ابن خلدون

ابن خلدون

عبد الرحمن بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي (١٣٣٢ - ١٤٠٦م) مؤرخ من شمال أفريقيا، تونسي المولد أندلسي حضرمي الأصل، كما عاش بعد تخرجه من جامعة الزيتونة في مختلف مدن شمال أفريقيا، حيث رحل إلى بسكرة وغرناطة وبجاية وتلمسان، كما تَوَجَّهَ إلى مصر، حيث أكرمه سلطانها الظاهر برقوق، ووَلِيَ فيها قضاء المالكية، وظلَّ بها ما يناهز ربع قرن (٧٨٤-٨٠٨هـ)، حيث تُوُفِّيَ عام ١٤٠٦ عن عمر بلغ ستة وسبعين عامًا ودُفِنَ قرب باب النصر بشمال القاهرة تاركا تراثا ما زال تأثيره ممتدا حتى اليوم ويعتبر ابنُ خَلدون مؤسسَ علم الاجتماع الحديث ومن علماء للتاريخ. والاقتصاد. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بابن خلدون؟
أعلى المصادر التى تكتب عن ابن خلدون
(سيوة) هي مدينة وواحة مصرية في الصحراء الغربية، تبعد حوالي ٣٠٠ كم عن ساحل البحر المتوسط إلى الجنوب الغربي من مرسى مطروح، وتتبع محافظة مطروح إدارياً. ينتشر في أرجائها الآبار والعيون التي تستخدم لأغراض الري والشرب وتعبئة المياه الطبيعية والعلاج، وبها أربع بحيرات كبرى، فيما اكتشف بها عدة أماكن أثرية مثل معبد آمون، ومقابر جبل الموتى، وأعلنت بها محمية طبيعية تبلغ مساحتها ٧٨٠٠ كم، تضم عدة أنواع لأشكال الحياة الحيوانية والنباتية. يقطن الواحة ما يقارب من ٣٥ ألف نسمة تقريباً، يعمل أغلبهم بالزراعة أو السياحة. يسود المناخ القاري الصحراوي الواحة، فهي شديدة الحرارة صيفاً، أما شتاؤها فدافئ نهاراً شديد البرودة ليلاً. تشتهر سيوة بالسياحة العلاجية حيث يتوفر برمالها العناصر الطبيعية الصالحة لأغراض الطب البديل. فيما تعتبر رحلات السفاري باستخدام سيارات الدفع الرباعي من الرحلات المحببة لزائري الواحة. وتشير بعض الإحصائيات إلى أن سيوة تستقبل حوالي ٣٠ ألف سائح سنوياً من المصريين والأجانب. وصنفها عدد من المواقع الأجنبية والعَربية ضِمن أكثر ٩ أماكن عُزلة على كوكب الأرض. للعمارة في سيوة طابع خاص ومميز حيث تبنى المنازل التقليدية بحجر الكرشيف الذي يتكون من الملح والرمال الناعمة المختلطة بالطين، وتصنع الأبواب والنوافذ من أخشاب شجر الزيتون والنخيل. وتعد فنون التطريز والصناعات الفخارية اليدوية من أميز الحرف التقليدية بالواحة، والتي يأتي على رأسها طحون الطاجين، وأواني الطهي الصحراوية ذات الشكل الهرمي التقليدي والمزخرفة بشكل جميل. ولأهل سيوة عيد خاص وهو عيد الحصاد الذي يحتفلون به عند اكتمال القمر بالسماء في شهر أكتوبر من كل عام يرجح البعض أن اسم سيوة جاء من كلمة "سيخت آم" وتعني أرض النخيل، أو يعود إلى الاسم القديم "ثات". وسميت الواحة قديماً بأسماء عديدة منها "بنتا"، وقد وجد هذا الاسم في أحد النصوص المدونة في معبد إدفو، وسُميت "بواحة آمون" حتى عهد البطالمة الذين سموها "واحة جوبيتر آمون"، وعرفها العرب باسم "الواحة الأقصى"، وهو الاسم الذي ورد في خطط المقريزي. في حين أشار إليها ابن خلدون باسم "تنيسوة"، وهو اسم لفرع من قبائل الزنتانة في شمال إفريقيا، كما أشار إليها الإدريسي باسم "سنترية"، وقال إنه يسكنها قوم خليط بين البربر والبدو. يتحدث السيويون بلهجة تاسيويت المنشقة عن اللغة الأمازيغية أو لغة البربر، والتي ترجع إلى حام بن نوح، ويتحدثها كل طفل في سيوة بحكم الميلاد والنشأة، ثم يتعلم اللغة العربية خلال مراحل الدراسة، إضافة إلى لهجتهم المصرية الحديثة. جبل الموتى هو جبل يضم مجموعة من المقابر الأثرية التي تعود للفترة ما بين القرنين الرابع والثالث ق‏.‏م،‏ والتي أعيد استعمالها خلال العصرين اليوناني والروماني‏‏. يبعد الجبل نحو ٢ كم عن سيوة‏، واكتشفت المقابر فيه نتيجة لهروب أهالي سيوة إلى الجبل خلال غارات الحرب العالمية الثانية‏.‏ مقبرة باتحوت هي مقبرة كاهن للإله أوزيريس، حصل على لقب العظيم في مدينة العادل والمستقيم‏.‏ وبالمقبرة نحت لنشيد موجه للإله تحوت‏،‏ بالإضافة إلى منظر لطقس ديني يعرف باسم سحب الثيران الأربعة‏.‏ مقبرة سي آمون هي من أهم مقابر الصحراء الغربية‏ الأثرية، والتي عثر بداخلها على عدد كبير من المومياوات‏. تتمثل أهمية المقبرة في توضيحها للتزاوج بين الفن المصري القديم والفن اليوناني‏، ومن أهم الصور الفنية بالمقبرة منظر قاعة محكمة أوزيريس‏، ومنظر للإلهه نوت ربة السماء‏. مقبرة التمساح هي أحد أهم المقابر الأثرية المحفورة بجبل الموتي‏. اكتشفت في عام ١٩٤٠، وعرفت بهذا الاسم نظراً إلى اندثار اسم صاحب المقبرة وإعجاب أهالي سيوة بمنظر التمساح الموجود بالمقبرة. تزخر المقبرة بمناظر كتاب الموتى‏، ومناظر أخرى لصاحب المقبرة‏ وهو يتعبد لبعض الآلهة،‏ وعلى جانب المدخل صور ثلاثة آلهة ممسكين بالسكاكين وذلك لغرض حماية المومياء.‏ مقبرة ميسو ايزيس هي أحد المقابر الأثرية بالمنطقة ويوجد بها نص يصف الإله أوزيريس باسم الإله العظيم المبجل في ثات‏، ويرجح الأثريون أن يكون "ثات" هو الاسم القديم لسيوة. جبل الدكرور هو عبارة عن سلسلة من التلال المتجاورة. يقع الجبل على مسافة ٣ كم جنوب واحة سيوة، وله قمتان تسميان "نادرة وناصرة". في قمة ناصرة توجد مغارة منحوتة في الصخر تسمى "تناشور"، وأسفلها يوجد أثر يسمى "بيت السلطان" مصنوع من الحجر الجيري النظيف. يشتهر الجبل برماله الساخنة ذات الخصائص العلاجية، واحتوائه على الصبغة الحمراء المستخدمة في تصنيع الأواني الفخارية السيوية. يتوافد إلى الجبل الزوار من المصريين والأجانب أثناء فصل الصيف للاستمتاع بحمامات الرمال الساخنة التي تتميز بقدرتها على علاج الأمراض الروماتيزمية وآلام المفاصل والعمود الفقري والأمراض الجلدية. معبد آمون معبد آمون ويسمى أيضاً معبد الوحي أو معبد التنبؤات أو معبد الإسكندر هو أحد أهم المعالم الأثرية في واحة سيوة، وأقيم في العصر الفرعوني لنشر ديانة آمون بين القبائل والشعوب المجاورة ، ويشهد المعبد ظاهرة فلكية تسمى الاعتدال الربيعي حيث يتعامد قرص الشمس على المعبد مرتين كل عام، في ٢٠ أو ٢١ مارس وهو تاريخ الاعتدال الربيعي، و٢٢ أو ٢٣ سبتمبر وهو تاريخ الاعتدال الخريفي، وترصد الظاهرة اليوم الوحيد في العام، حيث يتساوى الليل والنهار بعد ٩٠ يوماً من أقصر نهار في العام، وبعده بتسعين يوماً آخرين يقع أطول نهار في العام. معبد أم عبيدة معبد أم عبيدة هو معبد آمون الثاني بالواحة ويقع بالقرب من معبد الوحي‏، شيده الفرعون المصري نكتنابو الثاني أو نختانبو الثاني من الأسرة الثلاثين، ويتميز بصورة للفرعون وهو يركع للإله آمون. اختلفت الروايات حول كيفية تدمير المعبد، فبعضها يشير إلى أن زلزال حدث عام‏ ١٨٨١ تسبب في تدمير المعبد، والبعض الآخر يورد أنه تم تفجير المعبد في عام ١٨٩٧ . مدينة شالي يرجع تاريخ تأسيس مدينة شالي إلى عام‏ ١٢٠٣، واسمها يعني المدينة‏ في اللغة السيوية‏.‏ وكان للمدينة باب واحد فقط ، وسمي "أنشال" بمعني باب المدينة، وفي الجهة الشمالية من سور المدينة يوجد الجامع القديم، وفتح للمدينة باب ثان في الجهة الجنوبية سمي "أترات" بمعنى الباب الجديد‏، تم فتح باب ثالث سمي "قدوحة"، وكان لا يسمح للنساء عند خروجهن إلا باستعمال هذا الباب فقط. استخدم في بناء منازل المدينة حجر الكرشيف الطيني المستخرج من الأرض المشبعة بالملح‏‏.‏‏ وفي عام‏ ١٩٢٦ انهار عدد كبير من منازل المدينة وتصدع الباقي منها نتيجة للأمطار الغزيرة، فهجر السكان شالي وشيدوا منازل جديدة عند سطح الجبل‏.‏ ضريح سيدي سليمان سيدي سليمان هو إمام السيويين وأشهر شخصيات الواحة على الإطلاق. ويحكي أهل الواحة عن سيدي سليمان أنه كان قاضياً شديد الورع والتقوى. مركز سيوة لتوثيق التراث هو مركز يتبع مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي. يهدف المركز إلى توثيق كافة جوانب التراث السيوي من عادات وتقاليد وحرف وصناعات يدوية وفن قديم وموسيقى وشعر ونحت، والمحميات الطبيعية، وطرق الري والبناء القديمة. متحف البيت السيوي أنشئ المتحف بالتعاون مع الحكومة الكندية في حديقة مجلس المدينة على مساحة ثلاثة أفدنة، على طراز البيت السيوي التقليدي باستخدام الطوب اللبن وجذوع النخيل، ويجمع بين أرجائه تاريخ الحياة السيوية وتطورها على مدى مراحل زمنية مختلفة، ويحوي العديد من المقتنيات التي تعبر عن التراث السيوي الأصيل، والتي جمعت بالجهود الذاتية لأهالي الواحة مثل المجوهرات الفضية والآلات الموسيقية وأزياء الأفراح والسلال والأواني الفخارية وأدوات الزراعة.
جريدة البورصة مدحت نافع يكتب ابن خلدون يعلّمنا الاقتصاد. هو عبدالرحمن أبوزيد بن محمد بن خلدون رجل الدولة والقاضى والمؤرخ والعالم، سار فى تعليمه على نمط تقليدى فبدأ بحفظ القرآن والحديث الشريف وعلوم الشريعة وقواعد اللغة والشعر.. ثم قام فيما بعد بدراسة علوم الفلسفة والتصوف الإسلامى. تقلّب ابن خلدون فى مناصب سياسية عديدة فى مراكش وتولى رئاسة وزراء إحدى المقاطعات عام ١٣٦، ثم تعرّض للسجن والاعتقال لأسباب سياسية. وتعد مقدمة ابن خلدون أشهر أعماله على الإطلاق، وهى ذلك العمل الذى يعد مقدمة لكتابه «العبر» والذى أهمل ولم يشتهر كما اشتهرت مقدمته التى انتهى منها فى عام ١٣٧٧ وأصبحت بعد ترجمتها إلى لغات عدة مرجعاً مهماً فى علم الاجتماع ومنطق التاريخ. وعلى الرغم من الإسهامات الاقتصادية المهمة لابن خلدون والتى يمكن استخلاصها من مقدمته الشهيرة فإن أبرز مؤرخى التحليل الاقتصادى «جوزيف شومبيتر» لم يتناول الإسهام الاقتصادى لابن خلدون إلا فى بضعة أسطر لا تتجاوز نصف صفحة من كتاب كبير يضم ١٢٦٠ صفحة. ولقد تعرّض ابن خلدون للمشكلة الاقتصادية فى معرض دراسته لوقائع التاريخ وعلم العمران البشرى، حيث لم يكن علم الاقتصاد قد عرف بهذا الاسم وحظى بالاستقلال حتى القرن السابع عشر الميلادى. تعرّض ابن خلدون للحاجات البشرية، أصلها وتطورها وأنواعها قبل أن يطور المفكرون الاقتصاديون الغربيون فكرة المشكلة الاقتصادية التى يمكن اختصارها فى تعدد الحاجات وندرة الموارد. يقرر ابن خلدون، أن الإنسان بطبعه مفتقر إلى أشياء أساسية وأخرى تتفرّع عنها وتنشأ مع رقى وتقدم المجتمع، ويؤكد ابن خلدون أن حجم السكان عامل مهم فى تحديد حجم الاحتياجات الكلية للمجتمع. ويتفرّع ابن خلدون فى مقدمته من فكرة تعدد الاحتياجات وانقسامها إلى ضرورية وكمالية وتنوّعها كلما كبر حجم السكان والمجتمع، إلى فكرة لازمة لهذا التطور العمرانى أطلق عليها توزيع العمل وهى فى تعريفه لها لا تختلف عن فكرة التخصص وتقسيم العمل التى اشتهر بها آدم سميث مؤسس علم الاقتصاد كما نعرفه اليوم. ويقرر ابن خلدون بعد أن يصف تعقد العملية الإنتاجية وترابط وتشابك أجزائها، ان الناتج الذى يحصله عدد من الأفراد نتيجة التعاون بينهم يكفى لسداد حاجاتهم ويفيض ليسد حاجات عدد أكبر منهم بكثير، وهذا المفهوم للعائد من تقسيم العمل يختلف عمّا ذهب اليه أرسطو والذى كان يرى المواهب البشرية الفطرية أساس تقسيم العمل. كذلك ميّز ابن خلدون عناصر الإنتاج من رأسمال وعمل وموارد طبيعية، وإن كان لفظ رأس المال لم يكن يتناوله كما هو بل بمفرداته الدالة عليه من آلات ومعدات وأدوات تساعد فى العملية الإنتاجية. تناول ابن خلدون فى مقدمته أيضاً مفاهيم اكتساب الدخل أو المكسب وإنفاقه فإذا كان الدخل بمقدار الحاجة سمّى معاشاً، وإذا زاد عن ذلك سمى رياشاً، وتطرّق أيضاً إلى أنواع النشاط الاقتصادى فى فصل عنوانه «وجوه المعاش وأصنافه»، وميز فيه بين الإمارة والتجارة والفلاحة والصناعة، وتلك الأخيرة أكد على أن التطور فيها مرتبط بسعى الإنسان الى انتاج سلع كمالية وان هذا الأمر مرتبط بالتفكير والابتكار الذى يحدث بصورة متدرجة. لكن أهم الأفكار الاقتصادية التى تضمّنها تحليل ابن خلدون فى مقدمته من وجهة نظرى هى ارتباط فكرة العمران بزيادة الإنفاق، وهى الفكرة التى ميّزت الفكر الكينزى بعد مساهمتها فى خروج الاقتصاد العالمى من أزمة الكساد الكبير، كذلك يعتبر تحليله لأسباب العمران ونموه ونقصانه نظرية متكاملة فى النمو الاقتصادى بمصطلحات عصره، اتساع العمران ثم وفوره ثم اضمحلاله مراحل مرتبطة أولاً بالموقع الجغرافى للدولة، ومرتبطة ثانياً بنمو الدولة السياسى والاجتماعى منذ النشأة وحتى الخراب. تعرّض ابن خلدون أيضاً لتحليل الأسعار باستخدام فكرة العرض والطلب، ولاحظ أن السلع الضرورية ترخص فى البلاد التى يتسع فيها العمران والعكس بالنسبة للسلع الكمالية. وعلى حد تعبيره وصف المعروض السلعى بالموجود من السلع، وعبّر عن نقص العرض بقوله إن السلعة قليلة أو عزيزة، بينما عبّر عن الطلب بالحاجات وأحياناً بلفظ الطلب كما هو شائع الآن فى علم الاقتصاد الحديث. ولفت الى خطورة ظاهرة التضخم أو غلاء الأسعار كما أطلق عليها، ولم يفضّل أيضاً الرخص المغالى فيه لأثره السلبى على النشاط والصناعة ومن ثم فضّل التوسّط بين الغلاء والرخص. كذلك تناولت المقدمة تحليلاً للنشاط الاقتصادى للدولة من السكة (اى سك النقود) الى إدارة ديوان الأعمال والجبايات أى الضرائب والرسوم والإتاوات، وخصص فصلاً لتحليل أسباب قلة الجباية وكثرتها. ويقر ابن خلدون العلاقة الطردية بين قوة الدولة وعدالة وزائعها أى ضرائبها، فيرى أن نهاية العمران وقرب فشل الدولة مقترن بزيادة الأعباء الضريبية وقلة ايراداتها الإجمالية. تعرّض ابن خلدون فى مقدمته أيضاً لقيام الدولة بنشاط إنتاجى أو تجارى، ويرى أن الدولة لا تقدم على مشاركة الناس فى التجارة والإنتاج إلا لقلة إيراداتها من الجباية بالنسبة لنفقاتها (أى عجز الموازنة العامة)، والذى يقترن بنهاية الدولة حينما يزيد إنفاقها على الأمراء والجند والترف ويتعرض مجمل نشاط الاقتصاد للخلل المزمن. وختاماً يقول ابن خلدون وكأنه ينظر بعين القارئ لمآلات الأمور فى بعض الدول « أعلم أن الدولة إذا ضاقت جبايتها بما قدمناه من الترف وكثرة العوائد والنفقات وقصر الحاصل من جبايتها على الوفاء بحاجتها ونفقاتها واحتاجت الى المزيد من المال والجباية فتارة توضع المكوس على بياعات الرعايا وأسواقهم وتارة بالزيادة فى ألقاب المكس وتارة بمقاسمة العمال والجباة وامتلاك عظامهم..»
مدحت نافع يكتب ابن خلدون يعلّمنا الاقتصاد هو عبدالرحمن أبوزيد بن محمد بن خلدون رجل الدولة والقاضى والمؤرخ والعالم، سار فى تعليمه على نمط تقليدى فبدأ بحفظ القرآن والحديث الشريف وعلوم الشريعة وقواعد اللغة والشعر.. ثم قام فيما بعد بدراسة علوم الفلسفة والتصوف الإسلامى. تقلّب ابن خلدون فى مناصب سياسية عديدة فى مراكش وتولى رئاسة وزراء إحدى المقاطعات عام ١٣٦، ثم تعرّض للسجن والاعتقال لأسباب سياسية. وتعد مقدمة ابن خلدون أشهر أعماله على الإطلاق، وهى ذلك العمل الذى يعد مقدمة لكتابه «العبر» والذى أهمل ولم يشتهر كما اشتهرت مقدمته التى انتهى منها فى عام ١٣٧٧ وأصبحت بعد ترجمتها إلى لغات عدة مرجعاً مهماً فى علم الاجتماع ومنطق التاريخ. وعلى الرغم من الإسهامات الاقتصادية المهمة لابن خلدون والتى يمكن استخلاصها من مقدمته الشهيرة فإن أبرز مؤرخى التحليل الاقتصادى «جوزيف شومبيتر» لم يتناول الإسهام الاقتصادى لابن خلدون إلا فى بضعة أسطر لا تتجاوز نصف صفحة من كتاب كبير يضم ١٢٦٠ صفحة. ولقد تعرّض ابن خلدون للمشكلة الاقتصادية فى معرض دراسته لوقائع التاريخ وعلم العمران البشرى، حيث لم يكن علم الاقتصاد قد عرف بهذا الاسم وحظى بالاستقلال حتى القرن السابع عشر الميلادى. تعرّض ابن خلدون للحاجات البشرية، أصلها وتطورها وأنواعها قبل أن يطور المفكرون الاقتصاديون الغربيون فكرة المشكلة الاقتصادية التى يمكن اختصارها فى تعدد الحاجات وندرة الموارد. يقرر ابن خلدون، أن الإنسان بطبعه مفتقر إلى أشياء أساسية وأخرى تتفرّع عنها وتنشأ مع رقى وتقدم المجتمع، ويؤكد ابن خلدون أن حجم السكان عامل مهم فى تحديد حجم الاحتياجات الكلية للمجتمع. ويتفرّع ابن خلدون فى مقدمته من فكرة تعدد الاحتياجات وانقسامها إلى ضرورية وكمالية وتنوّعها كلما كبر حجم السكان والمجتمع، إلى فكرة لازمة لهذا التطور العمرانى أطلق عليها توزيع العمل وهى فى تعريفه لها لا تختلف عن فكرة التخصص وتقسيم العمل التى اشتهر بها آدم سميث مؤسس علم الاقتصاد كما نعرفه اليوم. ويقرر ابن خلدون بعد أن يصف تعقد العملية الإنتاجية وترابط وتشابك أجزائها، ان الناتج الذى يحصله عدد من الأفراد نتيجة التعاون بينهم يكفى لسداد حاجاتهم ويفيض ليسد حاجات عدد أكبر منهم بكثير، وهذا المفهوم للعائد من تقسيم العمل يختلف عمّا ذهب اليه أرسطو والذى كان يرى المواهب البشرية الفطرية أساس تقسيم العمل. كذلك ميّز ابن خلدون عناصر الإنتاج من رأسمال وعمل وموارد طبيعية، وإن كان لفظ رأس المال لم يكن يتناوله كما هو بل بمفرداته الدالة عليه من آلات ومعدات وأدوات تساعد فى العملية الإنتاجية. تناول ابن خلدون فى مقدمته أيضاً مفاهيم اكتساب الدخل أو المكسب وإنفاقه فإذا كان الدخل بمقدار الحاجة سمّى معاشاً، وإذا زاد عن ذلك سمى رياشاً، وتطرّق أيضاً إلى أنواع النشاط الاقتصادى فى فصل عنوانه «وجوه المعاش وأصنافه»، وميز فيه بين الإمارة والتجارة والفلاحة والصناعة، وتلك الأخيرة أكد على أن التطور فيها مرتبط بسعى الإنسان الى انتاج سلع كمالية وان هذا الأمر مرتبط بالتفكير والابتكار الذى يحدث بصورة متدرجة. لكن أهم الأفكار الاقتصادية التى تضمّنها تحليل ابن خلدون فى مقدمته من وجهة نظرى هى ارتباط فكرة العمران بزيادة الإنفاق، وهى الفكرة التى ميّزت الفكر الكينزى بعد مساهمتها فى خروج الاقتصاد العالمى من أزمة الكساد الكبير، كذلك يعتبر تحليله لأسباب العمران ونموه ونقصانه نظرية متكاملة فى النمو الاقتصادى بمصطلحات عصره، اتساع العمران ثم وفوره ثم اضمحلاله مراحل مرتبطة أولاً بالموقع الجغرافى للدولة، ومرتبطة ثانياً بنمو الدولة السياسى والاجتماعى منذ النشأة وحتى الخراب. تعرّض ابن خلدون أيضاً لتحليل الأسعار باستخدام فكرة العرض والطلب، ولاحظ أن السلع الضرورية ترخص فى البلاد التى يتسع فيها العمران والعكس بالنسبة للسلع الكمالية. وعلى حد تعبيره وصف المعروض السلعى بالموجود من السلع، وعبّر عن نقص العرض بقوله إن السلعة قليلة أو عزيزة، بينما عبّر عن الطلب بالحاجات وأحياناً بلفظ الطلب كما هو شائع الآن فى علم الاقتصاد الحديث. ولفت الى خطورة ظاهرة التضخم أو غلاء الأسعار كما أطلق عليها، ولم يفضّل أيضاً الرخص المغالى فيه لأثره السلبى على النشاط والصناعة ومن ثم فضّل التوسّط بين الغلاء والرخص. كذلك تناولت المقدمة تحليلاً للنشاط الاقتصادى للدولة من السكة (اى سك النقود) الى إدارة ديوان الأعمال والجبايات أى الضرائب والرسوم والإتاوات، وخصص فصلاً لتحليل أسباب قلة الجباية وكثرتها. ويقر ابن خلدون العلاقة الطردية بين قوة الدولة وعدالة وزائعها أى ضرائبها، فيرى أن نهاية العمران وقرب فشل الدولة مقترن بزيادة الأعباء الضريبية وقلة ايراداتها الإجمالية. تعرّض ابن خلدون فى مقدمته أيضاً لقيام الدولة بنشاط إنتاجى أو تجارى، ويرى أن الدولة لا تقدم على مشاركة الناس فى التجارة والإنتاج إلا لقلة إيراداتها من الجباية بالنسبة لنفقاتها (أى عجز الموازنة العامة)، والذى يقترن بنهاية الدولة حينما يزيد إنفاقها على الأمراء والجند والترف ويتعرض مجمل نشاط الاقتصاد للخلل المزمن. وختاماً يقول ابن خلدون وكأنه ينظر بعين القارئ لمآلات الأمور فى بعض الدول « أعلم أن الدولة إذا ضاقت جبايتها بما قدمناه من الترف وكثرة العوائد والنفقات وقصر الحاصل من جبايتها على الوفاء بحاجتها ونفقاتها واحتاجت الى المزيد من المال والجباية فتارة توضع المكوس على بياعات الرعايا وأسواقهم وتارة بالزيادة فى ألقاب المكس وتارة بمقاسمة العمال والجباة وامتلاك عظامهم..» د مدحت نافع خبير الاقتصاد والتمويل وإدارة المخاطر
مدحت نافع يكتب ابن خلدون يعلّمنا الاقتصاد. هو عبدالرحمن أبوزيد بن محمد بن خلدون رجل الدولة والقاضى والمؤرخ والعالم، سار فى تعليمه على نمط تقليدى فبدأ بحفظ القرآن والحديث الشريف وعلوم الشريعة وقواعد اللغة والشعر.. ثم قام فيما بعد بدراسة علوم الفلسفة والتصوف الإسلامى. تقلّب ابن خلدون فى مناصب سياسية عديدة فى مراكش وتولى رئاسة وزراء إحدى المقاطعات عام ١٣٦، ثم تعرّض للسجن والاعتقال لأسباب سياسية. وتعد مقدمة ابن خلدون أشهر أعماله على الإطلاق، وهى ذلك العمل الذى يعد مقدمة لكتابه «العبر» والذى أهمل ولم يشتهر كما اشتهرت مقدمته التى انتهى منها فى عام ١٣٧٧ وأصبحت بعد ترجمتها إلى لغات عدة مرجعاً مهماً فى علم الاجتماع ومنطق التاريخ. وعلى الرغم من الإسهامات الاقتصادية المهمة لابن خلدون والتى يمكن استخلاصها من مقدمته الشهيرة فإن أبرز مؤرخى التحليل الاقتصادى «جوزيف شومبيتر» لم يتناول الإسهام الاقتصادى لابن خلدون إلا فى بضعة أسطر لا تتجاوز نصف صفحة من كتاب كبير يضم ١٢٦٠ صفحة. ولقد تعرّض ابن خلدون للمشكلة الاقتصادية فى معرض دراسته لوقائع التاريخ وعلم العمران البشرى، حيث لم يكن علم الاقتصاد قد عرف بهذا الاسم وحظى بالاستقلال حتى القرن السابع عشر الميلادى. تعرّض ابن خلدون للحاجات البشرية، أصلها وتطورها وأنواعها قبل أن يطور المفكرون الاقتصاديون الغربيون فكرة المشكلة الاقتصادية التى يمكن اختصارها فى تعدد الحاجات وندرة الموارد. يقرر ابن خلدون، أن الإنسان بطبعه مفتقر إلى أشياء أساسية وأخرى تتفرّع عنها وتنشأ مع رقى وتقدم المجتمع، ويؤكد ابن خلدون أن حجم السكان عامل مهم فى تحديد حجم الاحتياجات الكلية للمجتمع. ويتفرّع ابن خلدون فى مقدمته من فكرة تعدد الاحتياجات وانقسامها إلى ضرورية وكمالية وتنوّعها كلما كبر حجم السكان والمجتمع، إلى فكرة لازمة لهذا التطور العمرانى أطلق عليها توزيع العمل وهى فى تعريفه لها لا تختلف عن فكرة التخصص وتقسيم العمل التى اشتهر بها آدم سميث مؤسس علم الاقتصاد كما نعرفه اليوم. ويقرر ابن خلدون بعد أن يصف تعقد العملية الإنتاجية وترابط وتشابك أجزائها، ان الناتج الذى يحصله عدد من الأفراد نتيجة التعاون بينهم يكفى لسداد حاجاتهم ويفيض ليسد حاجات عدد أكبر منهم بكثير، وهذا المفهوم للعائد من تقسيم العمل يختلف عمّا ذهب اليه أرسطو والذى كان يرى المواهب البشرية الفطرية أساس تقسيم العمل. كذلك ميّز ابن خلدون عناصر الإنتاج من رأسمال وعمل وموارد طبيعية، وإن كان لفظ رأس المال لم يكن يتناوله كما هو بل بمفرداته الدالة عليه من آلات ومعدات وأدوات تساعد فى العملية الإنتاجية. تناول ابن خلدون فى مقدمته أيضاً مفاهيم اكتساب الدخل أو المكسب وإنفاقه فإذا كان الدخل بمقدار الحاجة سمّى معاشاً، وإذا زاد عن ذلك سمى رياشاً، وتطرّق أيضاً إلى أنواع النشاط الاقتصادى فى فصل عنوانه «وجوه المعاش وأصنافه»، وميز فيه بين الإمارة والتجارة والفلاحة والصناعة، وتلك الأخيرة أكد على أن التطور فيها مرتبط بسعى الإنسان الى انتاج سلع كمالية وان هذا الأمر مرتبط بالتفكير والابتكار الذى يحدث بصورة متدرجة. لكن أهم الأفكار الاقتصادية التى تضمّنها تحليل ابن خلدون فى مقدمته من وجهة نظرى هى ارتباط فكرة العمران بزيادة الإنفاق، وهى الفكرة التى ميّزت الفكر الكينزى بعد مساهمتها فى خروج الاقتصاد العالمى من أزمة الكساد الكبير، كذلك يعتبر تحليله لأسباب العمران ونموه ونقصانه نظرية متكاملة فى النمو الاقتصادى بمصطلحات عصره، اتساع العمران ثم وفوره ثم اضمحلاله مراحل مرتبطة أولاً بالموقع الجغرافى للدولة، ومرتبطة ثانياً بنمو الدولة السياسى والاجتماعى منذ النشأة وحتى الخراب. تعرّض ابن خلدون أيضاً لتحليل الأسعار باستخدام فكرة العرض والطلب، ولاحظ أن السلع الضرورية ترخص فى البلاد التى يتسع فيها العمران والعكس بالنسبة للسلع الكمالية. وعلى حد تعبيره وصف المعروض السلعى بالموجود من السلع، وعبّر عن نقص العرض بقوله إن السلعة قليلة أو عزيزة، بينما عبّر عن الطلب بالحاجات وأحياناً بلفظ الطلب كما هو شائع الآن فى علم الاقتصاد الحديث. ولفت الى خطورة ظاهرة التضخم أو غلاء الأسعار كما أطلق عليها، ولم يفضّل أيضاً الرخص المغالى فيه لأثره السلبى على النشاط والصناعة ومن ثم فضّل التوسّط بين الغلاء والرخص. كذلك تناولت المقدمة تحليلاً للنشاط الاقتصادى للدولة من السكة (اى سك النقود) الى إدارة ديوان الأعمال والجبايات أى الضرائب والرسوم والإتاوات، وخصص فصلاً لتحليل أسباب قلة الجباية وكثرتها. ويقر ابن خلدون العلاقة الطردية بين قوة الدولة وعدالة وزائعها أى ضرائبها، فيرى أن نهاية العمران وقرب فشل الدولة مقترن بزيادة الأعباء الضريبية وقلة ايراداتها الإجمالية. تعرّض ابن خلدون فى مقدمته أيضاً لقيام الدولة بنشاط إنتاجى أو تجارى، ويرى أن الدولة لا تقدم على مشاركة الناس فى التجارة والإنتاج إلا لقلة إيراداتها من الجباية بالنسبة لنفقاتها (أى عجز الموازنة العامة)، والذى يقترن بنهاية الدولة حينما يزيد إنفاقها على الأمراء والجند والترف ويتعرض مجمل نشاط الاقتصاد للخلل المزمن. وختاماً يقول ابن خلدون وكأنه ينظر بعين القارئ لمآلات الأمور فى بعض الدول « أعلم أن الدولة إذا ضاقت جبايتها بما قدمناه من الترف وكثرة العوائد والنفقات وقصر الحاصل من جبايتها على الوفاء بحاجتها ونفقاتها واحتاجت الى المزيد من المال والجباية فتارة توضع المكوس على بياعات الرعايا وأسواقهم وتارة بالزيادة فى ألقاب المكس وتارة بمقاسمة العمال والجباة وامتلاك عظامهم..»
قارن ابن خلدون مع:
شارك صفحة ابن خلدون على