عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود

عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بعبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود؟
أعلى المصادر التى تكتب عن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود
ملك السعودية الجديدة (مترجم) كتب إسلام أبو العز لم يكن مفاجئاً إعفاء محمد بن نايف من ولاية العهد في السعودية واختيار محمد بن سلمان بدلاً منه، ولكن بعض من المفاجأة فجر أمس الأول بخلاف التوقيت الذي يشي بصعوبة الحالة الصحية للملك سلمان وتعجيل انتقال ولاية العهد لنجله، كانت في سيولة وسهولة قبول بن نايف لعزله، وهو الأمر الذي توقع الكثيرين أن يكون له رد فعل كبير موازي لمكانة وقوة بن نايف داخل المملكة وخارجها، وخاصة أن الصراع بين المحمدين لم يكن منذ بدايته إلا افتراض وقوع صدام بين الأميرين اللذان يوجد بينهما فرق في السن والمكانة والخبرة وعوامل كثيرة جعلت توقع الصدام ذو وجاهة، لكن هذا لم يحدث. وهذا الأمر سطر الفصل الأخير في تاريخ السعودية تحت حكم أبناء الملك عبدالعزيز آل سعود، وأسس حكم لنمط مستقر نسبياً بسبب صغر سن حفيده الملك القادم محمد بن سلمان عنوانه الحفاظ على حكم آل سعود ومكانة السعودية الإقليمية وما يراد لها من توسع مستقبلي تحت حكم ملك شاب ومنظومة شابة من الجيل الثاني من الأسرة الحاكمة، وذلك في جوهره يجنب الرياض سلسال طويل من أزمات انتقال الحكم بين أبناء الملك المؤسس، الذين بخلاف المرض والتقدم في العمر كانت قراراتهم الخاصة بكيفية انتقال الحكم تثير التنافس والقلاقل داخل الأسرة المالكة وأجنحتها المختلفة. في هذا السياق، أشار المحلل والباحث المختص بالشأن السعودي، مدير برنامج سياسات الخليج والطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، سايمون هندرسون، إلى إرهاصات التغير البنيوي في شكل انتقال الحكم في السعودية بعد الملك سلمان، خاصة فيما يتعلق بتعميم تولي أمراء صغار السن معظم المناصب السياسية والتنفيذية داخل المملكة، وتأثير ذلك في سياسات الرياض في الداخل والخارج لاسيما العلاقات بينها وبين واشنطن في عهد إدارة ترامب، ومستقبلاً حينما يتولى محمد بن سلمان الحكم رسمياً في السعودية. وفيما يلي نص تعليق هندرسون كان بالإمكان التنبؤ بعملية الانتقال الأخيرة في السعودية، بعد وقت قصير من اعتلاء الملك سلمان العرش في أعقاب وفاة أخيه غير الشقيق الأكبر سناً الملك السابق عبد الله في يناير ٢٠١٥. ففي غضون ثلاثة أشهر من تولّيه العرش، ثبّت الملك سلمان نجله الأمير محمد، الإبن الأكبر لزوجته الثالثة، كخلفه المقصود في النهاية. وكان السؤال الوحيد متى ستحدث عملية الانتقال. وها هي قد حدثت الآن، على الرغم من أنها تطرح أسئلة جديدة متى سيصبح الأمير محمد بن سلمان ملكاً في الإسم وتحت أي ظروف؟ من الصعب تخمين هذه الأجوبة، ولكن لطالما كان الكثيرون ينظرون إلى سلفه المخلوع الآن، محمد بن نايف، على أنه [يشغل منصبه] لفترة زمنية مؤقتة. بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من كونه وزيراً للداخلية من ذوي الخبرة ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب في المملكة، إلا أن المرارة كانت تغمره منذ التجربة التي مرّ بها في عام ٢٠٠٩ عندما استقبل جهادي كان يُفترض أنه يريد الاستسلام ولكنه كان يحمل صاعقاً للتفجير؛ وقد انفجر هذا الصاعق. إن صحة الملك سلمان هي الأخرى غير مؤكدة. وحيث يبلغ من العمر واحد وثمانين عاماً فهو يمشي بالاستعانة بعكاز، وفي لقاءاته مع الزعماء الأجانب يجلس أمام شاشة حاسوب لتذكيره بالنقاط التي يتناولها. وبعد أن كان سلمان يُعرف بسمعته كذاكرة مؤسسية لعائلة آل سعود، إلّا أنه غالباً ما يعرض حالياً مظهراً محيّراً، وأخذ يعتمد على نحو متزايد على إبنه الأمير محمد للحصول على المشورة، حيث يعتبره على ما يبدو كتجسّد جديد تقريباً للملك عبد العزيز، المعروف بابن سعود، والد الملك سلمان ومؤسس المملكة العربية السعودية عام ١٩٣٢. وخلافاً لأبناء الملك سلمان الآخرين، وأحدهم حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد، لم يتم إرسال محمد بن سلمان للدراسة في الخارج. كما أن الأمير بن سلمان البالغ من العمر ٣١ عاماً، يرتدي الصنادل بدلاً من أحذية “غوتشي” التي يفضّلها بعض أبناء عمومته، ولا يتكلم الانجليزية بطلاقة. ويُقال إنه يسمح بتحدي وجهات نظره – ولكنه لا يغيّرها. وقد تكون قساوته أكبر مصادر قوته، أو نقاط ضعفه. وهناك اقتناع راسخ بالحكاية المتعلقة بـ “قصة الرصاصة”. وكما قيل (لكاتب هذه المقالة) من قبل أحد أبناء عمومة ولي العهد، بأن محمد بن سلمان كان قد سعى، بعد مغادرته جامعة الرياض، إلى تأسيس نفسه في مجال الأعمال التجارية. وفي مرحلة ما، كان في حاجة إلى قاضي للتوقيع على إحدى الصفقات. وعندما رفض القاضي القيام بذلك، أخرج محمد بن سلمان رصاصة من جيبه، وأخبره بأن عليه التوقيع. ونفذ القاضي الطلب لكنه اشتكى إلى العاهل السعودي آنذاك الملك عبد الله، الذي أبعد محمد بن سلمان من بلاطه لعدة أشهر. هذا هو الشاب الذي هو في الواقع رجل التواصل الرئيسي بين بلاده والبيت الأبيض تحت رئاسة ترامب، فضلاً عن كونه مهندس الحرب في اليمن التي وصلت إلى طريق مسدود، وهو الأمير الرئيسي في السعودية الذي يعمل على استعادة جزيرتين في البحر الأحمر من مصر، والرجل المتشدد في الخصام الحالي لدول الخليج مع قطر. ويقال إنه مهووس بالخطر الذي تشكله إيران وله نظرة إيجابية نحو فتح علاقات مع إسرائيل، يوماً ما. وفوق كل ذلك، هو الحكم الرئيسي للسياسة السعودية بشأن النفط، الذي تَقلَّص سعره إلى درجة تثير قلق الرياض، وأصبح أكثر ميلاً للانخفاض مما يعرقل الطرح العام المبدئي الرائد لشركة “أرامكو” السعودية. وبالإضافة إلى الأدوار الكثيرة التي سبق ذكرها، فإن الأمير محمد بن سلمان هو الشخصية الرائدة في «الرؤية ٢٠٣٠»، التي هي خطة المملكة لإصلاح اقتصادها ومجتمعها. ولا بد من تشجيع هذا التغيير، على الرغم من ضخامة الحواجز الثقافية وانخفاض عائدات النفط مما يعني أن التمويل يمثل مشكلة. إن حصول الأمير بن سلمان على ٣١ صوتاً مقابل ٣ أصوات – كما أفادت التقارير – لصالح تعيينه الجديد من قبل أعضاء هيئة البيعة، وهو مجموعة رئيسية من العائلة المالكة، يشير إلى أن معارضة آل سعود الواسعة لدوره الجديد قد لا تكون كبيرة كما كان متوقعاً. ولا يزال عدد قليل جداً من أعمامه أعضاء في هيئة البيعة، وأولئك الذين لا يزالون على قيد الحياة ممثَّلين في الغالب من قبل أبنائهم الأكبر سناً. وتشير سلسلة من التعيينات الجديدة الأخرى التي تشمل أمراء فرديين، في الثلاثينات من عمرهم أيضاً إلى حدوث تحوّل كامل في الأجيال لنظام كانت تسيطر عليه العائلة المالكة سابقاً التي تتميز بالعمر والخبرة. بالإضافة إلى ذلك، تُقر التعيينات الجديدة إرث الأسلاف. فقد تم نقل وزارة الداخلية إلى ابن شقيق الأمير محمد بن نايف. كما أن أحد الأشخاص الآخرين الذين تمت ترقيته هو خالد بن بندر – ابن السفير السعودي السابق في واشنطن الأمير بندر بن سلطان – الذي أصبح السفير الجديد في ألمانيا. (لقد تم بالفعل تعيين الشقيق الأصغر سناً لمحمد بن سلمان الذي وصل مؤخراً إلى العاصمة الأمريكية، سفيراً في الولايات المتحدة). ومن التغييرات الأخرى المتوقعة هو مصير الأمير متعب بن عبد الله، حليف الأمير محمد بن نايف، الذي لا يزال رئيس “الحرس الوطني السعودي”، وهو قوة شبه عسكرية ضخمة وقادرة، تعمل الولايات المتحد على تدريبها وتسليحها. إن تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد يجب أن يؤكد على تحسّن علاقة العمل مع واشنطن في أعقاب الضغوط التي تعرضت لها خلال إدارة أوباما، وعلى رأسها إيران والاتفاق النووي. ولكن لا تزال هناك خلافات حادة بين المواقف الأمريكية والسعودية حول قضايا معينة، بما فيها اليمن – وعلى ما يبدو، قطر أيضاً. ولن تكن العلاقات المستقبلية متسقة بالضرورة.
ملك السعودية الجديدة (مترجم) كتب إسلام أبو العز لم يكن مفاجئاً إعفاء محمد بن نايف من ولاية العهد في السعودية واختيار محمد بن سلمان بدلاً منه، ولكن بعض من المفاجأة فجر أمس الأول بخلاف التوقيت الذي يشي بصعوبة الحالة الصحية للملك سلمان وتعجيل انتقال ولاية العهد لنجله، كانت في سيولة وسهولة قبول بن نايف لعزله، وهو الأمر الذي توقع الكثيرين أن يكون له رد فعل كبير موازي لمكانة وقوة بن نايف داخل المملكة وخارجها، وخاصة أن الصراع بين المحمدين لم يكن منذ بدايته إلا افتراض وقوع صدام بين الأميرين اللذان يوجد بينهما فرق في السن والمكانة والخبرة وعوامل كثيرة جعلت توقع الصدام ذو وجاهة، لكن هذا لم يحدث. وهذا الأمر سطر الفصل الأخير في تاريخ السعودية تحت حكم أبناء الملك عبدالعزيز آل سعود، وأسس حكم لنمط مستقر نسبياً بسبب صغر سن حفيده الملك القادم محمد بن سلمان عنوانه الحفاظ على حكم آل سعود ومكانة السعودية الإقليمية وما يراد لها من توسع مستقبلي تحت حكم ملك شاب ومنظومة شابة من الجيل الثاني من الأسرة الحاكمة، وذلك في جوهره يجنب الرياض سلسال طويل من أزمات انتقال الحكم بين أبناء الملك المؤسس، الذين بخلاف المرض والتقدم في العمر كانت قراراتهم الخاصة بكيفية انتقال الحكم تثير التنافس والقلاقل داخل الأسرة المالكة وأجنحتها المختلفة. في هذا السياق، أشار المحلل والباحث المختص بالشأن السعودي، مدير برنامج سياسات الخليج والطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، سايمون هندرسون، إلى إرهاصات التغير البنيوي في شكل انتقال الحكم في السعودية بعد الملك سلمان، خاصة فيما يتعلق بتعميم تولي أمراء صغار السن معظم المناصب السياسية والتنفيذية داخل المملكة، وتأثير ذلك في سياسات الرياض في الداخل والخارج لاسيما العلاقات بينها وبين واشنطن في عهد إدارة ترامب، ومستقبلاً حينما يتولى محمد بن سلمان الحكم رسمياً في السعودية. وفيما يلي نص تعليق هندرسون كان بالإمكان التنبؤ بعملية الانتقال الأخيرة في السعودية، بعد وقت قصير من اعتلاء الملك سلمان العرش في أعقاب وفاة أخيه غير الشقيق الأكبر سناً الملك السابق عبد الله في يناير ٢٠١٥. ففي غضون ثلاثة أشهر من تولّيه العرش، ثبّت الملك سلمان نجله الأمير محمد، الإبن الأكبر لزوجته الثالثة، كخلفه المقصود في النهاية. وكان السؤال الوحيد متى ستحدث عملية الانتقال. وها هي قد حدثت الآن، على الرغم من أنها تطرح أسئلة جديدة متى سيصبح الأمير محمد بن سلمان ملكاً في الإسم وتحت أي ظروف؟ من الصعب تخمين هذه الأجوبة، ولكن لطالما كان الكثيرون ينظرون إلى سلفه المخلوع الآن، محمد بن نايف، على أنه [يشغل منصبه] لفترة زمنية مؤقتة. بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من كونه وزيراً للداخلية من ذوي الخبرة ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب في المملكة، إلا أن المرارة كانت تغمره منذ التجربة التي مرّ بها في عام ٢٠٠٩ عندما استقبل جهادي كان يُفترض أنه يريد الاستسلام ولكنه كان يحمل صاعقاً للتفجير؛ وقد انفجر هذا الصاعق. إن صحة الملك سلمان هي الأخرى غير مؤكدة. وحيث يبلغ من العمر واحد وثمانين عاماً فهو يمشي بالاستعانة بعكاز، وفي لقاءاته مع الزعماء الأجانب يجلس أمام شاشة حاسوب لتذكيره بالنقاط التي يتناولها. وبعد أن كان سلمان يُعرف بسمعته كذاكرة مؤسسية لعائلة آل سعود، إلّا أنه غالباً ما يعرض حالياً مظهراً محيّراً، وأخذ يعتمد على نحو متزايد على إبنه الأمير محمد للحصول على المشورة، حيث يعتبره على ما يبدو كتجسّد جديد تقريباً للملك عبد العزيز، المعروف بابن سعود، والد الملك سلمان ومؤسس المملكة العربية السعودية عام ١٩٣٢. وخلافاً لأبناء الملك سلمان الآخرين، وأحدهم حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد، لم يتم إرسال محمد بن سلمان للدراسة في الخارج. كما أن الأمير بن سلمان البالغ من العمر ٣١ عاماً، يرتدي الصنادل بدلاً من أحذية “غوتشي” التي يفضّلها بعض أبناء عمومته، ولا يتكلم الانجليزية بطلاقة. ويُقال إنه يسمح بتحدي وجهات نظره – ولكنه لا يغيّرها. وقد تكون قساوته أكبر مصادر قوته، أو نقاط ضعفه. وهناك اقتناع راسخ بالحكاية المتعلقة بـ “قصة الرصاصة”. وكما قيل (لكاتب هذه المقالة) من قبل أحد أبناء عمومة ولي العهد، بأن محمد بن سلمان كان قد سعى، بعد مغادرته جامعة الرياض، إلى تأسيس نفسه في مجال الأعمال التجارية. وفي مرحلة ما، كان في حاجة إلى قاضي للتوقيع على إحدى الصفقات. وعندما رفض القاضي القيام بذلك، أخرج محمد بن سلمان رصاصة من جيبه، وأخبره بأن عليه التوقيع. ونفذ القاضي الطلب لكنه اشتكى إلى العاهل السعودي آنذاك الملك عبد الله، الذي أبعد محمد بن سلمان من بلاطه لعدة أشهر. هذا هو الشاب الذي هو في الواقع رجل التواصل الرئيسي بين بلاده والبيت الأبيض تحت رئاسة ترامب، فضلاً عن كونه مهندس الحرب في اليمن التي وصلت إلى طريق مسدود، وهو الأمير الرئيسي في السعودية الذي يعمل على استعادة جزيرتين في البحر الأحمر من مصر، والرجل المتشدد في الخصام الحالي لدول الخليج مع قطر. ويقال إنه مهووس بالخطر الذي تشكله إيران وله نظرة إيجابية نحو فتح علاقات مع إسرائيل، يوماً ما. وفوق كل ذلك، هو الحكم الرئيسي للسياسة السعودية بشأن النفط، الذي تَقلَّص سعره إلى درجة تثير قلق الرياض، وأصبح أكثر ميلاً للانخفاض مما يعرقل الطرح العام المبدئي الرائد لشركة “أرامكو” السعودية. وبالإضافة إلى الأدوار الكثيرة التي سبق ذكرها، فإن الأمير محمد بن سلمان هو الشخصية الرائدة في «الرؤية ٢٠٣٠»، التي هي خطة المملكة لإصلاح اقتصادها ومجتمعها. ولا بد من تشجيع هذا التغيير، على الرغم من ضخامة الحواجز الثقافية وانخفاض عائدات النفط مما يعني أن التمويل يمثل مشكلة. إن حصول الأمير بن سلمان على ٣١ صوتاً مقابل ٣ أصوات – كما أفادت التقارير – لصالح تعيينه الجديد من قبل أعضاء هيئة البيعة، وهو مجموعة رئيسية من العائلة المالكة، يشير إلى أن معارضة آل سعود الواسعة لدوره الجديد قد لا تكون كبيرة كما كان متوقعاً. ولا يزال عدد قليل جداً من أعمامه أعضاء في هيئة البيعة، وأولئك الذين لا يزالون على قيد الحياة ممثَّلين في الغالب من قبل أبنائهم الأكبر سناً. وتشير سلسلة من التعيينات الجديدة الأخرى التي تشمل أمراء فرديين، في الثلاثينات من عمرهم أيضاً إلى حدوث تحوّل كامل في الأجيال لنظام كانت تسيطر عليه العائلة المالكة سابقاً التي تتميز بالعمر والخبرة. بالإضافة إلى ذلك، تُقر التعيينات الجديدة إرث الأسلاف. فقد تم نقل وزارة الداخلية إلى ابن شقيق الأمير محمد بن نايف. كما أن أحد الأشخاص الآخرين الذين تمت ترقيته هو خالد بن بندر – ابن السفير السعودي السابق في واشنطن الأمير بندر بن سلطان – الذي أصبح السفير الجديد في ألمانيا. (لقد تم بالفعل تعيين الشقيق الأصغر سناً لمحمد بن سلمان الذي وصل مؤخراً إلى العاصمة الأمريكية، سفيراً في الولايات المتحدة). ومن التغييرات الأخرى المتوقعة هو مصير الأمير متعب بن عبد الله، حليف الأمير محمد بن نايف، الذي لا يزال رئيس “الحرس الوطني السعودي”، وهو قوة شبه عسكرية ضخمة وقادرة، تعمل الولايات المتحد على تدريبها وتسليحها. إن تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد يجب أن يؤكد على تحسّن علاقة العمل مع واشنطن في أعقاب الضغوط التي تعرضت لها خلال إدارة أوباما، وعلى رأسها إيران والاتفاق النووي. ولكن لا تزال هناك خلافات حادة بين المواقف الأمريكية والسعودية حول قضايا معينة، بما فيها اليمن – وعلى ما يبدو، قطر أيضاً. ولن تكن العلاقات المستقبلية متسقة بالضرورة.
ملك السعودية الجديدة (مترجم) كتب إسلام أبو العز لم يكن مفاجئاً إعفاء محمد بن نايف من ولاية العهد في السعودية واختيار محمد بن سلمان بدلاً منه، ولكن بعض من المفاجأة فجر أمس الأول بخلاف التوقيت الذي يشي بصعوبة الحالة الصحية للملك سلمان وتعجيل انتقال ولاية العهد لنجله، كانت في سيولة وسهولة قبول بن نايف لعزله، وهو الأمر الذي توقع الكثيرين أن يكون له رد فعل كبير موازي لمكانة وقوة بن نايف داخل المملكة وخارجها، وخاصة أن الصراع بين المحمدين لم يكن منذ بدايته إلا افتراض وقوع صدام بين الأميرين اللذان يوجد بينهما فرق في السن والمكانة والخبرة وعوامل كثيرة جعلت توقع الصدام ذو وجاهة، لكن هذا لم يحدث. وهذا الأمر سطر الفصل الأخير في تاريخ السعودية تحت حكم أبناء الملك عبدالعزيز آل سعود، وأسس حكم لنمط مستقر نسبياً بسبب صغر سن حفيده الملك القادم محمد بن سلمان عنوانه الحفاظ على حكم آل سعود ومكانة السعودية الإقليمية وما يراد لها من توسع مستقبلي تحت حكم ملك شاب ومنظومة شابة من الجيل الثاني من الأسرة الحاكمة، وذلك في جوهره يجنب الرياض سلسال طويل من أزمات انتقال الحكم بين أبناء الملك المؤسس، الذين بخلاف المرض والتقدم في العمر كانت قراراتهم الخاصة بكيفية انتقال الحكم تثير التنافس والقلاقل داخل الأسرة المالكة وأجنحتها المختلفة. في هذا السياق، أشار المحلل والباحث المختص بالشأن السعودي، مدير برنامج سياسات الخليج والطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، سايمون هندرسون، إلى إرهاصات التغير البنيوي في شكل انتقال الحكم في السعودية بعد الملك سلمان، خاصة فيما يتعلق بتعميم تولي أمراء صغار السن معظم المناصب السياسية والتنفيذية داخل المملكة، وتأثير ذلك في سياسات الرياض في الداخل والخارج لاسيما العلاقات بينها وبين واشنطن في عهد إدارة ترامب، ومستقبلاً حينما يتولى محمد بن سلمان الحكم رسمياً في السعودية. وفيما يلي نص تعليق هندرسون كان بالإمكان التنبؤ بعملية الانتقال الأخيرة في السعودية، بعد وقت قصير من اعتلاء الملك سلمان العرش في أعقاب وفاة أخيه غير الشقيق الأكبر سناً الملك السابق عبد الله في يناير ٢٠١٥. ففي غضون ثلاثة أشهر من تولّيه العرش، ثبّت الملك سلمان نجله الأمير محمد، الإبن الأكبر لزوجته الثالثة، كخلفه المقصود في النهاية. وكان السؤال الوحيد متى ستحدث عملية الانتقال. وها هي قد حدثت الآن، على الرغم من أنها تطرح أسئلة جديدة متى سيصبح الأمير محمد بن سلمان ملكاً في الإسم وتحت أي ظروف؟ من الصعب تخمين هذه الأجوبة، ولكن لطالما كان الكثيرون ينظرون إلى سلفه المخلوع الآن، محمد بن نايف، على أنه [يشغل منصبه] لفترة زمنية مؤقتة. بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من كونه وزيراً للداخلية من ذوي الخبرة ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب في المملكة، إلا أن المرارة كانت تغمره منذ التجربة التي مرّ بها في عام ٢٠٠٩ عندما استقبل جهادي كان يُفترض أنه يريد الاستسلام ولكنه كان يحمل صاعقاً للتفجير؛ وقد انفجر هذا الصاعق. إن صحة الملك سلمان هي الأخرى غير مؤكدة. وحيث يبلغ من العمر واحد وثمانين عاماً فهو يمشي بالاستعانة بعكاز، وفي لقاءاته مع الزعماء الأجانب يجلس أمام شاشة حاسوب لتذكيره بالنقاط التي يتناولها. وبعد أن كان سلمان يُعرف بسمعته كذاكرة مؤسسية لعائلة آل سعود، إلّا أنه غالباً ما يعرض حالياً مظهراً محيّراً، وأخذ يعتمد على نحو متزايد على إبنه الأمير محمد للحصول على المشورة، حيث يعتبره على ما يبدو كتجسّد جديد تقريباً للملك عبد العزيز، المعروف بابن سعود، والد الملك سلمان ومؤسس المملكة العربية السعودية عام ١٩٣٢. وخلافاً لأبناء الملك سلمان الآخرين، وأحدهم حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد، لم يتم إرسال محمد بن سلمان للدراسة في الخارج. كما أن الأمير بن سلمان البالغ من العمر ٣١ عاماً، يرتدي الصنادل بدلاً من أحذية “غوتشي” التي يفضّلها بعض أبناء عمومته، ولا يتكلم الانجليزية بطلاقة. ويُقال إنه يسمح بتحدي وجهات نظره – ولكنه لا يغيّرها. وقد تكون قساوته أكبر مصادر قوته، أو نقاط ضعفه. وهناك اقتناع راسخ بالحكاية المتعلقة بـ “قصة الرصاصة”. وكما قيل (لكاتب هذه المقالة) من قبل أحد أبناء عمومة ولي العهد، بأن محمد بن سلمان كان قد سعى، بعد مغادرته جامعة الرياض، إلى تأسيس نفسه في مجال الأعمال التجارية. وفي مرحلة ما، كان في حاجة إلى قاضي للتوقيع على إحدى الصفقات. وعندما رفض القاضي القيام بذلك، أخرج محمد بن سلمان رصاصة من جيبه، وأخبره بأن عليه التوقيع. ونفذ القاضي الطلب لكنه اشتكى إلى العاهل السعودي آنذاك الملك عبد الله، الذي أبعد محمد بن سلمان من بلاطه لعدة أشهر. هذا هو الشاب الذي هو في الواقع رجل التواصل الرئيسي بين بلاده والبيت الأبيض تحت رئاسة ترامب، فضلاً عن كونه مهندس الحرب في اليمن التي وصلت إلى طريق مسدود، وهو الأمير الرئيسي في السعودية الذي يعمل على استعادة جزيرتين في البحر الأحمر من مصر، والرجل المتشدد في الخصام الحالي لدول الخليج مع قطر. ويقال إنه مهووس بالخطر الذي تشكله إيران وله نظرة إيجابية نحو فتح علاقات مع إسرائيل، يوماً ما. وفوق كل ذلك، هو الحكم الرئيسي للسياسة السعودية بشأن النفط، الذي تَقلَّص سعره إلى درجة تثير قلق الرياض، وأصبح أكثر ميلاً للانخفاض مما يعرقل الطرح العام المبدئي الرائد لشركة “أرامكو” السعودية. وبالإضافة إلى الأدوار الكثيرة التي سبق ذكرها، فإن الأمير محمد بن سلمان هو الشخصية الرائدة في «الرؤية ٢٠٣٠»، التي هي خطة المملكة لإصلاح اقتصادها ومجتمعها. ولا بد من تشجيع هذا التغيير، على الرغم من ضخامة الحواجز الثقافية وانخفاض عائدات النفط مما يعني أن التمويل يمثل مشكلة. إن حصول الأمير بن سلمان على ٣١ صوتاً مقابل ٣ أصوات – كما أفادت التقارير – لصالح تعيينه الجديد من قبل أعضاء هيئة البيعة، وهو مجموعة رئيسية من العائلة المالكة، يشير إلى أن معارضة آل سعود الواسعة لدوره الجديد قد لا تكون كبيرة كما كان متوقعاً. ولا يزال عدد قليل جداً من أعمامه أعضاء في هيئة البيعة، وأولئك الذين لا يزالون على قيد الحياة ممثَّلين في الغالب من قبل أبنائهم الأكبر سناً. وتشير سلسلة من التعيينات الجديدة الأخرى التي تشمل أمراء فرديين، في الثلاثينات من عمرهم أيضاً إلى حدوث تحوّل كامل في الأجيال لنظام كانت تسيطر عليه العائلة المالكة سابقاً التي تتميز بالعمر والخبرة. بالإضافة إلى ذلك، تُقر التعيينات الجديدة إرث الأسلاف. فقد تم نقل وزارة الداخلية إلى ابن شقيق الأمير محمد بن نايف. كما أن أحد الأشخاص الآخرين الذين تمت ترقيته هو خالد بن بندر – ابن السفير السعودي السابق في واشنطن الأمير بندر بن سلطان – الذي أصبح السفير الجديد في ألمانيا. (لقد تم بالفعل تعيين الشقيق الأصغر سناً لمحمد بن سلمان الذي وصل مؤخراً إلى العاصمة الأمريكية، سفيراً في الولايات المتحدة). ومن التغييرات الأخرى المتوقعة هو مصير الأمير متعب بن عبد الله، حليف الأمير محمد بن نايف، الذي لا يزال رئيس “الحرس الوطني السعودي”، وهو قوة شبه عسكرية ضخمة وقادرة، تعمل الولايات المتحد على تدريبها وتسليحها. إن تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد يجب أن يؤكد على تحسّن علاقة العمل مع واشنطن في أعقاب الضغوط التي تعرضت لها خلال إدارة أوباما، وعلى رأسها إيران والاتفاق النووي. ولكن لا تزال هناك خلافات حادة بين المواقف الأمريكية والسعودية حول قضايا معينة، بما فيها اليمن – وعلى ما يبدو، قطر أيضاً. ولن تكن العلاقات المستقبلية متسقة بالضرورة.
ملك السعودية الجديدة (مترجم) كتب إسلام أبو العز لم يكن مفاجئاً إعفاء محمد بن نايف من ولاية العهد في السعودية واختيار محمد بن سلمان بدلاً منه، ولكن بعض من المفاجأة فجر أمس الأول بخلاف التوقيت الذي يشي بصعوبة الحالة الصحية للملك سلمان وتعجيل انتقال ولاية العهد لنجله، كانت في سيولة وسهولة قبول بن نايف لعزله، وهو الأمر الذي توقع الكثيرين أن يكون له رد فعل كبير موازي لمكانة وقوة بن نايف داخل المملكة وخارجها، وخاصة أن الصراع بين المحمدين لم يكن منذ بدايته إلا افتراض وقوع صدام بين الأميرين اللذان يوجد بينهما فرق في السن والمكانة والخبرة وعوامل كثيرة جعلت توقع الصدام ذو وجاهة، لكن هذا لم يحدث. وهذا الأمر سطر الفصل الأخير في تاريخ السعودية تحت حكم أبناء الملك عبدالعزيز آل سعود، وأسس حكم لنمط مستقر نسبياً بسبب صغر سن حفيده الملك القادم محمد بن سلمان عنوانه الحفاظ على حكم آل سعود ومكانة السعودية الإقليمية وما يراد لها من توسع مستقبلي تحت حكم ملك شاب ومنظومة شابة من الجيل الثاني من الأسرة الحاكمة، وذلك في جوهره يجنب الرياض سلسال طويل من أزمات انتقال الحكم بين أبناء الملك المؤسس، الذين بخلاف المرض والتقدم في العمر كانت قراراتهم الخاصة بكيفية انتقال الحكم تثير التنافس والقلاقل داخل الأسرة المالكة وأجنحتها المختلفة. في هذا السياق، أشار المحلل والباحث المختص بالشأن السعودي، مدير برنامج سياسات الخليج والطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، سايمون هندرسون، إلى إرهاصات التغير البنيوي في شكل انتقال الحكم في السعودية بعد الملك سلمان، خاصة فيما يتعلق بتعميم تولي أمراء صغار السن معظم المناصب السياسية والتنفيذية داخل المملكة، وتأثير ذلك في سياسات الرياض في الداخل والخارج لاسيما العلاقات بينها وبين واشنطن في عهد إدارة ترامب، ومستقبلاً حينما يتولى محمد بن سلمان الحكم رسمياً في السعودية. وفيما يلي نص تعليق هندرسون كان بالإمكان التنبؤ بعملية الانتقال الأخيرة في السعودية، بعد وقت قصير من اعتلاء الملك سلمان العرش في أعقاب وفاة أخيه غير الشقيق الأكبر سناً الملك السابق عبد الله في يناير ٢٠١٥. ففي غضون ثلاثة أشهر من تولّيه العرش، ثبّت الملك سلمان نجله الأمير محمد، الإبن الأكبر لزوجته الثالثة، كخلفه المقصود في النهاية. وكان السؤال الوحيد متى ستحدث عملية الانتقال. وها هي قد حدثت الآن، على الرغم من أنها تطرح أسئلة جديدة متى سيصبح الأمير محمد بن سلمان ملكاً في الإسم وتحت أي ظروف؟ من الصعب تخمين هذه الأجوبة، ولكن لطالما كان الكثيرون ينظرون إلى سلفه المخلوع الآن، محمد بن نايف، على أنه [يشغل منصبه] لفترة زمنية مؤقتة. بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من كونه وزيراً للداخلية من ذوي الخبرة ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب في المملكة، إلا أن المرارة كانت تغمره منذ التجربة التي مرّ بها في عام ٢٠٠٩ عندما استقبل جهادي كان يُفترض أنه يريد الاستسلام ولكنه كان يحمل صاعقاً للتفجير؛ وقد انفجر هذا الصاعق. إن صحة الملك سلمان هي الأخرى غير مؤكدة. وحيث يبلغ من العمر واحد وثمانين عاماً فهو يمشي بالاستعانة بعكاز، وفي لقاءاته مع الزعماء الأجانب يجلس أمام شاشة حاسوب لتذكيره بالنقاط التي يتناولها. وبعد أن كان سلمان يُعرف بسمعته كذاكرة مؤسسية لعائلة آل سعود، إلّا أنه غالباً ما يعرض حالياً مظهراً محيّراً، وأخذ يعتمد على نحو متزايد على إبنه الأمير محمد للحصول على المشورة، حيث يعتبره على ما يبدو كتجسّد جديد تقريباً للملك عبد العزيز، المعروف بابن سعود، والد الملك سلمان ومؤسس المملكة العربية السعودية عام ١٩٣٢. وخلافاً لأبناء الملك سلمان الآخرين، وأحدهم حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد، لم يتم إرسال محمد بن سلمان للدراسة في الخارج. كما أن الأمير بن سلمان البالغ من العمر ٣١ عاماً، يرتدي الصنادل بدلاً من أحذية “غوتشي” التي يفضّلها بعض أبناء عمومته، ولا يتكلم الانجليزية بطلاقة. ويُقال إنه يسمح بتحدي وجهات نظره – ولكنه لا يغيّرها. وقد تكون قساوته أكبر مصادر قوته، أو نقاط ضعفه. وهناك اقتناع راسخ بالحكاية المتعلقة بـ “قصة الرصاصة”. وكما قيل (لكاتب هذه المقالة) من قبل أحد أبناء عمومة ولي العهد، بأن محمد بن سلمان كان قد سعى، بعد مغادرته جامعة الرياض، إلى تأسيس نفسه في مجال الأعمال التجارية. وفي مرحلة ما، كان في حاجة إلى قاضي للتوقيع على إحدى الصفقات. وعندما رفض القاضي القيام بذلك، أخرج محمد بن سلمان رصاصة من جيبه، وأخبره بأن عليه التوقيع. ونفذ القاضي الطلب لكنه اشتكى إلى العاهل السعودي آنذاك الملك عبد الله، الذي أبعد محمد بن سلمان من بلاطه لعدة أشهر. هذا هو الشاب الذي هو في الواقع رجل التواصل الرئيسي بين بلاده والبيت الأبيض تحت رئاسة ترامب، فضلاً عن كونه مهندس الحرب في اليمن التي وصلت إلى طريق مسدود، وهو الأمير الرئيسي في السعودية الذي يعمل على استعادة جزيرتين في البحر الأحمر من مصر، والرجل المتشدد في الخصام الحالي لدول الخليج مع قطر. ويقال إنه مهووس بالخطر الذي تشكله إيران وله نظرة إيجابية نحو فتح علاقات مع إسرائيل، يوماً ما. وفوق كل ذلك، هو الحكم الرئيسي للسياسة السعودية بشأن النفط، الذي تَقلَّص سعره إلى درجة تثير قلق الرياض، وأصبح أكثر ميلاً للانخفاض مما يعرقل الطرح العام المبدئي الرائد لشركة “أرامكو” السعودية. وبالإضافة إلى الأدوار الكثيرة التي سبق ذكرها، فإن الأمير محمد بن سلمان هو الشخصية الرائدة في «الرؤية ٢٠٣٠»، التي هي خطة المملكة لإصلاح اقتصادها ومجتمعها. ولا بد من تشجيع هذا التغيير، على الرغم من ضخامة الحواجز الثقافية وانخفاض عائدات النفط مما يعني أن التمويل يمثل مشكلة. إن حصول الأمير بن سلمان على ٣١ صوتاً مقابل ٣ أصوات – كما أفادت التقارير – لصالح تعيينه الجديد من قبل أعضاء هيئة البيعة، وهو مجموعة رئيسية من العائلة المالكة، يشير إلى أن معارضة آل سعود الواسعة لدوره الجديد قد لا تكون كبيرة كما كان متوقعاً. ولا يزال عدد قليل جداً من أعمامه أعضاء في هيئة البيعة، وأولئك الذين لا يزالون على قيد الحياة ممثَّلين في الغالب من قبل أبنائهم الأكبر سناً. وتشير سلسلة من التعيينات الجديدة الأخرى التي تشمل أمراء فرديين، في الثلاثينات من عمرهم أيضاً إلى حدوث تحوّل كامل في الأجيال لنظام كانت تسيطر عليه العائلة المالكة سابقاً التي تتميز بالعمر والخبرة. بالإضافة إلى ذلك، تُقر التعيينات الجديدة إرث الأسلاف. فقد تم نقل وزارة الداخلية إلى ابن شقيق الأمير محمد بن نايف. كما أن أحد الأشخاص الآخرين الذين تمت ترقيته هو خالد بن بندر – ابن السفير السعودي السابق في واشنطن الأمير بندر بن سلطان – الذي أصبح السفير الجديد في ألمانيا. (لقد تم بالفعل تعيين الشقيق الأصغر سناً لمحمد بن سلمان الذي وصل مؤخراً إلى العاصمة الأمريكية، سفيراً في الولايات المتحدة). ومن التغييرات الأخرى المتوقعة هو مصير الأمير متعب بن عبد الله، حليف الأمير محمد بن نايف، الذي لا يزال رئيس “الحرس الوطني السعودي”، وهو قوة شبه عسكرية ضخمة وقادرة، تعمل الولايات المتحد على تدريبها وتسليحها. إن تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد يجب أن يؤكد على تحسّن علاقة العمل مع واشنطن في أعقاب الضغوط التي تعرضت لها خلال إدارة أوباما، وعلى رأسها إيران والاتفاق النووي. ولكن لا تزال هناك خلافات حادة بين المواقف الأمريكية والسعودية حول قضايا معينة، بما فيها اليمن – وعلى ما يبدو، قطر أيضاً. ولن تكن العلاقات المستقبلية متسقة بالضرورة.
أزمات الداخل وتحديات الخارج تهدد عرش ابن سلمان كتب خالد عبد المنعم التعديلات الجديدة التي فرضها الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، والقاضية بتجريد ولي العهد السابق، محمد بن نايف، من مناصبه ونقل ولاية العهد لنجله، تساهم في تخليص نظام الحكم من حالة الزهايمر الملتصقة به منذ عقود، لكنها في نفس الوقت ستنقله إلى حالة من المراهقة السياسية، خاصة أن العديد من مقالات الرأي الصحفية الغربية وصفت الأمير الشاب محمد بن سلمان صاحب الـ٣١ سنة بالغبي سياسيا، كما وصفته تقارير استخباراتية ومنها ألمانية بالمتهور، وتجلت الأمور في تحركاته الاندفاعية في ملفات المنطقة كاليمن وسوريا ومؤخرًا مع قطر. تعديلات الملك التعديلات التي أجراها الملك السعودي مؤخرًا قد تشكل عقبة كبيرة في طريق نجله محمد بن سلمان، وتفتعل العديد من المشاكل داخل الأسرة الحاكمة نفسها، ما سيهدد استقرار النظام السياسي للمملكة، فاللافت في تعديلات سلمان الملكية التي جرت بالأمس، أنها، إضافة إلى عزل ابن نايف وتنصيب ابنه وليًا للعهد، عدلت مادة في النظام الأساسي للحكم تقضي بعدم تسلم أي من أحفاد عبد العزيز من الفرع الواحد الملك وولاية العهد في آن واحد، وهي خطوة يطمئن بها سلمان باقي الأجنحة لامتصاص غضبهم وإعطائهم بريق أمل، بأنهم سيحكمون يومًا ما، لكن السؤال هنا، لماذا يقدم سلمان أصلًا على تنصيب ابنه ملكًا في حياته، إذا كان المُلك سيؤول مستقبلاً لباقي الأفرع، ولن ينحصر في أبنائه من بعده؟ بعد صدور الأمر الملكي من العاهل السعودي بتعيين محمد بن سلمان وليا للعهد، نشرت وزارة الخارجية، صباح اليوم الخميس، مقطع فيديو ترويجي يمهد لتنصيب ولي العهد الجديد ملكا للسعودية، وبالتالي نحن على موعد مع انقلاب آخر لسلمان أو ابنه المدلل على ما تبقى من إخوته وأبنائهم وأحفادهم، فما فعله حتى الآن لا يصب في سيناريو ترك المُلك مستقبلا لباقي الأجنحة من سلالة عبد العزيز، فسلطان وفيصل أخوة محمد بن سلمان خارج اللعبة، لأنّ الأمر الملكي الجديد أضاف جملة تنص على أنه “لا يكون من بعد أبناء الملك المؤسس ملك وولي للعهد من فرع واحد من ذرية الملك المؤسس”، ما يعني أن ملك السعودية القادم في حال لم يكن من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز، وكان من أحفاده، فإن ولي عهده يجب أن يكون من فرع آخر من ذرية الملك عبدالعزيز. ومع استعراض بعض من تبقى من مرشحي ولاية العهد عندما يصبح ابن سلمان ملكا، نجد أن الأمير محمد بن نايف، معزول نهائيًا، والأمير سعود بن نايف عُيّن ابنه عبدالعزيز وزيرا للداخلية وتم إرضاؤه، وهو الآن أمير المنطقة الشرقية، وقطعا لدى ابن سلمان مشكلة معه فهو أخو المعزول، والأمير الوليد بن طلال خلافاته كثيرة مع ابن سلمان، والحديث يدور أنه في الأساس قد تم عقد صفقة معه لإبعاده عن الدوائر السياسية، أما الأمير محمد بن فهد مهمش، وتمت ترضيته وتعيين ابنه تركي مستشارا بالديوان الملكي بمرتبة وزير، والأمير بندر بن سلطان، أعفي في فبراير ٢٠١٥ بقرار الملك سلمان من منصبه كأمين عام لمجلس الأمن الوطني السعودي. أما الأمير خالد بن سلطان أقصاه محمد بن سلمان في عام ٢٠١٣ (في عهد الملك عبدالله) من منصب نائب وزير الدفاع، مستخدمًا اسم والده الذي كان وزيرا للدفاع آنذاك، حيث قدّم ابن سلمان للملك عبدالله حينها طلبًا بإعفائه، وبالتالي قد يمهد هذا لاستمرار أحد أبناء ابن سلمان في الحكم، فرغم أن التعديل الجديد يمنعه من ذلك، إلا أن هيئة البيعة والتي أقرت تعديلات سلمان الأخيرة أصبحت مؤسسة شكلية أكثر من كونها ذات إرادة حقيقية، فالأمير طلال بن عبد العزيز كان قد استقال من الهيئة بسبب أنها لا تعمل بالنظام الأساسي المصمم لها، الأمر الذي يفتح الصراعات داخل الأجنحة الملكية، خاصة أن ابن سلمان مازال شابًا، بمعنى آخر أنه قد يستمر ملكا للسعودية أربعة أو خمسة عقود مقبلة، وهي فترة طويلة مقارنة بالملوك السابقين، ومن دون أي ضمانات بألا يتلاعب بالفقرة “ب” كما فعل والده ويورث الحكم لأحد أبنائه، الأمر الذي قد يقلب العائلة المالكة عليه. الوضع الداخلي في السعودية السلاسة الظاهرية التي تم تصويرها في مشهد استحواذ ابن سلمان على منصب ولي العهد، قد تغيب عن التحديات التي تواجهها في الداخل السعودي، ففي الداخل يقف ابن سلمان أمام توترات بدأت تنمو، وليس أدل عليها ما يحدث في المنطقة الشرقية من المملكة، حيث فئات سعودية باتت تجاهر بشعورها بالتهميش والمظلومية، كما أن حالة من الضيق الشعبي بدأت تسود المملكة بعد السياسات الاقتصادية والسياسية الخاطئة لنجل الملك، وأدت إلى انخفاض سعر النفط، الأمر الذي أجبر الحكومة على تبني سياسات تقشفية وفرض المزيد من الضرائب، ورفع الدعم عن الوقود وبعض السلع الغذائية، ما أثقل كاهل المواطن السعودي، حتى أنه ساهم في إرباك المشهد الأمني في الداخل، وزيادة عدد جرائم السرقة. كما أن سياسته تجاه قطر قد تعقد المشهد الداخلي للمملكة، فهناك صلات عشائرية وقبلية ممتدة بين البلدين، وصحيح أن الملف اليمني، خارجي، لكنه بدأ يطال الداخل، فالكثير من المواطنين السعوديين أصبحوا يعبرون عن امتعاضهم من هذه الحرب، التي بدأت تطال مناطق في الداخل كجيزان والعسير ونجران، بالإضافة لقتلى العوائل السعودية من جنود سعوديون في اليمن، ناهيك على أنها استنزفت المملكة ماديًا. وفيما يخص الرؤية الاقتصادية ٢٠٣٠، يرى مراقبون أنها الكارثة الكبرى للأمير الشاب، خاصة بعد وصوله إلى موقع القرار الأول في المملكة، وربما أنها ستقود بالإضافة إلى عوامل أخرى لتهديد الوضع في السعودية، وسبب ذلك يعود إلى أنه لا يوجد في السعودية كينونة اقتصادية، فالمملكة تعتمد بشكل كامل تقريبًا على عائدات النفط التي تراجعت من ٦٥٠ مليار دولار إلى ٢٥٠ مليار دولار سنويًا، بما لا يغطي تكاليف المملكة، كما أنه لا يوجد قطاع زراعي ولا صناعي ولا خدماتي حقيقي في السعودية، كما أن الرؤية الاقتصادية الجديدة تعتمد على خصخصة الشركات بما فيها أرامكو النفطية. أزمات ابن سلمان الخارجية أداء ابن سلمان السياسي لا يؤشر إلى أنه رجل تسويات وحلول، وبرز ذلك في قدرة قطر السريعة على تحجيم مفاعيل القرارات السعودية ضدها، كما أن ابن سلمان يقف أمام بيت خليجي أسهم في تصدعه وأصبح عرضةً للانقسام، ولا يبدو الملك المستقبلي ممسكًا بزمام مصير الحرب التي يشنها التحالف السعودي في اليمن، فرغم تحقيقه مكتسبات تكتيكية، لكنها لا ترقَ إلى مستوى الحل السياسي الذي يعيد للمملكة نفوذها اليمني. كما أن خسارة الرياض على أبواب دمشق الواضحة ميدانيًا وسياسيًا، تشي بأن الأمير الشاب المجاهر بعدائه لإيران ونقل المعركة لداخلها لن يستطيع مجابهتها، وأن أي تصعيد معها سيربك الساحة العربية والخليجية قبل أي شيء آخر، فابن سلمان لم يستطع الصمود أمام قبائل الحوثي ولم يستطع أن يسقط النظام في سوريا، وكل ما فعله أنه أغرق المملكة بالديون والعجز في ميزانيتها، وربما يرمي ابن سلمان على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لكن الأخير لا يبدو أنه ينوي تبديد المليارات التي جناها من زيارته للرياض في حروب لمصلحة السعودية، ناهيك عن صراحة موقف الرئيس الأمريكي من حروب السعودية، فترامب مستعد لبيع السلاح لها، لكنه لن يضحِ بجنود أمريكان في هذه الحروب، وعلى السعودية أن تقتلع شوكها بيدها. وبالنسبة للسياسة الجديدة لابن سلمان والتي تتجه علنًا نحو تل أبيب، نجد أن الملك المستقبلي استفاد من تهيئة جو خليجي معادٍ لإيران، ليبدو منقذا من خطر يدهم المنطقة، ويبرر على ما يبدو خطوته المقبلة، فأمامه قطب إقليمي ينتظر التحالف معه وهي إسرائيل، صحيفة هآرتس العبرية، وصفت وصوله إلى ولاية العهد بالخبر الجيد لتل أبيب، ونقلت عن تقارير صحفية أنه التقى مسؤولين إسرائيليين، الأمر الذي أصبح يحكى علنًا عن اقتراب التطبيع السعودي الإسرائيلي بوصفه العصا السحرية التي ينتظرها ابن سلمان ليحجز موقعه القوي في المنطقة.
أزمات الداخل وتحديات الخارج تهدد عرش ابن سلمان كتب خالد عبدالمنعم التعديلات الجديدة التي فرضها الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، والقاضية بتجريد ولي العهد السابق، محمد بن نايف، من مناصبه ونقل ولاية العهد لنجله، تساهم في تخليص نظام الحكم من حالة الزهايمر الملتصقة به منذ عقود، لكنها في نفس الوقت ستنقله إلى حالة من المراهقة السياسية، خاصة أن العديد من مقالات الرأي الصحفية الغربية وصفت الأمير الشاب محمد بن سلمان صاحب الـ٣١ سنة بالغبي سياسيا، كما وصفته تقارير استخباراتية ومنها ألمانية بالمتهور، وتجلت الأمور في تحركاته الاندفاعية في ملفات المنطقة كاليمن وسوريا ومؤخرًا مع قطر. تعديلات الملك التعديلات التي أجراها الملك السعودي مؤخرًا قد تشكل عقبة كبيرة في طريق نجله محمد بن سلمان، وتفتعل العديد من المشاكل داخل الأسرة الحاكمة نفسها، ما سيهدد استقرار النظام السياسي للمملكة، فاللافت في تعديلات سلمان الملكية التي جرت بالأمس، أنها، إضافة إلى عزل ابن نايف وتنصيب ابنه وليًا للعهد، عدلت مادة في النظام الأساسي للحكم تقضي بعدم تسلم أي من أحفاد عبد العزيز من الفرع الواحد الملك وولاية العهد في آن واحد، وهي خطوة يطمئن بها سلمان باقي الأجنحة لامتصاص غضبهم وإعطائهم بريق أمل، بأنهم سيحكمون يومًا ما، لكن السؤال هنا، لماذا يقدم سلمان أصلًا على تنصيب ابنه ملكًا في حياته، إذا كان المُلك سيؤول مستقبلاً لباقي الأفرع، ولن ينحصر في أبنائه من بعده؟ بعد صدور الأمر الملكي من العاهل السعودي بتعيين محمد بن سلمان وليا للعهد، نشرت وزارة الخارجية، صباح اليوم الخميس، مقطع فيديو ترويجي يمهد لتنصيب ولي العهد الجديد ملكا للسعودية، وبالتالي نحن على موعد مع انقلاب آخر لسلمان أو ابنه المدلل على ما تبقى من إخوته وأبنائهم وأحفادهم، فما فعله حتى الآن لا يصب في سيناريو ترك المُلك مستقبلا لباقي الأجنحة من سلالة عبد العزيز، فسلطان وفيصل أخوة محمد بن سلمان خارج اللعبة، لأنّ الأمر الملكي الجديد أضاف جملة تنص على أنه “لا يكون من بعد أبناء الملك المؤسس ملك وولي للعهد من فرع واحد من ذرية الملك المؤسس”، ما يعني أن ملك السعودية القادم في حال لم يكن من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز، وكان من أحفاده، فإن ولي عهده يجب أن يكون من فرع آخر من ذرية الملك عبدالعزيز. ومع استعراض بعض من تبقى من مرشحي ولاية العهد عندما يصبح ابن سلمان ملكا، نجد أن الأمير محمد بن نايف، معزول نهائيًا، والأمير سعود بن نايف عُيّن ابنه عبدالعزيز وزيرا للداخلية وتم إرضاؤه، وهو الآن أمير المنطقة الشرقية، وقطعا لدى ابن سلمان مشكلة معه فهو أخو المعزول، والأمير الوليد بن طلال خلافاته كثيرة مع ابن سلمان، والحديث يدور أنه في الأساس قد تم عقد صفقة معه لإبعاده عن الدوائر السياسية، أما الأمير محمد بن فهد مهمش، وتمت ترضيته وتعيين ابنه تركي مستشارا بالديوان الملكي بمرتبة وزير، والأمير بندر بن سلطان، أعفي في فبراير ٢٠١٥ بقرار الملك سلمان من منصبه كأمين عام لمجلس الأمن الوطني السعودي. أما الأمير خالد بن سلطان أقصاه محمد بن سلمان في عام ٢٠١٣ (في عهد الملك عبدالله) من منصب نائب وزير الدفاع، مستخدمًا اسم والده الذي كان وزيرا للدفاع آنذاك، حيث قدّم ابن سلمان للملك عبدالله حينها طلبًا بإعفائه، وبالتالي قد يمهد هذا لاستمرار أحد أبناء ابن سلمان في الحكم، فرغم أن التعديل الجديد يمنعه من ذلك، إلا أن هيئة البيعة والتي أقرت تعديلات سلمان الأخيرة أصبحت مؤسسة شكلية أكثر من كونها ذات إرادة حقيقية، فالأمير طلال بن عبد العزيز كان قد استقال من الهيئة بسبب أنها لا تعمل بالنظام الأساسي المصمم لها، الأمر الذي يفتح الصراعات داخل الأجنحة الملكية، خاصة أن ابن سلمان مازال شابًا، بمعنى آخر أنه قد يستمر ملكا للسعودية أربعة أو خمسة عقود مقبلة، وهي فترة طويلة مقارنة بالملوك السابقين، ومن دون أي ضمانات بألا يتلاعب بالفقرة “ب” كما فعل والده ويورث الحكم لأحد أبنائه، الأمر الذي قد يقلب العائلة المالكة عليه. الوضع الداخلي في السعودية السلاسة الظاهرية التي تم تصويرها في مشهد استحواذ ابن سلمان على منصب ولي العهد، قد تغيب عن التحديات التي تواجهها في الداخل السعودي، ففي الداخل يقف ابن سلمان أمام توترات بدأت تنمو، وليس أدل عليها ما يحدث في المنطقة الشرقية من المملكة، حيث فئات سعودية باتت تجاهر بشعورها بالتهميش والمظلومية، كما أن حالة من الضيق الشعبي بدأت تسود المملكة بعد السياسات الاقتصادية والسياسية الخاطئة لنجل الملك، وأدت إلى انخفاض سعر النفط، الأمر الذي أجبر الحكومة على تبني سياسات تقشفية وفرض المزيد من الضرائب، ورفع الدعم عن الوقود وبعض السلع الغذائية، ما أثقل كاهل المواطن السعودي، حتى أنه ساهم في إرباك المشهد الأمني في الداخل، وزيادة عدد جرائم السرقة. كما أن سياسته تجاه قطر قد تعقد المشهد الداخلي للمملكة، فهناك صلات عشائرية وقبلية ممتدة بين البلدين، وصحيح أن الملف اليمني، خارجي، لكنه بدأ يطال الداخل، فالكثير من المواطنين السعوديين أصبحوا يعبرون عن امتعاضهم من هذه الحرب، التي بدأت تطال مناطق في الداخل كجيزان والعسير ونجران، بالإضافة لقتلى العوائل السعودية من جنود سعوديون في اليمن، ناهيك على أنها استنزفت المملكة ماديًا. وفيما يخص الرؤية الاقتصادية ٢٠٣٠، يرى مراقبون أنها الكارثة الكبرى للأمير الشاب، خاصة بعد وصوله إلى موقع القرار الأول في المملكة، وربما أنها ستقود بالإضافة إلى عوامل أخرى لتهديد الوضع في السعودية، وسبب ذلك يعود إلى أنه لا يوجد في السعودية كينونة اقتصادية، فالمملكة تعتمد بشكل كامل تقريبًا على عائدات النفط التي تراجعت من ٦٥٠ مليار دولار إلى ٢٥٠ مليار دولار سنويًا، بما لا يغطي تكاليف المملكة، كما أنه لا يوجد قطاع زراعي ولا صناعي ولا خدماتي حقيقي في السعودية، كما أن الرؤية الاقتصادية الجديدة تعتمد على خصخصة الشركات بما فيها أرامكو النفطية. أزمات ابن سلمان الخارجية أداء ابن سلمان السياسي لا يؤشر إلى أنه رجل تسويات وحلول، وبرز ذلك في قدرة قطر السريعة على تحجيم مفاعيل القرارات السعودية ضدها، كما أن ابن سلمان يقف أمام بيت خليجي أسهم في تصدعه وأصبح عرضةً للانقسام، ولا يبدو الملك المستقبلي ممسكًا بزمام مصير الحرب التي يشنها التحالف السعودي في اليمن، فرغم تحقيقه مكتسبات تكتيكية، لكنها لا ترقَ إلى مستوى الحل السياسي الذي يعيد للمملكة نفوذها اليمني. كما أن خسارة الرياض على أبواب دمشق الواضحة ميدانيًا وسياسيًا، تشي بأن الأمير الشاب المجاهر بعدائه لإيران ونقل المعركة لداخلها لن يستطيع مجابهتها، وأن أي تصعيد معها سيربك الساحة العربية والخليجية قبل أي شيء آخر، فابن سلمان لم يستطع الصمود أمام قبائل الحوثي ولم يستطع أن يسقط النظام في سوريا، وكل ما فعله أنه أغرق المملكة بالديون والعجز في ميزانيتها، وربما يرمي ابن سلمان على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لكن الأخير لا يبدو أنه ينوي تبديد المليارات التي جناها من زيارته للرياض في حروب لمصلحة السعودية، ناهيك عن صراحة موقف الرئيس الأمريكي من حروب السعودية، فترامب مستعد لبيع السلاح لها، لكنه لن يضحِ بجنود أمريكان في هذه الحروب، وعلى السعودية أن تقتلع شوكها بيدها. وبالنسبة للسياسة الجديدة لابن سلمان والتي تتجه علنًا نحو تل أبيب، نجد أن الملك المستقبلي استفاد من تهيئة جو خليجي معادٍ لإيران، ليبدو منقذا من خطر يدهم المنطقة، ويبرر على ما يبدو خطوته المقبلة، فأمامه قطب إقليمي ينتظر التحالف معه وهي إسرائيل، صحيفة هآرتس العبرية، وصفت وصوله إلى ولاية العهد بالخبر الجيد لتل أبيب، ونقلت عن تقارير صحفية أنه التقى مسؤولين إسرائيليين، الأمر الذي أصبح يحكى علنًا عن اقتراب التطبيع السعودي الإسرائيلي بوصفه العصا السحرية التي ينتظرها ابن سلمان ليحجز موقعه القوي في المنطقة.
أزمات الداخل وتحديات الخارج تهدد عرش ابن سلمان كتب خالد عبد المنعم التعديلات الجديدة التي فرضها الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، والقاضية بتجريد ولي العهد السابق، محمد بن نايف، من مناصبه ونقل ولاية العهد لنجله، تساهم في تخليص نظام الحكم من حالة الزهايمر الملتصقة به منذ عقود، لكنها في نفس الوقت ستنقله إلى حالة من المراهقة السياسية، خاصة أن العديد من مقالات الرأي الصحفية الغربية وصفت الأمير الشاب محمد بن سلمان صاحب الـ٣١ سنة بالغبي سياسيا، كما وصفته تقارير استخباراتية ومنها ألمانية بالمتهور، وتجلت الأمور في تحركاته الاندفاعية في ملفات المنطقة كاليمن وسوريا ومؤخرًا مع قطر. تعديلات الملك التعديلات التي أجراها الملك السعودي مؤخرًا قد تشكل عقبة كبيرة في طريق نجله محمد بن سلمان، وتفتعل العديد من المشاكل داخل الأسرة الحاكمة نفسها، ما سيهدد استقرار النظام السياسي للمملكة، فاللافت في تعديلات سلمان الملكية التي جرت بالأمس، أنها، إضافة إلى عزل ابن نايف وتنصيب ابنه وليًا للعهد، عدلت مادة في النظام الأساسي للحكم تقضي بعدم تسلم أي من أحفاد عبد العزيز من الفرع الواحد الملك وولاية العهد في آن واحد، وهي خطوة يطمئن بها سلمان باقي الأجنحة لامتصاص غضبهم وإعطائهم بريق أمل، بأنهم سيحكمون يومًا ما، لكن السؤال هنا، لماذا يقدم سلمان أصلًا على تنصيب ابنه ملكًا في حياته، إذا كان المُلك سيؤول مستقبلاً لباقي الأفرع، ولن ينحصر في أبنائه من بعده؟ بعد صدور الأمر الملكي من العاهل السعودي بتعيين محمد بن سلمان وليا للعهد، نشرت وزارة الخارجية، صباح اليوم الخميس، مقطع فيديو ترويجي يمهد لتنصيب ولي العهد الجديد ملكا للسعودية، وبالتالي نحن على موعد مع انقلاب آخر لسلمان أو ابنه المدلل على ما تبقى من إخوته وأبنائهم وأحفادهم، فما فعله حتى الآن لا يصب في سيناريو ترك المُلك مستقبلا لباقي الأجنحة من سلالة عبد العزيز، فسلطان وفيصل أخوة محمد بن سلمان خارج اللعبة، لأنّ الأمر الملكي الجديد أضاف جملة تنص على أنه “لا يكون من بعد أبناء الملك المؤسس ملك وولي للعهد من فرع واحد من ذرية الملك المؤسس”، ما يعني أن ملك السعودية القادم في حال لم يكن من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز، وكان من أحفاده، فإن ولي عهده يجب أن يكون من فرع آخر من ذرية الملك عبدالعزيز. ومع استعراض بعض من تبقى من مرشحي ولاية العهد عندما يصبح ابن سلمان ملكا، نجد أن الأمير محمد بن نايف، معزول نهائيًا، والأمير سعود بن نايف عُيّن ابنه عبدالعزيز وزيرا للداخلية وتم إرضاؤه، وهو الآن أمير المنطقة الشرقية، وقطعا لدى ابن سلمان مشكلة معه فهو أخو المعزول، والأمير الوليد بن طلال خلافاته كثيرة مع ابن سلمان، والحديث يدور أنه في الأساس قد تم عقد صفقة معه لإبعاده عن الدوائر السياسية، أما الأمير محمد بن فهد مهمش، وتمت ترضيته وتعيين ابنه تركي مستشارا بالديوان الملكي بمرتبة وزير، والأمير بندر بن سلطان، أعفي في فبراير ٢٠١٥ بقرار الملك سلمان من منصبه كأمين عام لمجلس الأمن الوطني السعودي. أما الأمير خالد بن سلطان أقصاه محمد بن سلمان في عام ٢٠١٣ (في عهد الملك عبدالله) من منصب نائب وزير الدفاع، مستخدمًا اسم والده الذي كان وزيرا للدفاع آنذاك، حيث قدّم ابن سلمان للملك عبدالله حينها طلبًا بإعفائه، وبالتالي قد يمهد هذا لاستمرار أحد أبناء ابن سلمان في الحكم، فرغم أن التعديل الجديد يمنعه من ذلك، إلا أن هيئة البيعة والتي أقرت تعديلات سلمان الأخيرة أصبحت مؤسسة شكلية أكثر من كونها ذات إرادة حقيقية، فالأمير طلال بن عبد العزيز كان قد استقال من الهيئة بسبب أنها لا تعمل بالنظام الأساسي المصمم لها، الأمر الذي يفتح الصراعات داخل الأجنحة الملكية، خاصة أن ابن سلمان مازال شابًا، بمعنى آخر أنه قد يستمر ملكا للسعودية أربعة أو خمسة عقود مقبلة، وهي فترة طويلة مقارنة بالملوك السابقين، ومن دون أي ضمانات بألا يتلاعب بالفقرة “ب” كما فعل والده ويورث الحكم لأحد أبنائه، الأمر الذي قد يقلب العائلة المالكة عليه. الوضع الداخلي في السعودية السلاسة الظاهرية التي تم تصويرها في مشهد استحواذ ابن سلمان على منصب ولي العهد، قد تغيب عن التحديات التي تواجهها في الداخل السعودي، ففي الداخل يقف ابن سلمان أمام توترات بدأت تنمو، وليس أدل عليها ما يحدث في المنطقة الشرقية من المملكة، حيث فئات سعودية باتت تجاهر بشعورها بالتهميش والمظلومية، كما أن حالة من الضيق الشعبي بدأت تسود المملكة بعد السياسات الاقتصادية والسياسية الخاطئة لنجل الملك، وأدت إلى انخفاض سعر النفط، الأمر الذي أجبر الحكومة على تبني سياسات تقشفية وفرض المزيد من الضرائب، ورفع الدعم عن الوقود وبعض السلع الغذائية، ما أثقل كاهل المواطن السعودي، حتى أنه ساهم في إرباك المشهد الأمني في الداخل، وزيادة عدد جرائم السرقة. كما أن سياسته تجاه قطر قد تعقد المشهد الداخلي للمملكة، فهناك صلات عشائرية وقبلية ممتدة بين البلدين، وصحيح أن الملف اليمني، خارجي، لكنه بدأ يطال الداخل، فالكثير من المواطنين السعوديين أصبحوا يعبرون عن امتعاضهم من هذه الحرب، التي بدأت تطال مناطق في الداخل كجيزان والعسير ونجران، بالإضافة لقتلى العوائل السعودية من جنود سعوديون في اليمن، ناهيك على أنها استنزفت المملكة ماديًا. وفيما يخص الرؤية الاقتصادية ٢٠٣٠، يرى مراقبون أنها الكارثة الكبرى للأمير الشاب، خاصة بعد وصوله إلى موقع القرار الأول في المملكة، وربما أنها ستقود بالإضافة إلى عوامل أخرى لتهديد الوضع في السعودية، وسبب ذلك يعود إلى أنه لا يوجد في السعودية كينونة اقتصادية، فالمملكة تعتمد بشكل كامل تقريبًا على عائدات النفط التي تراجعت من ٦٥٠ مليار دولار إلى ٢٥٠ مليار دولار سنويًا، بما لا يغطي تكاليف المملكة، كما أنه لا يوجد قطاع زراعي ولا صناعي ولا خدماتي حقيقي في السعودية، كما أن الرؤية الاقتصادية الجديدة تعتمد على خصخصة الشركات بما فيها أرامكو النفطية. أزمات ابن سلمان الخارجية أداء ابن سلمان السياسي لا يؤشر إلى أنه رجل تسويات وحلول، وبرز ذلك في قدرة قطر السريعة على تحجيم مفاعيل القرارات السعودية ضدها، كما أن ابن سلمان يقف أمام بيت خليجي أسهم في تصدعه وأصبح عرضةً للانقسام، ولا يبدو الملك المستقبلي ممسكًا بزمام مصير الحرب التي يشنها التحالف السعودي في اليمن، فرغم تحقيقه مكتسبات تكتيكية، لكنها لا ترقَ إلى مستوى الحل السياسي الذي يعيد للمملكة نفوذها اليمني. كما أن خسارة الرياض على أبواب دمشق الواضحة ميدانيًا وسياسيًا، تشي بأن الأمير الشاب المجاهر بعدائه لإيران ونقل المعركة لداخلها لن يستطيع مجابهتها، وأن أي تصعيد معها سيربك الساحة العربية والخليجية قبل أي شيء آخر، فابن سلمان لم يستطع الصمود أمام قبائل الحوثي ولم يستطع أن يسقط النظام في سوريا، وكل ما فعله أنه أغرق المملكة بالديون والعجز في ميزانيتها، وربما يرمي ابن سلمان على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لكن الأخير لا يبدو أنه ينوي تبديد المليارات التي جناها من زيارته للرياض في حروب لمصلحة السعودية، ناهيك عن صراحة موقف الرئيس الأمريكي من حروب السعودية، فترامب مستعد لبيع السلاح لها، لكنه لن يضحِ بجنود أمريكان في هذه الحروب، وعلى السعودية أن تقتلع شوكها بيدها. وبالنسبة للسياسة الجديدة لابن سلمان والتي تتجه علنًا نحو تل أبيب، نجد أن الملك المستقبلي استفاد من تهيئة جو خليجي معادٍ لإيران، ليبدو منقذا من خطر يدهم المنطقة، ويبرر على ما يبدو خطوته المقبلة، فأمامه قطب إقليمي ينتظر التحالف معه وهي إسرائيل، صحيفة هآرتس العبرية، وصفت وصوله إلى ولاية العهد بالخبر الجيد لتل أبيب، ونقلت عن تقارير صحفية أنه التقى مسؤولين إسرائيليين، الأمر الذي أصبح يحكى علنًا عن اقتراب التطبيع السعودي الإسرائيلي بوصفه العصا السحرية التي ينتظرها ابن سلمان ليحجز موقعه القوي في المنطقة.
قارن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود مع:
شارك صفحة عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود على