عبد الرزاق

عبد الرزاق

عبد الرزاق اسم عربي يطلق على الذكور، وهو مستخدم في العهد الحديث كإسم و كلقب. وهو مكون من جزأين "عبد" و "الرزاق". الرزاق وهي اسم من اسماء الله الحسنى المذكورة في القرآن الكريم. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بعبد الرزاق؟
أعلى المصادر التى تكتب عن عبد الرزاق
بسم الله الرحمن الرحيم رجال من عامة الحاج عزاوي حمادي عبدالرحمن آل السيد حسين(دزدار قلعة عانة) تغمده الله تعالى بواسع رحمته وادخله فسيح جناته بقلم السيد Safaa Al Alsaid . شخصيات عانية؛ مقالتي هذه المرة عن رجل لم يكن ؛ طبيباً ، أو خطيبا ، ولا مهندساً ، أو قاضياً ، ولا مدرساً ، بل هو رجل أميّ لا يقرأ ولا يكتب، قد وهبه الباري بصمة في ؛ مهارة الصنعة ، وإتقان الحرفة ، وحسن التوكل . رجلٌ مبارك ، ذو همة عالية ، طيب النفس ، كريم الخُلُق ، عرفه جيل الستينات والسبعينات من أهالي عانة وراوة بإسمه وكنيته ، وجهلوا عنه الكثير ، ولد في القلعة ، وهو من القلة الذين حملوا لقبها وقد كُتِب لقب ؛ "القلعاوي" في سجل الأحوال المدنية الخاص بعائلته . ينتسب إلى عشيرة السيد حسين الدزدار في " القلعة " . إنه ؛"أبو مزهر" الحاج المرحوم عزاوي حمادي عبد الرحمن القلعاوي ".. أدعو الله له بواسع الرحمة والعفو والمغفرة . .ولد في القلعة عام ١٩٢٠م ، له من الأخوة ؛ سعيد ، وحميد ، أمضوا أكثر حياتهم في بغداد. وترك من خلفه ذُرِّية طيبة من الأولاد ؛ مزهر ، و عامر ؛ يعملان على ملاك التربية والتعليم ، سالم وغالب ؛ يعملان على ملاك وزارة الصناعة. ما جعلني أكتب عنه هو إعجابي بشخصيته منذ طفولتي ،لا يمر يوما إلا وأراه ، لم تنقطع زياراته وأماسيه لنا ، ظلت صورته ماثلة في ذاكرتي ، يلبس وقت إستراحته اليشماغ الأسود والعقال والدشداشة وحذاءه الجلدي، وفي وقت العمل يرتدي القبع "العرقچين" الأبيض المطرز باللون الأصفر من النوع السميك"البغدادي"، والحزام الجلدي الجوزي ، حافي القدمين ، وفي كلتا الحالتين لم تفارق سيجارته فمه حتى تنتهي ثم يلفضها ، يلفها بيده أو من مما كان يباع آنذاك بدون فلتر " التركي ، الغازي...". .أكثر ما يعرفه العوام أن هذا الرجل يبيع "الفليفلة" كما يسميها أهل عانة و"الخس" نعم هو كذلك ، لكن جهلوا عنه الكثير ، تميز العم أبو مزهر "رحمة الله عليه" بذاكرة قلّ مثيلها في حفظ الأسماء والأنساب ، وملكيات البساتين ، نابغة في الحساب ومن ذلك تقسيم حصص الماء في كل ناعور من نواعير القلعة وحصة كل عائلة من الزيتون الذي كان مزروعاً على ساقية كل ناعور ويشترك فيه العشرات أهل تلك الجرية . إضافة إلى خبرته في أنواع النخيل و زراعته وإستثماره ، ولستُ مبالغاً إذا قلتُ أنه كان يقوم لوحده منذ الفجر بفلاحة ما يقرب من خمسمائة نخلة موزعة بين القلعة ، وجزيرة اللّباد ، ومحلة السدة ؛" تنظيف ، تكريب ، تلقيح ، تنزيل ، قص " إضافة إلى قيامه بإدامة وصيانة ناعور الخريزة في القلعة وناعور حمزة في السدة ، وناعور الجنچي القريب من مسكنه وناعور الحجي الكائن في بستان الحاج عبد الرحمن الحلان لعدة سنوات ، وتأتي زراعة وبيع الفليفلة الشهيرة والخس المميز ، والتمر وخاصة الخستة منه عند بداية نضوجه والبربن والكامر الأشرسي ، والمشمش والكمثرى القلعاوي في المراحل الأخرى . وهنا يأتي الحديث عن جانب فولوكلوري ميزه وترك صورته في أذهان الكثير ؛ "حمارٌ" يألفه وله معه ودٌّ وصحبة وحكايات ، له رشمة وعليجة طعامه ، وعلى ظهره خُرج ذو كفتين وفوقه بِشت ، وميزان من خوص النخل ومكاييل من حجر ، يسوق حماره المحمل ماشياً قاطعاً الطريق الجواني من السدة الى الرأس الغربي من عانة وأحياناً يعبر إلى راوة في "القطعة" يبيع محاصيله ثم يرجع راكباً إياه . وليس في ذلك عيباً أو مذمةً لأن الله تعالى ما خلق هذه الحمير إلا للركوب وحمل المتاع ، وقد ركبها خير البشر ، والأمر في ذلك الوقت طبيعي لقلة وجود وسائط النقل والحمل ، كما ركبها غيره من فضلاء رجال المدينة آنذاك أتذكر منهم " رديف خضر النجدي ، عبد صالح الجنبلاط ، إبراهيم الشگداح ، عبد الرزاق الكحلي ، محمد الحمرة " وآخرون وكانت تستعمل لجر العربات في نقل الطحين والحنطة ، وبيع النفط ؛ وممن عمل بها آنذاك ؛ " جبار السيف ، وعبد الرحيم الدلة علي ، وأبو طعمة ، وحديد أبو جبار ، وعلوان أبو النفط الخطبي" "رحمهم الله جميعا". . سكن الطرف الشرقي من محلة السدة ، منطقة بيت علي الخضر ، وذلك بعد رحيله من القلعة ، في بيت بسيط بناؤه من الطين وسقفه من جذوع النخل له ثلاثة أبواب ؛ الشمالي منه يطل على بستان من النخيل وأرض يزرعها ، والباب الشرقي يطل على الفرع الواصل بين الطريقين البرّاني والجواني ، والباب الجنوبي يطل على الشارع الجواني ، يدخل الى خربة يربط فيها "حماره" الوفي وفيها ماشيته ودواجنه ، وإلى جانبها غرفة كانت تسكنها عجوز مسنّة بلغت من العمر المائة مقطوعة ليس لها ولد إسمها "صديقة العثمان" وتُكنّى بأم هاشمية من بيت علي الخضر ، وزوجها من بيت الرحيل من أصول سورية على ما أعتقد ولأطفال حارتنا آنذاك معها ذكريات وحكايات . لا تكاد تنظر إلى العم أبو مزهر في بيته "إذا وُجِد" إلا وتراه مشغولا بحشو التمر في خِصاف من خوص النخل أو القِرَف المصنوعة من جلود الضأن ، أو يساعد أهله في صناعة الدبس ، أو مشغولاً بفتل الحبال من خوص النخل أوبعمل"السرايج"التي يربطها على محيط الناعور ،... لا مجال للفراغ في نهاره حتى المساء. إذا رأيته تمثلت فيه قول الحبيب المصطفى " من أمسى كالاً من عمل يده ؛ أمسى مغفوراً له ". أبواب بيته لا تسد أبدا ؛ مشرعة لضيوفه ، وجيرانه ، وذوو رحمه وله زيارة سنوية لأقربائه في بغداد لا يتخلف عنها يحمل إليهم ما تجود به نفسه من طيب ثمار القلعة وتمورها ولوز المشمش وقديده يوزعه على بيت منهم. . ومن الطرائف التي سمعتها أيام طفولتي وربما يتذكرها الكثير من أخواننا أنه في يوم من الأيام وفي ساعة من الظهيرة إختارها العم أبو مزهر لتلقيح نخلة ذات نوعية خاصة في جزيرة اللباد في الجهة الشامية مجاور مسجد بيت حلاّن ومقابل بيت المرحوم جمعة النجدي أبو نزار ، وهو يعلم أن هذه النخلة معروف عنها أنها "لا تعلّق" أي لا يثبت لقاحها ولا تُثمر إذا تكلّم بحرف واحد من يقوم بتلقيحها !! إرتقى النخلة بواسطة حبله حاملاً باذورته في حزامه وهو على حذر وأثناء قيامه بالتلقيح فوجئ بمن يلقي عليه السلام ؛ "مرحبه أبو مزهز ، مرحبة أبو مزهر ، مرحبة أبو مزهر ، الگوه أبو مزهر، گواك الله أبو مزهر ... " تصبّر وتحامل على نفسه ، ولم يجد لنفسه عذراً إلاّ أن يردّ السلام مخافة الملامة والعتب ، فإذا هي أم نزار "رحمة الله عليها" وهي الأخرى بالتأكيد لم تكن تعرف سرّ هذه النخلة ومخافة الحرج والعتب من أن تمرّ ولم تسلم كونها ترتبط معه بأواصر القربى والجوار ، موقف محرج ، نزل من النخلة ونفسه تقول ؛ " شكون جابچ بهالساعة المباركة يا أم نزار الله يسامچ ضيعتي علينا موسم النخلة " رحم الله ذلك الجيل الطيب الذي عُرف بالسماحة وطهارة القلب وحسن السيرة وطيب الكسب. أولئك آبائي فجئني بمثلهم... إذا جمعتنا يا جرير المجامع. . رحل العم أبو مزهر ، في عانة الجديدة عام ١٩٩٢ ورحلت معه ذاكرته وذكرياته ، دون أن يخطر ببال أحد قبل رحيله أن يمسك بقلمه ويوثق ما إحتوته تلك الذاكرة من أنساب ، وأماكن ووقائع ، وقصص وأحداث كونه شاهداً وعيناً من عيون جزيرة القلعة ومحلة السدة خصوصاً، هذه مجرّد لقطات سريعة من ذكرياتي وذاكرتي ، وعذراً إن كنتُ قد قصرّت في شيئ منها. سلآم على العم الحبيب أبو مزهر عاش فلاحاً كادحاً معيلاً ، مخلصاً ، كريماً ، مسامحاً ؛ ومات غريباً بعيداً عن داره ونواعيره ، ونخيله ، وقاربه "بلمه" ومجدافه ، مقبلا على رب رؤوف رحيم كالا من عمل تعبّده فيه ، وقلب طيب سليم سيلقاه عليه. (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَأدْخُلي جَنَّتِي ) الفجر ٢٧ ٣٠.
قارن عبد الرزاق مع:
شارك صفحة عبد الرزاق على