عزمي بشارة

عزمي بشارة

عزمي بشارة (مواليد الناصرة، ٢٢ تموز ١٩٥٦) مفكر وأكاديمي وكاتب سياسي وأديب فلسطيني من عرب ٤٨، حاصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة، وكان قائدًا للتجمع الوطني الديمقراطي وأحد أهم مؤسسيه في إسرائيل، كما كان نائبًا سابقًا عنه في الكنيست الإسرائيلي. يشغل حاليًا منصب مدير عام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بعزمي بشارة؟
أعلى المصادر التى تكتب عن عزمي بشارة
أحمد علي يكتب في كلمة صدق قولوا للإمارات كلنا قطر .. كلنا تميم المجد .................... أغنية "قولوا لـ قطر" وصمة عار .. وليست مجرد عوار في سجل أصحابها ....................... لم نرصد شاعرا إماراتيا استنكر .. أو مطربا تذكر قضية الجزر المنسية منذ قيام «إيران الشاهنشاهية» باحتلال جزر الإمارات الثلاث، في الثلاثين من نوفمبر عام ١٩٧١، في عهد الشـــاه الإيـــراني محمـــد رضـــا بهلوي، لم تجرؤ أبوظبي على إنتاج أغنية واحدة، أو حتى «نشيدة» وحيدة، تندد بذلك الحدث الجلل، أو تهدد طهران بأنها ستستخدم القوة ضدها لتحرير جزرها، التي مضى على احتلالها نصف قرن تقريباً! .. وعلى امتداد ذلك التاريخ الموغل في التاريخ، الذي انطلقت تداعياته الأولى قبل أيام من إعلان قيام «الدولة الاتحادية»، في الثاني من ديسمبر عام ١٩٧١، لم نسمع أن «بوزايد» أو «بوخالد» أو «بوهزاع» أو حتى «بومهير»، بطل «شعبية الكرتون» حمل بندقيته التي لا تفارق يده في مسلسل الرسوم المتحركة، وهدد إيران التي تحتل الجزر الإماراتية، متوعداً بالويل والثبور وعظائم الأمور! .. وخـــــــلال العـــقـــود التي مـــضــــــت، والعــــهــــــود الـــتــي مــــــــرت، صارت الجزر نسياً منسياً، حيث لم نجد شــــاعراً إمــــاراتياً استنكر، أو مطرباً تذكر في إحدى أغنياته تلك الجزر المحتلة المنسية! .. ولا يتضمن رصيد المطربين الإماراتيين من عهد «علي بن روغة»، حتى عهد «المناضل بصوته» حسين الجسمي، أي عمل فني وطني يحث على استعادة الجزر، وإعادتها إلى حضن الوطن الأم، المتمثل في دولتهم الاتحادية. بل يعرف القاصي والداني عن أهلنا في الإمارات عشقهم للثقافة الفارسية، رغم احتلال جزرهم، ولهذا لا تخلو أعراس الكثيرين منهم إلى يومنا هذا من رقصـــات «الدســمال بازي»، مما يعكــــس حجم التـــوغل ولا أقـــــول التغول الإيراني، ممثلاً في تراثه الشعبي، في مفاصل الدولة الاتحادية، غنائياً وطربياً وثقافياً واجتماعياً وتجارياً. كما أن معظم «قوم الإمارات» يحبون، بل يحفظون الأغنيات الإيرانية عن ظهر قلب، حيث لا يوجد إماراتي في مرحلة السبعينيات من القرن الماضي، لم تطربه مطربة فارس الأولى في ذلك الوقت «كوكوش»، وخصوصاً أغنيتها الشهيرة «من آمدة أم .. أوي أوي»، التي كادت تصـــــبح نشــيداً قومياً في الإمــــارات، حيــــث كــــــانوا يرددونهـــا في «فريج البستكية» ومنطقة «الصبخة»، و«هور العنز»، وغيرها من المناطق ذات الكثافة السكانية، التي لا تستغني عن وجبة «المشاوة» أو «المهياوة» على فطور الصباح، بعيداً عن صخب «المعلاية» وإسفافها، خاصة أغنية «صب الماي على الباجلة»، التي يتقلب فيها الراقصون على إيقاعات «المكوسرجي» و«الرحماني»، وروادهم ومشاهيرهم في هذا المجال، الذي يخلو من صفات الرجال «طبقات» و«عنتروه» و«عبود خوصة» و«نايلون» ولا أقصد نابليون! .. وقبل أيام انتفض رموز الغناء الإماراتي فجأة، ليس ضد إيران التي تحتل جزرهم، ولكن ضد قطر، التي تصاهرهم وتناصرهم وتجاورهم، وترتبط بهم ومعهم بصلات القرابة والدم والنسب، ولهذا لا تستحق منهم «إطلاق موجات السب»، غنائياً وغوغائياً، وهذا ما يثير في رأسي العجب، كما يثير في نفسي العتب، ولن أقول الغضب. لقد سقط رموز الغناء الإماراتي في وحل الإسفاف الغنائي، عبر إطلاق أغنية ساقطة، يسمونها «قولوا لقطر»، وهي لا تقل إسفافاً وسقوطاً في كلماتها ولحنها عن أغاني «النخي» و«الباجلا» و«البلاليط» وغيرها! .. وإذا كانت «الوطنية الإماراتية» عبارة عن أغنية، فالأجدر توجيهها نحو إيران وليس إلى قطر، أما إذا كان أصحاب الأغنية الهابطة يملكون ذرة واحدة من الشجاعة، فينبغي عليهم إحياء «قادسية غنائية» ضد طهران، وليس ضد الدوحة، عبر تفريغ طاقاتهم الوطنية المكتوبة، ولا أقول المكبوتة، أو المنكوبة بل المسلــــوبــــة، على ساحة جزرهم المحتلة. .. ويمكن وصف أغنيتهم الساقطة بأنها تقدم نموذجاً حياً، ومثالاً ناطقاً على الجنون المتـعـاظم في عــقول أصحــابها، ولا أقـــول جنون العظمة، لأنه أرفع من جنونهم الفكري. .. وما من شك في أنه إذا ابتليت مجموعة ــ ولا أقول جماعة ــ بهذا النوع المريض من فيروس الجنون، تراجع مستوى تفكيرها إلى الحضيض، ليقودها نحو الانحدار إلى أقصى درجات الانهيار، وهذا ما حدث لأصحاب الأغنية الهابطة، وفي مقدمتهم ملحنها فايز السعيد، صاحب «الخشم» الجديد! .. ومشكلـــة هذا الخاســر، في فنه الداثــــر، وخشمه العاثر، أنه يعاني من عقدة نفسية حادة بسبـــب شكــــل أنــــفــه، ولهـــــذا خــــــضع لعملية تجميل لتعديل الزاوية العمودية في ذلك الأنف الأفقي، داخل أحد «الكراجات» في منطقة «القصيص»! .. ويعد فايز السعيد، بخشمه الجديد، سفير «الخسافة» الغنائية، ولا أقول السخافة الموسيقية، وهو معروف في الوسط الفني بأنه لا يملك في رصيده سوى لحن واحد، يكرره في معظم الأغاني، التي يقوم بتركيب ألحانها، بعيداً عن الإبداع الموسيقي، ولهذا أستطيع القول ــ بثقة ــ إنه بألحانه المركبة، وأعمــــاله المــــكررة وليـــست المبتكرة يمثل النسخة الإماراتية من «شعبولا»! .. والمؤسف أن ينتشر «الأسلوب الشعبولي»، ولا أقول الشعبوي في أوساط رموز الغناء الإماراتي، فنجد كبارهم، بدءاً من «ميحد حـــمد» مـــروراً بفــــنانهم «حسين الجـــسمي» وصولاً إلى «عيضة المنهالي» وغيرهم يجسدون «الحالة الشعبولية» في أغنيتهم الأخيرة عن قطر. .. وإذا كان أًصحاب أغنـية، «قولوا لقطر» على مستوى أقوالــهم، ويملكون ذرة واحدة من الرجـــولة، ولا أقول البــطولة في أفــعالهم، فليتجهوا نحو جزرهم المحتلة طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى ويحرروها. .. ووفقاً لحالتهم الوطنية المتصاعدة، التي ظهرت في أغنيتهم ضد قطر، ينبغي عليـــهم تشــكيل فرقــــة «كومــــاندوز»، يقــــودها مناضلهـــم «خالد حرية»، لتحرير الجزر الثلاث، وإعادتها إلى فضاء الحرية، على إيقاعات «العيالة» ولا أقول «المعلاية»! أما «علي الخوار» كاتب أغنية «قولوا لقطر»، فيكفي أنه يطلق خواراً في كلماته، والخوار في اللغة هو «صوت الثور»، ولا أريد القول، إن كاتب الأغنية المسيئة للشعب القطري بأسره، أراد أن يصبح «ثائراً» ضد قطر، لكنه أصبح ثوراً. .. وما دام صاحب الخوار الخائر، أصبح منظراً سياسياً، «يخور» في السياسة، فليته يفسر لنا الصفة السياسية أو القانونية أو القومية أو حتى العاطفية أو الرومانسية، التي جعلت أبوظبي تحتضن المفسد محمد دحلان، المطرود من حركة «فتح»، بسبب تورطه في قضايا فساد. لقد وجه كاتب الأغنية انتقاداً شديد اللهجة إلى المفكر عزمي بشارة، الذي تستضيفه قطر، عزيزاً مكرماً، مثل ســــائر المقيمــــين فيها، بصفته صاحب تفكير وليس تكفـــــير، لكنـــــنا نتمنى من صاحب «الخــوار» أن يوضح لنا في سياق نفس الإطـــار، على أي أســــاس تستـــضيف عاصــمتــه رمز الفساد الفلسطيني دحلان؟ هل بصفته مناضلاً فلسطينياً؟ أم قاتلاً مأجوراً، حسب الطلب؟ أم مستشاراً أمنياً لإدارة الملفات القذرة؟ أم فاسداً من المفسدين في الأرض، وخصوصاً في «المخيمات»، التي يقود داخلها استقطاباً، بل صراعاً ضد «السلطة الوطنية»، حيث تقوم زوجته «الجليلــــة» بشــــــــراء الـــولاءات، في أوســاط الشـــــباب العـــاطـــل، للسيطرة على الساحة الفلسطينية، بالأموال الإماراتية! لقد أساء كاتب الأغنية في أغنيته المسيئة إلى فضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي، ويكفي تذكير صاحب «الخوار الثوري» المشتق من حركة الثور، وليس حراك الثوار، أن الإمارات هي التي منحت ــ قبل غيرها ــ فضيلة رئيـــس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جائزة شخصية العام الإسلامية، في دورتها الرابعة عام ٢٠٠٠، وهو لم يحصل على هذه الجائزة المرموقةمن قطر أو إيران أو تركيا، ويومها حظي الفائز بسيل من قبلات الإجلال والاحترام على رأسه من كبار رجالات دولته الاتحادية. لقدــ خاطب سمــــو الشـــيــــــخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، الشيخ القرضاوي يومها، خلال حفل تكريمه، الذي أقيم في قاعة مركز دبي التجاري العالمي، أمام أكثر من ثلاثة آلاف من الحضور غصت بهم القاعة قائلا «إن السياسي قد يخطئ في عمله ومهامه، وعلى علماء الدين أن ينبهونا للأخطاء، وأن يصححوها إن وجدت، دون خوف أو وجل، لأننا وإياهم مسؤولون أمام الله عز وجل عن تصويب الخطأ». وأضاف سموه موجهاً حديثه للقرضاوي «إن اللجنة التحكيمية عندما أخبرتني أنك فزت بالجائزة فرحت جداً، لأن الخبر كما توقعت، رغم أنني لا أتدخل في أعمال لجان التحكيم، لا من بعيد ولا من قريب»، مضيفاً «عندما أرادت اللجنة أن تعرفني عليك، قلت لهم إنني أعرفه جيداً، فهو شخصية إسلامية عالمية معروفة، وليس بحاجة إلى تعريف، لأن أعماله وخدماته للإسلام والقرآن تُعرف عليه». .. وبعيداً عن ذلك التكريم الذي حظي به الشيخ يوسف القرضاوي في الإمارات نفسها، فمن المؤسف أن يتدنى مستوى أغنية «قولوا لقطر» إلى حضيض الحضيض، ولا يقتصر حضيضها على كلماتها الهابطة، التي صاغها علي الخوار، أو ألحانها الساقطة «الخربوطية» المركبة، التي قام بتـــــركيبــــها فايـــز الســـعيد، صــــاحب «الخــــشم» الجـــديـــد، بــــل يتعـــدى خرابها جميع مكوناتها، وعلى رأسها المطربون الذين قاموا بأدائها، حيث تشكل أغنيتهم وصمة عار، وليست مجرد عوار في تاريخ أصحابها. .. وأقل ما يقال عن هذه الأغنية أنها فاسدة في محتواها، وضالة في فحواها، وأداء الذين مارسوا «فحيح الثعابين» فيها! .. وبصراحة، لم نتخيل يوماً في منطقة الخليج، التي تتسم بأخلاقياتها المتوارثة، وعلاقاتها الأخوية العائلية، أن يتطاول مطرب مأجور، مهما بلغت قيمته في بورصة الأجور، على رموز لهم مكانتهم السياسية والوطنية في ضمير ووجدان الشعب القطري، وسائر شعوب المنطقة، ولم نتصور أن يتجرأ أي فنان على الإساءة إلى بناة الأوطان. .. وعندما أقول ذلك، نفهم أن بيننا حالياً وبين أبوظبي خلافاً سياسياً عميقاً، حول العديد من ملفات وقضايا المنطقة. .. ونعلـــم أن الإمــــــارات، بعاصــمتهـــــا الاتـــحـــاديــــة، تقـــــود حصاراً جائراً ظالماً ضارياً ضد قطر، على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعائلية، لم تشهد له المنطقة مثيلاً. .. ونعرف أن هذا الحصار الجائر لم تجرؤ أبوظبي على تطبيقه ضد إيران، التي تحتل جزر الإمارات الثلاث! لكن لم نتخيل يوماً أن تصل الاختلافات بيننا وبين أهلنا في الإمارات، على المستوى الرسمي وليس الشعبي، إلى درجة إطلاق أغنية هابطة عبر «قناة أبوظبي» تسيء إلى رموزنـــا، تـــصل فـــــيهــــا لغة الغناء إلى هذا المستوى الهابط من الغثاء! .. ولعل من سخـــريات الـــــقدر، أن يكون اســـم أغنيتــــهم الهابــطة «قولوا لقطر»، علمــــاً أن الســــخريــــة الأكــــبر تكمن وتتجلى في أصــحابها الكـــــبار، الذيــن أداروا ظهورهم لتاريخهم الغنائي، وصدموا جمهورهم العربي بإسفافهم بل سفاهاتهم وسفالتهم. .. وما من شك في أن الأغنية المذكـــورة تعكــــس سقوطاً موجعاً لقيم الفن الأصيل، وانحداراً ســـافراً لأخــــلاقـــــيات الإبداع الغنائي الجميل، يقود أصحابها نحو دهاليز القاع. لقد انحرفت عربة الغناء الإماراتي من خلال أغنية «قولوا لقطر» انحرافات عميقة، وانحدرت برموزها إلى هاوية سحيقة. .. ومن المؤكد أن فناناً مثل «ميحد حمد» سيظل يشعر بالخجل من نفسه طيلة حياته، بسبب مشاركته في الأغنية المسيئة المسماة «قولوا لقطر»، خاصة أنه صاحب رائعة «خمس الحواس»، التي صاغها الشاعر المبدع سعيد بن حمد بن مصلح الأحبابي ويقول فيها «خمس الحواس يسألني» «عنك وقلبي فيه جرحين» «جرح التجافي والتجني» «وجرح سكن في قلبي سنين» «كل ما نسيت يذكرني» «الشم والتفكير والعين» «إحساس قلبي ليك عني» «ويحير دمي في الشرايين» «ترى حياتي بين قوسين» «صنت الليالي واعذرني» «والحين وين أنته وأنا وين». .. وأجــــد نفـسي مضـــــطراً إلى الـــــقـــــول، إن صــــاحبــــة أغــــنيــــة «حد مثلي بات مشجن» التي غناها «ميحد حمد»، وهي الشاعرة الإماراتية الراحـــلة عـــــوشـــــة بنــــت خلـــيفـــة السويـــدي ــ رحمــــها الله ــ التـــــي عاشت سنين من حياتها في قطر، لو ردت إليــــها روحـــها لاستــــنكــــرت حالة الإسفاف التي وصل إليها مطرب أغنيتها الشهيرة، بعد مشاركته في أغنية «قولوا لقطر»! .. وما من شك في أننا وسط الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة، في خضـــــــم الأزمـــة الخليجــــية، في أمــــس الحاجـــة إلى فـــنانيـــــن يرتقون بمستوى الفن، ويؤمنون بالدور الحضــــاري للموسيـقى، في تحقيق التقارب بين الشعوب، ويساهمون في رفع مستوى الأغنية، وليس المساهمة في هبوطها، لدرجة أن أغنياتهم الهابطة صارت ضرباً من الهذيان، بدلاً من أن تحرك المشاعر والوجدان! .. ووسط ذلك الغثيان، بانتظار أن تصدر المنامة أغنيتها المرتقبة ضد الدوحة، ومن المتوقع أن تحمل اسم «خبروا قطر»، يشارك فيها نخبة من الفنانين البحرينيين، وحبذا لو يكون لحنها على إيقاعات «المراويس» التي تميز فن «الصوت» على طريقة محمد فارس أو محمد زويد! عدا ترقبنا صدور أغنية أخرى ضدنا من القاهرة، تحمل اسم «عاوزين شوال رز من أطر .. علشان نسلك المسائل في مصر»! لكننا رغم كل ذلك الهجوم المنظم، والدور المبرمج، والفن المؤدلج المؤدي إلى الغثيان، الذي تقوده أبوظبي سياسياً وغنــائياً ضــدنا، بمشاركة عواصم التآمر المتحالفة ضد الدوحة، ستبقى الإمارات غالية على قلوبنا، وسيبقى شعبها أخوة أعزاء لنا. .. وتأكيداً على ذلك، ليس عندي ما أختم به مقالي أفضل من ترديد الأغنية الرائعة، التي تعكس محبتنا لأهلنا الكرام الأعزاء في الإمارات، التي نظم كلماتها الزعيم الراحل الكبير، مؤسس دولتهم الاتحادية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ــ رحمه الله ــ ويقول فيها «إن هويتونا هويناكم .. وبنتصبر لي جفيتونا» رحم الله «حكيم الإمارات»، وأسكنه فسيح جناته، وألهم «أهل شرق» الحكمة في مواقفهم غير الحكيمة تجاه قطر. .. وقولوا للإمارات إننا لن نتنازل عن سيادتنا الوطنية. .. وقولوا لهم في أبوظبي, إن دولتــــنا المحـــاصـــــرة مصطـــــفة بكل مكونـــــاتها خــــلـــف قائـــدنا وأميـــرنا ورمــــزنا، حـــضرة صـــــــاحـــب الســمو الشـــيــــــخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. .. وقولوا لهم ولغيرهم «كلنا قطر .. كلنا تميم المجد».
أحمد علي يكتب في كلمة صدق قولوا للإمارات كلنا قطر .. كلنا تميم المجد .................... أغنية "قولوا لـ قطر" وصمة عار .. وليست مجرد عوار في سجل أصحابها ....................... لم نرصد شاعرا إماراتيا استنكر .. أو مطربا تذكر قضية الجزر المنسية منذ قيام «إيران الشاهنشاهية» باحتلال جزر الإمارات الثلاث، في الثلاثين من نوفمبر عام ١٩٧١، في عهد الشـــاه الإيـــراني محمـــد رضـــا بهلوي، لم تجرؤ أبوظبي على إنتاج أغنية واحدة، أو حتى «نشيدة» وحيدة، تندد بذلك الحدث الجلل، أو تهدد طهران بأنها ستستخدم القوة ضدها لتحرير جزرها، التي مضى على احتلالها نصف قرن تقريباً! .. وعلى امتداد ذلك التاريخ الموغل في التاريخ، الذي انطلقت تداعياته الأولى قبل أيام من استقلال «الدولة الاتحادية»، في الثاني من ديسمبر عام ١٩٧١، لم نسمع أن «بوزايد» أو «بوخالد» أو «بوهزاع» أو حتى «بومهير»، بطل «شعبية الكرتون» حمل بندقيته التي لا تفارق يده في مسلسل الرسوم المتحركة، وهدد إيران التي تحتل الجزر الإماراتية، متوعداً بالويل والثبور وعظائم الأمور! .. وخـــــــلال العـــقـــود التي مـــضــــــت، والعــــهــــــود الـــتــي مــــــــرت، صارت الجزر نسياً منسياً، حيث لم نجد شــــاعراً إمــــاراتياً استنكر، أو مطرباً تذكر في إحدى أغنياته تلك الجزر المحتلة المنسية! .. ولا يتضمن رصيد المطربين الإماراتيين من عهد «علي بن روغة»، حتى عهد «المناضل بصوته» حسين الجسمي، أي عمل فني وطني يحث على استعادة الجزر، وإعادتها إلى حضن الوطن الأم، المتمثل في دولتهم الاتحادية. بل يعرف القاصي والداني عن أهلنا في الإمارات عشقهم للثقافة الفارسية، رغم احتلال جزرهم، ولهذا لا تخلو أعراس الكثيرين منهم إلى يومنا هذا من رقصـــات «الدســمال بازي»، مما يعكــــس حجم التـــوغل ولا أقـــــول التغول الإيراني، ممثلاً في تراثه الشعبي، في مفاصل الدولة الاتحادية، غنائياً وطربياً وثقافياً واجتماعياً وتجارياً. كما أن معظم «قوم الإمارات» يحبون، بل يحفظون الأغنيات الإيرانية عن ظهر قلب، حيث لا يوجد إماراتي في مرحلة السبعينيات من القرن الماضي، لم تطربه مطربة فارس الأولى في ذلك الوقت «كوكوش»، وخصوصاً أغنيتها الشهيرة «من آمدة أم .. أوي أوي»، التي كادت تصـــــبح نشــيداً قومياً في الإمــــارات، حيــــث كــــــانوا يرددونهـــا في «فريج البستكية» ومنطقة «الصبخة»، و«هور العنز»، وغيرها من المناطق ذات الكثافة السكانية، التي لا تستغني عن وجبة «المشاوة» أو «المهياوة» على فطور الصباح، بعيداً عن صخب «المعلاية» وإسفافها، خاصة أغنية «صب الماي على الباجلة»، التي يتقلب فيها الراقصون على إيقاعات «المكوسرجي» و«الرحماني»، وروادهم ومشاهيرهم في هذا المجال، الذي يخلو من صفات الرجال «طبقات» و«عنتروه» و«عبود خوصة» و«نايلون» ولا أقصد نابليون! .. وقبل أيام انتفض رموز الغناء الإماراتي فجأة، ليس ضد إيران التي تحتل جزرهم، ولكن ضد قطر، التي تصاهرهم وتناصرهم وتجاورهم، وترتبط بهم ومعهم بصلات القرابة والدم والنسب، ولهذا لا تستحق منهم «إطلاق موجات السب»، غنائياً وغوغائياً، وهذا ما يثير في رأسي العجب، كما يثير في نفسي العتب، ولن أقول الغضب. لقد سقط رموز الغناء الإماراتي في وحل الإسفاف الغنائي، عبر إطلاق أغنية ساقطة، يسمونها «قولوا لقطر»، وهي لا تقل إسفافاً وسقوطاً في كلماتها ولحنها عن أغاني «النخي» و«الباجلا» و«البلاليط» وغيرها! .. وإذا كانت «الوطنية الإماراتية» عبارة عن أغنية، فالأجدر توجيهها نحو إيران وليس إلى قطر، أما إذا كان أصحاب الأغنية الهابطة يملكون ذرة واحدة من الشجاعة، فينبغي عليهم إحياء «قادسية غنائية» ضد طهران، وليس ضد الدوحة، عبر تفريغ طاقاتهم الوطنية المكتوبة، ولا أقول المكبوتة، أو المنكوبة بل المسلــــوبــــة، على ساحة جزرهم المحتلة. .. ويمكن وصف أغنيتهم الساقطة بأنها تقدم نموذجاً حياً، ومثالاً ناطقاً على الجنون المتـعـاظم في عــقول أصحــابها، ولا أقـــول جنون العظمة، لأنه أرفع من جنونهم الفكري. .. وما من شك في أنه إذا ابتليت مجموعة ــ ولا أقول جماعة ــ بهذا النوع المريض من فيروس الجنون، تراجع مستوى تفكيرها إلى الحضيض، ليقودها نحو الانحدار إلى أقصى درجات الانهيار، وهذا ما حدث لأصحاب الأغنية الهابطة، وفي مقدمتهم ملحنها فايز السعيد، صاحب «الخشم» الجديد! .. ومشكلـــة هذا الخاســر، في فنه الداثــــر، وخشمه العاثر، أنه يعاني من عقدة نفسية حادة بسبـــب شكــــل أنــــفــه، ولهـــــذا خــــــضع لعملية تجميل لتعديل الزاوية العمودية في ذلك الأنف الأفقي، داخل أحد «الكراجات» في منطقة «القصيص»! .. ويعد فايز السعيد، بخشمه الجديد، سفير «الخسافة» الغنائية، ولا أقول السخافة الموسيقية، وهو معروف في الوسط الفني بأنه لا يملك في رصيده سوى لحن واحد، يكرره في معظم الأغاني، التي يقوم بتركيب ألحانها، بعيداً عن الإبداع الموسيقي، ولهذا أستطيع القول ــ بثقة ــ إنه بألحانه المركبة، وأعمــــاله المــــكررة وليـــست المبتكرة يمثل النسخة الإماراتية من «شعبولا»! .. والمؤسف أن ينتشر «الأسلوب الشعبولي»، ولا أقول الشعبوي في أوساط رموز الغناء الإماراتي، فنجد كبارهم، بدءاً من «ميحد حـــمد» مـــروراً بفــــنانهم «حسين الجـــسمي» وصولاً إلى «عيضة المنهالي» وغيرهم يجسدون «الحالة الشعبولية» في أغنيتهم الأخيرة عن قطر. .. وإذا كان أًصحاب أغنـية، «قولوا لقطر» على مستوى أقوالــهم، ويملكون ذرة واحدة من الرجـــولة، ولا أقول البــطولة في أفــعالهم، فليتجهوا نحو جزرهم المحتلة طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى ويحرروها. .. ووفقاً لحالتهم الوطنية المتصاعدة، التي ظهرت في أغنيتهم ضد قطر، ينبغي عليـــهم تشــكيل فرقــــة «كومــــاندوز»، يقــــودها مناضلهـــم «خالد حرية»، لتحرير الجزر الثلاث، وإعادتها إلى فضاء الحرية، على إيقاعات «العيالة» ولا أقول «المعلاية»! أما «علي الخوار» كاتب أغنية «قولوا لقطر»، فيكفي أنه يطلق خواراً في كلماته، والخوار في اللغة هو «صوت الثور»، ولا أريد القول، إن كاتب الأغنية المسيئة للشعب القطري بأسره، أراد أن يصبح «ثائراً» ضد قطر، لكنه أصبح ثوراً. .. وما دام صاحب الخوار الخائر، أصبح منظراً سياسياً، «يخور» في السياسة، فليته يفسر لنا الصفة السياسية أو القانونية أو القومية أو حتى العاطفية أو الرومانسية، التي جعلت أبوظبي تحتضن المفسد محمد دحلان، المطرود من حركة «فتح»، بسبب تورطه في قضايا فساد. لقد وجه كاتب الأغنية انتقاداً شديد اللهجة إلى المفكر عزمي بشارة، الذي تستضيفه قطر، عزيزاً مكرماً، مثل ســــائر المقيمــــين فيها، بصفته صاحب تفكير وليس تكفـــــير، لكنـــــنا نتمنى من صاحب «الخــوار» أن يوضح لنا في سياق نفس الإطـــار، على أي أســــاس تستـــضيف عاصــمتــه رمز الفساد الفلسطيني دحلان؟ هل بصفته مناضلاً فلسطينياً؟ أم قاتلاً مأجوراً، حسب الطلب؟ أم مستشاراً أمنياً لإدارة الملفات القذرة؟ أم فاسداً من المفسدين في الأرض، وخصوصاً في «المخيمات»، التي يقود داخلها استقطاباً، بل صراعاً ضد «السلطة الوطنية»، حيث تقوم زوجته «الجليلــــة» بشــــــــراء الـــولاءات، في أوســاط الشـــــباب العـــاطـــل، للسيطرة على الساحة الفلسطينية، بالأموال الإماراتية! لقد أساء كاتب الأغنية في أغنيته المسيئة إلى فضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي، ويكفي تذكير صاحب «الخوار الثوري» المشتق من حركة الثور، وليس حراك الثوار، أن الإمارات هي التي منحت ــ قبل غيرها ــ فضيلة رئيـــس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جائزة شخصية العام الإسلامية، في دورتها الرابعة عام ٢٠٠٠، وهو لم يحصل على هذه الجائزة المرموقةمن قطر أو إيران أو تركيا، ويومها حظي الفائز بسيل من قبلات الإجلال والاحترام على رأسه من كبار رجالات دولته الاتحادية. لقدــ خاطب سمــــو الشـــيــــــخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، الشيخ القرضاوي يومها، خلال حفل تكريمه، الذي أقيم في قاعة مركز دبي التجاري العالمي، أمام أكثر من ثلاثة آلاف من الحضور غصت بهم القاعة قائلا «إن السياسي قد يخطئ في عمله ومهامه، وعلى علماء الدين أن ينبهونا للأخطاء، وأن يصححوها إن وجدت، دون خوف أو وجل، لأننا وإياهم مسؤولون أمام الله عز وجل عن تصويب الخطأ». وأضاف سموه موجهاً حديثه للقرضاوي «إن اللجنة التحكيمية عندما أخبرتني أنك فزت بالجائزة فرحت جداً، لأن الخبر كما توقعت، رغم أنني لا أتدخل في أعمال لجان التحكيم، لا من بعيد ولا من قريب»، مضيفاً «عندما أرادت اللجنة أن تعرفني عليك، قلت لهم إنني أعرفه جيداً، فهو شخصية إسلامية عالمية معروفة، وليس بحاجة إلى تعريف، لأن أعماله وخدماته للإسلام والقرآن تُعرف عليه». .. وبعيداً عن ذلك التكريم الذي حظي به الشيخ يوسف القرضاوي في الإمارات نفسها، فمن المؤسف أن يتدنى مستوى أغنية «قولوا لقطر» إلى حضيض الحضيض، ولا يقتصر حضيضها على كلماتها الهابطة، التي صاغها علي الخوار، أو ألحانها الساقطة «الخربوطية» المركبة، التي قام بتـــــركيبــــها فايـــز الســـعيد، صــــاحب «الخــــشم» الجـــديـــد، بــــل يتعـــدى خرابها جميع مكوناتها، وعلى رأسها المطربون الذين قاموا بأدائها، حيث تشكل أغنيتهم وصمة عار، وليست مجرد عوار في تاريخ أصحابها. .. وأقل ما يقال عن هذه الأغنية أنها فاسدة في محتواها، وضالة في فحواها، وأداء الذين مارسوا «فحيح الثعابين» فيها! .. وبصراحة، لم نتخيل يوماً في منطقة الخليج، التي تتسم بأخلاقياتها المتوارثة، وعلاقاتها الأخوية العائلية، أن يتطاول مطرب مأجور، مهما بلغت قيمته في بورصة الأجور، على رموز لهم مكانتهم السياسية والوطنية في ضمير ووجدان الشعب القطري، وسائر شعوب المنطقة، ولم نتصور أن يتجرأ أي فنان على الإساءة إلى بناة الأوطان. .. وعندما أقول ذلك، نفهم أن بيننا حالياً وبين أبوظبي خلافاً سياسياً عميقاً، حول العديد من ملفات وقضايا المنطقة. .. ونعلـــم أن الإمــــــارات، بعاصــمتهـــــا الاتـــحـــاديــــة، تقـــــود حصاراً جائراً ظالماً ضارياً ضد قطر، على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعائلية، لم تشهد له المنطقة مثيلاً. .. ونعرف أن هذا الحصار الجائر لم تجرؤ أبوظبي على تطبيقه ضد إيران، التي تحتل جزر الإمارات الثلاث! لكن لم نتخيل يوماً أن تصل الاختلافات بيننا وبين أهلنا في الإمارات، على المستوى الرسمي وليس الشعبي، إلى درجة إطلاق أغنية هابطة عبر «قناة أبوظبي» تسيء إلى رموزنـــا، تـــصل فـــــيهــــا لغة الغناء إلى هذا المستوى الهابط من الغثاء! .. ولعل من سخـــريات الـــــقدر، أن يكون اســـم أغنيتــــهم الهابــطة «قولوا لقطر»، علمــــاً أن الســــخريــــة الأكــــبر تكمن وتتجلى في أصــحابها الكـــــبار، الذيــن أداروا ظهورهم لتاريخهم الغنائي، وصدموا جمهورهم العربي بإسفافهم بل سفاهاتهم وسفالتهم. .. وما من شك في أن الأغنية المذكـــورة تعكــــس سقوطاً موجعاً لقيم الفن الأصيل، وانحداراً ســـافراً لأخــــلاقـــــيات الإبداع الغنائي الجميل، يقود أصحابها نحو دهاليز القاع. لقد انحرفت عربة الغناء الإماراتي من خلال أغنية «قولوا لقطر» انحرافات عميقة، وانحدرت برموزها إلى هاوية سحيقة. .. ومن المؤكد أن فناناً مثل «ميحد حمد» سيظل يشعر بالخجل من نفسه طيلة حياته، بسبب مشاركته في الأغنية المسيئة المسماة «قولوا لقطر»، خاصة أنه صاحب رائعة «خمس الحواس»، التي صاغها الشاعر المبدع سعيد بن حمد بن مصلح الأحبابي ويقول فيها «خمس الحواس يسألني» «عنك وقلبي فيه جرحين» «جرح التجافي والتجني» «وجرح سكن في قلبي سنين» «كل ما نسيت يذكرني» «الشم والتفكير والعين» «إحساس قلبي ليك عني» «ويحير دمي في الشرايين» «ترى حياتي بين قوسين» «صنت الليالي واعذرني» «والحين وين أنته وأنا وين». .. وأجــــد نفـسي مضـــــطراً إلى الـــــقـــــول، إن صــــاحبــــة أغــــنيــــة «حد مثلي بات مشجن» التي غناها «ميحد حمد»، وهي الشاعرة الإماراتية الراحـــلة عـــــوشـــــة بنــــت خلـــيفـــة السويـــدي ــ رحمــــها الله ــ التـــــي عاشت سنين من حياتها في قطر، لو ردت إليــــها روحـــها لاستــــنكــــرت حالة الإسفاف التي وصل إليها مطرب أغنيتها الشهيرة، بعد مشاركته في أغنية «قولوا لقطر»! .. وما من شك في أننا وسط الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة، في خضـــــــم الأزمـــة الخليجــــية، في أمــــس الحاجـــة إلى فـــنانيـــــن يرتقون بمستوى الفن، ويؤمنون بالدور الحضــــاري للموسيـقى، في تحقيق التقارب بين الشعوب، ويساهمون في رفع مستوى الأغنية، وليس المساهمة في هبوطها، لدرجة أن أغنياتهم الهابطة صارت ضرباً من الهذيان، بدلاً من أن تحرك المشاعر والوجدان! .. ووسط ذلك الغثيان، بانتظار أن تصدر المنامة أغنيتها المرتقبة ضد الدوحة، ومن المتوقع أن تحمل اسم «خبروا قطر»، يشارك فيها نخبة من الفنانين البحرينيين، وحبذا لو يكون لحنها على إيقاعات «المراويس» التي تميز فن «الصوت» على طريقة محمد فارس أو محمد زويد! عدا ترقبنا صدور أغنية أخرى ضدنا من القاهرة، تحمل اسم «عاوزين شوال رز من أطر .. علشان نسلك المسائل في مصر»! لكننا رغم كل ذلك الهجوم المنظم، والدور المبرمج، والفن المؤدلج المؤدي إلى الغثيان، الذي تقوده أبوظبي سياسياً وغنــائياً ضــدنا، بمشاركة عواصم التآمر المتحالفة ضد الدوحة، ستبقى الإمارات غالية على قلوبنا، وسيبقى شعبها أخوة أعزاء لنا. .. وتأكيداً على ذلك، ليس عندي ما أختم به مقالي أفضل من ترديد الأغنية الرائعة، التي تعكس محبتنا لأهلنا الكرام الأعزاء في الإمارات، التي نظم كلماتها الزعيم الراحل الكبير، مؤسس دولتهم الاتحادية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ــ رحمه الله ــ ويقول فيها «إن هويتونا هويناكم .. وبنتصبر لي جفيتونا» رحم الله «حكيم الإمارات»، وأسكنه فسيح جناته، وألهم «أهل شرق» الحكمة في مواقفهم غير الحكيمة تجاه قطر. .. وقولوا للإمارات إننا لن نتنازل عن سيادتنا الوطنية. .. وقولوا لهم في أبوظبي, إن دولتــــنا المحـــاصـــــرة مصطـــــفة بكل مكونـــــاتها خــــلـــف قائـــدنا وأميـــرنا ورمــــزنا، حـــضرة صـــــــاحـــب الســمو الشـــيــــــخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. .. وقولوا لهم ولغيرهم «كلنا قطر .. كلنا تميم المجد».
رسالة إلى الدكتور «أنور قرقاش» وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أحمد علي يكتب في كلمة صدق اليوم تحرير الجزر لا يبدأ من قطر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قطر ليست إمارة تابعة لكم .. وتعاملكم الفوقي لا يصلح سوى في إماراتكم المأمورة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لم نسمع أنكم أصدرتم قرارا يمنع أهلنا في الإمارات من التواصل مع أهلهم في إيران ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ معالي الأخ الدكتور أنور محمد قرقاش الموقر وزير الدولة للشؤون الخارجية ــ أبوظبي دولة الإمارات العربية المتحدة تحية رمضانية، أزفها إليك في العشر الأواخر من الشهر الكريم، مبادراً بتهنئتك بقرب حلول عيد الفطر المبارك، وكل عام وأهلنا الكرام في الإمارات بكل خير، ومعهم «عبدالله بالخير»! أكتب لكم هذه الرسالة من وهج شعلة الغاز الطبيعي المتوقدة في «حقل الشمال»، الذي يغذي «دولفين للطاقة»، وهو أكبر مشاريع الاستثمارات المشتركة بينـنا وبينكم في المنطقة، حيث ينقل لكم الغاز القطري النظيف عبر أنابيب تحت الأرض، إلى منطقة «الطويلة» في إمارة أبوظبي، ومنها إلى جميع أنحاء دولتكم. .. ومع تدفق «الغاز القطري» في ذلك المشروع الحيوي، ملبياً أكثر مـــــن ٣٠ % من احتــــياجــــــاتكم، حــيــث يضــــخ لكـــــم نحــو ملياري قدم مكعبة، تتدفق كلمات رسالتي بلا انقطاع أو قطيعة أو تقاطع، محاولاً تفكيك «ألغاز» قراركم بقطع علاقاتكم مع قطر بلا مبرر. .. ورغم القطيـــعة، أريـــد أن أطمئنـكـم أننا لا نــنوي قطـــع تلك «الطاقة الحيوية» عنكم، لأننا نقدم الأخلاق على الفراق، ولأن دولتنا لا تتعامل مع الآخرين وفقاً لمصالحــها وعقــــودها فحسب، وإنما بقواعدها وأخلاقها، ومبادئها وقيمها الإنسانية. معالي الأخ الدكتور أنور قرقاش.. لست بحاجة إلى توضيح مشاعري الأخوية تجاهك، فأنت تعرفها أكثر مني، ولا تنس أن في ذاكرة كل واحد منا ذكريات جميلة عن الآخر، وهناك أكثر من «موقف نبيل» صادر من الآخر تجاه الآخر، وكلها تعكس المعدن الأصيل، الذي لا يزيد فيه أو يزايد أحدنا على الآخر. .. وبعيداً عن العلاقة الشخصية التي تربطني بك، منذ أكثر من ٣٥ عاماً، أخاطـبك عبر هــذه الرســــالة بصفتك الرسميــــة، ومثــــلما أحترم دفاعك «التويـــتري» عن موقــــف وطنك الإمارات، ينــــبغي أن تحترم دفاعي عن وطني قطر، حتى الرمق الأخير، وحتى النبض الأخير، وحتى السطر الأخير دون أن يفسد ذلك «علاقتنا التاريخية» ويؤدي بها إلى قطيعة أبدية. معالي الوزير أنور قرقاش.. لقد صرحتم مؤخراً أن عزل قطر قد يستمر سنوات، وأنه ليس لديكم أي نية للتراجـــــع عن موقفـــــكم قريـــبا، وأن الأزمـــة لن تحل قبل أن تغير الدوحة سياستها، وأنه ليس لديكم نية لما سميتموه «طرد قطر» من «مجلس التعاون»! .. وما من شك في أن كل هذا الاستعلاء والاستعداء، والاستكبار والاستهتار بالروابط الأخوية لا يفيد مع قطر، ويؤسفني إبلاغكم أن هذه التصريحات لا تليق أن يدلي بها مسؤول كبير، يتبوأ موقعكم الدبلوماسي المرموق، خاصة إذا علمنا أنكم درستم «السياسة» وتخصصتم فيــــها، لكن خطابكـــــم السياسي لا يحــــمل في طـــياته ذرة واحدة من الدبلوماسية! .. وأريد أن أخبركم أن كل هذا التعامل الفوقي يمكنكم تطبيقه على الفجيرة، وأم القيوين، ورأس الخيمة، وباقي إماراتكم المأمورة، ولكن مع قطر ينبغي أن يكون خطابكم متكافئاً متوازناً محترماً، يحترم سيادتها، ويقدر ريادتها، خاصة أنها ليست إمارة تابعة لكم، من «الإمارات المجبورة» على تنفيذ أوامركم! .. وما دامت لديكم كل هذه الطاقة الفائضة من القدرات الكلامية، والأوامر الاستعراضية، لماذا لا تفرغونها على الساحل الآخر، حيث توجد جزركم المحتلة، التي مضى على احتلالها أكثر من ٤٦ عاماً؟ .. ومن الملاحظ ــ يا معالي الوزير ــ أن قضية الجزر لا تظهر إلا في «بيانات مجلس التعاون»، ولا تحضر إلا في وثائق الجامعة العربية، لكنها تتوارى ــ ولا أقول تستحي من الظهور ــ وتختفي عندما يتعلق الأمر بما يحتويه ملف علاقاتكم الثنائية الوثيقة مع الجمهورية الإيرانية! .. وربـــــما تكــــون مــــــلاحظـــاتـــي ليــــست في محلــــها، ولكـــــن بـــماذا تفسرون عدم حشد طاقاتكم و«تغريداتكم» لتحرير جزركم المحتلة، التي لا تبعد أكبرها وهي جزيرة «أبو موسى» عن حدودكم سوى ٤٣ كيلومتراً فقط، وأعتقد أنها أقرب جغرافياً لكم من الدوحة، التي نراكم تشغلون وقتكم صباحاً ومساء بـ«التغريد» ضدها في حسابكم «التويتري»؟ فلماذا كل هذا «التحشيد» ضد قطر وكأنها تشكل لكم مصدر الخطر؟ .. وما من شك في أن افتعال مشكلتكم مع دولتنا ينعكس سلباً على قضية الجزر، إلا إذا كنتم تعتقدون أن تحريرها يبدأ من قطر! .. ورغم كل جوركم علينا، أؤكد لكم أن قضية جزركم المحتلة متجذرة في داخلنا، متأصلة في نفوسنا، متوهجة في وجداننا، ولا يجوز لكم أو لغيركم التفريط فيها أو التنازل عنها أو التراجع عن تحريرها، مهما طال الزمن. .. ولأن «الطنب» تعني الدعامة، فإنني أعلن من خلال هذه الرسالة دعمي إعلامياً وسياسياً وميدانياً لتحرير «طنب الكبرى» وشقيقتها الصغرى، ومعهما «أبو موسى» فما رأيكم يا «أبا محمد»؟ معالي الوزير الدكتور أنور قرقاش.. لقد مضى على احتلال جزركم ٤٦ عاماً تقريباً، الذي وقع في ٢٠ نوفمبر ١٩٧١، ومنذ ذلك التاريخ الموغل في التاريخ، لم نسمع أنكم منعتم «إيرانيا» واحدا أو «خودموني» وحيدا من دخول الإمارات، مثلما تفعلون حالياً مع أشقائكم القطريين، ولم نسمع أنكم أغلقتم أجواءكم، وسماءكم، وموانئكم ومنافذكم، و«بارجيلاتكم» الحاضرة في منطقة «البستكية»، هناك في «الشندغة»، أو أوصدتم «درايشكم» وقلوبكم أمام الطائرات والسفن الإيرانية التي تسرح وتمرح في بلادكم، تنقل الإيرانيين وبضائعهم إلى أسواقكم وفنادقكم ومراكزكم التجارية! .. ولو كنتم تريدون حـــقاً تحــــريـــر جـــزركم المحـــتلة لأوقفــــتم التبادل التجاري النشيــــــط مع الـــدولة التي قــــامت باحتــــلالها، وفرضتم المقاطعة الاقتصادية الشـــاملة عليها، كما تفعلون حالياً مع أشقائكم في قطر! .. ولا يحتاج الأمر إلى «آلة حاسبة» لأحسب معكم ــ ولا أحاسبكم ــ حجم عمليات التبادل الاقتصادي التي تتم بينكم مع حكومة طهران بمليارات الدولارات، حيث تعتبر الإمارات الشريك التجاري الأول للجمهورية الإيرانية التي تحتل جزركم! .. وأستطيع القول بالأرقام إنه خلال الأعوام من ٢٠١١ ــ ٢٠١٤ بلغت التعاملات التجارية بين الطرفين ١٦ مليار دولار، ووصلت إلى حدود ٢٥ ملياراً من الدولارات. .. ويعلم كل المتابعين لشؤون المنطقة أن تبادلاتكم التجارية مع الجمهورية الإيرانية تسير بانسيابية كسيرورة قطارات «المترو» في محطات «دبي»، التي تم افتتاحها في التاسع من سبتمبر عام ٢٠٠٩، وبالتحديد في الساعة (٩٩٩) مساءً وهو المشروع الكبير الذي لا يستفيد منه سوى الجاليات الآسيوية، وفي مقدمتها الإيرانية! .. وتعكس كل هذه الأرقام حقيقة الانسجام والهيام ولا أقول «الغرام» مع الدولة الإيرانية، التي تحتل جزركم، يا أهلنا الكرام! .. وإذا أردتم المزيد فإنني أعيد وأزيد وأقول لكم إنه يعيش حالياً في الإمارات نحو نصف مليون إيراني، أو كما تسمونهم «خودموني»، وتوجد في أوساطهم زيجات بين إماراتيين وإيرانيات، ولم نسمع أنكم أبعدتم أولئك الأمهــــات عن أبنائهــــن من الإمارات، مثلما فعلتم مع الزوجات القطريات! معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية.. إن محاولتكم الالتفاف على استقلالية القرار القطري، بخصوص التعامل مع كثير من الملفات الإقليـــمية، يـــعد نوعاً من أنـــواع التدخل الآمر ــ ولا أقول السافر ــ في شؤوننا الداخلية! .. ومثلما نحترم مواقفكم السياسية المتباينة معنا في ليبيا ومصر وسوريا واليمـــــن والمالديـــف وجيبـــوتي وجزر القــمــــر «وكوكب زحل» وغيــــرها، ينبـــغـــي عليـــكم احترام مواقفنا تجاه القضايا الإقليمية. .. ولا تنسوا أنه داخل البيت الواحد تختلف أذواق الجالسين على «مائدة العائلة»، فهناك من يحب «الجشيد»، وهناك من يطلب «العصيد»، وهناك من يكره «الثريد»، ومسألة تفضيل طعام أو شراب أو ثياب تختلف من شخص إلى آخر. .. وقد يكون الاختلاف نابعاً من نوع الشيء المختلف عليه، أو بسبب شكله أو رائحته، أو بسبب الحساسية أو التحسس من أنواع معينة من «الأطباق» التي تسبب «الإسهال»! .. وفي عالم السياسة هناك من يتمدد في موقفه، وهناك من يتشدد، في الكثير من المسائل، وهناك من تقوم سياسته على «التساهل»، وهذا ما نراه ماثلاً في موقفكم المتساهل مع إيران، التي تحتل جزركم دون أن تفكروا في قطيعتها أو مقاطعتها كما فعلتم مع شقيقتكم قطر. .. ورغم احتلالها جزركم لم نسمع أنكم أصدرتم قراراً يمنع أهلنا في الإمارات من التواصل مع «أهلهم» في إيران، لأي سبب كان، ولهذا يصعب تفسير موقفكم المثـــير، المستعـــصي على التفكير، ضد أشقائكم القطريين، عندما قررتم مقاطعتنا بلا تبرير. معالي الوزير.. أريد أن أحيلكم إلى تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأميركية «هيذرناورت»، التي شككت بشدة في دوافعكم لمقاطعة قطر، قائلة إنها مندهشة من عدم كشفكم عن «شكواكم» التي تشتكي من شكوككم! .. وفي أقوى لهجة استخدمتها واشنطن حتى الآن بشأن أزمتكم المفتعلة مع قطر، أكدت الناطقة بلسان وزارة خارجيتها أنه كلما مر الوقت زادت الشكوك بشأن تحركاتكم ضد الدوحة. .. وأضافت المتحدثة الأميركية أنه «في هذه اللحظة ليس أمامنا سوى سؤال واحد وبسيط؟» هل كانت التحركات فعلاً بشأن مخاوفكم إزاء دعم قطر المزعوم للإرهاب، أم هي بشأن شكاوي تعتمل منذ فترة طويلة بين دول مجلس التعاون؟، وهذا ما دفعكم إلى تقديـــم قائمتــــكم أمس، كـــما أعلن «ريكس تيرلسون» وزير الخارجية الأميركية. .. وما من شك في أن التصريحات القوية التي سبـــقت تقــديم «القائمة المشبوهة» تكشف الحقيقة أمام الرأي العام الخليجي والعربي والأميركي والعالمي، وتظهر أن أزمتكم مفتعلة مع قطر، تحركها دوافع مفتعلة، لكنها غير فاعلة، وليست فعالة في إثبات «اتهاماتها الفعولة» ضد الدوحة. .. ولا جدال في أن الصدمة الهائلة التي أحدثتها التصريحات الأميركية في نفوسكم لا تقل عن ردود أفعال ضيوف برنامج «رامز تحت الأرض» الذي تم تصويره في أبوظبي، عندما يفاجأون بظهور تنين «كومودو»، وهو أضخم أنواع السحالي اللاحمة، وله عضة بالغة القوة، ومخالبه القوية تمزق اللحوم الآدمية! معالي الوزير أنور قرقاش.. قبـــــل دعــــوتكـــــــم دول العـــــالم الـــبحث عما تســــمونـــــــــه آلــــية مراقبة لإجبار الدوحة على الالتزام بوضع نهاية لما تسمونه دعمها «الإرهاب»، وفقاً لمزاعمكم وعلى حد قولكم لصحيفة «الغارديان» البريطانية، أطالب المجتمع الدولي بمراقبة «تغريداتكم» التي تجاوزت حدود «التغريد الدبلوماسي» لتصل إلى صميم التحريض العدائي. .. وطبعاً كل هذا ليس من شيم الأشقاء، ولا من صفات الأصدقاء، ولا يدخل في أعمال «الأعدقاء»! .. ولعل ما يعيد إحيـــاء أســطـــورة «العـــــنقـــاء» قـــولكــــــم إن «حــل الأزمة في الرياض وعند سلمان»، وكنا نتمنى ذلك، ولكن كيف يمكــــــن أن يتحقـــــق ذلك بعـــدما اندفعـــت السعودية دفعاً لتكون طرفاً رئيسياً من أطراف الأزمة؟ .. وما مـــــن شـــك في أن الحــــل المرتقـــــب سيــــكون بمشــــيئة الله «في الكويت وعند صباح»، الذي آثر القيام بدور الحكيم المحايد، وهذا ليس غريباً علــى «أمير الإنسانية»، أما ما يتعـــلق بــــقولكــــم إن «الحل في الرياض» فلا أعتقد أن صاحب أي مشكلة يكون لديه حلها، وإذا كان الأمر كذلك، فإننا نقول لكم إن حل مشكلتكم المستعصية حول الجزر موجود في إيران، وبالتحديد عند رئيسهم خاتمي في طهران! معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية.. لقد أعلن التحالف الدولي مقتل مفتي تنظيم «داعـش» الإرهابي في غارة جوية على سوريا، واسمه الكامل تركي بن مبارك بن عبدالله البنعلي، وهو مواطن بحريني، رغم إسقاط جنسيته، وهو ليس قطرياً. .. وكما نعلم أن مملكة البحرين حليفتكم في «تحالفكم الجائر» ضد قطر، الذي تزعمون أنه يهدف إلى مكافحة «الإرهاب القطري»، فما قولكم في «الإرهابي البنعلي» المولود في المحرق، في العاشر من مايو عام ١٩٨٣، وهو أقرب المقربين من زعيم «التنظيم الداعــشي»، وكــــان يقوم بدور مركزي في تجنيد الإرهابيــــــين، والدفـــــع بهم للقـــــيام بهجمات إرهابية حول العالم؟ .. والمفارقة أنه تلقى جزءا من تعليمه في إحدى الكليات الإسلامية بالإمــــــارات، قبــــل أن يغـــادرهــــا، متنــــقلاً إلى العــــديد مـــــن الدول المتحالفة ضد قطر، وهي السعودية ومصر، وليبيا واليمن، وقد عمل إماماً لمسجدين في «المحرق»، ومدرساً في إحدى مدارس «الحالة» في البحرين، وأصدر رسائل بحثية متطــــرفة، أبـــــرزها رســالة «مد الأيادي لبيعة البغدادي»! .. ومن المؤكد أن هذا «القيادي الداعشي» لو كان قطرياً لقلبتم الدنيا صخباً وضجيجاً، ولكن لأنه مواطن بحريني الجذور، فقد بلعتم ألسنتكم، وليس لديكم ما تقولونه، خاصة أن «الإرهابي البحريني» تلقى في الإمارات بعضاً من علومه المتطرفة، ولا أقول «علوم الدار»! معالي الأخ الوزير أنور قرقاش.. أراكم تعيبون علينا وجود «عزمي بشــــارة» بين ظهــــرانيـــنا، وهـــو مفكر عربي فلسطيني مرموق، من عرب ٤٨، ودوره في قطر لا يخرج عن إطار نشر الفكر وليس الشــــــر، من خلال موقعه كــــمدير عام «المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات»، ويحسب له ولا يحسب عليه، أنه خرج منفياً من إسرائيل، ملاحقاً من سلطاتها ولجأ إلينا. .. وما أريد قوله إنه ليس «إرهابياً» حتى تخافون منه، ولا يرتدي «حزاماً ناسفاً» حتى ترتعشون من اسمه في الإمارات. لكن ما يجعلــــــني أندهـــــش، ولا أقـــــول إنني أرتعـــــش، أنــــكم تتجاهلون احتضانكم «محمد دحلان» الملطخة يداه بدماء الفلسطينيين، الذي يوصف بأنه «بندقية مأجــورة»، ولــــــه تاريخ أســـــود في التحريض، والإقصاء والتصفية والإلغــــــــاء، وكان يشغل منـــصب «رئيس الأمن الوقائي» سابقاً، وتم طرده من حركة «فتح»، وهو يقود حالياً صراعاً حامي الوطيس بتمويل إماراتي ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، طمعاً في السلطة والحكم المتحكم بعيدا عن الحكمة! معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية.. إذا كانت الحكمة قد ولدت في اليونان القديمة على يد فلاسفتها، فإنها «نحرت» ولا أقول انتحرت في المنطقة على يد ساستها، وأخص منهم المتآمرين على قطر، الذين قاطعوها، فقطعوا صلة الأرحام مع شعبها. .. والمشكلة ــ يا معالي الوزير ــ أن المتآمرين على الدوحة يحيطون أنفسهم بمستشارين من شاكلة «محمد دحلان» ينفخون في ذاتهم ــ كالنفاخة ــ أو «البالون»، وهم لا يدركون أنها لا تستوعب من الهواء أكثر من حجمها، وأن النفخ الكثير فيها سيؤدي إلى انفجارها لتحدث صوتاً عالياً «بوووووم»، وأول المتضررين من تمزقها هم أصحابها! .. وعندما نستعرض أسماء الذين يشاركون في التآمر على قطر حالياً، فإننا نستعيذ «برب الفلق من شر ما خلق»، وكان آخرهم المهرج «ناصر القصبي» الذي خرج من بلاده «لاجئاً» عندكم، بسبب ارتفاع منسوب «التطرف» في أوساط المملكة، لدرجة تهديده بالقتل!، .. والمؤسف أن مستوى الفجور في الخصومة عندكم وصل إلى درجة السقوط في مستنقع العيب، بعد إنتاج حلقة هابطة من برنامج «سيلفي»، وتم خلال الحلقة الغمز واللمز فيما يتعلق بالتغيير الوطني في قطر، الذي تم بإرادة الشعب القطري عام ١٩٩٥، ونقلها إلى آفاق التطور. .. وبحكم أنكم درستـــــم السياســـــة، وتحملـــون شهادة الدكتــــوراه فيهـــــا، لا يغيـــب عنكم أن معظـــم دول المنطــــقة تمت فيها تغييرات استدعتها الضرورات الوطنية، ولا يخفى عليكم، بل ليس بعيداً عنكم، تفاصيل «المتغيرات» التي وقعت في السادس من أغسطس عام ١٩٦٦، ونقلت مقاليد الحـــكم في إمارة أبوظبي، من «الشيخ شخبوط»، الذي كان الحاكم الحادي عشر للإمارة، إلى شقيقه الـــــشيخ زايد بن سلطان آل نهيــــان ــ طيب الله ثراه ــ ليقود إمـــــارته إلى آفاق التطور. .. ولا ننسى في السعودية القفزة الهائـــلة التي حقــــــقها الأمـــير الشاب محمد بن سلمان، ليصبح ولياً مباشراً للعهد، بعد صدور «الأمر الملكي» المتضمن إعفاء الأمير محمد بن نايف من منصبه، وهذا يدفعني إلى أن أرفع أصدق التهاني القلبية إلى «صاحب السمو الملكي» بمناسبة نيله «الثقة الملكية»، مما يعكس جدارته بالاختيار المستحق المبارك، الذي لقي مباركة شعبية، في الشهر المبارك. .. وعلى هذا الأساس لا يعيب قطر ما جرى فيـــها عام ١٩٩٥، فـــــهذا «شأن داخلي»، تم بمباركة الأسرة الحاكمــــة، وتأييــــد ومبـــاركة الشعب القطري، ولكن العيب ــ كل العيب ــ أن يتجاهل الآخرون وقائع التاريخ التي دارت على أرضهم، ويتناسون الانعطافات الحادة، ولا أقول الجادة، التي شهدتها أنظمتهم! .. وكــــــــان من بينهـــــا محاولة الانقــــلاب على شرعيـــــة الشـــــيخ سـلطان بن محمــــــد القاســــمي، حاكـــــم الشـــــــارقـــة، التي تــــمت بمباركة وتأييد أبوظبي، ولولا تدخل دبي القوي لنجح الانقلاب على الشرعية في إمارة الشارقة، الذي جرت أحداثه في الرابع عشر من يونيو عام ١٩٨٧، عندما قام الشيخ عبدالعزيز بن محمد القاسمي رئيــــس «الحرس الأميري» وقتها، بالاستيلاء على السلطة، مستغلاً غياب شقيقه الحاكم المثقف، الدكتور سلطان القاسمي. .. وعلى وقع هذه الأحداث المؤسفة، توترت العلاقات ما بين إمارة أبوظبي المؤيدة للانقلاب، وإمارة دبي المعارضة له، التي دافعت بقوة عن الشرعية في الشارقة. معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية.. أعتقد أنكم تتفقون معي أنه لا داعي لأي جهة في المنطقة القيام بالأعمال الصبيانية، التي لا يقوم بها إلا «فريخات الفريج»، عندما يقومون بقذف بعضهم البعض بالطين، مما يكشف عوراتهم أمام الآخرين، بعدما يخلعون ثيابهم المتسخة بالوحل! .. وما من شك في أن قيام فضائية (MBC) السعودية، التي تبث برامجها من فضاء الإمارات، بنشر قاذوراتها في حلقة يسمونها «سيلفي»، يعد انزلاقاً في مستنقع العيب، الذي لا ينسجم مع أخلاق «البيت الخليجي»، ولا يتوافق مع صفات الخليجيين. .. ولا تنسوا أن لدينا قامات درامية كبيرة، سواء في الكوميديا أو التراجيـــــــديا، ونستطــيع إنتـــاج مسلـــسلات تتناول الكثير من التجاوزات غير الأخلاقية، التي وقعت في الإمارات أو غيرها، منها على سبيل المثال لا الحصر، «فضيحة الشيخ» الذي تم تصويره عام ٢٠٠٤ في مزرعتـــــه بالصحـــراء، برفقــــــة أشــــخاص يقـــــومـــون بتعذيب عامل آسيوي موثوق اليدين، وتم بث «الشريط السادي» في قناة (A.B.C) نيوز الأميركية، ليحدث ضجة في الأوساط العالمية، باعتباره يمــثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان في كل مكان. معالي الأخ الوزير أنور قرقاش .. هذه الرسالة ثمرة من ثمار الحقيقة المرة، بل هي نتيجة من نتائج الأزمة الأكثر مرارة، كتبتها إليك حيث ترفرف الرايات القطرية، وترتفع الهامات الوطنية، في البلد الذي تفوح في أرجائه رائحة القهوة العربية، المسكوبة في فنجان النخوة الخليجية. أكتبها إليك من «الشرفة التميــــــمية» المطلة على مياه الخليج، حــــــيث البحر المترامي الأطـــــراف بزرقتـــه الفـــيروزية، وحيث زرقة سماء قطر الصافية، كصفاء قلوب أهلها ومواطنيها وساكنيها. .. ومن خلال هذه الرســـالة التي قاربـــــــــت على نهايتــــها، وضعت النقاط على الحــــــروف، ووضعـــت الحروف على الســــطور، ووضعت السطور على هذه المساحة، وخاطبتكم من خلالها بلسان مواطن قطري، يخاطب أخاه الإماراتي مسترجعاً أيام الزمن الجميل، مستعرضاً الموقف الأخوي «النبيل» بينه وبينه، الذي لا يمحى من ذاكرته، ولا ينسى من ذكرياته، مستطعماً مذاق «الشاي الإيراني» الذي احتسيناه سوياً ! .. وما من شك في أن «النبل موقف أصيل»، لا يمكن أن أقابله أنا وأنت إلا بالشعور الجميل، حتى لو كنا نعيش حالياً في محيط ظلامي، توجهون فيه الاتهامات الباطلة ضدنا بلا دليل. معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية.. معذرة على جرأتي في مخاطبتك بكل هذه الصراحة، ولكن لي العذر فيها، فقد تعلمنا الجرأة في مدرسة صاحب السمو «الأمير الوالد» الشيخ حمد بن خليـــــفة آل ثاني، حفــــظه الله، وتعلمنا منـــه أن نتمسك بثوابتنا الوطنية، ولا نسمح للآخرين أن يتدخلوا في شؤوننا الداخلية، لأنهم ليسوا أوصياء علينا. .. وتعلمنا أيضاً أن الحقيقة قد تغفو أحياناً في منطقتنا المعتلة، بكـــــــل حـــروف العــلة، لكنـــــها لا تمـــوت مطلقـــا، .. وتعلمـــــنا أن البحر مهما كانت أمواجه عالية، فإنها ستكسر على صخور شواطئنا، وتعلمنا بل تعودنا في قطر ألا نكترث من أقوال الحاسدين، أو أفعال الحاقدين، أو مواقف المتآمرين، وأن المستقبل لا يكبر ولا يزهر ولا يزدهر إلا بأفعال الحاضر. .. وتعلمــــــنا من صاحــــب الســـمو «الأميــــر الوالد» ألا نلــتقط الذهب الساقط، والمعدن اللاقط، عندما يكون مطروحــاً على الأرض، حتى لا ننحني! .. وبعيدا عن الانحناء و«رمسات السياسة» المملة، اسمحوا لي أخيراً أن التقط معكم صـــورة «سيلـــفي» نسترجع من خلالها ذكريات الأخوة التي جمعتنا على مدى الأيام الماضية والسنين، متمنياً ألا أجد اسمي بعد هذه المقالة في «قائمة الإرهابيين»! احمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
قارن عزمي بشارة مع:
شارك صفحة عزمي بشارة على