ــ ولكن الكاتب يغمز ما يريد، من قناة قلة عدد السكان فيواصل ساخراً «البلاد فيها حوالي ٢.٧ مليون نسمة ــ يقصد قطر ــ المواطنون فيها لا يتجاوزون عشرة في المائة»! .. وما دام جهاد الخازن أصبح «خبيراً ديمغرافياً» ليته قبل أن يكتب ما كتبه عن قطر التفت شرقاً، حيث توجد حلبة «ياس ــ مارينا» في أبوظبي، المخصصة لسابقات (فورمولا ١)، وقــــام مـــــن هــــناك بإحصاء عـــــــدد المواطنــــين في تــــلك الإمارة، ليقول لنا بعدها نتائج إحصائه السكاني، وتأثير تلك الحقـــــائق التي سيكتــــشفها على التركيبة السكانية غير المتجانسة في البلاد. .. وليته التفت يميناً وتوقف عند «برج العرب» وأمسك الآلة الحاسبة، وأجرى عملية حسابية، لمعرفة كم مواطن عربي يسير في الشارع المقابل، يستطيع أن يقول «شحالكم يا عرب» بلهجة إماراتية سليمة! .. وليته يسأل المارة عندما يزور الإمارات إذا كان أحدهم يعرف معنى «حد مثلي بات مشجنه، حلم طيف مر خطافي، وأغتنم من وجدي الونه، يوم كلن بالكرى غافي»! .. وليته أيضاً يتوقف عند «بــاب البـــــحرين» في المنامة، ويقوم بتعداد المواطنين، حتى يدرك حقـــيقة عــــدد البحرينيين مقابل المقيمين الآسيويين في تلك «المملكة». لكنه تجاهل كل ذلك الخلل الحاد في التركيبات السكانية لدول التحالف المتآمرة ضد قطر، ولم يجد سوى الكتابة الساخرة عن الحالة القطرية دون غيرها، حيث يقول ساخراً من قلة عدد سكانها «قطر ستستضيف بطولة العالم في كرة القدم ٢٠٢٢، ولكن لا أعرف كيف ستستورد المتفرجين من حول العالم، وأين سيقيمون»؟ .. وبعدها يطرح سؤالاً ساخراً بحجم «خشمه الكبير» فيقول «ماذا ستفعل هذه الملاعب بعد نهاية كأس العالم، فهناك مقاعد فيها أكثر مما في قطر من مواطنين»؟! .. وما دام اختار السخرية ليتهكم على قطر، فإنني مضطر للرد عليه بنفس الأسلوب الساخر، مع زيادة جرعة «لطنازة» بدرجة أكثر، ولا أقول «أسخر»! .. وأود التوضيح أنني لست «طبيباً بيطرياً»، لكنني أستطيع أن أجزم، ولا أزعم، أن جهاد الخازن، وصل إلى مرحلة حرجة من مرض «الزهايمر»! .. ومشكــــــلة هــــذا المـــرض أنـــه يصيــب المخ، ويتطـــــور تدريجـــياً ليفقد المريض وعيه، وقدرته على الإدراك والتفــــكير والــــتركــــيز والتحليل السليم! .. ويشكل هذا المرض سبباً مباشراً في حالات «الخرف» نتيجة التلف الذي يصيب خلايا المخ، وهذا ما يعاني منه جهاد الخازن حالياً، بعد انكمـــــــاش حجــــم دمــــاغه، مما أثر على قدراته في تحكيم المنطق، وتحليل التطورات المحيطــة به، وبـــالتالي عــــدم قدرتــــه عـــــلى استيعاب المستجدات المتتابعة حوله! .. والمؤسف أن جهاد الخازن يعاني منذ سنوات من هذه الأعراض، ويمكن ملاحظة ذلك في كتاباته ومقالاته، التي أثارت الكثير من السخط عليه، من بينها الضجة التي أثارها قبل أعوام في السعودية، عندمـــــــا كتــــب مقــــالاً عـــن «الخلـــفاء الراشدين»، شـــن خلاله هجوماً ساذجاً على التاريخ الإسلامي كله، وعـــــلى «نظام الخـــــلافة» اتـــــهمه بالفشل، ولم يستثن منه سوى السنتين اللتين حـــكم فيهـــــما الخليفـــة الأول أبو بكر الصـــديـــــق، رضـــي الله عنــــه، متجاهــــلاً عهـــود بقيــــة الخلــفاء الراشـــدين الفاروق عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان وعلي ابن أبي طالب رضي الله عنهم. .. ونتيجة لما كتبه الكاتب المخرف، انفجرت ضده «عاصفة الحزم» في مختلف الأوساط داخل «المملكة» وخارجــــها، مما جــــعله يسحب المقال، ويرجو من الذين قرأوه أن يعتبروه لم ينشر وكأنه لم يكن! عدا الضجة التي أثارها قبل سنوات في «بلد النشامى»، عندما تهكم على أسماء الأردنيات التي يقرأها في إعلانات الوفيات، حيث لم يعجبه اسم «أم زعل» و«جروة» و«بزعة»، معتبراً في مقاله الحافل بكل الموبقات، أن المرأة الأردنية إما في المطبخ أو في غرف النوم! .. ولا أنسى أيضاً الإساءة التي وجهــــها في أحــــد مقـــالاته الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ذكر فيه أن قيادته هي السبب في وقف دعم الإمارات للسلطة الفلسطينية بسبب مواقفه ونتيجة لتصرفاته! .. وهذا المــــــقال وغيـــره يؤشــــر إلى الجـــهة التي تقـــف وراء مــــقالات جهاد الخازن، مما دفع وكالة الأنباء الفلســـطيـــنية «وفـــــا» للرد عليـــه، عبر «كلاشينكوف صحفي»، بطريقة «نضالية» ولا أقول «فدائية»! .. وبعيداً عن مقالات جهاد الخازن المسيئة التي أساء فيها إلى كثيرين، كنت سأحترمه وأصفق له لو أنه تحلى بالحد الأدنى من أخلاق النقد الموضوعي، عندما كتب ما كتبه عن قطر، لكن مقاله الأخير يعكس استعلاء كثيفاً، واستعداء سخيفاً. .. ولهذا يسعدني الدخول معه في مواجهة صحفية ساخرة، لا يمكن القبول بأنصاف الحلول لإنهائها، ولا يمكن الوصول إلى أي وساطة لوقفها لقد اعتاد الــــخازن عـــلى الانحـــدار في مستــوى الكتابة، عندما يكون الثمن مجزياً، والدفع فورياً وحبذا لو كان «دولارياً»، ولهذا تقيأ في صحيفة «الحياة السعودية» كثيراً من الفضلات، التي يريد لنا أن نعتبرها مقالات، لكنها في حقيقتها قاذورات تأنف من قراءتها «العيون»، وتأسف من كتابتها الأقلام، وتأنف من سماع ما ورد فيها «الآذان»! .. وأمـــام هــــــذا العــــــدوان، ولا أقـــــول العنــــــوان الطـــافــــح بالاســــتعــــداء الصحفي، الغارق في الاســــتعلاء الإعلامي، إذا طبــقنا منطوق جهاد الخازن غير المنطقي، بخصوص الدول الصغيرة في مســـــاحتـــها، وقلـــــة عـــدد سكانـــها، فإن سنـــغافورة ينـــــبغي أن تختفي من الخريطة السياسية، لأن مساحتها لا تزيد عن ٧١٠كلم! .. ولو أن هذا الكاتــــب المنـــحرف يقـــرأ الجغرافيــــا جيداً، ويحــترم إرادة الشـــــــعوب، لأدرك أن ســـــنغافورة حـــققت ازدهـــــاراً أساسه عنصرها البشري المحدود، الذي لا يزيد تعداده عن ٥ ملايين، يشكلون خليطاً من الأصول الصينية والماليزية والهندية وغيرها. .. وأريد تذكير جهاد الخازن، صاحب التفكير المختل، والمنطق المعتل، أن سويسرا الصغيرة بمقاييس المساحات والتعداد السكاني، تعد من أفضل خمس دول في العالم في مجال الرعاية الصحية، رغــــــم أن تعدادها لا يتـــــجاوز ٨ ملايــــــين، ورغـــــــم أنـــها ليــــست مـــــــن دول الاتحاد الأوروبي، وليست عضواً في حلف الناتو! .. وما من شك في أن التجربتين السنغافورية والسويسرية في التنمية تقدمان الكثير من الدروس للعالم، بأن حجم الدولة، وعدد سكانها، ليس مقياساً لتقدمها ولا عنواناً لتطورها ولا دليلاً علىازدهارها. لقد حاول جهاد الخازن الإساءة إلى قطر، والسخرية من صغر مســـاحتها, وقلة عدد سكانها، رغم أن دولتنا الصغـــــيرة استطـــــاعت قــــبل أيــــام أن تحقق إنجازاً عالميـــاً مدويــــاً، بعد فـــوز البطـــل القــــطري العــــالمي معتز عيسى برشم ببطولة العالم لألعاب القـــــوى في مــــسابقــة الوثب العالي، التي اختتمت في العاصمة البريطانية. هذا البطل العالمي القطري المولود في الدوحة, في الرابع والعشرين من يونيو عام ١٩٩١, لم يستورد من مصر، ولم يولد في الإمارات، ولم يكـــــــبر فـــي البحريـــــن، ولم يصـــبح بطلاً في السعودية، لكــــنه «صنع في قطر»، وفقاً لإرادة قطرية، وإدارة رياضية واعية، خططت على مدى سنوات لصناعة هذا البطل العالمي، المتخرج من «أكاديمية أسباير» للتفوق الرياضي، التي لا مثيل لها في الشرق الأوسط. .. وهـــذا الإنجــــاز القــــطري العــــــالمي يجعــــلني أقـــول مجـــــدداً «قل أعوذ برب الفلق»، لأن الدول العربية الكبيرة بمساحتها، الموغلة في تاريخها، المتغولة في عدد سكانها، البالغ ١٠٠ مليون نسمة تقريباً، لم تحقق إنجازاً عالمياً في بطولة العالم لألعاب القوى، ولم تستطع الفوز بأي ميدالية حتى لو كانت «خشبية»! .. والسبب أن الحركة الرياضية فيها «متخشبة»، بلا أي تطوير، ترتكز على التفكير العقيم، البعيد عن قواعد التخطيط السليم، ولهذا بقيت الرياضة فيها «محنطة» مثل تحنيط «المومياوات»! .. ولو توقفنـــــا عنـــد «الملــــف المونديـــالي القطـــري»، الذي كشف «جهــــاد الخـــــــازن» حقــــده المخـــــزون ضـــــده، نجـــد أنـــه تـــــم عــــــلى أســـــــس عـــصريـــة عمرانيــــة عالميـــة، فاستــــــحق الفـــــوز فـــــي جـــــــولة الحسم على «الملف الأميركي»، المقدم من «الدولة العظمى»، بل الأعظم حضارياً وسياسياً وعــــسكرياً واقتـــــصادياً وريــــاضــــــياً، صاحــــــبـــــة المــــساحة الـــــشاسعـــــــة، والأراضـــي الواســـــعة، وعدد السكان الهائل الذي يصل إلى ٣٢٣ مليون نسمة. لقد تفوقت الدولة الخليجية الصغيرة في مساحتها وعدد سكانها، في التصويت المونديالي الحاسم، الذي تم في ديسمبر عام ٢٠١٠ على الدولة العظمى، وهذا ما يجعلني لا أتوقف عن تلاوة الآية الكريمة «قل أعوذ برب الفلق»، وأستعيذ بها من «شر حاسد إذا حسد»، وكل من يحاول التشكيك أو التشويش على الإنجــــاز العـــــــالمي، الذي حققته قطر من خلال ملفها المونديالي، لاستضافة مونديال ٢٠٢٢. فهذا الملف القطري كان الأفضل من جميع الملفات المنافسة، من ناحية التجهيزات والملاعب والبنية التحتية، والخدمات اللوجستية الأخرى وغيرها. .. ويومها لم ينظر المقررون إلى قطر على أنها دولة صغيرة في مساحتها وعدد سكانها، بل تم النظر إليها على أنها دولة طموحة تحظى بكل الاحترام الدولي، والتقدير العالمي. لقد تجاهل الخازن الإشارة ــ ولا أقول الإشادة ــ إلى المكاسب التاريخية التي ستحققها قطر من استضافة الحدث العالمي، المتمثلة في تحقيق حزمة من المكاسب الرياضية والإعلامية والدعائية والسياحية والاقتصادية وحتى السياسية، لكن ما أثار اهتمامه شيء واحد فقط، هو أن «ملاعب المونديال فيها مقاعد أكثر مما في قطر من مواطنين»! .. ومن المعيب حقاً، أن يوظف صاحب «العيون والآذان» المحسوب على الصحافة العربـــــــية، قلمـــه للسخرية الفجــــة من دولة عربية، لمجرد قلــــــة عــــدد مواطنيـــها، مما يعكـــس جهــــالته ومـــدى ضحـــالتـــــه، وضآلة مستواه الفكري، وتخلفه الحضاري. .. والمؤسف أن من يقود الحملات الضارية ــ ولا أقول الضاربة ــ ضد قطر، الفائزة بشرف تنظيم مونديال ٢٠٢٢ هم من «العرب العاربة»، وجهاد الخازن أحدهم، حيث لم تتوقف حملات التحريض ضد الإنجاز القطري العالمي، منذ إعلان اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم قرارها يوم الخميس الثاني من ديسمبر عام ٢٠١٠. لقــــد اختـــار جـــــهاد الخــــازن ملاعــــب الرياضـــــــة، ليلـــــعب فــــــيها لعبــــته القذرة ضد قطر، ونسي أنه بلغ من العمر عتيا، وأنه لا يملك اللياقة البدنية أو القوة الذهنية التي تؤهله لخوض مباراة مع كاتب هذه السطور الذي بدأ مسيرته في ملاعبها! لقد حضرت ٣ بطولات لكأس العالم، وانطلاقاً من تجربتي في الصحافة الرياضية، أطالبه أن يدلني على دولة عربية واحدة من ذوات المساحة الجغرافية الشاسعة، وعدد السكان الذي يصل إلى ١٠٠ مليون نسمة، نجحت في استضافة «مونديال كرة القدم»، لأن ما أعرفه أن «الدولة الكبيرة» التي تقدمت لتنظيم هذا الحدث العالمي فشلت حتـــــى في استـــضافة كـــــأس الــعالم لكــــرة «الشـــــراب»، بعدما نالت صفراً مستديراً أكبر من رأس جهاد الخازن! .. والمؤسف أن الكاتب المذكــــور، ما زال يتناول قضاياه بعقلية «أبو جهل»، وبأسلــــوب «أبو لهـــب» ولهذا ليـــس غريباً أن يحمل «علبة كبريت»، ويحاول إشعال الحرائق في العلاقات الدولية، من خلال تركيزه على جدلية الدولة الأكبر والأصغر، متجاهلاً الأفضل والأشطر. .. وكان الأجدر بالخازن أن ينصح «كبــار العـــرب» الطامحين لاستضافة مونديال ٢١٠٠ بالاستفادة من التجربة القطرية الناجحة في مجال تنظيم البطولات العالمية. .. وأريد تنشيط معلوماته الرياضية، بحكم أنه جاهل جهول في الرياضة، ولم يمارس في حياته سوى لعبة «الخشيشة» أو «الأستغماية»، أن دولتنا الصغيرة استضافت عام ٢٠٠٦ أكبر حدث رياضي قاري، وهو دورة «الألعاب الآسيوية»، ومنذ ذلك التاريــــخ سجــلت قطر اسمها كأول دولة عربية تستضيف هذا الحدث الآسيوي الكبير، الذي تم خلاله التنافس على ٣٩ لعبة رياضية، وسط حضور جماهيري لم تشهد له القارة الصفراء مثيلاً. لقد شاركت ٤٥ دولة في الألعاب، الآسيوية الخامسة عشرة، التي استضـــــافتــــها الدوحـــة بنــــجاح، بمــــشاركة دولية، تعتبر الأكبر في تاريخ هذه الألعــــاب منذ انطلاقتــــها الأولى عـــام ١٩٥١، وهذا أكثر من عدد الدول التي ستشارك منتخباتها في مونديال ٢٠٢٢. .. وعلى العموم وحتى نضمن حضوراً جماهيرياً لمونديال قطر ٢٠٢٢، يليق بالكاتب جهاد الخازن، أقترح على «اللجنة المنظمة» التعاقد معه ليكون «تعويذة» البطولة العالمية، خــــاصة أنه يشبه «الضب الصحراوي»، الذي يعتبر من كائنات البيئة القطرية! .. وبهـــــذه الطــريقة يمكنــــنا إغـــــراء المتفــــرجيـــن، وجـــذبهم لحضـــــــــور الحــــــدث العــــالمـــــي، وأستــــــطيع التأكــــيد أنــــــه لن يبقى مقعد واحد شاغر في ملاعبنا، لأن المشجعين من جميع أنحـاء العالم سيحرصـــــون على رؤيـــــة «الضـــب الصحـــفي» المســـــمى جهاد الخازن، والتقاط الصور التذكارية معه، لأنه يعتبر من فصيلة الزواحف النادرة، ويعرف عنه أنه يعيش في الجحور، ويتعايش مع «العقارب السوداء»، التي توفر له الدعم اللوجستي! .. ولأن «الضب الصحفي» يستخدم قلمه في السب، مثلما يستخدم «الضب الصحراوي» ذيله الشوكي في الضرب، سيستمتع المشجعون بطريقة صيد الضب الهرم الطاعن في السن المسمى جهاد الخازن، من خلال إغراق جحره بالماء، حتى يضطر للخروج، ومن ثم الإمساك به من «خلف رقبته الطويلة»، تحسباً من استخدام أسنانه في العض! .. وسيصـــــاب المتفرجــــون بالدهــــشة، عنـــــدما يكتـــــشفون أن «الضب الصحراوي» لا يشرب الماء إلا نادراً، لكن «الضب الصحفي» صاحب «العيون والآذان» المسمى «جهاد الخزان»، تعود على شرب مياه «إيفيان»! .. ومثلما يتمتع «الضب الصحراوي» بجهاز هضمي واسع، يمكنه ابتلاع أكبر كمية من الغذاء من نباتات الصحراء، سيكتشف المتفرجون أن «الضب الصحفي» المسمى جهاد الخازن يملك «خزينة» ذات سعة كبيرة، بل هي «خزان» متنقل، يمتاز بقدرته على استيعاب أكبر كمية من «الدولارات»، الممنوحة من دول التحالف، وفقاً لعدد الكلمات، التي يكتبها في المقالات، وطبعاً يزداد السعر، عندما يكون هجومه ضارياً على قطر، من بداية المقال حتى آخر السطر! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق الأقصى في خطر .. ويحاصرون قطر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لماذا لا تتحالف دول «التحالف الرباعي» لوقف الإرهاب الإسرائيلي؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هل «عاصفة الحزم» خاصة بالطقس اليمني .. ولا يمكن تحريكها في أجواء إسرائيل؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا توجد كلمة راسخة في أذهان القطريين حاليا أكثر من الحصار، باعتبارها الأكثر تداولا على ألسنتهم، والأكثر شيوعا بينهم، في إطار متابعتهم لمستجدات الأزمة الخليجية المفتعلة ضدهم، الضاغطة عليهم. .. وبعيداً عن تطورات هذه الأزمة وتقلباتها، التي يتصدرها تورط الإمارات في عملية القرصنة الإلكترونية للمواقع القطرية، أجد نفسي مشدودا بلا حدود إلى «القدس»، و«أقصاها» المحاصر. فهذا المسجد يشدني، حيث صلة الوصل المتصل بين الأرض والسماء، هناك في المدينة المقدسة، ومسجدها المبارك الذي بارك الله حوله، وجعله مكانا جامعا، يجتمع أنبياء الله جميعهم على ثراه، والذي تشرفت بالصلاة في رحابه، خلال زيارتي إلى منــاطــق «السلطة الوطنية» في شهر مارس الماضي، تلبية لدعوة كريمة تلقيتها من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. هناك، في «زهرة المدائن»، يتعرض المسجد الأقصى حالياً إلى هجمة صهيونية شرسة، لا تقل في شراستها عن الحصار الجائر، الذي تفرضه دول «التحالف الرباعي» على قطر! .. ومع تصاعد مستويات الخطر الداهم على مسجدنا المبارك، أجد لزاماً على قلمي أن يكتب عن هذه القضية المتصاعدة، وأن يسمي الأشياء بمسمياتها، دون تردد أو خشية من أحد، حيث ينبغي توجيه الأصابع نحو مواقف التخاذل في النظام الرسمي العربي، المتقاعس عن نصرة المسجد، الذي يشهد أحداثاً غير مسبوقة منذ محاولة إحراقه في الحادي والعشرين من أغسطس عام ١٩٦٩. .. وما من شك في أن أي شر يصيب «الأقصى»، حتى لو كان من مستصغر الشرر، يصيبنا جميعاً بالضرر، سواء في فلسطين أو في قطر، وليس ضرورياً أن أكون «زلمة» فلسطينياً أو مقدسياً، حتى تشغلني قضية المسجد الأقصى. فهذه قضية الأمة الإسلامية بأسرها، وهي قضية أمتنا العربية كلها، وهي قضية كل مسلم، بغض النظر إن كان «حمساوياً» أو «فتحاوياً»، قطرياً أو مصرياً أو سعودياً، عربياً أو أعجمياً. .. وقبل البدء في تحديد مواقع التراخي، أود أن أحيي المرابطين والمرابطات في القدس المحتلة، وأقف احتراماً لثباتهم على موقفهم الصامد، وأنحني إجلالاً للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن المسجد، في ظل تخلي معظم الدول العربية عن القيام بمسؤولياتها، وتأرجح «أنظمتها الكبرى» بين الاكتفاء بالانشغال ولا أقول إشعال أزماتها، أو الانكفاء على نفسها! لقد كشف ما يجري في الحرم القدسي عورات الكثير من «الأنظمة العبرية» عفواً أقصد العربية! .. ومن الواضح أن ما يتعرض له المسجد الأقصى من اعتداءات سافرة يجسد في حقيقة الأمر صورة مؤلمة، تعكس ما آلت إليه أوضاع الأمة الإسلامية، ومن قبلها أمتنا العربية، التي كانت قضية فلسطين عموماً، تعني لها قضية وجود، مثلما يعني لنا مسجدها قضية صلاة وركوع وسجود إلى خالقنا المعبود. لكن أحوال «بني عارب» تغيرت، فأصبح حصار قطر يشكل صدارة اهتماماتهم، وصار فرض العقوبات على القطريين يشكل أولوية أولوياتهم، على حساب قضية القدس و«مسجدها الأقصى»! .. ومن الطبيعي أن تتمادى إسرائيل في عدوانها على المسجد المبارك بعد انشغال «قائدة العالم الإسلامي»، وأقصد المملكة العربية السعودية، وتوابعها في قضاياها الهامشية، على حساب قضية العرب المركزية! .. وكان متوقعاً بل مفروضاً باعتباره واجباً أن تبادر الرياض بالدعوة إلى عقد قمة إسلامية طارئة، لبحث الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى، وسبل مواجهتها قانونياً وسياسياً وحقوقياً، خاصة أنها استنفرت كل جهودها الدبلوماسية في شهر مايو الماضي، لحشد قادة العالم الإسلامي، من أجل التقاط الصور التذكارية، مع صاحب السمو الملكي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال زيارته التاريخية إلى العاصمة السعودية. .. وكان منتظراً من «المملكة» التي تتصدر علمها الأخضر عبارة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» أن ترفع صوتها عالياً مجلجلاً مزلزلاً في أرجاء العالم، وتقول لا للإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف المسجد الأقصى، ولا للاعتداءات على الحرم القدسي، ولا للانتهاكات التي تطال المسلمين المقدسيين، وتحاول, عبر دبلوماسيتها ووزير خارجيتها «عادل الجبير», تحريك الرأي العام العالمي ضد محاولات إسرائيل فرض واقع جديد في القدس، من خلال تهويد ما تبقى من تراث إسلامي في المدينة المقدسة، وفصل المسجد المبارك عن محيطه الفلسطيني في البلدة القديمة، وتعزيز القبضة الإسرائيلية على الأقصى. .. وبصراحة، بل بمنتهى الصراحة، لا يكفي الموقف الدعائي ولا أقول الاستعراضي الذي أبداه مجلس الوزراء السعودي بشأن أحداث المسجد الأقصى، عندما اكتفى فقط بالتعبير عن استنكاره، وقلقه من الانتهاكات الإسرائيلية! فالمطلوب من السعودية بصفتها قائدة العالم الإسلامي، ومهبط الوحي، ومهد الرسالة السماوية، أن يتجاوز موقفها مجرّد إصدار بيان استنكار! .. وكان منتظراً من «المملكة»، باعتبارها خبيرة تحريك العواصف في المنطقة، أن تعلن «عاصفة الغضب» ضد إسرائيل، مثلما حرّكت قبل أكثر من عامين «عاصفة الحزم» ضد اليمن. .. وإن تعذر ذلك، كان متوقعاً أن تصبح الرياض «عاصمة العتب»، أو حتى العجب من الإجراءات الإسرائيلية التي استهدفت المسجد الأقصى، لكن السعودية آثرت السكون، ولا أقصد السكوت الذي يعتبرونه من ذهب! .. وما من شك في أن الموقف السعودي الباهت بشأن أحداث الأقصى كان مفروضاً أن يكون أكثر حزماً، إلا إذا كانت «عاصفة الحزم» لا تظهر إلا في مناخات اليمن، ولا يمكن تحريكها باتجاه إسرائيل، لأن «حالة الطقس في السعودية» غير مهيأة لإنتاج هذا النوع من العواصف ضد حكومة نتانياهو؟ لقد تحول «الحزم السعودي» المدمر في اليمن، إلى وهم في مواجهة إسرائيل، وأصبحت «المملكة الحازمة» لا تجرؤ على توجيه «حزمها» أو «عزمها»، أو عزيمتها أو عزائمها المزعومة ضد الدولة الصهيونية، ولهذا وجدناها تنكفئ على نفسها، بلا أي عزيمة، تحسباً من الوقوع في الهزيمة! .. ولا أدري ما هو مصير أسلحتها المكدسة؟ .. ولماذا لا توجه السعودية سلاحها وطائراتها المقاتلة لتحرير المسجد الأقصى الأسير، خاصة أنها أكثر الدول العربية شراء للأسلحة، وأكبرها في تخزين العتاد العسكري، وأكثرها استعراضاً للعضلات على الساحة اليمنية! أم أن استعراض العضلات «حلال في اليمن»، ولا يجوز شرعاً إظهارها على إسرائيل، باعتبار انها تدخل في إطار «معاداة السامية»! .. والمؤسف أن «المملكة»، التي يفترض أن تسعى لتحقيق «التضامن الإسلامي»، وتدعو إلى رص صفوف المسلمين، نجدها مشغولة بشق الصفوف، من خلال قيامها بفرض حصارها الجائر على قطر، بعيداً عن متطلبات مسؤولياتها الإسلامية، ومقومات سياستها القائمة على خدمة الإسلام والمسلمين. لقد انشغلت السعودية بقضيتها المفتعلة ضد قطر، وبدلاًمن أن تسعى لإطفاء حرائق المسلمين، نجدها أصبحت طرفاً رئيساً في إشعال الحريق داخل «مجلس التعاون»، لدرجة أن وصل بها الأمر إلى حرق ما تبقى لديها من علاقات مع الشعب القطري، من خلال منعها الحجاج القطريين من أداء فريضة الحج! .. والمؤسف أن «المملكة» لم تبادر بفتح المسار الإلكتروني المعتمد من وزارة الحج السعودية، الذي يحكم عمليات الحجاج القطريين، المرتبط بملفاتهم الإدارية، وتحويلاتهم المالية، وعملياتهم اللوجستية، وأقصد بها عمليات الإسكان والمواصلات والتنقلات وغيرها. عدا عن أن «لجنة الحج القطرية» لم تتمكن من زيارة «المملكة»، بسبب القيود المفروضة على سفر القطريين من جانب السلطات السعودية، وبالتالي لم تستطع اللجنة المعنية إتمام إجراءات «حجاج قطر»، وتحديد مواقعهم وأماكن تجمعهم في منى وعرفات ومزدلفة! .. وما من شك في أن هذا الأمر يتجاوز حدود الخلاف السياسي مع قطر، ليصل إلى حد شروع «المملكة» في تعطيل ركن من أركان الإسلام، من خلال وضع العراقيل أمام القطريين، وبالتالي حرمانهم من التوجه بسهولة إلى بيت الله الحرام، لأداء المناسك هذا العام! .. والمحزن أنه ستكون هذه هي المرة الأولى التي لا يشارك فيها القطريون في الحج، بسبب الأجواء الفاترة، ولا أقول المتوترة، بين الدوحة والرياض منذ قطع العلاقات من جانب الطرف السعودي في الخامس من يونيو، وهو تاريخ النكسة العربية، التي أضاعت القدس والمسجد الأقصى! .. ومع فرض حصارها الجائر على قطر اكتفت السعودية بالتفرج على ما يجري في الحرم القدسي، غير مكترثة بالانتهاكات التي تجري، وكأن الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى لا تعنيها! .. وما من شك في أن هذا الموقف السلبي السعودي ليس له أي تبرير أو تفسير غير التقصير الكبير في القيام بواجب الدفاع عن المسجد المبارك، الذي يمر حالياً بمرحلة تاريخية حرجة، وسيكون التاريخ شاهداً على كل من تخاذلوا عن نصرته والدفاع عن قضيته. .. والمفارقة أن ما تسمى منظمة «التعاون الإسلامي»، التي تم تأسيسها في الخامس والعشرين من سبتمبر عام ١٩٦٩ خصيصاً من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى، بعد تعرضه لحادث الحريق، وتضم في عضويتها ٥٧ دولة، لم تحرك ساكناً تجاه ما يجري حالياً في الحرم القدسي! .. هذه المنظمة التي كانت تعرف سابقاً باسم منظمة «المؤتمر الإسلامي»، والتي تمارس فعالياتها تحت مظلة السعودية، سارعت بإصدار بيانها المنحاز لدول «التحالف الرباعي» ضد قطر، لكننا نجدها الآن بلا موقف رادع ضد إسرائيل، رغم أن أقل القليل الذي يمكن أن تقدمه هو الدعوة العاجلة لعقد قمة إسلامية طارئة، حتى لو دعت إلى انعقادها في «جزر المالديف» لوقف الاعتداءات الإسرائيلية! .. وتحت مظلة هذه المنظمة المنحازة لدول «التحالف الرباعي» كنا ننتظر موقفاً حازماً من «عادل الجبير»، يوجه من خلاله إنذاراً نهائياً إلى السلطات الإسرائيلية، أو تحذيراً حاسماً من «سامح شكري»، يلوح فيه بفرض عقوبات على الحكومة الصهيونية تشمل قطع العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، أو «تغريداً شديد اللهجة» من «قرقاش» ضد حكومة نتانياهو المعتدية، وما زلنا ننتظر قيام الشيخ البحريني «خالد آل خليفة» بأكبر عملية «ريتويت» كعادته للتغريدات القوية الموجهة إلى الدولة العبرية! لكن كل هذا لم يحدث، حيث اكتفت دول «التحالف الرباعي» بإصدار بيانات خجولة بعد مرور أيام على حدوث أزمة الأقصى، رغم أن إسرائيل هي دولة الإرهاب في الشرق الأوسط، ورغم أن دول «التحالف الرباعي» يظهرون أنفسهم بأنهم «وكلاء مكافحة الإرهاب» في المنطقة، لكننا لم نرصد لهم «موقفاً رهيباً» ضد إسرائيل، وكأن أمر «المسجد» لا يعنيهم، وأن ما تقوم به حكومة نتانياهو في الحرم القدسي ليس «عملاً إرهابياً»، يستدعي «تحالفهم الفوري» لوقف الإرهاب الإسرائيلي! .. وفي إطار كل ذلك التخاذل فتحت إسرائيل صفحة سوداء أخرى في تاريخ احتلالها للقدس، في زمن عربي حالك السواد، وحوّلت سلطاتها المحتلة الحرم القدسي إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، ونصبت على أبوابه الحواجز الحديدية، والبوابات الإلكترونية، مما حول المدينة المقدسة بأكملها إلى مربع أمني، يحظر على الفلسطينيين دخوله بسهولة، وغاية إسرائيل من وراء هذه الإجراءات الاحتلالية الجديدة منع المصلين من الوصول إلى مسجدهم لأداء صلواتهم. .. وهذه الإجراءات الخطيرة تعيد إلى الأذهان سيناريو ما جرى في «الحرم الإبراهيمي»، في مدينة الخليل، التي تشرفت أيضاً بزيارتها، ولمست معاناتها ومأساة أهلها، حيث تفرض إسرائيل قيوداً على دخول المصلين إلى مسجدها، منذ ارتكاب الإرهابي الصهيوني «باروخ جولدشتاين» مجزرته، التي جرت في الخامس والعشرين من فبراير عام ١٩٩٤، وأدت إلى استشهاد (٢٩) مصلياً، وإصابة (١٥٠) آخرين، قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه. .. والمؤسف أن الاستراتيجية الإسرائيلية لتهويد القدس ومحيطها المقدس تحاول فرض حقائق جديدة على أرضها، كما فعلت في محيط «الحرم الإبراهيمي»، حيث تسعى إسرائيل لتعزيز سيطرتها على «الحرم القدسي»، وإلغاء السيادة الدينية العربية على المسجد الأقصى، وفرض سيادتها الكاملة على رحابه، والسيطرة على مفاتيح أبوابه. عدا عن قيام السلطات الإسرائيلية بفرض حصار عسكري مشدد على مخارج ومداخل القدس، تمنع بموجبه الفلسطينيين القادمين من باقي الأراضي الفلسطينية من دخول المدينة المقدسة، لأداء الصلاة في مساجدها وكنائسها، باستثناء من تعطيهم تصاريح بذلك. .. وهكذا يزداد الوضع المتأزم في الأقصى تأزماً، وتزداد المواجهات اليومية ضد المقدسيين، الذين يقفون وحدهم دون داعم أو مساند أو مساعد، فتجدهم يواجهون قوات الاحتلال فقط بالسواعد! كل هذا يجري أمام مرأى ومسمع العالمين العربي والإسلامي ودول «التحالف الرباعي»، حيث لا يجد المقدسيون من يدعم قضيتهم، أو يدافع عن قضية «المسجد الأقصى» المرتبط بالقضية الفلسطينية! حتى بيانات الشجب، وعبارات الاستنكار التي تعتبر من «كلاسيكيات الدبلوماسية العربية» انحسرت شيئاً فشيئاً، مع تصاعد الهجمة الإسرائيلية على القدس، لدرجة أن مستوى التفاعل العربي، أو التعامل الإسلامي مع ما يجري في محيط الحرم القدسي صار متدنياً للغاية! .. وما من شك في أن هذا الموقف الرسمي السلبي العربي يغري إسرائيل بالمضي قدماً في خطواتها التصعيدية، دون أن تلتفت إلى الوراء، فنراها تواصل إجراءاتها غير القانونية لمصادرة الأقصى، وتهويد القدس، وحصار المقدسيين، وحرمانهم من الصلاة في مسجدهم المبارك. .. وفي خضم تصاعد ذلك الحصار، ما زالت دول «التحالف الرباعي» العربي تواصل حصارها الجائر على القطريين! .. ورغم كل الضغوط، ترتفع قطر عالياً بقامة أفعالها ومواقفها الداعمة للحقوق الفلسطينية، حين لم ينسَ حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في ذروة الأزمة الخليجية، التأكيد على ثوابت الموقف القطري الداعم للقضية الفلسطينية. لقد أكد سموه، بلغة الفارس القطري المقدام، في خطابه الأول الذي وجهه إلى الجماهير منذ اندلاع الأزمة المفتعلة، تضامن قطر مع الشعب الفلسطيني، في نبرة قوية لم نسمعها تصدر عن زعيم عربي ــ حتى الآن ــ دفاعا عن الأقصى، حيث اكتفت القلة القليلة من الأنظمة العربية بإصدار بيانات الشجب المعتادة، بصيغتها المعادة. .. أخيراً, ينبغي على الدول الأربع المتحالفة ضد قطر، التي تحاصرها بدعوى «مكافحة الإرهاب»، إذا أرادت أن يكون خطابها مقنعاً للرأي العام العربي، ومؤثراً في أوساط الرأي العام الإسلامي، أن تتحالف مع بعضها البعض لوقف جرائم إسرائيل الإرهابية، التي تقوم بها ضد الفلسطينيين، والتصدي لكل أشكال «الإرهاب الإسرائيلي»، الذي تمارسه سلطات الاحتلال في الحرم القدسي ضد المصلين. .. وبعدها سنقف معهم في حملتهم المظفرة لاقتلاع «الإرهاب القطري» المزعوم من جذوره! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
قارن محمود عباس مع:
شارك صفحة محمود عباس على