عبد الله بن علي بن عبد الله

عبد الله بن علي بن عبد الله

عبدالله بن علي بن عبدالله : ( ت ١٤٧هـ/ ٧٦٤م ) أمير عباسي ، هو عمُّ الخليفتين أبو العباس عبد الله السفاح وأبو جعفر المنصور، فتك بالأمويين في معركة الزاب . طالب بالخلافة أيام المنصور فهزمه أبو مسلم الخراساني، وقد مات سجيناً .عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس عم السفاح والمنصور من الرجال الدهاة وكان بطلا شجاعا مهيبا جبارا عسوفا سفاكا للدماء به قامت الدولة العباسية سار في أربعين ألفا أو أكثر فالتقى في معركة مع الخليفة الاموي مروان بن محمد بقرب الموصل فهزمه ومزق جيوشه ولج في طلبه وطوى البلاد حتى نازل دار الخلافة الاموية في دمشق فحاصرها أياما وأخذها بالسيف وقتل خلقا كثيرا من اهل دمشق ، ثم جهز في الحال أخاه صالح بن علي في طلب مروان إلى أن أدركه بقرية بوصير في مصر فبيت مروان فقاتل حتى قتل وهرب ابنا مروان عبد الله وعبد الملك إلى الحبشة وانتهت الدولة الأموية ولما مات أبو العباس السفاح زعم عبد الله أنه ولي عهده وبايعه أمراء الشام وبويع ابو جعفر المنصور بالعراق وندب لحرب عمه صاحب الدعوة أبا مسلم الخراساني فالتقى الجمعات بنصيبين فاشتد القتال وقتلت الأبطال وعظم الخطب ثم انهزم عبد الله في خواصه وقصد البصرة فأخفاه أخوه سليمان مدة ثم ما زال المنصور يلح في طلبه حتى أسلمه فسجنه سنوات فيقال حفر أساس الحبس وأرسل عليه الماء فوقع على عبد الله في سنة ١٤٧ هـ ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بعبد الله بن علي بن عبد الله؟
أعلى المصادر التى تكتب عن عبد الله بن علي بن عبد الله
«كتارا» تستحضر أمجاد الماضي في زمن «تميم المجد» .......................................................... أحمد علي يكتب رحلة «فتح الخير» رسالة خير قطرية إلى دول الخير .......................................................... على إيقاعات «لفجري»، وهو ذلك الفن التراثي البحري، المرتبط برحلات الغوص خلال العقود القديمة، بحثاً عن اللؤلؤ، انطلقت رحلة «فتح الخير ٣»، إلى أهل الخير، في البلدين الشقيقين الكويت وسلطنة عُمان، تحمل على متنها رســـالة خير قطــــرية إلى دول الخير. هناك على «سيف كتارا» وشاطئه، الذي يعانق البحر، كان الحضور الجماهيري كثيفاً في وداعية «المحمل القطري»، يتقدمهم سعادة الشيخ خالد بن حمد آل ثاني ــ حفظه الله ــ وسعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، الذي بات شخصية ثقافية عالمية، بعد خوضه الباهر انتخابات «اليونسكو»، لدرجة أن حضــــوره أصـــبح يضيف ألقاً علمياً، وزخماً ثقافياً على الفعاليات التي يحضرها! إضافة إلى حضور الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام لمؤسسة الحي الثقافي «كتارا»، التي أصبحت ملتقى لثقافات العالم، في إطار إحياء موروثنا الشعبي، والحفاظ على هويتنا الوطنية، وإظهارها أمام العالم بالصورة التي تليق باسم وطننا قطر. .. ومثلما نجح الدكتور السليطي بصفته «نوخذة» مؤسسة «كتارا» التي يقودها من نجاح إلى آخر، فقد نجح الشاب القطري محمد بن يوسف السادة في تجسيد شخصية «النوخذة»، وجعلها تنبض بالحياة، على ظهر «فتح الخير»، بصفته ربان السفينة وقائدها، التي يقودها نحو أهدافها، لتحمل رسالة قطر الخير للغير، ضمن فعالية حقيقية، تحاكي الرحلات البحرية القديمة، بمشاركة «اليزوة»، وهم فريقه البحري، الذين يشاركونه متاعب الرحلة، معبراً بذلك عن حياة أهل قطر في زمن الغوص، وعصر جمع المحار، بحثاً عن اللؤلؤ، وسبر أغوار البحار، لكشف الخبايا والأسرار. .. وما من شك في أن رحلة «فتح الخير» تعد توثيقـــاً ميدانـــياً حياً لموروثــنا البحــري، وسعياً وطنياً حثيثاً للمحافظـــــة عليـــه، حيــــث يشكـــل تراث البحــر جزءاً أصيلاً من الموروث الشعبي القطري، ويأتي اهتمام «كتارا» ورعايتها لهذا التراث العريق، دعماً للجهود الرامية إلى توثيق ما خلفه الأجداد. .. ولأن إنسان قطر قبل اكتشاف النفط كان يعيش على ساحل البحر، فقد كان يمتهن مهنة الغوص، بشغف نادر، حيث لا مورد رزق آخر. .. وحرصاً على ربط الأجيال بتاريخهـــا وتراثهــــا، وتأصيـــل الموروث الثــــقافي البحــــري، لا ننسى أن «فتح الخير» تعتبر من أشهر «المحامل» القطرية في تلك الحقبة، وكان يملكها المغفور له بمشيئة الله الشيخ حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني، رحمه الله. .. ولعل ما يميز رحلة السفينة القطرية العريقة لهذا العام أن شراعها المشرع تصدرته لوحة «تميم المجد»، التي أصبحت شعاراً وطنياً، ورمزاً قطرياً، يرمز إلى أمجاد القطريين، وارتباطهم بصانع أمجادهم. .. وتشكل رحلة السفينة القطرية، وعلى متنها قائدها «النوخذة»، يرافقه فريق «اليزوة» المكون من ١٦ شاباً قطرياً من ذوي السواعد الوطنية القوية، رسالة شكر وعرفان إلى أهلنا الكرام في الكويت وسلطنة عمان، تقديراً لموقفهم المشرف قيادة وشعباً من الأزمة الخليجية. .. وخلال هذه الرحلة البحرية، يعيد أولئك الشباب إحياء قصة القطريين مع البحر قبل اكتشاف النفط، وكيف كانوا يركبون أمواجه بسفنهم الخشبية، ويتنقلون بين «بنادر» المنطقة، وصولاً إلى الموانئ البعيدة، ترافقهم دعوات الأهالي، والأهازيج الشعبية، وأنغام الأغاني البحرية. .. وعندما أتوقف عند «نوخذة» محمل «فتح الخير» لا بد أن أفتح أبواب الخير على أشهر «نواخذة قطر»، وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر سلمان بن حمد الحسن المهندي، وأحمد بن عيسى المهندي وغيرهما كثيرون، برعوا في هذا المجال. أما أشهر «الطواشين» وهم تجار اللؤلؤ، فيأتي في مقدمتهم الشيخ علي بن جاسم آل ثاني وشقيقه سلطان بن جاسم آل ثاني، وعبدالله بن علي المسند، وسلطان بن خلف المريخي. أما أشهر «الغاصة» الذين يقومون بالغوص حتى الوصول إلى «صك القوع»، ويواجهون أخطار البحر، ويتحدون «اليريور»، و«اللخمة» وغيرهما من الكائنات البحرية الخطيرة، أذكر أبرزهم إبراهيم بن علي المريخي، وعيد بن ثاني المريخي، وناصر بن سيف المريخي، وغيرهم من أصحاب النفس الطويل. .. ولا جدال في أن إطلاق رحلات «فتح الخير» تعيد إحياء ذكريات هؤلاء الرواد، وتبعث روح التجدد في ثقافة البحر، وفنونه المختلفة، وتساهم في تحفيز إشراقات التراث في الذاكرة الجماعية للشعب القطري، وتسويق هذه الصورة التراثية المجتمعية، ونقلها إلى الشعوب الأخرى، من خلال انفتاح قطر على دول الجوار، رغم الحصار. لقد التئم المهرجان السابع للمحامل التقليدية هناك على شاطئ «كتارا»، متحدياً الحصار الجائر المفروض على قطر، بمشاركة دولية واسعة، ومن خلال ذلك اللقاء البحري السنوي، أظهر القطريون كيف كان الإنسان القطري في حقبة ما قبل النفط يلتقي مع الحضارات الأخرى، ويتواصل معها، وينقل منها وعنها ما يتناسب مع بيئته. هناك على شاطئ «كتارا» جسد شباب قطر العلاقة التي تربط أجدادهم مع البحر، وقاموا بإحياء تاريخنا البحري، حين كان الرواد الأوائل يقومون بدور مهم في التواصل مع الآخرين. هناك حيث البحر يعانق شاطئ «كتارا» تم في المهرجان السابع للمحامل التقليدية استحضار دور الأجداد الذين خاضوا عباب البحار، بحــــثاً عن اللؤلؤ في «الهيرات» والمغاصات البحرية، وأشــــهرهـــــا عـــلى الإطـــلاق «بلهمبــار»، و«ملجلــــج» و«صـــــوفــان»، و«أم الشيف» و«الريعة»، وكلها أماكن يكثر فيها اللؤلؤ، حيــــث «الدانات» تســـكن فـــي أحشاء المحارات. هناك على شاطئ «كتارا»، تحدى القطريون الحصار الجائر المفروض على دولتهم، ونظموا مهرجاناً تراثياً حافلاً بالكثير من الفعاليات المتنوعة، التي استهدفت تعريف الآخرين بقدرات القطريين البحرية، وإظهار مهاراتهم في وسائل ارتياد البحر، واكتشاف أسراره، طلباً للرزق، حتى أصبحوا من أمهر شعوب المنطقة في التعامل معه، لا سيما فيما يتعلق بالصيد والغوص وصناعة السفن والسفر البحري. لقد شكل المهرجان التراثي للمحامل التقليدية، في نسخته السابعة، التي اختتمت أمــــــس، امتـــداداً للنســــخ الـــــسابقة، التــــي ســـعى المنظـــــمون من خــــلالها إلـــــى إحياء تراثنا البحري، بشكل يعكس التاريخ العريق الذي عاشه مجتمعنا، قبل انطلاق مسيرة النهضة المباركة، التي انبثقت من رحم أهوال البحر، وقسوة البيئة الصحراوية، وصولاً إلى الإعمار والتعمير والعمران، والتطلع إلى مستقبل أكثر اشراقاً وازدهاراً، في ظل قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. .. ولأن دولتنا تحظى بموقع جغرافي بحري مميز، فقد نجح أبناؤها في مرحلة ما قبل اكتشاف النفط في تطوير علاقتهم مع البحر، بامتداده الشاسع، ومجاله الواسع، حيث شكل لهم مصدراً للرزق والغذاء، وممراً يضمن اتصالهم وتواصلهم مع العالم الخارجي. لقد شكل ارتياد البحــر تحدياً كبيراً لأبناء قــــطر الأوائـــل، في إطـــار حرصــــهم على اكتشاف المجهول، بحثاً عن آفاق جديدة، فاكتسبوا خبرات ومهارات بحرية واسعة، ساهمت في تفاعلهم، ووثقت تعاملهم، وزادت تواصلهم مع الحضارات والثقافات الأخرى. .. وفي إطار الثقافة البحرية القطرية المتوارثة، كان صوت «النهام» الذي عرفته حقبة الغوص «ينهم» بصوته هناك على شاطئ «كتارا»، مخففاً أوجاع الحصار الجائر المفروض على قطر، مثلما كان أسلافه يبددون هواجس الخوف عند البحارة، ووجع الغربة عند «الغاصة»، الذين شدهم الحنين لعائلاتهم، عندما كانوا يحاولون بعث الحماس في نفوسهم، لتشجيعهم على العمل، وبذل الجهد، من أجل العودة الغانمة، بعيداً عن سحب الخوف القاتمة. لقد كان «النهام» يتصدر كافة فنون البحر والسمر لدى مجتمع البحــــارة، مـــن خلال أدائه الغنائي الحماسي التشجيعي، الذي كان يشـــــكل فعـــلاً تضامنــياً مهـــــماً بل ملهماً لهم، لتخفيف عناء العمل ومشقاته، من خلال «التنزيلة البحـــرية»، التي تعكس عمـــق الشعور الإنساني، في تفاعل البحار مع الأحداث المحيطة به، وردود أفعاله حيالها، عبر خليط من المشاعر الإنسانية المتأرجحة، بين الشـــوق والهــجـــــر، والصبر والضــجــــر، واليأس والأمل، والقدرة على التحمل، أو نفاذ قدرة الاحتمال! .. وفي إطار احتفال القطريين بمهرجانهم البحري هناك على شاطئ «كتارا»، حيث أمواج البحر تتهادى برشاقة، وحيث صرير الصواري المشرعة، وحيث فعل رياح شهر نوفمبر في الأشرعة المسافرة، تكاد تسمع دقات طبل سعد بن عواد الهتمي، تأتي من بعيد مع كل موجة زاحفة! ولا عجب في ذلك، فقد كان «بن عواد» ــ رحمه الله ــ ملك الإيقاع البحري في رحلات الغوص، وكانت ابتسامته لا تفارق وجهه، معبرة عن استمتاعه الشديد بدقات الطبل، وهو يضبط ايقاعاته على «تنزيلة النهام» ، الذي كان يتولى إشعال الحماس في نفوس البحارة، وكأنه يمثل لسان حالهم، أو الناطق بلسان أحوالهم، وهو «ينهم» بصــــوتــــه القوي الشجي، داعياً الله تسهيل مهمتهم. .. وعندما أكتب عن «بن عواد» ورفاقه، فهذا أبسط ما يمكن كتابته، وفاء لكل ما يمت بصلة لتاريخنا البحري العريق الذي نفخر به، وعرفاناً بتضحيات أجدادنا، التي ستظل عالقة في ذاكرتنا، ومستقرة في ذكرياتنا، حرصاً على إطلاع الجيل الجديد من شباب قطر على خصائص الحياة البحرية في الماضي، وما اكتنفتها من صعوبات قبل اكتشاف النفط وتطوير صناعة الغاز. لقد كانت في مهرجان «كتارا» السابع للمحامل التقليدية أكثر من قصة تستحق أن تروى، لكن أروعها أن هذه الاحتفالية التراثية التئمـــت بمشاركة دولية، رغم ظروف الحصار الجائر المفروض على قطر. .. ومن أجـــل قطـــر، وحرصـــــاً على نــــشــر تراثــنا البحــــري العــريق، والتــعريف بموروثنا الثقافي الأصيل، حتماً سنكون جمــــيعاً هنـــاك على شـــاطئ «كـــتارا» الذي يعانق البحر، في استقبال «فتح الخير» في رحلة عودة «محمل الخير»، من دول الخير، التي ستكون بالتزامن مع احتفالاتنا باليوم الوطني لدولتنا الحبيبة قطر، بلد الخير. أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب رحلة «فتح الخير» رسالة خير قطرية إلى دول الخير «كتارا» تستحضر أمجاد الماضي في زمن «تميم المجد» الوطن على إيقاعات «لفجري»، وهو ذلك الفن التراثي البحري، المرتبط برحلات الغوص خلال العقود القديمة، بحثاً عن اللؤلؤ، انطلقت رحلة «فتح الخير ٣»، إلى أهل الخير، في البلدين الشقيقين الكويت وسلطنة عُمان، تحمل على متنها رســـالة خير قطــــرية إلى دول الخير. هناك على «سيف كتارا» وشاطئه، الذي يعانق البحر، كان الحضور الجماهيري كثيفاً في وداعية «المحمل القطري»، يتقدمهم سعادة الشيخ خالد بن حمد آل ثاني ــ حفظه الله ــ وسعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، الذي بات شخصية ثقافية عالمية، بعد خوضه الباهر انتخابات «اليونسكو»، لدرجة أن حضــــوره أصـــبح يضيف ألقاً علمياً، وزخماً ثقافياً على الفعاليات التي يحضرها! إضافة إلى حضور الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام لمؤسسة الحي الثقافي «كتارا»، التي أصبحت ملتقى لثقافات العالم، في إطار إحياء موروثنا الشعبي، والحفاظ على هويتنا الوطنية، وإظهارها أمام العالم بالصورة التي تليق باسم وطننا قطر. .. ومثلما نجح الدكتور السليطي بصفته «نوخذة» مؤسسة «كتارا» التي يقودها من نجاح إلى آخر، فقد نجح الشاب القطري محمد بن يوسف السادة في تجسيد شخصية «النوخذة»، وجعلها تنبض بالحياة، على ظهر «فتح الخير»، بصفته ربان السفينة وقائدها، التي يقودها نحو أهدافها، لتحمل رسالة قطر الخير للغير، ضمن فعالية حقيقية، تحاكي الرحلات البحرية القديمة، بمشاركة «اليزوة»، وهم فريقه البحري، الذين يشاركونه متاعب الرحلة، معبراً بذلك عن حياة أهل قطر في زمن الغوص، وعصر جمع المحار، بحثاً عن اللؤلؤ، وسبر أغوار البحار، لكشف الخبايا والأسرار. .. وما من شك في أن رحلة «فتح الخير» تعد توثيقـــاً ميدانـــياً حياً لموروثــنا البحــري، وسعياً وطنياً حثيثاً للمحافظـــــة عليـــه، حيــــث يشكـــل تراث البحــر جزءاً أصيلاً من الموروث الشعبي القطري، ويأتي اهتمام «كتارا» ورعايتها لهذا التراث العريق، دعماً للجهود الرامية إلى توثيق ما خلفه الأجداد. .. ولأن إنسان قطر قبل اكتشاف النفط كان يعيش على ساحل البحر، فقد كان يمتهن مهنة الغوص، بشغف نادر، حيث لا مورد رزق آخر. .. وحرصاً على ربط الأجيال بتاريخهـــا وتراثهــــا، وتأصيـــل الموروث الثــــقافي البحــــري، لا ننسى أن «فتح الخير» تعتبر من أشهر «المحامل» القطرية في تلك الحقبة، وكان يملكها المغفور له بمشيئة الله الشيخ حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني، رحمه الله. .. ولعل ما يميز رحلة السفينة القطرية العريقة لهذا العام أن شراعها المشرع تصدرته لوحة «تميم المجد»، التي أصبحت شعاراً وطنياً، ورمزاً قطرياً، يرمز إلى أمجاد القطريين، وارتباطهم بصانع أمجادهم. .. وتشكل رحلة السفينة القطرية، وعلى متنها قائدها «النوخذة»، يرافقه فريق «اليزوة» المكون من ١٦ شاباً قطرياً من ذوي السواعد الوطنية القوية، رسالة شكر وعرفان إلى أهلنا الكرام في الكويت وسلطنة عمان، تقديراً لموقفهم المشرف قيادة وشعباً من الأزمة الخليجية. .. وخلال هذه الرحلة البحرية، يعيد أولئك الشباب إحياء قصة القطريين مع البحر قبل اكتشاف النفط، وكيف كانوا يركبون أمواجه بسفنهم الخشبية، ويتنقلون بين «بنادر» المنطقة، وصولاً إلى الموانئ البعيدة، ترافقهم دعوات الأهالي، والأهازيج الشعبية، وأنغام الأغاني البحرية. .. وعندما أتوقف عند «نوخذة» محمل «فتح الخير» لا بد أن أفتح أبواب الخير على أشهر «نواخذة قطر»، وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر سلمان بن حمد الحسن المهندي، وأحمد بن عيسى المهندي وغيرهما كثيرون، برعوا في هذا المجال. أما أشهر «الطواشين» وهم تجار اللؤلؤ، فيأتي في مقدمتهم الشيخ علي بن جاسم آل ثاني وشقيقه سلطان بن جاسم آل ثاني، وعبدالله بن علي المسند، وسلطان بن خلف المريخي. أما أشهر «الغاصة» الذين يقومون بالغوص حتى الوصول إلى «صك القوع»، ويواجهون أخطار البحر، ويتحدون «اليريور»، و«اللخمة» وغيرهما من الكائنات البحرية الخطيرة، أذكر أبرزهم إبراهيم بن علي المريخي، وعيد بن ثاني المريخي، وناصر بن سيف المريخي، وغيرهم من أصحاب النفس الطويل. .. ولا جدال في أن إطلاق رحلات «فتح الخير» تعيد إحياء ذكريات هؤلاء الرواد، وتبعث روح التجدد في ثقافة البحر، وفنونه المختلفة، وتساهم في تحفيز إشراقات التراث في الذاكرة الجماعية للشعب القطري، وتسويق هذه الصورة التراثية المجتمعية، ونقلها إلى الشعوب الأخرى، من خلال انفتاح قطر على دول الجوار، رغم الحصار. لقد التئم المهرجان السابع للمحامل التقليدية هناك على شاطئ «كتارا»، متحدياً الحصار الجائر المفروض على قطر، بمشاركة دولية واسعة، ومن خلال ذلك اللقاء البحري السنوي، أظهر القطريون كيف كان الإنسان القطري في حقبة ما قبل النفط يلتقي مع الحضارات الأخرى، ويتواصل معها، وينقل منها وعنها ما يتناسب مع بيئته. هناك على شاطئ «كتارا» جسد شباب قطر العلاقة التي تربط أجدادهم مع البحر، وقاموا بإحياء تاريخنا البحري، حين كان الرواد الأوائل يقومون بدور مهم في التواصل مع الآخرين. هناك حيث البحر يعانق شاطئ «كتارا» تم في المهرجان السابع للمحامل التقليدية استحضار دور الأجداد الذين خاضوا عباب البحار، بحــــثاً عن اللؤلؤ في «الهيرات» والمغاصات البحرية، وأشــــهرهـــــا عـــلى الإطـــلاق «بلهمبــار»، و«ملجلــــج» و«صـــــوفــان»، و«أم الشيف» و«الريعة»، وكلها أماكن يكثر فيها اللؤلؤ، حيــــث «الدانات» تســـكن فـــي أحشاء المحارات. هناك على شاطئ «كتارا»، تحدى القطريون الحصار الجائر المفروض على دولتهم، ونظموا مهرجاناً تراثياً حافلاً بالكثير من الفعاليات المتنوعة، التي استهدفت تعريف الآخرين بقدرات القطريين البحرية، وإظهار مهاراتهم في وسائل ارتياد البحر، واكتشاف أسراره، طلباً للرزق، حتى أصبحوا من أمهر شعوب المنطقة في التعامل معه، لا سيما فيما يتعلق بالصيد والغوص وصناعة السفن والسفر البحري. لقد شكل المهرجان التراثي للمحامل التقليدية، في نسخته السابعة، التي اختتمت أمــــــس، امتـــداداً للنســــخ الـــــسابقة، التــــي ســـعى المنظـــــمون من خــــلالها إلـــــى إحياء تراثنا البحري، بشكل يعكس التاريخ العريق الذي عاشه مجتمعنا، قبل انطلاق مسيرة النهضة المباركة، التي انبثقت من رحم أهوال البحر، وقسوة البيئة الصحراوية، وصولاً إلى الإعمار والتعمير والعمران، والتطلع إلى مستقبل أكثر اشراقاً وازدهاراً، في ظل قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. .. ولأن دولتنا تحظى بموقع جغرافي بحري مميز، فقد نجح أبناؤها في مرحلة ما قبل اكتشاف النفط في تطوير علاقتهم مع البحر، بامتداده الشاسع، ومجاله الواسع، حيث شكل لهم مصدراً للرزق والغذاء، وممراً يضمن اتصالهم وتواصلهم مع العالم الخارجي. لقد شكل ارتياد البحــر تحدياً كبيراً لأبناء قــــطر الأوائـــل، في إطـــار حرصــــهم على اكتشاف المجهول، بحثاً عن آفاق جديدة، فاكتسبوا خبرات ومهارات بحرية واسعة، ساهمت في تفاعلهم، ووثقت تعاملهم، وزادت تواصلهم مع الحضارات والثقافات الأخرى. .. وفي إطار الثقافة البحرية القطرية المتوارثة، كان صوت «النهام» الذي عرفته حقبة الغوص «ينهم» بصوته هناك على شاطئ «كتارا»، مخففاً أوجاع الحصار الجائر المفروض على قطر، مثلما كان أسلافه يبددون هواجس الخوف عند البحارة، ووجع الغربة عند «الغاصة»، الذين شدهم الحنين لعائلاتهم، عندما كانوا يحاولون بعث الحماس في نفوسهم، لتشجيعهم على العمل، وبذل الجهد، من أجل العودة الغانمة، بعيداً عن سحب الخوف القاتمة. لقد كان «النهام» يتصدر كافة فنون البحر والسمر لدى مجتمع البحــــارة، مـــن خلال أدائه الغنائي الحماسي التشجيعي، الذي كان يشـــــكل فعـــلاً تضامنــياً مهـــــماً بل ملهماً لهم، لتخفيف عناء العمل ومشقاته، من خلال «التنزيلة البحـــرية»، التي تعكس عمـــق الشعور الإنساني، في تفاعل البحار مع الأحداث المحيطة به، وردود أفعاله حيالها، عبر خليط من المشاعر الإنسانية المتأرجحة، بين الشـــوق والهــجـــــر، والصبر والضــجــــر، واليأس والأمل، والقدرة على التحمل، أو نفاذ قدرة الاحتمال! .. وفي إطار احتفال القطريين بمهرجانهم البحري هناك على شاطئ «كتارا»، حيث أمواج البحر تتهادى برشاقة، وحيث صرير الصواري المشرعة، وحيث فعل رياح شهر نوفمبر في الأشرعة المسافرة، تكاد تسمع دقات طبل سعد بن عواد الهتمي، تأتي من بعيد مع كل موجة زاحفة! ولا عجب في ذلك، فقد كان «بن عواد» ــ رحمه الله ــ ملك الإيقاع البحري في رحلات الغوص، وكانت ابتسامته لا تفارق وجهه، معبرة عن استمتاعه الشديد بدقات الطبل، وهو يضبط ايقاعاته على «تنزيلة النهام» ، الذي كان يتولى إشعال الحماس في نفوس البحارة، وكأنه يمثل لسان حالهم، أو الناطق بلسان أحوالهم، وهو «ينهم» بصــــوتــــه القوي الشجي، داعياً الله تسهيل مهمتهم. .. وعندما أكتب عن «بن عواد» ورفاقه، فهذا أبسط ما يمكن كتابته، وفاء لكل ما يمت بصلة لتاريخنا البحري العريق الذي نفخر به، وعرفاناً بتضحيات أجدادنا، التي ستظل عالقة في ذاكرتنا، ومستقرة في ذكرياتنا، حرصاً على إطلاع الجيل الجديد من شباب قطر على خصائص الحياة البحرية في الماضي، وما اكتنفتها من صعوبات قبل اكتشاف النفط وتطوير صناعة الغاز. لقد كانت في مهرجان «كتارا» السابع للمحامل التقليدية أكثر من قصة تستحق أن تروى، لكن أروعها أن هذه الاحتفالية التراثية التئمـــت بمشاركة دولية، رغم ظروف الحصار الجائر المفروض على قطر. .. ومن أجـــل قطـــر، وحرصـــــاً على نــــشــر تراثــنا البحــــري العــريق، والتــعريف بموروثنا الثقافي الأصيل، حتماً سنكون جمــــيعاً هنـــاك على شـــاطئ «كـــتارا» الذي يعانق البحر، في استقبال «فتح الخير» في رحلة عودة «محمل الخير»، من دول الخير، التي ستكون بالتزامن مع احتفالاتنا باليوم الوطني لدولتنا الحبيبة قطر، بلد الخير.
أحمد علي يكتب في كلمة صدق " أكاذيب الإعلام السعودي .. سـلـمــان الــدوســري نـمــوذجـــــاً " قطر بكل مكوناتها مع أميرها الآمر .. وليس «الشيخ المأمور» أصغر طفل قطري يعلم أن «تميم المجد» صمام الأمن والأمان .. .. وهو الضمان لاستقلالية القرار القطري ستبقى قطر الدولة المستقلة .. وليست " الدويلة الدمية " التي تدار من الرياض . للوهلة الأولى، يبدو أن هناك خيوطاً جامعة بين سلمان الدوسري، رئيس تحرير صحيفة «الشــــرق الأوسط» السابق، الذي خرج مطــــــروداً من منصـــبه فــي شــــهر نوفمــــبر الماضــــي، ونقيـــــــضه غانم الدوســــري، صــــاحب التعليـــــقات اللاذعة، في وسائل التواصل الاجتماعي، خلال برنامجه المسمى «فضفضة»، أولها أنهما «دوسريان»، باعتبارهما ينتميان إلى الدواسر، وثانيهما أنهما سعوديان. لكن الحقيقة أن هناك حدوداً مانعة تفصل بينهما، حــيث الأول محسوب على «الشعب السعودي»، بينما الثاني منسوب إلى «الشعب المُسَعود»! .. وفي الوقـــــــت الـــذي يمـــارس فــيه «ســـلمان» دوره كأحد الأبواق الإعلامية النافذة، المدافعة عن سياسات «المملكة» الناشزة، يقف «غانم» على الطرف الآخر، حيث يعتـــبر مـــن أكثر الناشطين المعارضين، الذين يهاجمون مواقف «المهلكة»، ولعلكم تتفقون معي في ذلك، أليس كذلك؟ .. وبعيداً عن «فضفضة» غانم الدوســــــــري، التي يمتد فـــضاؤها «فوق هام السحب»، اسمحوا لي أن «أفضفض» ما ينبغي «فضفضته» عــــــن سلمان الدوســـــــري، الذي مـــــارس هوايته فـــي التضليل، وســـار في مواكب التطبيل، فكتب مقالاً قبل أيام بعنوان «عبدالله آل ثاني .. الحل من قطر». لقد زعم الكاتب السعودي أن نجاح الوساطة المزعومة المنسوبة لصاحــــبهــــا «الشــــيخ القــــــطـــــــــري» فــــي موضـــــوع الحــــجــــــاج «هزّت أركان الدولة القطرية، وأثارت قلق النظام، وزادت حجم الضغوط السياسية»، زاعماً أن «الدوحة لا تعلم أين سيكون اتجاه الرياح في مقبل الأيام ضدها». .. ولعل التطور الأكثر تحريضاً في الأزمة الخليجية، هو ما تروّجه وسائل الإعلام السعودية، ومن بينها صحـــيفة «الـــــشرق الأوسط» أن «الشيخ القطري» ينوي إعلان حكومة، انطلاقاً من الرياض! .. وما من شك في أن الإقدام على هذه الخطوة التآمرية سيعيد إلى الأذهان الحكومة العميلة التي شكّلها صدام حسين في الكويت، لتشريع غزوه لها، وكانت مجرد حكومة شكلية تابعة للعراق، وكان مصير رئيسها «علاء حسين الخفاجــــي» الحكــــم عليــــه بالإعـــدام، بتهمة الخيانة العظمى، ثم خفف إلى السجن المؤبد، ليقضي بقية حياته خلف القضبان. .. وأعود إلى ما كتــــبه الكاذب السعودي سلمان الدوسري، الذي يقول «إن الدبلوماسية القطرية أخذت على حين غرة، من دخول ما سماها قوى سياسية جديدة على خط أزمة بلادها، بعد استقبال الرياض للشيخ عبدالله آل ثاني، وهذا يفتح باب المفاجآت مستقبلاً على مصراعيه داخل البيت القطري» ... إلخ هذه الخزعبلات! .. ولا عجب من كاتب كاذب، له سوابق عديدة في ترويج الأكاذيب، وتدليس الحقائق، أن يكون موقفه من الأزمــــة الخليـــــجية بـــــهذه الطريقـــــة التحريضـية، فليــــس جـــديـــداً على ســـلمـــان الدوسري أن يكتب بالكذب عن قطر، حيث ســــبق له عنــــدما كان رئيساً لتحرير «الشرق الأوسط» ممارسة التضليل الصحفي، والتلفيق الإعلامي، مما تسبب في خروجه مطروداً من منصبه، بعد تمريره تقريراً ملفقاً، أثار ضجة لا مثيل لها في العراق، منذ قيام التتار بغزو بغداد! لقد نسبت صحيفة «الشرق الأوسط» في شهر نوفمبر الماضي، عندما كان الدوسري يتولى رئاسة تحريرها إلى المتحدث باسم منظمة «الصحة العالمية»، تصريحاً حول «حدوث عشرات حالات الحمل غير الشرعي في الجنوب العراقي»! .. ونقلـــــــت الصحيفـــة الســـعوديـــــة عــــــن ذلك المــــسؤول قـــــولــــــه «إن المناسبات الدينية التي تقام جنوب العراق تشهد اختلاطاً غير منتظم بالوفود القادمة من الخارج، خصوصاً من إيران المجاورة، يصعب على القوات الأمنية السيطرة عليها، بسبب كثرة أعداد المشاركين، مما تسبب في حدوث حالات حمل غير شرعي لأكثر من ١٦٩ امرأة عراقية»! .. وانتشر الخبر الكاذب كانتشار النار في الهشيم، وخصوصاً بعدما سارعت المنظمة الدولية إلى نفي التقرير الملفق، المنسوب على لسان متحدثها الرسمي «غريغوري هارتل»، وأدانت بأشد عبارات الإدانة إقحام اسمها في تلك الإهانة الموجهة إلى العراقيات، والتي لا تمت لمبادئها بصلة، وهددت بمقاضاة الناشرين. .. وعلى وقع الضجـــــة الـــــتي أثـــــارها التقـــــرير الملــــــفق، طــــــالبت الأوساط البرلمانيــــة والسياسيـــــة العراقيـــة حكومة بلادها بمقاضاة الصحيفة الســـــعودية، وإغــــــلاق مكاتبــــها في الـــــعراق، كما طالب حيدر العبادي رئيس الحكومة بضرورة تقديم اعتذار عن التقرير الكاذب الذي كان مسيئاً للعراقيات. .. ولكل هذه السوابق الغارقة في السواد، في سجل سلمان الدوسري، الذي يعد واحداً من أكثر الصحفيين السعوديـــين هجــــوماً على قــــطر، لن أرد عليه بقلمي، بشأن ما كتبه بعـــنوان «عبدالله آل ثاني .. الحل من قطر»، ولكن سأترك الرد ينساب بقلم كاتب سعودي آخر، كتب مستنكراً فضيحة تلفيق التقرير المسيء ضد العراقيات. .. ويعكس المقال الذي كتبه جاسر دخيل الجاسر المدير العام لقناة الإخبارية السعودية، المنشور في السطور التالية صورة ثلاثية الأبعاد عن واقع الإعلام السعودي، والاستراتيجيات الإعلامية التي تتبناها المملكة في خلافاتها السياسية، وكيفية إدارة مؤسساتها الصحفية، سواء قبل الأزمة الخليجية أو خلالها. .. ولهذا حرصت على نشره، لأنه يكشف كيف تدار الحملات الإعلامية في «مملكة الأكاذيب» ضد من لا يتفقون مع السعودية في سياساتها، وهذا نص المقال, الذي نشر بعنوان «ليستقل الدوسري وتعاقب الشرق الأوسط» المنشـــــــــور يـــــــوم ٢١ نوفمبــــــر المـــــاضي، أي قبل ٣ أيــــام مـــــن إقالة خامس رؤساء التحرير الصحيفة السعودية «ما فعلته صحيفة الشرق الأوسط كان محرجاً جداً لنا، كذبت علناً بكل وقاحة، وظن صاحب القلم أن كذبته ستمر، وسيصدق الناس قوله. .. وعيب ما فعلته يا رئيس تحرير الشرق الأوسط سلمان بن يوسف الدوسري، أنت قبل أن تسيء إلى العراق، اقترفت عيباً بحق المملكة، وبحق خادم الحرمين الشريفين، وقيادة المملكة عموماً، التي تمول الصحيفة، وتدفع راتبك من مال الشعب السعودي. لقد أحرجتنا وأظهرتنا كاذبين أمام كل العالم، لا، بل جعلتنا نقف خجلين من أنفسنا، وكأننا نرمي محصنة بالزنا، دون دليل شرعي، فيرتد الأمر علينا، وبدل أن يقام عليها حد الزنا، يصير لزاما أن يقام الحد على من يرمي المحصنة بالكذب. وأنا لا أطالب بإقامة حد الرمي بالباطل عليك، لكن أقل ما يمكن أن تفعله قيادة المملكة، ووزارة الإعلام، هو أن تحاسب صحيفة الشرق الأوسط، بكامل مسؤوليها وعلى رأسهم الدوسري، لأنه لم يعد جديراً بها. فالإعلام والصحافة شهادة صدق، والدوسري لم يعد أهلا لشهادة الصدق، حيث يصف القرآن أمثاله بالفاسقين. إن أقل ما يمكن أن تفعله قيادة السعودية اليوم هو معاقبة الدوسري، وفق القوانين التي تسري علينا في المملكة، ويتوجب على دبلوماسية المملكة الاستجابة لطلب دولة العراق، وتقديم الاعتذار إلى الشعب العراقي الذي أسأنا إليه. ولا ضير من قيام وزير الخارجية عادل الجبير بالاعتذار من العراقيين، وهذا الأمر ربما يعيد إلينا بعض الماء إلى وجوهنا، ويرفع عنا كدولة مسؤولية الموافقة على نشر هذه الأكاذيب». هذا الاعتراف مكتوب بقلم كاتب سعودي معروف وليس بقلمي، أنشره رداً على الأكاذيب التي تلفقها وسائل الإعلام السعودية ضد قطر حالياً، وأريد القول إن أصغر طفل قطري يدرك حقيقة القصة الملفقة التي روجتها صحف المملكة، عن وساطة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني المزعومة. .. وكل طفل في قطر يـــدرك أن الـــــسعودية وتوابعـــــها في دول الحصار فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافها، رغم كل وسائل الضغط التي استخدمتها ضد الدوحة، ولهذا لجأت إلى حيلة عبر استدراج أحد أبناء العائلة الحاكمة القطرية لتمرير مخططاتها، بعـــدما تم إعــــداد تمثيلية الوســـــاطة بحبــــكة سيـــاسية ســــاذجة، تحمل في طياتها مضامين تآمرية رديئة. .. وكل طفل من أطفال قطر يعلم أن قصة استدراج الشيخ القطري تمثل قمة الغدر والخداع والتآمر على قطر، وتشكل تجاوزاً ما بعده تجاوز لكل الخطوط الحمراء المتعارف عليها في العلاقات بين الأشقاء. .. وما من شك فـــي أن كل طفل قطري يرفـــــض أن يكــــون مســــــتقبل بلاده رهيــــنة في أيدي الســــعودية وتوابعــــها، ويـــــدرك أن أي شخصية قطرية تتواطأ ضد وطنها ستصبح مكروهة وتضحى منبوذة وتصير ملعونة في أوساط القطريــــين إلى يــــوم الدين، مهـــما علا شأنها، ومهما بلغت مكانتها، ومهما كان حسبها، وأيا كان نسبها. .. ويعلم أصغر طفل من أطفال قطر أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ــ حفظه الله ونصره على كافة الأعداء ــ هو صمـــام الأمــــن والأمــــان لدولتـــنا قطر، وهــو الضمان لاستقلالية القرار القطري، وهو الضامن لحرية المواطن القطري، بعيداً عن الانجرار والانجراف أو الانحراف بالمسار الوطني إلى طريق التبعية. .. ولــــــن يقـــبــــل أي مواطــــــن قطـــــري باستنـــــــساخ تجـــربـــــة «عبدربه منصور هـــادي» فــــي قــــطر، ذلك «الرئيــــس الدمـــية» الــــذي استقـــــــــوى على أبــــناء شــــعبه بالســـعوديــــة، فاســـــتغلته، لتبرير عدوانها على اليمنيين، فأصبح يتلقى الأوامر التي تملى عليه من الرياض، لينفذها بحذافيرها دون تفكير، بل حتى التفكير لم يعد مسموحاً له به! .. وكل طفل من أطفال قطر يعرف ملابسات وجود الشيخ القطري، الذي تم احتجازه في السعودية، وإجباره على الظهور في المظهر الذي ظهر عليه. .. وكل طفل قطري يعلم أن الشيخ تلقى اتصالاً يفيد بوجود إشكاليات تتعلق بأملاكه في حائل، تستدعي ضرورة حضوره شخصياً لتسويتها، وبطيبته المعروفة، وشخصيته المتسامحة المعهودة، تعامل مع الاتصال بحسن نية، وتوجه إلى السعودية، وفور وصوله تم احتجازه، وقطعت الاتصالات معه. لقد تم استدراج الشيخ القطري لإحداث انقسام داخل مجتمعنا المتماسك، بهدف إعادة هيكلة العلاقات القطرية ــ السعودية، بما يتماشى مع توجهات الرياض، التي تسعى لإخضاع الدوحة، لتدور في فلك التبعية السياسية للملكة. .. ويعكس الاحتفاء السياسي والاحتفال الإعلامي السعودي بالشيخ القطري النوايا السعودية الخسيسة، والأهداف التآمرية الخبيثة، التي تحـــــاول المملكـــــة تحقيقـــها، عــــــبر محاولتــــها الشيطانية إلغاء الدولة القطرية المســـــتقلة، وإنـــشاء «دويلــــة» تابعــــة لهـــــا تؤتمر بأوامرها، وتنتهي بنواهيها، كأنها دمية يتم تحريكها من الرياض، مثلما يحركون «دميتهم» عبدربه منصور هادي! .. ويبدو واضحاً أن وسائل الإعلام السعودية تحاول من خلال إظهار الشيخ القطري، المحتجز في المشهد السياسي، ولا أقول عبره ظهوره الإرادي، إحياء أحداث تاريخية أصبحت جزءاً من تاريخ قطر، وماضيها الذي مضى. .. وما من شك في أن استحضار تواريخ الأسر الحاكمة في المنطقة، يفتح ملفات كثيرة تم تسويتها، ولا داعي لنبشها، لأن حقائقها ستوجع «النابشين» قبل غيرهم. .. وما دام «إخوان نورة» يريدون نبش وقائع التاريخ وأحداثه، والتوقف عند تقلباته ولا أقول انقلاباته، ليس في مصلحتهم فتح ملف «الانقلاب الملكي»، الذي أدى إلى عزل الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود عن الحكم، وهو الملك الثاني في سلسلة ملوك السعودية، على يد شقيقه «الأمير فيصل» في الثاني من نوفمبر عام ١٩٦٤. لقـــــــد تمـــت خطـــوات الانقلاب عــــلى «الملك سعود» من خلال تجريده من صلاحياته الملكية، بحيث يكون ملكاً بلا سلطة، على أن يقوم أخوه «الأمير فيصل» في ذلك الحين، بتصريف شؤون المملكة الداخلية والخارجية، سواء بوجوده في البلاد أو غيابه عنها. .. وعلى إثر ذلك شهدت المملكة صراعاً حاداً على السلطة بين الشقيقين بدأ عام ١٩٥٨، حسمه «الفيصل» لصالحه، وقام بخلع أخيه «الملك سعود» عن الحكم رسمياً، لكن الملك المخلوع لم يستسلم، وظل يطالب بحكمه بصفته «الملك الشرعي»، حتى بعد انتقاله إلى القاهرة كلاجئ سياسي، رغــــــــم أنـــــه كــــان قـــد أرســـل في الثــــالث من يــــناير عـــام ١٩٦٥ كتاب مبايعة للملك فيصـــل، وظهر ذلك جــــليا خــــلال الزيارة التي قــــــــام بــــها الى صنــــعاء في ابــــــريل عام١٩٦٧، والقى خلالها خطابا ضد أخيه الملك فيصل،الذي قام بعزله، ندد فيه بمواقفه المناهضة للجمهوريين في اليمن، وسياساته العدائية ضد الجمهورية اليمنية. .. ومن يدري ربما تم تزييف أو تزوير الكتاب المنسوب للملك سعود، مثلما يقومون الآن بتزييف مواقف الشيخ القطري، الخاضع حالياً للإقامة الجبرية، ولا أحد يعرف مكان تواجده، حيث يقومون بنشر تغريدات منسوبة له، من المؤكد أنه آخر من يعلم بها، وربما لا يتاح له حتى قراءتها بعد إرسالها!. لقد نسبوا للشيخ المحتجز، في حساب «تويتري» تم تسجيله باسمه، يدار بأصابع سعودية تحركها لجانهم الإلكترونية، لجوءه إلى «إخوان نورة»، وهذه مقولة لها دلالاتها في التراث الشعبي السعودي، نسبة إلى الأميرة نــورة بنــــــت عبدالرحـــــمن آل ســـعـود، شـــــقيـــقـــة «الملك المؤسس»، التي كانت تشجع شقيقها على خوض معاركه ضده الآخرين! لكن ينبغي أن يعلم من يحرض على انتهاك سيادة قطر، أن أهلها «إخوان شما»، نسبة إلى الشمم، وهو المكان المرتفع، تعبيراًعن شهامتهم واستناداً إلى عزتهم، وحرصهم على صعود قمم المجد والسؤدد. .. وهذه صفات القطريين جميعاً، الذين يتصفون بكرامتهم الغالية، وعزيمتهم الصلبة العالية التي لا يمكن لأحد كسرها، أو الوصول إليها. .. ولن يتلكأ قطري واحد في الدفاع عن سيادة بلاده، ووجودها وحضورها وحقوقها وثوابتها وأهدافها ومكتسباتها، وسندافع جميــــــعاً عـــن الســــيادة القطــــريــــة، والدبلــــوماسية القطرية، والتجربة القطرية، بكل نجاحـــــاتها، ولــن نسمح لكائن من يكون أن يقمع حريتنا، ويسعى لإلحاق الدوحة بالرياض، أو يحاول سعودة قطر. .. ووفقاً للمنطق الانقلابي السعودي، الذي يروجونه ضد قطر في وسائل إعلامهم، فإن أبناء وأحفاد «الملك سعود» هــــم أصحاب «الحق الشرعي» في حكم «المملكة»، باعتبارهم من ذرية أول أبناء «الملك المؤسس»، الذي تولى الحكم بعد وفاة والده عام ١٩٥٣، لمدة ١١ عاماً وتم عزله عام ١٩٦٤. .. وفي إطار حديثهم عن التقلبات والمتغيرات التي شهدتها قطر عبر تاريخها السياسي، لإثارة الفتنة داخل الأسرة الواحدة، لا بد من التوقف أيضاً عند الانقلابات الدامية التي شهدتها إمارة أبوظبي، مطلع القرن الماضي، حيث تنقل الحكم بين أبناء «زايد الكبير» بأسلوب دموي، ولم تكن طبيعة الانتقال السلمي للسلطة واردة بينهم على الإطلاق، بعدما تكرر ذلك مراراً في تاريخ العائلة الحاكمة! لقد تصارع على الحكم أبناء زايد بن خليفة آل نهيان، الذي حكم خلال الفترة من (١٨٥٥ ١٩٠٩)، وهـــــو جد المغــــــفور له الشــــيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، طيب الله ثراه. .. وبعد رحيل «زايد الكبير» انزلقت الإمارة في تصفيات جسدية بين أبنائه الإخوة المتصارعين على السلطة، وهم طحنون وحمدان وسلطان وصقر. لقد تولى حمدان بن زايد الكبير الحكم سنوات معدودات، ليتم اغتياله على يد أخيه سلطان بن زايد عام ١٩٢٢، الذي تولى الحكم لمدة ٤ سنوات فقط، انتهت بأن شرب من نفس الكأس المعتادة بين آل نهيان، حيث اغتيل عــــلى يد أخيــه صــــقر عام ١٩٢٦، فتولى الحاكم القاتل حكم الإمارة لمدة عامين فقط، وكالعادة تم اغتـــياله وهو في الحادية والأربعين من عــــمره، في إطــــار سلسلة الاغتيالات السوداء بين الأخوة والأشقاء! .. والمتابع لفترات حكم هؤلاء «الإخوة الأعداء» يعلم جيداً أن الانقلابات الدموية بلغت مبلغاً فالتاً، ولا أقول ملفتاً فحسب، حيث لم يتوقف سيل الدماء بينهم حتى عام ١٩٢٨، عندما تم اغتيال صقر، الذي سبق له قتل شقيقه سلطان، والد الشيخ زايد مؤسس دولة الإمارات، وتــــــــم تسلـــيم السلطــــة في شـــهر يناير من ذلك العام إلى شخبوط بن سلطان آل نهيان، فأصبح الحاكم الحــــادي عشر للإمارة، بعدما كان منفياً هو وإخوته في الشارقة، ويقال إنه تم تهـــــريبه إليـــــها بسبب إهدار دمه! .. واستمر هذا الشيخ حاكـــماً لإمارة أبوظبي لمدة ثمانية وثلاثين عامــــاً، حتى الســـادس من أغــسطــــس عام ١٩٦٦، تاريخ خلعه من الحكم، على يد شقيقه الشيخ زايد، بانــــقلاب أبـــيض تم بدعم بريطاني، وبعدها نفي إلى بيروت، ثم انتقل إلى لندن، قبل أن يسمح له بالعودة، ليقضي بقية حياته قيد الإقامة الجبرية في مدينة العين، حتى وفاته عام ١٩٨٩. لقد كان السبب في عزل هذا الحاكم المخلوع رفضه منح امتيازات في أبوظبي للشركات البريطانية، رغم أن عهده شهد تصدير أول شحنة من النفط عام ١٩٦٢، وكان يعرف عن شخبوط الذي عزله الشيخ زايد عداؤه الشديد للإنجليز، ورفضه التعامل معهم. .. وهكــــــذا يتــــضح أن من يحاولون إحياء وقائع التاريخ، وتوظيفها لخدمة أغراضهم السياسية ضد قطر، من خلال استحضار تقلباتها واسترجاع متغيراتها للإساءة إلى قيادتنا وحكومتنا، إنما يمارسون لعبة خطيرة، تشبه قيام أحد «البزران» بقذف الحجارة على الجيران، رغم أنهم جميعاً يقيمون في بيت واحد، مصنوع من زجاج! .. ولعكم تتفقون معي أن من يقيم في بيت زجاجي ينبغي ألا يقذف الناس بالحجارة، أليس كذلك؟! .. وأود التوضيح أخيرا أن هذه العبارة أكتبها بطريقتي الخاصة، وليس كما ينطقها الناشط المعارض «المُسَعود» غانم الدوسري, في برنامج «فضفضة»، أليس كذلك؟! احمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
قارن عبد الله بن علي بن عبد الله مع:
شارك صفحة عبد الله بن علي بن عبد الله على