عبد الرحمن الراشد

عبد الرحمن الراشد

عبد الرحمن الراشد ولد في الرياض عام ١٩٥٦ هو إعلامي سعودي كان يشغل منصب مدير عام قناة العربية منذ عام ٢٠٠٤ حتى استقالته منها يوم ٢٢ نوفمبر ٢٠١٤ وتعيينه عضوا في مجلس إدارة مجموعة إم بي سي وهو يكتب في جريدة الشرق الأوسط التي سبق أن ترأس تحريرها قبل عمله في قناة العربية، الراشد هو صاحب شركة ORTV للإنتاج الإعلامي. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بعبد الرحمن الراشد؟
أعلى المصادر التى تكتب عن عبد الرحمن الراشد
أحمد علي يكتب في كلمة صدق «الإقامة الدائمة» .. خطوة متقدمة لتعزيز روح المواطنة مشروع إنساني سابق في مضمونه .. وغير مسبوق في مكنونه قطر سبقت غيرها في إزالة التمييز ضد القطرية المتزوجة من غير قطري امتيازات لأبناء القطرية من زوجها غير المواطن .. بينما « السعودية» محرومة من قيادة سيارتها «البطاقة الداعمة» ستتيح لحاملها أن يكون «قطريا» بالإنتماء إلى قطر .. دون أن يحمل جنسيتها مشروع القانون يشرع الأبواب على الدوام لتوفير الاستقرار العائلي المستدام لأبناء القطرية المتزوجة من غير قطري في خضم الأصداء المتواصلة تفاعلاً مع مشروع قانون «الإقامة الدائمة»، الذي أعلنه مجلس الوزراء الموقر في اجتماعه الأخير برئاسة حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لا أملك سوى الترحيب الحار بهذا المشروع، الذي يستعد المشرع القطري لإقراره، وفقاً لآليات التشريع المعتمدة، والخطوات التشريعية المتبعة في الدولة. .. وما من شك في أن هذا المشروع سابق في مضمونه، وغير مسبوق في مكنونه، ويسبق جميع دول المنطقة في منطوقه الإنساني، ومنطقه القانوني، ونطاقه الحقوقي والحضاري. .. ولعل ما يدفعني للشروع في تأييد هذا المشروع أنه يشرع الأبواب على «مصراعيها»، لتوفير الاستقرار العائلي لأبناء المواطنة القطرية المتزوجة من غير القطري، ولن أقول الأجنبي. كما أنه يعيد الاعتبار لحقوق الأم المواطنة، التي ارتبطت لظروف عائلية خاصة، أو أسباب اجتماعية خالصة بزوج لا يحمل جنسية وطنها، وأنجبت منه عدداً من الأولاد والبنات، وربما تحملت مشاق في سبيل تربية أبنائها تفوق في معظمها أعباء زوجها غير المواطن. .. ويشير المشروع إلى حرص قطر على إزالة أي تمييز ضد المرأة القطرية لا يتماشى مع روح العصر، من جانب أي وزارة أو مؤسسة أو شخصية اعتبارية أخرى، والقضاء على أي ممارسات قائمة على الاعتقاد أن أبناء القطرية من زوجها غير القطري أدنى من غيرهم. .. ويأتي منح بطاقة «الإقامة الدائمة» لأبناء هذه الأم القطرية، وفقاً لما ينص عليه المشروع، ليكون متسقاً نسبياً، بل متوافقاً جزئياً مع اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة المسماة «سيداو». .. وهي معاهدة دولية تم اعتمادها في الثامن عشر من ديسمبر عام ١٩٧٩، من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، ووقعت قطر عليها في التاسع عشر من أبريل عام ٢٠٠٩، باعتبارها وثيقة قانونية مهمة تدعم حقوق المرأة على مستوى العالم. .. وعلى الرغم من أن مشروع القانون المقترح لا يصل إلى مرحلة منح الجنسية لأبناء القطرية المتزوجة من غير قطري، إلا أن الإجراءات المقترحة تشكل نقلة نوعية، والامتيازات المطروحة تعد قفزة قانونية في ترسيخ الحقوق الممنوحة لهم. .. وأحسب أنها تكفل حلاً متكاملاً لمعاناتهم، بما يحمي هذه الأسرة من أي عارض قد يهدم أواصرها، وخصوصاً ما يتعلق بمسألة تجديد الإقامة بشكل دوري، أو الاستفادة من الخدمات التعليمية والصحية وغيرها، عدا أولوية التعيين في الوظائف الحكومية. .. وفي إطار الإشادة بهذا الموقف القطري، لا أنسى الإشارة إلى وجود العديد من المجتمعات المحيطة بنا، لا تزال فيها المرأة تعاني من وجود نظرة تمييزية ضدها، لدرجة أنها لا تستطيع حتى الآن قيادة سيارتها، في موقف غير حضاري، يعكس فيما يعكسه عدم الثقة بها، أو فقدان الثقة في البيئة الحاضنة لها، التي يمكن أن يقوم ذئابها بإيذائها! .. وليت «الكاتب الليبرالي» السعودي عبدالرحمن الراشد أن يكتب عن قضايا المرأة السعودية غير المسموح لها بقيادة السيارة، بدلاً من أن يشغل نفسه بالخوض في قضايا الآخرين. .. وليته من منفاه الإجباري أو الاختياري حيث يقيم في «المارينا دبي»، يقود حملة للدفاع عن حقوق المرأة في بلاده، سواء في «القصيم» حيث ينبع التشدد، أو «عرعر» أو أي مكان آخر. .. وبدلاً من أن «يعرعر» قلمه في الهجوم الدائم على قطر، أو الكويت ــ كما كتب مؤخراً ــ ليته يهاجم قوى «التطرف المعرعر» في بلاده، التي أجبرته على الهروب من مواجهة ما يستحق المواجهة في «المملكة». .. والمفارقة أن الكاتب السعودي يدعو قطر لتغيير سياستها التي لا تعجبه، دون أن يجرؤ على المطالبة بتغيير الأوضاع غير العصرية، وغير الحضارية وغير الإنسانية التي تعيشها المرأة السعودية، لدرجة أنها لا تستطيع الحصول على رخصة لقيادة سيارتها، في حين يتم الترخيص لزوجة الرئيس الأميركي «دونالد ترامب»، وابنته «إيفانكا» بانتهاك تقاليد المجتمع السعودي! .. ونحمد الله أن دولتنا قطعت شوطاً متقدماً في عملية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، من خلال سعيها الحثيث للمواءمة مع الاتفاقيات الدولية التي وقعتها، وقامت بدمج موادها في التشريعات القطرية. .. ولا أنسى التوقف عند الدور الريادي الذي اضطلعت به «صاحبة السمو» الشيخة موزا بنت ناصر، في مجال النهوض بالقيمة الإنسانية للحركة النسائية في قطر، حيث أولت سموها اهتماماً بالغاً بكافة جوانب حياة المرأة القطرية، وعملت على تحفيزها للنهوض بكامل مسؤولياتها الاجتماعية. لقد اهتمت قيادتنا الرشيدة بالمرأة القطرية في جميع مراحل حياتها، وجعلتها معززة مكرمة، وكرمتها أما وزوجة وأختاً وبنتاً، حرصت على صيانة حقوقها لكونها الأم الكريمة بعطائها، والمربية بمكارم أخلاقها، والسيدة الفاضلة بأفضالها، عدا العديد من الأدوار الاجتماعية التي برعت فيها الأم القطرية، وأثبتت مكانتها الرائدة في مجتمعها القطري. .. ولأن قضية أبناء الأم القطرية المتزوجة من غير مواطن تعتبر من القضايا الإنسانية، التي لم توضع لها حلول جذرية، حيث تم الاكتفاء بالحلول الجزئية، فقد اكتسبت قضية هذه الفئة دفعة قوية، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير، بعدما تم الإعلان أن قانون «البطاقة الدائمة» يشمل فيما يشملهم أبناء المواطنة المتزوجة من غير قطري، حتى يشعر أبناؤها بأنهم مواطنون، يتمتعون بجميع الامتيازات الممنوحة، بصفتهم مولودين في قطر، ومقيمين فيها، ومرتبطين بها وبهويتها الوطنية. .. وعلى هذا الأساس فإن «الإقامة الدائمة» ستتيح لهم معاملة نظرائهم القطريين في الخدمات التعليمية والرعاية الصحية، عدا أولوية تعيينهم بعد المواطنين في الوظائف العامة بشقيها العسكري والمدني. .. وما من شك في أن مشروع هذا القانون يراعي تماماً كافة الاعتبارات المتعلقة بهذه الفئة، ويعبر بشكل صادق عن شعور الدولة بقضيتهم، وشعورها بالأثر السلبي على أمهاتهم القطريات. .. ولهذا فإن حكومتنا الموقرة برئاسة معالي الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء من خلال موافقتها الكريمة على المشروع تقدم إطاراً شاملاً للنهوض بأوضاع المرأة القطرية المتزوجة من غير قطري، عبر إيجاد مقاربة قانونية لمفهوم المساواة في الفرص المتاحة لهم، في مجالات التعليم والعمل وغيرها. .. وعندما أسلط الأضواء على هذه القضية لا أتحدث عن مشكلة نسائية محضة، وإنما عن معضلة إنسانية ضاغطة على حياة أبناء القطريات، الذين لا يحملون الجنسية القطرية، وجاء مشروع «الإقامة الدائمة» ليكفل لهم الاستقرار النفسي، والأمان الأسري والاجتماعي والقانوني، مما يصون كرامتهم، ويوفر سبل العيش الكريم لهم. .. وما من شك في أن القطرية المتزوجة من غير مواطن هي في البداية والنهاية ابنة هذا الوطن، تعيش على ترابه، وتقوم بمسؤولياتها في تربية أجيال من أبنائها الذين أصبحوا رجالاً، يساهمون في بناء قطر، ونهضتها كل في مجال اختصاصه. .. ومن هنا أدعو السادة أعضاء «مجلس الشورى» إلى ضرورة تمرير المشروع المطروح، خلال دور الانعقاد المقبل، وفاء لحقوق المرأة القطرية المتزوجة من غير قطري، وإيفاء لأمومتها، باعتبارها إنسانة تستمد حقوقها من «حقوق الإنسان». .. ولعل إقرار «الإقامة الدائمة» لأبنائها حق إنساني لها، ينبغي أن تستفيد منه، انطلاقاً من التزام قطر ــ كعادتها ــ بتعزيز الحقوق الإنسانية داخل البلاد وخارجها. .. ورغم أنه لا يمكن إنكار التقدم الملحوظ الذي أحرزته قطر دعماً لحقوق المرأة على مدار العشرين عاماً الماضية، لكن لا يمكن أيضا إغفال أن القطرية، عندما يكتب لها نصيبها أن تتزوج من غير مواطن فإنها تعاني كثيراً، امتداداً من معاناة أبنائها غير القطريين. .. ومن خلال مشروع قانون «الإقامة الدائمة» تؤكد حكومتنا ودولتنا حرصها على معاملة الأم القطرية المتزوجة من غير قطري بكل ما يليق بها من احترام واهتمام والتزام، من خلال منح أبنائها العديد من الامتيازات الواجبة، حرصاً من الدولة على حمايتهم من الوقوع في براثن الأذى أو الردى، مما يساهم في تعميق شعورهم بالمواطنة. .. وفي هذا السياق ولا أقول السباق يمكنني تسمية نظام «الإقامة الدائمة» المقترح بمسمى «الكارت الأدعم»، نسبة إلى لون العلم القطري، ولأنه يدعم حقوق أبناء الأم القطرية المتزوجة من غير مواطن. هذا عدا الدعم الذي ستوفره «البطاقة الداعمة» للفئات الوافدة التي ستحظى بها، وهم الذين قدموا خدمات جليلة للبلاد، إضافة إلى أصحاب الكفاءات والمواهب الخاصة، التي تحتاج لها الدولة في جميع مؤسساتها ومرافقها. .. ولهذا فقد استبشرت الجاليات العربية المقيمة في قطر خيراً بالإعلان عن مشروع هذا القانون، الذي يشكل خطوة سابقة في المنطقة، وغير مسبوقة في الشرق الأوسط. .. ومن خلال مشروع هذا القانون تشرع قطر في مراجعة ومعالجة قواعد وآليات إقامة الأجانب الوافدين، وتعمل على تحسينها وتطويرها، وفقاً للضوابط القانونية المعلنة، مما سيسبب حرجاً بالغاً لدول المنطقة الأخرى، التي أعلنت أنها بصدد تقديم تسهيلات للمقيمين فيها، لكنها لم تنفذ منها شيئاً إيجابياً، بل أن معظمها يشكل «ابتزازاً» لهم، من خلال فرض «ضرائب ورسوم» إضافية عليهم! .. وما من شك في أن «الإقامة الدائمة» تعد رابطة قانونية، تربط صاحبها بالدولة وشعبها، وتجعله واحداً من ساكنيها مدى الحياة، له حقوقه وعليه واجباته في إطار قوانين البلاد ودستورها. .. ويعد مشروع القانون المطروح خطوة إلى الأمام باتجاه الالتزام بتقديم امتيازات خاصة بل خصوصية للمقيم في قطر، الذي تنطبق عليه شروط «الإقامة الدائمة» أيا كانت جنسيته. .. وهي خطوة إنسانية حضارية حقوقية تحسب لصالح قيادتنا، وتصب في رصيد حكومتنا، وشعبنا القطري الصالح المتصالح، المتصافح، المتسامح، المتعاون، المتآلف والمتكاتف مع الآخر. .. وبهذا القانون سيصبح كل مقيم في قطر «سفيرا شعبياً» لها، متحدثاً باسمها، مدافعاً عنها، حافظاً لحقوقها، شريكاً في نهضتها، قائما بواجباته تجاهها، واعياً لأبعاد المؤامرة الكبرى التي تتعرض لها، مدركاً أبعاد الحصار الجائر المفروض عليها. .. وبعيداً عن «القراءة الإرهابية» المتصاعدة في دول «التحالف الرباعي» حول هذا المشروع، لا شك أن هناك الكثير من المكاسب الإيجابية لتطبيق نظام «الإقامة الدائمة» ستنعكس في معظمها على الاقتصاد القطري، بحيث تفتح مجالاً للمقيمين المستفيدين منها، من ذوي الدخل الجيد للاستثمار في قطر، مما يقلل بشكل كبير تحويلاتهم الخارجية، لوجود منافذ استثمارية جاذبة لهم داخل البلاد، تتيح لهم تشغيل أموالهم في مفاصل القطاع الاقتصادي، ضمن وعاء قانوني منظم. .. وستتيح البطاقة لحاملها أن يكون قطرياً بالانتماء إلى قطر، دون أن يحمل جنسيتها، حيث سيتمتع بالعديد من المزايا والمميزات التي تؤهله للاستقرار والاستمرار والاستثمار في «دار المجد» تحت مظلة «تميم المجد». .. وستوفر «البطاقة الدائمة» لحاملها الحق في التملك التجاري، وممارسة بعض الأنشطة التجارية بدون شريك قطري، بمعنى أنه يستطيع مقيم من السودان افتتاح محمصة «فول سوداني» في الدوحة، ويستطيع آخر من مصر تدشين مصنع لصناعة «الفطير المشلتت» في الوكرة، ويستطيع مستثمر يمني افتتاح مطعم «مندي» في مشيرب! غير أن الأصعب هو نجاح وافد من «المنوفية» في افتتاح وكالة لتسويق بيع «التوك توك» في الدوحة، لأنه لن يجد إقبالاً عليها، بحكم أن القطريين يفضلون قيادة «اللاند كروزر»! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق «اجتماع الثعابين» في المنامة .. سموم لا تنتهي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ « غزو الكويت» لن يتكرر في قطر .. وهذه الدروس والعبر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ « الراشد» غير الرشيد يروج أن الدولة القطرية «تغامر بوجودها» ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المجتمع الدولي لا يسمح لأي «تحالف شيطاني» بانتهاك الشرعية الدولية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تبدو منطقة الخليج المضطربة، في ظل استمرار الأزمة المفتعلة ضد قطر، بكل تداعياتها المنفعلة، مثل رقعة شطرنج كبيرة، تمتلئ بالجنود والبيادق والبنادق! .. وفي إطار تلك «الأزمة الشطرنجية» استضافت المنامة أمس اجتماعاً لوزراء خارجية دول «التحالف الشيطاني»، تم خلاله بحث الخطوات العقابية ضد الدوحة، لإجبارها على تغيير موقفها الثابت، الرافض لتدخلاتهم في سياساتها المستقلة. .. وفي ختام «اجتماع الثعابين» في العاصمة البحرينية أعلنت «دول التآمر» استعدادها لما تسميه «الحوار», بشرط استجابة الدوحة للمطالب المرفوضة قطرياً ودولياً، لأنها تستهدف انتهاك سيادتها الوطنية. .. وما من شك في أن هذا الموقف المشروط يعد التفافاً على الدعوات الدولية المطالبة بالحوار بلا شروط, في إطار الوساطة الكويتية، وبالتالي يعتبر إمعاناً في رفضهم الجلوس على الطاولة لبحث سبل إنهاء الأزمة. .. والمثير في الأمر أن من تم تكليفهم بعمليات «النفخ في الكير»، لإشعال النار في الأزمة، نجدهم يواصلون «نفخهم»، لدرجة قيامهم بإحراق ثياب من يقترب منهم، أو التسبب في إزعاجه بروائحهم الخبيثة، من خلال مطالبتهم قطر، بضرورة تنفيذ المطالب الـ ١٣ تنفيذاً حرفياً ــ على حد قولهم ــ والتزامها بتطبيق المبادئ الستة قولاً وفعلاً بضمانات دولية! لقد جاء «اجتماع الثعابين» في المنامة في خضم نجاح قطر في إجهاض مخططاتهم الشيطانية، رغم الحصار الجائر الذي يفرضونه عليها، حيث تمضي دولتنا في طريق التصدي لتداعيات الأزمة، ومواجهة سيناريوهاتها المتعددة، ضمن موقف سياسي ثابت، أعلنته منذ اندلاع الشرارة الأولى للمعضلة، وهو تمسكها بقواعد الحوار، باعتباره الخيار الاستراتيجي الوحيد لحلها. .. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل عبرت الدوحة، مراراً وتكراراً، عن استعدادها لمناقشة أي «ملاحظات أخوية» لا تنتهك السيادة الوطنية، بشرط رفع الحصار غير القانوني وغير الشرعي وغير المشروع، كخطوة أولى تمهد الأجواء المناسبة لانطلاق الحوار المنشود. .. والملاحظ اتساع دائرة التأييد الدولي للموقف القطري، حيث ترتفع أصوات الأسرة الدولية، مطالبة بضرورة الجلوس على طاولة الحوار من أجل الخروج من الأزمة. .. ويكفي التوقف عند التصريحات التي أطلقتها المتحدثة باسم الخارجية الأميركية «هيذر نويرت»، التي أعلنت بكل وضوح موقف بلادها من الأزمة حيث قالت «نحن نحث على إجراء محادثات مباشرة بين جميع الأطراف، لأننا نعتقد أنه من أجل حل هذه القضية، عليهم الجلوس معاً لإجراء حوار مباشر، ونحن مستعدون للمساعدة، وندعم جهود الوساطة الكويتية». .. وفي خضم تصاعد الدعوات الدولية الداعية للحوار، يواصل الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد «الخوار»، وهذا ما يظهر في مقاله المنشور في صحيفة «الشرق الأوسط» يوم الأربعاء الماضي، تحت عنوان «فشل الوساطات رسالة للدوحة». يقول «الراشد» غير الرشيد في مقاله إن «الشكوى من قطر بدأت منذ زمن طويل»، حدده بأكثر من «عشرين عاماً تقريباً»! .. ولو توقفنا عند مزاعم الكاتب الكاذب، نجد أنه خلال العقدين الماضيين، التأمت أكثر من ٢٠ قمة لدول «التعاون الخليجي»، من بينها العديد من «القمم التشاورية»، لم نسمع قبلها أو خلالها أو بعدها عن وجود «شكاوى من السياسات القطرية»، من النوع الذي يتحدث عنه «الراشد». .. وأريد أن أحيل الكاتب العليل إلى البيانات الصادرة عن «مجلس التعاون»، طيلة العشرين عاماً الماضية، وسنجد أنها كلها تدعم المواقف القطرية في مختلف القضايا الإقليمية، منها «بيان تاريخي» أصدره «الأمين العام» عبداللطيف الزياني، في شهر فبراير عام ٢٠١٥، ندد خلاله باتهامات القاهرة الموجهة إلى قطر بدعم الإرهاب، على خلفية موقف الدوحة الرافض للغارات التي شنتها مصر على ليبيا في تلك الفترة. .. وأعرب «الأمين العام» لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بصفته الوظيفية، كممثل للدول الأعضاء، عن رفضه الاتهامات التي وجهها مندوب مصر الدائم في جامعة الدول العربية، إلى قطر بدعم الإرهاب، ووصفها بأنها «اتهامات باطلة تجافي الحقيقة، وتتجاهل الجهود المخلصة التي تبذلها قطر مع شقيقاتها دول مجلس التعاون لمكافحة الإرهاب والتطرف على جميع المستويات». .. ويبدو أن «الراشد» غير الرشيد لا يتابع البيانات الصادرة من منبعها في مقر «الأمانة العامة» لمجلس التعاون، الموجود قرب بيته في عاصمته الرياض! .. وربما لم يقرأها على مدى العشرين عاماً التي مضت، ولهذا لا يعرف محتواها الداعم للمواقف القطرية، طيلة العقدين الماضيين وقبلهما! .. وفي مثل هذه الحالة المستعصية على الفهم، ليس عندي سوى تفسيرين لموقف الكاتب السعودي غير المفهوم، أولهما أن عبداللطيف الزياني يمارس «الكذب» في بياناته، ويتبنى «دبلوماسية الخداع» في البيانات التي أصدرها عن «مجلس التعاون». أما التفسير الآخر فهو أن عبدالرحمن الراشد غير صادق في ادعاءاته الباطلة ضد قطر، وأنه يمارس التهويل والتضليل بعيداً عن التحليل الموضوعي المستند على الدليل! .. وفي إطار تضليله يقول «الراشد» غير الرشيد في مقاله المذكور إن «معظم دول المنطقة تشترك مع الدول الأربع في الشكوى من سلوك الحكومة القطرية»، ــ وأتحداه ــ أن يكلف شركة عالمية مستقلة، متخصصة في قياس اتجاهات الرأي العام، لإجراء استطلاع على مستوى شعوب المنطقة، وسيجد أن الغالبية العظمى ترفض سياسات دول «التحالف الشيطاني»، التي تسببت في توتير الأجواء، وخلق العداوة والبغضاء بين الأشقاء. .. وفي مقاله المنشور يوم الأربعاء يقول «الراشد» غير الرشيد «إن كلمة أمير قطر المذاعة تعبر عن تصعيد لا تجسير، وبالتالي فالأزمة قاعدة بيننا إلى أشهر طويلة»! .. وما دام الكاتب الكاذب يتحدث عن «التصعيد» فلا أدري بماذا يسمي تصريحات عادل الجبير في المنامة، التي وصف فيها طلب قطر حل مشكلة حجاجها بأنه «إعلان حرب ضد المملكة»! بل وصل «فحيح الثعابين» وأكاذيبها إلى درجة قلب الحقائق، واتهام «الدوحة بأنها هي التي تعرقل المواطنين القطريين عن أداء مناسك الحج»! .. وفي خطوة تصعيدية أخرى، زج وزير خارجية البحرين بنفسه في قضية الحجاج القطريين، وأطلق العنان لأنفاسه معلناً أن «الأصوات التي تنتقد السعودية تضع نفسها في خانة العدو»! .. ولا أدري على أي أساس يمكننا تصنيف تصريحات الشيخ خالد آل خليفة، أو «الجبير»، أو تغريدات «قرقاش» أو غيرهم، حيث لم نجد حتى الآن أي توصيف مناسب يمكنه التعامل معها! .. وهل تدخل تلك المواقف العدائية ضد قطر في إطار «التبريد» أم «التجميد» للأزمة، أم أنها نوع من «التجديد» في الخطاب الرسمي الخليجي، الذي صار يعتمد على تكسير القواعد الدبلوماسية المتعارف عليها، في التعامل بين أعضاء «مجلس التعاون»، ولا أقول الأشقاء في ذلك المجلس. .. ولأن «الراشد» غير الرشيد يعد واحداً من مروجي الفتنة في المنطقة، ومن صناع الأزمة، وأحد أبرز «نافخي الكير» فيها، نجده يكرر في مقاله المذكور نفس الكلام الذي أطلقه عند اندلاع شرارتها الأولى. لكن ما يستدعي التوقف عنده كثيراً أنه ختم المقال بعبارة شيطانية، مهدداً قطر بالويل والثبور وعظائم الأمور، حيث كتب بالحرف الواحد «ينبغي على الدوحة أن تقرر أمراً من اثنين، إما التخلي تماماً عن سياستها، أو المغامرة بوجودها»! .. ويبدو واضحاً أن الكاتب غير الرشيد يحاول من خلال هذا التهديد والوعيد، الترويج لاعتداء عسكري وشيك ضد قطر، يستهدف وجودها على الخريطة! .. وهذا يظهر جلياً من خلال استحضار «سيف صدام» البتار، عندما استيقظت دولة الكويت الشقيقة، في الثاني من أغسطس عام ١٩٩٠ ــ الذي تصادف ذكراه السنوية يوم الأربعاء المقبل ــ على هدير «السمتيات» العراقية، وهو المصطلح العسكري العراقي للطائرات المروحية المقاتلة، التي قامت بتوجيه العدوان على الدولة الشقيقة، في ذلك اليوم المشؤوم، بعدما زحفت دبابات الغزاة، محطمة أسوار الكويت، في عملية غادرة، تعكس «إرهاباً» من نوع آخر، في خلسة من الزمن. .. ولم يكن ذلك اليوم المشؤوم يوماً عادياً في تاريخ المنطقة، بل كل العالم لا سيما الكويت، حيث أشرقت الشمس على أرضها، لتجد «القوات الغازية» تنتشر في كل مكان، ويعلن أصحابها ضم الدولة الكويتية المستقلة، واعتبارها «المحافظة التاسعة عشرة»، للجمهورية العراقية، وطمس هويتها ومحو كيانها ووجودها، تماماً مثلما يهددنا الآن عبدالرحمن غير الرشيد بإلغاء الوجود القطري! .. وما من شك في أن ما يكتبه «الراشد» غير الرشيد عن قطر هو، في حقيقة الأمر، يعكس خروجه عن إطار الوعي، بل هي تخاريف يكتبها ذلك الكاتب الخفيف بلا وعاء منطقي أو قانوني هدفها التخويف. .. ومن المؤكد أن المنطق غير المنطقي الذي يروجه «الراشد» مرفوض دولياً، ومدان عالمياً، لأن أي محاولة لتغيير الوضع «الجيوسياسي» في المنطقة، تشكل عنصر تحدٍ لقوى العالم الحر، وتهديداً لمساعيها إلى بناء عالم يسود فيه القانون والشرعية الدولية. .. وينبغي على «الراشد» غير الرشيد أن يعلم أن العالم لا يسمح بإلغاء وجود أي دولة، ولعله يذكر أن المجتمع الدولي أدان، منذ الساعات الأولى للغزو العراقي، تلك الجريمة الكبرى بحق دولة الكويت وشعبها الشقيق، حيث تصدى «مجلس الأمن» لذلك العدوان الآثم بقرارات حاسمة، أولها القرار (٦٦٠) الذي أدان الغزو، وطالب أصحابه بسحب قواتهم دون قيد أو شرط، ثم توالت القرارات الدولية تباعاً لتضييق الخناق على النظام المعتدي. لقد أصدر «مجلس الأمن» خلال الشهر الأول من الغزو ٥ قرارات حازمة، شكلت الركيزة الأولى لعملية إعادة الشرعية لدولة الكويت الشقيقة، من خلال عدم الاعتراف بكل الإجراءات غير القانونية التي اتخذها «النظام المعتدي» خلال تلك الفترة. .. ورغم أننا ندرك تماماً أن دول «التحالف الشيطاني» لها مشروعها العدائي ضد قطر، المتمثل في محاولاتها الاعتداء على سيادتها الوطنية، والدفع بالأزمة إلى حافة الهاوية، لكن أريد تذكير «الراشد» غير الرشيد أن انتهاك سيادة دولة مستقلة، عضو في الأمم المتحدة، أمر لا يمكن السماح به، لأن المجتمع الدولي لو سمح بذلك لأي دولة تعتقد أنها كبيرة، فإن العديد من الدول الصغيرة في العالم لن تأمن لوجودها، ولن تشعر بالأمان على مستقبلها، وستتحول العلاقات بين الدول إلى فوضى دولية. .. وما من شك في أن ذكرى غزو دولة الكويت الشقيقة التي تطرق أبوابنا بقوة هذه الأيام تؤكد ذلك، باعتبارها تذكرنا بجرح كويتي غائر لم يندمل حتى الآن، عنوانه «غدر الشقيق» الذي لم يراع حقوق الأخوة والجيرة والمصير المشترك، ولم تردعه علاقات القرابة والمصاهرة والعروبة. لقد كان احتلال الكويت كارثة سياسية وأخلاقية وخليجية، مست ضمير الأمة العربية في صميم صميمها، حيث لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن تقدم دولة عربية على احتلال شقيقتها، مما يعكس المخزون الهائل من الحقد والحسد الذي تسبب في ذلك العدوان. .. ويبدو أن الكاتب السعودي يعيش في عالم آخر غير عالمنا، أو كوكب آخر غير كوكبنا، أو زمن آخر غير زماننا، فنجده يهدد «وجود الدولة القطرية»، متجاهلاً في طرحه العقيم، ومنطقه السقيم ثوابت القانون الدولي. .. والمؤسف أن «الراشد» غير الرشيد يحاول إحياء ذلك الماضي المؤذي، بطريقة عصرية من خلال التلويح بإلغاء وجود الدولة القطرية، وكأن أكثر من عقدين ونصف من الزمان لم يمضيا على غزو الكويت، بكل الدروس المؤلمة المتراكمة على ذلك الحدث المؤلم. .. وبهذا يثبت الكاتب، من خلال طرحه، مدى الاضطراب في فكره السياسي، والخلل الحاد في المواقف التي يتبناها، والأيديولوجية العدائية التي يروجها ضد قطر، ويحاول فرضها على القراء لقبولها، ودفعهم للإيمان بها كحقيقة ثابتة. .. وأتذكر أن الدوحة في إطار دعمها لوحدة الصف الخليجي استضافت قمة مجلس التعاون الحادية عشرة، التي عقدت في الثاني والعشرين من ديسمبر عام ١٩٩٠، تحت شعار «تحرير الكويت»، وأكدت وقوف دول المجلس معها، وتضامنهم مع قيادتها، والتزامهم بتنفيذ قرارات «مجلس الأمن» ذات الصلة بالقضية الكويتية. .. وبعيداً عن الخوض في التفاصيل الأخرى للأحداث المأساوية التي شهدتها المنطقة, من جراء الغزو العراقي لدولة الكويت الشقيقة، فإن الأهم هو الدروس التي بقيت حاضرة من تلك المأساة الكبرى، لكن يبدو أن الكاتب السعودي غير الرشيد لم يستوعبها حتى الآن. .. وأعتقد ــ ولعلي أكون مخطئاً ــ أن «الراشد» غير الرشيد، لكي يستوعب ما يجري حوله، يحتاج إلى تناول جرعات مكثفة من «سيريلاك»، باعتباره من المكملات الغذائية الضرورية لنمو عقله، بما يسمح له بالقيام بوظائفه الحيوية، وبالتالي يساهم في تطوير الأفكار التي يطرحها في مقالاته، لتبدو أكثر منطقية، وموضوعية. .. وفي إطار الإرشاد الموضوعي, أدعو «الراشد» غير الرشيد إلى النظر بطريقة رشيدة إلى الأزمة التي افتعلتها «مملكته» وتوابعها ضد قطر ، ناصحاً إياه بأن يتعامل مع الدوحة بطريقة رومانسية مثل تعامله مع «ريما مكتبي»! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق أياديهم ملطخة بالدماء.. ويتهموننا بدعم «الإرهاب« ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لو كانت قطر دولة «إرهابية«.. لما وقعت معها واشنطن «مذكرة التفاهم« ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تيلرسون حقق "إنجازا" في قطر يخرس الألسن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اتفاقية مكافحة الإرهاب .. تدحض تهمة "الإرهاب" ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دول " التحالف الإرهابي " يفسرون "الإرهاب" بما يخدم مصالحهم ويتفق مع سياساتهم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قرأت كل التصريحات التي أدلى بها «ريكس تيلرسون» وزير الخارجية الأميركي خلال جولته الحالية في عواصم المنطقة، وآخرها ما أعلنه خلال مؤتمره الصحفي في الدوحة مع نظيره سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، لكن ما استوقفني كثيراً، إعلانه أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى هو أول زعيم خليجي تجاوب مع مخرجات قمة الرياض، التي عقدت في شهر مايو الماضي، لمكافحة «الإرهاب»، مشيداً بدور قطر في محاربة هذه الظاهرة العالمية. .. ولا جدال في أن قطر كعضو فاعل في محيطها الدولي لا تألو جهداً على المستوى الإقليمي أو العالمي في مكافحة الإرهاب، بصفتها طرفا فاعلا من أطراف التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش»، أو غيره من التنظيمات الإرهابية. .. وعلى هذا الأساس، فقد أولت الدوحة قضية مكافحة الإرهاب اهتماماً بالغاً على جميع المستويات، وقامت بخطوات جادة، لمحاربة هذه الظاهرة، وأسهمت بفاعلية في التصدي لها، وفق الأنظمة الأممية، إيماناً منها بخطورة هذه المعضلة الدولية. لقد عكست مذكرة التفاهم الموقعة بين الدوحة وواشنطن التعاون القطري الوثيق مع الإدارة الأميركية، بشأن «مكافحة الإرهاب»، خاصة عندما نعلم أن قطر أول دولة في الشرق الأوسط توقع على البرنامج التنفيذي المرتبط بمذكرة التفاهم التي تم توقيعها، لتصب في مخرجات قمة الرياض الأخيرة. .. وعندما يعلن وزير الخارجية الأميركي، في مؤتمره الصحفي، أن قطر أول دولة تجاوبت مع مخرجات القمة المذكورة، وقامت بتطبيق مقرراتها، فهذا يعني أن السياسة القطرية تقوم على الأفعال، وليس الأقوال أو الانفعال، مثلما تفعل دول «التحالف الرباعي». .. وما من شك في أن مواقف دولتنا بخصوص مكافحة الإرهاب معلنة، وجهودها واضحة، حيث قامت بإدانة الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها العديد من الدول، وعبرت عن استنكارها لجميع أشكالها، وكل مظاهرها وكافة مصادرها، وعملت على تعزيز الوقاية منها، ودعت إلى اقتلاع جذورها، وتجفيف منابعها الفكرية والمالية. .. وبعيداً عن الاتهامات الباطلة، التي تروجها «الدول الأربع» المتآمرة ضد قطر، فقد جاءت «مذكرة التفاهم» التي وقعها وزير الخارجية مع نظيره الأميركي، لتدحض كل مزاعمهم وتبطل كل ادعاءاتهم. لقد نجحت قطر من خلال هذا الاتفاق، الذي تم الإعداد له منذ شهور طويلة، في تسجيل اعتراف الدولة العظمى، التي تقود الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب، وحجزت معها مقعداً في مقدمة الصفوف، قبل غيرها من دول المنطقة. .. ولا جدال في أن هذا الاتفاق هو أكثر بكثير من مجرد ورقة، وأكبر من مجموعة أوراق، فهو عبارة عن «اتفاقية استراتيجية» تضع الإطار أو البرواز، لإبراز دور قطر الفاعل وموقفها المتفاعل، في حملة «مكافحة الإرهاب» التي تقودها الولايات المتحدة. .. ولو كانت قطر «دولة إرهابية»، كما يزعمون، لما تم توقيع الاتفاقية معها، ولو كانت تدعم «الإرهاب» كما يروجون، لما أشاد وزير الخارجية الأميركي بدورها في مكافحة هذه الظاهرة العالمية. .. وما من شك في أن الكلمات التي كُتبت بها بنود الاتفاقية المترجمة إلى اللغة الإنجليزية، تمت صياغتها بإرادة القطريين، لتعكس حرصهم على مكافحة الإرهاب، الذي يتطلب موقفاً جماعياً، وإجماعاً إقليمياً، وتجاوباً دولياً. .. وتعكس «مذكرة التفاهم» الموقعة مع واشنطن، فيما تعكسه، التزام قطر الدائم وحرصها الداعم لجميع الأنشطة الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب، سواء في الإطار الثنائي مع الولايات المتحدة، أو تحت مظلة الأمم المتحدة. .. وتحت سقف المظلة القطرية، أثبتت قطر من خلال اتفاقها الموقع مع وزير الخارجية الأميركي، أنها تسير وفق رؤية واضحة، وخطة مدروسة في حربها ضد الظاهرة الإرهابية، تستوعب حتى منتقديها، الذين لم يعد بمقدورهم الادعاء بأن الدوحة «تدعم الإرهاب». .. ومن الواضح أن دول التحالف المتآمرة ضد قطر، هي أكثر الأطراف المتوترة، بل المأزومة من هذا الاتفاق، الذي أثبت قدرة الدبلوماسية القطرية على كسب ثقة المجتمع الدولي. .. ولعل هذا التأزم يتضح جلياً في مقال عبدالرحمن الراشد «المأزوم»، المنشور أمس، في صحيفة (الشرق الأوسط)، الذي عبر عن إحباطه من موقف الوزير «ريكس تيلرسون»، متهماً إياه بالميل للجانب القطري، على حد تعبيره، ناسياً أنه يتحدث عن وزير خارجية الولايات المتحدة، وليس وزيراً من موريشيوس أو جزر القمر، حتى يتهمه بالانعطاف، يميناً أو يساراً، ويغير اتجاهه من قطر نحو الظهران أو الخبر! يقول الكاتب السعودي إن التصريحات والإيماءات في كلمة وزير الخارجية الأميركي، في مؤتمره الصحفي، في الدوحة، لا تشجع على التفاؤل، بل تعكس تبسيطاً منه للمشكلة، حيث اختصر الحل بتوقيع مذكرة، تعهدت فيها حكومة الدوحة بمحاربة الإرهاب، ويضيف متهكماً «يا له من إنجاز»! .. وأرد عليه بأن «تيلرسون» حقق «إنجازاً في قطر» يخرس الألسن. لقد ادعى الكاتب السعودي «المأزوم»، أن «القطريين حاولوا التلاعب بالوزير الأميركي، بتضييع أسباب الخلاف الحقيقية»، وينسى أن دول «التحالف الرباعي» يتلاعبون بشعوبهم، ويقلبون الحقائق، ويضللون الرأي العام، ويكذبون على مواطنيهم. .. ورغم كل أكاذيبهم، فقد جسَّد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أخلاق القطريين، عندما دعا بلغة الدبلوماسي القطري الواثق، دول «التحالف الرباعي» للانضمام إلى «مذكرة التفاهم»، الموقعة مع واشنطن، بخصوص مكافحة الإرهاب، مما يعني إيمان قطر بأهمية التعاون الدولي لمواجهة هذه الظاهرة، وحرصها على تضافر الجهود الدولية لمحاربتها، حيث لا يمكن دحرها إلا من خلال تعزيز الشراكة بين جميع الدول، وحثها على مضاعفة جهودها، لاجتثاث الإرهاب من جذوره الراسخة في تربتها. لقد أوضح وزير الخارجية الأميركي أن المذكرة القطرية ـ الأميركية الموقعة، ليست مرتبطة بالأزمة الحالية، وأنه تم بدء العمل على صياغتها منذ فترة طويلة، وأن مكوناتها الأساسية وضعت منذ سنة تقريباً، باستثناء اللمسات الأخيرة التي أضيفت على نصها النهائي، وهذا كله يعكس حرص قطر على مكافحة الإرهاب، قبل نشوب الأزمة الخليجية، وقبل أن يتم اتهامها بعكس ذلك من طرف المتآمرين عليها. .. والمؤسف أن «الدول الأربع» المتحالفة ضد قطر وجهت اتهاماتها من كل صوب وحدب باتجاه الدوحة، في محاولة لإلصاق تلك التهمة عليها، دون إيضاح أو توضيح مفهومها لذلك «الإرهاب الموهوم»، وحتى الآن لا يوجد في قاموسهم تعريف جامع مانع لذلك الاتهام المزعوم. .. والملاحظ أن كل دولة من دول التحالف الرباعي تفسر الإرهاب كما يحلو لها، وبما يتفق مع سياساتها ويتلاءم مع مصالحها، سواء وافق المعنى الصحيح لتلك الظاهرة أم تقاطع معها. .. وينبغي على دول التحالف، قبل توجيه اتهاماتها إلى قطر، وصف وضبط وتحديد «ماهية الإرهاب»، حتى لا يكون «الإرهابي» من وجهة نظرهم هو مناضل من أجل الحرية، يدافع عن قضيته الوطنية، بكل الوسائل السلمية. لقد استهلكت دول التحالف المتآمر ضد قطر كثيراً من خطابها التحريضي، لإلصاق تهمة «دعم الإرهاب» بدولتنا، والغريب أنها لم تتفق حتى الآن فيما بينها على نوعية «الإرهاب» الذي يقصدونه، ومن الواضح أنهم سيدينون أنفسهم بأي تعريف يختارونه! .. وتكفي الإشارة إلى تصريحات المسؤولين في الخارجية الأميركية الذين يؤكدون أن جميع دول التحالف الأربع أياديها غير نظيفة، لأنها متورطة بشكل أو بآخر في دعم الظاهرة الإرهابية، مما يعني أنها ملطخة بدماء الأبرياء، وأنها تتحمل مسؤولية الأشلاء المتناثرة هنا وهناك! .. وما من شك في أن كل دولة من دول «التحالف الرباعي» لها ملفها الإرهابي، الخاص بها، المتضمن انتهاكاتها في مجال حقوق الإنسان، سواء ضد مواطنيها أو غيرهم، داخل حدودها أو خارجها. .. وكل واحدة منها دعمت الإرهاب سواء على ساحاتها الداخلية أو الخارجية. .. وكل واحدة من «الدول الأربع» مولت أو سهلت أو شجعت أو خططت أو دبرت أعمالاً إرهابية، من خلال تدخلها في شؤون غيرها، ولعل الحالة اليمنية خير دليل على ذلك. .. ولذلك جعلوا تهمة «الإرهاب» التي يوجهونها إلى الدوحة فضفاضة، لتتجه إلى الهدف الشيطاني الذي يريدون الوصول إليه، وهو تشويه صورة قطر في نظر عامة الناس، وتخوينها، وتخويف الآخرين من التجربة القطرية الناجحة في كافة المضامين وفي جميع الميادين. .. ولعل أشد أنواع الإرهاب ضراوة هو «إرهاب الدولة» الذي تمارسه «الدول الأربع» ضد مواطنيها، ويكفي للتأكيد على ذلك، عدم احترامهم لحقوق مواطنيهم، حيث قاموا بمنعهم من التعبير حتى عن تعاطفهم مع قطر! .. ولو كان موقفهم سليما، لما قاموا باتخاذ تلك الإجراءات التعسفية، عبر تجريم وتحريم وتغريم من يعبر عن تعاطفه مع قطر في أوساطهم، حتى في وسائط التواصل الاجتماعي، مما يتعارض مع أبسط حقوق الإنسان. .. ومشكلتهم أنهم يديرون دولهم بعقلية «العصور الجاهلية»، مثلما كان يفعل «أبو جهل» وحليفه «أبو لهب»، دون مراعاة المتغيرات الدولية، والمستجدات السياسية، والتطورات الإعلامية والمتطلبات الحقوقية، التي جعلت المواطن الخليجي يعرف ماذا يدور حوله، مما يجعله قادراً على التمييز بين الحق والباطل، واتخاذ مواقفه، وفقاً لقناعاته الشخصية. لقد حاولوا بشتى الوسائل البائسة تشويه صورة قطر، والإضرار بسمعتها، ولم يسلم من اتهاماتهم الباطلة حتى «ملفها المونديالي»، وجاءت المواقف الدولية الداعمة للموقف القطري لتدحض ادعاءاتهم، التي لا تعدو أن تكون كذبة كبرى، نفخوا فيها وأطلقوها، وروجوا لها، وهيّجوا الرأي العام بخصوصها، وصدقوها! .. والملاحظ أن كل اتهاماتهم الموجهة إلى قطر بخصوص ما يسمونه «دعم الإرهاب» تخلو من الأدلة، ومن تعريفه تعريفاً دقيقاً لا يختلف عليه أحد، حتى يستطيع المتابع لحملاتهم التحريضية أن يفرق بينه وبين غيره. .. وعلى سبيل المثال، نجدهم يصنفون «الإخوان» بأنهم «تنظيم إرهابي»، لإرضاء حليفهم «السيسي»، في حين نجد أن العديد من وزرائهم ونوابهم وكوادرهم ومواطنيهم ينتمون إلى «الفكر الإخواني»، أو يتعاطفون مع تلك «الجماعة» التي لها حضورها في مؤسساتهم وبيوتهم وعائلاتهم و«جيوشهم»، لدرجة أن واشنطن لا تستطيع اتهام منسوبيها بتهمة «الإرهاب». .. والمؤسف أن دول «التحالف الرباعي» تتعامل مع هذه التهمة بمعايير مزدوجة، انطلاقاً من مصالحها، أو وفق أجنداتها الخاصة، دون الاعتراف بأن الظاهرة الإرهابية أصبحت عالمية، وأن قطر التي يتهمونها بدعم «الإرهاب»، مستهدفة بمواقفهم الإرهابية، التي تهدد أمنها وتقوض استقرارها. .. وفي الوقت الذي تجاوز فيه الإرهاب حدود الدول، وتغلغل في علاقاتها، وتوغل في مكوناتها، وتغول في كياناتها، من غير المقبول أن تكون معايير «الدول الأربع» مزدوجة، عبر توجيهها اتهامات باطلة ضد قطر، تستند فيها على ادعاءات بلا أدلة، ولهذا لا تستحق مجرد النظر إليها، أو البحث فيها. لقد أدى اختلاف النظرة معهم في مسألة تعريف الإرهاب إلى صعوبة التفاهم معهم، على كيفية مواجهته، والتصدي إلى شروره. .. ولا جدال في أن الاتفاق معهم على وضع تعريف محدد لمفهوم «الإرهاب» يعد من المعضلات الكبرى، ناهيك عن المشكلة في إيجاد تعريف مشترك لكلمات مثل «المقاومة الوطنية»، أو «النضال المشروع»، أو التحرر والتحرير ــ لا أقصد ميدان التحرير ــ حيث تختلف معانيها في قاموسهم السياسي، وتتقاطع معاييرها، وتتشابك أساليب استخدامها، وفقاً لمصالحهم السياسية، وآرائهم الشخصية. .. ولهذا أخشى ما أخشاه، أن تصل بهم الأمور إلى درجة أن يعلنوا صراحة بأن نضال الفلسطينيين، دفاعاً عن حقوقهم المشروعة، واسترجاع بلادهم المنهوبة، وعودة أرضهم المغتصبة، وإقامة دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس المحتلة، هو «إرهاب فلسطيني» ضد الاحتلال الإسرائيلي! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق عندما يكتب «الراشد» عن «القط» .. وينسى «الفأر» ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قطر ليست «ميداناً» يسهل اختراقه .. أو «دواراً» يمكن هدمه أو إغلاقه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ القطريون ليسوا مجموعة من «المعتصمين» يسهل فض اعتصامهم بالقوة من أحد الميادين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بيني وبين الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد زمالة قديمة، وصولات وجولات ومقالات متبادلة بيننا تزخر بمشاعر «المحبة»، منذ أن كان يتولى رئاسة تحرير صحيفة «الشرق الأوسط». .. وعلى أساس تلك الصداقة النابعة من صميم القلب، وليس من صرير القلم، أستهل مقالي بتقديم التهنئة الحــــارة إلى «صديـــقي» بمناسبة زواجــه الميمون، رغم أن ذلك الزواج تأخر كثيراً عن موعده، حيث تجاوز الراشد سن الرشد، منذ سنوات، يصعب عدّها، وأعــــوام يـــشق حصــــرها، ووصــــل عمره إلى مشــــارف منتــــصف السـتـــــينيات، وكان رافضاً فكرة الزواج، لأسباب أجهلها، ولا أعرفها، لدرجة أنه كان يعتبر أشهر «عزوبي» في تاريخ الإعلام العربي المعاصر! لكن «العازب الشهير» طلق مؤخراً «العزوبية»، التي اختارها عنواناً لحياته، وتزوج شريكة حياته الإعلامية «ريما مكتبي» رفيقته في «العربية»، بعد قصة حامية الوطيس، لا تقل في «وطيسها» عن قصة «قيس وليلى» و«جميل وبثينة» و«عنتر وعبلة» و«روميو وجوليت» و«عروة وعفراء» و«بشار وعبدة» و«أبونواس وجنان» و«ذو الرمة ومي»، و«ابن زيدون وولادة». .. ولهذا أتوجه له بداية، بخالص الدعاء، ليحظى بالأولاد والبنات وبالذرية الصالحة، رغم بلوغه «سن اليأس»، الذي يعني انقطاعه عن الخصوبة الإنجابية! .. ولا أقصد بذلك، انقطاع أعراض «الدورة الشهرية»، كما يحدث عند النساء اللواتي بلغن مرحلة الشيخوخة، ولكن أعني القطيعة مع «الدورة الفكرية»، التي يصاب بها بعــــض الكُتـــاب، فتجــدهم يطـرحـــون أفكـــــاراً ليس لها أساس على أرض الواقع، بهدف تضليل الرأي العام. .. ودون الخــــوض في تفـــاصــيل زواج «عبـدالرحمن وريـــما»، الــتي أعتــــبرهــــا «شأناً داخلياً» يخص طرفيها، ولا يحق لي ولغيري التوقف عندها، أود الوقوف قليلاً عند ما ورد في مقال عبدالرحمن الراشد، المنشور يوم الأربعاء الثامن والعشرين من يونيو الماضي، في صحيفة «الشرخ الأوسع» أقصد «الشرق الأوسط». لـــــقـــــد اســـــــتأسد الـــــــــراشــــــــد في مــــــقالــــة، وخـــــــاطـــــبـــــنا وكــــــــــأنــــــه «رأس حــــربـــــــة» يمــــــــهد للهـــــجــــــوم عليـــــنا، وكتـــــب مقـــــالاً يفـــــيض بالتحــــقير والتخدير والتحذير والتبرير والتمرير والتدمير، بعنوان «على الدوحة أن ترفع الراية البيضاء» كتب فيه بالحرف الواحد «قطر مثل القط المحاصر، الذي يبحث عن منفذ للتملص، ولهذا خير للقط سيئ الفعل والسمعة، أن يرفع الراية البيضاء، بدلاً من أن ينجرف وراء دعايته فيصدقها». .. والمؤسف أن الكاتب يصنف على أنه من رموز «الليبرالية السعودية»، التي تعني في معانيها، الإيمان بحقوق الآخرين، وحقهم في اختيار سياستهم ومواقفهم وسيادتهم، وليس التسيد أو التسديد عليهم. أقول المؤسف، أن الراشد من خلال ذلك المستوى الهابط من الخطاب الإعلامي، الذي يصف فيه قطر، وهي دولة ذات سيادة، بأنها «قط سيئ السمعة»، يتصرف مثل «فأر» يدس أنفه في شؤون غيره، بحثاً عن قطعة جبن عفنة، تأتيه من الرياض أو أبوظبي ليأكلها! .. وهو من خلال لجـــوئه إلى أســــلوب «الفئـــران» يعكس إلى أي مدى وصل انحطاطه الإعلامي، وإلى أي حد وصل «نهيزه» الخطابي و«النهيز هو صوت الفأر»، حيث يحاول أن يقرض ويعض في قطر، على طريقة «الفصيلة الفأرية» من القوارض البشرية! .. وما دام عبدالرحمن الراشد متخصصاً في «الإنتاج السينمائي»، حيث درس ذلك في الجامعة الأميركية بواشنطن، وتخـــرج عام ١٩٨٠، على أمل تحــــقيق أحلامه في صناعة سينما هوليوودية في «خميس مشيط»، لكنه اصطدم «بواقعه الدرامي» المرير، فاختار الصحافة بدلا منها، فإنني سأخاطبه باللغة السينمائية التي يفهمها! .. وما من شك في أن «الراشد» عندما يصف قطر بأنها «قط» فإنه يدخلنا في أجواء المسلسل الكرتوني الشهير «توم أند جيري»، ولهذا ينبغي عليه أن لا يتصرف معنا مثل ذلك الفأر المنزلي الانتهازي، المسمى «جيري»، الذي يعيش في جحر مظلم داخل منزل سيده! .. وبحكم أنه وصل بخطابه الصحفي إلى هذا المستوى المتدني من الانحدار الإعلامي، ليته يتوقف قليلاً عند «الكلب سبايك»، المتربص دوماً «بالقط توم»، باعتبار أن ذلك الحيوان النابح من شخصيات تلك المجموعة الكرتونية، من أفلام الرسوم المتحركة التي تم إنتاجها عام ١٩٤٠. .. ولأن عبدالرحمن الراشد متأثر كثيراً بأجواء السينما، وأفلام «الأكشن» التي تخصص في دراستها، دون أن يدرس علوم الصحافة، التي اندس في رحابها بالصدفة، لدرجة أنه حتى الآن لا يعرف قواعدها وأصولــــها، فليس غريباً أن نجده يهددنا باستخدام القوة، ملوحاً، ولا أقول ملمحاً، بما جرى في «ميدان رابعة» الشهير بمدينة نصر بالقاهرة، عنـــــدما قام العســـكر من «جيــــــش السيــسي»، باقتحــــام المكـــــان، وفــــض جموع المعتصمين المؤيدين لرئيسهم «محمد مرسي» بالقوة العسكرية! .. ولن ينسى المصريون ذلك «الهجوم الإرهابي» الذي وقع فجر الرابع عشر من أغسطس عام ٢٠١٣، عندما قامت قوات من الأمن والجيش، مصحوبة بعدد كبير من الآليات العسكرية والجرافات، وحاصرت الميدان من كافة الجهات، وتم إمطار المعتصمين بقنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي، فاختلط البكاء بالدماء، مع رائحة الغاز الدامع في الهواء! .. وأوقعت هذه الأحداث الدامية أكثر من ٦٣٢ شهيداً، ونحو ١٠٠٠ من المصابين. .. ومن خلال ذلك الطرح الفوضوي الدموي، الذي يطرحه عبدالرحمن الراشد، يبدو واضحاً أنه يرغب في حسم أزمة الحصار الجائر المفروض على قطر، عن طريق ذلك الخيار، ولا أقصد ذلك النوع من الخضار المسمى الخيار المستخــدم في السلطة، الذي يحبه كثيراً! .. ويمكن وصف ما كتبه الراشد في هذا الإطار، بأنه نوع من «الليبرالية الإرهابية»، التي لا يستشعر صاحبها وخزاً لضميره النائم، وهو يبشر باستخدام القوة ضد قطر! .. وعنــدما يهـــــددنا «عبــــدالرحـــــمن» بمصير «رابعـــة»، التي يتحدث عنها بفهم الخبير العالم بعوالمها، فإنــــنا نعـــلم جيـــداً أننا أمــــام مــــؤامرة كـــبرى، ندرك حجمها وأبعادها، ونعرف هوية المتورطين فيها، لكنه ينبغي أن يعلم أن قطر ليست «ميداناً» يســــــهل اختـــراقه، أو «دواراً» يمكــــــن هــدمه أو إغلاقــه، كــــما حــدث في «دوار اللؤلؤة» في البحرين، وأن شعبها الملتف حول قيادته وأميره «تميم المجد» ليس مجموعة من «المعتصمين» في أحد شوارع العاصمة، يمكن كسر إرادتهم الصلبة. .. وما من شك في أن ما كتــــبه عبدالرحــــمن الراشد عن الأزمة الخليجية يتوقف عند الزاوية التي اختار الوقوف عندها، ليكتب ما كتبه ضد قطر، وهي زاوية المتآمرين على استقلالية القرار القطري. .. وعلى امتداد مسيرته الصحفية، كتب الراشد عشرات المقــالات التي يسيء فيها إلى قطر، أميراً وحكومة وشعباً ودولة، ومقاله الأخير لن يكون آخرها. .. والملاحظ أن هناك فجوة كبيرة بين فكر الراشد، وقلمه الشارد، حيث نجد أنه على الرغم من تصنيفه بأنه كاتب «ليبرالي» منفتح على الآخر، نجد أن ما يكتبه يعكس فكره المتطرف، الذي يترجم شخصية موظف يعاني من معضلة فكرية، وتحاصره الأفكار الراديكالية! .. وخلال المقال الذي نشره قبل أيام، وهاجم قطر في كل سطر من سطوره، يعترف الراشد بوجود «سعوديين مغرر بهم، يحاربون في صفوف تنظيمات «داعش»، وجبهة «النصرة» في سوريا والعراق»، دون أن يتوقف عند البيئة الحاضنة لذلك التطرف، المشجعة عليه، المحرضة على «إرهاب الآخر»، في غفلة من أجهزة الدولة، ومؤسساتها. .. وكنت أتمنى أن يوضح لنا الراشد أسباب «شروده» من بلده، واختياره الإقامة في «دبي»، بعيدا عن عاصمته «الرياض»، رغم استقالته أو إقالته من قناة «العربية»، التي تبث إرسالها التحريضي من هناك! .. ويكفــــي أن أورد بعــــضا من الســـطور التـــــي كتــــبها من بعـــض مقـــــالاته، حــــــول من يقفون وراء ظاهرة التطرف في بلاده، حيث كتب بالحرف الواحد «بعض منتسبي العلم، وبينهم بعض كبار علماء السلفية السعودية وغيرها تكفيريون ولا بد من مواجهتهم»! .. وهذا «الكلام التحريضي ولا أقول التكفيري»، الذي كتبه الراشد ضد التيار السلفي في المملكة، دفعه إلى الهروب من بلاده، خوفا من المواجهة! .. والمؤسف أن الكاتب الليبرالي السعودي الذي عاش في أحضان المجتمع الأميركي، حيث يعتبر الأميركيون استخدام العنف لفض النزاعات شكلا من أشكال «الإرهاب» ضد الآخر، نراه يهددنا باستخدام القوة، مما يثبت بالدليل القاطع أنه «صحفي إرهابي» بحكم تطرفه في أفكاره، ومواقفه المحرضة على «الإرهاب» ضدنا. .. وهذا يؤكد بالبرهان الساطع، والدليل القاطع أن السنوات التي قضاها وأمضاها في الولايات المتحدة، لم تغير «طبيعته الإرهابية»، لأن جينات الإرهاب تتكاثر في دمه، وتتناسل في داخله، بحكم أنها متوارثة من محيطه، رغم أن «مظهره الوديع» لا يوحي بذلك! .. وبالرغم من «انفتاح الراشد» على الغرب، يبدو تفكـــيره إرهابيا، عندما يتناول قضايا المنطقة، وخصوصاً المتعلقة بالشأن القطري. .. وقـــبــــــــل أن يهــــــددنـــــــــا «الكـــــاتـــــب الليــــــبرالي الســـــعــــودي» بــــأحــــــداث «رابـــــــعة» أو «خامسة» أو «عاشرة» ينبغي إذا كان يحترم قلمه وقراءه، أن يكشف للرأي العام السعودي حقائق إخفاقات جيـــــشه في اليمن، حيــــث لم يستـــــطع حـــتى الآن حسم المعــــركة لــــصالحه، رغـــــــــم الفــــارق الكبـــــير في ميـــزان القـــــوى، ورغــــم وجـــــــود عشرات الدول المحتشدة بقواتها لإعادة الشرعية الضائعة في اليمن. . وقبل أن يلوّح لنا بالبطولات التي قام بها «الجيش المصري» في «رابعة»، ضد المعتصمين الأبرياء العزل، الذين لا يملكون سلاحا سوى قضيتهم العادلة، ينبغي عليه أولا أن يسلط الأضواء الكاشفة على إخفاقات أولئك العسكر في سيناء، وفشل الأجهزة الأمنية في صد الاختراقات اليومية، التي تحدث في «الكنائس المصرية»، وتستهدف «الأقباط» دون أن يتمكن «نظام السيسي غير المنظم»، من توفير الحماية المطلوبة لهم، بسبب الفساد المستشري في حكومته الفاسدة! .. وخــــــلال مقالــه الذي يفيـــــــض بالســــمـــــوم، ضـــــد قطر، أشـــار الراشد إلى أن «الشأن المصري يخص المصريين»، ونحن نتفق معـــه في ذلك، لكـــنه نسي أنه نصب نفسه محاميا عن «نظام السيسي» وكأنه «فريد الديب»، أو ناطقا رسميا باسمه، كما يفعل المستشار غير الأديب «مرتضى منصور»! .. وينسى الكاتب ولا أقول الكاذب ما كتبه عن نفس النظام في شهر ديسمبر الماضي، حول الأزمة التي شهدتها العلاقات السعودية المصرية حيث كتب بالحرف الواحد «إن إدارة الأزمة باستخدام الإعلام تعتبر وسيلة ضغط قديمة بالية وفاشلة ومضرة، بسبب نشر صورة الوزير السعودي أحمد الخطيب، وهو يزور سد النهضة الأثيوبي»، مشيرا إلى أن ذلك «نقل العلاقة بين الرياض والقاهرة من الحميمية إلى لغة دورات المياه»! لكننا نجد عبدالرحمن الراشد يمارس هذا النوع القذر مــن «الكتابة الوسخة» خلال إدارة الأزمة المفتعلة معنا، دون أن يكلف نفسه عناء شد «السيفون» على فضلاته، عفوا أقصد مقالاته! .. كما لا أنسى تذكيره بما كتبه واصفا طبيعة العلاقات بين بلاده والقاهرة والمحركات التي تحركها حيث قال «أكبر عيب في العلاقات الخليجية المصرية يكمن في محدودية أفقها، حيث تظل مجرد علاقات بسيطة المضمون، والعتب دائما على البيروقراطية المصرية، لأنها عدوة الحكومة المصرية أكثر من خصومها الآخرين، وإن لم تسر مصر سريعا في طريق الإصلاح، فإنها ستفقد الفرص التي تتشكل في الخليج، ولن تكون شريكا، وستبقى تتطلع للمعونات التي يستحيل أن تدوم بأرقام كبيرة»! .. ولا أنسى تذكيره أيضا بمقال كتبه بعنوان «هل علينا التصالح مع الأسد»، ومضمونه ما زال محفوظا في ذاكرتي، حيث كتب مشيرا إلى محاولات القاهرة إقناع الرياض بتغيير موقفها المتشدد من نظام بشار «في حال سايرت السعودية نصائح المصريين وقبلت بحل أو مصالحة يبقى فيها الأسد، فإنها تكون قد سلمت كامل الهلال (العراق وسوريا ولبنان) إلى إيران، فهل يمكن لأي دارس علوم سياسية أن تفوته النتيجة الحتمية، وهي الهيمنة الإيرانية على شمال الخليج والسعودية». .. وبدوري أود أن أسألكم هل يمكن لأحد من المتابعين لمقالات عبدالرحمن الراشد أن تفوته النتيجة الحتمية، ومفادها أن هذا الكاتب ولا أقول الكاذب هو إعلامي شارد، يمارس الشرود، ولا أقول الشذوذ في قول الحقيقة! لقد دعانا الراشــــد، وهـــو الشارد من بلاده، أن «نرفع الراية البيضاء»، وينسى أن الاستسلام ليـــس من صـــــفات القــطريين، ويشهد على ذلك ثباتنا، دفاعا عن الأرض في «الخفوس» و«الخفجي». أما ما كتبه عن «القفز البهلواني» فإنه ينبغي أن يعلم أنه من حقنا أن نقفز كما نشاء، وكيفما نشاء، داخل حدودنا، بأي طريقة كانت، بعيدا عن «الانبطاح على البطون» الذي يجيده عبدالرحمن الراشد. .. وليس من حق غيرنا القفز داخل «بيتنا القطري»، وتحديد ما يجوز لنا أن نفعله، أو لا نفعله، وفرض الشروط والإملاءات التي تنتهك سيادتنا الوطنية. أما ما يتعلق بما يروجه بخصوص المزاعم حول ضرورة أن «تنتهي قطر من عمليات تمويل المعارضة المتطــــــــرفة في الداخل والخـــارج» على حد قــــــوله، فينبغي علــــيه بدلاً من الخوض في العموميات، عبر توجيه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة، أن يقدم دليلاً واحداً على صحة كلامه، وأتحداه أن يكشف برهاناً وحيداً يثبت حقيقة مزاعمه. .. وأستغــــــرب أن كـــاتبـــاً محـــــسوباً على «التيار الليبرالي»، بل يعتبر واحداً من رموزه في السعودية، يفترض أن يكون مدافعاً عن حريــــة التعبـــــير، وحـــــرية الفكر، وحرية الصحافة، والحريات بشكل عام، وفي مقدمتها الحقوق المدنية والإنسانية، لم يكتب حرفاً واحداً ينتقد فيه مطالب دول الحصار المتعلقة بانتهاك الحريات الإعلامية، وأبرزها إصرارهم على إغلاق قناة «الجزيرة»، التي كنت أول صحفي قطري يوجه انتقادات لها منذ أكثر من ١٠ سنوات من الداخل القطري، لكن اختلافي مع مواقفها، لا يعني أن أطالب بإغلاقها، بل أجد نفسي وقلمي في مقدمة صفوف المدافعين عنها، دفاعاً عن الحرية الإعلامية. .. عــــدا ســـكــــــوتـــــه بـــــل تجـــــــاهلـــــه «الـــــقـــــــرارات الدكــــتاتـــــوريـــــة»، الــــتي تحــــرم وتجــــــرم التعبير عن التعاطف مع قطر، التي أصدرتها دول الحصار ضد مواطنيها، لإجبارهم على الصمت، عن طريق تكميم أفواههم، بطريقة لا تنسجم مع «حقوق الإنسان»، ولا تتماشى مع روح العصر! .. ومشكلة الراشد أنه يريد أن يمارس ضدنا دور «الفتوة»، رغم أن ملامحه لا تظهر أن لديه أي موشر على وجود القوة! .. وكان يفترض على الذين وجهوه، ليكتب ما كتب عن قطر، ويهددنا من خلال مقاله باللجوء إلى القوة، أن يتم اختيار كاتب آخر غيره، يوحي مظهره بالقوة البدنية، وتظهر على شكله ملامح «رامبو»، ولا يكون مشابها إلى عود «الخيزران» الأجوف من الداخل، الذي يسمونه «ساق البامبو»! .. ومن الضروري أن يكون الراشد مقنعا للرأي العام بما يروج له، ولا يكون مظهره مثل «عصفور»، كذلك الذي غنى على لسانه فنان العرب محمد عبده «أنا أبغي أطير.. وأسابق العصافير» «وأبني لعشي هنا.. بالورد والحنا». .. ولعل صديقي العزيز الحبيب عبدالرحمن الراشد يتفق معي في أن هناك فارقا كبيرا بين «الفتوة» و«الفتاة»، ولهذا فهو لا يصلح بلغة السينما التي درسها لأداء أدوار وحــش الـــــشاشـــة «فريـد شــــوقي»، وأقــــصى ما يمكنه إجــــادته هــــو تـــــأديــــة دور «تحية كاريوكا» في فيلم «الفتوة»! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
قارن عبد الرحمن الراشد مع:
شارك صفحة عبد الرحمن الراشد على