عادل المعاودة

عادل المعاودة

عادل بن عبد الرحمن المعاودة ،من مواليد ١٩٦٠ م في المحرق ،نائب في البرلمان ،رجل دين مسلم سني ،من أهالي محافظة المحرق- الثانوية العامة – مدرسة الهداية الخليفية الثانوية تخصص (علمي) عام ١٩٧٦.- الجامعية من ١٩٧٧ – ١٩٨٢ تخصص كمبيوتر ورياضيات وإحصاء من جامعة شمال لندن فنزبري بارك في بريطانيا.- الماجستير- في الدراسات الإسلامية (درجة امتياز) عام ٢٠٠٠.- حالياً في المرحلة النهائية من الدكتوراه.- النائب الثاني لرئيس مجلس النواب ٢٠١١ في البرلمان البحريني- خبير خدمات الحاسب الآلي - الجهاز المركزي للإحصاء /حتى أغسطس ٢٠٠٢. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بعادل المعاودة؟
أعلى المصادر التى تكتب عن عادل المعاودة
أحمد علي يكتب في كلمة صدق عندما يتصدر « الصدر» صدارة المشهد السعودي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الرياض تفتح نوافذ الحواروالحدود مع بغداد .. وتغلقها مع الدوحة! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ «الزيارة الصدرية» تعكس التناقض الحاد في السعودية بين ما يعلنونه جهراً ويلعنونه سراً ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بين المعلن في السياسة السعودية، والملعون على ألسنة رواد القصور الملكية، جاءت زيارة «مقتدى الصدر» التاريخية إلى «المملكة»، لتعكس التناقض الحاد في الرياض، بين ما يعلنونه جهراً، ويلعنونه سراً! .. وللوهلة الأولى تبدو زيارة زعيم «التيار الصدري» في العراق إلى السعودية، وهو النجل الرابع للزعيم الشيعي الراحل محمد محمد صادق الصدر، خطوة جادة على طريق رأب الانقسامات الحادة، وتسوية الخلافات العميقة بين الشيعة والسُنة في المنطقة، لكن حقيقتها تكشف قمة التناقض بين النقيضين! .. ولعل أبرز تناقضات الموقف السعودي المتناقض أن «المملكة» تسعى للتصالح مع أصحاب «العمائم السوداء» في العراق، لكنها تحارب أصحابها بلا هوادة في السعودية! .. وما من شك في أنه قبل انطلاق الرياض للتصالح مع الخارج السعودي، كان الأجدر لها أن تتصالح مع داخلها، حيث تتصدر أزمات «طائفة الصدر» صدارة الأحداث في بلدة «العوامية»، المطلة على مياه الخليج العربي، وتقدر مساحتها بحوالي «٤٠» كم مربع تقريبا، وتتبع محافظة القطيف شرق «المملكة»، وغيرها من مناطق المنطقة الشرقية، التي تعوم في محيط لا ينتهي من الاحتقان العائم، والاضطراب الجاثم على الساحة السعودية، ولا أقول النائم! .. ولو أن قطر هي التي أقدمت على هذه الخطوة في هذا التوقيت الحرج، وقامت بمثل هذا التوجه في ذلك الاتجاه المعاكس، لاشتغلت عليها الآلة الإعلامية السعودية، وأبواقها المنتشرة في البحرين، وكوادرها «المزروعة» في الإمارات، وتم اتهامها بالتحول إلى «التشيع»، والارتماء في أحضان من يوصفون في ثقافة المملكة بأنهم «الروافض»، باعتبار أن الدوحة ترفض الانصياع إلى مطالب «دول الحصار» المرفوضة! .. والملاحظ أن زيارة «الصدر» إلى «المملكة» تشكل عنواناً لمرحلة انقلابية في الدبلوماسية السعودية، عنوانها الانقلاب على ثوابت الماضي، والتحول الجذري من خانة «المرفوض» إلى المقبول، لدرجة أن الممنوع يصبح مسموحاً، والمحظور يصبح مشروعاً! لقد أعلن «مقتدى الصدر»، بعد عودته ظافراً إلى بلاده، الاتفاق مع السلطات السعودية على تشغيل الخط الجوي المعطل بين البلدين منذ عام ١٩٩٠، في حين تواصل الرياض إغلاق الخطوط الجوية بين قطر والسعودية! كما أعلن قرب افتتاح قنصلية سعودية في النجف، في حين تغلق «المملكة» القنصلية القطرية في جدة، وسفارتنا في عاصمتها! .. وأعلن «الزعيم الشيعي» المتشدد التوجه عند الطرفين لافتتاح معبر «الجميمة» الحدودي، المؤدي إلى مدينته المقدسة، الواقع بين محافظتي «رفحاء» السعودية، و«المثنى» العراقية، حيث يبعد عنها حوالي ٣٥ كلم فقط، ويتصل بالعمق العراقي لمسافة ٢٥٠ كيلومتراً، وتفصله عن «المملكة» صحراء «السلمان» الواسعة الشاسعة، في حين تغلق السعودية معابرها ومنافذها الحدودية، ومداخلها ومخارجها المشتركة مع قطر! .. فهل يوجد تناقض في السياسة السعودية أكثر من هذا التناقض الفائض؟! .. والمفارقة الكبرى أن «المملكة» تتحرك لإعادة العراق إلى حاضنته العربية ــ كما تقول وسائل إعلامها ــ لكنها في نفس الوقت تقطع الأرحام مع شقيقتها قطر، وتحاصر شعبنا القطري، وتسعى لإبعاد القطريين عن حاضنتهم الخليجية! .. والمفارقة الأكبر أن الرياض تفتح نوافذ الحوار على مصراعيها مع بغداد، لكنها تغلقها مع الدوحة، وترفض التحاور مع شريكتها في «مجلس التعاون» الخليجي، ولا أقول في «المذهب» أو الذهب الأسود! .. وفي الوقت الذي تسعى فيه السعودية إلى التبرؤ من سياستها المناهضة لقوات «الحشد الشعبي» في العراق، نجدها «تحشد» كل طاقاتها السياسية والدبلوماسية والإعلامية ضد قطر! .. ووسط التقلبات التي تشهدها سياسة «المملكة» في الآونة الأخيرة، ليس مستغرباً أن نجد «حسن نصرالله» الأمين العام لـ «حزب الله»، يستقبل في الرياض «استقبالاً ترامبيا»، كما حصل مع دونالد ترامب، يتم خلاله فرش السجاد الأحمر للضيف الكبير! .. وليس مستبعداً أيضاً أن تبث وكالة الأنباء السعودية صورة مرتقبة من «قصر اليمامة»، تظهر «صاحب السمو الملكي» مع «سماحة الشيخ» اللبناني، الذي تقود ميليشياته الطائفية المعارك دفاعاً عن نظام بشار الأسد! .. ويبدو التناقض المتناقض في المواقف السعودية مثيراً للدهشة، وكأنك تتابع حلقة من حلقات مسلسل «طاش ما طاش»، خاصة أن «المملكة» تجاهر بمناهضة ما تسميه «المشروع الرافضي» في المنطقة، لكننا نجدها تفتح ذراعيها على مصراعيها لاستقبال أحد رموز هذا المشروع في العراق! لقد لبى «مقتدى الصدر» «دعوة ملكية» لزيارة «المملكة»، رغم أنه يشكل رأس الحربة في الهجوم على السعودية، حيث عبر مراراً وتكراراً عن اعتقاده بأنها تتحمل مسؤولية «العنف الإرهابي» في الشرق الأوسط، بسبب نظرتها للأمور بعين واحدة ــ على حد قوله ــ متهماً إياها بتأجيج «الطائفية»، مما تسبب في إشعال نار الفتنة، وجعل المنطقة تشتعل بنيرانها، ولهذا دعاها إلى وقف حربها المذهبية الخاسرة في اليمن! .. ويعرف عن «الزعيم الشيعي» المتشدد أنه صاحب مواقف غارقة في التشدد إزاء المملكة، من بينها مطالبته بإغلاق سفارتها في العاصمة العراقية، احتجاجاً على إعدام المعارض السعودي نمر النمر، ومهاجمته المستمرة ما يسميه «تدخل قواتها لقمع الشعب البحريني»! .. وفي الصيف الماضي وجه «مقتدى الصدر»، المثير للجدل، انتقادات لاذعة إلى السعودية، في أعقاب التفجيرات التي وقعت في المدينة المنورة، وقال في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء «ينبغي على المملكة النظر جلياً في الإرهابيين المتواجدين داخل أروقة حكومتها وخارجها، ومحاكمتهم، وطردهم من المفاصل أجمع، لإبعاد شبح الإرهاب، ولإبقاء المقدسات بمأمن، لأنها ليست لهم فحسب بل للعالم أجمع». .. وفي شهر ديسمبر الماضي طالب «مقتدى الصدر» السعودية بحماية «مرقد الرسول الأعظم من الفكر الإرهابي» ــ على حد قوله ــ وإعادة بناء مدافن البقيع، وعلى رأسها قبور أهل البيت، داعياً المملكة إلى «تحويل جيوشها الجرارة المقاتلة في اليمن والبحرين إلى القدس، لتحريرها من دنس الإسرائيليين». .. ومن بين تصريحاته الموجعة الموجهة ضد السعودية أيضاً هجومه عليها، بسبب توجهها قبل سنوات لإعلان «اتحاد سياسي» مع البحرين، زاعماً أن ذلك سيكون «احتلالاً» إذا تم بدون موافقة شعبيهما! .. ولا أنسى هجومه على القمة الإسلامية ــ الأميركية, التي عقدت في شهر مايو الماضي في العاصمة السعودية، واصفاً إياها بأنها «عمل قبيح»! مضيفاً أنه «من غير المقبول تجميع الدول الإسلامية تحت راية أميركية وقيادة ترامبية»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة دولة شر واحتلال، ولا يمكن أن تكون منطلقاً للاعتدال»! .. ومن خلال كل تلك المواقف وغيرها يبدو واضحاً أن «مقتدى الصدر» حشر أنفه في الكثير من الملفات الحساسة، التي تخص دول المنطقة، من بينها وصفه أحداث البحرين بأنها «ثورة شعبية»! لقد أعلن «الزعيم الشيعي» المتشدد موقفه الداعم للاضطرابات البحرينية قائلاً بملء الفم «العار كل العار لمن يعتبر ما يجري في البحرين تمرداً شيعيا، لكنه احتجاج شعبي»، داعياً أبناء طائفته البحرينيين إلى «الخروج في المظاهرات، لنصرة الإسلام والمذهب والمرجعية الطائفية» على حد قوله! .. وهذا الموقف التحريضي دفع «عادل المعاودة» النائب الثاني لمجلس النواب البحريني، إلى الرد على «مقتدى الصدر» في تصريح قال فيه «ينبغي عليه أن يحل مشاكل بلده أولاً، الذي يؤلمنا جميعاً ما يمر به، وندعو الله صباحاً ومساء أن يرفع عنه البلاء، بدلاً من أن يتدخل في شؤون غيره». .. ولا أنسى التوقف عند التصريح المنسوب له باجتياح «المملكة»، في حال الإساءة للمعارض البحريني عيسى أحمد قاسم، حيث نقلت مواقع إلكترونية عن «مقتدى الصدر» قوله «إن مست شعرة من رأس عمنا آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، فسندخل السعودية ونحرق الأخضر واليابس»! .. واستناداً إلى هذه المواقف يتضح أن «ضيف المملكة الكبير»، الظافر بالولائم، الذي عاد إلى بلاده بالغنائم، يعتبر من أكثر الشخصيات العراقية هجوماً على السعودية! .. ومنذ ظهوره على الساحة السياسية في العراق عام ٢٠٠٣، بعد إسقاط نظام صدام صار «مقتدى الصدر» يتصدر ساحات الجدل! .. ولطالما أثار الجدال في الشارع العراقي، بمواقفه الجدلية ما بين الحين والآخر، من خلال قدرته على تحريك الجماهير، التي ورث من والده قاعدتها الشعبية، الممتدة في أوساط الفقراء الشيعة، لا سيما في «مدينة الصدر» في بغداد، التي تعتبر معقلاً لما يسمى «التيار الصدري». .. وأذكر أن «الزعيم الشيعي» توعد صحيفة «الشرق الأوسط» باتخاذ إجراء غير مسبوق ضدها، بعد نشرها تقريراً مسيئاً ــ كعادتها ــ زعمت فيه «وجود حالات حمل غير شرعية في كربلاء»، مهدداً بموقف حازم ضد المطبوعة السعودية. .. وبعد كل هذه المواقف الحازمة, الموجهة ضد «المملكة»، كان غريباً تكليف «ثامر السبهان» وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي باستقبال «مقتدى الصدر» في جدة، استقبالاً لم يحظ مثله الحجاج بن يوسف الثقفي، عندما تم تكليفه بتولي إمارة العراق! .. ولعل المفارقة التي لا يمكن أن يطويها النسيان أن «السبهان» كان سفيراً لبلاده في بغداد، لكنه خرج مطروداً من هناك، وتم اعتباره شخصاً غير مرغوب في وجوده، بسبب تصريحات أدلى بها ضد «الحشد الشعبي»، وصفت بأنها تغذي الفتنة الطائفية في العراق، وتشكل تدخلاً في شؤونه الداخلية، وتقف عقبة أمام تطوير العلاقات السعودية ـ العراقية. .. واعتبر كثيرون أن تعرض السفير السعودي آنذاك لتشكيلات «الحشد» التي «تحارب الإرهاب، وتدافع عن سيادة العراق، وتعمل تحت مظلة الدولة العراقية، وتملك تمثيلاً في البرلمان، مما يجعلها جزءا من النظام السيادي والسياسي العراقي، يعد خروجاً عن دور السفير، وتجاوزاً غير مسموح به للأعراف الدبلوماسية»! لقد تم اتهام «السبهان» بالجهل بأصول العمل الدبلوماسي، والتدخل في الشأن الداخلي العراقي، وطالبت أصوات عراقية مؤثرة بضرورة اخضاعه إلى دورة مكثفة، ليتعلم أصول العمل الدبلوماسي، والكف عن إثارة الفتنة، عبر إطلاقه تصريحات متطفلة! .. واعتبرت أوساط عراقية نافذة أن مواقف «السفير السبهان» تتقاطع مع الاتفاقية الخاصة بالعلاقات الدولية، وتخالف المادتين الأولى والثانية من ميثاق الأمم المتحدة، وتعد تجاوزاً للخطوط الحمراء، لدرجة أنه كان لا يتصرف على أنه رجل دبلوماسي ممثل لدولته ، وإنما كرجل مخابرات! لقد واجه «ثامر السبهان» خلال فترة عمله سفيراً في العراق موجة غضب عارم في الصيف الماضي، لم تقتصر على أطراف مناهضة لبلاده، بل جهات سياسية معتدلة تحسب بأنها قريبة من الرياض، من بينها «إياد علاوي»، الذي طالب باستبداله بسفير آخر! .. وقال إن «التصريحات التي أدلى بها السفير السعودي مزعجة جداً، وغير مقبولة أياً كان مصدرها»، مشيراً إلى أنه «لو كان رئيساً للوزراء لطالب باستبداله فوراً، لأن سكوت الحكومة على تصريحاته غير مقبول»! .. ولأن العلاقات العراقية ــ السعودية لم تكن بحاجة في ذلك الوقت إلى تصريحات السفير السعودي ثامر السبهان، لتزداد سوءا على سوئها، فقد دخل وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري على خط الأزمة وزادها تأزماً، عندما هاجم «سفير خادم الحرمين»، واصفاً تحركاته على الساحة العراقية بأنها تمثل تدخلاً سافراً في شؤون العراق الداخلية، معتبراً أن ما كان يقوم به «السبهان» لا يدخل في إطار دوره كسفير لبلاده، ولا حتى من اختصاص وزير خارجيته. .. ووسط «عاصفة الحزم» التي شهدتها الساحة العراقية، في الصيف الماضي احتجاجاً على مواقف السفير السعودي، خرج «ثامر السبهان» مطروداً من بغداد، لكن الغريب أن يتم تكليفه باستقبال «مقتدى الصدر» في جدة، الذي كان واحداً من «صقور العراق» المطالبين بطرده، وكان من أكثر منتقدي تصريحاته ومواقفه! .. ولكل هذا أستطيع القول إن زيارة زعيم «التيار الصدري» إلى السعودية شكلت نموذجاً حياً على النفاق السياسي المتبادل بين الضيف والمضيف، كما أنها عكست التناقض المتناقض بين النقيضين! .. ووسط تناقضات السياسة السعودية، وتقلباتها في الآونة الأخيرة، لن نفاجأ بظهور «بشار الأسد» فجأة في الرياض، مشاركاً في رقصة «العرضة النجدية»، جنباً إلى جنب مع «أصحاب السمو الملكي»! .. وحتى تكتمل تفاصيل المشهد، الذي سيكون مشهوداً بين الشهود، فليس غريباً أن يظهر «رئيس النظام السوري» متزيناً بملابس «العرضة» الشهيرة، المعروفة باسم «المرودن»، مرتدياً «المجند»، وهو الحزام الجلدي الذي يحيط بالصدر والظهر، ويلتف حول الخصر، حاملاً «سيفاً دمشقياً»، يلوح به وسط لمعان السيوف البراقة، المرفوعة في أيدي العارضين، بين الصفوف المتراصة كالجبال، المتحركة بالرجال، المتراقصة بكل دلال، في مشهد حماسي لا يخلو من الجمال، على إيقاع الطبول، والأهازيج الشعبية، بينما «فخامة الرئيس بشار بن حافظ الأسد» يتوسطهم ويقود الأناشيد معهم مردداً «نحمد الله جت على ما تمنى من ولي العرش جزل الوهايب» «خبر اللي طامع في وطنا دونها نثني لي جات الطلايب» «يا هبيل الراي وين انت وإنّا تحسب إن الحرب نهب القرايب» «واجد اللي قبلكم قد تمنى حربنا لي راح عايف وتايب» أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق حوار أخوي مع «الإخوان» في البحرين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنامة قامت «بتوزير» أكثر من قيادي «إخواني».. شاركوا النظام الحاكم في الحكم والحكومة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وزير «الديوان الملكي» استقبل أعضاء جمعية «الإصلاح» الإخوانية ونقل لهم دعم «الملك» لمسيرتهم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يبدو من خلال الأحداث التي تشهدها المنطقة أن «أم عليوي» ما زالت حاضرة في المشهد الخليجي، ولم تغب عن عالمنا، حيث لمسنا حضور هذه الشخصية الكوميدية في «مؤتمر القاهرة» الأخير، لوزراء خارجية «دول التحالف» ضد قطر! .. وأعني بذلك حضور الفنان الراحل «عبدالعزيز النمش»، الذي جسد أدوار تلك الشخصية المركبة، بمختلف أنماطها، وتنوع سلوكياتها، واختلاف مسمياتها، وآخرها «أم سعد» أو «فضة» في مسلسل «درب الزلق»، بمشاركة «حسينوه»، و«إقحطه» و«بوصالح»، وشخصيات ذلك العمل الكوميدي الجماهيري الذي ما زال قابعاً في الذاكرة، ولا ينسى. .. ومع استحضار تلك الشخصية دعونا نتساءل } هل المواقف التي يتبناها ويعلنها على الملأ الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية مملكة البحرين تجاه مختلف القضايا الإقليمية حقيقية؟ .. أم أنها أعمال تمثيلية قديمة، تذاع لأول مرة على قناة «الريان»، قام ببطولتها الفنان القدير الكبير عبدالعزيز النمش رحمه الله الذي اشتهر بأداء أدوار تلك الشخصيات المذكورة؟ .. وعندما أستحضر شخصية «أم عليوي»، لا أقصد تشابهها مع أي شخص آخر في الشكل، ولكن الإشكال يكمن في نسبة الكوميديا السياسية، ومنسوبها الزائد في مواقف الوزير البحريني، بشكل ظاهر في خطاباته وتصريحاته، التي كان آخرها إعلانه بشكل علني، لأول مرة، أن «الإخوان كجماعة أضروا بمصر واستباحوا دماء الشعب المصري، وأضروا بدولنا وتآمروا عليها، وبناء على هذا الأساس تم اعتبارهم جماعة إرهابية، وأي واحد يبدي تعاطفه أو يقول إنه ينتمي إليهم، سيحاكم على هذا الأساس». .. وإلى هنا ينتهي تصريح الوزير البحريني، ولكن لن تنتهي التداعيات الخطيرة، والآثار الكثيرة، التي أثارها سواء داخل «المملكة» وخارجها! .. ورغم أن البحرين توصف بأنها صغيرة الحجم جغرافيا، لكنها سكانيا تشتهر بتيارها «الإخواني»، الأكثر قربا وقبولا والتصاقا بنظامها الحاكم. .. ولعل من الحكمة عدم الصدام مع هذا التيار، باعتبار أن وجوده على الخريطة السياسية يشكل «ضرورة وطنية» في البحرين، في ظل الاضطرابات التي تشهدها «المملكة»، لإحداث التوازن مع «المكون المذهبي» الآخر، المتهم على الدوام من جانب الحكومة بالارتباط مع إيران. .. ويبدو واضحا أن الواقع المصري يضغط على «إخوان البحرين»، بشكل ليس ضعيفا، ولكن متضاعفا، لدرجة تحول الموقف الرسمي البحريني ضدهم، رغم تحالف السلطة الحاكمة على مدى أكثر من نصف قرن معهم! .. والمؤسف أن البحرين المنقسمة أصلا تاريخيا وعقائديا ومذهبيا بين «أنصار يزيد» و«شيعة الحسين», لا تتحمل أن يضيف عليها الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة عنصرا مهيّجاً لعوامل الانقسام، أو محرضاً لمحركات الخصام، بين المؤيدين والمعارضين لحركة «الإخوان» أو نظام «السيسي»! .. وقبل الخوض في حواري الأخوي مع «الإخوان في البحرين»، أستهل مقالي بالآية الكريمة (٨٨) من «سورة هود» التي يقول فيها تعالى «.. إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب». متمنيا ألا يتم تفسير عنوان مقالي الذي يتصدر الصفحة بمعان لا أقصدها، لأنني أعني في ذلك العنوان «الأشقاء في البحرين» على وجه العموم والتعميم، وليس «الإخوان» كحركة سياسية، لها نشاطها، وثقلها على الساحة البحرينية. .. وحتى لا يصنف ما أكتبه على أنه حلقة جديدة من مسلسل «درب الزلق» حرصت على وضع النقاط على الحروف، لكشف تناقضات وزير الخارجية البحريني، وإثبات حقيقة «الوجود الإخواني» المتغلغل في مفاصل الدولة البحرينية، والشراكة الاستراتيجية بين نظام الحكم والجمعيات الإسلامية المتشددة, التي تتهم حالياً بأنها «إرهابية»، من خلال استعراض الأحداث بكل حقائقها، وأسماء الشخصيات المرتبطة بها، وسرد الوقائع بكل تفاصيلها وتواريخها. .. ولعل المتابع مثلي للشأن البحريني يدرك جيدا أن البحرين تعد أول دولة خليجية اتخذ منها تنظيم «الإخوان» منصة لنشر أفكاره، حيث انتشر فكره في أربعينيات القرن الماضي، من خلال مجموعة من الطلبة البحرينيين الذين درسوا في الجامعات المصرية، وعادوا إلى بلادهم لينشروا الفكر «الإخواني». .. وخلال حديثي «الأخوي» أود الإشارة إلى وجود قيادات و«شخصيات إخوانية» تنتمي إلى الأسرة الحاكمة، أو بمعنى آخر تجرى في عروقها دماء «الرويال فاميلي»، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، المغفور له الشيخ عيسى بن محمد بن عبدالله بن عيسى آل خليفة، المولود في المحرق عام ١٩٣٨، والذي يوصف بأنه «المرشد العام» لتنظيم «الإخوان» في البحرين! لقد ترأس الشيخ الراحل رحمه الله مجلس إدارة جمعية «الإصلاح»، التي تمثل واجهة «التيار الإخواني» في البحرين، لعدة دورات بالتزكية، حتى دورتها الثامنة عشرة للعامين (٢٠١٥ ٢٠١٦)، لكن وفاته لم تمهله لاستكمال فترته الرئاسية، بعدما نعاه «الديوان الملكي» إثر انتقاله إلى جوار ربه يوم الخميس الثالث عشر من أغسطس عام ٢٠١٥، عن عمر (٧٧) عاماً. .. ويعتبر الشيخ المذكور «الأب الروحي» لتنظيم «الإخوان» في البحرين، لأنه ارتبط بفكر «الجماعة» عندما كان يتلقى تعليمه في مدرسة «حلوان الثانوية» في مصر، وحصل منها على شهادتي الثقافة والتوجيهي عام ١٩٥٦، وبعدها حصل على شهادة القانون من جامعة القاهرة عام ١٩٦٢. .. وخلال تلك الفترة الحافلة بالفكر «الناصري» المتصادم مع نظيره «الإخواني»، التقى الشيخ عيسى آل خليفة بصديق عمره الشيخ عبدالرحمن بن علي الجودر، «القيادي الإخواني البحريني» الآخر، الذي حمل فكر جماعة «الإخوان» من مؤسسها «حسن البنا»، مما ساهم في ظهور «الجماعة» على الساحة البحرينية، مع بداية تأسيس نادي «الطلبة»، الذي تحوّل فيما بعد إلى نادي «الإصلاح»، ثم تحول إلى جمعية تحمل نفس الاسم. .. وبعد استقلال البحرين تسلم «مرشد الإخوان» الشيخ البحريني حقيبة وزارة العدل والشؤون الإسلامية (١٩٧٤ ١٩٧٥)، ثم تولى مسؤوليات وزارة العمل والشؤون الإسلامية، خلال الفترة من (١٩٧٥ ١٩٨٠)، ليتفرغ بعدها لمهنة المحاماة التي برع فيها، مما أهله لرئاسة جمعية المحامين البحرينيين. .. وتقديرا لمكانته العائلية والقانونية و«الإخوانية» فقد شارك الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة في صياغة مشروع «ميثاق العمل الوطني»، الذي وضع أسس المصالحة الوطنية في البلاد، من خلال عضويته في «اللجنة الوطنية العليا» لإعداد هذا المشروع، التي مارست عملها بعدما أصدر الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الأمر الأميري رقم (٣٦) بتشكيلها، وضمت (٤٤) شخصية، لإخراج البحرين من حالة الاحتقان السياسي، التي شهدتها البلاد قبل بداية الألفية الثالثة. .. وبعد إقرار الميثاق المذكور بموافقة الشعب البحريني بنسبة (٩٨٤ %)، دخل «الإخوان» إلى البرلمان، في إطار «المشروع الإصلاحي» الذي طرحه العاهل البحريني، وتحوَّلت على إثره البلاد من إمارة إلى «مملكة»، من خلال «المنبر الوطني الإسلامي» الذي يمثل جناحهم السياسي، بعد تحالفهم مع التيار السلفي، ممثلا بجمعية «الأصالة»، فحصدوا (٧) مقاعد برلمانية من أصل (٤٠) مقعدا، وكذلك كان نصيبهم في انتخابات ٢٠٠٦، حيث حافظوا على مقاعدهم السبعة. .. ووسط تلك الموجة، ولا أقول« الهوجة الديمقراطية»، شكلت القيادات «الإخوانية» التي تمتعت بالحصانة البرلمانية، تيارا متحالفا مع الحكومة، داعما لتوجهاتها وقراراتها، مدافعاً عن سياساتها بشكل يترجم التحالف الاستراتيجي بين الطرفين. .. ولعل أبرز قيادات «الإخوان» في البرلمان البحريني، ناصر الفضالة، الذي أكد في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» نشر في شهر أغسطس عام ٢٠١٤ أن «اهتمام الجماعة ومنتسبيها ينصب على تلاحم الشعب البحريني خلف قيادته التي هي أساس الشرعية»، مشيرا إلى الجهود التي بذلها «المنبر الوطني الإسلامي» الذي يمثل جماعة «الإخوان» في البرلمان، في الوقوف وراء استقرار البلاد، وقت اندلاع أحداث الفتنة في شهر فبراير عام ٢٠١١. .. ومن خلال المواقف المعلنة، تتضح خصوصية العلاقة الحميمة بين «إخوان البحرين» ونظام الحكم الحاكم، في مختلف المراحل التاريخية التي شهدتها «المملكة»، حيث يعد «الإخوان» جزءا لا يتجزأ من السلطة الحاكمة، بدليل «توزير أكثر من قيادي إخواني»، أذكر منهم د. صلاح بن علي محمد عبدالرحمن، الذي انضم إلى جمعية الإصلاح عام ١٩٩٦، وتولى رئاسة وحدة «أجيال المستقبل» بالجمعية «الإخوانية» منذ عام ١٩٩٧ حتى ٢٠٠١، وبعدها تم تكليفه بتولي مسؤوليات حقيبة وزارة «حقوق الإنسان»، خلال الفترة من أبريل ٢٠١٢ حتى ديسمبر ٢٠١٤، فكان خير مدافع عن انتهاكات الحقوق الإنسانية في بلاده. .. وقبلها كان نائبا في البرلمان، حيث تولى منصب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، ونجح في انتخابات ٢٠٠٦، التي نظمت في الخامس والعشرين من نوفمبر في هزيمة الناشطة الليبرالية د. منيرة بنت أحمد بن يوسف آل فخرو، مرشحة جمعية «العمل الوطني الديمقراطي» المدعومة من جمعية «الوفاق»، بعد حصوله على ٤٠٦٦ صوتا، بفارق ٩٠٦ أصوات على منافسته في الدائرة الرابعة، في المحافظة الوسطى. .. ولا أنسى أن أذكر «القيادية الإخوانية» الدكتورة فاطمة البلوشي، التي تولت حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية منذ عام ٢٠٠٥، كما تم تكليفها بمسؤوليات وزارة الصحة، حتىغادرت مناصبها الوزارية في عام ٢٠١٤. .. ولكل هذا الاحتفاء الرسمي بكوادر «الإخوان» في البحرين، رجالا ونساء، يؤسفني القول إن آخر شخص يمكنه تصنيف «الجماعة» بأنها «إرهابية» هو الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية، الذي كان يجلس مع «الإرهابيين» على طاولة واحدة خلال اجتماعات مجلس الوزراء! .. وما من شك في أن البحرين تعتبر منصة من منصات «الفكر الإخواني» في المنطقة، من خلال الكثير من مؤسساتها وأجهزتها الرسمية، وفي مقدمتها الحكومة البحرينية، وسلطاتها التنفيذية، التي تمثلها داخليا أو خارجيا. .. ولعل المفارقة أن «وزير الديوان الملكي» الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة استقبل في شهر مارس الماضي، أي قبل (٤) شهور تقريبا، وبالتحديد يوم الأحد السادس والعشرين من الشهر المذكور، مجلس إدارة جمعية «الإصلاح»، التي تعد الواجهة الحركية لجماعة «الإخوان» في البحرين، بمناسبة تشكيل مجلس إدارتهم. .. ونقل لهم تهنئة العاهل البحريني، فيما أعرب لرئيسهم «عبداللطيف الشيخ» عن شكره لدعم الملك لمسيرتهم المظفرة. .. وأذكر فيما أذكر، حرصا على تذكير الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، إذا كان يعاني من «نعمة النسيان»، أنه أكد خلال مؤتمر صحفي عقده في باكستان، أن تصنيف «الإخوان» كجماعة إرهابية لا ينطبق على الحالة البحرينية، لأن «إخوانها» لم يرتكبوا ما يضر المصلحة الوطنية، وقال لا فض فوه أنه ينبغي عدم التعامل مع «الإخوان» على أنهم حركة عالمية، بل باعتبار أنه في كل دولة توجد مجموعة تتصرف بطريقة مختلفة، موضحا أن «جماعتهم» ملتزمون بقانون الدولة، ولم يرتكبوا ما يهدد أمنها. .. وما من شك في أن تصنيف «الإخوان» في خانة المنظمات الإرهابية، وإقرار ذلك بصورة رسمية، كنوع من التجريم أو التحريم، سيضع القيادة البحرينية في حالة مواجهة مع نفسها، لأن «الجماعة» تعتبر حليفتها في مواجهة منسوبي جمعية «الوفاق» الواسعة الانتشار، والبالغة الأثر والتأثير في المجتمع البحريني رغم حظر نشاطها. .. ولا أنسى التوقف عند نشاط أحد كوادر «الإسلام السياسي» في البحرين، وهو وزيرها الحالي لشؤون «مجلسي الشورى والنواب» السيد غانم بن فضل البوعينين، وهو أحد أعضاء الحكومة، وفقاً للمرسوم الملكي رقم (١٧)، الصادر يوم الجمعة الرابع من مارس ٢٠١٦، بإعادة تعيينه في منصبه الوزاري، الذي فقده في ٣٠ سبتمبر ٢٠١٥، بعد دمج وزارته مع وزارة الإعلام، وقبلها كان زميلا للشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، بحكم أنه شغل منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية. .. وعندما نستعرض سيرة ومسيرة «البوعينين» نجد أنه من رموز التيار السلفي، وكان يشغل أمانة سر جمعية «الأصالة»، التي نظمت الكثير من «الحملات الجهادية»، تحت مسمى «تجهيز غازي»! لقد ظلت هذه الحملات تقام بشكل منتظم ومنظم في العديد من مساجد البحرين، أذكر منها جامع «شيخان الفارسي» في الرفاع، وجامع «أبو حنيفة» في البسيتين، ومسجد «نادي الساحل» بمنطقة الحد، وجامع «الشيخ عيسى بن علي» في المحرق، و«مسجد العصمة» في مدينة حمد، و«مسجد قلالي الغربي»، على مدى عام كامل تقريبا من أغسطس ٢٠١٢ حتى نفس الشهر من العام التالي، تحت عنوان «دعم الجهاد في سوريا»، وكان المتأثرون ولا أقول المخدوعين بدعايتها يتسللون إلى الداخل السوري، ويجتمعون بالمقاتلين من التنظيمات المتطرفة، ويشاركونهم قتال «أعداء الأمة»! .. واستمرت هذه «الحملات الجهادية» المصنفة حالياً بأنها «إرهابية» تنطلق تحت مظلة جمعية «الأصالة» السلفية، بترخيص من السلطات البحرينية، ومباركة دعاة التطرف في المنطقة، الذين كانوا يترددون على البحرين لجمع «المال الجهادي»، من بينهم الشيخ عدنان العرعور، ونظيره «البربور» محمد العريفي، المدعي معرفته بالكثير من الأمور، وبدلا من أن يكون من دعاة الحق ونصرته على الباطل، صار واحدا من مروجي الفتنة، الذين يهاجمون قطر، رغم أنه كان من أكثر المترددين على «موائدها» الرمضانية! .. وفي عام ٢٠١٢ قامت أربع شخصيات بحرينية من «التيار السلفي»، بينهم نائبان في البرلمان يمثلان جمعية «الأصالة»، بزيارة إلى سوريا أثارت الكثير من الجدل، حيث قال رئيسهم عبر حسابه في تويتر «تعمدنا الدخول بأنفسنا إلى سوريا، لتوصيل مساعدات أهل البحرين باليد، لتجهيز المجاهدين من إخواننا»! .. وضم «الوفد الجهادي» البحريني رئيس جمعية «الأصالة» النائب عبدالحليم مراد، والنائب الثاني لرئيس مجلس النواب عادل المعاودة، إضافة إلى النائب السابق حمد المهندي، والقاضي فيصل الغرير! .. وخلال الأعوام التي تلت هذه «الزيارة البرلمانية المباركة»، انفتحت «أبواب الجهاد» على مصراعيها للشباب البحريني المغرر بهم، لدرجة انسيابهم إلى خارج الحدود بطريقة لافتة ولا أقول فالتة ، حيث ظلوا يترددون على أماكن الصراعات الإقليمية، ثم يعودون إلى بلادهم بعد تفريغ «طاقاتهم الجهادية»، وبعدها يستأنفون «غزواتهم الخارجية» مرات أخرى دون حسيب أو رقيب! .. وما من شك في أن هذا «التوجه الجهادي» البحريني ولا أقول الإرهابي يؤكد على نحو أشد عمقا وأكثر إقناعا، أن السلطات البحرينية كانت تشجع مواطنيها على الانضمام إلى التنظيمات المتطرفة، التي أصبحت تصنف اليوم بأنها «إرهابية»! .. ولعل ما شكل صدمة في مختلف الأوساط البحرينية، أن صحيفة «غلف ديلي نيوز» الصادرة في البحرين، كشفت من خلال تحقيق ميداني نشر في الثامن عشر من شهر يونيو عام ٢٠١٤، وجود «مجموعة متطرفة» في البسيتين تقوم بتجنيد الشباب البحريني، تمهيدا لإرسالهم للقتال في العراق وسوريا! .. وذكرت الصحيفة البحرينية وهي بالمناسبة ليست قطرية أن المجموعة المتورطة تقوم بزيارات ميدانية إلى المدارس الإعدادية والثانوية للبنين، بهدف تجنيد طلابها، للمشاركة في النزاعات الإقليمية، في غفلة عن عيون وزارة التعليم، والجهات الأمنية! .. وهذا ما دفع وزير الخارجية البحريني بنفسه إلى الاعتراف علنا، في تصريح له، أطلقه في الخامس والعشرين من سبتمبر عام ٢٠١٤، في مقابلة مع قناة «العربية»، بأن أعداد البحرينيين المنتمين لما يسمى بتنظيم «داعش» يصل إلى (١٠٠) إرهابي! .. وبعد هذا الاعتراف الرسمي، توالى الإعلان عن تورط بحرينيين في القتال مع تنظيمي «داعش» و«النصرة»، حيث ذكر تقرير أن (١٣) من المقاتلين الأجانب لقوا حتفهم في سوريا والعراق، بين عامي ٢٠١٣ ـ ٢٠١٤ كانوا من مواطني البحرين، بينهم اثنان من كوادر «قوة الدفاع» وهما عبدالعزيز العثمان وعبدالرحمن العثمان! .. عدا تسلل الإرهابي إبراهيم العوضي من بلاده، في غفلة من عيون الأجهزة البحرينية، رغم صدور مذكرة سابقة من السلطات تقضي بمنع سفره، ليلقى حتفه في العراق، في التاسع والعشرين من سبتمبر عام ٢٠١٤! .. ولا أنسى الإشارة إلى محمد عيسى البنعلي، الضابط في وزارة الداخلية البحرينية الملقب «أبي عيسى السلمي»، الذي انضم إلى «داعش»، وكان من أبرز الكوادر التي احتفى بها التنظيم الإرهابي، وكان مسجلا ضمن كادر وزارة الداخلية في البحرين لغاية سبتمبر عام ٢٠١٤. .. وفي التاسع عشر من مايو من نفس العام، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي خبر مقتل البحريني علي يوسف «٢٣ عاما» الذي ينتمي إلى «داعش»، وقبل اغتياله ظهر الإرهابي في شريط فيديو حاملا جواز سفره البحريني، قبل أن يمزقه ويرميه ويضعه تحت قدميه، متوعدا بلاده بالأشلاء التي يتقرب بها إلى الله! .. ولعل المفارقة الكبرى تكمن في قيام وكالة الأنباء البحرينية المعروفة باسم «بنا» بنشر بيانات التعزية الخاصة بالمقاتلين البحرينيين، الذين يلقون حتفهم في «ساحات الوغى»، دفاعا عن تنظيم «داعش»! .. وتمثل قصة إعلان مقتل «الجهادي» البحريني عبدالعزيز الجودر، أحد أبرز الأمثلة شديدة الدلالة على ذلك، حيث قامت الوكالة الرسمية، التي تعتبر المنصة الإعلامية، لبث أنشطة الدولة، بنشر ذلك الخبر في العاشر من أكتوبر عام ٢٠١٤، بعد ورود أنباء مقتله في العراق! .. أما قمة «التراجيديا»، فتظهر في قيام وكالة الأنباء البحرينية الرسمية بتحديد موعد ومكان تلقي العزاء في ذلك الإرهابي، عفوا أقصد «الجهادي»، في نفس الوقت الذي سارعت فيه عائلته إلى نفي خبر وفاته، مشيرة إلى أنها تلقت اتصالا منه، أكد خلاله أنه ما زال حياً في العراق، في الوقت الذي كانت الاستعدادات تجرى على قدم وساق، لإقامة مراسم العزاء على «الفقيد الميت»، أقصد «الشهيد الحي»! .. ولكل هذا «النشاط الجهادي» البحريني، أستطيع القول إن تصريحات وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، عن «الإرهاب»، واتهاماته الباطلة التي يوجهها هو وغيره إلى قطر، بأنها ضالعة في هذا الملف، من خلال توفير الدعم والتمويل، تشكل نوعا من «الكوميديا السوداء»، لأنها لا تستند إلى دليل، عدا وجود الكثير من الأدلة التي تؤكد تورط المنامة في دعم الإرهاب العالمي، من خلال مشاركة مواطنيها في عمليات تنظيم «داعش» الإرهابية. .. والمضحك أن إطلالات الوزير البحريني تشير إلى أنه يتمتع بحالة خاصة من «الكاريزما الكوميدية»، لا تقل عن حضور «أم عليوي» على المسرح! .. وبعيدا عن المسرح السياسي, أتوجه بخالص الدعاء, طالبا الرحمة إلى الراحل «عبدالعزيز النمش»، الذي جسد بمهارة تلك الشخصية، بالإضافة إلى تمثيله الإبداعي دور «أم سعد» في مسلسل «درب الزلق»، بمشاركة نجلها «حسين بن عاقول»، وشقيقها «اقحطه»، و«بوصالح» جارهم «بياع الثلج» المغرمة بحبه، وهي شخصيات نراها حاضرة في الأزمة الخليجية! .. عدا المشاركة الخاصة لوزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي أدى ببراعة دور «العيار» و«لا أقول الأونطجي» «فؤاد ابن سعيد باشا»، الذي نجح في بيع «الأهرامات» ومعهم «أبوالهول» على دول أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
قارن عادل المعاودة مع:
ما هي الدول التي تتحدث صحافتها عن عادل المعاودة؟
شارك صفحة عادل المعاودة على