زايد بن سلطان آل نهيان

زايد بن سلطان آل نهيان

زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان آل نهيان (٦ مايو ١٩١٨ - ٢ نوفمبر ٢٠٠٤) أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة. كان له دور كبير في توحيد الدولة مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وتحقق لهم ذلك في ٢ ديسمبر ١٩٧١ وأسس أول فدرالية عربية حديثة. عمل الشيخ زايد مع الشيخ جابر الأحمد الصباح على إنشاء مجلس التعاون الخليجي فاستضافت أبوظبي في ٢٥ مايو عام ١٩٨١ أول اجتماع قمة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي. تولى حكم إمارة أبوظبي خلفاً لأخيه شخبوط في عام ١٩٦٦، خلفه في حكم إمارة أبو ظبي ابنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وانتخبه المجلس الأعلى للاتحاد رئيسا للدولة. استطاع في عهده خلق ولاء للكيان الاتحادي عوضاً عن الولاء للقبيلة أو الإمارة وترسيخ مفهوم الحقوق والواجبات لدى المواطن. كما قام الشيخ زايد خلال أربعة عقود بإنفاق بضعة مليارات الدولارات في مساعدة قرابة الأربعين دولة فقيرة. كما كان له دور كبير في حل المشاكل العربية، ساعد أيضاً كوسيط سلام بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب اليمن) أثناء النزاعات الحدودية في عام ١٩٨٠ وأيضاً نجحت وساطته في التوصل إلى حل لخلاف بين مصر وليبيا. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بزايد بن سلطان آل نهيان؟
أعلى المصادر التى تكتب عن زايد بن سلطان آل نهيان
أحمد علي يكتب في كلمة صدق وقفة مع «زارع الفتنة».. ومُروِّجها في أبوظبي ................................................................................... "تغريدات المزروعي" تمثّل انتهاكا لمبادئ مؤسس الإمارات.. وخرقاً للقيم التي رسخها في بلاده .................................................................................. لم يكن من بين «مشاريع زايد» إطلاق شخص غير مؤدّب لتوجيه الشتائم ضد الآخرين ................................................................................... قد يبدو الأمر غريبا! لكن لو بحثنا عند شعوب العالم لن نجد فجورا في الخصومة السياسية أسوأ مما هو موجود عند «زارع الفتنة» الخليجية، ومروجها ومؤججها في أبوظبي المدعو حمد المزروعي، الذي تحول عنده الخصام إلى أقذر أنواع «الخمام»! .. والمؤسف أن تخرج الأزمة المفتعلة، التي افتعلوها في أبوظبي ضـــد الدوحة، عن إطارها السياســـي، لتصــل إلى حضيضها الأخلاقي، عبر قذف الشرفاء بتغريدات «الإفك»، التي يروجها المزروعي كيفما شاء، سبابا وشتما، بلا حسيب أو رقيب، وبلا مانع أو وازع أو رادع. .. وأستطيع القول إن أبوظبي تجاوزت في خصومتها مع قطر كل مسببات الخلاف، وقفزت خارج إطار الأعراف، وقامت بتسكير كل قيم العفاف، ولم تعد تلك الإمارة تسلك سلوكا واحدا يعكس تراث وميراث زعيمها الراحل الكبير زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله. فقد كان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، يدعو إلى احترام حقوق الآخر، وعدم الاعتداء اللفظي أو العضلي أو اليدوي على حرمات الآخرين. .. وقبل أن يكون زايد بن سلطان آل نهيان، حاكماًَ كان حكيماً، وقبل أن يكون مؤسساً لدولته الاتحادية كان معلماً ومربياً لأجيال متعاقبة من أبناء وطنه، الذين كان يحثهم انطلاقاً من موقعه الأبوي على الخلق القويم، والسير على الصراط المستقيم، ومن المؤكد أن زايد، رحمه الله، كان لا يقبل بالإساءة لغيره. .. وأريد تذكير من يثير الفتنة في أبوظبي، أن «المؤسس الكبير»، كان رمزاً للعقل الراجح، ونمــوذجـــاً للزعيـــم الناجــح، وتقديــراً لمواقفه الحكيمة، فقد كان ولا يزال وسيظل يحظى بمكانة خاصة في نفوس القطريين، حيث لم تشهد الإمارات زعيماً مثله، لأنه أحب الناس فأحبوه، وعندما رحل حزن عليه الجميع وبكوه. .. ولعـــل ما كـــــان يميــــــز الشـــيخ زايــــد، رحمـــه اللـــه، حرصه على وحدة الصف الخليجي، فقد كان زعيماً كبيراً من كبار قادة الأمة العربية، وكان يشتهر بمواقفه الإيجابية التي لا تنسى لصالح دعم العمل العربي المشترك، عدا موقفه الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، ونضال الشعب الفلسطيني الشقيق لاستعادة حقوقه الوطنية المغتصبة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة. .. ولا جدال في انه لم يكن من بين مشاريعه التنموية أو الإنسانية التي أطلقها داخل الإمارات وخارجها، إطلاق شخص غير مؤدب، لتوجيه الشتائم البذيئة، والألفاظ الدنيئة، على الآخرين عبر حسابه التويتري غير الرصين. .. ولكل هذا لا تعكس تغريدات المزروعي رؤية زايد للآخر، ولا تساهم بأي حال في تخليد إرثه، أو تجسيد تراثه، لكنها تسير عكس ذلك. .. والمؤسف أن تغريدات المزروعي تمثل انتهكاً صارخاً لمبادئ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتشكل خرقاً سافراً لكل القيم النبيلة التي رسخها في شخصية المواطن الإماراتي. كما تمثل نكوصاً للتقاليد المتوارثة التي ميّزت الشخصية الإماراتية، خلال فترة حكم «زايد الحكيم»، الذي تتسم سنوات حكمه بالحكمة. كما تشكل خروجاً سافراً على ثقافة «الزعيم المؤسس»، وأبناء الشعب الإماراتي الشقيق، الذين مهما بلغ حجم خلافنا السياسي المتصــــاعد مــع عاصمتهم أبوظبي، سنظل نكن لهم المودة ونحتفظ لهم بالمحبة على الدوام. لقد كانت الإمارات توصف في عهد مؤسسها بأنها «دار زايد»، لكنها باتت اليوم بمواقفهـــا الطائشة، وأفعالها الخادشة، داراً تنقصها حكمة رئيسها الحكيم الراحل، حتى وصلت بها الأحوال إلى تدبير المؤامرات وافتعال الأزمات مع غيرها. .. والدليل على ضعف حجة أبوظبي من افتعال أزمتها مع قطر، اتجاهها بل توجهها إلى قذف النساء والرجال بالباطل على السواء، ممــــا يشـــكل خـــروجــــا علـــــى أخـــلاقيــــات المجتمـــــــع الخليجــــــي، وقيم المجتمع الإسلامي، الذي يحرص الشرع أشد الحرص على صيانتها. .. ولا بــــــد مــــن تذكيـــــــر «زارع الفتنـــــــة» الظبيانيــــة أن الله حفـــظ أعـــراض النــاس وصانهــــــا، وأنـــزل حــــدودا، وشرّع شرائع تردع أصحاب النفوس الخبيثة، والأعمال الخسيسة الذين يروجون الفتنة، ويخوضون في أعراض الآخرين، عبر محاولاتهم اليائسة تلويث سمعة الشرفاء، والتعرض لسيرة الأبرياء. يقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة النور «إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم». .. وهذه الآية الكريمة المتضمنة لهذا الوعيد الهائل باللعنة في الدنيا، والعذاب في الآخرة، جاءت في سياق «حديث الإفك» الذي افتراه المفترون على الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها. .. والملاحظ أن «مزروعي أبوظبي» يمارس في تغريداته المسيئة دورا سافلا لا يقل سفالة ونذالة عن أولئك الذين مارسوا «حديث الإفك»، الذي افتراه المفترون، على السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها. .. ومثلما تحظى الشيخة فاطمة بنت مبارك، بكل ما يليق بها من إجلال وتقدير في نفوس القطريين جميعاً، باعتبارها «أم الإمارات»، التي رافقت الزعيــــم الراحل زايد، خلال مسيرته في تطويـــر دولته الاتحادية، من الواجب على كل مواطن إماراتي احترام صاحبة الســـمو الشـــيخة مـــــوزا بنــــت ناصــــر، باعتبـــارها «أم القطريين». .. وإذا كانوا في الإمارات يفخرون ببناء العمارات، وإنشاء «برج خليفة»، فإننا في قطر نفخر بأن لدينا أبراجاً عالية من القيم الأخلاقية، التي لا نتنازل عنها، ولا نفرط فيها، ولا نتسامح معها. .. ولعل من أبراج الفخر الشامخة في قطر، ما تعكسه شخصية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، في حضـــورها وثقافتها ووعيها ونبلها، وطهارتها، حيث تعد نموذجاً فريداً للأمهات القياديات الواعيات المثقفات على مستوى العالم. .. وما من شك في أن صاحبة السمو تعد شخصية استثنائية في المنطقة، من خلال دورها الريادي، وفكرها التنويري لبنات جنسها، ليس في قطر فحسب، بل في أرجاء العالم العربي. لقد لعبت سموها ولا تزال دوراً ريادياً في الارتقاء بالعمل النسوي، يتجلى من خلال مبادراتها النبيلة في العديد من مناشط الحياة، مما أوصل المرأة القطرية إلى تولي أعلى مناصب المسؤولية، والقيام بأدوار فاعلة، ومتفاعلة ومتفائلة في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية. عدا دورها الريادي، ووضعها القيادي في مجال تطوير التعليم، الذي يمثل حجر الزاوية في تطور أي مجتمع. .. ويكفي التوقف عند مرافق «المدينة التعليمية» بكل صروحها العصرية، ومنشآتها الحضارية في قطر، ليعرف كل حاقد أو حاسد كيف تساهم «صاحبة السمو» في صناعة المستقبل في محيطها، مما جعلها تحظى بلقب «أم القطريين»، بل هي «أميــــرة النـــور» في وقت يعاني فيه كثيرون من ظلام دامس في عقولهم، وفي مقدمتهم «مزروعي أبوظبي»، الغارق في تأجيج الأحقاد، وترويج الفتنة. .. ومهما بلغت حدة الخلاف السياسي بين أبوظبي والدوحة ينبغي عدم تجاوز أخلاقيات الاختلاف، وعدم المساس بالرموز الذين ساهموا في نهضة البلدين رجالا ونساء. .. وما من شك في أن القذف سلوك شائن وتصرف ماجن، لا تقوم به إلا المجتمعات السيئة، وهو يشكل علامة من علامات إفلاسها الأخلاقي، ومؤشرا على خوائها الديني ولا أقول الدنيء فحسب. .. وليس هناك أسوأ من أن يقذف الإنسان في عرضه، سواء كان رجلا أو امرأة. .. وليس أقذر من أن يقذف شعب في رموزه. .. ومن الواضح أن ما ينقص «القاذف المزروع» في أبوظبي شيء من التربية، فلو كان متربيا على قيم وأخلاقيات زايد، رحمه الله، لما أساء إلى الآخرين بطريقته غير الأخلاقية. .. ولما خاطبهم بأسلوبه السوقي، وتغريده، الهمجي، الذي يعكس قلة الأدب، ويثير في النفوس علامات العجب، وهو ما يعد من الصفات التي يندر وجودها لدى غالبية أفراد الشعب الإماراتي الشقيق، الذين نكن لهم الحب والاحترام، اليوم وعلى الدوام رغم الأزمة الضاغطة عليهم وعلينا. .. وما من شك في أنه من السهل جدا أن يقوم أصغر مغرّد قطري بالرد على «مزروعي أبوظبي» بنفس أسلوبه البذيء، وكلامه الدنيء، لكننا في قطر نربأ بأنفسنا اللجوء إلى ممارسة الأسلوب الشوارعي، الذي كان سائدا في شارع الخطيئة المسمى «سكة الخيل»! .. وبعيداً عن صفات الخيول العربية الأصيلة التي لا يملك «المزروعي» صفة واحدة من صفاتها، فإن الكلب مهما اختلط مع بني البشر، سيبقى اسمه كلباً، سواء كان من النوع السلوقي أو غيره، ولن يصبح إنساناً! .. وعندما تمنح الكلب حساباً في «تويتر» لن يعرف كيف يغرّد مثل تغريد «الطائر الأزرق»، الذي بات رمزاً لذلك الاختراع، لكنه سيواصل النباح ! .. ورغم اهتمام زايد، الذي تمر هذا العام الذكرى المئوية على ولادته، بتطوير الإنسان في بلاده، أخلاقياً وثقافياً وحضارياً، وخصـــوصا في إمــــارة أبوظبـــي، من المؤســــف جـــدا أن يكـون حمــــد المــــزروعي من مخرجــــات تــــلك الإمـــــارة، حيـــــث ما زالت نفســــه الخبيثـــة أمــــارة بالســــــوء، بــعد مرور «١٤» عاما تقريبا على رحيل مؤسس دولة الإمارات، في الثاني من نوفمبر عام ٢٠٠٤. .. وإذا كان معظم الناس يعتقدون أن أبوظبي تشتهر بتجفيف أسماك «النيسر»، لكن غير تلك الشهرة يوجد لديها كائن يدعى «حمد المزروعي» يعاني من «الجفاف الأخلاقي»، ولا يزيد مستوى تفكيره عن عقلية «العومة»، ولا يعدو أن يكون نوعاً رخيصاً من أنواع «الجاشع» الذي ينبغي طحنه وتحويله إلى «سحناة»! .. والمؤسف أن تشهد سياسات تلك الدولة الاتحادية انتكاسات حادة بعد رحيل مؤسسها الوالد، ومرض رئيسها الرائد خليفة بن زايد شفاه الله لدرجة أصبحت فيها دولة الإمارات تدير ملفاتها الداخلية والخارجية بأسلوب إجرامي، لا يختلف عن «عصابات المافيا»! .. وإذا كنت من متابعي أفـــــلام العصـــــابات أدعوك لمتابعة المواقف الإجرامية التي تتبناها إمارة أبوظبي تحديدا ضد قطر، لتجد أنه لم يبق نوع من أنواع الجريمة المنظمة، لم تفعله تلك الإمارة ضد الدوحة! .. ولو اســـــتعرضنا المــــــواقف التي تبنتها أبوظبي خـــلال مؤامرتها على قطر، سنجد أنها لا تقل إجراما عن ما يفعله عتاة المجرمين، في عصابات «المافيا» المشهورة في «صقلية» وغيرها، حيث بدأت الأزمة بعملية قرصنة إلكترونية لموقع وكالة الأنباء القطرية، تم خلالها دس تصريحات مسمومة منسوبة إلى «صاحب السمو»، تلاها فرض الحصار الجائر على قطر، اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وشعبيا، أعقبها صناعة ما يسمونه في «رمســــتهم» المعارضــــة القطرية المصطنعة، وقيامهم بتجريم التعاطف مع قطر في أوساط مواطنيهم! .. ووصـــلت مؤامرتهــــم دناءتها، وبلغت ذروتها عبر تخطيطهم لتغيير نظام الحكم بالقوة، في دولتنا الملتفة بكل مكوناتها الشعبية، وأطيافها الوطنية، حول قيادتنا الرشيدة، عدا قيام طائراتهم الحربية باختراق مجالنا الجوي مرتين الشهر الماضي والجاري، في انتهاك سافر لمبادئ حسن الجوار، لنصـــــل إلى ذروة أكاذيبهــــم المتمثلة في الادعــــاء بقيـــام مقاتلة قطرية باعتراض إحدى طائراتهم المدنية، إلى جانب احتجاز «ضيفهـــم» الشـــيخ عبــــدالله بن علــي، بعــــدما كانوا يسلّطون الأضواء الكاشفة على شخصيته! حتى أن «آل كابوني» زعيم «المافيا» الشهير، لا يمكنه أن يجاري إجرام «آل كابتشينو»، نسبة إلى ذلك المشروب الساخن، الذي صار اختراعا ظبيانيا ،تم تدشينه منذ قرون، وفقا لمزاعم الباحثة الإماراتية غاية بنت خلفان الظاهري! .. والظاهر كما يظهر في حديث تلك الباحثة عن الظهور، من خلال ظهورها المتلفز, أنه قبل اكتشاف النفط في أبوظبي، كانت تلك الإمارة منبعا لمشروب «الكابتشينو»، الذي تم اكتشافه في باديـــة «بينـــــونة»، عنــدما اضطـــر بدوي ظبيــاني لاســـــتخدام حليـــب ناقته لعمل ذلك المشـــــروب، بعد محاولــــة ناجحة للتغلب على شـــح المياه العــذبة في تـــلك الإمارة، مستفيدا من منتجات ذلك المركــــوب، الذي صـــار مشـــــروبا عالميـــــا, دون اعتـــــراف بقية الشعوب بحقوق الملكية الفكرية الظبيانية ولا أقول الصبيانية ! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق وقفة مع «زارع الفتنة».. ومُروِّجها في أبوظبي ................................................................................... "تغريدات المزروعي" تمثّل انتهاكا لمبادئ مؤسس الإمارات.. وخرقاً للقيم التي رسخها في بلاده .................................................................................. لم يكن من بين «مشاريع زايد» إطلاق شخص غير مؤدّب لتوجيه الشتائم ضد الآخرين ................................................................................... قد يبدو الأمر غريبا! لكن لو بحثنا عند شعوب العالم لن نجد فجورا في الخصومة السياسية أسوأ مما هو موجود عند «زارع الفتنة» الخليجية، ومروجها ومؤججها في أبوظبي المدعو حمد المزروعي، الذي تحول عنده الخصام إلى أقذر أنواع «الخمام»! .. والمؤسف أن تخرج الأزمة المفتعلة، التي افتعلوها في أبوظبي ضـــد الدوحة، عن إطارها السياســـي، لتصــل إلى حضيضها الأخلاقي، عبر قذف الشرفاء بتغريدات «الإفك»، التي يروجها المزروعي كيفما شاء، سبابا وشتما، بلا حسيب أو رقيب، وبلا مانع أو وازع أو رادع. .. وأستطيع القول إن أبوظبي تجاوزت في خصومتها مع قطر كل مسببات الخلاف، وقفزت خارج إطار الأعراف، وقامت بتسكير كل قيم العفاف، ولم تعد تلك الإمارة تسلك سلوكا واحدا يعكس تراث وميراث زعيمها الراحل الكبير زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله. فقد كان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، يدعو إلى احترام حقوق الآخر، وعدم الاعتداء اللفظي أو العضلي أو اليدوي على حرمات الآخرين. .. وقبل أن يكون زايد بن سلطان آل نهيان، حاكماًَ كان حكيماً، وقبل أن يكون مؤسساً لدولته الاتحادية كان معلماً ومربياً لأجيال متعاقبة من أبناء وطنه، الذين كان يحثهم انطلاقاً من موقعه الأبوي على الخلق القويم، والسير على الصراط المستقيم، ومن المؤكد أن زايد، رحمه الله، كان لا يقبل بالإساءة لغيره. .. وأريد تذكير من يثير الفتنة في أبوظبي، أن «المؤسس الكبير»، كان رمزاً للعقل الراجح، ونمــوذجـــاً للزعيـــم الناجــح، وتقديــراً لمواقفه الحكيمة، فقد كان ولا يزال وسيظل يحظى بمكانة خاصة في نفوس القطريين، حيث لم تشهد الإمارات زعيماً مثله، لأنه أحب الناس فأحبوه، وعندما رحل حزن عليه الجميع وبكوه. .. ولعـــل ما كـــــان يميــــــز الشـــيخ زايــــد، رحمـــه اللـــه، حرصه على وحدة الصف الخليجي، فقد كان زعيماً كبيراً من كبار قادة الأمة العربية، وكان يشتهر بمواقفه الإيجابية التي لا تنسى لصالح دعم العمل العربي المشترك، عدا موقفه الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، ونضال الشعب الفلسطيني الشقيق لاستعادة حقوقه الوطنية المغتصبة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة. .. ولا جدال في انه لم يكن من بين مشاريعه التنموية أو الإنسانية التي أطلقها داخل الإمارات وخارجها، إطلاق شخص غير مؤدب، لتوجيه الشتائم البذيئة، والألفاظ الدنيئة، على الآخرين عبر حسابه التويتري غير الرصين. .. ولكل هذا لا تعكس تغريدات المزروعي رؤية زايد للآخر، ولا تساهم بأي حال في تخليد إرثه، أو تجسيد تراثه، لكنها تسير عكس ذلك. .. والمؤسف أن تغريدات المزروعي تمثل انتهكاً صارخاً لمبادئ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتشكل خرقاً سافراً لكل القيم النبيلة التي رسخها في شخصية المواطن الإماراتي. كما تمثل نكوصاً للتقاليد المتوارثة التي ميّزت الشخصية الإماراتية، خلال فترة حكم «زايد الحكيم»، الذي تتسم سنوات حكمه بالحكمة. كما تشكل خروجاً سافراً على ثقافة «الزعيم المؤسس»، وأبناء الشعب الإماراتي الشقيق، الذين مهما بلغ حجم خلافنا السياسي المتصــــاعد مــع عاصمتهم أبوظبي، سنظل نكن لهم المودة ونحتفظ لهم بالمحبة على الدوام. لقد كانت الإمارات توصف في عهد مؤسسها بأنها «دار زايد»، لكنها باتت اليوم بمواقفهـــا الطائشة، وأفعالها الخادشة، داراً تنقصها حكمة رئيسها الحكيم الراحل، حتى وصلت بها الأحوال إلى تدبير المؤامرات وافتعال الأزمات مع غيرها. .. والدليل على ضعف حجة أبوظبي من افتعال أزمتها مع قطر، اتجاهها بل توجهها إلى قذف النساء والرجال بالباطل على السواء، ممــــا يشـــكل خـــروجــــا علـــــى أخـــلاقيــــات المجتمـــــــع الخليجــــــي، وقيم المجتمع الإسلامي، الذي يحرص الشرع أشد الحرص على صيانتها. .. ولا بــــــد مــــن تذكيـــــــر «زارع الفتنـــــــة» الظبيانيــــة أن الله حفـــظ أعـــراض النــاس وصانهــــــا، وأنـــزل حــــدودا، وشرّع شرائع تردع أصحاب النفوس الخبيثة، والأعمال الخسيسة الذين يروجون الفتنة، ويخوضون في أعراض الآخرين، عبر محاولاتهم اليائسة تلويث سمعة الشرفاء، والتعرض لسيرة الأبرياء. يقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة النور «إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم». .. وهذه الآية الكريمة المتضمنة لهذا الوعيد الهائل باللعنة في الدنيا، والعذاب في الآخرة، جاءت في سياق «حديث الإفك» الذي افتراه المفترون على الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها. .. والملاحظ أن «مزروعي أبوظبي» يمارس في تغريداته المسيئة دورا سافلا لا يقل سفالة ونذالة عن أولئك الذين مارسوا «حديث الإفك»، الذي افتراه المفترون، على السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها. .. ومثلما تحظى الشيخة فاطمة بنت مبارك، بكل ما يليق بها من إجلال وتقدير في نفوس القطريين جميعاً، باعتبارها «أم الإمارات»، التي رافقت الزعيــــم الراحل زايد، خلال مسيرته في تطويـــر دولته الاتحادية، من الواجب على كل مواطن إماراتي احترام صاحبة الســـمو الشـــيخة مـــــوزا بنــــت ناصــــر، باعتبـــارها «أم القطريين». .. وإذا كانوا في الإمارات يفخرون ببناء العمارات، وإنشاء «برج خليفة»، فإننا في قطر نفخر بأن لدينا أبراجاً عالية من القيم الأخلاقية، التي لا نتنازل عنها، ولا نفرط فيها، ولا نتسامح معها. .. ولعل من أبراج الفخر الشامخة في قطر، ما تعكسه شخصية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، في حضـــورها وثقافتها ووعيها ونبلها، وطهارتها، حيث تعد نموذجاً فريداً للأمهات القياديات الواعيات المثقفات على مستوى العالم. .. وما من شك في أن صاحبة السمو تعد شخصية استثنائية في المنطقة، من خلال دورها الريادي، وفكرها التنويري لبنات جنسها، ليس في قطر فحسب، بل في أرجاء العالم العربي. لقد لعبت سموها ولا تزال دوراً ريادياً في الارتقاء بالعمل النسوي، يتجلى من خلال مبادراتها النبيلة في العديد من مناشط الحياة، مما أوصل المرأة القطرية إلى تولي أعلى مناصب المسؤولية، والقيام بأدوار فاعلة، ومتفاعلة ومتفائلة في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية. عدا دورها الريادي، ووضعها القيادي في مجال تطوير التعليم، الذي يمثل حجر الزاوية في تطور أي مجتمع. .. ويكفي التوقف عند مرافق «المدينة التعليمية» بكل صروحها العصرية، ومنشآتها الحضارية في قطر، ليعرف كل حاقد أو حاسد كيف تساهم «صاحبة السمو» في صناعة المستقبل في محيطها، مما جعلها تحظى بلقب «أم القطريين»، بل هي «أميــــرة النـــور» في وقت يعاني فيه كثيرون من ظلام دامس في عقولهم، وفي مقدمتهم «مزروعي أبوظبي»، الغارق في تأجيج الأحقاد، وترويج الفتنة. .. ومهما بلغت حدة الخلاف السياسي بين أبوظبي والدوحة ينبغي عدم تجاوز أخلاقيات الاختلاف، وعدم المساس بالرموز الذين ساهموا في نهضة البلدين رجالا ونساء. .. وما من شك في أن القذف سلوك شائن وتصرف ماجن، لا تقوم به إلا المجتمعات السيئة، وهو يشكل علامة من علامات إفلاسها الأخلاقي، ومؤشرا على خوائها الديني ولا أقول الدنيء فحسب. .. وليس هناك أسوأ من أن يقذف الإنسان في عرضه، سواء كان رجلا أو امرأة. .. وليس أقذر من أن يقذف شعب في رموزه. .. ومن الواضح أن ما ينقص «القاذف المزروع» في أبوظبي شيء من التربية، فلو كان متربيا على قيم وأخلاقيات زايد، رحمه الله، لما أساء إلى الآخرين بطريقته غير الأخلاقية. .. ولما خاطبهم بأسلوبه السوقي، وتغريده، الهمجي، الذي يعكس قلة الأدب، ويثير في النفوس علامات العجب، وهو ما يعد من الصفات التي يندر وجودها لدى غالبية أفراد الشعب الإماراتي الشقيق، الذين نكن لهم الحب والاحترام، اليوم وعلى الدوام رغم الأزمة الضاغطة عليهم وعلينا. .. وما من شك في أنه من السهل جدا أن يقوم أصغر مغرّد قطري بالرد على «مزروعي أبوظبي» بنفس أسلوبه البذيء، وكلامه الدنيء، لكننا في قطر نربأ بأنفسنا اللجوء إلى ممارسة الأسلوب الشوارعي، الذي كان سائدا في شارع الخطيئة المسمى «سكة الخيل»! .. وبعيداً عن صفات الخيول العربية الأصيلة التي لا يملك «المزروعي» صفة واحدة من صفاتها، فإن الكلب مهما اختلط مع بني البشر، سيبقى اسمه كلباً، سواء كان من النوع السلوقي أو غيره، ولن يصبح إنساناً! .. وعندما تمنح الكلب حساباً في «تويتر» لن يعرف كيف يغرّد مثل تغريد «الطائر الأزرق»، الذي بات رمزاً لذلك الاختراع، لكنه سيواصل النباح ! .. ورغم اهتمام زايد، الذي تمر هذا العام الذكرى المئوية على ولادته، بتطوير الإنسان في بلاده، أخلاقياً وثقافياً وحضارياً، وخصـــوصا في إمــــارة أبوظبـــي، من المؤســــف جـــدا أن يكـون حمــــد المــــزروعي من مخرجــــات تــــلك الإمـــــارة، حيـــــث ما زالت نفســــه الخبيثـــة أمــــارة بالســــــوء، بــعد مرور «١٤» عاما تقريبا على رحيل مؤسس دولة الإمارات، في الثاني من نوفمبر عام ٢٠٠٤. .. وإذا كان معظم الناس يعتقدون أن أبوظبي تشتهر بتجفيف أسماك «النيسر»، لكن غير تلك الشهرة يوجد لديها كائن يدعى «حمد المزروعي» يعاني من «الجفاف الأخلاقي»، ولا يزيد مستوى تفكيره عن عقلية «العومة»، ولا يعدو أن يكون نوعاً رخيصاً من أنواع «الجاشع» الذي ينبغي طحنه وتحويله إلى «سحناة»! .. والمؤسف أن تشهد سياسات تلك الدولة الاتحادية انتكاسات حادة بعد رحيل مؤسسها الوالد، ومرض رئيسها الرائد خليفة بن زايد شفاه الله لدرجة أصبحت فيها دولة الإمارات تدير ملفاتها الداخلية والخارجية بأسلوب إجرامي، لا يختلف عن «عصابات المافيا»! .. وإذا كنت من متابعي أفـــــلام العصـــــابات أدعوك لمتابعة المواقف الإجرامية التي تتبناها إمارة أبوظبي تحديدا ضد قطر، لتجد أنه لم يبق نوع من أنواع الجريمة المنظمة، لم تفعله تلك الإمارة ضد الدوحة! .. ولو اســـــتعرضنا المــــــواقف التي تبنتها أبوظبي خـــلال مؤامرتها على قطر، سنجد أنها لا تقل إجراما عن ما يفعله عتاة المجرمين، في عصابات «المافيا» المشهورة في «صقلية» وغيرها، حيث بدأت الأزمة بعملية قرصنة إلكترونية لموقع وكالة الأنباء القطرية، تم خلالها دس تصريحات مسمومة منسوبة إلى «صاحب السمو»، تلاها فرض الحصار الجائر على قطر، اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وشعبيا، أعقبها صناعة ما يسمونه في «رمســــتهم» المعارضــــة القطرية المصطنعة، وقيامهم بتجريم التعاطف مع قطر في أوساط مواطنيهم! .. ووصـــلت مؤامرتهــــم دناءتها، وبلغت ذروتها عبر تخطيطهم لتغيير نظام الحكم بالقوة، في دولتنا الملتفة بكل مكوناتها الشعبية، وأطيافها الوطنية، حول قيادتنا الرشيدة، عدا قيام طائراتهم الحربية باختراق مجالنا الجوي مرتين الشهر الماضي والجاري، في انتهاك سافر لمبادئ حسن الجوار، لنصـــــل إلى ذروة أكاذيبهــــم المتمثلة في الادعــــاء بقيـــام مقاتلة قطرية باعتراض إحدى طائراتهم المدنية، إلى جانب احتجاز «ضيفهـــم» الشـــيخ عبــــدالله بن علــي، بعــــدما كانوا يسلّطون الأضواء الكاشفة على شخصيته! حتى أن «آل كابوني» زعيم «المافيا» الشهير، لا يمكنه أن يجاري إجرام «آل كابتشينو»، نسبة إلى ذلك المشروب الساخن، الذي صار اختراعا ظبيانيا ،تم تدشينه منذ قرون، وفقا لمزاعم الباحثة الإماراتية غاية بنت خلفان الظاهري! .. والظاهر كما يظهر في حديث تلك الباحثة عن الظهور، من خلال ظهورها المتلفز, أنه قبل اكتشاف النفط في أبوظبي، كانت تلك الإمارة منبعا لمشروب «الكابتشينو»، الذي تم اكتشافه في باديـــة «بينـــــونة»، عنــدما اضطـــر بدوي ظبيــاني لاســـــتخدام حليـــب ناقته لعمل ذلك المشـــــروب، بعد محاولــــة ناجحة للتغلب على شـــح المياه العــذبة في تـــلك الإمارة، مستفيدا من منتجات ذلك المركــــوب، الذي صـــار مشـــــروبا عالميـــــا, دون اعتـــــراف بقية الشعوب بحقوق الملكية الفكرية الظبيانية ولا أقول الصبيانية ! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق قولوا للإمارات كلنا قطر .. كلنا تميم المجد .................... أغنية "قولوا لـ قطر" وصمة عار .. وليست مجرد عوار في سجل أصحابها ....................... لم نرصد شاعرا إماراتيا استنكر .. أو مطربا تذكر قضية الجزر المنسية منذ قيام «إيران الشاهنشاهية» باحتلال جزر الإمارات الثلاث، في الثلاثين من نوفمبر عام ١٩٧١، في عهد الشـــاه الإيـــراني محمـــد رضـــا بهلوي، لم تجرؤ أبوظبي على إنتاج أغنية واحدة، أو حتى «نشيدة» وحيدة، تندد بذلك الحدث الجلل، أو تهدد طهران بأنها ستستخدم القوة ضدها لتحرير جزرها، التي مضى على احتلالها نصف قرن تقريباً! .. وعلى امتداد ذلك التاريخ الموغل في التاريخ، الذي انطلقت تداعياته الأولى قبل أيام من إعلان قيام «الدولة الاتحادية»، في الثاني من ديسمبر عام ١٩٧١، لم نسمع أن «بوزايد» أو «بوخالد» أو «بوهزاع» أو حتى «بومهير»، بطل «شعبية الكرتون» حمل بندقيته التي لا تفارق يده في مسلسل الرسوم المتحركة، وهدد إيران التي تحتل الجزر الإماراتية، متوعداً بالويل والثبور وعظائم الأمور! .. وخـــــــلال العـــقـــود التي مـــضــــــت، والعــــهــــــود الـــتــي مــــــــرت، صارت الجزر نسياً منسياً، حيث لم نجد شــــاعراً إمــــاراتياً استنكر، أو مطرباً تذكر في إحدى أغنياته تلك الجزر المحتلة المنسية! .. ولا يتضمن رصيد المطربين الإماراتيين من عهد «علي بن روغة»، حتى عهد «المناضل بصوته» حسين الجسمي، أي عمل فني وطني يحث على استعادة الجزر، وإعادتها إلى حضن الوطن الأم، المتمثل في دولتهم الاتحادية. بل يعرف القاصي والداني عن أهلنا في الإمارات عشقهم للثقافة الفارسية، رغم احتلال جزرهم، ولهذا لا تخلو أعراس الكثيرين منهم إلى يومنا هذا من رقصـــات «الدســمال بازي»، مما يعكــــس حجم التـــوغل ولا أقـــــول التغول الإيراني، ممثلاً في تراثه الشعبي، في مفاصل الدولة الاتحادية، غنائياً وطربياً وثقافياً واجتماعياً وتجارياً. كما أن معظم «قوم الإمارات» يحبون، بل يحفظون الأغنيات الإيرانية عن ظهر قلب، حيث لا يوجد إماراتي في مرحلة السبعينيات من القرن الماضي، لم تطربه مطربة فارس الأولى في ذلك الوقت «كوكوش»، وخصوصاً أغنيتها الشهيرة «من آمدة أم .. أوي أوي»، التي كادت تصـــــبح نشــيداً قومياً في الإمــــارات، حيــــث كــــــانوا يرددونهـــا في «فريج البستكية» ومنطقة «الصبخة»، و«هور العنز»، وغيرها من المناطق ذات الكثافة السكانية، التي لا تستغني عن وجبة «المشاوة» أو «المهياوة» على فطور الصباح، بعيداً عن صخب «المعلاية» وإسفافها، خاصة أغنية «صب الماي على الباجلة»، التي يتقلب فيها الراقصون على إيقاعات «المكوسرجي» و«الرحماني»، وروادهم ومشاهيرهم في هذا المجال، الذي يخلو من صفات الرجال «طبقات» و«عنتروه» و«عبود خوصة» و«نايلون» ولا أقصد نابليون! .. وقبل أيام انتفض رموز الغناء الإماراتي فجأة، ليس ضد إيران التي تحتل جزرهم، ولكن ضد قطر، التي تصاهرهم وتناصرهم وتجاورهم، وترتبط بهم ومعهم بصلات القرابة والدم والنسب، ولهذا لا تستحق منهم «إطلاق موجات السب»، غنائياً وغوغائياً، وهذا ما يثير في رأسي العجب، كما يثير في نفسي العتب، ولن أقول الغضب. لقد سقط رموز الغناء الإماراتي في وحل الإسفاف الغنائي، عبر إطلاق أغنية ساقطة، يسمونها «قولوا لقطر»، وهي لا تقل إسفافاً وسقوطاً في كلماتها ولحنها عن أغاني «النخي» و«الباجلا» و«البلاليط» وغيرها! .. وإذا كانت «الوطنية الإماراتية» عبارة عن أغنية، فالأجدر توجيهها نحو إيران وليس إلى قطر، أما إذا كان أصحاب الأغنية الهابطة يملكون ذرة واحدة من الشجاعة، فينبغي عليهم إحياء «قادسية غنائية» ضد طهران، وليس ضد الدوحة، عبر تفريغ طاقاتهم الوطنية المكتوبة، ولا أقول المكبوتة، أو المنكوبة بل المسلــــوبــــة، على ساحة جزرهم المحتلة. .. ويمكن وصف أغنيتهم الساقطة بأنها تقدم نموذجاً حياً، ومثالاً ناطقاً على الجنون المتـعـاظم في عــقول أصحــابها، ولا أقـــول جنون العظمة، لأنه أرفع من جنونهم الفكري. .. وما من شك في أنه إذا ابتليت مجموعة ــ ولا أقول جماعة ــ بهذا النوع المريض من فيروس الجنون، تراجع مستوى تفكيرها إلى الحضيض، ليقودها نحو الانحدار إلى أقصى درجات الانهيار، وهذا ما حدث لأصحاب الأغنية الهابطة، وفي مقدمتهم ملحنها فايز السعيد، صاحب «الخشم» الجديد! .. ومشكلـــة هذا الخاســر، في فنه الداثــــر، وخشمه العاثر، أنه يعاني من عقدة نفسية حادة بسبـــب شكــــل أنــــفــه، ولهـــــذا خــــــضع لعملية تجميل لتعديل الزاوية العمودية في ذلك الأنف الأفقي، داخل أحد «الكراجات» في منطقة «القصيص»! .. ويعد فايز السعيد، بخشمه الجديد، سفير «الخسافة» الغنائية، ولا أقول السخافة الموسيقية، وهو معروف في الوسط الفني بأنه لا يملك في رصيده سوى لحن واحد، يكرره في معظم الأغاني، التي يقوم بتركيب ألحانها، بعيداً عن الإبداع الموسيقي، ولهذا أستطيع القول ــ بثقة ــ إنه بألحانه المركبة، وأعمــــاله المــــكررة وليـــست المبتكرة يمثل النسخة الإماراتية من «شعبولا»! .. والمؤسف أن ينتشر «الأسلوب الشعبولي»، ولا أقول الشعبوي في أوساط رموز الغناء الإماراتي، فنجد كبارهم، بدءاً من «ميحد حـــمد» مـــروراً بفــــنانهم «حسين الجـــسمي» وصولاً إلى «عيضة المنهالي» وغيرهم يجسدون «الحالة الشعبولية» في أغنيتهم الأخيرة عن قطر. .. وإذا كان أًصحاب أغنـية، «قولوا لقطر» على مستوى أقوالــهم، ويملكون ذرة واحدة من الرجـــولة، ولا أقول البــطولة في أفــعالهم، فليتجهوا نحو جزرهم المحتلة طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى ويحرروها. .. ووفقاً لحالتهم الوطنية المتصاعدة، التي ظهرت في أغنيتهم ضد قطر، ينبغي عليـــهم تشــكيل فرقــــة «كومــــاندوز»، يقــــودها مناضلهـــم «خالد حرية»، لتحرير الجزر الثلاث، وإعادتها إلى فضاء الحرية، على إيقاعات «العيالة» ولا أقول «المعلاية»! أما «علي الخوار» كاتب أغنية «قولوا لقطر»، فيكفي أنه يطلق خواراً في كلماته، والخوار في اللغة هو «صوت الثور»، ولا أريد القول، إن كاتب الأغنية المسيئة للشعب القطري بأسره، أراد أن يصبح «ثائراً» ضد قطر، لكنه أصبح ثوراً. .. وما دام صاحب الخوار الخائر، أصبح منظراً سياسياً، «يخور» في السياسة، فليته يفسر لنا الصفة السياسية أو القانونية أو القومية أو حتى العاطفية أو الرومانسية، التي جعلت أبوظبي تحتضن المفسد محمد دحلان، المطرود من حركة «فتح»، بسبب تورطه في قضايا فساد. لقد وجه كاتب الأغنية انتقاداً شديد اللهجة إلى المفكر عزمي بشارة، الذي تستضيفه قطر، عزيزاً مكرماً، مثل ســــائر المقيمــــين فيها، بصفته صاحب تفكير وليس تكفـــــير، لكنـــــنا نتمنى من صاحب «الخــوار» أن يوضح لنا في سياق نفس الإطـــار، على أي أســــاس تستـــضيف عاصــمتــه رمز الفساد الفلسطيني دحلان؟ هل بصفته مناضلاً فلسطينياً؟ أم قاتلاً مأجوراً، حسب الطلب؟ أم مستشاراً أمنياً لإدارة الملفات القذرة؟ أم فاسداً من المفسدين في الأرض، وخصوصاً في «المخيمات»، التي يقود داخلها استقطاباً، بل صراعاً ضد «السلطة الوطنية»، حيث تقوم زوجته «الجليلــــة» بشــــــــراء الـــولاءات، في أوســاط الشـــــباب العـــاطـــل، للسيطرة على الساحة الفلسطينية، بالأموال الإماراتية! لقد أساء كاتب الأغنية في أغنيته المسيئة إلى فضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي، ويكفي تذكير صاحب «الخوار الثوري» المشتق من حركة الثور، وليس حراك الثوار، أن الإمارات هي التي منحت ــ قبل غيرها ــ فضيلة رئيـــس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جائزة شخصية العام الإسلامية، في دورتها الرابعة عام ٢٠٠٠، وهو لم يحصل على هذه الجائزة المرموقةمن قطر أو إيران أو تركيا، ويومها حظي الفائز بسيل من قبلات الإجلال والاحترام على رأسه من كبار رجالات دولته الاتحادية. لقدــ خاطب سمــــو الشـــيــــــخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، الشيخ القرضاوي يومها، خلال حفل تكريمه، الذي أقيم في قاعة مركز دبي التجاري العالمي، أمام أكثر من ثلاثة آلاف من الحضور غصت بهم القاعة قائلا «إن السياسي قد يخطئ في عمله ومهامه، وعلى علماء الدين أن ينبهونا للأخطاء، وأن يصححوها إن وجدت، دون خوف أو وجل، لأننا وإياهم مسؤولون أمام الله عز وجل عن تصويب الخطأ». وأضاف سموه موجهاً حديثه للقرضاوي «إن اللجنة التحكيمية عندما أخبرتني أنك فزت بالجائزة فرحت جداً، لأن الخبر كما توقعت، رغم أنني لا أتدخل في أعمال لجان التحكيم، لا من بعيد ولا من قريب»، مضيفاً «عندما أرادت اللجنة أن تعرفني عليك، قلت لهم إنني أعرفه جيداً، فهو شخصية إسلامية عالمية معروفة، وليس بحاجة إلى تعريف، لأن أعماله وخدماته للإسلام والقرآن تُعرف عليه». .. وبعيداً عن ذلك التكريم الذي حظي به الشيخ يوسف القرضاوي في الإمارات نفسها، فمن المؤسف أن يتدنى مستوى أغنية «قولوا لقطر» إلى حضيض الحضيض، ولا يقتصر حضيضها على كلماتها الهابطة، التي صاغها علي الخوار، أو ألحانها الساقطة «الخربوطية» المركبة، التي قام بتـــــركيبــــها فايـــز الســـعيد، صــــاحب «الخــــشم» الجـــديـــد، بــــل يتعـــدى خرابها جميع مكوناتها، وعلى رأسها المطربون الذين قاموا بأدائها، حيث تشكل أغنيتهم وصمة عار، وليست مجرد عوار في تاريخ أصحابها. .. وأقل ما يقال عن هذه الأغنية أنها فاسدة في محتواها، وضالة في فحواها، وأداء الذين مارسوا «فحيح الثعابين» فيها! .. وبصراحة، لم نتخيل يوماً في منطقة الخليج، التي تتسم بأخلاقياتها المتوارثة، وعلاقاتها الأخوية العائلية، أن يتطاول مطرب مأجور، مهما بلغت قيمته في بورصة الأجور، على رموز لهم مكانتهم السياسية والوطنية في ضمير ووجدان الشعب القطري، وسائر شعوب المنطقة، ولم نتصور أن يتجرأ أي فنان على الإساءة إلى بناة الأوطان. .. وعندما أقول ذلك، نفهم أن بيننا حالياً وبين أبوظبي خلافاً سياسياً عميقاً، حول العديد من ملفات وقضايا المنطقة. .. ونعلـــم أن الإمــــــارات، بعاصــمتهـــــا الاتـــحـــاديــــة، تقـــــود حصاراً جائراً ظالماً ضارياً ضد قطر، على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعائلية، لم تشهد له المنطقة مثيلاً. .. ونعرف أن هذا الحصار الجائر لم تجرؤ أبوظبي على تطبيقه ضد إيران، التي تحتل جزر الإمارات الثلاث! لكن لم نتخيل يوماً أن تصل الاختلافات بيننا وبين أهلنا في الإمارات، على المستوى الرسمي وليس الشعبي، إلى درجة إطلاق أغنية هابطة عبر «قناة أبوظبي» تسيء إلى رموزنـــا، تـــصل فـــــيهــــا لغة الغناء إلى هذا المستوى الهابط من الغثاء! .. ولعل من سخـــريات الـــــقدر، أن يكون اســـم أغنيتــــهم الهابــطة «قولوا لقطر»، علمــــاً أن الســــخريــــة الأكــــبر تكمن وتتجلى في أصــحابها الكـــــبار، الذيــن أداروا ظهورهم لتاريخهم الغنائي، وصدموا جمهورهم العربي بإسفافهم بل سفاهاتهم وسفالتهم. .. وما من شك في أن الأغنية المذكـــورة تعكــــس سقوطاً موجعاً لقيم الفن الأصيل، وانحداراً ســـافراً لأخــــلاقـــــيات الإبداع الغنائي الجميل، يقود أصحابها نحو دهاليز القاع. لقد انحرفت عربة الغناء الإماراتي من خلال أغنية «قولوا لقطر» انحرافات عميقة، وانحدرت برموزها إلى هاوية سحيقة. .. ومن المؤكد أن فناناً مثل «ميحد حمد» سيظل يشعر بالخجل من نفسه طيلة حياته، بسبب مشاركته في الأغنية المسيئة المسماة «قولوا لقطر»، خاصة أنه صاحب رائعة «خمس الحواس»، التي صاغها الشاعر المبدع سعيد بن حمد بن مصلح الأحبابي ويقول فيها «خمس الحواس يسألني» «عنك وقلبي فيه جرحين» «جرح التجافي والتجني» «وجرح سكن في قلبي سنين» «كل ما نسيت يذكرني» «الشم والتفكير والعين» «إحساس قلبي ليك عني» «ويحير دمي في الشرايين» «ترى حياتي بين قوسين» «صنت الليالي واعذرني» «والحين وين أنته وأنا وين». .. وأجــــد نفـسي مضـــــطراً إلى الـــــقـــــول، إن صــــاحبــــة أغــــنيــــة «حد مثلي بات مشجن» التي غناها «ميحد حمد»، وهي الشاعرة الإماراتية الراحـــلة عـــــوشـــــة بنــــت خلـــيفـــة السويـــدي ــ رحمــــها الله ــ التـــــي عاشت سنين من حياتها في قطر، لو ردت إليــــها روحـــها لاستــــنكــــرت حالة الإسفاف التي وصل إليها مطرب أغنيتها الشهيرة، بعد مشاركته في أغنية «قولوا لقطر»! .. وما من شك في أننا وسط الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة، في خضـــــــم الأزمـــة الخليجــــية، في أمــــس الحاجـــة إلى فـــنانيـــــن يرتقون بمستوى الفن، ويؤمنون بالدور الحضــــاري للموسيـقى، في تحقيق التقارب بين الشعوب، ويساهمون في رفع مستوى الأغنية، وليس المساهمة في هبوطها، لدرجة أن أغنياتهم الهابطة صارت ضرباً من الهذيان، بدلاً من أن تحرك المشاعر والوجدان! .. ووسط ذلك الغثيان، بانتظار أن تصدر المنامة أغنيتها المرتقبة ضد الدوحة، ومن المتوقع أن تحمل اسم «خبروا قطر»، يشارك فيها نخبة من الفنانين البحرينيين، وحبذا لو يكون لحنها على إيقاعات «المراويس» التي تميز فن «الصوت» على طريقة محمد فارس أو محمد زويد! عدا ترقبنا صدور أغنية أخرى ضدنا من القاهرة، تحمل اسم «عاوزين شوال رز من أطر .. علشان نسلك المسائل في مصر»! لكننا رغم كل ذلك الهجوم المنظم، والدور المبرمج، والفن المؤدلج المؤدي إلى الغثيان، الذي تقوده أبوظبي سياسياً وغنــائياً ضــدنا، بمشاركة عواصم التآمر المتحالفة ضد الدوحة، ستبقى الإمارات غالية على قلوبنا، وسيبقى شعبها أخوة أعزاء لنا. .. وتأكيداً على ذلك، ليس عندي ما أختم به مقالي أفضل من ترديد الأغنية الرائعة، التي تعكس محبتنا لأهلنا الكرام الأعزاء في الإمارات، التي نظم كلماتها الزعيم الراحل الكبير، مؤسس دولتهم الاتحادية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ــ رحمه الله ــ ويقول فيها «إن هويتونا هويناكم .. وبنتصبر لي جفيتونا» رحم الله «حكيم الإمارات»، وأسكنه فسيح جناته، وألهم «أهل شرق» الحكمة في مواقفهم غير الحكيمة تجاه قطر. .. وقولوا للإمارات إننا لن نتنازل عن سيادتنا الوطنية. .. وقولوا لهم في أبوظبي, إن دولتــــنا المحـــاصـــــرة مصطـــــفة بكل مكونـــــاتها خــــلـــف قائـــدنا وأميـــرنا ورمــــزنا، حـــضرة صـــــــاحـــب الســمو الشـــيــــــخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. .. وقولوا لهم ولغيرهم «كلنا قطر .. كلنا تميم المجد».
أحمد علي يكتب في كلمة صدق قولوا للإمارات كلنا قطر .. كلنا تميم المجد .................... أغنية "قولوا لـ قطر" وصمة عار .. وليست مجرد عوار في سجل أصحابها ....................... لم نرصد شاعرا إماراتيا استنكر .. أو مطربا تذكر قضية الجزر المنسية منذ قيام «إيران الشاهنشاهية» باحتلال جزر الإمارات الثلاث، في الثلاثين من نوفمبر عام ١٩٧١، في عهد الشـــاه الإيـــراني محمـــد رضـــا بهلوي، لم تجرؤ أبوظبي على إنتاج أغنية واحدة، أو حتى «نشيدة» وحيدة، تندد بذلك الحدث الجلل، أو تهدد طهران بأنها ستستخدم القوة ضدها لتحرير جزرها، التي مضى على احتلالها نصف قرن تقريباً! .. وعلى امتداد ذلك التاريخ الموغل في التاريخ، الذي انطلقت تداعياته الأولى قبل أيام من استقلال «الدولة الاتحادية»، في الثاني من ديسمبر عام ١٩٧١، لم نسمع أن «بوزايد» أو «بوخالد» أو «بوهزاع» أو حتى «بومهير»، بطل «شعبية الكرتون» حمل بندقيته التي لا تفارق يده في مسلسل الرسوم المتحركة، وهدد إيران التي تحتل الجزر الإماراتية، متوعداً بالويل والثبور وعظائم الأمور! .. وخـــــــلال العـــقـــود التي مـــضــــــت، والعــــهــــــود الـــتــي مــــــــرت، صارت الجزر نسياً منسياً، حيث لم نجد شــــاعراً إمــــاراتياً استنكر، أو مطرباً تذكر في إحدى أغنياته تلك الجزر المحتلة المنسية! .. ولا يتضمن رصيد المطربين الإماراتيين من عهد «علي بن روغة»، حتى عهد «المناضل بصوته» حسين الجسمي، أي عمل فني وطني يحث على استعادة الجزر، وإعادتها إلى حضن الوطن الأم، المتمثل في دولتهم الاتحادية. بل يعرف القاصي والداني عن أهلنا في الإمارات عشقهم للثقافة الفارسية، رغم احتلال جزرهم، ولهذا لا تخلو أعراس الكثيرين منهم إلى يومنا هذا من رقصـــات «الدســمال بازي»، مما يعكــــس حجم التـــوغل ولا أقـــــول التغول الإيراني، ممثلاً في تراثه الشعبي، في مفاصل الدولة الاتحادية، غنائياً وطربياً وثقافياً واجتماعياً وتجارياً. كما أن معظم «قوم الإمارات» يحبون، بل يحفظون الأغنيات الإيرانية عن ظهر قلب، حيث لا يوجد إماراتي في مرحلة السبعينيات من القرن الماضي، لم تطربه مطربة فارس الأولى في ذلك الوقت «كوكوش»، وخصوصاً أغنيتها الشهيرة «من آمدة أم .. أوي أوي»، التي كادت تصـــــبح نشــيداً قومياً في الإمــــارات، حيــــث كــــــانوا يرددونهـــا في «فريج البستكية» ومنطقة «الصبخة»، و«هور العنز»، وغيرها من المناطق ذات الكثافة السكانية، التي لا تستغني عن وجبة «المشاوة» أو «المهياوة» على فطور الصباح، بعيداً عن صخب «المعلاية» وإسفافها، خاصة أغنية «صب الماي على الباجلة»، التي يتقلب فيها الراقصون على إيقاعات «المكوسرجي» و«الرحماني»، وروادهم ومشاهيرهم في هذا المجال، الذي يخلو من صفات الرجال «طبقات» و«عنتروه» و«عبود خوصة» و«نايلون» ولا أقصد نابليون! .. وقبل أيام انتفض رموز الغناء الإماراتي فجأة، ليس ضد إيران التي تحتل جزرهم، ولكن ضد قطر، التي تصاهرهم وتناصرهم وتجاورهم، وترتبط بهم ومعهم بصلات القرابة والدم والنسب، ولهذا لا تستحق منهم «إطلاق موجات السب»، غنائياً وغوغائياً، وهذا ما يثير في رأسي العجب، كما يثير في نفسي العتب، ولن أقول الغضب. لقد سقط رموز الغناء الإماراتي في وحل الإسفاف الغنائي، عبر إطلاق أغنية ساقطة، يسمونها «قولوا لقطر»، وهي لا تقل إسفافاً وسقوطاً في كلماتها ولحنها عن أغاني «النخي» و«الباجلا» و«البلاليط» وغيرها! .. وإذا كانت «الوطنية الإماراتية» عبارة عن أغنية، فالأجدر توجيهها نحو إيران وليس إلى قطر، أما إذا كان أصحاب الأغنية الهابطة يملكون ذرة واحدة من الشجاعة، فينبغي عليهم إحياء «قادسية غنائية» ضد طهران، وليس ضد الدوحة، عبر تفريغ طاقاتهم الوطنية المكتوبة، ولا أقول المكبوتة، أو المنكوبة بل المسلــــوبــــة، على ساحة جزرهم المحتلة. .. ويمكن وصف أغنيتهم الساقطة بأنها تقدم نموذجاً حياً، ومثالاً ناطقاً على الجنون المتـعـاظم في عــقول أصحــابها، ولا أقـــول جنون العظمة، لأنه أرفع من جنونهم الفكري. .. وما من شك في أنه إذا ابتليت مجموعة ــ ولا أقول جماعة ــ بهذا النوع المريض من فيروس الجنون، تراجع مستوى تفكيرها إلى الحضيض، ليقودها نحو الانحدار إلى أقصى درجات الانهيار، وهذا ما حدث لأصحاب الأغنية الهابطة، وفي مقدمتهم ملحنها فايز السعيد، صاحب «الخشم» الجديد! .. ومشكلـــة هذا الخاســر، في فنه الداثــــر، وخشمه العاثر، أنه يعاني من عقدة نفسية حادة بسبـــب شكــــل أنــــفــه، ولهـــــذا خــــــضع لعملية تجميل لتعديل الزاوية العمودية في ذلك الأنف الأفقي، داخل أحد «الكراجات» في منطقة «القصيص»! .. ويعد فايز السعيد، بخشمه الجديد، سفير «الخسافة» الغنائية، ولا أقول السخافة الموسيقية، وهو معروف في الوسط الفني بأنه لا يملك في رصيده سوى لحن واحد، يكرره في معظم الأغاني، التي يقوم بتركيب ألحانها، بعيداً عن الإبداع الموسيقي، ولهذا أستطيع القول ــ بثقة ــ إنه بألحانه المركبة، وأعمــــاله المــــكررة وليـــست المبتكرة يمثل النسخة الإماراتية من «شعبولا»! .. والمؤسف أن ينتشر «الأسلوب الشعبولي»، ولا أقول الشعبوي في أوساط رموز الغناء الإماراتي، فنجد كبارهم، بدءاً من «ميحد حـــمد» مـــروراً بفــــنانهم «حسين الجـــسمي» وصولاً إلى «عيضة المنهالي» وغيرهم يجسدون «الحالة الشعبولية» في أغنيتهم الأخيرة عن قطر. .. وإذا كان أًصحاب أغنـية، «قولوا لقطر» على مستوى أقوالــهم، ويملكون ذرة واحدة من الرجـــولة، ولا أقول البــطولة في أفــعالهم، فليتجهوا نحو جزرهم المحتلة طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى ويحرروها. .. ووفقاً لحالتهم الوطنية المتصاعدة، التي ظهرت في أغنيتهم ضد قطر، ينبغي عليـــهم تشــكيل فرقــــة «كومــــاندوز»، يقــــودها مناضلهـــم «خالد حرية»، لتحرير الجزر الثلاث، وإعادتها إلى فضاء الحرية، على إيقاعات «العيالة» ولا أقول «المعلاية»! أما «علي الخوار» كاتب أغنية «قولوا لقطر»، فيكفي أنه يطلق خواراً في كلماته، والخوار في اللغة هو «صوت الثور»، ولا أريد القول، إن كاتب الأغنية المسيئة للشعب القطري بأسره، أراد أن يصبح «ثائراً» ضد قطر، لكنه أصبح ثوراً. .. وما دام صاحب الخوار الخائر، أصبح منظراً سياسياً، «يخور» في السياسة، فليته يفسر لنا الصفة السياسية أو القانونية أو القومية أو حتى العاطفية أو الرومانسية، التي جعلت أبوظبي تحتضن المفسد محمد دحلان، المطرود من حركة «فتح»، بسبب تورطه في قضايا فساد. لقد وجه كاتب الأغنية انتقاداً شديد اللهجة إلى المفكر عزمي بشارة، الذي تستضيفه قطر، عزيزاً مكرماً، مثل ســــائر المقيمــــين فيها، بصفته صاحب تفكير وليس تكفـــــير، لكنـــــنا نتمنى من صاحب «الخــوار» أن يوضح لنا في سياق نفس الإطـــار، على أي أســــاس تستـــضيف عاصــمتــه رمز الفساد الفلسطيني دحلان؟ هل بصفته مناضلاً فلسطينياً؟ أم قاتلاً مأجوراً، حسب الطلب؟ أم مستشاراً أمنياً لإدارة الملفات القذرة؟ أم فاسداً من المفسدين في الأرض، وخصوصاً في «المخيمات»، التي يقود داخلها استقطاباً، بل صراعاً ضد «السلطة الوطنية»، حيث تقوم زوجته «الجليلــــة» بشــــــــراء الـــولاءات، في أوســاط الشـــــباب العـــاطـــل، للسيطرة على الساحة الفلسطينية، بالأموال الإماراتية! لقد أساء كاتب الأغنية في أغنيته المسيئة إلى فضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي، ويكفي تذكير صاحب «الخوار الثوري» المشتق من حركة الثور، وليس حراك الثوار، أن الإمارات هي التي منحت ــ قبل غيرها ــ فضيلة رئيـــس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جائزة شخصية العام الإسلامية، في دورتها الرابعة عام ٢٠٠٠، وهو لم يحصل على هذه الجائزة المرموقةمن قطر أو إيران أو تركيا، ويومها حظي الفائز بسيل من قبلات الإجلال والاحترام على رأسه من كبار رجالات دولته الاتحادية. لقدــ خاطب سمــــو الشـــيــــــخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، الشيخ القرضاوي يومها، خلال حفل تكريمه، الذي أقيم في قاعة مركز دبي التجاري العالمي، أمام أكثر من ثلاثة آلاف من الحضور غصت بهم القاعة قائلا «إن السياسي قد يخطئ في عمله ومهامه، وعلى علماء الدين أن ينبهونا للأخطاء، وأن يصححوها إن وجدت، دون خوف أو وجل، لأننا وإياهم مسؤولون أمام الله عز وجل عن تصويب الخطأ». وأضاف سموه موجهاً حديثه للقرضاوي «إن اللجنة التحكيمية عندما أخبرتني أنك فزت بالجائزة فرحت جداً، لأن الخبر كما توقعت، رغم أنني لا أتدخل في أعمال لجان التحكيم، لا من بعيد ولا من قريب»، مضيفاً «عندما أرادت اللجنة أن تعرفني عليك، قلت لهم إنني أعرفه جيداً، فهو شخصية إسلامية عالمية معروفة، وليس بحاجة إلى تعريف، لأن أعماله وخدماته للإسلام والقرآن تُعرف عليه». .. وبعيداً عن ذلك التكريم الذي حظي به الشيخ يوسف القرضاوي في الإمارات نفسها، فمن المؤسف أن يتدنى مستوى أغنية «قولوا لقطر» إلى حضيض الحضيض، ولا يقتصر حضيضها على كلماتها الهابطة، التي صاغها علي الخوار، أو ألحانها الساقطة «الخربوطية» المركبة، التي قام بتـــــركيبــــها فايـــز الســـعيد، صــــاحب «الخــــشم» الجـــديـــد، بــــل يتعـــدى خرابها جميع مكوناتها، وعلى رأسها المطربون الذين قاموا بأدائها، حيث تشكل أغنيتهم وصمة عار، وليست مجرد عوار في تاريخ أصحابها. .. وأقل ما يقال عن هذه الأغنية أنها فاسدة في محتواها، وضالة في فحواها، وأداء الذين مارسوا «فحيح الثعابين» فيها! .. وبصراحة، لم نتخيل يوماً في منطقة الخليج، التي تتسم بأخلاقياتها المتوارثة، وعلاقاتها الأخوية العائلية، أن يتطاول مطرب مأجور، مهما بلغت قيمته في بورصة الأجور، على رموز لهم مكانتهم السياسية والوطنية في ضمير ووجدان الشعب القطري، وسائر شعوب المنطقة، ولم نتصور أن يتجرأ أي فنان على الإساءة إلى بناة الأوطان. .. وعندما أقول ذلك، نفهم أن بيننا حالياً وبين أبوظبي خلافاً سياسياً عميقاً، حول العديد من ملفات وقضايا المنطقة. .. ونعلـــم أن الإمــــــارات، بعاصــمتهـــــا الاتـــحـــاديــــة، تقـــــود حصاراً جائراً ظالماً ضارياً ضد قطر، على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعائلية، لم تشهد له المنطقة مثيلاً. .. ونعرف أن هذا الحصار الجائر لم تجرؤ أبوظبي على تطبيقه ضد إيران، التي تحتل جزر الإمارات الثلاث! لكن لم نتخيل يوماً أن تصل الاختلافات بيننا وبين أهلنا في الإمارات، على المستوى الرسمي وليس الشعبي، إلى درجة إطلاق أغنية هابطة عبر «قناة أبوظبي» تسيء إلى رموزنـــا، تـــصل فـــــيهــــا لغة الغناء إلى هذا المستوى الهابط من الغثاء! .. ولعل من سخـــريات الـــــقدر، أن يكون اســـم أغنيتــــهم الهابــطة «قولوا لقطر»، علمــــاً أن الســــخريــــة الأكــــبر تكمن وتتجلى في أصــحابها الكـــــبار، الذيــن أداروا ظهورهم لتاريخهم الغنائي، وصدموا جمهورهم العربي بإسفافهم بل سفاهاتهم وسفالتهم. .. وما من شك في أن الأغنية المذكـــورة تعكــــس سقوطاً موجعاً لقيم الفن الأصيل، وانحداراً ســـافراً لأخــــلاقـــــيات الإبداع الغنائي الجميل، يقود أصحابها نحو دهاليز القاع. لقد انحرفت عربة الغناء الإماراتي من خلال أغنية «قولوا لقطر» انحرافات عميقة، وانحدرت برموزها إلى هاوية سحيقة. .. ومن المؤكد أن فناناً مثل «ميحد حمد» سيظل يشعر بالخجل من نفسه طيلة حياته، بسبب مشاركته في الأغنية المسيئة المسماة «قولوا لقطر»، خاصة أنه صاحب رائعة «خمس الحواس»، التي صاغها الشاعر المبدع سعيد بن حمد بن مصلح الأحبابي ويقول فيها «خمس الحواس يسألني» «عنك وقلبي فيه جرحين» «جرح التجافي والتجني» «وجرح سكن في قلبي سنين» «كل ما نسيت يذكرني» «الشم والتفكير والعين» «إحساس قلبي ليك عني» «ويحير دمي في الشرايين» «ترى حياتي بين قوسين» «صنت الليالي واعذرني» «والحين وين أنته وأنا وين». .. وأجــــد نفـسي مضـــــطراً إلى الـــــقـــــول، إن صــــاحبــــة أغــــنيــــة «حد مثلي بات مشجن» التي غناها «ميحد حمد»، وهي الشاعرة الإماراتية الراحـــلة عـــــوشـــــة بنــــت خلـــيفـــة السويـــدي ــ رحمــــها الله ــ التـــــي عاشت سنين من حياتها في قطر، لو ردت إليــــها روحـــها لاستــــنكــــرت حالة الإسفاف التي وصل إليها مطرب أغنيتها الشهيرة، بعد مشاركته في أغنية «قولوا لقطر»! .. وما من شك في أننا وسط الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة، في خضـــــــم الأزمـــة الخليجــــية، في أمــــس الحاجـــة إلى فـــنانيـــــن يرتقون بمستوى الفن، ويؤمنون بالدور الحضــــاري للموسيـقى، في تحقيق التقارب بين الشعوب، ويساهمون في رفع مستوى الأغنية، وليس المساهمة في هبوطها، لدرجة أن أغنياتهم الهابطة صارت ضرباً من الهذيان، بدلاً من أن تحرك المشاعر والوجدان! .. ووسط ذلك الغثيان، بانتظار أن تصدر المنامة أغنيتها المرتقبة ضد الدوحة، ومن المتوقع أن تحمل اسم «خبروا قطر»، يشارك فيها نخبة من الفنانين البحرينيين، وحبذا لو يكون لحنها على إيقاعات «المراويس» التي تميز فن «الصوت» على طريقة محمد فارس أو محمد زويد! عدا ترقبنا صدور أغنية أخرى ضدنا من القاهرة، تحمل اسم «عاوزين شوال رز من أطر .. علشان نسلك المسائل في مصر»! لكننا رغم كل ذلك الهجوم المنظم، والدور المبرمج، والفن المؤدلج المؤدي إلى الغثيان، الذي تقوده أبوظبي سياسياً وغنــائياً ضــدنا، بمشاركة عواصم التآمر المتحالفة ضد الدوحة، ستبقى الإمارات غالية على قلوبنا، وسيبقى شعبها أخوة أعزاء لنا. .. وتأكيداً على ذلك، ليس عندي ما أختم به مقالي أفضل من ترديد الأغنية الرائعة، التي تعكس محبتنا لأهلنا الكرام الأعزاء في الإمارات، التي نظم كلماتها الزعيم الراحل الكبير، مؤسس دولتهم الاتحادية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ــ رحمه الله ــ ويقول فيها «إن هويتونا هويناكم .. وبنتصبر لي جفيتونا» رحم الله «حكيم الإمارات»، وأسكنه فسيح جناته، وألهم «أهل شرق» الحكمة في مواقفهم غير الحكيمة تجاه قطر. .. وقولوا للإمارات إننا لن نتنازل عن سيادتنا الوطنية. .. وقولوا لهم في أبوظبي, إن دولتــــنا المحـــاصـــــرة مصطـــــفة بكل مكونـــــاتها خــــلـــف قائـــدنا وأميـــرنا ورمــــزنا، حـــضرة صـــــــاحـــب الســمو الشـــيــــــخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. .. وقولوا لهم ولغيرهم «كلنا قطر .. كلنا تميم المجد».
قارن زايد بن سلطان آل نهيان مع:
شارك صفحة زايد بن سلطان آل نهيان على