محمد مرسي

محمد مرسي

محمد محمد مرسي عيسى العياط (٨ أغسطس ١٩٥١ – ١٧ يونيو ٢٠١٩)، مهندس فلزات، وأستاذ جامعي، وسياسي وهو الرئيس الخامس لجمهورية مصر العربية والأول بعد ثورة ٢٥ يناير وهو أول رئيس مدني منتخب للبلاد وأول رئيسٍ ذي خلفية سياسية إسلامية، أُعلن فوزه في ٢٤ يونيو ٢٠١٢ بنسبة ٥١.٧٣ % من أصوات الناخبين المشاركين بدأت فترته الرئاسية مع الإعلان في ٢٤ يونيو ٢٠١٢ عن فوزه في انتخابات الرئاسة المصرية ٢٠١٢، وتولّى مهام منصبه في ٣٠ يونيو ٢٠١٢ بعد أدائه اليمين الدستورية. رفض مرسي العيش في القصور الرئاسية كباقي رؤساء مصر السابقين وقال أنه يسكن في شقة إيجار على حسابه، شهدت فترة رئاسة محمد مرسي العديد من الاحتجاجات والمظاهرات، أزيح عن السلطة في انقلاب ٣ يوليو ٢٠١٣ في مصر والذي جاء بعد مظاهرات ٣٠ يونيو من نفس العام بعد حدوث عدة أزمات أقتصادية منها ازمة انقطاع الكهرباء وعدم توفر وقود السيارات واسطوانات البوتجاز وأزمة القمامة والإنفلات الأمني، في حين رأى البعض أنها كانت مفتعلة. وبقي معتقلاً منذ تاريخ عزله، حتى وفاته في ١٧ يونيو ٢٠١٩. بعد توجيه عدة تهم إليه من ضمنها التخابر مع قطر وحركة حماس وإفشاء أسرار الأمن القومي أثناء فترة رئاسته. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بمحمد مرسي؟
أعلى المصادر التى تكتب عن محمد مرسي
أحمد علي يكتب في كلمة صدق عندما يكتب «الراشد» عن «القط» .. وينسى «الفأر» ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قطر ليست «ميداناً» يسهل اختراقه .. أو «دواراً» يمكن هدمه أو إغلاقه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ القطريون ليسوا مجموعة من «المعتصمين» يسهل فض اعتصامهم بالقوة من أحد الميادين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بيني وبين الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد زمالة قديمة، وصولات وجولات ومقالات متبادلة بيننا تزخر بمشاعر «المحبة»، منذ أن كان يتولى رئاسة تحرير صحيفة «الشرق الأوسط». .. وعلى أساس تلك الصداقة النابعة من صميم القلب، وليس من صرير القلم، أستهل مقالي بتقديم التهنئة الحــــارة إلى «صديـــقي» بمناسبة زواجــه الميمون، رغم أن ذلك الزواج تأخر كثيراً عن موعده، حيث تجاوز الراشد سن الرشد، منذ سنوات، يصعب عدّها، وأعــــوام يـــشق حصــــرها، ووصــــل عمره إلى مشــــارف منتــــصف السـتـــــينيات، وكان رافضاً فكرة الزواج، لأسباب أجهلها، ولا أعرفها، لدرجة أنه كان يعتبر أشهر «عزوبي» في تاريخ الإعلام العربي المعاصر! لكن «العازب الشهير» طلق مؤخراً «العزوبية»، التي اختارها عنواناً لحياته، وتزوج شريكة حياته الإعلامية «ريما مكتبي» رفيقته في «العربية»، بعد قصة حامية الوطيس، لا تقل في «وطيسها» عن قصة «قيس وليلى» و«جميل وبثينة» و«عنتر وعبلة» و«روميو وجوليت» و«عروة وعفراء» و«بشار وعبدة» و«أبونواس وجنان» و«ذو الرمة ومي»، و«ابن زيدون وولادة». .. ولهذا أتوجه له بداية، بخالص الدعاء، ليحظى بالأولاد والبنات وبالذرية الصالحة، رغم بلوغه «سن اليأس»، الذي يعني انقطاعه عن الخصوبة الإنجابية! .. ولا أقصد بذلك، انقطاع أعراض «الدورة الشهرية»، كما يحدث عند النساء اللواتي بلغن مرحلة الشيخوخة، ولكن أعني القطيعة مع «الدورة الفكرية»، التي يصاب بها بعــــض الكُتـــاب، فتجــدهم يطـرحـــون أفكـــــاراً ليس لها أساس على أرض الواقع، بهدف تضليل الرأي العام. .. ودون الخــــوض في تفـــاصــيل زواج «عبـدالرحمن وريـــما»، الــتي أعتــــبرهــــا «شأناً داخلياً» يخص طرفيها، ولا يحق لي ولغيري التوقف عندها، أود الوقوف قليلاً عند ما ورد في مقال عبدالرحمن الراشد، المنشور يوم الأربعاء الثامن والعشرين من يونيو الماضي، في صحيفة «الشرخ الأوسع» أقصد «الشرق الأوسط». لـــــقـــــد اســـــــتأسد الـــــــــراشــــــــد في مــــــقالــــة، وخـــــــاطـــــبـــــنا وكــــــــــأنــــــه «رأس حــــربـــــــة» يمــــــــهد للهـــــجــــــوم عليـــــنا، وكتـــــب مقـــــالاً يفـــــيض بالتحــــقير والتخدير والتحذير والتبرير والتمرير والتدمير، بعنوان «على الدوحة أن ترفع الراية البيضاء» كتب فيه بالحرف الواحد «قطر مثل القط المحاصر، الذي يبحث عن منفذ للتملص، ولهذا خير للقط سيئ الفعل والسمعة، أن يرفع الراية البيضاء، بدلاً من أن ينجرف وراء دعايته فيصدقها». .. والمؤسف أن الكاتب يصنف على أنه من رموز «الليبرالية السعودية»، التي تعني في معانيها، الإيمان بحقوق الآخرين، وحقهم في اختيار سياستهم ومواقفهم وسيادتهم، وليس التسيد أو التسديد عليهم. أقول المؤسف، أن الراشد من خلال ذلك المستوى الهابط من الخطاب الإعلامي، الذي يصف فيه قطر، وهي دولة ذات سيادة، بأنها «قط سيئ السمعة»، يتصرف مثل «فأر» يدس أنفه في شؤون غيره، بحثاً عن قطعة جبن عفنة، تأتيه من الرياض أو أبوظبي ليأكلها! .. وهو من خلال لجـــوئه إلى أســــلوب «الفئـــران» يعكس إلى أي مدى وصل انحطاطه الإعلامي، وإلى أي حد وصل «نهيزه» الخطابي و«النهيز هو صوت الفأر»، حيث يحاول أن يقرض ويعض في قطر، على طريقة «الفصيلة الفأرية» من القوارض البشرية! .. وما دام عبدالرحمن الراشد متخصصاً في «الإنتاج السينمائي»، حيث درس ذلك في الجامعة الأميركية بواشنطن، وتخـــرج عام ١٩٨٠، على أمل تحــــقيق أحلامه في صناعة سينما هوليوودية في «خميس مشيط»، لكنه اصطدم «بواقعه الدرامي» المرير، فاختار الصحافة بدلا منها، فإنني سأخاطبه باللغة السينمائية التي يفهمها! .. وما من شك في أن «الراشد» عندما يصف قطر بأنها «قط» فإنه يدخلنا في أجواء المسلسل الكرتوني الشهير «توم أند جيري»، ولهذا ينبغي عليه أن لا يتصرف معنا مثل ذلك الفأر المنزلي الانتهازي، المسمى «جيري»، الذي يعيش في جحر مظلم داخل منزل سيده! .. وبحكم أنه وصل بخطابه الصحفي إلى هذا المستوى المتدني من الانحدار الإعلامي، ليته يتوقف قليلاً عند «الكلب سبايك»، المتربص دوماً «بالقط توم»، باعتبار أن ذلك الحيوان النابح من شخصيات تلك المجموعة الكرتونية، من أفلام الرسوم المتحركة التي تم إنتاجها عام ١٩٤٠. .. ولأن عبدالرحمن الراشد متأثر كثيراً بأجواء السينما، وأفلام «الأكشن» التي تخصص في دراستها، دون أن يدرس علوم الصحافة، التي اندس في رحابها بالصدفة، لدرجة أنه حتى الآن لا يعرف قواعدها وأصولــــها، فليس غريباً أن نجده يهددنا باستخدام القوة، ملوحاً، ولا أقول ملمحاً، بما جرى في «ميدان رابعة» الشهير بمدينة نصر بالقاهرة، عنـــــدما قام العســـكر من «جيــــــش السيــسي»، باقتحــــام المكـــــان، وفــــض جموع المعتصمين المؤيدين لرئيسهم «محمد مرسي» بالقوة العسكرية! .. ولن ينسى المصريون ذلك «الهجوم الإرهابي» الذي وقع فجر الرابع عشر من أغسطس عام ٢٠١٣، عندما قامت قوات من الأمن والجيش، مصحوبة بعدد كبير من الآليات العسكرية والجرافات، وحاصرت الميدان من كافة الجهات، وتم إمطار المعتصمين بقنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي، فاختلط البكاء بالدماء، مع رائحة الغاز الدامع في الهواء! .. وأوقعت هذه الأحداث الدامية أكثر من ٦٣٢ شهيداً، ونحو ١٠٠٠ من المصابين. .. ومن خلال ذلك الطرح الفوضوي الدموي، الذي يطرحه عبدالرحمن الراشد، يبدو واضحاً أنه يرغب في حسم أزمة الحصار الجائر المفروض على قطر، عن طريق ذلك الخيار، ولا أقصد ذلك النوع من الخضار المسمى الخيار المستخــدم في السلطة، الذي يحبه كثيراً! .. ويمكن وصف ما كتبه الراشد في هذا الإطار، بأنه نوع من «الليبرالية الإرهابية»، التي لا يستشعر صاحبها وخزاً لضميره النائم، وهو يبشر باستخدام القوة ضد قطر! .. وعنــدما يهـــــددنا «عبــــدالرحـــــمن» بمصير «رابعـــة»، التي يتحدث عنها بفهم الخبير العالم بعوالمها، فإنــــنا نعـــلم جيـــداً أننا أمــــام مــــؤامرة كـــبرى، ندرك حجمها وأبعادها، ونعرف هوية المتورطين فيها، لكنه ينبغي أن يعلم أن قطر ليست «ميداناً» يســــــهل اختـــراقه، أو «دواراً» يمكــــــن هــدمه أو إغلاقــه، كــــما حــدث في «دوار اللؤلؤة» في البحرين، وأن شعبها الملتف حول قيادته وأميره «تميم المجد» ليس مجموعة من «المعتصمين» في أحد شوارع العاصمة، يمكن كسر إرادتهم الصلبة. .. وما من شك في أن ما كتــــبه عبدالرحــــمن الراشد عن الأزمة الخليجية يتوقف عند الزاوية التي اختار الوقوف عندها، ليكتب ما كتبه ضد قطر، وهي زاوية المتآمرين على استقلالية القرار القطري. .. وعلى امتداد مسيرته الصحفية، كتب الراشد عشرات المقــالات التي يسيء فيها إلى قطر، أميراً وحكومة وشعباً ودولة، ومقاله الأخير لن يكون آخرها. .. والملاحظ أن هناك فجوة كبيرة بين فكر الراشد، وقلمه الشارد، حيث نجد أنه على الرغم من تصنيفه بأنه كاتب «ليبرالي» منفتح على الآخر، نجد أن ما يكتبه يعكس فكره المتطرف، الذي يترجم شخصية موظف يعاني من معضلة فكرية، وتحاصره الأفكار الراديكالية! .. وخلال المقال الذي نشره قبل أيام، وهاجم قطر في كل سطر من سطوره، يعترف الراشد بوجود «سعوديين مغرر بهم، يحاربون في صفوف تنظيمات «داعش»، وجبهة «النصرة» في سوريا والعراق»، دون أن يتوقف عند البيئة الحاضنة لذلك التطرف، المشجعة عليه، المحرضة على «إرهاب الآخر»، في غفلة من أجهزة الدولة، ومؤسساتها. .. وكنت أتمنى أن يوضح لنا الراشد أسباب «شروده» من بلده، واختياره الإقامة في «دبي»، بعيدا عن عاصمته «الرياض»، رغم استقالته أو إقالته من قناة «العربية»، التي تبث إرسالها التحريضي من هناك! .. ويكفــــي أن أورد بعــــضا من الســـطور التـــــي كتــــبها من بعـــض مقـــــالاته، حــــــول من يقفون وراء ظاهرة التطرف في بلاده، حيث كتب بالحرف الواحد «بعض منتسبي العلم، وبينهم بعض كبار علماء السلفية السعودية وغيرها تكفيريون ولا بد من مواجهتهم»! .. وهذا «الكلام التحريضي ولا أقول التكفيري»، الذي كتبه الراشد ضد التيار السلفي في المملكة، دفعه إلى الهروب من بلاده، خوفا من المواجهة! .. والمؤسف أن الكاتب الليبرالي السعودي الذي عاش في أحضان المجتمع الأميركي، حيث يعتبر الأميركيون استخدام العنف لفض النزاعات شكلا من أشكال «الإرهاب» ضد الآخر، نراه يهددنا باستخدام القوة، مما يثبت بالدليل القاطع أنه «صحفي إرهابي» بحكم تطرفه في أفكاره، ومواقفه المحرضة على «الإرهاب» ضدنا. .. وهذا يؤكد بالبرهان الساطع، والدليل القاطع أن السنوات التي قضاها وأمضاها في الولايات المتحدة، لم تغير «طبيعته الإرهابية»، لأن جينات الإرهاب تتكاثر في دمه، وتتناسل في داخله، بحكم أنها متوارثة من محيطه، رغم أن «مظهره الوديع» لا يوحي بذلك! .. وبالرغم من «انفتاح الراشد» على الغرب، يبدو تفكـــيره إرهابيا، عندما يتناول قضايا المنطقة، وخصوصاً المتعلقة بالشأن القطري. .. وقـــبــــــــل أن يهــــــددنـــــــــا «الكـــــاتـــــب الليــــــبرالي الســـــعــــودي» بــــأحــــــداث «رابـــــــعة» أو «خامسة» أو «عاشرة» ينبغي إذا كان يحترم قلمه وقراءه، أن يكشف للرأي العام السعودي حقائق إخفاقات جيـــــشه في اليمن، حيــــث لم يستـــــطع حـــتى الآن حسم المعــــركة لــــصالحه، رغـــــــــم الفــــارق الكبـــــير في ميـــزان القـــــوى، ورغــــم وجـــــــود عشرات الدول المحتشدة بقواتها لإعادة الشرعية الضائعة في اليمن. . وقبل أن يلوّح لنا بالبطولات التي قام بها «الجيش المصري» في «رابعة»، ضد المعتصمين الأبرياء العزل، الذين لا يملكون سلاحا سوى قضيتهم العادلة، ينبغي عليه أولا أن يسلط الأضواء الكاشفة على إخفاقات أولئك العسكر في سيناء، وفشل الأجهزة الأمنية في صد الاختراقات اليومية، التي تحدث في «الكنائس المصرية»، وتستهدف «الأقباط» دون أن يتمكن «نظام السيسي غير المنظم»، من توفير الحماية المطلوبة لهم، بسبب الفساد المستشري في حكومته الفاسدة! .. وخــــــلال مقالــه الذي يفيـــــــض بالســــمـــــوم، ضـــــد قطر، أشـــار الراشد إلى أن «الشأن المصري يخص المصريين»، ونحن نتفق معـــه في ذلك، لكـــنه نسي أنه نصب نفسه محاميا عن «نظام السيسي» وكأنه «فريد الديب»، أو ناطقا رسميا باسمه، كما يفعل المستشار غير الأديب «مرتضى منصور»! .. وينسى الكاتب ولا أقول الكاذب ما كتبه عن نفس النظام في شهر ديسمبر الماضي، حول الأزمة التي شهدتها العلاقات السعودية المصرية حيث كتب بالحرف الواحد «إن إدارة الأزمة باستخدام الإعلام تعتبر وسيلة ضغط قديمة بالية وفاشلة ومضرة، بسبب نشر صورة الوزير السعودي أحمد الخطيب، وهو يزور سد النهضة الأثيوبي»، مشيرا إلى أن ذلك «نقل العلاقة بين الرياض والقاهرة من الحميمية إلى لغة دورات المياه»! لكننا نجد عبدالرحمن الراشد يمارس هذا النوع القذر مــن «الكتابة الوسخة» خلال إدارة الأزمة المفتعلة معنا، دون أن يكلف نفسه عناء شد «السيفون» على فضلاته، عفوا أقصد مقالاته! .. كما لا أنسى تذكيره بما كتبه واصفا طبيعة العلاقات بين بلاده والقاهرة والمحركات التي تحركها حيث قال «أكبر عيب في العلاقات الخليجية المصرية يكمن في محدودية أفقها، حيث تظل مجرد علاقات بسيطة المضمون، والعتب دائما على البيروقراطية المصرية، لأنها عدوة الحكومة المصرية أكثر من خصومها الآخرين، وإن لم تسر مصر سريعا في طريق الإصلاح، فإنها ستفقد الفرص التي تتشكل في الخليج، ولن تكون شريكا، وستبقى تتطلع للمعونات التي يستحيل أن تدوم بأرقام كبيرة»! .. ولا أنسى تذكيره أيضا بمقال كتبه بعنوان «هل علينا التصالح مع الأسد»، ومضمونه ما زال محفوظا في ذاكرتي، حيث كتب مشيرا إلى محاولات القاهرة إقناع الرياض بتغيير موقفها المتشدد من نظام بشار «في حال سايرت السعودية نصائح المصريين وقبلت بحل أو مصالحة يبقى فيها الأسد، فإنها تكون قد سلمت كامل الهلال (العراق وسوريا ولبنان) إلى إيران، فهل يمكن لأي دارس علوم سياسية أن تفوته النتيجة الحتمية، وهي الهيمنة الإيرانية على شمال الخليج والسعودية». .. وبدوري أود أن أسألكم هل يمكن لأحد من المتابعين لمقالات عبدالرحمن الراشد أن تفوته النتيجة الحتمية، ومفادها أن هذا الكاتب ولا أقول الكاذب هو إعلامي شارد، يمارس الشرود، ولا أقول الشذوذ في قول الحقيقة! لقد دعانا الراشــــد، وهـــو الشارد من بلاده، أن «نرفع الراية البيضاء»، وينسى أن الاستسلام ليـــس من صـــــفات القــطريين، ويشهد على ذلك ثباتنا، دفاعا عن الأرض في «الخفوس» و«الخفجي». أما ما كتبه عن «القفز البهلواني» فإنه ينبغي أن يعلم أنه من حقنا أن نقفز كما نشاء، وكيفما نشاء، داخل حدودنا، بأي طريقة كانت، بعيدا عن «الانبطاح على البطون» الذي يجيده عبدالرحمن الراشد. .. وليس من حق غيرنا القفز داخل «بيتنا القطري»، وتحديد ما يجوز لنا أن نفعله، أو لا نفعله، وفرض الشروط والإملاءات التي تنتهك سيادتنا الوطنية. أما ما يتعلق بما يروجه بخصوص المزاعم حول ضرورة أن «تنتهي قطر من عمليات تمويل المعارضة المتطــــــــرفة في الداخل والخـــارج» على حد قــــــوله، فينبغي علــــيه بدلاً من الخوض في العموميات، عبر توجيه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة، أن يقدم دليلاً واحداً على صحة كلامه، وأتحداه أن يكشف برهاناً وحيداً يثبت حقيقة مزاعمه. .. وأستغــــــرب أن كـــاتبـــاً محـــــسوباً على «التيار الليبرالي»، بل يعتبر واحداً من رموزه في السعودية، يفترض أن يكون مدافعاً عن حريــــة التعبـــــير، وحـــــرية الفكر، وحرية الصحافة، والحريات بشكل عام، وفي مقدمتها الحقوق المدنية والإنسانية، لم يكتب حرفاً واحداً ينتقد فيه مطالب دول الحصار المتعلقة بانتهاك الحريات الإعلامية، وأبرزها إصرارهم على إغلاق قناة «الجزيرة»، التي كنت أول صحفي قطري يوجه انتقادات لها منذ أكثر من ١٠ سنوات من الداخل القطري، لكن اختلافي مع مواقفها، لا يعني أن أطالب بإغلاقها، بل أجد نفسي وقلمي في مقدمة صفوف المدافعين عنها، دفاعاً عن الحرية الإعلامية. .. عــــدا ســـكــــــوتـــــه بـــــل تجـــــــاهلـــــه «الـــــقـــــــرارات الدكــــتاتـــــوريـــــة»، الــــتي تحــــرم وتجــــــرم التعبير عن التعاطف مع قطر، التي أصدرتها دول الحصار ضد مواطنيها، لإجبارهم على الصمت، عن طريق تكميم أفواههم، بطريقة لا تنسجم مع «حقوق الإنسان»، ولا تتماشى مع روح العصر! .. ومشكلة الراشد أنه يريد أن يمارس ضدنا دور «الفتوة»، رغم أن ملامحه لا تظهر أن لديه أي موشر على وجود القوة! .. وكان يفترض على الذين وجهوه، ليكتب ما كتب عن قطر، ويهددنا من خلال مقاله باللجوء إلى القوة، أن يتم اختيار كاتب آخر غيره، يوحي مظهره بالقوة البدنية، وتظهر على شكله ملامح «رامبو»، ولا يكون مشابها إلى عود «الخيزران» الأجوف من الداخل، الذي يسمونه «ساق البامبو»! .. ومن الضروري أن يكون الراشد مقنعا للرأي العام بما يروج له، ولا يكون مظهره مثل «عصفور»، كذلك الذي غنى على لسانه فنان العرب محمد عبده «أنا أبغي أطير.. وأسابق العصافير» «وأبني لعشي هنا.. بالورد والحنا». .. ولعل صديقي العزيز الحبيب عبدالرحمن الراشد يتفق معي في أن هناك فارقا كبيرا بين «الفتوة» و«الفتاة»، ولهذا فهو لا يصلح بلغة السينما التي درسها لأداء أدوار وحــش الـــــشاشـــة «فريـد شــــوقي»، وأقــــصى ما يمكنه إجــــادته هــــو تـــــأديــــة دور «تحية كاريوكا» في فيلم «الفتوة»! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق اليوم ليس دفاعا عن المستشار حمد العطية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لو كانت اتهاماتهم صحيحة لما قام رئيس وزراء البحرين بزيارة الدوحة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا يحتاج ســـــعادة الأخ حمد بن خليفة بن عبدالله العطية إلى شــــهادة مني أو إشادة من غيري، فهو قامة وطنية كبيرة، وقيمة قطريــــة مرموقــــــة، لا يمكن لأحد التشكيـــك فيها، أو التشـــــويش عليهــــــا، أو تــشويــــه صورتهـــا، عبر الطعن في حرصها على أمن واستقرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. فهو صاحب «الفزعة»، ولا يمكن أن يكون سبباً من مسببات «الفزع الخليجي»، وهو «راعي النخوة»، ولن يكون يوماً سبباً من أسباب الجفوة أو الفجوة المتزايدة بين قطر وشقيقاتها «دول الحصار» الجائر، وله بصمات واضحة في العديد من الإنجازات القطرية، أبرزها تطوير وتأهيل «سوق واقف» ليكون معلماً حضارياً، ومزاراً سياحياً، يحظى بإعجاب الزائرين، سواء داخل قطر وخارجها. .. ولعل ما يميز شخصيته، أن أعماله تتحدث عنه، لأنه رجل صامت لا يحب الأضواء ولا يبحث عن الضوضاء، ويفضل العمل في صمت، لتبقى شعلة قطر مضيئة. .. وبعيداً عن خيوط الضوء الومضاء، وتحت ستار حلكة الليل الظلماء، قامــــت وسائل التحـــريض الإعلامي في «دول الحصار» المفروض على قطر، ببث تسريات لمكالمات صوتية منسوبة لسعادة الأخ حمد العطية المستشار الخاص لصاحب السمو، تحت مزاعم الادعاء بالتآمر على مملكة البحرين «الشقيقة»، من خلال تواصله مع الناشط البحريني حسن علي محمد جمعة سلطان، الذي كان نائباً في برلمان بلاده. .. ولو علمنا أن سعادته كان يقوم بدور أخوي للإصلاح أو التصالح بين طرفي الأزمة الداخلية في البحرين إبان أحداث ٢٠١١، بعلم الحكومتين البحرينية والقطرية، حقناً للدماء، وحتى لا يكون هناك شلال من الدم النازف في البلد الشقيق، سندرك حقيقة تلك المكالمات المجزأة، التي تم عرضها على طريقة «ولا تقربوا الصلاة» دون إكمال باقي الآية الكريمـــــة، لتوظــــــيفها في تضليــــل الرأي العام، وتـــــهويل المسألة، لتأخذ أبعاداً غير بعدها الحقيقي. .. ويشبه الادعاء المزعوم الموجه إلى الأخ حمد العطية، تهمة التخابر التي تم توجيهها في القاهرة إلى الرئيس الشرعي محمد مرسي، الذي كــــــان يتواصل مع قطر، بصــــفته رئيساً لجمــــــهورية مصر العربية، مثل غيرها من الدول، سواء السعودية أو البحرين أو أي دولة أخرى، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين بلاده ودول العالم. .. وتدخــــــل المكالمات المســـــربة المنـــسوبة إلى المسؤول القطري في إطار تمـــــويه الحقائق، أو توجيـــــه الحقــــيقة نحو مســــارات ظلاميــــة، ولا أقـــــول ضـــبابيــــة، بـــل هي في حقيقتها تدفع الحق نحو دهاليز ظالمة. .. وتخلو الاتهامات الباطلة التي يروجـــــــون لهــــا من أي دليل يقـــيني، يقــــطع في وجدان القانون بانصراف نية الأخ حمد العطية إلى إحداث الضرر بأمن البحرين، لأنها تمت بالتنسيق مع السلطات المعنية، وأجريـــت بمعرفتها ومباركتها أثناء الاحتجاجات البحرينية التي اندلعت في الرابع عشر من فبراير عام ٢٠١١، وتم خلالها الاعتصام في «دوار اللؤلؤة»، وأضحى اسمه من أشهر الأسماء التي ورد ذكرها في نشرات الأخبار خلال متابعتها لأحداث البحرين، وتم هدمه في الثامن عشر من مارس من نفس العام، في إشارة للقضاء على مكان التظاهر، والتخلص من ذكرياته السيئة، التي ما زالت عالقة في أذهان المسؤولين البحرينيين. .. ولما كان من المقرر قانوناً أنه يجب أن يتوفر لدى المتهم ــ أي متهم ــ النية المبيتة، أو الغاية الإجرامية لتحقيق الإضرار بمصلحة معينة، من المؤسف أن يتم الادعاء بما ورد في المكالمات المسربة، تحت دعوى التآمر على أمن «المملكة الشقيقة». .. ولأنهم لا يمكنهم الإثبات على وجه القطع أن تلك المكالمات تهدف إلى مؤامرة قطرية ضد البحرين، فقد اتجـــــــهوا في ادعاءاتهم إلى محاسبة نوايا المسؤول القطري، رغم أن النية تعد أمراً داخلياً قابعاً في عمق الــــضميــر، ولا تظهر بعلامات خارجية أو إشارات دالة عليها، ولا يمكن الإثبات على وجه اليقين أن المتصل كان يهدف من تواصله مع النائب البحريني السابق إلى التآمر، ويبدو واضحاً من الاتهامات أنها مرسلة، ولا تقوم على دليل يؤيدها، أو برهان يؤكدها، ومن ثم ينتفي الركن الخاص بهذه التهمة، الباطلة من أساسها. .. ولا يحتــــاج الأمــــر أن أكـــــون خبـــــيراً قانــــونياً لكي أتـــــرافع بكلــــماتي المكتـــــوبة في الســــطور التــــــاليــــــة دفــــاعاً عــــن الأخ حمــــد بـــــن خليـــفـــــة العطيــــة، إذ يكـــفــي القـــــــول إن الحـــقيقة التي لا يُمارى فيها، ويعرفها كل متابع وكـــــل مراقب أن جرائم التآمــــــر على ارتكـــــاب الأفعال الشيطانيـــــة التي يتحدثــــون عنـــها ويــــروجــــــون لها، يحتاط فيها القائم عليها بالسر، والخفاء، ويكون الحذر والحيطة نبراساً في إدارة حركته، وتوجهاته، حتى يظل بعيداً عن أنظار الرقباء. .. ولا يمكن لأي عاقل التصديق بأن مسؤولاً قطرياً رفيع المستوى، في مكانة الأخ حمد العطية يملك حساً أمنياً عالياً، بحكم تخرجـــــه من كلية «ســــانت هيرست» العسكرية في أواخـــــــر عـــام ١٩٧٩، سيــــجري اتصالات هاتفية بطريقة مكشوفة مع ناشط بحريني، يعارض نظام الحكم في بلاده، ويعـــــده خلال المـــكالمات بزيارته في بلده، دون أن يضع في حساباته أن اتصالاته مراقبة، وأن مكالماته مسجلة وأن تحركاته في الداخل البحريني مرصودة! .. وتحسباً من الأبواب الموصودة، فإنه سيسعى للهبوط عليه من الجو، عبر ارتداء «البراشوت» دون الدخول من المنفذ الجوي الرسمي في البلاد، وهو «مطار المنامة»، مما يعني علم سلطاتها المختصة بدخوله، وبالتالي فإنها حتماً سترصد تحركاته في «البيت البحريني»، وتلتقط له الصور برفقة الناشط المعارض، سواء أمام «باب البحرين» أو عند محلات «حلوى شويطر»! .. ولو كانت توجد نوايا قطرية شيطانية لزرع الفتنة في البحرين، كان يستطيع «العطية» أو غيره من رجال قطر الأوفياء الالتقاء مع المعارضين البحرينيين ــ وما أكثرهم ــ سواء في لبنان أو إيران أو باكستان أو أوزبكستان أو طاجكستان، أو اليونان أو حتى اليابان لإبعاد الشبهات. .. ومـــــــن المؤكــــد أن المســـؤول القطــــري، رفيع المستوى، كــــان يقــــوم بمهــــمة وســــاطــــة بعلـــــم السلطات البحرينية والقطرية، وبالتنسيق مع الجهات المختصة في البلدين، لتقريب وجهات النظر بين الطرفين المتنازعين في البحرين، وكان حريصاً ــ كل الحرص ــ على عدم انزلاق قطر في هاوية الصِدام الداخلي بين مكونات المجتمع البحريني، حرصاً على عدم التورط إلا بالمشاركة القطرية الرمزية في قوات «درع الجزيرة»، مما يمهد لإصلاح ذات البين بين الطرفين. .. ولأن الدليل في القانون، منطقاً أو منطلقاً، هو قياس مؤلف من براهين، تـــــؤدي حتماً وضرورة إلى الحقيقة، لا يمكن من خلال المقاطـــــع المسربة من المكالمـــات التقاط أي دليــــل أو برهــــــان عــــلى التحريض في اتصالات المسؤول القطري المسربة، ولا توجد أي ثوابت قانــــونية تؤكد مشــــاركته في زعزعة الأوضاع في «المملكة الشقيقة». علماً بأن انقلاب الأمور على الســــاحة البحرينيــــة رأســـاً على عقب ــ لا سمــــح الله ــ سيعــقبها الاضطراب الفوري علينا في قطر، فنحن جميعاً في المنطقة مثل أحجار «الدومينو»، إذا سقط حجر واحد تساقطــــــت الأحجــــار الأخرى تلقـــــائياً، وســــــيؤدي ذلك إلى الإضرار بنا، بحكم أننا الأقرب لهم جغرافياً واجتماعياً وعائلياً. .. ولكل هذا، فإننا أكثر الحريصين من غيرنا على أمن واستقرار الأوضاع في مملكة البحرين الشقيقة، وأكثر حرصاً من الآخرين على دعم تلاحم جبهتها الداخلية، وتوسيع مجالات التعاون بيننا وبينها. .. وعلى مدار العقود الماضية التي شهدت فيها العلاقات القطرية ــ البحـــــرينية مداً وجزراً، شداً وجذباً، لم تتورط قطر في زعزعة استقرار الدولة الشقيقة أو غيرها، بل كانت الدوحة ولاتزال وستظـــــل حريــــصة على وحــــدة الجبهة الداخلـــية البحرينيـــة، وتلاحـــــمها بكل مكـــــونـــاتها، ودعم خطط التنمية في البلاد. .. ولا يمكن في هذا المجال إغفال سعي قطر إلى إنشاء مشروع «جسر المحبة» لربط البلدين،، وهو المشروع الحيوي الحضاري، الذي جرى تجميده ولم يعد يتذكره أحد، حيث يبدو أن هناك جهات داخل البحرين أو خارجها لا تريد لهذا المشروع أن يظهر، ولا تريد للعلاقات القطرية ــ البحرينية أن تتطور، رغم أنه كان مشروعاً مطروحاً بفكرة قطرية، تم الكشف عنها للمرة الأولى عام ١٩٩٩. .. وتم تكليف شركة «كوي» الدانماركية لوضع التصــــاميم الأوليـــــة للجسر، بطول نحو ٤٠ كيلومتراً، مما يجعله أضخم مشروع تنموي خليجي، ويجعله أحد أطول الجسور الممتدة فوق المياه في العالم. .. وعاد طرح مشروع الجسر بقوة إلى الواجهة في عام ٢٠١٣، يعني بعد عامين على إجراء المكالمات المسربة التي أجريت في فبراير ٢٠١١، ولو كان ما ورد فيها صحيحاً، لما اجتمعت «مؤسسة الجسر» التي تضم أعضاء من حكومتي البلدين، لبحث خطوات إنجازة، ليساهم ذلك المشروع المؤجل، أو الجسر المعطل في إنعاش التجـــارة البينية بين الدولتيـــــن، ويزيـــد مـــــن الارتباط والتعاون والتواصل في مختلف المجالات بين الجانبين. .. ولعل أكبر دليل على صحة كلامي، وهو برهان ملموس، يخاطب العقل، يتجسد في قيام «صاحب السمو الملكي» الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين بزيارة نادرة إلى الدوحة في شهر فبراير الماضي. .. ولو كان ما ورد في المكالمات المسربة المنسوبة إلى الأخ حمد العطية، والتي يعود تاريخها إلى شهر فبراير عام ٢٠١١ صحيحاً، وكان يستهدف حقاً زعزعة الاستقرار في «المملكة الشقيقة»، كما يزعمون، لما قام رئيس وزرائها، الذي يوصف بأنه «رجل البحرين القوي»، بزيارة «قطر المتآمرة»! خاصة أن سموه يعرف كل صغيرة وكبيرة في بلاده، بل يعرف تفاصيل التفاصيل في المشهد البحريني، وهو الذي يدير شؤون «المملكة» الداخلية والخارجية، من خلال شخصيته القوية ــ حفظه الله وأطال عمره ــ لكونه شخصية استثنائية في المنطقة. .. ووفقاً لنص الخبر الذي أوردته وكالة الأنباء البحرينية (بنا) حول زيـــارة ســــموه إلى الدوحــــة، فقــــــد جــــاءت زيارة «صاحب السمو الملكي» لبحث مسار العلاقات الأخوية ــ وأكرر الأخوية، وليس العدائية ــ بين مملكة البحرين ودولة قطر الشقيقة وسبل دعمها وتنميتها في المجالات المختلفة. .. وأدلى «صاحب السمو الملكي» بالتصريح التالي لدى وصوله دولة قطر الشقيقة، وفقاً لما جاء في وكالتهم الرسمية «يسعـــــــدنا أن نقــــوم بهـــذه الزيارة الرسميـــة إلى دولة قطر الشقيقـة، تلبية لدعوة من أخينا صـــــاحب الـــــسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وهو ما يبعث على الاعتزاز لما يربط بين بلدينا من أواصر محبة وروابط تقوم على أسس ومقومات مشتركة، تاريخية واجتماعية وجغرافية وتسندها الروابط الخليجية والعربية والإسلامية. .. ونحن نقوم بهذه الزيارة الرسمية، فإننا نراها فرصة للاطلاع على مظاهر النهضة التنموية والعمرانية التي تشهدها دولة قطر الشقيقة، التي بدأت في عهد صاحب السمو الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، طيب الله ثراه، وواصل المسيرة من بعده صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي جعل قطر محط أنظار اهتمام عالمي. .. واستمر التطور والبناء فيها بعهد صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة، حيث أصبحت قطر رمزاً من رموز التطور والتنمية في دول مجلس التعاون والمنطقة». .. وعندما يقول رئيس وزراء البحرين إن قطر أصبحت رمزاً من رموز التطور في المنطقة، فهذا يدحض كل أقاويلهم، ويمحق كل مزاعمهم عن دور قطر في التآمر عليهم، أو التدخل في شؤونهم الداخلية. .. وفي نفس السياق المتصل مع ذلك البيان، أكد سموه في تصريحات رسمية نشرتها وكالة الأنباء البحرينية، وجميع وسائل الإعلام في البحرين، أن زيارته إلى قطر جسدت المستوى العميق للعلاقات التاريخية المتجذرة بين البلدين، وعززت انسجام المواقف، وساهمت في زيادة التنسيق في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة. .. وخلال زيارته إلى الدوحة، اتفق سموه مع سمو أمير قطر ــ والكلام لا يزال كما ورد في نص وكالة الأنباء البحرينية ــ على أهمية الإسراع بخطى التعاون والتنسيق الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات. كما أكد أن المجال مفتوح أمام دخول مجالات جديدة إلى منظومة التعاون الثنائي بين البلدين، في ظل الأفق الرحب، الذي تنتهجه علاقاتهما المتميزة، لتحقيق أفضل النتائج على صعيد هذا التعاون. .. وأكد «صاحب السمو الملكي» رئيس الوزراء في مملكة البحرين الشقيقة، حرص بلاده على تنمـــــية التعــــاون مع دولة قطر الشقيقة، وتطويره في مختلف المجالات، معربا سموه عن الاعتزاز بمسار العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط بين مملكة البحرين ودولة قطر الشقيقة في مختلف المجالات. .. وكل ما سبق ذكره، كان واردا بالنص خلال تغطية وكــــالة الأنباء البحرينية لزيارة «صاحب السمو الملكي» الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين إلى قطر، وهي الزيارة التي تمت في أواخر فبراير الماضي، أي قبل ٤ شهور تقريباً. .. ولو كانت لدى المسؤول البحريني الكبير أي شبهات حول قطر تشير إلى أنها سعت أو تسعى لزعزعة الاستقرار في بلاده، لما قام بزيارتها، ولما أصدر بياناً بهذا المستوى الحافل بالعبارات الودية، التي تشيد بالعلاقــــات الأخوية التاريخية بين البحرين وقطر. .. ولا أنسى أنه خلال زيارته إلى الدوحــــة، قــــام بزيارة «سوق واقف» وهــــو المعلم البارز الـــذي ســـاهم سعادة الأخ حمد بن خليفة العطية، المتهم بالتحريض على زعزعة الاستقرار في البحرين، في تطويره وتجميله، ليكون معلماً تراثياً في البلاد. .. وأعرب «صاحب السمو الملكي» في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء البحرينية بالمستوى المتطور للسوق التراثي، مشيراً إلى أنه يعكس جانبا مشرقا من مظاهر النهـــــضة التي تشهــــدها دولة قطر الشقيقة بقيــــادة صاحــــب الســــمو الشـــيخ تميم بن حمد آل ثاني. .. ونوه سموه بما يمثله «سوق واقف» كمعلم تاريخي وسياحي يستحق أن يكون نموذجا في تطويع الجانب التراثي لخدمة الأغراض السياحية، لافتاً إلى أن مملكة البحرين ودولة قطر الشقيقة تشتركان في الاهتمام بالجوانب التراثية وجعلها عناصر محفزة وداعمة للسياحة. .. وخلال جولة سموه في السوق، توقف في «مجلس الدامة» الذي أنشئ في نوفمبر ٢٠٠٩ داخل «سوق واقف»، حيث التراث يسكن كل زاوية من زواياه، والتاريخ يظهر بين أزقته وفي أرجائه. .. ولأن ذلك المجلس مخصص لهواة تلك اللعبة التراثية التي تشبه لعبة «الشطرنج»، وتتطلب من ممارسها نسبة عالية من الذكاء، لا أعتقد أن الأمر يحتاج من المرء إلى ذكاء خارق ليعرف حقيقة أن المكالمات المسربة المنسوبة إلى سعادة الأخ حمد العطية، مجرد «لعبة من الألعاب» التي يلعبونها، بهدف الإلهاء، وفيها كثيراً من الادعاء! أما ما يتعلق بلعبة (الدامة) فهي تتطلب من ممارسها الكثير من الذكاء المخلوط بالدهاء، حيث يتم خلالها خوض مباراة على رقعة خشبية تضم (٤٦) خانة أو مربعاً، يتقاسم في إطارها لاعبان (٣٢) حجراً أو «أحطبة» هي عدد أحجار اللعبة، التي ترتكز على الكر والفر، الهجوم والدفاع، في خــــــضم لعبة ذهنية، يتــــــم في إطــــارها التـــــنافس بين التكتيك الهجومي المحكم والتكنيك الدفاعي المضاد. .. وهذا ما نلمسه حاضراً اليوم في «لعبة المحاصرة» ولا أقول «المراهقة» التي يمارسونها ضد قطر، من خلال حصارهم الجائر عليها، واتهاماهم الباطل ضدها، لدرجة قيامهم باتهام مستشار سمو الأمير بالتآمر على مملكة البحرين الشقــــيقة، وهــــــو الاتهام الباطل الذي يحتاج إلى وضع «أحطبة الدامة» في عيون كل من يروج لهذه التهمة الباطلة. .. ومن الواضح أنهم يحاولون توظيف كل ما لديهم من أكاذيب ضد قطر، وتفريغ كل ما في جوفهم من أحقاد متراكمة على مدار العشرين عاماً الماضية، التي لا تخلو من الحسد على نجاح التجربة القطرية، والغيرة من صعودها على الساحة العالمية، سياسيا واقتصادياً وإعلامياً ورياضياً وحضارياً وتعليمياً وتنموياً، حيث استطاع القطريون تحقيق ما عجز الآخرون عن تحقيقه. .. ولن أستغرب أن يتم اتهام «طفاشوه» بالتخابر مع الدوحة، باعتباره من مشجعي «العربي»، خاصة أن رفيق دربه «جسوم» لديه «مؤهلات إرهابية»، عفواً أقصد كوميدية، نراها واضحة في «سوالف طفاش»! عدا وجود «الحجي مكي» بلهجته التقليدية الخاصة بمناطق البحرين القروية، وهي الحاضنة الشعبية لبيئة المعارض البحريني «حسن علي محمد جمعة سلطان» الذي تم إسقاط جنسيته، وهو الطرف الآخر في المكالمات المسربة مع المسؤول القطري، وتم خلالها التواصل معه بصفته نائبا سابقاً في برلمان بلاده، ممثلاً عن المكون الطائفي الحائر الحاضر ولا أقول «الثائر» على الساحة البحرينية، وكان الهدف من تلك الاتصالات، كما ذكرت وأكرر، السعي لإصلاح ذات البين بين الطرفين المتنازعين، بعلم السلطات البحرينية ــ والقطرية، لحقن الدماء في «مملكة دلمون»! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
قارن محمد مرسي مع:
شارك صفحة محمد مرسي على