خليفة بن حمد آل ثاني

خليفة بن حمد آل ثاني

الشيخ خليفة بن حمد بن عبد الله بن جاسم بن محمد بن ثاني (١٧ سبتمبر ١٩٣٢ - ٢٣ أكتوبر ٢٠١٦ )؛ سادس أمراء قطر، وهو أحد أبناء الشيخ حمد بن عبد الله آل ثاني، وقد عُيّن وليًّا للعهد في عهد الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، وتولّى مقاليد الحكم بعد قيامه بانقلاب أبيض على ابن عمه في ٢٢ فبراير ١٩٧٢م. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بخليفة بن حمد آل ثاني؟
أعلى المصادر التى تكتب عن خليفة بن حمد آل ثاني
أحمد علي يكتب في كلمة صدق أزمــــــــــــة الحــصــــــــــار بين دعوات الحوار .. وإشـكـاليـــــات السعار ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سفير السعودية في واشنطن يتهم قطر بدعم «الإرهاب» .. وينسى دورها في تحرير « الخفجي» ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وزير الخارجية يعكس في أدائه الدبلوماسي المتزن تاريخا من الدبلوماسية القطرية المتزنة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من الصعب ــ إن لم يكن من المستحيل ــ أن تكتب عن أزمة الحصار المفروض على قطر، دون أن تتوقف عند أداء سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية، الذي أتاحت له الأزمة الفرصة لإظهار قدراته الدبلوماسية، وطاقاته السياسية، فكان واحداً من أبرز المكاسب التي حققتها قطر، رغم تأزم الأجواء الخليجية. لقد أظهر رئيس الدبلوماسية القطرية أنه ليس وزيراً عادياً، حيث تفوق على نظرائـــــه وزراء خارجـــية دول الحـــصار الأربعـــــة، وحاصرهم بأدائـــــه الدبلوماســــي المقنع، من خلال قدرته على إقناع المجتمع الدولي، بسلامة الموقف القطري. .. وبالأمس اجتمع مع المبعوثين الأميركيين إلى المنطقة، وهما الجنرال المتقاعد للقيادة المركزية الأميركية «أنطوني زيني»، الذي أشرف على عملياتها العسكرية في الشرق الأوسط، ورفيقه «تيموثي ليندركينغ»، نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، في إطار الجهــــود التي تبـــــذلهــــــا الإدارة الأميــــركية، لحل الأزمـــة بين الدوحـــــة والــــدول التي تحاصـــرها، بعيداً عن الشروط التي تنتهك السيادة القطرية. .. ومن يتابع الأسلوب الواقعي الذي يتبعه وزير الخارجية في إدارة الأزمة الخليجية يجد أنه يتبنى حوارا واعياً، داعياً لحلها بعيداً عن أنصاف الحلول. .. والحوار الذي أعنيه ليس حالة خاصة به، أو «دردشة» خالصة، أو جلسة «ســــوالــــف» خــــــصوصية، وإنــــما هــــــو «خيار استراتيجي»، تعكسه رغبة دولية لحل الأزمة. .. وهو مطلب دولي لا لبس فيه، ولا رجوع عنه، ولا مساومة عليه، ولا ينبغي لدول التحالف التهرب من استحقاقاته، أو التنصل عنها، أو التردد في أدائها، في إطار الوساطة الكويتية، التي تحظى باحترام الجميع. .. وهو اختيار واضح، وخيار صالح تم تجريبه في الكثير من القضايا الخلافية، والأزمات الدولية وأثبت نجاحه. .. وهو ليس كلمة ملازمة، بل دعوة دولية ملزمة، في سبيل حل الأزمة، مع ضرورة احترام السيادة الوطنية، التي لا يمكن لأحد النيل منها، أو المساس بها، أو انتقاصها، أو محاولة الانقضاض عليها. .. وعندما ترحب قطر بالحوار لحل الأزمة الخليجية، وتدعو له، وتطالب به، تحت سقــــف سيادتــــها الوطــــنية، فذلك لأن المنطقة المأزومة أشد ما تحتاجه في عالم اليوم هو لغة الحوار، أكثر من حاجتها إلى الحصار، الذي يفضي إلى الشجار، ويؤدي إلى السعار، والاستهتار بكل القيم الدبلوماسية. .. ودون إنكار هذا الواقع، فقد تعاملت الدبلوماسية القطرية مع وقائع الأزمة على قـــــاعدة الواقعـــــية الســـياسية، حــــيث التــــزم وزير الخارجية بتبني المواقف الجادة، وليس الحادة، معبراً عن ضرورة الالتزام بالسيادة القطرية. .. ومن خلال تحركه الفاعل على الساحة الدولية، لعب سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني دور القلب النابض للدبلوماسية القطرية، حاملاً في شخصيته صدق القطريين، عاكساً في صدقه مصداقية الموقف القطري. .. وأينما حل سعادة وزير الخارجية، وحيثما ارتحل باحثاً عن حل للأزمة، فإنه يحل في ساحات الدبلوماسية الهادئة، ويطل في رحابها، ويظل محلقاً في فضائها، كاسراً طوق الحصار الجائر المفروض على قطر. .. والمتابع لنشاط سعادة الوزير خلال الأزمة، سواء من خلال تصريحاته أو مواقفه، لا يلحظ أي حالة من حالات التهور أو التوتر، ولا يرصد أي نوع من الارتباك أو الاشتباك، بل يلمس تميزه بالأعصاب الهادئة، والتزامه بمنظومة القيم الأخلاقية، والمبادئ الدبلوماسية، التي أرسى قــــواعــــدها حكام وأمراء قطر وشيوخها وقادتها الكبار، منذ تأسيس الدولة القطرية. .. ويعكس سعادة وزير الخارجية في أدائه الدبلوماسي تاريخاً طويلاً من الدبلوماسية القطرية المتوارثة، التي جسدها «المؤسس» الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني في سياسته، حيث سعى جاهداً لتكون قطر كياناً سياسياً مستقلاً، معززاً وجودها وحدودها ووحدتها، منذ أن تولى مقاليد الحكم في البلاد في الثامن عشر من ديسمبر عام ١٨٧٨. كما أظهرها نجله الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني في صلابته، وترجمها الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني في عدالته، وجسدها الشيخ أحمد بن علي آل ثــــاني في هــــدوئــــه، وعكسها الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني في قوته، رحمهم الله جميعاً وطيب ثراهم. كما رسخها في جرأته واستقلاليته صاحب السمو «الأمير الوالد» الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله. .. ومــــــارســــها حــــضــــرة صـــــاحــــب الســــمــــو الشــــيخ تميم بن حمـــد آل ثــاني، أميــــر البــــلاد المفـــــدى، فــــــي حيويته وديناميكيته وواقعيته. .. ورغم صخب الأزمة الدائرة وضجيجها، فقد حافظ سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية، على أدائه الدبلوماسي الهادئ، متبنياً أسلوب الدبلوماسية الهادئة، وليس الصاخبة أو الغاضبة، فكان «صوت قطر» الناطق بلسانها، المعبر عن مواقفها، المدافع عن حقوقها، فنجح بامتياز في خدمة دولته بما يعلي شأنها، عبر تمسكه بسيادتها وكرامتها، وسعيه الدائم إلى استقلالية قرارها السياسي والسيادي. لقد حمل سعادة وزير الخارجية قضية وطنه إلى العالم، متحملاً في سبيلها هجوماً متواصلاً من الأبواق الإعلامية التي تمولها دول الحصار، ولن ينسى تاريخ الدبلوماسية القطرية لسعادته قيادته الهادئة لملف الأزمة الخليجية، وحسن إدارته لها، تنفيذاً لتوجيهات وتوجهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، فكان بارعاً في تنفيذ دوره الدبلوماسي بجميع الوجوه، على أكمل وجه. .. وفي إطار دوره كمنفذ بارع للسياسة الخارجية، وليس كمشرع لها، بحكم تنفيذه لتوجيهات «صاحب السمو»، فقد جسد سعـــادة الشيخ محمـــــــد بن عــــبدالرحمــن آل ثاني، خلال أيام الأزمة الخليــــجيـــة التي دخلـــــت شــــهرها الثالث، المسؤولية الوطنية بكــــل صورها، مــــــــن خـــلال شخصيـــــته التي تعكــــس طموح الشباب القطري، وحماسهم ونشاطهم وحيويتهم وفاعليتهم وتفاعلهم مع قضايا وطنهم. لقــــــد قــــدم ســـعــــادة وزيــــــر الخــــــــارجيــــــة نــــمـــــوذجاً نــــاجــــحـــــاً للـــدبــلومــــــاسي القـــــطــــــــري المحــــتــــرف، الــــذي لـــــــم ينــــــطق بكلمة خلال الأزمة إلا في موضعها، ولم يدل بتصريح إلا في مكانه، ولم يكتب «تغريدة» على حسابه «التويتري» إلا كان لها معناها ومغزاها، دون أن يسعى لتأزيم الأزمة المتأزمة كما يفعل غيره، فكان يعرف متى يتكلم، وكيف يتكلم، ولمن يتحدث، وعن ماذا يتحدث، ومتى يغرد وبماذا يغرد، دون أن يهدد أو يتوعد. .. ورغم أنه ليست كل الأسئلة يمكن أن يجد الدبلوماسي المحنك إجابات عنها، لكن كل سؤال طرح على سعادة وزير الخارجية خلال مؤتمراته الصحفية، أو لقاءاته الإعلامية، وجد له جواباً مقنعاً، دون الإساءة لأي طرف من أطراف الأزمة. .. وفـــــي هــــذا الــــســــياق استــــــوقفــــتني تصـــــريحــــــات الســــفـــــير الســـــعــــــودي فـــــي الولايــــات المتـــــحــــدة، الأمـــــيــــــر خـــــــالـــــــد بـــــــن سلمـــــان بن عبــــــــدالعـــــــزيــــز آل ســــعود، لصحيــــفة «واشنـــطــــن بــــــوســــــت»، الـــــــذي جـــــــــدد خـــــــلالــــــــها اتهـــــام بـــــــلاده لحكومتـــــنا الرشــــــيدة بما ســــماه «دعم وتمويل الإرهاب»، زاعماً أن «سياسات قطر تهدد أمنهم الوطني»! .. ولا ألـــــوم «ســــعادة السفير»، المـــولـــــود عام ١٩٨٨، على تصريحــــــــــاته غير الناضجـــة، فقـــــد كان طفــــــلاً صـــغيراً يتــــابع الرسوم المتحركة، ويـــشـــاهد مسلسل «بــابــاي»، عندما قـــام ١٥ إرهابياً سعودياً، بمشاركة اثنين من الإمارات، وإرهابي آخر يحمل الجنسية المصرية، بتفجير برجي «مركز التجارة العالمي» في نيويورك، خلال أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١، ولهذا فهو لا يدرك جيداً من الذي صنع «الإرهاب العالمي»، ومن أين تنبع منابع «التطرف الإرهابي»؟! .. والمؤســــــــف أن السفيـــــر السعـــــودي في واشــــنطن يحمل اسم «خادم الحرمين الشريفين» الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي يحظى بمحبة كل القطريين. كما يحمل اسم «مؤسس المملكة»، الذي نعتز جميعاً بقدرته على توحيد الشعب السعودي الشقيق تحت «راية التوحيد». .. وهناك أمر مهم بالتحديد أريد تذكير «صاحـب السمو الملكي» الأميــــــر السفــــير السعـــودي في واشنطن به، وهو أنه عندما كان طفلاً مشغولاً بلعبة «أتاري» (Atari)، قام صدام حسين بغزو دولة الكويت الشقيقة عام ١٩٩٠، واقتحمت قواته مدينة «الخفجي» السعودية، ليلة التاسع والعشرين من يناير عام ١٩٩١، ولم تجد القوات المعتدية من يصدها ويوقف هجومها على «المملكة» سوى القوات القطرية. لقد دافعت قواتنا الباسلة عن المدينة السعودية، التي تم احتلالها لعدة أيام، ببسالة نادرة قل نظيرها، بشهادة الرئيس الأميركي الأسبق «بوش الأب»، الذي أرسل رسالة شكر تعبر عن الفخر لسمو الأمير، يشكره على بطولات الجيش القطري، وتضحياته في «الخفجي»، بعدما تمكن القطريون من تخليص كتيبتين من «المارينز»، كانتا محاصرتين داخل المدينة الحدودية. .. ولكي لا يتشعب الموضوع أكثر مما هو عليه، أريد تنوير «الأميــــــــر الســـعــــودي» أن القطــرييــــن، الذيــــن يتهمــــــهم «صاحب السمو الملكي» بدعم «الإرهاب»، تمكــــــنوا من تحـــرير «مدينته المحتلة»، خلال تلك المعــــركة المذكــــــورة، بعـــد معركة شرسة لاحقوا خلالها القوات العراقية المعتدية على «المملكة» من شارع إلى آخر داخل «الخفجي»، وتمكنوا من أن يقتلوا ويأسروا أعداداً من المعتدين على التراب السعودي. .. وعندما يقول إن قطر دعمت الجماعات التابعة لتنظيم «القاعدة» في سوريا، يثبت «الأمير السفير» أنه قبل إطلاق اتهاماته الباطلة ينبغي عليه أن يجتاز دورة مكثفة لدراسة التاريخ جيداً، وبعدها سيكشف لنا، بل سيكتشف هو، هوية الدولة التي صنعت «الأفغان العرب»، وشجعتهم ومولتهم، وأرسلتهم في موجات متلاحقة إلى «أفغانستان»، بترتيب وتنسيق من «المخابرات السعودية»، ليعودوا بعدها مع زعيمهم، الذي قام بتأسيس تنظيم «القاعدة»! وهو بالمناسبة ليس قطرياً، بل سعودي الجنسية، رغم إسقاط جنسيته، واسمه «أسامة بن لادن»، وأسرته ما زال لها حضورها المالي والتجاري داخل المجتمع السعودي «طال عمرك»! .. وبصراحة، لم نكن نتمنى أن ينزلق «صاحب السمو الملكي» في توجيه الاتهامات المرسلة بلا أدلة ضد قطر، وكنا نريده أن يبقى محافظاً على صورته «الملكية»، بعيداً عن الخوض في ادعادات باطلة، لا يمكن القبول بها، أو السكوت عنها، ولهذا كان واجباً الرد عليه بما يستحقه. .. وينبغي على سفير السعودية في واشنطن أن يحترم مكانته «الملكية» حتى نحترمه، ولا يتحول إلى «نسخـــة ملكـــــية» من «يوسف العتيبة»، سفير الإمارات في الولايات المتحدة، فيتبنى، مثله، خطاباً تحريضياً ضد قطر، لا يمت إلى الدبلوماسية بأي صلة، مما يضطرنا إلى الرد عليه، دون أي مراعاة للألقاب الملكية التي يحملها. .. والملاحظ أنه منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة المفتعلة، تتعرض قطر إلى حملة رباعية منظمة لتشـــويه صــــورتها، شارك فيــــها سفراء دول التآمر ضد قطر، المعتمدون في الولايات المتحدة، وهو أحدهم. كما غذاها الرئيس دونالــــد ترامـب شخصياً من خلال تصريحاته الرعناء، وتغريداته «البلشتية»، ولا أقول «البلشفية»، الخارجة عن أصول الأعراف الرئاسية! .. ورغم كل ذلك، فقد جاء الانتصار للموقف القطري من داخل واشنطن، ممثلاً في موقف وزارة الخارجية الأميركية، حيث انتصر وزيرها للقيم التي يدعو لها الدستور الأميركي، فأنصف قطر، ولا أقول اصطف معها، وإنما ظل نصيراً للحوار الداعي لحل الأزمة، عبر الوساطة الكويتية. .. وفــــــــي هــــــــــذا الإطـــــــار أكـــــــد ســـــعــــادة الــــــشيـــــخ محمــــــــد بن عبدالرحـــمــــــن آل ثـــانـــي، وزيـــــر الخــــارجية، تمســــك قطـــــر بمنهـــجيــــــة الحــــــوار، مطـــــالباً بـــــضـــرورة جلوس أطراف الأزمة على الطـــــاولة، لبحث سبل حلها، تحت المظلة الكويتية، مؤكداً اعتزازه بها وتقديره لها. .. وانطلاقاً من هذا المبدأ، أدار سعادة وزير الخارجية ملف الأزمة الخليجية بنجاح لافت، فاستطاع أن يسجل موقفاً إيجابياً يحسب له، ولدولتنا قطر الملتزمة بالتحاور، والتمسك بالوساطة الكويتية، احتراماً لمكانة صاحبها الأمير المبادر بطرحها سمـــــــو الشـــــيخ الحـــكيـــــــم «صبـــــاح الأحــــمد»، أمـــــيـــر دولة الكويت الشقيقة، صاحب المكانة الكبيرة في قلوبنا، الذي أرسل مبعوثيه خلال الساعات الماضــــية إلى عواصم المنطـــــقة، في محاولة كويتية لتسوية الأزمة. .. وفي إطار الحراك الدبلوماسي الكويتي الذي تشهده المنطقة، بالتزامن مع المساعي الأميركية استقبل سعادة وزير الخارجية أمـــــــس مـــــوفـــــدي أمـــيـــــر الكويـــــت، ســـــعادة الشـــــــيــــخ صباح الخالد الحمــــــد الصـــــباح، النائب الأول لرئيـــــــس الوزراء وزيــــــــر الخارجـــــية الكويـــــتي، وسعــــــادة الشــــــيـــــخ محــــمـــد العبدالله المبارك الصباح، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالإنابة، في دولة الكويت الشقيقة. .. ومن خـــــلال قراءة عمـــــيقة، بل متعـــــــمقة، لمواقــف الدبلوماسية القطرية، نصل إلى حقيقة التزام قطر بقواعد الحل، التي يتبناها المجتمع الدولي، ويطالب بها لحل الأزمة، في إطار الوساطة الكويتية. من هذا المدخل ينبغي الدخول إلى رحاب الدبلوماسية القطرية، لفهم الموقـــــف الدبـــلوماســــي الهـــــــادئ الذي يتبناه سعادة الشيخ محمــــــد بن عبــــدالرحمن آل ثــانـــي، وزيــــر الخارجــــية، الــــــذي لمع اسمه بشكل واضح منذ اندلاع الأزمة، من خلال قيادته الناجحة دفة الدبلوماسية القطرية وطرح رؤيتها في المحافل الدولية، ونجاحه في تفكيك الخطاب التحريضي، الذي يعتمد على اتهام قطر بدعم «الإرهاب». .. وفي إطار حراكه الخارجي، وتحركه الدولي، لم يترك سعادته عاصمة من عواصم القرار العالمي لم يزرها، حيث تنقل بيــــــــن واشنـــــطن وموســــكو وبــرليــن وغيـــــرها، وحـــــــظي بحـــضور دبلوماسي رصين، وتوجه بخطاب سياسي رزين، فكــــان سفيراً لبلاده بــــــدرجة وزيــــر، بل وزيراً لخارجيـــتها بأعـــلى درجات التقدير. .. ولأن منصب وزير الخارجية ليس منصباً هيناً يمكن لأي أحد القيام به، لكنه يتطلب قدرات ومهارات وطاقات وإمكانات لا تكتسب بالدراسة فحسب، بل لا بد من تراكم التجارب والخبرات, التي تصقلها الضغوطات والأزمات، فكان هذا ما يحتاجه سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني لإظهار موهبته الدبلوماسية، وقدراته الاستثنائية. .. ولو انتقلنا على الطـــــــرف الآخــــر، وتابعـنا أداء وزراء خارجية «دول التحالف»، منذ اندلاع الأزمة, نجد أن أحدهم يتعامل مع قطر بطريقة فوقية، وآخر بنوع من «الشوفينية» الاستعراضية، وثالث بنرجسية مفرطة، ورابع بجرعة من «الهمبكة» الفارطة، التي لا تنتمي بأي حال من الأحوال إلى الأعراف الدبلوماسية! .. وبــــــناء عـــلى ما ســـــبق يتـــــضح أن ســـــعادة الشــــيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني تفوق على «الرباعي الوزاري»، المكون من وزراء خارجــــــية الســـعوديــــة والإمـــــارات ومصـــــــر، وتابـــعهــم وزير خارجية البحرين، الذي عندما يتحدث عن قطر أتذكر مقدم برنامج «نكهة وبهار مع القصار»! .. وما من شك في أن «الدبلوماسية المطبوخة» التي يقدمها ذلك الوزير، لا تختلف عن الطبخ والطبيخ ووجبات «المطابخ الشعبية»، ولأنها «طبخة تآمرية» فاحت رائحتها، إليكم مقاديرها، وطريقة طبخها بلسان طباخها «أول شيء نشب الجولة، ونحط البصل في قاعة الجدر، ونسوي الحمسة مالت الطماط، ونرش البزار المخلط، وإحنا بزارنا نسويه في البيت، مع حبيبة فلفل، وشوية حلبة، ونصب الماي، ونفوح اللحم، ونكت اليريش المنهنه، وعليكم بالعافية»! هذه باختصار مقادير «طبخة التآمر» على قطر، التي يقدمها وزراء خارجية «التحالف الرباعي»، في برنامجهم المسمى «نكهة وبزار مع دول الحصار», مع كامل الاعتذار إلى صاحب «الملكية الفكرية» صانع الابتكار سليمان القصار!. أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق أزمــــــــــــة الحــصــــــــــار بين دعوات الحوار .. وإشـكـاليـــــات السعار ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سفير السعودية في واشنطن يتهم قطر بدعم «الإرهاب» .. وينسى دورها في تحرير « الخفجي» ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وزير الخارجية يعكس في أدائه الدبلوماسي المتزن تاريخا من الدبلوماسية القطرية المتوازنة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من الصعب ــ إن لم يكن من المستحيل ــ أن تكتب عن أزمة الحصار المفروض على قطر، دون أن تتوقف عند أداء سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية، الذي أتاحت له الأزمة الفرصة لإظهار قدراته الدبلوماسية، وطاقاته السياسية، فكان واحداً من أبرز المكاسب التي حققتها قطر، رغم تأزم الأجواء الخليجية. لقد أظهر رئيس الدبلوماسية القطرية أنه ليس وزيراً عادياً، حيث تفوق على نظرائـــــه وزراء خارجـــية دول الحـــصار الأربعـــــة، وحاصرهم بأدائـــــه الدبلوماســــي المقنع، من خلال قدرته على إقناع المجتمع الدولي، بسلامة الموقف القطري. .. وبالأمس اجتمع مع المبعوثين الأميركيين إلى المنطقة، وهما الجنرال المتقاعد للقيادة المركزية الأميركية «أنطوني زيني»، الذي أشرف على عملياتها العسكرية في الشرق الأوسط، ورفيقه «تيموثي ليندركينغ»، نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، في إطار الجهــــود التي تبـــــذلهــــــا الإدارة الأميــــركية، لحل الأزمـــة بين الدوحـــــة والــــدول التي تحاصـــرها، بعيداً عن الشروط التي تنتهك السيادة القطرية. .. ومن يتابع الأسلوب الواقعي الذي يتبعه وزير الخارجية في إدارة الأزمة الخليجية يجد أنه يتبنى حوارا واعياً، داعياً لحلها بعيداً عن أنصاف الحلول. .. والحوار الذي أعنيه ليس حالة خاصة به، أو «دردشة» خالصة، أو جلسة «ســــوالــــف» خــــــصوصية، وإنــــما هــــــو «خيار استراتيجي»، تعكسه رغبة دولية لحل الأزمة. .. وهو مطلب دولي لا لبس فيه، ولا رجوع عنه، ولا مساومة عليه، ولا ينبغي لدول التحالف التهرب من استحقاقاته، أو التنصل عنها، أو التردد في أدائها، في إطار الوساطة الكويتية، التي تحظى باحترام الجميع. .. وهو اختيار واضح، وخيار صالح تم تجريبه في الكثير من القضايا الخلافية، والأزمات الدولية وأثبت نجاحه. .. وهو ليس كلمة ملازمة، بل دعوة دولية ملزمة، في سبيل حل الأزمة، مع ضرورة احترام السيادة الوطنية، التي لا يمكن لأحد النيل منها، أو المساس بها، أو انتقاصها، أو محاولة الانقضاض عليها. .. وعندما ترحب قطر بالحوار لحل الأزمة الخليجية، وتدعو له، وتطالب به، تحت سقــــف سيادتــــها الوطــــنية، فذلك لأن المنطقة المأزومة أشد ما تحتاجه في عالم اليوم هو لغة الحوار، أكثر من حاجتها إلى الحصار، الذي يفضي إلى الشجار، ويؤدي إلى السعار، والاستهتار بكل القيم الدبلوماسية. .. ودون إنكار هذا الواقع، فقد تعاملت الدبلوماسية القطرية مع وقائع الأزمة على قـــــاعدة الواقعـــــية الســـياسية، حــــيث التــــزم وزير الخارجية بتبني المواقف الجادة، وليس الحادة، معبراً عن ضرورة الالتزام بالسيادة القطرية. .. ومن خلال تحركه الفاعل على الساحة الدولية، لعب سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني دور القلب النابض للدبلوماسية القطرية، حاملاً في شخصيته صدق القطريين، عاكساً في صدقه مصداقية الموقف القطري. .. وأينما حل سعادة وزير الخارجية، وحيثما ارتحل باحثاً عن حل للأزمة، فإنه يحل في ساحات الدبلوماسية الهادئة، ويطل في رحابها، ويظل محلقاً في فضائها، كاسراً طوق الحصار الجائر المفروض على قطر. .. والمتابع لنشاط سعادة الوزير خلال الأزمة، سواء من خلال تصريحاته أو مواقفه، لا يلحظ أي حالة من حالات التهور أو التوتر، ولا يرصد أي نوع من الارتباك أو الاشتباك، بل يلمس تميزه بالأعصاب الهادئة، والتزامه بمنظومة القيم الأخلاقية، والمبادئ الدبلوماسية، التي أرسى قــــواعــــدها حكام وأمراء قطر وشيوخها وقادتها الكبار، منذ تأسيس الدولة القطرية. .. ويعكس سعادة وزير الخارجية في أدائه الدبلوماسي تاريخاً طويلاً من الدبلوماسية القطرية المتوارثة، التي جسدها «المؤسس» الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني في سياسته، حيث سعى جاهداً لتكون قطر كياناً سياسياً مستقلاً، معززاً وجودها وحدودها ووحدتها، منذ أن تولى مقاليد الحكم في البلاد في الثامن عشر من ديسمبر عام ١٨٧٨. كما أظهرها نجله الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني في صلابته، وترجمها الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني في عدالته، وجسدها الشيخ أحمد بن علي آل ثــــاني في هــــدوئــــه، وعكسها الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني في قوته، رحمهم الله جميعاً وطيب ثراهم. كما رسخها في جرأته واستقلاليته صاحب السمو «الأمير الوالد» الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله. .. ومــــــارســــها حــــضــــرة صـــــاحــــب الســــمــــو الشــــيخ تميم بن حمـــد آل ثــاني، أميــــر البــــلاد المفـــــدى، فــــــي حيويته وديناميكيته وواقعيته. .. ورغم صخب الأزمة الدائرة وضجيجها، فقد حافظ سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية، على أدائه الدبلوماسي الهادئ، متبنياً أسلوب الدبلوماسية الهادئة، وليس الصاخبة أو الغاضبة، فكان «صوت قطر» الناطق بلسانها، المعبر عن مواقفها، المدافع عن حقوقها، فنجح بامتياز في خدمة دولته بما يعلي شأنها، عبر تمسكه بسيادتها وكرامتها، وسعيه الدائم إلى استقلالية قرارها السياسي والسيادي. لقد حمل سعادة وزير الخارجية قضية وطنه إلى العالم، متحملاً في سبيلها هجوماً متواصلاً من الأبواق الإعلامية التي تمولها دول الحصار، ولن ينسى تاريخ الدبلوماسية القطرية لسعادته قيادته الهادئة لملف الأزمة الخليجية، وحسن إدارته لها، تنفيذاً لتوجيهات وتوجهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، فكان بارعاً في تنفيذ دوره الدبلوماسي بجميع الوجوه، على أكمل وجه. .. وفي إطار دوره كمنفذ بارع للسياسة الخارجية، وليس كمشرع لها، بحكم تنفيذه لتوجيهات «صاحب السمو»، فقد جسد سعـــادة الشيخ محمـــــــد بن عــــبدالرحمــن آل ثاني، خلال أيام الأزمة الخليــــجيـــة التي دخلـــــت شــــهرها الثالث، المسؤولية الوطنية بكــــل صورها، مــــــــن خـــلال شخصيـــــته التي تعكــــس طموح الشباب القطري، وحماسهم ونشاطهم وحيويتهم وفاعليتهم وتفاعلهم مع قضايا وطنهم. لقــــــد قــــدم ســـعــــادة وزيــــــر الخــــــــارجيــــــة نــــمـــــوذجاً نــــاجــــحـــــاً للـــدبــلومــــــاسي القـــــطــــــــري المحــــتــــرف، الــــذي لـــــــم ينــــــطق بكلمة خلال الأزمة إلا في موضعها، ولم يدل بتصريح إلا في مكانه، ولم يكتب «تغريدة» على حسابه «التويتري» إلا كان لها معناها ومغزاها، دون أن يسعى لتأزيم الأزمة المتأزمة كما يفعل غيره، فكان يعرف متى يتكلم، وكيف يتكلم، ولمن يتحدث، وعن ماذا يتحدث، ومتى يغرد وبماذا يغرد، دون أن يهدد أو يتوعد. .. ورغم أنه ليست كل الأسئلة يمكن أن يجد الدبلوماسي المحنك إجابات عنها، لكن كل سؤال طرح على سعادة وزير الخارجية خلال مؤتمراته الصحفية، أو لقاءاته الإعلامية، وجد له جواباً مقنعاً، دون الإساءة لأي طرف من أطراف الأزمة. .. وفـــــي هــــذا الــــســــياق استــــــوقفــــتني تصـــــريحــــــات الســــفـــــير الســـــعــــــودي فـــــي الولايــــات المتـــــحــــدة، الأمـــــيــــــر خـــــــالـــــــد بـــــــن سلمـــــان بن عبــــــــدالعـــــــزيــــز آل ســــعود، لصحيــــفة «واشنـــطــــن بــــــوســــــت»، الـــــــذي جـــــــــدد خـــــــلالــــــــها اتهـــــام بـــــــلاده لحكومتـــــنا الرشــــــيدة بما ســــماه «دعم وتمويل الإرهاب»، زاعماً أن «سياسات قطر تهدد أمنهم الوطني»! .. ولا ألـــــوم «ســــعادة السفير»، المـــولـــــود عام ١٩٨٨، على تصريحــــــــــاته غير الناضجـــة، فقـــــد كان طفــــــلاً صـــغيراً يتــــابع الرسوم المتحركة، ويـــشـــاهد مسلسل «بــابــاي»، عندما قـــام ١٥ إرهابياً سعودياً، بمشاركة اثنين من الإمارات، وإرهابي آخر يحمل الجنسية المصرية، بتفجير برجي «مركز التجارة العالمي» في نيويورك، خلال أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١، ولهذا فهو لا يدرك جيداً من الذي صنع «الإرهاب العالمي»، ومن أين تنبع منابع «التطرف الإرهابي»؟! .. والمؤســــــــف أن السفيـــــر السعـــــودي في واشــــنطن يحمل اسم «خادم الحرمين الشريفين» الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي يحظى بمحبة كل القطريين. كما يحمل اسم «مؤسس المملكة»، الذي نعتز جميعاً بقدرته على توحيد الشعب السعودي الشقيق تحت «راية التوحيد». .. وهناك أمر مهم بالتحديد أريد تذكير «صاحـب السمو الملكي» الأميــــــر السفــــير السعـــودي في واشنطن به، وهو أنه عندما كان طفلاً مشغولاً بلعبه «طاق طاق طاقية .. رن رن يا جرس»، قام صدام حسين بغزو دولة الكويت الشقيقة عام ١٩٩٠، واقتحمت قواته مدينة «الخفجي» السعودية، ليلة التاسع والعشرين من يناير عام ١٩٩١، ولم تجد القوات المعتدية من يصدها ويوقف هجومها على «المملكة» سوى القوات القطرية. لقد دافعت قواتنا الباسلة عن المدينة السعودية، التي تم احتلالها لعدة أيام، ببسالة نادرة قل نظيرها، بشهادة الرئيس الأميركي الأسبق «بوش الأب»، الذي أرسل رسالة شكر تعبر عن الفخر لسمو الأمير، يشكره على بطولات الجيش القطري، وتضحياته في «الخفجي»، بعدما تمكن القطريون من تخليص كتيبتين من «المارينز»، كانتا محاصرتين داخل المدينة الحدودية. .. ولكي لا يتشعب الموضوع أكثر مما هو عليه، أريد تنوير «الأميــــــــر الســـعــــودي» أن القطــرييــــن، الذيــــن يتهمــــــهم «صاحب السمو الملكي» بدعم «الإرهاب»، تمكــــــنوا من تحـــرير «مدينته المحتلة»، خلال تلك المعــــركة المذكــــــورة، بعـــد معركة شرسة لاحقوا خلالها القوات العراقية المعتدية على «المملكة» من شارع إلى آخر داخل «الخفجي»، وتمكنوا من أن يقتلوا ويأسروا أعداداً من المعتدين على التراب السعودي. .. وعندما يقول إن قطر دعمت الجماعات التابعة لتنظيم «القاعدة» في سوريا، يثبت «الأمير السفير» أنه قبل إطلاق اتهاماته الباطلة ينبغي عليه أن يجتاز دورة مكثفة لدراسة التاريخ جيداً، وبعدها سيكشف لنا، بل سيكتشف هو، هوية الدولة التي صنعت «الأفغان العرب»، وشجعتهم ومولتهم، وأرسلتهم في موجات متلاحقة إلى «أفغانستان»، بترتيب وتنسيق من «المخابرات السعودية»، ليعودوا بعدها مع زعيمهم، الذي قام بتأسيس تنظيم «القاعدة»! وهو بالمناسبة ليس قطرياً، بل سعودي الجنسية، رغم إسقاط جنسيته، واسمه «أسامة بن لادن»، وأسرته ما زال لها حضورها المالي والتجاري داخل المجتمع السعودي «طال عمرك»! .. وبصراحة، لم نكن نتمنى أن ينزلق «صاحب السمو الملكي» في توجيه الاتهامات المرسلة بلا أدلة ضد قطر، وكنا نريده أن يبقى محافظاً على صورته «الملكية»، بعيداً عن الخوض في ادعادات باطلة، لا يمكن القبول بها، أو السكوت عنها، ولهذا كان واجباً الرد عليه بما يستحقه. .. وينبغي على سفير السعودية في واشنطن أن يحترم مكانته «الملكية» حتى نحترمه، ولا يتحول إلى «نسخـــة ملكـــــية» من «يوسف العتيبة»، سفير الإمارات في الولايات المتحدة، فيتبنى، مثله، خطاباً تحريضياً ضد قطر، لا يمت إلى الدبلوماسية بأي صلة، مما يضطرنا إلى الرد عليه، دون أي مراعاة للألقاب الملكية التي يحملها. .. والملاحظ أنه منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة المفتعلة، تتعرض قطر إلى حملة رباعية منظمة لتشـــويه صــــورتها، شارك فيــــها سفراء دول التآمر ضد قطر، المعتمدون في الولايات المتحدة، وهو أحدهم. كما غذاها الرئيس دونالــــد ترامـب شخصياً من خلال تصريحاته الرعناء، وتغريداته «البلشتية»، ولا أقول «البلشفية»، الخارجة عن أصول الأعراف الرئاسية! .. ورغم كل ذلك، فقد جاء الانتصار للموقف القطري من داخل واشنطن، ممثلاً في موقف وزارة الخارجية الأميركية، حيث انتصر وزيرها للقيم التي يدعو لها الدستور الأميركي، فأنصف قطر، ولا أقول اصطف معها، وإنما ظل نصيراً للحوار الداعي لحل الأزمة، عبر الوساطة الكويتية. .. وفــــــــي هــــــــــذا الإطـــــــار أكـــــــد ســـــعــــادة الــــــشيـــــخ محمــــــــد بن عبدالرحـــمــــــن آل ثـــانـــي، وزيـــــر الخــــارجية، تمســــك قطـــــر بمنهـــجيــــــة الحــــــوار، مطـــــالباً بـــــضـــرورة جلوس أطراف الأزمة على الطـــــاولة، لبحث سبل حلها، تحت المظلة الكويتية، مؤكداً اعتزازه بها وتقديره لها. .. وانطلاقاً من هذا المبدأ، أدار سعادة وزير الخارجية ملف الأزمة الخليجية بنجاح لافت، فاستطاع أن يسجل موقفاً إيجابياً يحسب له، ولدولتنا قطر الملتزمة بالتحاور، والتمسك بالوساطة الكويتية، احتراماً لمكانة صاحبها الأمير المبادر بطرحها سمـــــــو الشـــــيخ الحـــكيـــــــم «صبـــــاح الأحــــمد»، أمـــــيـــر دولة الكويت الشقيقة، صاحب المكانة الكبيرة في قلوبنا، الذي أرسل مبعوثيه خلال الساعات الماضــــية إلى عواصم المنطـــــقة، في محاولة كويتية لتسوية الأزمة. .. وفي إطار الحراك الدبلوماسي الكويتي الذي تشهده المنطقة، بالتزامن مع المساعي الأميركية استقبل سعادة وزير الخارجية أمـــــــس مـــــوفـــــدي أمـــيـــــر الكويـــــت، ســـــعادة الشـــــــيــــخ صباح الخالد الحمــــــد الصـــــباح، النائب الأول لرئيـــــــس الوزراء وزيــــــــر الخارجـــــية الكويـــــتي، وسعــــــادة الشــــــيـــــخ محــــمـــد العبدالله المبارك الصباح، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالإنابة، في دولة الكويت الشقيقة. .. ومن خـــــلال قراءة عمـــــيقة، بل متعـــــــمقة، لمواقــف الدبلوماسية القطرية، نصل إلى حقيقة التزام قطر بقواعد الحل، التي يتبناها المجتمع الدولي، ويطالب بها لحل الأزمة، في إطار الوساطة الكويتية. من هذا المدخل ينبغي الدخول إلى رحاب الدبلوماسية القطرية، لفهم الموقـــــف الدبـــلوماســــي الهـــــــادئ الذي يتبناه سعادة الشيخ محمــــــد بن عبــــدالرحمن آل ثــانـــي، وزيــــر الخارجــــية، الــــــذي لمع اسمه بشكل واضح منذ اندلاع الأزمة، من خلال قيادته الناجحة دفة الدبلوماسية القطرية وطرح رؤيتها في المحافل الدولية، ونجاحه في تفكيك الخطاب التحريضي، الذي يعتمد على اتهام قطر بدعم «الإرهاب». .. وفي إطار حراكه الخارجي، وتحركه الدولي، لم يترك سعادته عاصمة من عواصم القرار العالمي لم يزرها، حيث تنقل بيــــــــن واشنـــــطن وموســــكو وبــرليــن وغيـــــرها، وحـــــــظي بحـــضور دبلوماسي رصين، وتوجه بخطاب سياسي رزين، فكــــان سفيراً لبلاده بــــــدرجة وزيــــر، بل وزيراً لخارجيـــتها بأعـــلى درجات التقدير. .. ولأن منصب وزير الخارجية ليس منصباً هيناً يمكن لأي أحد القيام به، لكنه يتطلب قدرات ومهارات وطاقات وإمكانات لا تكتسب بالدراسة فحسب، بل لا بد من تراكم التجارب والخبرات, التي تصقلها الضغوطات والأزمات، فكان هذا ما يحتاجه سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني لإظهار موهبته الدبلوماسية، وقدراته الاستثنائية. .. ولو انتقلنا على الطـــــــرف الآخــــر، وتابعـنا أداء وزراء خارجية «دول التحالف»، منذ اندلاع الأزمة, نجد أن أحدهم يتعامل مع قطر بطريقة فوقية، وآخر بنوع من «الشوفينية» الاستعراضية، وثالث بنرجسية مفرطة، ورابع بجرعة من «الهمبكة» الفارطة، التي لا تنتمي بأي حال من الأحوال إلى الأعراف الدبلوماسية! .. وبــــــناء عـــلى ما ســـــبق يتـــــضح أن ســـــعادة الشــــيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني تفوق على «الرباعي الوزاري»، المكون من وزراء خارجــــــية الســـعوديــــة والإمـــــارات ومصـــــــر، وتابـــعهــم وزير خارجية البحرين، الذي عندما يتحدث عن قطر أتذكر مقدم برنامج «نكهة وبهار مع القصار»! .. وما من شك في أن «الدبلوماسية المطبوخة» التي يقدمها ذلك الوزير، لا تختلف عن الطبخ والطبيخ ووجبات «المطابخ الشعبية»، ولأنها «طبخة تآمرية» فاحت رائحتها، إليكم مقاديرها، وطريقة طبخها بلسان طباخها «أول شيء نشب الجولة، ونحط البصل في قاعة الجدر، ونسوي الحمسة مالت الطماط، ونرش البزار المخلط، وإحنا بزارنا نسويه في البيت، مع حبيبة فلفل، وشوية حلبة، ونصب الماي، ونفوح اللحم، ونكت اليريش المنهنه، وعليكم بالعافية»! هذه باختصار مقادير «طبخة التآمر» على قطر، التي يقدمها وزراء خارجية «التحالف الرباعي»، في برنامجهم المسمى «نكهة وبزار مع دول الحصار», مع كامل الاعتذار إلى صاحب «الملكية الفكرية» صانع الابتكار سليمان القصار!. أحمد علي مدير عام تحرير صحيفة الوطن القطرية
أسباب غياب "الأمين العام " عن الظهور لتوضيح موقفه من أخطر أزمات " التعاون" ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أحمد علي يكتب في كلمة صدق اليوم مطالب السعودية و«توابعها» لرفع الحصار عن قطر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الجيل الحالي يهدم ركائز «الجيل الباني» لمنظومة «البنيان الخليجي» لم أجد تفسيراً واحداً حتى الآن لتبرير أو تمرير الموقف السلبي الصادم، ولا أقول الصامت، الذي اتخذه معالي عبداللطيف الزيانــي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تجاه أزمة الحصار الجائر المفروض على قطر، سوى أنه ربما يشكو ـ لا سمح الله ـ من أعراض «العنقز» أو «العنكز»! .. والمعروف أن هذه الحالة تصيب الصغار والكبـــار مرة واحــــدة غالباً في حياتهم، وتكون أكثر قوة إذا أصابت كبيراً، حيث تسبب للمصاب حكة جلدية، مصحوبة بطفح مؤلم، يعقبها ظهور فقاعات صغيرة، ترتكز على قواعد حمراء، مليئة بسائل يصب كالدمع! .. وبعيداً عن دموع الأمهات المحاصرات في قطر، اللواتي انتهكــــت حقوقهن الإنسانية، نتيجة الحصار الجائر، المفروض عليهن من دول «التحالف الثلاثي» وتابعهم «نظام السيــسي»، أود التوضــــــيح ـ رغم أنـــني لست طبيباً ـ أن «العنقـــــــوز» ينتــــشر بســــــرعة عن طريق التلامس أو التنفس أو العطس، ولم أكن أعلم أن عدم الادلاء بالتصريحات الصحفية من أعراض ذلك المرض، ولهذا يبدو ـ والله أعلم ـ أن «الأمين العام لمجلس التعاون» آثر الاعتكاف في مكتبه في الرياض، مفضلاً عدم الظهور أمام الرأي العام، للادلاء بدلوه في ذلك الأمر الهام. .. وتقديراً لهذه الحالة المَرَضية ـ ولا أقول المُرضية ـ فإننا ندعو له ـ ولا ندعو عليه ـ بالشفاء العاجل، ليستأنف نشاطه الحافل، الذي عودنا عليه، حيث برع معاليه في إصـــدار الكــــثير من بيانات الشجب والاستنكار، حول العديد من القضايا الإقليمية، سواء الأزمة اليمنية أو غيرها من الأزمات. .. ولأن علاج «العنقز» يتطلب الراحة التامة للمريض خلال فترة العلاج، فإننا نتفهم أسباب غياب «الأمين العام» عن الظهور العلني، لتوضيح موقفه تجاه أخطر أزمة تواجه «مجلس التعاون» الذي يتولى «أمانته»، وربما يعاني من حالة نادرة من حالات «الخاز باز» التي تمنعه من الكلام! .. وحتى تتضح تفاصيل الصورة حول أسباب الصمت المطبق الذي أصابه ليس أمامنا سوى الاعتقاد أن الأمور التبست على معالي «الأمين العام» وجعلته يعتقد أن قطر هي التي تحاصر السعودية والإمارات والبحرين، ولهذا آثر التروي، بانتظار أن يستأذن الرياض وأبوظبي والمنامة لتحديد موقفه من الأزمة! .. والمؤسف أن معالي السيد «عبداللطيف الزياني» لم يكلف نفسه حتى بزيارة الدوحة، للتعبير عن موقفه، سواء كان سلبياً أو إيجابياً. .. وكــــــنا ومازلنـــا على استــــعداد لإرســــال تذكرة ســــفر صادرة باســــمه ذهاباً وإيــــابـــــاً (الرياض ـ الدوحة ـ الرياض) بالدرجة الأولى على الخطوط الجــوية القطــرية، ليعود بعدهــا عزيزاً معززاً إلى مقره في «الأمانة العامة» الموجود في العاصمة السعودية. .. ويمكن لنا أيضاً إرسال طائرة خاصة له، لضمان عودته بسرعة، لمباشرة عمله، وإن تعذر ذلك كما هو متوقع بسبب إغلاق الأجواء السعودية في وجه الطائرات القطرية، يمكننا إرسال «سنبوك» أو «جالبوت» ينقله من المنـــامة عبر مياه الخليـــــج، وسيجدنا بانتــــظاره فـــــي «ميناء الدوحة» ونحن نغني له أغنية الفنان البحريني الكبير إبراهيم حبيب «دار الهوى دار.. متى نشوفك يا حلو نفرش لك الدار» .. وبعيداً عن الغناء، نتوقف عند البلاء الذي أصاب «مجلس التعاون»، وأثبت أن «أمينه العام» فشل فشلاً ذريعاً في التعامل مع أزمة الحصار الجائر المفروض على قطر من شقيقاتها الثلاث أعضاء المجلس! .. وهذا الفشل الذريع لا يقل عن إخفاق نظيره «الأمين العام» الآخر المريع، وأقصد «أحمد أبوالغيط» الذي مازال جالساً بجلابيته في «الغيط»، يتابع تداعيات قيام البرلمان المصري بتمرير اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، الذي بمقتضاه ستنتقل السيادة المصرية على جزيرتي «تيران وصنافير» الاستراتيجيتين، الواقعتين بمدخل البحر الأحمر، من القاهرة إلى الرياض. .. ويبدو أن «أبوالغيط» لا يعلم أن قطر دولة عربية، تتعرض لحصار جائر من دول تدعي العروبـــــة، لكنــــها تفــــرض حصــــــاراً ظالماً لا مثيل له على دولة شـــقيقة لها، تشترك معها في اللغة والتاريخ والمصير الواحد، وفي التأثر عند سماع أنشودة «أمجاد يا عرب أمجاد»! .. وما من شك في أن «الأمانة القومية» تقتضي من «الأمين العام للجامعة العربية» أن يتحرك لمعالجة الأزمة، خصوصاً بعد قيام جزر المالديــــف والنيجر بقطع علاقاتهما الدبلوماسية مع دولة عربية اسمها قطر. .. ومـــــن المعيــب أن يكـــــون موقــــــف دول «الاتحــــــاد الأوروبــــي»، وفــــــي مقدمتها ألمانيا، أشرف من مواقف «الأمين العام» الخليجي ونظيره العربي، إلا إذا كان الأخير يعتقد أن قطر، لكونها دولة آسيوية، فهو غير مسؤول عن الدفاع عن حقوقها، لأنه «إفريقي» ولا أقول «فرعوني»! .. ولهذا ينبغي عليها أن تلجأ إلى «الآسيان»، وهو تحالف آسيوي نشأ عام ١٩٦٧، كنوع من الحلف السياسي، لمواجهة انتشار الشيوعية بين دول جنوب شرق آسيا، لكنه سرعان ما اتجه لتحقيق التكامل الاقتصادي بين أعضائه. .. وما من شك في أن هذا التكتل يحترم «الخصوصية السياسية» لكل دولة من دوله الأعضاء العشرة، دون تدخل إحداها لفرض موقفها على الأخرى، حيث يحترم كل عضو من أعضاء «الآسيان» الحقوق السيادية لكل أعضائه، وهذا ما دفعهم لوضع الآليات الكفيلة بتجنيب دول الرابطة أي صراعــــات أو نزاعـــــات، لضـــمان الاستـــقرار الســـياسي بينهم، حتى يتم التركيز على تسريع النمو الاقتصادي، وتحقيق التقدم الاجتماعي، من خلال عملهم المشترك، الذي يقوم على روح التعاون الحقيقي، وليس «التعاون الشكلي» الموجود في «مجلس التعاون الخليجي». .. ولطــــــالـما نظرنــــا إلـــى هــــذا «الميلـــــس» عـــــلى أنـــه الضـــــامن الأول لأمـــــننــــا، وجـــــاءت أزمة حصار دولتــــنا قطر لتصدمنـــــا، بعدما أزاحـــــت الــــستار عن حقيقتـــــــه، حيث كــــشفت الأزمــــــة الحاليـــــــة أن التهديــــدات لأمـــــن دول «مجــلـــــس التعاون» تصـــــــــدر مـــــــن داخـــــله، والمخــــاطـــر الأمنية تتصدر من بعضنا ضد بعضنا الآخر، ولا وجود لأي تهديد خارجي حقيقي، إلا ذلــك الأمن الداخلي المهدد من الداخل الخليجي! .. ولا جــــــــدال فـــي أن الجــــيل المؤسس لمجلس التـــــعاون، وهـــم المغفـــــور لهم بــــــإذن الله الـــشيخ خليفة بن حمد آل ثـاني، وزايد بن ســـلطان آل نهيـــان، وجــــابر الأحـــمد الجابر الصباح، وعيسى بن سلمان آل خليفة، والملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود ـ رحمهم الله جميعاً ـ سيشعرون بالصدمة لو كانوا أحياء، لما يفعله «جيل الأبناء» بشقيقتهم قطر، لأنهم يجدون أن ما بنوه بإصرارهم وعزيمتهم وتلاحمهم ينهار أمامــــهم، بعدما ســـــاهموا في ترســــيخ دعائم «البنيان الخليجي» في الخامس والعشرين من مايو عام ١٩٨١. .. وها هو «الأمين العام لمجلس التعاون» يفشل في ارتداء القناع الذي ارتداه كثيراً، ويخفق حتى في الظهور العلني، ولا أقول الإعلامي، لتوزيع ابتساماته الصفراء، وإطلاق تصريحاته الجوفاء، التي تحمل في مضمونها الكثير من الهراء. .. وأذكر فيما أذكر أن «معالي الزياني» سُئل ذات مرة في حوار نشرته عام ٢٠١٢ صحيفة «الشرخ الأوسع» عفواً أقصد «الشرق الأوسط» السعودية عن التباين في مواقف دول مجلس التعاون، فيما يتفق بالقضايا الإقليمية والدولية، ومدى اعتقاده أن ذلك يعد مؤشراً إيجابياً أم سلبياً.. وهل هناك آلية لتحديد المواقف.. فأجاب قائلاً بالحرف الواحد «التقييم بهذه الطريقة غير عادل، فنحن ككتلة واحدة نحرص على التنسيق المشترك في المواقف المهمة، والظهور بمواقف موحدة، ولا أذكر أن هناك قضية محورية تهم دول المجلس إلا إذا كان هناك اتفاق حولها». .. ومادام «مجلس التعاون» يسير على التوافق الذي يقوده الى الاتفاق وليس الانفلاق أو الانشقاق، لماذا تتطرف «دولة الأمانة العامة» وتريد قيادة المجلس، وفقاً لمزاجها السياسي، لدرجة منع «الأمين العام» من الادلاء بتصريح يحدد موقفه من أزمة الحصار الجائر المفروض على قطر؟. .. ورغـــــــــم مــــرور أكـــــثر من أســــــبوعين على الأزمة المفتعلــة ضـــد الدوحـــة، التي تقصف بأركـــــــــــان «المجلس غيـــــر المتعــاون» لـــــم يظـــهــــــر أميـــــنه العام، ولم يبـــــادر حتى بتنفــــيذ ما جـــاء في الآيــــــة العـــــاشرة من ســـــورة «الحجـــــرات» التي يـــقــــول فيها تعالى «إنما المؤمنون أخوة، فأصلحوا بين أخويكم». .. وما من شك في أن هذه الآية الكريمة قلـــيل من لا يحفظـــها من المسلمين، لأنها تــــشير إلى قاعدة عظيمة، وتقرر أصلاً من ثوابت أصول الإسلام، وتؤكد أمراً على جهة التأكيد والإلزام، وهو أن الأخوة تمثل دعامة من دعائم الدين. .. وإذا كان النسب الذي يجمع دول «مجلس التعاون» وشعوبها يمثل اشتراكاً في الدم واللحم، فما بالك بذلك الارتباط الديني، الذي ينبثق من روابط الدين الحق؟ .. ولهذا لا ينبغي على الأخوة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن يتنازلوا ــ ولا أقول يتنازعوا ــ عن أخوة المكان، ولا شراكة الإيقان، والكيان الخليجي الواحــــد، إلى فرقة الهجـــــران، واتبــــــاع الشيطان والبحث عن الصولجان! .. ومن المعروف أن الإسلام يجمع ولا يفرق، يقرب ولا يبعد، يوحد ولا يعدد، لذلك نستغرب جميعاً، ونتساءل كيف تقوم «دولة الإسلام» ومهبط الرسالة السماوية بمقاطعة شقيقتها قطر، وتفرض حصاراً جائراً عليها في شهر رمضان، وتقوم بإغلاق المنافذ الجوية والبرية في وجه شعبها، وكل هذا الجور والبهتان يحدث في شهر القرآن؟ .. وإذا كان رب العالمين، الرحمن الرحــيم، مالك يــوم الدين يقول في كتابه الكريم (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ).. فكيف تتبنى «دولة القرآن» موقفاً متطرفاً، لا يعكس «الوسطية» في التعامل مع الأشقاء في شهر نزول القرآن، رغم أن «المصحف الكريم» هو كتاب السماء، وأحكامه أقوى من قوى البشر، وأعظم من كل تحالفات دول الشر؟ .. وكيف تقوم السعودية بقطع روابط الأخوة التي يحث عليها «الخطاب القرآني»، من خلال حصارها الجائر مع توابعها ضد أبناء قطر، الذين تجمعها بهم روابط الرحم الواحد، والدين الواحد، والرسول الواحد، والإقليم الواحد، والمجلس الواحد، والشعب الواحد، والمصير الواحد، و«البشت» الواحد؟ .. وكيف تقوم بارسال وزير خارجيتها غرباً، وتوجهه بعيداً، بدلاً من إرساله إلى شقيقتها قطر، التي لا تبعد عنها سوى مسافة كيلومترات معـــــدودة لبحث الســــبل الكفــــيلة بإنهـــــاء الخلاف المفتعل؟ .. ولماذا لم ترسل «جبيرها» إلى الكويت، بدلاً من واشنطن، حيث يوجـــد «أمير الإنسانية» الشيخ صباح، الصبوح بوجهه، صاحب المبادرات الصبوحة، الذي بادر بالوساطة لحل الأزمة، عــــــلى أســــــــاس لا غالـــب ولا مغلـــوب، وتمنحه شــــــرف إنــــــهاء أزمـــــة الحـــصار، تقـــــديـــــراً لمبادرته وإنسانيته وشيخوخته، وهو «شيخ الشيوخ» في المنطقة؟ .. ولماذا يقوم «الوزير الجبير»، ولا أقول الأجير، بتغيير استراتيجيات إدارة الأزمة المفتعلة ضد قطر، حيث تحولت «الشروط» إلى «مطالب»، لتتغير بعدها وتصبح «شكاوى» ومن يدري ربما تصبح قريبا مجرد «ملاحظات»! .. ورغم كل هذه المتغيرات في المسميات، أستطيع التأكيد أن «شكاواهم» أو شروطهم لن تخرج في نهاية الأمر عن النقاط التالية، التي تتضمن سقفاً عالياً من الاشتراطات الفوقية، أكثر من علو «برج خليفة» في الإمارات، أوردها فيما يلي ١) إلزام كل قطري باحضار شهادة موقعة من «ضاحي خلفان» تثبت أنه ليس «إرهابيا»! ٢) تغيير اسم «سوق واقف» إلى «سوق جالس»، مع ضرورة أن يكون جالساً على كرسي متحرك، بدلاً من وقوفه شامخاً! ٣) نقل «دورة الخليج» المقبلة من الدوحة إلى القاهرة، لتشجيع السياحة في مصر! ٤) منع القطريين من ارتداء «الغترة» على طريقة «الكوبرا»، لأنها تشجع على «الإرهاب»! ٥) تغيير اسم قنــــاة «الجزيـــــرة» لأنها تســــبب إحــــراجاً لأهلنـــــا في الإمـــارات، وتـــذكـــــرهم بـ «الجزر المحتلة» التي عجزوا عن تحريرها! ٦) إغلاق كل مطعم إيراني في قطر يبيع «جلو كباب»، كمؤشر لقطع العلاقات مع إيران، وبادرة على حسن النية تجاه «دول الحصار». ٧) منع إذاعة أغنية «الله يا عمري قطر» باعتبارها تحرض على «الإرهاب»، مع إجبار المستمعين القطريين على سماع أغاني «عتاب»! ٨) تسهيل بيع «الحلوى والمتاي» في المراكز التجارية القطرية، لدعم الاقتصاد البحريني! ٩) تأييد «حفتر» في ليبيا، لتغيير الانطباع السائد في أوساط القطريين أنه «جنرال حتر»! ١٠) تغيير اسم «فريجنا العتيق» المسمى «أم غويلينة»، وتحويله إلى اســــم ذكــــوري ليصبح «أبو غويلينة»، حتى يشارك بفاعلية في «مكافحة الإرهاب»! ١١) إغلاق الخطوط «القطرية»، وإجبار القطريين على السفر بالدرجة السياحية فقط على الخطوط «السعودية»، وفي حالة زيادة وزن الراكب شخصيا عن ٨٠ كيلو يتم تحويله على رحلات الشحن! ١٢) تعيين «مرتضى منصور» رئيساً للنادي «العربي»، لضمان هبوطه الموسم المقبل إلى دوري الدرجة الثانية! ١٣) منع القطريين من شراء «الخبز» من أي «خــــباز إيرانـــي» في الدوحة، والاكتفاء بشراء البضائع الإيرانية من الإمارات التي تغرق الأسواق الإماراتية! ١٤) مبـــــــادرة قطــــــر لترشيـــح «السيسي» لجـــائزة «نوبل» للسلام، وإغراق ــ ولا أقول إغراء ــ جيبوتي وجزر القمر بالمال السياسي لدعم هذا الترشيح! ١٥) فتح «منافذ آمنة» في شارع «٢٢ فبراير» لتسهيل حركة المرور في ساعات الذروة، مع إعطاء الأولوية للسيارات التي تحمل لوحات سعودية وإماراتية وبحرينية! ١٦) تسليم «بودرياه» زعيم «الإرهابيين» في الخليج، المختبئ حاليا في الذاكرة الشعبية، وتغيير التراث الشعبي القطري باعتباره يتضمن شخصيات «ارهابية». ١٨) إغلاق جميع مصانع «البطاطيل» في قطر، ومنع «العيايز القطريات» من ارتداء «البطولة»، وهي البرقع الذي يغطي الوجه، لأنه مظهــــــر من مظاهر «الإرهاب»، وعــــدم السمــــــاح لكل «عجوز قطرية» للتسوق أو «الشوبنغ» في «شبر بوش» في العاصمة البريطانية! ١٩) تخفيض سعر الريال القطري، وربطه بـ «الجنيه المصري»، بدلا من الدولار الأميركي! ٢٠) عدم التدخل في شؤون «مشيرب»، سواء بهدف تطوير المنطقة أو تعميرها، والإبقاء على النسيج الآسيوي الكثيف المتواجد فيها! ٢١) إجبار المشجعين القطريين على تشجيع الهلال السعودي والعين الإماراتي والمحرق البحريني، بدلاً من أندية السد والريان والعربي. ٢٢) إلزام المشاهدين القطريين بمشاهدة نشرة الأخبار في التليفزيون السعودي فقط، مع ضرورة الانصات إلى الموسيقى التصويرية المملة المرافقة لكل خبر حتى نهاية النشرة! ٢٣) تعييــــــن «أحمد الجارالله» رئيـــسا لتحـــــرير صحيفة «العــــربي الجـــديد»، رغـــم أنه ما يعرف يكتب اسمه! ٢٤) دعوة «نجيب ساويرس» للاستثمار في قطر، ودراسة امكانية افتتاح محل لبيع «البصارة» في «كتارا»! ٢٥) تعيين «عمرو أديب» رئيساً لتليفزيون قطر، باعتباره من رموز المصداقية الإعلامية! ٢٦) تكليف «الهيئة القومية لسكك حديد مصر» بإدارة مشروع «الريل» في قطر، للاستفادة من خبراتها الطويلة في وقوع حوادث تصادم القطارات الأليمة! ٢٧) تعليق صــــورة المنافــــق «مصطفـــــى بكري» في كل مجلـــــس قطري، حتى يقوم الزوار بالبصق على صورته عند دخولهم وخروجهم من المجلس. ٢٨) تعيين «أحمد موسى» رئيسا لقناة «الجزيرة للأطفال»، لقدرته الفائقة على «تخريعهم» .. أقصد تثقيفهم! ٢٩) الالتزام بشراء جميع الكميات المصدرة من «البخور الإماراتي»، تشجيعا للتجارة البينية بين الإمارات وقطر. ٣٠) منع القطريين من «الكشخة» المعروفة عنهم، وحظر قيامهم بشرب شاي «الكرك» في محلات «هارودز» في لندن. ٣١) تعيين «لميس الحديدي» مديرة لفريق «الجمباز» في نادي «باريس سان جيرمان» المملوك لدولة قطر، باعتبارها «جمبازية» من الطراز الأول في الشرق الأوسط! ٣٢) في حال عدم الالتزام بتنفــــــيذ هـــذه المطالب أو الشروط أو «الشـــــكاوى» ستـــقوم دول «التحالف الثلاثي» بتصعيد حصارها الجائر على قطر إلى المستوى الأعلى، مما يعني إجبار كل مواطن قطري على ارتداء «كندورة» لونها «كركمي»، في عيد الفطر المبارك، وكل «حصار» وأنتم بخير! احمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق اليوم ليس دفاعا عن المستشار حمد العطية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لو كانت اتهاماتهم صحيحة لما قام رئيس وزراء البحرين بزيارة الدوحة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا يحتاج ســـــعادة الأخ حمد بن خليفة بن عبدالله العطية إلى شــــهادة مني أو إشادة من غيري، فهو قامة وطنية كبيرة، وقيمة قطريــــة مرموقــــــة، لا يمكن لأحد التشكيـــك فيها، أو التشـــــويش عليهــــــا، أو تــشويــــه صورتهـــا، عبر الطعن في حرصها على أمن واستقرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. فهو صاحب «الفزعة»، ولا يمكن أن يكون سبباً من مسببات «الفزع الخليجي»، وهو «راعي النخوة»، ولن يكون يوماً سبباً من أسباب الجفوة أو الفجوة المتزايدة بين قطر وشقيقاتها «دول الحصار» الجائر، وله بصمات واضحة في العديد من الإنجازات القطرية، أبرزها تطوير وتأهيل «سوق واقف» ليكون معلماً حضارياً، ومزاراً سياحياً، يحظى بإعجاب الزائرين، سواء داخل قطر وخارجها. .. ولعل ما يميز شخصيته، أن أعماله تتحدث عنه، لأنه رجل صامت لا يحب الأضواء ولا يبحث عن الضوضاء، ويفضل العمل في صمت، لتبقى شعلة قطر مضيئة. .. وبعيداً عن خيوط الضوء الومضاء، وتحت ستار حلكة الليل الظلماء، قامــــت وسائل التحـــريض الإعلامي في «دول الحصار» المفروض على قطر، ببث تسريات لمكالمات صوتية منسوبة لسعادة الأخ حمد العطية المستشار الخاص لصاحب السمو، تحت مزاعم الادعاء بالتآمر على مملكة البحرين «الشقيقة»، من خلال تواصله مع الناشط البحريني حسن علي محمد جمعة سلطان، الذي كان نائباً في برلمان بلاده. .. ولو علمنا أن سعادته كان يقوم بدور أخوي للإصلاح أو التصالح بين طرفي الأزمة الداخلية في البحرين إبان أحداث ٢٠١١، بعلم الحكومتين البحرينية والقطرية، حقناً للدماء، وحتى لا يكون هناك شلال من الدم النازف في البلد الشقيق، سندرك حقيقة تلك المكالمات المجزأة، التي تم عرضها على طريقة «ولا تقربوا الصلاة» دون إكمال باقي الآية الكريمـــــة، لتوظــــــيفها في تضليــــل الرأي العام، وتـــــهويل المسألة، لتأخذ أبعاداً غير بعدها الحقيقي. .. ويشبه الادعاء المزعوم الموجه إلى الأخ حمد العطية، تهمة التخابر التي تم توجيهها في القاهرة إلى الرئيس الشرعي محمد مرسي، الذي كــــــان يتواصل مع قطر، بصــــفته رئيساً لجمــــــهورية مصر العربية، مثل غيرها من الدول، سواء السعودية أو البحرين أو أي دولة أخرى، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين بلاده ودول العالم. .. وتدخــــــل المكالمات المســـــربة المنـــسوبة إلى المسؤول القطري في إطار تمـــــويه الحقائق، أو توجيـــــه الحقــــيقة نحو مســــارات ظلاميــــة، ولا أقـــــول ضـــبابيــــة، بـــل هي في حقيقتها تدفع الحق نحو دهاليز ظالمة. .. وتخلو الاتهامات الباطلة التي يروجـــــــون لهــــا من أي دليل يقـــيني، يقــــطع في وجدان القانون بانصراف نية الأخ حمد العطية إلى إحداث الضرر بأمن البحرين، لأنها تمت بالتنسيق مع السلطات المعنية، وأجريـــت بمعرفتها ومباركتها أثناء الاحتجاجات البحرينية التي اندلعت في الرابع عشر من فبراير عام ٢٠١١، وتم خلالها الاعتصام في «دوار اللؤلؤة»، وأضحى اسمه من أشهر الأسماء التي ورد ذكرها في نشرات الأخبار خلال متابعتها لأحداث البحرين، وتم هدمه في الثامن عشر من مارس من نفس العام، في إشارة للقضاء على مكان التظاهر، والتخلص من ذكرياته السيئة، التي ما زالت عالقة في أذهان المسؤولين البحرينيين. .. ولما كان من المقرر قانوناً أنه يجب أن يتوفر لدى المتهم ــ أي متهم ــ النية المبيتة، أو الغاية الإجرامية لتحقيق الإضرار بمصلحة معينة، من المؤسف أن يتم الادعاء بما ورد في المكالمات المسربة، تحت دعوى التآمر على أمن «المملكة الشقيقة». .. ولأنهم لا يمكنهم الإثبات على وجه القطع أن تلك المكالمات تهدف إلى مؤامرة قطرية ضد البحرين، فقد اتجـــــــهوا في ادعاءاتهم إلى محاسبة نوايا المسؤول القطري، رغم أن النية تعد أمراً داخلياً قابعاً في عمق الــــضميــر، ولا تظهر بعلامات خارجية أو إشارات دالة عليها، ولا يمكن الإثبات على وجه اليقين أن المتصل كان يهدف من تواصله مع النائب البحريني السابق إلى التآمر، ويبدو واضحاً من الاتهامات أنها مرسلة، ولا تقوم على دليل يؤيدها، أو برهان يؤكدها، ومن ثم ينتفي الركن الخاص بهذه التهمة، الباطلة من أساسها. .. ولا يحتــــاج الأمــــر أن أكـــــون خبـــــيراً قانــــونياً لكي أتـــــرافع بكلــــماتي المكتـــــوبة في الســــطور التــــــاليــــــة دفــــاعاً عــــن الأخ حمــــد بـــــن خليـــفـــــة العطيــــة، إذ يكـــفــي القـــــــول إن الحـــقيقة التي لا يُمارى فيها، ويعرفها كل متابع وكـــــل مراقب أن جرائم التآمــــــر على ارتكـــــاب الأفعال الشيطانيـــــة التي يتحدثــــون عنـــها ويــــروجــــــون لها، يحتاط فيها القائم عليها بالسر، والخفاء، ويكون الحذر والحيطة نبراساً في إدارة حركته، وتوجهاته، حتى يظل بعيداً عن أنظار الرقباء. .. ولا يمكن لأي عاقل التصديق بأن مسؤولاً قطرياً رفيع المستوى، في مكانة الأخ حمد العطية يملك حساً أمنياً عالياً، بحكم تخرجـــــه من كلية «ســــانت هيرست» العسكرية في أواخـــــــر عـــام ١٩٧٩، سيــــجري اتصالات هاتفية بطريقة مكشوفة مع ناشط بحريني، يعارض نظام الحكم في بلاده، ويعـــــده خلال المـــكالمات بزيارته في بلده، دون أن يضع في حساباته أن اتصالاته مراقبة، وأن مكالماته مسجلة وأن تحركاته في الداخل البحريني مرصودة! .. وتحسباً من الأبواب الموصودة، فإنه سيسعى للهبوط عليه من الجو، عبر ارتداء «البراشوت» دون الدخول من المنفذ الجوي الرسمي في البلاد، وهو «مطار المنامة»، مما يعني علم سلطاتها المختصة بدخوله، وبالتالي فإنها حتماً سترصد تحركاته في «البيت البحريني»، وتلتقط له الصور برفقة الناشط المعارض، سواء أمام «باب البحرين» أو عند محلات «حلوى شويطر»! .. ولو كانت توجد نوايا قطرية شيطانية لزرع الفتنة في البحرين، كان يستطيع «العطية» أو غيره من رجال قطر الأوفياء الالتقاء مع المعارضين البحرينيين ــ وما أكثرهم ــ سواء في لبنان أو إيران أو باكستان أو أوزبكستان أو طاجكستان، أو اليونان أو حتى اليابان لإبعاد الشبهات. .. ومـــــــن المؤكــــد أن المســـؤول القطــــري، رفيع المستوى، كــــان يقــــوم بمهــــمة وســــاطــــة بعلـــــم السلطات البحرينية والقطرية، وبالتنسيق مع الجهات المختصة في البلدين، لتقريب وجهات النظر بين الطرفين المتنازعين في البحرين، وكان حريصاً ــ كل الحرص ــ على عدم انزلاق قطر في هاوية الصِدام الداخلي بين مكونات المجتمع البحريني، حرصاً على عدم التورط إلا بالمشاركة القطرية الرمزية في قوات «درع الجزيرة»، مما يمهد لإصلاح ذات البين بين الطرفين. .. ولأن الدليل في القانون، منطقاً أو منطلقاً، هو قياس مؤلف من براهين، تـــــؤدي حتماً وضرورة إلى الحقيقة، لا يمكن من خلال المقاطـــــع المسربة من المكالمـــات التقاط أي دليــــل أو برهــــــان عــــلى التحريض في اتصالات المسؤول القطري المسربة، ولا توجد أي ثوابت قانــــونية تؤكد مشــــاركته في زعزعة الأوضاع في «المملكة الشقيقة». علماً بأن انقلاب الأمور على الســــاحة البحرينيــــة رأســـاً على عقب ــ لا سمــــح الله ــ سيعــقبها الاضطراب الفوري علينا في قطر، فنحن جميعاً في المنطقة مثل أحجار «الدومينو»، إذا سقط حجر واحد تساقطــــــت الأحجــــار الأخرى تلقـــــائياً، وســــــيؤدي ذلك إلى الإضرار بنا، بحكم أننا الأقرب لهم جغرافياً واجتماعياً وعائلياً. .. ولكل هذا، فإننا أكثر الحريصين من غيرنا على أمن واستقرار الأوضاع في مملكة البحرين الشقيقة، وأكثر حرصاً من الآخرين على دعم تلاحم جبهتها الداخلية، وتوسيع مجالات التعاون بيننا وبينها. .. وعلى مدار العقود الماضية التي شهدت فيها العلاقات القطرية ــ البحـــــرينية مداً وجزراً، شداً وجذباً، لم تتورط قطر في زعزعة استقرار الدولة الشقيقة أو غيرها، بل كانت الدوحة ولاتزال وستظـــــل حريــــصة على وحــــدة الجبهة الداخلـــية البحرينيـــة، وتلاحـــــمها بكل مكـــــونـــاتها، ودعم خطط التنمية في البلاد. .. ولا يمكن في هذا المجال إغفال سعي قطر إلى إنشاء مشروع «جسر المحبة» لربط البلدين،، وهو المشروع الحيوي الحضاري، الذي جرى تجميده ولم يعد يتذكره أحد، حيث يبدو أن هناك جهات داخل البحرين أو خارجها لا تريد لهذا المشروع أن يظهر، ولا تريد للعلاقات القطرية ــ البحرينية أن تتطور، رغم أنه كان مشروعاً مطروحاً بفكرة قطرية، تم الكشف عنها للمرة الأولى عام ١٩٩٩. .. وتم تكليف شركة «كوي» الدانماركية لوضع التصــــاميم الأوليـــــة للجسر، بطول نحو ٤٠ كيلومتراً، مما يجعله أضخم مشروع تنموي خليجي، ويجعله أحد أطول الجسور الممتدة فوق المياه في العالم. .. وعاد طرح مشروع الجسر بقوة إلى الواجهة في عام ٢٠١٣، يعني بعد عامين على إجراء المكالمات المسربة التي أجريت في فبراير ٢٠١١، ولو كان ما ورد فيها صحيحاً، لما اجتمعت «مؤسسة الجسر» التي تضم أعضاء من حكومتي البلدين، لبحث خطوات إنجازة، ليساهم ذلك المشروع المؤجل، أو الجسر المعطل في إنعاش التجـــارة البينية بين الدولتيـــــن، ويزيـــد مـــــن الارتباط والتعاون والتواصل في مختلف المجالات بين الجانبين. .. ولعل أكبر دليل على صحة كلامي، وهو برهان ملموس، يخاطب العقل، يتجسد في قيام «صاحب السمو الملكي» الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين بزيارة نادرة إلى الدوحة في شهر فبراير الماضي. .. ولو كان ما ورد في المكالمات المسربة المنسوبة إلى الأخ حمد العطية، والتي يعود تاريخها إلى شهر فبراير عام ٢٠١١ صحيحاً، وكان يستهدف حقاً زعزعة الاستقرار في «المملكة الشقيقة»، كما يزعمون، لما قام رئيس وزرائها، الذي يوصف بأنه «رجل البحرين القوي»، بزيارة «قطر المتآمرة»! خاصة أن سموه يعرف كل صغيرة وكبيرة في بلاده، بل يعرف تفاصيل التفاصيل في المشهد البحريني، وهو الذي يدير شؤون «المملكة» الداخلية والخارجية، من خلال شخصيته القوية ــ حفظه الله وأطال عمره ــ لكونه شخصية استثنائية في المنطقة. .. ووفقاً لنص الخبر الذي أوردته وكالة الأنباء البحرينية (بنا) حول زيـــارة ســــموه إلى الدوحــــة، فقــــــد جــــاءت زيارة «صاحب السمو الملكي» لبحث مسار العلاقات الأخوية ــ وأكرر الأخوية، وليس العدائية ــ بين مملكة البحرين ودولة قطر الشقيقة وسبل دعمها وتنميتها في المجالات المختلفة. .. وأدلى «صاحب السمو الملكي» بالتصريح التالي لدى وصوله دولة قطر الشقيقة، وفقاً لما جاء في وكالتهم الرسمية «يسعـــــــدنا أن نقــــوم بهـــذه الزيارة الرسميـــة إلى دولة قطر الشقيقـة، تلبية لدعوة من أخينا صـــــاحب الـــــسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وهو ما يبعث على الاعتزاز لما يربط بين بلدينا من أواصر محبة وروابط تقوم على أسس ومقومات مشتركة، تاريخية واجتماعية وجغرافية وتسندها الروابط الخليجية والعربية والإسلامية. .. ونحن نقوم بهذه الزيارة الرسمية، فإننا نراها فرصة للاطلاع على مظاهر النهضة التنموية والعمرانية التي تشهدها دولة قطر الشقيقة، التي بدأت في عهد صاحب السمو الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، طيب الله ثراه، وواصل المسيرة من بعده صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي جعل قطر محط أنظار اهتمام عالمي. .. واستمر التطور والبناء فيها بعهد صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة، حيث أصبحت قطر رمزاً من رموز التطور والتنمية في دول مجلس التعاون والمنطقة». .. وعندما يقول رئيس وزراء البحرين إن قطر أصبحت رمزاً من رموز التطور في المنطقة، فهذا يدحض كل أقاويلهم، ويمحق كل مزاعمهم عن دور قطر في التآمر عليهم، أو التدخل في شؤونهم الداخلية. .. وفي نفس السياق المتصل مع ذلك البيان، أكد سموه في تصريحات رسمية نشرتها وكالة الأنباء البحرينية، وجميع وسائل الإعلام في البحرين، أن زيارته إلى قطر جسدت المستوى العميق للعلاقات التاريخية المتجذرة بين البلدين، وعززت انسجام المواقف، وساهمت في زيادة التنسيق في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة. .. وخلال زيارته إلى الدوحة، اتفق سموه مع سمو أمير قطر ــ والكلام لا يزال كما ورد في نص وكالة الأنباء البحرينية ــ على أهمية الإسراع بخطى التعاون والتنسيق الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات. كما أكد أن المجال مفتوح أمام دخول مجالات جديدة إلى منظومة التعاون الثنائي بين البلدين، في ظل الأفق الرحب، الذي تنتهجه علاقاتهما المتميزة، لتحقيق أفضل النتائج على صعيد هذا التعاون. .. وأكد «صاحب السمو الملكي» رئيس الوزراء في مملكة البحرين الشقيقة، حرص بلاده على تنمـــــية التعــــاون مع دولة قطر الشقيقة، وتطويره في مختلف المجالات، معربا سموه عن الاعتزاز بمسار العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط بين مملكة البحرين ودولة قطر الشقيقة في مختلف المجالات. .. وكل ما سبق ذكره، كان واردا بالنص خلال تغطية وكــــالة الأنباء البحرينية لزيارة «صاحب السمو الملكي» الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين إلى قطر، وهي الزيارة التي تمت في أواخر فبراير الماضي، أي قبل ٤ شهور تقريباً. .. ولو كانت لدى المسؤول البحريني الكبير أي شبهات حول قطر تشير إلى أنها سعت أو تسعى لزعزعة الاستقرار في بلاده، لما قام بزيارتها، ولما أصدر بياناً بهذا المستوى الحافل بالعبارات الودية، التي تشيد بالعلاقــــات الأخوية التاريخية بين البحرين وقطر. .. ولا أنسى أنه خلال زيارته إلى الدوحــــة، قــــام بزيارة «سوق واقف» وهــــو المعلم البارز الـــذي ســـاهم سعادة الأخ حمد بن خليفة العطية، المتهم بالتحريض على زعزعة الاستقرار في البحرين، في تطويره وتجميله، ليكون معلماً تراثياً في البلاد. .. وأعرب «صاحب السمو الملكي» في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء البحرينية بالمستوى المتطور للسوق التراثي، مشيراً إلى أنه يعكس جانبا مشرقا من مظاهر النهـــــضة التي تشهــــدها دولة قطر الشقيقة بقيــــادة صاحــــب الســــمو الشـــيخ تميم بن حمد آل ثاني. .. ونوه سموه بما يمثله «سوق واقف» كمعلم تاريخي وسياحي يستحق أن يكون نموذجا في تطويع الجانب التراثي لخدمة الأغراض السياحية، لافتاً إلى أن مملكة البحرين ودولة قطر الشقيقة تشتركان في الاهتمام بالجوانب التراثية وجعلها عناصر محفزة وداعمة للسياحة. .. وخلال جولة سموه في السوق، توقف في «مجلس الدامة» الذي أنشئ في نوفمبر ٢٠٠٩ داخل «سوق واقف»، حيث التراث يسكن كل زاوية من زواياه، والتاريخ يظهر بين أزقته وفي أرجائه. .. ولأن ذلك المجلس مخصص لهواة تلك اللعبة التراثية التي تشبه لعبة «الشطرنج»، وتتطلب من ممارسها نسبة عالية من الذكاء، لا أعتقد أن الأمر يحتاج من المرء إلى ذكاء خارق ليعرف حقيقة أن المكالمات المسربة المنسوبة إلى سعادة الأخ حمد العطية، مجرد «لعبة من الألعاب» التي يلعبونها، بهدف الإلهاء، وفيها كثيراً من الادعاء! أما ما يتعلق بلعبة (الدامة) فهي تتطلب من ممارسها الكثير من الذكاء المخلوط بالدهاء، حيث يتم خلالها خوض مباراة على رقعة خشبية تضم (٤٦) خانة أو مربعاً، يتقاسم في إطارها لاعبان (٣٢) حجراً أو «أحطبة» هي عدد أحجار اللعبة، التي ترتكز على الكر والفر، الهجوم والدفاع، في خــــــضم لعبة ذهنية، يتــــــم في إطــــارها التـــــنافس بين التكتيك الهجومي المحكم والتكنيك الدفاعي المضاد. .. وهذا ما نلمسه حاضراً اليوم في «لعبة المحاصرة» ولا أقول «المراهقة» التي يمارسونها ضد قطر، من خلال حصارهم الجائر عليها، واتهاماهم الباطل ضدها، لدرجة قيامهم باتهام مستشار سمو الأمير بالتآمر على مملكة البحرين الشقــــيقة، وهــــــو الاتهام الباطل الذي يحتاج إلى وضع «أحطبة الدامة» في عيون كل من يروج لهذه التهمة الباطلة. .. ومن الواضح أنهم يحاولون توظيف كل ما لديهم من أكاذيب ضد قطر، وتفريغ كل ما في جوفهم من أحقاد متراكمة على مدار العشرين عاماً الماضية، التي لا تخلو من الحسد على نجاح التجربة القطرية، والغيرة من صعودها على الساحة العالمية، سياسيا واقتصادياً وإعلامياً ورياضياً وحضارياً وتعليمياً وتنموياً، حيث استطاع القطريون تحقيق ما عجز الآخرون عن تحقيقه. .. ولن أستغرب أن يتم اتهام «طفاشوه» بالتخابر مع الدوحة، باعتباره من مشجعي «العربي»، خاصة أن رفيق دربه «جسوم» لديه «مؤهلات إرهابية»، عفواً أقصد كوميدية، نراها واضحة في «سوالف طفاش»! عدا وجود «الحجي مكي» بلهجته التقليدية الخاصة بمناطق البحرين القروية، وهي الحاضنة الشعبية لبيئة المعارض البحريني «حسن علي محمد جمعة سلطان» الذي تم إسقاط جنسيته، وهو الطرف الآخر في المكالمات المسربة مع المسؤول القطري، وتم خلالها التواصل معه بصفته نائبا سابقاً في برلمان بلاده، ممثلاً عن المكون الطائفي الحائر الحاضر ولا أقول «الثائر» على الساحة البحرينية، وكان الهدف من تلك الاتصالات، كما ذكرت وأكرر، السعي لإصلاح ذات البين بين الطرفين المتنازعين، بعلم السلطات البحرينية ــ والقطرية، لحقن الدماء في «مملكة دلمون»! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
من ذكر فى نفس الأخبار؟
قارن خليفة بن حمد آل ثاني مع:
شارك صفحة خليفة بن حمد آل ثاني على