أحمد علي

أحمد علي

هذا الإسم ينتمى لأكثر من شخص طبقأ لويكيبيديا، يرجى الأخذ فى الإعتبار ان جميع البيانات المعروضة فى تلك الصفحة قد تنتمى لأى منهم.

أحمد عوض علي سياسي مصري. أحمد علي (كاتب) أحمد علي - لاعب كرة قدم مصري لعب للأهلي المصري أحمد علي كامل - لاعب كرة قدم مصري لعب للإسماعيلي المصري والهلال السعودي أحمد علي عطية الله - كاتب مصري أحمد علي عبد الله صالح - ابن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أحمد علي لاعب كرة قدم إماراتي. ويكيبيديا

أحمد علي وهو لاعب كرة قدم مصري يلعب لنادي المقاولون العرب. <br />في ٣٠ مايو ٢٠١٨ انتقل لنادي الجونة لمدة ثلاث مواسم. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بأحمد علي؟
أعلى المصادر التى تكتب عن أحمد علي
أحمد علي يكتب في كلمة صدق وقفة مع «زارع الفتنة».. ومُروِّجها في أبوظبي ................................................................................... "تغريدات المزروعي" تمثّل انتهاكا لمبادئ مؤسس الإمارات.. وخرقاً للقيم التي رسخها في بلاده .................................................................................. لم يكن من بين «مشاريع زايد» إطلاق شخص غير مؤدّب لتوجيه الشتائم ضد الآخرين ................................................................................... قد يبدو الأمر غريبا! لكن لو بحثنا عند شعوب العالم لن نجد فجورا في الخصومة السياسية أسوأ مما هو موجود عند «زارع الفتنة» الخليجية، ومروجها ومؤججها في أبوظبي المدعو حمد المزروعي، الذي تحول عنده الخصام إلى أقذر أنواع «الخمام»! .. والمؤسف أن تخرج الأزمة المفتعلة، التي افتعلوها في أبوظبي ضـــد الدوحة، عن إطارها السياســـي، لتصــل إلى حضيضها الأخلاقي، عبر قذف الشرفاء بتغريدات «الإفك»، التي يروجها المزروعي كيفما شاء، سبابا وشتما، بلا حسيب أو رقيب، وبلا مانع أو وازع أو رادع. .. وأستطيع القول إن أبوظبي تجاوزت في خصومتها مع قطر كل مسببات الخلاف، وقفزت خارج إطار الأعراف، وقامت بتسكير كل قيم العفاف، ولم تعد تلك الإمارة تسلك سلوكا واحدا يعكس تراث وميراث زعيمها الراحل الكبير زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله. فقد كان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، يدعو إلى احترام حقوق الآخر، وعدم الاعتداء اللفظي أو العضلي أو اليدوي على حرمات الآخرين. .. وقبل أن يكون زايد بن سلطان آل نهيان، حاكماًَ كان حكيماً، وقبل أن يكون مؤسساً لدولته الاتحادية كان معلماً ومربياً لأجيال متعاقبة من أبناء وطنه، الذين كان يحثهم انطلاقاً من موقعه الأبوي على الخلق القويم، والسير على الصراط المستقيم، ومن المؤكد أن زايد، رحمه الله، كان لا يقبل بالإساءة لغيره. .. وأريد تذكير من يثير الفتنة في أبوظبي، أن «المؤسس الكبير»، كان رمزاً للعقل الراجح، ونمــوذجـــاً للزعيـــم الناجــح، وتقديــراً لمواقفه الحكيمة، فقد كان ولا يزال وسيظل يحظى بمكانة خاصة في نفوس القطريين، حيث لم تشهد الإمارات زعيماً مثله، لأنه أحب الناس فأحبوه، وعندما رحل حزن عليه الجميع وبكوه. .. ولعـــل ما كـــــان يميــــــز الشـــيخ زايــــد، رحمـــه اللـــه، حرصه على وحدة الصف الخليجي، فقد كان زعيماً كبيراً من كبار قادة الأمة العربية، وكان يشتهر بمواقفه الإيجابية التي لا تنسى لصالح دعم العمل العربي المشترك، عدا موقفه الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، ونضال الشعب الفلسطيني الشقيق لاستعادة حقوقه الوطنية المغتصبة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة. .. ولا جدال في انه لم يكن من بين مشاريعه التنموية أو الإنسانية التي أطلقها داخل الإمارات وخارجها، إطلاق شخص غير مؤدب، لتوجيه الشتائم البذيئة، والألفاظ الدنيئة، على الآخرين عبر حسابه التويتري غير الرصين. .. ولكل هذا لا تعكس تغريدات المزروعي رؤية زايد للآخر، ولا تساهم بأي حال في تخليد إرثه، أو تجسيد تراثه، لكنها تسير عكس ذلك. .. والمؤسف أن تغريدات المزروعي تمثل انتهكاً صارخاً لمبادئ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتشكل خرقاً سافراً لكل القيم النبيلة التي رسخها في شخصية المواطن الإماراتي. كما تمثل نكوصاً للتقاليد المتوارثة التي ميّزت الشخصية الإماراتية، خلال فترة حكم «زايد الحكيم»، الذي تتسم سنوات حكمه بالحكمة. كما تشكل خروجاً سافراً على ثقافة «الزعيم المؤسس»، وأبناء الشعب الإماراتي الشقيق، الذين مهما بلغ حجم خلافنا السياسي المتصــــاعد مــع عاصمتهم أبوظبي، سنظل نكن لهم المودة ونحتفظ لهم بالمحبة على الدوام. لقد كانت الإمارات توصف في عهد مؤسسها بأنها «دار زايد»، لكنها باتت اليوم بمواقفهـــا الطائشة، وأفعالها الخادشة، داراً تنقصها حكمة رئيسها الحكيم الراحل، حتى وصلت بها الأحوال إلى تدبير المؤامرات وافتعال الأزمات مع غيرها. .. والدليل على ضعف حجة أبوظبي من افتعال أزمتها مع قطر، اتجاهها بل توجهها إلى قذف النساء والرجال بالباطل على السواء، ممــــا يشـــكل خـــروجــــا علـــــى أخـــلاقيــــات المجتمـــــــع الخليجــــــي، وقيم المجتمع الإسلامي، الذي يحرص الشرع أشد الحرص على صيانتها. .. ولا بــــــد مــــن تذكيـــــــر «زارع الفتنـــــــة» الظبيانيــــة أن الله حفـــظ أعـــراض النــاس وصانهــــــا، وأنـــزل حــــدودا، وشرّع شرائع تردع أصحاب النفوس الخبيثة، والأعمال الخسيسة الذين يروجون الفتنة، ويخوضون في أعراض الآخرين، عبر محاولاتهم اليائسة تلويث سمعة الشرفاء، والتعرض لسيرة الأبرياء. يقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة النور «إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم». .. وهذه الآية الكريمة المتضمنة لهذا الوعيد الهائل باللعنة في الدنيا، والعذاب في الآخرة، جاءت في سياق «حديث الإفك» الذي افتراه المفترون على الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها. .. والملاحظ أن «مزروعي أبوظبي» يمارس في تغريداته المسيئة دورا سافلا لا يقل سفالة ونذالة عن أولئك الذين مارسوا «حديث الإفك»، الذي افتراه المفترون، على السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها. .. ومثلما تحظى الشيخة فاطمة بنت مبارك، بكل ما يليق بها من إجلال وتقدير في نفوس القطريين جميعاً، باعتبارها «أم الإمارات»، التي رافقت الزعيــــم الراحل زايد، خلال مسيرته في تطويـــر دولته الاتحادية، من الواجب على كل مواطن إماراتي احترام صاحبة الســـمو الشـــيخة مـــــوزا بنــــت ناصــــر، باعتبـــارها «أم القطريين». .. وإذا كانوا في الإمارات يفخرون ببناء العمارات، وإنشاء «برج خليفة»، فإننا في قطر نفخر بأن لدينا أبراجاً عالية من القيم الأخلاقية، التي لا نتنازل عنها، ولا نفرط فيها، ولا نتسامح معها. .. ولعل من أبراج الفخر الشامخة في قطر، ما تعكسه شخصية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، في حضـــورها وثقافتها ووعيها ونبلها، وطهارتها، حيث تعد نموذجاً فريداً للأمهات القياديات الواعيات المثقفات على مستوى العالم. .. وما من شك في أن صاحبة السمو تعد شخصية استثنائية في المنطقة، من خلال دورها الريادي، وفكرها التنويري لبنات جنسها، ليس في قطر فحسب، بل في أرجاء العالم العربي. لقد لعبت سموها ولا تزال دوراً ريادياً في الارتقاء بالعمل النسوي، يتجلى من خلال مبادراتها النبيلة في العديد من مناشط الحياة، مما أوصل المرأة القطرية إلى تولي أعلى مناصب المسؤولية، والقيام بأدوار فاعلة، ومتفاعلة ومتفائلة في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية. عدا دورها الريادي، ووضعها القيادي في مجال تطوير التعليم، الذي يمثل حجر الزاوية في تطور أي مجتمع. .. ويكفي التوقف عند مرافق «المدينة التعليمية» بكل صروحها العصرية، ومنشآتها الحضارية في قطر، ليعرف كل حاقد أو حاسد كيف تساهم «صاحبة السمو» في صناعة المستقبل في محيطها، مما جعلها تحظى بلقب «أم القطريين»، بل هي «أميــــرة النـــور» في وقت يعاني فيه كثيرون من ظلام دامس في عقولهم، وفي مقدمتهم «مزروعي أبوظبي»، الغارق في تأجيج الأحقاد، وترويج الفتنة. .. ومهما بلغت حدة الخلاف السياسي بين أبوظبي والدوحة ينبغي عدم تجاوز أخلاقيات الاختلاف، وعدم المساس بالرموز الذين ساهموا في نهضة البلدين رجالا ونساء. .. وما من شك في أن القذف سلوك شائن وتصرف ماجن، لا تقوم به إلا المجتمعات السيئة، وهو يشكل علامة من علامات إفلاسها الأخلاقي، ومؤشرا على خوائها الديني ولا أقول الدنيء فحسب. .. وليس هناك أسوأ من أن يقذف الإنسان في عرضه، سواء كان رجلا أو امرأة. .. وليس أقذر من أن يقذف شعب في رموزه. .. ومن الواضح أن ما ينقص «القاذف المزروع» في أبوظبي شيء من التربية، فلو كان متربيا على قيم وأخلاقيات زايد، رحمه الله، لما أساء إلى الآخرين بطريقته غير الأخلاقية. .. ولما خاطبهم بأسلوبه السوقي، وتغريده، الهمجي، الذي يعكس قلة الأدب، ويثير في النفوس علامات العجب، وهو ما يعد من الصفات التي يندر وجودها لدى غالبية أفراد الشعب الإماراتي الشقيق، الذين نكن لهم الحب والاحترام، اليوم وعلى الدوام رغم الأزمة الضاغطة عليهم وعلينا. .. وما من شك في أنه من السهل جدا أن يقوم أصغر مغرّد قطري بالرد على «مزروعي أبوظبي» بنفس أسلوبه البذيء، وكلامه الدنيء، لكننا في قطر نربأ بأنفسنا اللجوء إلى ممارسة الأسلوب الشوارعي، الذي كان سائدا في شارع الخطيئة المسمى «سكة الخيل»! .. وبعيداً عن صفات الخيول العربية الأصيلة التي لا يملك «المزروعي» صفة واحدة من صفاتها، فإن الكلب مهما اختلط مع بني البشر، سيبقى اسمه كلباً، سواء كان من النوع السلوقي أو غيره، ولن يصبح إنساناً! .. وعندما تمنح الكلب حساباً في «تويتر» لن يعرف كيف يغرّد مثل تغريد «الطائر الأزرق»، الذي بات رمزاً لذلك الاختراع، لكنه سيواصل النباح ! .. ورغم اهتمام زايد، الذي تمر هذا العام الذكرى المئوية على ولادته، بتطوير الإنسان في بلاده، أخلاقياً وثقافياً وحضارياً، وخصـــوصا في إمــــارة أبوظبـــي، من المؤســــف جـــدا أن يكـون حمــــد المــــزروعي من مخرجــــات تــــلك الإمـــــارة، حيـــــث ما زالت نفســــه الخبيثـــة أمــــارة بالســــــوء، بــعد مرور «١٤» عاما تقريبا على رحيل مؤسس دولة الإمارات، في الثاني من نوفمبر عام ٢٠٠٤. .. وإذا كان معظم الناس يعتقدون أن أبوظبي تشتهر بتجفيف أسماك «النيسر»، لكن غير تلك الشهرة يوجد لديها كائن يدعى «حمد المزروعي» يعاني من «الجفاف الأخلاقي»، ولا يزيد مستوى تفكيره عن عقلية «العومة»، ولا يعدو أن يكون نوعاً رخيصاً من أنواع «الجاشع» الذي ينبغي طحنه وتحويله إلى «سحناة»! .. والمؤسف أن تشهد سياسات تلك الدولة الاتحادية انتكاسات حادة بعد رحيل مؤسسها الوالد، ومرض رئيسها الرائد خليفة بن زايد شفاه الله لدرجة أصبحت فيها دولة الإمارات تدير ملفاتها الداخلية والخارجية بأسلوب إجرامي، لا يختلف عن «عصابات المافيا»! .. وإذا كنت من متابعي أفـــــلام العصـــــابات أدعوك لمتابعة المواقف الإجرامية التي تتبناها إمارة أبوظبي تحديدا ضد قطر، لتجد أنه لم يبق نوع من أنواع الجريمة المنظمة، لم تفعله تلك الإمارة ضد الدوحة! .. ولو اســـــتعرضنا المــــــواقف التي تبنتها أبوظبي خـــلال مؤامرتها على قطر، سنجد أنها لا تقل إجراما عن ما يفعله عتاة المجرمين، في عصابات «المافيا» المشهورة في «صقلية» وغيرها، حيث بدأت الأزمة بعملية قرصنة إلكترونية لموقع وكالة الأنباء القطرية، تم خلالها دس تصريحات مسمومة منسوبة إلى «صاحب السمو»، تلاها فرض الحصار الجائر على قطر، اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وشعبيا، أعقبها صناعة ما يسمونه في «رمســــتهم» المعارضــــة القطرية المصطنعة، وقيامهم بتجريم التعاطف مع قطر في أوساط مواطنيهم! .. ووصـــلت مؤامرتهــــم دناءتها، وبلغت ذروتها عبر تخطيطهم لتغيير نظام الحكم بالقوة، في دولتنا الملتفة بكل مكوناتها الشعبية، وأطيافها الوطنية، حول قيادتنا الرشيدة، عدا قيام طائراتهم الحربية باختراق مجالنا الجوي مرتين الشهر الماضي والجاري، في انتهاك سافر لمبادئ حسن الجوار، لنصـــــل إلى ذروة أكاذيبهــــم المتمثلة في الادعــــاء بقيـــام مقاتلة قطرية باعتراض إحدى طائراتهم المدنية، إلى جانب احتجاز «ضيفهـــم» الشـــيخ عبــــدالله بن علــي، بعــــدما كانوا يسلّطون الأضواء الكاشفة على شخصيته! حتى أن «آل كابوني» زعيم «المافيا» الشهير، لا يمكنه أن يجاري إجرام «آل كابتشينو»، نسبة إلى ذلك المشروب الساخن، الذي صار اختراعا ظبيانيا ،تم تدشينه منذ قرون، وفقا لمزاعم الباحثة الإماراتية غاية بنت خلفان الظاهري! .. والظاهر كما يظهر في حديث تلك الباحثة عن الظهور، من خلال ظهورها المتلفز, أنه قبل اكتشاف النفط في أبوظبي، كانت تلك الإمارة منبعا لمشروب «الكابتشينو»، الذي تم اكتشافه في باديـــة «بينـــــونة»، عنــدما اضطـــر بدوي ظبيــاني لاســـــتخدام حليـــب ناقته لعمل ذلك المشـــــروب، بعد محاولــــة ناجحة للتغلب على شـــح المياه العــذبة في تـــلك الإمارة، مستفيدا من منتجات ذلك المركــــوب، الذي صـــار مشـــــروبا عالميـــــا, دون اعتـــــراف بقية الشعوب بحقوق الملكية الفكرية الظبيانية ولا أقول الصبيانية ! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق وقفة مع «زارع الفتنة».. ومُروِّجها في أبوظبي ................................................................................... "تغريدات المزروعي" تمثّل انتهاكا لمبادئ مؤسس الإمارات.. وخرقاً للقيم التي رسخها في بلاده .................................................................................. لم يكن من بين «مشاريع زايد» إطلاق شخص غير مؤدّب لتوجيه الشتائم ضد الآخرين ................................................................................... قد يبدو الأمر غريبا! لكن لو بحثنا عند شعوب العالم لن نجد فجورا في الخصومة السياسية أسوأ مما هو موجود عند «زارع الفتنة» الخليجية، ومروجها ومؤججها في أبوظبي المدعو حمد المزروعي، الذي تحول عنده الخصام إلى أقذر أنواع «الخمام»! .. والمؤسف أن تخرج الأزمة المفتعلة، التي افتعلوها في أبوظبي ضـــد الدوحة، عن إطارها السياســـي، لتصــل إلى حضيضها الأخلاقي، عبر قذف الشرفاء بتغريدات «الإفك»، التي يروجها المزروعي كيفما شاء، سبابا وشتما، بلا حسيب أو رقيب، وبلا مانع أو وازع أو رادع. .. وأستطيع القول إن أبوظبي تجاوزت في خصومتها مع قطر كل مسببات الخلاف، وقفزت خارج إطار الأعراف، وقامت بتسكير كل قيم العفاف، ولم تعد تلك الإمارة تسلك سلوكا واحدا يعكس تراث وميراث زعيمها الراحل الكبير زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله. فقد كان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، يدعو إلى احترام حقوق الآخر، وعدم الاعتداء اللفظي أو العضلي أو اليدوي على حرمات الآخرين. .. وقبل أن يكون زايد بن سلطان آل نهيان، حاكماًَ كان حكيماً، وقبل أن يكون مؤسساً لدولته الاتحادية كان معلماً ومربياً لأجيال متعاقبة من أبناء وطنه، الذين كان يحثهم انطلاقاً من موقعه الأبوي على الخلق القويم، والسير على الصراط المستقيم، ومن المؤكد أن زايد، رحمه الله، كان لا يقبل بالإساءة لغيره. .. وأريد تذكير من يثير الفتنة في أبوظبي، أن «المؤسس الكبير»، كان رمزاً للعقل الراجح، ونمــوذجـــاً للزعيـــم الناجــح، وتقديــراً لمواقفه الحكيمة، فقد كان ولا يزال وسيظل يحظى بمكانة خاصة في نفوس القطريين، حيث لم تشهد الإمارات زعيماً مثله، لأنه أحب الناس فأحبوه، وعندما رحل حزن عليه الجميع وبكوه. .. ولعـــل ما كـــــان يميــــــز الشـــيخ زايــــد، رحمـــه اللـــه، حرصه على وحدة الصف الخليجي، فقد كان زعيماً كبيراً من كبار قادة الأمة العربية، وكان يشتهر بمواقفه الإيجابية التي لا تنسى لصالح دعم العمل العربي المشترك، عدا موقفه الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، ونضال الشعب الفلسطيني الشقيق لاستعادة حقوقه الوطنية المغتصبة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة. .. ولا جدال في انه لم يكن من بين مشاريعه التنموية أو الإنسانية التي أطلقها داخل الإمارات وخارجها، إطلاق شخص غير مؤدب، لتوجيه الشتائم البذيئة، والألفاظ الدنيئة، على الآخرين عبر حسابه التويتري غير الرصين. .. ولكل هذا لا تعكس تغريدات المزروعي رؤية زايد للآخر، ولا تساهم بأي حال في تخليد إرثه، أو تجسيد تراثه، لكنها تسير عكس ذلك. .. والمؤسف أن تغريدات المزروعي تمثل انتهكاً صارخاً لمبادئ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتشكل خرقاً سافراً لكل القيم النبيلة التي رسخها في شخصية المواطن الإماراتي. كما تمثل نكوصاً للتقاليد المتوارثة التي ميّزت الشخصية الإماراتية، خلال فترة حكم «زايد الحكيم»، الذي تتسم سنوات حكمه بالحكمة. كما تشكل خروجاً سافراً على ثقافة «الزعيم المؤسس»، وأبناء الشعب الإماراتي الشقيق، الذين مهما بلغ حجم خلافنا السياسي المتصــــاعد مــع عاصمتهم أبوظبي، سنظل نكن لهم المودة ونحتفظ لهم بالمحبة على الدوام. لقد كانت الإمارات توصف في عهد مؤسسها بأنها «دار زايد»، لكنها باتت اليوم بمواقفهـــا الطائشة، وأفعالها الخادشة، داراً تنقصها حكمة رئيسها الحكيم الراحل، حتى وصلت بها الأحوال إلى تدبير المؤامرات وافتعال الأزمات مع غيرها. .. والدليل على ضعف حجة أبوظبي من افتعال أزمتها مع قطر، اتجاهها بل توجهها إلى قذف النساء والرجال بالباطل على السواء، ممــــا يشـــكل خـــروجــــا علـــــى أخـــلاقيــــات المجتمـــــــع الخليجــــــي، وقيم المجتمع الإسلامي، الذي يحرص الشرع أشد الحرص على صيانتها. .. ولا بــــــد مــــن تذكيـــــــر «زارع الفتنـــــــة» الظبيانيــــة أن الله حفـــظ أعـــراض النــاس وصانهــــــا، وأنـــزل حــــدودا، وشرّع شرائع تردع أصحاب النفوس الخبيثة، والأعمال الخسيسة الذين يروجون الفتنة، ويخوضون في أعراض الآخرين، عبر محاولاتهم اليائسة تلويث سمعة الشرفاء، والتعرض لسيرة الأبرياء. يقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة النور «إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم». .. وهذه الآية الكريمة المتضمنة لهذا الوعيد الهائل باللعنة في الدنيا، والعذاب في الآخرة، جاءت في سياق «حديث الإفك» الذي افتراه المفترون على الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها. .. والملاحظ أن «مزروعي أبوظبي» يمارس في تغريداته المسيئة دورا سافلا لا يقل سفالة ونذالة عن أولئك الذين مارسوا «حديث الإفك»، الذي افتراه المفترون، على السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها. .. ومثلما تحظى الشيخة فاطمة بنت مبارك، بكل ما يليق بها من إجلال وتقدير في نفوس القطريين جميعاً، باعتبارها «أم الإمارات»، التي رافقت الزعيــــم الراحل زايد، خلال مسيرته في تطويـــر دولته الاتحادية، من الواجب على كل مواطن إماراتي احترام صاحبة الســـمو الشـــيخة مـــــوزا بنــــت ناصــــر، باعتبـــارها «أم القطريين». .. وإذا كانوا في الإمارات يفخرون ببناء العمارات، وإنشاء «برج خليفة»، فإننا في قطر نفخر بأن لدينا أبراجاً عالية من القيم الأخلاقية، التي لا نتنازل عنها، ولا نفرط فيها، ولا نتسامح معها. .. ولعل من أبراج الفخر الشامخة في قطر، ما تعكسه شخصية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، في حضـــورها وثقافتها ووعيها ونبلها، وطهارتها، حيث تعد نموذجاً فريداً للأمهات القياديات الواعيات المثقفات على مستوى العالم. .. وما من شك في أن صاحبة السمو تعد شخصية استثنائية في المنطقة، من خلال دورها الريادي، وفكرها التنويري لبنات جنسها، ليس في قطر فحسب، بل في أرجاء العالم العربي. لقد لعبت سموها ولا تزال دوراً ريادياً في الارتقاء بالعمل النسوي، يتجلى من خلال مبادراتها النبيلة في العديد من مناشط الحياة، مما أوصل المرأة القطرية إلى تولي أعلى مناصب المسؤولية، والقيام بأدوار فاعلة، ومتفاعلة ومتفائلة في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية. عدا دورها الريادي، ووضعها القيادي في مجال تطوير التعليم، الذي يمثل حجر الزاوية في تطور أي مجتمع. .. ويكفي التوقف عند مرافق «المدينة التعليمية» بكل صروحها العصرية، ومنشآتها الحضارية في قطر، ليعرف كل حاقد أو حاسد كيف تساهم «صاحبة السمو» في صناعة المستقبل في محيطها، مما جعلها تحظى بلقب «أم القطريين»، بل هي «أميــــرة النـــور» في وقت يعاني فيه كثيرون من ظلام دامس في عقولهم، وفي مقدمتهم «مزروعي أبوظبي»، الغارق في تأجيج الأحقاد، وترويج الفتنة. .. ومهما بلغت حدة الخلاف السياسي بين أبوظبي والدوحة ينبغي عدم تجاوز أخلاقيات الاختلاف، وعدم المساس بالرموز الذين ساهموا في نهضة البلدين رجالا ونساء. .. وما من شك في أن القذف سلوك شائن وتصرف ماجن، لا تقوم به إلا المجتمعات السيئة، وهو يشكل علامة من علامات إفلاسها الأخلاقي، ومؤشرا على خوائها الديني ولا أقول الدنيء فحسب. .. وليس هناك أسوأ من أن يقذف الإنسان في عرضه، سواء كان رجلا أو امرأة. .. وليس أقذر من أن يقذف شعب في رموزه. .. ومن الواضح أن ما ينقص «القاذف المزروع» في أبوظبي شيء من التربية، فلو كان متربيا على قيم وأخلاقيات زايد، رحمه الله، لما أساء إلى الآخرين بطريقته غير الأخلاقية. .. ولما خاطبهم بأسلوبه السوقي، وتغريده، الهمجي، الذي يعكس قلة الأدب، ويثير في النفوس علامات العجب، وهو ما يعد من الصفات التي يندر وجودها لدى غالبية أفراد الشعب الإماراتي الشقيق، الذين نكن لهم الحب والاحترام، اليوم وعلى الدوام رغم الأزمة الضاغطة عليهم وعلينا. .. وما من شك في أنه من السهل جدا أن يقوم أصغر مغرّد قطري بالرد على «مزروعي أبوظبي» بنفس أسلوبه البذيء، وكلامه الدنيء، لكننا في قطر نربأ بأنفسنا اللجوء إلى ممارسة الأسلوب الشوارعي، الذي كان سائدا في شارع الخطيئة المسمى «سكة الخيل»! .. وبعيداً عن صفات الخيول العربية الأصيلة التي لا يملك «المزروعي» صفة واحدة من صفاتها، فإن الكلب مهما اختلط مع بني البشر، سيبقى اسمه كلباً، سواء كان من النوع السلوقي أو غيره، ولن يصبح إنساناً! .. وعندما تمنح الكلب حساباً في «تويتر» لن يعرف كيف يغرّد مثل تغريد «الطائر الأزرق»، الذي بات رمزاً لذلك الاختراع، لكنه سيواصل النباح ! .. ورغم اهتمام زايد، الذي تمر هذا العام الذكرى المئوية على ولادته، بتطوير الإنسان في بلاده، أخلاقياً وثقافياً وحضارياً، وخصـــوصا في إمــــارة أبوظبـــي، من المؤســــف جـــدا أن يكـون حمــــد المــــزروعي من مخرجــــات تــــلك الإمـــــارة، حيـــــث ما زالت نفســــه الخبيثـــة أمــــارة بالســــــوء، بــعد مرور «١٤» عاما تقريبا على رحيل مؤسس دولة الإمارات، في الثاني من نوفمبر عام ٢٠٠٤. .. وإذا كان معظم الناس يعتقدون أن أبوظبي تشتهر بتجفيف أسماك «النيسر»، لكن غير تلك الشهرة يوجد لديها كائن يدعى «حمد المزروعي» يعاني من «الجفاف الأخلاقي»، ولا يزيد مستوى تفكيره عن عقلية «العومة»، ولا يعدو أن يكون نوعاً رخيصاً من أنواع «الجاشع» الذي ينبغي طحنه وتحويله إلى «سحناة»! .. والمؤسف أن تشهد سياسات تلك الدولة الاتحادية انتكاسات حادة بعد رحيل مؤسسها الوالد، ومرض رئيسها الرائد خليفة بن زايد شفاه الله لدرجة أصبحت فيها دولة الإمارات تدير ملفاتها الداخلية والخارجية بأسلوب إجرامي، لا يختلف عن «عصابات المافيا»! .. وإذا كنت من متابعي أفـــــلام العصـــــابات أدعوك لمتابعة المواقف الإجرامية التي تتبناها إمارة أبوظبي تحديدا ضد قطر، لتجد أنه لم يبق نوع من أنواع الجريمة المنظمة، لم تفعله تلك الإمارة ضد الدوحة! .. ولو اســـــتعرضنا المــــــواقف التي تبنتها أبوظبي خـــلال مؤامرتها على قطر، سنجد أنها لا تقل إجراما عن ما يفعله عتاة المجرمين، في عصابات «المافيا» المشهورة في «صقلية» وغيرها، حيث بدأت الأزمة بعملية قرصنة إلكترونية لموقع وكالة الأنباء القطرية، تم خلالها دس تصريحات مسمومة منسوبة إلى «صاحب السمو»، تلاها فرض الحصار الجائر على قطر، اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وشعبيا، أعقبها صناعة ما يسمونه في «رمســــتهم» المعارضــــة القطرية المصطنعة، وقيامهم بتجريم التعاطف مع قطر في أوساط مواطنيهم! .. ووصـــلت مؤامرتهــــم دناءتها، وبلغت ذروتها عبر تخطيطهم لتغيير نظام الحكم بالقوة، في دولتنا الملتفة بكل مكوناتها الشعبية، وأطيافها الوطنية، حول قيادتنا الرشيدة، عدا قيام طائراتهم الحربية باختراق مجالنا الجوي مرتين الشهر الماضي والجاري، في انتهاك سافر لمبادئ حسن الجوار، لنصـــــل إلى ذروة أكاذيبهــــم المتمثلة في الادعــــاء بقيـــام مقاتلة قطرية باعتراض إحدى طائراتهم المدنية، إلى جانب احتجاز «ضيفهـــم» الشـــيخ عبــــدالله بن علــي، بعــــدما كانوا يسلّطون الأضواء الكاشفة على شخصيته! حتى أن «آل كابوني» زعيم «المافيا» الشهير، لا يمكنه أن يجاري إجرام «آل كابتشينو»، نسبة إلى ذلك المشروب الساخن، الذي صار اختراعا ظبيانيا ،تم تدشينه منذ قرون، وفقا لمزاعم الباحثة الإماراتية غاية بنت خلفان الظاهري! .. والظاهر كما يظهر في حديث تلك الباحثة عن الظهور، من خلال ظهورها المتلفز, أنه قبل اكتشاف النفط في أبوظبي، كانت تلك الإمارة منبعا لمشروب «الكابتشينو»، الذي تم اكتشافه في باديـــة «بينـــــونة»، عنــدما اضطـــر بدوي ظبيــاني لاســـــتخدام حليـــب ناقته لعمل ذلك المشـــــروب، بعد محاولــــة ناجحة للتغلب على شـــح المياه العــذبة في تـــلك الإمارة، مستفيدا من منتجات ذلك المركــــوب، الذي صـــار مشـــــروبا عالميـــــا, دون اعتـــــراف بقية الشعوب بحقوق الملكية الفكرية الظبيانية ولا أقول الصبيانية ! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
الادعاء خارج إطار «الدعوة الإسلامية» .. «ذميم يوسف» نموذجاً ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أحمد علي يكتب في كلمة صدق عندما يخترق « بخور الإمارات» مجالنا الجوي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ خطيب «مسجد أبوظبي» ينتمي إلى نوعية قذرة من الكائنات الطحلبية المتسلقة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من حقنا اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للدفاع عن سيادتنا وفقاً للقوانين الدولية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ طائراتنا المقاتلة تقوم بعمليات دورية دفاعا عن مجالنا الجوي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أكتب اليوم عن المستجدات المتسارعة التي طرأت على مسارات الأزمـــــة الخليجيـــة الــــراهـــنة، وآخــــرهـــا، ولا أقــول أخـــيــــرهــــا، النــــــــفي الصــــادر في تويتـــر عـــــلى حــســـاب سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، المتحدثة باســـم وزارة الخارجـــية، بـــشأن الخبر الكاذب حول مزاعم اعتراض مقاتلات قطرية طائرة مدنية إماراتية. .. وما من شك في أن من يروّج مثل هذه النوعية من الأكاذيب في الإمارات، أثبت أمام الــــــرأي العــــام العالمي، ولا أقول العربي، ضعف موقفه، وقلة وعيه، وضحالة إدراكه، وسذاجة تفكيره، حيث ينبغي أن يعلم مسبقاً أن السماء الخليجية كلها، من أقصاها إلى أقصاها، تحت سيطرة القواعد المنتشرة في المنطقة، التي ترصد حركة النـــملة على الأرض، وتتـــــابع حركة النجوم في السماء، ولا يمكن بأي حال من الأحوال قيام مقاتلة حربية باعتراض طائرة مدنية، أياً كانت جنسيتها أو هويتها، دون أن يتم رصدها. .. ويكفي التوقف عند البيان الصادر عن القيادة الأميركية، في قاعدة العديد، التي أكدت أنها لم تتلق أي تقارير عن اعتراض طائرة مدنية في أجواء الخليج الحافل بالتطورات المتطورة! .. لقــــــد جــــــاء نــــفــــي وزارة الخــــــارجـــــيــــة فــــي ســـــــيـــاق حرص قطر على إظهار الحقائق، المتعلقة بردود الفعل القطرية على الاختراقات التي مارستها الإمارات خلال الأيام والأسابيع الماضية، إثر قيام طائراتها الحربية بخرق مجالنا الجوي مرتين، يومي الحادي والعشرين من الشهر الماضي، والثالث من الشهر الجاري. .. وفي إطار هذه التطورات المتلاحقة، لا يملك المتابع لها إلا أن تستوقفه أنماط من السلوكيات المريضة، والممارسات البغيضة، لبعض شخصيات التأزيم، التي تعاني من التقزيم، ولهذا نجدها تمارس التسلق لإثارة الفتنة، والعمل على تأجيج الأزمة، وأبرزها إمام وخطيب مسجد زايد الكبير في أبوظبي. .. ومشكلة ذلك الذميم المدعـــو «وســــيم» أنــــه يــــمارس خطابه التحريضي، ولا أقول الدعوي، ارتكازاً على ازدراء الآخرين، حيث نجده يأنس باستصغارهم، بسبب شخصيته الصغيرة، ونفســــــيته المريضــــة، المثقــلة بالعــــقد النفسية، والمليئة بالاضطرابات السلوكية. .. ومن خلال التحليل «السوسيولوجي» لشخصيته، في إطار علم الاجتماع، المهتم بتتبع مشاكل الفرد، في محيطه الجماعي، وتحديد اتجاهاته، وقراءة سلوكه ككائن اجتماعي، أستطــيع القـول إن إمام المسجد الكبير في أبوظبي يمارس دور الكائن الطحلبي المتسلق! .. والدليل على ذلك، أن الاستهزاء بالآخر بات يشكل البنية الأساسية التحتية في خطاب الكراهية الذي يروجه «ذميم يوسف» ضد قطر. .. وما من شك في أن ســـلوكه الشــــيطاني يعد واحــــداً مــن أسلحة إبليس، التي يضعها بين أيدي ضعاف النفوس، ليزرع من خلالهم الكراهية، وينشر البغضاء، ويؤجج العداء في قلوب الآخرين ضد بعضهم البعض! .. ومن المعيــب أخــــلاقـــــياً، أن يــــكـــــــون خطــــاب المــــدعـــو وسيم يوسف أحمد شحادة، إمام وخطيب مسجد زايد الكبير في أبوظبـــــي، ساقطـــاً إلى أدنـــى درجــــات الســقوط، وهــــابطـــــا إلــــى أدنى درجات الهبــــوط، حيث يتحدث بيـــــن الحين والآخــــر بطريقة سوقية، تعكس سقوطه الأخلاقي الواضح، وطريقة همجية تعكس هبوطه المهني الفاضح، عندما يتكلم عن قطر. .. وما من شك في أن خطاب ذلك المدّعي، ولا أقول «الداعية»، يعكس سقوط صاحبه، ووضاعة قائله، الذي لا يحمل من صفات «الوسامة» شيئاً، فهو ذميم الخلق. .. عديم الأخلاق. .. سقيم الفكر. .. عقيم التفكير. لقد وصف ذلك المدعو المجال الجوي القطري، بأنه عبارة عن «غرفتين وصالة»، ساخراً من صغر الأجواء القطرية، في معرض تعليقه القبيح على واقعـــــة الطائـــرة الحربية الإمــــاراتية، التي اخترقت فضاءنا الجوي، في الساعة العاشرة وعشر دقائق، صباح يوم الأربعاء، الثالث من يناير الجاري. .. وفي خضم ذلك السلوك الاستفزازي غير الأخوي وغير المسؤول، حلّقت تلك الطائرة التي تحمل الرمز التعريفي (DHC ٦) فوق منطقتنا الاقتصادية الخاصة الخالصة، دون إذن مسبق من سلطاتنـــــــا المختــــصة، لتهــــبط بعد ذلك الاختراق في «مملكة البحرين» في تمام الساعة ١١.٢٧. .. وحرصاً من الجهات المختصة في دولتنا على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، للدفاع عن حدودنا، وصيــــانة حقــــوقنا، ومجــــــــالنــــا الجــوي، وأمننـــا الوطـــــني، تـــــم إصـــــدار أمـــــــر إقلاع فوري لإحدى طائراتنا المقاتلة للقيام بعملية دورية، تم خلالها متابعة الطائرة الإماراتية المخترقة التي حلّقت بين الممر الجوي (UL ٧٦٨) ونظيره (UM ٦٠٠)، لتهبط في البحرين، بعد إقلاعها من دولة الإمارات. .. ورغم كل هذه الحقائق المرصودة بأجهزة الرادار، فوجئنا بذلك الأفّاق المنافق المدعو «ذميــــم يوســـف» يقحم نفسه في قضية، ليست من اختصاصه! .. ويدس أنفه في مسألة ليست من تخصصه ولا يفقه فيها شيئاً! .. وليس من حقه أصلاً الخوض فيها لعدة أسباب، أوجزها فيما يلي أولها أنه ليس خبيرا عسكرياً. ثانيها أنه ليس عالماً فضائيا. ثالثها أنه ليس مختصاً في تحليل بيانات الرادارات، أو متخصصا في قراءة ما ترصده وسائل المراقبة الإلكترونية. رابعها أنه ليس إماراتياً، ولا يعرف مقومات رقصة «اليولة»، وكل مؤهلاته عند «أهل شرق» حصوله على جنسية الإمارات عام ٢٠١٤، بعد تخليه عن جنسيته الأردنية الأصلية، حيث ولد في قرية «سوم الشناق» التابعة لمحافظة إربد في الشمال الأردني. خامسها أن كل قدراته التي أوصلته إلى إمامة المصلين في مسجد زايد، هي ادعاؤه بالقدرة على تفسير الأحلام، حيث يقوم بعمل مشابه لما قامت به «قارئة الفنجان» للفنان الراحل عبدالحليم حافظ! .. وفي إطار تلك المؤهلات الكابوســـية، ادعى ذلك المدعـــــو أن «بخار الطائرة» العسكــــرية الإماراتية تسبب في ظهورها على أجهزة الرادار القطرية! .. واستناداً إلى ذلك التبرير الساذج، والتمرير السامج، لن نستغرب من ذلك المدّعي قوله إن ألسنة «البخور» المتصاعدة من منطقة «البطين» في أبوظبي، أو «الشندغة» في دبي، هي التي اخترقت المجال الجوي القطري! .. ومشــــكلة «ذميـــم يوســف» أنه ينتمي إلى نوعية قذرة من الكائنات الطحلبية المتسلقة، التي تعشق التسلق وتهوى التملق، ولا تتوانى في سبيل الوصول إلى أهــــدافـــها باللجوء إلى أساليب غير منطقية. .. ولعل الدليل الأكبر على تلك المزاعم، التي طرحها مؤخراً، قوله إن «اللهجة الإماراتية ورد ذكرها في القرآن الكريم دون غيرها من اللهجات العربية الأخرى»! .. ومن الواضح بل الفاضح، أن «عديم الأخلاق» المدعو «ابن يوسف» يريد أن يحظى بثقة «معازيبه» بأي وسيلة، عبر قيام ذلك الأفاق بإطلاق رسائل النفاق التي تستـــهويهــم، وهو بذلك يقدم نسخة عصرية من «مهرّجي القـــصــــور» الذين يلجـــــأون إلـــــى إضحاك أسيادهم، عبر السخــــــرية من خصــــومهم، وكلما كانت جرعة النفاق أكبر، كان ثمنها عند الدفع أكثر. .. والمؤسف أن «ذميم يوسف» يقدم نموذجاً سيئاً عن أولئك المحســـــــوبيــــن عـــلى «الدعــــوة الإسلامـــــية»، وهــــي منهـــم براء، براءة الذئب من دم يوسف! .. ولطالما كان ذلك الذميم العقيم العديم الأخلاق ــ ولا يزال وسيظل ــ شخصية هابطة إلى أدنى درجات الانحطاط الأخلاقي، باعتباره منافقاً أفّاقاً ذا وجهين، حيث نجده يحــــــرّض على الفتنة التي يزعم محاربتها، فيما يقــــوم بــــتأجيــــجها في الأوساط الخليجية، ويحرّض على ترويجها في الأوساط العربية. .. ولا أنسى التوقف عند نموذج من نماذج انحدار أخلاقه، التي أظهرها في تغريدة كتبها إثر الاستقبال الحافل الذي حظي به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال زيارته الأخيرة إلى الخرطوم. لقد عكـــــس «ذميـــــم يوســـف» في تلك التغـــريدة المسيــــئة، شخصيته العنصرية غير المتحضّرة، عندما كتب العبارة التالية «من به جينات الاستعباد سيحنّ قلبه للدولة العثمانية البائدة»! .. ومـــــا من شـــك في أن تلـــك التغــــريــــدة وغيرها، تعكس خلقاً ذميماً لصاحبها، لا ينشأ إلا عن خبث نفس كاتبها، ولا يصدر إلا عن سوء طوية مروّجها. .. والمؤسف أن من أسوأ ما أفرزته الأزمة الخليجية الراهنة، هو انهيار منظومة القيم الأخلاقية، لدى الكثيرين، وأبرزهم ذلك الداعية المجنس، ولن أقول المدّعي النجس «ذميم يوسف»، الذي ظهرت في الكثير من مواقفه صفات قبيحة، وأخلاق وضيعة، لا تعكس قيم الإسلام، ولا تمثل أخلاقيات الخليجيين. .. وهو بتلك الصفـــــات الذميمـــة يسيء إلى المصلـــين الذين يصلون خلفه. .. وما دام ذلك «الذميم» مغرماً بقياس مساحات الدول، وحساب أجوائها، لماذا لا يتوجه برسائله الســــاخرة إلى «مملكة البـــحريــن» حليـــــفة أسيـــاده في حـــــصارهم الجــــائر ضـــد قطـــر، باعتـــبارها الأصغر مساحة في الوطن العربي، ويمارس «مطنزته» عليها؟! .. ولا أدري هل أصبحت السخرية من الآخر جزءا لا يتجزأ من «الدعوة» التي يتبناها «ذميم يوسف» ويروّجها في «المسجد الكبير» في أبوظبي! .. وعندما يتهكم ذلك «الذميم» بأسلوبه السوقي، وكلامه الرجعي، المؤسف على قطر، ويصفها بأنها «غرفتين وصالة» نذكره بأننا نرفض وصف الإمارة، التي يطلق منها تعليقاته الساخرة، بأنــــها لا تــــزيد عـــــن «بار ومرقص»، أو ساحة مــــــن ســـاحـــات «المعـــــلايــــــة» ولا أقـــــــول «العــــيالـــــة»، لأن أخلاقنا الأسلامية تمنعنا من قول ذلك! .. وليس جديداً القول إن المسلم الصالح ينبغي أن يعكس في مواقفه، أخلاق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، باعتباره يجسد منتهى الأخلاق وكمالها ومكارمها. .. ولنـــا فــــــي ذلك قــــولــــــه تعـــــالى فــــي كــــتابــــه الكــــريـــــم «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة». .. ولا يحتاج الأمر أن أكون خبيراً فقهياً، أو «مطوّعاً» دينيا، للقول إنه لا يجوز أن يسخر الداعية الإسلامي من غيره، إلا إذا كان مدّعياً. .. وهذه هي حقيقة المدّعي «وسيم يوسف»، الذي تحولت «الدعوة» على لسانه إلى ادعاء، بل وعاء أو منصة للاعتداء بالكلمة على الآخر! .. ولأن الكلـــــمة لهــــا شأن كبـــير، ســـواء في الخيـــر أو الشــر، فـــــإن أخــــطــــــرها ما يثـــير الفتـــنـــــة، ويســـــيء إلـــــــى الأمــّة، ويمزق أواصر الأخوّة بين المسلمين. .. وما من شك في أن سماحة الإسلام أو تسامحه لا يتحقق عبر قيام أحد المتسلـــــقين المحســـــوبين على «الدعــــوة» بإطــلاق كلمة خاوية، تحدث دوياً، ولا تصيب هدفاً، لكنه نور في الفكر، وكــــــمال في التفكـــير، وجمــــال في النطـــــق، وجلال في المنطوق، وإجلال في المنطق. .. ولا جدال في أن الإسلام الحقيقي يعني الاعتدال في الموقف، لكن ما يطرحه «وسيم يوسف» في مواقفه، وما يبثه في تغريداته ضد قطر، هو نموذج على الاعتلال، ودليل على الاختلال! .. والمؤسف أنه عبر تسلقه منابر الإسلام يقدم برنامجاً تليفزيونيا بعنوان «هذا هو الإسلام»، وعندما يتحدث صاحب ذلك البرنامج بالطريقة المسيئة، التي تحدث فيها عن قطر، فهو بذلك يقدم نموذجاً حياً على التطرف، وسوء التصرف، ويعكس صورة مشوهة عن الداعية الإسلامي المدعي! .. وما من شك في أن الإسلام الوسطي حرم كل ما يفتح أبواب العداوات، ويثير الأحقاد في أوساط المسلمين وغيرهم، لأنه أرسى في شرائعه وأكــــد في تشريـــعــــــاته على المبــــادئ المثـــــلى فــــــــي تعاملات الإنسان مع الآخر، ومن بينها ضرورة رفعة الأخلاق. فهذه الصفة الإنسانية معيار مهم للدلالة على زيادة الإيمان أو نقصه، وكلما زاد إيمان الإنسان حَسُنت أخلاقه، واستقامت أركانه، فابتعد بقوله وعمله عن سفاسف الأمور. كما تدل مساوئ أخلاقه على ضعف إيمانه، ومن الأخلاق السيئة، بل المسيئة، الاستهزاء بالآخر، وهذا ما يفعله المدّعي «وسيم يوسف» في خطابه السيئ ضد قطر. .. والمتدبر في القرآن الكريم يجد أن آيات الكتاب العظيم تحث المؤمنين على التزام مكارم الأخلاق، وتؤكد على ضرورة الابتعاد عن الاستهزاء بالآخر، حيث يقول تعالى في سورة الحجرات «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم». .. وأستغرب لماذا لا يطبق إمام «المسجد الكبير»، في أبوظبي، تعاليم الله على نفسه المريضة، المصابة بداء التكبر، الملوثة ببكتيريا الشعور بالفوقية؟! .. ولو عدنا إلى حادثــــة الطــــائرة العــــسكرية الإمــــاراتية التي انتهكت مجالنا الجوي، في الثالث من الشهر الجاري، أستطيع القول ــ بثقة ــ إنها كانت تقوم بذلك الاختراق بشكل متعمد، بدلــــــيل قـــــيام طائــــرة أخــــرى بــــواقعــــة ممــــاثــلة، عنــدما اخترقت مقاتلة حربية إماراتية المجال الجوي القطري في الحادي والعشرين من الشهر الماضي. .. واستـــــــــمرت عملــــــية اختراقــــها لمــدة دقـــــيقة واحـــــدة، على ارتفاع نحو ٣٣ ألف قــــدم، بســــــرعة ٤٦٠ عقـــــدة، فـــــــوق منطقـــتنا الاقتصادية الخالصة، ممـــــا دفــــع دولتنا لتــــقديــم شــــكوييـــــن إلىالأمـــــين العــــام للأمم المتحـــــدة، وإلــــــى رئيس مجلس الأمن الدولي, لتسجيل واقعتي الاختراقين. .. وما من شك في أن من حقنا المشروع اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للدفاع عن سيادتنا، وفقاً للقوانين الدولية. .. وأريد تذكير المدعي «ذميم يوسف» أن تركيا اضطرت ــ اضطراراً ــ في الرابع والعــــشرين من شهر نوفمبر ٢٠١٥ إلى إسقـــــاط طائــــرة روسيـــة من طــــــراز (ســـوخوي ســـــو ٢٤) اخترقت مجالها الجوي، فوق جبل التركمان, قرب الحدود التركية ــ السورية. .. وهــــــذا الإجـــراء الســــيادي الــــرادع, يدخـــــل في إطــــار الحقوق السيادية المشروعة لأي دولة، دفـــــــاعاً عن سيـــادتها, أرضاً وجواً وبحــــــراً، حـــــــتى لو كــــــــان ذلك الاختــــراق مجــــــرد ألسنة تتطاير في مجالها الجوي نتيجة احتراق دخون بخور إماراتي متصاعد، انطلاقا من منطقة البطين في أبوظبي! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
الادعاء خارج إطار «الدعوة الإسلامية» .. «ذميم يوسف» نموذجاً ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أحمد علي يكتب في كلمة صدق عندما يخترق « بخور الإمارات» مجالنا الجوي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ خطيب «مسجد أبوظبي» ينتمي إلى نوعية قذرة من الكائنات الطحلبية المتسلقة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من حقنا اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للدفاع عن سيادتنا وفقاً للقوانين الدولية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ طائراتنا المقاتلة تقوم بعمليات دورية دفاعا عن مجالنا الجوي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أكتب اليوم عن المستجدات المتسارعة التي طرأت على مسارات الأزمـــــة الخليجيـــة الــــراهـــنة، وآخــــرهـــا، ولا أقــول أخـــيــــرهــــا، النــــــــفي الصــــادر في تويتـــر عـــــلى حــســـاب سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، المتحدثة باســـم وزارة الخارجـــية، بـــشأن الخبر الكاذب حول مزاعم اعتراض مقاتلات قطرية طائرة مدنية إماراتية. .. وما من شك في أن من يروّج مثل هذه النوعية من الأكاذيب في الإمارات، أثبت أمام الــــــرأي العــــام العالمي، ولا أقول العربي، ضعف موقفه، وقلة وعيه، وضحالة إدراكه، وسذاجة تفكيره، حيث ينبغي أن يعلم مسبقاً أن السماء الخليجية كلها، من أقصاها إلى أقصاها، تحت سيطرة القواعد المنتشرة في المنطقة، التي ترصد حركة النـــملة على الأرض، وتتـــــابع حركة النجوم في السماء، ولا يمكن بأي حال من الأحوال قيام مقاتلة حربية باعتراض طائرة مدنية، أياً كانت جنسيتها أو هويتها، دون أن يتم رصدها. .. ويكفي التوقف عند البيان الصادر عن القيادة الأميركية، في قاعدة العديد، التي أكدت أنها لم تتلق أي تقارير عن اعتراض طائرة مدنية في أجواء الخليج الحافل بالتطورات المتطورة! .. لقــــــد جــــــاء نــــفــــي وزارة الخــــــارجـــــيــــة فــــي ســـــــيـــاق حرص قطر على إظهار الحقائق، المتعلقة بردود الفعل القطرية على الاختراقات التي مارستها الإمارات خلال الأيام والأسابيع الماضية، إثر قيام طائراتها الحربية بخرق مجالنا الجوي مرتين، يومي الحادي والعشرين من الشهر الماضي، والثالث من الشهر الجاري. .. وفي إطار هذه التطورات المتلاحقة، لا يملك المتابع لها إلا أن تستوقفه أنماط من السلوكيات المريضة، والممارسات البغيضة، لبعض شخصيات التأزيم، التي تعاني من التقزيم، ولهذا نجدها تمارس التسلق لإثارة الفتنة، والعمل على تأجيج الأزمة، وأبرزها إمام وخطيب مسجد زايد الكبير في أبوظبي. .. ومشكلة ذلك الذميم المدعـــو «وســــيم» أنــــه يــــمارس خطابه التحريضي، ولا أقول الدعوي، ارتكازاً على ازدراء الآخرين، حيث نجده يأنس باستصغارهم، بسبب شخصيته الصغيرة، ونفســــــيته المريضــــة، المثقــلة بالعــــقد النفسية، والمليئة بالاضطرابات السلوكية. .. ومن خلال التحليل «السوسيولوجي» لشخصيته، في إطار علم الاجتماع، المهتم بتتبع مشاكل الفرد، في محيطه الجماعي، وتحديد اتجاهاته، وقراءة سلوكه ككائن اجتماعي، أستطــيع القـول إن إمام المسجد الكبير في أبوظبي يمارس دور الكائن الطحلبي المتسلق! .. والدليل على ذلك، أن الاستهزاء بالآخر بات يشكل البنية الأساسية التحتية في خطاب الكراهية الذي يروجه «ذميم يوسف» ضد قطر. .. وما من شك في أن ســـلوكه الشــــيطاني يعد واحــــداً مــن أسلحة إبليس، التي يضعها بين أيدي ضعاف النفوس، ليزرع من خلالهم الكراهية، وينشر البغضاء، ويؤجج العداء في قلوب الآخرين ضد بعضهم البعض! .. ومن المعيــب أخــــلاقـــــياً، أن يــــكـــــــون خطــــاب المــــدعـــو وسيم يوسف أحمد شحادة، إمام وخطيب مسجد زايد الكبير في أبوظبـــــي، ساقطـــاً إلى أدنـــى درجــــات الســقوط، وهــــابطـــــا إلــــى أدنى درجات الهبــــوط، حيث يتحدث بيـــــن الحين والآخــــر بطريقة سوقية، تعكس سقوطه الأخلاقي الواضح، وطريقة همجية تعكس هبوطه المهني الفاضح، عندما يتكلم عن قطر. .. وما من شك في أن خطاب ذلك المدّعي، ولا أقول «الداعية»، يعكس سقوط صاحبه، ووضاعة قائله، الذي لا يحمل من صفات «الوسامة» شيئاً، فهو ذميم الخلق. .. عديم الأخلاق. .. سقيم الفكر. .. عقيم التفكير. لقد وصف ذلك المدعو المجال الجوي القطري، بأنه عبارة عن «غرفتين وصالة»، ساخراً من صغر الأجواء القطرية، في معرض تعليقه القبيح على واقعـــــة الطائـــرة الحربية الإمــــاراتية، التي اخترقت فضاءنا الجوي، في الساعة العاشرة وعشر دقائق، صباح يوم الأربعاء، الثالث من يناير الجاري. .. وفي خضم ذلك السلوك الاستفزازي غير الأخوي وغير المسؤول، حلّقت تلك الطائرة التي تحمل الرمز التعريفي (DHC ٦) فوق منطقتنا الاقتصادية الخاصة الخالصة، دون إذن مسبق من سلطاتنـــــــا المختــــصة، لتهــــبط بعد ذلك الاختراق في «مملكة البحرين» في تمام الساعة ١١.٢٧. .. وحرصاً من الجهات المختصة في دولتنا على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، للدفاع عن حدودنا، وصيــــانة حقــــوقنا، ومجــــــــالنــــا الجــوي، وأمننـــا الوطـــــني، تـــــم إصـــــدار أمـــــــر إقلاع فوري لإحدى طائراتنا المقاتلة للقيام بعملية دورية، تم خلالها متابعة الطائرة الإماراتية المخترقة التي حلّقت بين الممر الجوي (UL ٧٦٨) ونظيره (UM ٦٠٠)، لتهبط في البحرين، بعد إقلاعها من دولة الإمارات. .. ورغم كل هذه الحقائق المرصودة بأجهزة الرادار، فوجئنا بذلك الأفّاق المنافق المدعو «ذميــــم يوســـف» يقحم نفسه في قضية، ليست من اختصاصه! .. ويدس أنفه في مسألة ليست من تخصصه ولا يفقه فيها شيئاً! .. وليس من حقه أصلاً الخوض فيها لعدة أسباب، أوجزها فيما يلي أولها أنه ليس خبيرا عسكرياً. ثانيها أنه ليس عالماً فضائيا. ثالثها أنه ليس مختصاً في تحليل بيانات الرادارات، أو متخصصا في قراءة ما ترصده وسائل المراقبة الإلكترونية. رابعها أنه ليس إماراتياً، ولا يعرف مقومات رقصة «اليولة»، وكل مؤهلاته عند «أهل شرق» حصوله على جنسية الإمارات عام ٢٠١٤، بعد تخليه عن جنسيته الأردنية الأصلية، حيث ولد في قرية «سوم الشناق» التابعة لمحافظة إربد في الشمال الأردني. خامسها أن كل قدراته التي أوصلته إلى إمامة المصلين في مسجد زايد، هي ادعاؤه بالقدرة على تفسير الأحلام، حيث يقوم بعمل مشابه لما قامت به «قارئة الفنجان» للفنان الراحل عبدالحليم حافظ! .. وفي إطار تلك المؤهلات الكابوســـية، ادعى ذلك المدعـــــو أن «بخار الطائرة» العسكــــرية الإماراتية تسبب في ظهورها على أجهزة الرادار القطرية! .. واستناداً إلى ذلك التبرير الساذج، والتمرير السامج، لن نستغرب من ذلك المدّعي قوله إن ألسنة «البخور» المتصاعدة من منطقة «البطين» في أبوظبي، أو «الشندغة» في دبي، هي التي اخترقت المجال الجوي القطري! .. ومشــــكلة «ذميـــم يوســف» أنه ينتمي إلى نوعية قذرة من الكائنات الطحلبية المتسلقة، التي تعشق التسلق وتهوى التملق، ولا تتوانى في سبيل الوصول إلى أهــــدافـــها باللجوء إلى أساليب غير منطقية. .. ولعل الدليل الأكبر على تلك المزاعم، التي طرحها مؤخراً، قوله إن «اللهجة الإماراتية ورد ذكرها في القرآن الكريم دون غيرها من اللهجات العربية الأخرى»! .. ومن الواضح بل الفاضح، أن «عديم الأخلاق» المدعو «ابن يوسف» يريد أن يحظى بثقة «معازيبه» بأي وسيلة، عبر قيام ذلك الأفاق بإطلاق رسائل النفاق التي تستـــهويهــم، وهو بذلك يقدم نسخة عصرية من «مهرّجي القـــصــــور» الذين يلجـــــأون إلـــــى إضحاك أسيادهم، عبر السخــــــرية من خصــــومهم، وكلما كانت جرعة النفاق أكبر، كان ثمنها عند الدفع أكثر. .. والمؤسف أن «ذميم يوسف» يقدم نموذجاً سيئاً عن أولئك المحســـــــوبيــــن عـــلى «الدعــــوة الإسلامـــــية»، وهــــي منهـــم براء، براءة الذئب من دم يوسف! .. ولطالما كان ذلك الذميم العقيم العديم الأخلاق ــ ولا يزال وسيظل ــ شخصية هابطة إلى أدنى درجات الانحطاط الأخلاقي، باعتباره منافقاً أفّاقاً ذا وجهين، حيث نجده يحــــــرّض على الفتنة التي يزعم محاربتها، فيما يقــــوم بــــتأجيــــجها في الأوساط الخليجية، ويحرّض على ترويجها في الأوساط العربية. .. ولا أنسى التوقف عند نموذج من نماذج انحدار أخلاقه، التي أظهرها في تغريدة كتبها إثر الاستقبال الحافل الذي حظي به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال زيارته الأخيرة إلى الخرطوم. لقد عكـــــس «ذميـــــم يوســـف» في تلك التغـــريدة المسيــــئة، شخصيته العنصرية غير المتحضّرة، عندما كتب العبارة التالية «من به جينات الاستعباد سيحنّ قلبه للدولة العثمانية البائدة»! .. ومـــــا من شـــك في أن تلـــك التغــــريــــدة وغيرها، تعكس خلقاً ذميماً لصاحبها، لا ينشأ إلا عن خبث نفس كاتبها، ولا يصدر إلا عن سوء طوية مروّجها. .. والمؤسف أن من أسوأ ما أفرزته الأزمة الخليجية الراهنة، هو انهيار منظومة القيم الأخلاقية، لدى الكثيرين، وأبرزهم ذلك الداعية المجنس، ولن أقول المدّعي النجس «ذميم يوسف»، الذي ظهرت في الكثير من مواقفه صفات قبيحة، وأخلاق وضيعة، لا تعكس قيم الإسلام، ولا تمثل أخلاقيات الخليجيين. .. وهو بتلك الصفـــــات الذميمـــة يسيء إلى المصلـــين الذين يصلون خلفه. .. وما دام ذلك «الذميم» مغرماً بقياس مساحات الدول، وحساب أجوائها، لماذا لا يتوجه برسائله الســــاخرة إلى «مملكة البـــحريــن» حليـــــفة أسيـــاده في حـــــصارهم الجــــائر ضـــد قطـــر، باعتـــبارها الأصغر مساحة في الوطن العربي، ويمارس «مطنزته» عليها؟! .. ولا أدري هل أصبحت السخرية من الآخر جزءا لا يتجزأ من «الدعوة» التي يتبناها «ذميم يوسف» ويروّجها في «المسجد الكبير» في أبوظبي! .. وعندما يتهكم ذلك «الذميم» بأسلوبه السوقي، وكلامه الرجعي، المؤسف على قطر، ويصفها بأنها «غرفتين وصالة» نذكره بأننا نرفض وصف الإمارة، التي يطلق منها تعليقاته الساخرة، بأنــــها لا تــــزيد عـــــن «بار ومرقص»، أو ساحة مــــــن ســـاحـــات «المعـــــلايــــــة» ولا أقـــــــول «العــــيالـــــة»، لأن أخلاقنا الأسلامية تمنعنا من قول ذلك! .. وليس جديداً القول إن المسلم الصالح ينبغي أن يعكس في مواقفه، أخلاق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، باعتباره يجسد منتهى الأخلاق وكمالها ومكارمها. .. ولنـــا فــــــي ذلك قــــولــــــه تعـــــالى فــــي كــــتابــــه الكــــريـــــم «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة». .. ولا يحتاج الأمر أن أكون خبيراً فقهياً، أو «مطوّعاً» دينيا، للقول إنه لا يجوز أن يسخر الداعية الإسلامي من غيره، إلا إذا كان مدّعياً. .. وهذه هي حقيقة المدّعي «وسيم يوسف»، الذي تحولت «الدعوة» على لسانه إلى ادعاء، بل وعاء أو منصة للاعتداء بالكلمة على الآخر! .. ولأن الكلـــــمة لهــــا شأن كبـــير، ســـواء في الخيـــر أو الشــر، فـــــإن أخــــطــــــرها ما يثـــير الفتـــنـــــة، ويســـــيء إلـــــــى الأمــّة، ويمزق أواصر الأخوّة بين المسلمين. .. وما من شك في أن سماحة الإسلام أو تسامحه لا يتحقق عبر قيام أحد المتسلـــــقين المحســـــوبين على «الدعــــوة» بإطــلاق كلمة خاوية، تحدث دوياً، ولا تصيب هدفاً، لكنه نور في الفكر، وكــــــمال في التفكـــير، وجمــــال في النطـــــق، وجلال في المنطوق، وإجلال في المنطق. .. ولا جدال في أن الإسلام الحقيقي يعني الاعتدال في الموقف، لكن ما يطرحه «وسيم يوسف» في مواقفه، وما يبثه في تغريداته ضد قطر، هو نموذج على الاعتلال، ودليل على الاختلال! .. والمؤسف أنه عبر تسلقه منابر الإسلام يقدم برنامجاً تليفزيونيا بعنوان «هذا هو الإسلام»، وعندما يتحدث صاحب ذلك البرنامج بالطريقة المسيئة، التي تحدث فيها عن قطر، فهو بذلك يقدم نموذجاً حياً على التطرف، وسوء التصرف، ويعكس صورة مشوهة عن الداعية الإسلامي المدعي! .. وما من شك في أن الإسلام الوسطي حرم كل ما يفتح أبواب العداوات، ويثير الأحقاد في أوساط المسلمين وغيرهم، لأنه أرسى في شرائعه وأكــــد في تشريـــعــــــاته على المبــــادئ المثـــــلى فــــــــي تعاملات الإنسان مع الآخر، ومن بينها ضرورة رفعة الأخلاق. فهذه الصفة الإنسانية معيار مهم للدلالة على زيادة الإيمان أو نقصه، وكلما زاد إيمان الإنسان حَسُنت أخلاقه، واستقامت أركانه، فابتعد بقوله وعمله عن سفاسف الأمور. كما تدل مساوئ أخلاقه على ضعف إيمانه، ومن الأخلاق السيئة، بل المسيئة، الاستهزاء بالآخر، وهذا ما يفعله المدّعي «وسيم يوسف» في خطابه السيئ ضد قطر. .. والمتدبر في القرآن الكريم يجد أن آيات الكتاب العظيم تحث المؤمنين على التزام مكارم الأخلاق، وتؤكد على ضرورة الابتعاد عن الاستهزاء بالآخر، حيث يقول تعالى في سورة الحجرات «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم». .. وأستغرب لماذا لا يطبق إمام «المسجد الكبير»، في أبوظبي، تعاليم الله على نفسه المريضة، المصابة بداء التكبر، الملوثة ببكتيريا الشعور بالفوقية؟! .. ولو عدنا إلى حادثــــة الطــــائرة العــــسكرية الإمــــاراتية التي انتهكت مجالنا الجوي، في الثالث من الشهر الجاري، أستطيع القول ــ بثقة ــ إنها كانت تقوم بذلك الاختراق بشكل متعمد، بدلــــــيل قـــــيام طائــــرة أخــــرى بــــواقعــــة ممــــاثــلة، عنــدما اخترقت مقاتلة حربية إماراتية المجال الجوي القطري في الحادي والعشرين من الشهر الماضي. .. واستـــــــــمرت عملــــــية اختراقــــها لمــدة دقـــــيقة واحـــــدة، على ارتفاع نحو ٣٣ ألف قــــدم، بســــــرعة ٤٦٠ عقـــــدة، فـــــــوق منطقـــتنا الاقتصادية الخالصة، ممـــــا دفــــع دولتنا لتــــقديــم شــــكوييـــــن إلىالأمـــــين العــــام للأمم المتحـــــدة، وإلــــــى رئيس مجلس الأمن الدولي, لتسجيل واقعتي الاختراقين. .. وما من شك في أن من حقنا المشروع اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للدفاع عن سيادتنا، وفقاً للقوانين الدولية. .. وأريد تذكير المدعي «ذميم يوسف» أن تركيا اضطرت ــ اضطراراً ــ في الرابع والعــــشرين من شهر نوفمبر ٢٠١٥ إلى إسقـــــاط طائــــرة روسيـــة من طــــــراز (ســـوخوي ســـــو ٢٤) اخترقت مجالها الجوي، فوق جبل التركمان, قرب الحدود التركية ــ السورية. .. وهــــــذا الإجـــراء الســــيادي الــــرادع, يدخـــــل في إطــــار الحقوق السيادية المشروعة لأي دولة، دفـــــــاعاً عن سيـــادتها, أرضاً وجواً وبحــــــراً، حـــــــتى لو كــــــــان ذلك الاختــــراق مجــــــرد ألسنة تتطاير في مجالها الجوي نتيجة احتراق دخون بخور إماراتي متصاعد، انطلاقا من منطقة البطين في أبوظبي! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق ملاحظات مركّزة حول «المركز القطري للصحافة» ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لماذا لم يتم تمثيل الأقلام النسائية لإثبات أن إدارة «المركز» غير مركزية؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ غياب ممثلي الصحف الصادرة باللغة الإنجليزية يثير علامات الاستفهام والتعجب ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من واجبي ــ ولا أقول من حقي ــ أن أكتب عن المركز الجديد الوليد المسمى «المركز القطري للصحافة». .. ولعل ٣٥ عاماً ويزيد، التي أمضيتها في رحاب الصحافة القطرية، وبلاطها العتيد، منذ عام ١٩٨١، سواء بصفتي محرراً صغيراً، أو رئيساً لتحرير صحيفتين هما «الراية» و $، تسمح لي أن أكتب ما سأكتبه في السطور التالية، مسترجعاً رائحة الحبر التي كنت أستنشقها على مدى تلك السنوات الطويلة، حيث أمضيت في الصحيفتين من سنوات عمري، أكثر مما أمضيته في بيتي، باحثاِ عن الخبر، غير مكترث لأضرار السهر، مستمتعاً بصرير القلم، وهدير المطابع، وهي تعزف «سيمفونيات» الطبعات اليومية المتلاحقة، جالساً في الصحيفة حتى موعد إرسال صفحتها الأولى إلى المطبعة، في حــــــين أن البعــض كان «يستانس» مــــع الرفيــــق، أو يلعب «كوت بوستة» مع الصديق، والآخر كان يغطّ في سبات عميق! .. وأعتقد ــ ولعلي أكون مخطئاً ــ أن كل هذه الخبرات المتراكمة، أو التجارب ولا أقول المتاعب، التي اكتسبتها خلال عملي الصحفي، ساعياً للبحث عن الحقيقة، تعطيني الحق لتسجيل ملاحظاتي المركّزة، على ذلك «المركز» الجديد، وهدفي من ذلك أن يدار بعيداً عن المركزية! .. وقبل تركيز رأس قلمي لكتابة ما سيكتب من ملاحظات، يطيب لي أولاً الإعراب عن تمنياتي لرئيس وأعضاء «المركز القطري للصحافة» بالنجاح في تحقــــيق أهـــدافه، للارتقاء بمهنتنا النبيلة، وتحقيق تطلعات الصحفيين العاملين في مؤسساتنا الصحفية. .. ولا بد من التأكيد أولاً وثانياً وثالثاً وعاشراً ودائماً بأنه لولا ما تحظى به صحافتنا من دعم ورعاية وعناية توفرها قيادتنا الرشيدة، إيماناً منها بأهمية الكلمة الصادقة المخلصة في نهضة الوطن وتطوره، لما نجحت الصحافة القطرية في أداء رسالتها النبيلة. .. وليس سراً القول إن دولتنا وفّرت كــــافة الســــبل لصحافتنا، حتى تقوم بدورها على أكمل وجه، في إطار الدعم اللامحدود الذي تحظى به الصحافة القطرية، والتقدير المشهود الذي يحظى به الإعلاميون جميعاً، من حـــضرة صاحــــب الســــمو الشـــيخ تمـــيم بـــن حمــد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ومعالي الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء الموقر. .. ويشكل تأسيس «المركز» تتويجاً لجهود أجيال متعاقبة من الصحفيين القطريين، بعد سنوات طويلة من جهودهم الحثيثة، لإيجاد جسم تنظيمي يجمعهم، تحت مظلته، بهدف الارتقاء بالمهنة، والنهوض بها، وفتح قنوات التواصل بين بعضهم البعض، والأهم من كل ذلك، العمل على تعزيز مفاهيم «حرية الصحافة»، بما يتفق مع القيم والمبادئ التي يرتكز عليها هذا الحق الإعلامي الراسخ. بالاضافة إلى حرصهم على الارتقاء بالرأي العام، وتنمية مدركاته، تـــــــجاه مختلــــف القضايــــا الداخلــــية والخارجيــة، في إطـــار من الحرفية والموضوعية، التي تعكــــس مدى التطــــور الذي وصلت إليه الصحافة القطرية. .. وما من شك في أن صحافتنا الوطنية ترتكز على إرث طويل، وتستند إلى تاريخ كبير، أسهمت في صناعته أجيال متعاقبة من الصحفيين القطريين الرواد، والكتاب المميزين، وقادة الرأي المؤثرين، الذين يستحقون أن نخلّد أسماءهم في ذاكرتنا الصحفية، بكل فخر واعتــــــزاز، أذكــــر منهــــم على ســــبــيل المثــــــــال لا الحـــصـــــر، مؤسس الصحافة القطرية الراحل عبدالله حسين نعمة، رحمه الله، الذي زرع بذرة الصحافة في قطر، في زمن كان يصعب فيه زراعة زهرة، وسط صحراء قاحلة، وكأنه بذلك يزرع شجرة «مشموم» وسط بيئة جرداء فيتم اتهامه ــ وقتها ــ بأنه موهوم! .. ولا أنسى التوقف عند إسهامات عميدنا الكبير القدير الشهير، أستاذي ومعلمي ناصر محمد العثمان، صاحب الإسهامات الإعلامية التي لا تنـــــــسى، ورائـــد المدرســة الصحــــفية الــــتي قــدمت الكثير من الصحفيين القطريين، الذين أفتخر، ولا أنكر، بأنني أحدهم، بمشاركة زميلي الأستاذ سعد الرميحي. .. وأود التأكيد، من خلال السطور التالية، أنني لست طامعاً، عبر كتابة سطوري، في أي مطمع، حيث يكفيني أنني الصحفي القطري الوحيد الذي تشرّف بإجراء حوار تاريخي غير مسبوق أو ملحوق مع صاحب السمو «الأمير الوالد» الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظه الله، نشر في العدد الأول مع انطلاقة $. عدا تسجيل اسمي في قائمة الفائزين بجائزة الصحافة العربية. .. وعلى هذا الأساس، أكرر، أنني لست طامعاً، بل طامحاً أن يؤدي «المركز القطري للصحافة» دوره بكل أريحية وحرية، بعيداً عن المركزية، وهذا ما يقودني لتسجيل ملاحظتي الأولى، حيث يمثل ذلك «المركز» فــــي تشكيلــــته الحاليــــة «المـــركّزة»، انحيازاً واضحاً للإعلاميــــين الرجـــــال، على حــــساب الإعلامــــيات القطريـــــات، بـــعد خلوه من أي عنصر نسائي! .. ورغم أن المرأة وصلت إلى «مجلس الشورى» في تشكيلته الأخيرة، بعـــــــد تعيــــــين ٤ سيدـــات فاضـــلات، لأول مرة فــــي مســـــيـــــــرة الـــسلطــــة التشريعية، إلا أن مــــــــن الغريـــب، بـــل المســـتغرب، أن لا يــــضم «المركز القطري للصحافة» عنصراً نسائياً واحداً، في الوقت الذي تشهد فيــــــــــه صـــــــحافتــــنا بروز وتألــــــــق، بـــل تفــــــوق العـــــديــــد من الأقلام الــنسائية، اللواتي يــــساهمــــــن بأفكارهن ومقالاتهن في طرح ومعالجة الكثير من القضايا المحلية، وتبنّي الــــعديد مــــن الملفات الوطنــــية، عدا دفـــــاعهــــن المـــشرّف عن سلامة الموقف القطري، في مواجـــــهة الحـــــصار الجائر المفـــــروض على دولتنا قطر. .. ومن المؤسف أن يكون «المركز القطري للصحافة» ذكورياً بامتياز، في زمن انتهت فيه الهيمــــــنة الذكــــورية على المنـــــاصب، ولـــم تعد المواقع القيادية حكراً على الرجال في جميع المجالات. .. وبصراحة، بل بمنتهى الصراحة الصريحة، التي أكتبها، ارتكازاً على أعلى درجات المصارحة، ليس في مصلحة الصحافة القطرية أن يبدأ «مركزها» الجديد أولى خطواته في ظل قيادة ذكورية مطلقة، في وقت تتحدث فيه صحافتنا عن تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، في الكثير من قطاعات الدولة! .. وليس من الحكمة أن نجد «المركز القطري للصحافة» يهيمن عليه الفكـــــر الذكــــوري، دون اعـــــتراف بحـــقـــوق الإعلاميــــات المواطنات، وكأنه لا يعترف بأحقية الإناث في الانضمام إلى عضويته، وهــــذا لا يليق بمكانة المرأة، وإسهامات الأقلام النسائية في الصحافة القطرية! .. وعندما أطرح هذه الملاحظة الصريحة، لا بد من التنويه بالدور الريادي الذي تضطلع به المرأة القطرية في مختلف المجالات والتخصصات، ولا بد من الإشادة بما تزخر به صحافتنا من أقلام وطنية نسائية، استطاعت بأفكارها الرائعة، ومقالاتــــها المنــــوعــــة، أن تعـــكس مـــــدى التطور الذي وصلت إليه حرية التعبير في قطر، في إطار المسؤولية الواعية المشتركة من الجنسين. .. ولكل هذا، لا بد على «المركز القطري للصحافة» إثبات أنه يؤدي دوره وسط مجتمع يتسم بالشراكة بين الرجل والمرأة، ويعتمد على الكفاءة، ويرتكز على الجدارة، وليس على جنس الإعلامي. .. وما من شك فـــي أن وجــــود المــــرأة في عــــضوية مجلـــــس إدارة «المركز القطري للصحافة» سيعني تشجيع «نون النسوة» على الانخراط في العمل الإعلامي، وتمـــــــكين الكثيـــــرات من الإســـهام في منظومة العمل الصحفي، بما يساهم في تعزيز حقوق المرأة إعلاميا، وتفعـــــيل حقـــها في الوصـــــول إلى المؤسسات الصحفية، وإنجاح مشاركاتها الإعلامية. .. ولا يمكن لأحد إنكار أن لدينا العديد من الإعلاميات الناجحات في مختلف فنون العمل الإعلامي، سواء الإذاعي والتليفزيوني. عدا حضور وظهور العديد من الأقلام النسائية البارزة، التي أظهرت الأزمة الخليجيـــة الراهـــــنة حقــــيقة تمتعها بروح المسؤولية تجاه القضية الوطنية، عبر إسهاماتها في حشد صفوف جبهتنا الداخلية، لمواجهة تداعيات وآثار الحصار الجائر. .. ونأتي إلى الملاحظة الثانية، وهي تتمثل في أن «المركز» المذكور يعكس في تشكيلته الحالية تمييزاً، ولا أقول تميزاً لمؤسسات إعلامية دون غيرها، في وقت يفترض إثــــبات أنه إطــــار جـــامع، أو وعاء واسع، يتسع للجميع، ويعبر عن تطلعات جميع الصحفيين، بمختلف توجهاتهم، وكافة اتجاهاتهم، واختلاف نوعية الرسالة الإعلامية التي يقومون بتأديتها. .. والملاحــــظ عـــلى «المركز القــــطري للصحـــافة» في ظــــــهوره الأول، غياب التمثيل الكامل، والحـــــضور الـــشامل لأي عـــضو ينــــتمي إلى الصحف اليومية الصادرة باللغة الإنجليزية! .. وهـــــــذا الأمـــر يعــطي صــــورة سلبـــية للمركـــــز الجـــديــــد، بأنــــه لا يشكل مظلة لجميع الصحفيين العاملــــين في الـــــدولـــة، وكـــــــأن صحفاً عريقة مثل «جلف تايم»، و«البننسولا» و«قطر تريبيون» تصدر في الصين أو الأرجنتين، وليس في قطر! .. وكأن تلك الصحف أيضاً، ليس لرؤساء تحريرها حق التواجد القيادي في ذلك «المركز»، لمجرد أن صحفـــــهم «ترطـــــن» بلغة أخرى، غير اللغة العربيــــــــة، وبالتـــــــالي علــــيهم الانضمام إلى منـــــظومـــــة الصحف البريطانية الصادرة في لندن، أو مشاهدة فصول من مسرحية «باي باي لندن»! .. وما من شك في أن من أولويات «المركز القطري للصحافة» إثبات أن صحافتنا تمتاز بالتنوع، والقدرة على مخاطبة جميع مكونات المجتمع، بلغة مهنية راقية، ومفردات صحفية واعية، تعبر عن اهتمامات الرأي العام القطري، بمختلف ثقافاته وتطلعاته وتنوعاته. .. وهذا التنوع المطلوب يقودني لتسجيل الملاحظة الثالثة، التي أكتبها في خضم شعوري بالاستغراب من كيفية إجراء الانتخابات لذلك «المركز»، وتشكيل أعضائه، وتوزيع المناصب عليهم, وكأنهم يقسمون فيما بينهم كعكة شهية من نوع «بلاك فورست», أو يوزعون على أنفسهم حبات محدودة أو معدودة من «الخنفروش»، في غياب جمعية عمومية، تضم جميع الصحفيين والإعلاميين العاملين في الدولة! .. وأستغرب وترتسم في رأسي علامات الاستفهام والتعجب من غياب أي ممثل عن صحيفة $، في تلك الانتخابات، خاصة أن عضوية مجلــــس إدارة «المركز القطري للصـــحافــــة» شـــــملت جميع رؤساء تحرير الصحف القطرية، باستــــثناء الزميل الأستاذ محمد المري، صاحــــــب الأداء الصحــــفي الرفــــــيع، والموقــــف الوطــني الـــــبديــــــع، دفاعاً عن قضايا الوطن، والحرفية المهنية، المشهود لها بالكفاءة الإعلامية. .. وما من شك في أن غياب $ عن عضوية مجلس إدارة المركز المذكور لا ينتقص من دور الصحيفة ومكانتها، بقدر ما يجعل دور «المركز القطري للصحافة» ناقصاً، ويجعل أهدافه منقوصة وغير كاملة أو مكتملة! .. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يؤدي «المركز» دوره كاملاً في ظل غياب ممثل لصحيفة مؤثرة في المشهد الصحفي القطري، تضم أكثر من ٥٠٠ صحفي وموظف، عدا العديد من الكُتّاب وقادة الرأي المؤثرين الذين ينشرون مقالاتهم في $، في اطار حرية الرأي التي كانت ولا تزال ركيزة من الركائز الأساسية في الصحيفة. .. ولعــــــل قيـــام $ بنـــشر صفحة كــــاملة أعدتها الزميلة آمنة العبيدلي بعنوان «إعلاميون يثمنون تأسيس (القطري للصحافة)» يؤكد إيمان $ بمبدأ حرية التعبير، حيث تعكس الآراء الواردة في ذلك التحقيــــــق المنـــشور عــــــلى الصـــفحــــة الثالثة عشرة مـــــن هــــذا العـــــدد، موقفاً يختلف جذرياً عن موقفي المنشور في هذا المقال. .. أما ملاحظتي الرابعة فإننـــي أكتــــبها تقــــديراً لإسهامات الصحفيين العرب، الذين عملوا في المؤسسات الصحفية القطرية، وساهموا بخبراتهم الإعلامية، وجهودهم العملية وإخلاصهم لمهنتهم، وأمضى بعضهم أكثر من ٢٠ عاماً في قطر، حـيث كــــان مفروضـــاً أن يـــتم ضم أحدهم إلى عضوية «المركز القطـــري للصحافة»، وفـــاء لـــهم، واعترافاً بدورهم في تطوير الصحافة القطرية، والنهوض بها، خاصة أن معظمهم يتعاملون مع قطر باعتبارها وطنهم، ويتبنون قضاياها الوطنية، ويدافعون عنها بأقلامهم بشكل تلقائي، دون توجيه من أحد، وكثيرون منهم أثبتوا ذلك خلال أزمة الحصار الضاغط على الجميع، سواء كانوا مواطنين أو مقيمين. .. ونصل إلى ملاحظتي الخامسة، وما أريد قوله من خلالها، أن الصحافة ســـواء في مســـماها التقــــليـــدي الكلاســـــيكي، أو فـــــــي مفهومها الأكاديمي النـــظري، وتطبيــــــقاتها الميدانيـــة، عبـــارة عــن حــزمة من المهارات ومجموعة من الأدوات والإمكانيات والخبرات والقدرات، أبرزها وأهمها كيفية تطويع القلم، وكيفية ترويضه وتوجيهه، ليكتب على الصفحة، ما يتم نـــــشره في الصحــــيفة الورقية، وتحويــــل ذلك الجماد الصامت، ليكون ناطقاً بالكلمة الصادقة الحرة الواعية المسؤولة. .. ولكل هذه الممـــــيزات، أصبحــت الصحـــافة جــــزءا لا يتجزأ من حضارة الشعوب، وصارت المرآة العاكسة التي تعكـــس حـــــضورها، وتبرز تحضرها، وتظهر تحررها، وتشـــكل علامـــــة بـــــــارزة مـــــن علامـــات نهضتها وتطورها في إطار تعزيز وترسيخ مفاهيم حرية الصحافة. .. وانطلاقاً من مبدأ الحرية الصحفية، التي نسعى لترسيخها في صحافتنا الوطنية، نصل إلى الملاحظة السادسة والأخيرة، وهي أن غالبية أعضاء «المركز القطري للصحافة» لا يعملون في الصحافة اليومية، وكــــــل خبراتهــــــم الإعلامــــية، وتجــــاربهــــم الميدانيـــــــة، تقتـــــصر على الظهور التليفزيوني أو الإذاعي! .. وهذا الأمر يتقاطع مع مسمى «المركز» الذي يحمل اسم «الصـــــــحافـــة»، وكـــــان مفروضاً أن يصبح اسم «مركزهم» مركز الإعلاميين القطريــين، ليكون شــــــاملاً في مســــماه، واســـــعاً في شــــموليته، متسعاً في اختصاصات أعضائه. فليس منطقياً أن يكون اسمه «المركز القطري للصحافة» في حين أن غالبية أعضائه لا يعرفون ماذا تعني «الشقيقات الخمس» في عالم الصحافة المكتوبة، والتي تضم العناصر الأنسب لكتابة الخبر، والأقـــــوى في تحقـــيــــــق الأثـــــر، أو التأثــــــيــــر، في أوســـــاط الـــــرأي العـــــام، وهــــــي من وماذا ومتى وأين ولماذا؟! .. وارتكازاً على سادستهن غير الشقيقة لهن، وهي «كيف» فإنني أسأل بصراحة سؤالاً صريحاً مركزاً حول «المركــــز القطــــري للصــــحافـــة»، وسؤالي المركز عن ذلك «المركز» كيف يمكن أن يحقق أهدافه في ظل الملاحظات المركّزة, التي سجلتها بكل تركيز في السطور السابقة؟! احمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق عندما يصبح «بلوتو» رئيساً لهيئة رياضية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مشكلة «تركي آل الشيخ» معاناته من «جنون العظمة» رغم أنه ليس عظيماً بل عديماً من الأخلاق السعودية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ «أبو جهل» كان من سادة «قريش» .. لكن مصيره مزبلة التاريخ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا أدري لماذا عندما يتكلم تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة في المملكة العربية السعودية أشعر أنني أتابع مسلسل الرسوم المتحركة الشهير «باباي»! .. وطبعاً لا أقصد بطل المسلسل، ذلك البحار الذي يخوض الكثير من المغامرات، دفاعاً عن صديقته «زيتونة»، وإنما أعني «بلوتو»، تلك الشخصية الكرتونية المعروفة أيضاً باسم «بروتوس»، التي صممها الرسام الأميركي «إلزي كريسلر سيغلر» وظهرت لأول مرة عام ١٩٢٩. .. والمؤسف أن هذه الشخصية المشاغبة، أصبحت دائمةالظهور حالياً في المنطقة، على أرض الواقع السياسي الذي نعيشه، مع صعود شخصية تركي آل الشيخ على سطح الأحداث، بتصريحاته المتصفة بالخلل، والمثيرة للجدل، والمليئة بالعلل! .. ولا يحتاج الأمر لمواجهة ذلك «المتروك»، والتغلب عليه إلى تناول حزمة من السبانخ، كما يفعل البحار «باباي»، إذ يكفي أن نأكل «عجوة المدينة» التي تعتبر من أغلى تمور السعودية! .. ويمكن الاستعاضة عنها في حال عدم الحصول عليها، بتناول «تمرة» واحدة من تمور القصيم من نوع «خلاص» أو «برحي» أو حتى «صقعي»، حتى نصقع ذلك المدعــو تركــــي، ليــفوق مـــن حــــالـــــة انفصام الشخصية، التي تظهر كثيراً في تصريحاته، وتسبب له اضطراباً نفسياً مؤثراً على ســــلوكه وخـــــللاً عقليــاً مســـيطراً على طريقة تفكيره، ونوعـــــية تصريحــــاته الخــــارجة عــــن حــــدود الأخلاق الرياضية. .. ومشكلة تركي آل الشيخ أنه حديث العهد بالرياضة، ولم يمارس في حياته سوى رياضة الخشيشة» مع أقرانه «البزران» أو «الورعان» في «الفريج»، وعدا ذلك ليس له أي علاقة بالحركة الرياضية، سوى تحريك «غترته» أو »شماغه»، ورفع سرواله إلى الأعلى! .. وقبل أن أخوض نزالاً رياضياً مع ذلك الشخص غير الرياضي، الذي لا يملك أي صفة من صفات الرياضيين، وفي مقدمتها الأخلاق، أود تأكيد احترامي لكل أعضاء الأسرة الرياضية السعودية، ولكل أفراد الشعب السعودي الشقيق، فرداً فرداً، باستثناء ذلك «المتروك» لتوجيه الإساءات إلى علاقات الأخوة بين الشعبين الشقيقين في قطر والسعودية. .. ولا أعتقد أن أي مواطن سعودي، سواء كان رياضياً أو غير ذلك، يقبل بالإساءات التي يوجهها تركي آل الشيخ إلى قطر والقطريين، التي تعكس انحدار أخلاقه، وقلة أدبه. .. وعندما يسخر رئيس هيئة الرياضة في السعودية من قطر، بطريقة خارجة عن أخلاقيات السعوديين، فإنما بذلك يسيء إلى «هل قطر» جميعاً، بمختلف مكوناتهم، وكافة أصولهم، وكل فروعهم ولهذا أقول له بملء صوتي «لن نسمح لك، ولن نسكت عنك». فلا تكن غراً في تصرفاتك، متغولاً في تصريحاتك، مغروراً في مواقفك، مغالياً في تعاملك. .. ولا تتصرف تصرفات الشخصية الكرتونية المسماة «بلوتو»، بطريقته الهوجاء، وشخصيته الرعناء، وتتعامل مع الآخرين بكل غرور واستعلاء. .. ومـــــــن الضـــــــــــروري أن تـــحتــــــرم نفـــسك حــــــتـــى نحـــتــــرمــــــك، ولا تسئ لغيرك حتى لا نسيء إليك. .. وتذكر أن لسانك حصانك، إن صنته صانك، وإن أهنته هانك، وأنت أهنت الرياضة السعودية التي تتولى رئاسة هيئتها العامة، بتصريحاتك وتصرفاتك. .. وأدعوك أن لا يقودك جهلك إلى التصرف بطريقة الجهال، الذين نسميهم في قطر «اليهال» أي الأطفال طااااااااال عمرك! .. ومن المعيب حقاً أن ينحدر خطاب رئيس هيئة الرياضة في السعودية إلى هذه الدرجة من الانحطاط الأخلاقي، عندما يتحدث عن قطر بطريقة استعلائية، وبنظرة استعراضية، ويسخر منها ويصفها بأنها «دويلة»، رغم أنها تأسست تاريخياً قبل تأسيس «المملكة» في شكلها الحالي المترامي الأطراف. .. ويكفي أن يعـــــلم هــــو وغيـــره، أننا في قــطــر نحتــفل بــذكرى يومنا الوطني في الثامن عشر من ديـــسمبر من كــــل عام، وهي المناسبــــــة التاريخيــة التي تـــــصادف تـــــولي مؤسس دولتـــــنا الـــــشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم في البلاد عام ١٨٧٨، منطلقاً بهذه الدولة الفتية، إلى رحاب الاستقلالية، بعيداً عن الانقياد والتبعية. .. وعندما أقول ذلك وأكتبه، أدعو أي باحث أن يتوقف عند التاريخ الذي تحتفل به المملكة العربية السعودية بيــــومها الوطــــني في الثالث والعشرين من سبتــــمبر، إحياء لذكــــرى توحيـــــدها بشكلها الحالي عام ١٩٣٤. .. وبعيــــداً عـــن عقـــــد المقــــارنــــــات، فإن القـــــطريين جمــــيعــــاً ينظرون نظرة إجلال واحترام وتقدير إلى الملك الموحد الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية الشقيقة، باعتباره واحداً من عظماء صناع التاريخ في المنطقة. لقـــــد فــــــتـــح تركـي آل الشـــيخ فــــــي تصـــريحــــاتـــه الأخـــيــــرة ملف الرياضيين المجنسين في قطر، وإذا كان مهتماً بمتابعة هذا الملف، فليبدأ ببلاده التي تتشكل تركيبتها السكانية من خليط من الأعراق، يشبهون في تنوعهم وألوانهم خيوط «السدو»، باعتبار أن جذورهم ليست كلها متجذرة في تربة شبه الجزيرة، أو نابعة منها، حيث يوجد كثيرون منهم قدموا من شرق آسيا، وغـــيرهم جــــاءوا من الشرق الإفريقي، وقدموا للمملكة إخلاصهم، وخلاصة تجاربهم في الحياة، فأخلصوا لها، وأعطوها من خبراتهم، وانــــدمــــجوا فـــــيها، وصاروا جزءا لا يتجزأ من نسيجها الوطني. .. ولا يحتاج الأمر إلى تذكير رئيس هيئة الرياضة في السعودية بعطاءات واحد من هؤلاء وهو «أمين دابو» القادم من السنغال، أو غيره، من الذين مثلوا منتخبات المملكة بعدما تم تجنيسهم. لقد لعب «دابو» المولود من أم مصرية وأب سنغالي في الاسماعيلي المصري، في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، وحقق شهرة واسعة في الملاعب المصرية، ليرحل بعدها إلى السعودية، ويلعب في النادي الأهلي، عام ١٩٧٦، وتم بعدها تجنيسه، ليشارك مع المنتخب السعودي. .. وإذا كان تركي آل الشيخ مغرماً بفتح ملف التجنيس الرياضي، لماذا لا يلتفت إلى حليفته البحرين، صاحبة التجربة الكبرى، ولا أقول الكبيرة فحسب، في هذا المجال. .. ولا أعتقد أنه لم يسمع باللاعبة البحرينية «كيمي اديكوبا» ذات الأصول النيجيرية، باعتبارها الأبرز في ملف الرياضيات المجنسات في «مملكة البحرين»، لأنها تحمل ذهبية بطولة العالم داخل الصالات في سباق ٤٠٠ متر عدو. بالإضافة إلى اللاعبة «راث جيبيث» الكينية الأصل، كما يوجد في الكتيــــــبة الرياضــية البحـــرينية المجنـــــسة، لاعب روسي اســــمه «آدم بانيروف»، يـــصارع الآخـــــرين، تحـــت الراية البـــحرينيــــة، وهـــو لا يعرف اسم عاصمتها! .. وكل هؤلاء وغيرهم من الرياضيين البحرينيين المجنسين يلعبون باسم البحرين، ولا يعرفون الفارق بين الحلوى و«المتاي»! .. ولو توقفنا عند الإمارات الحليــــفة الأخـــرى للــــسعودية في حصارها الجائر على قطر سنجد أن تجربة التجنيس الرياضي استهوتها كثيراً، وفي إطارها تم تجنيس «توما سيرجيو» الفــــائز بالميــــداليــــــة البرونزية في الجودو، في وزن تحت ٨٠كغم في أولمبياد ريو دي جانيرو، بالإضافة إلى «ايفان ريمارينكو» وهما من «مولــــدوفيـــا»، ولاعــــب ثـــــالث آخـــــر غيـــــرهما، بالإضــــافة إلى عداءة الماراثون الإثيوبية الأصل «بيتليم ديسالين»! .. ولا يحتاج الأمر أيضاً إلى فتح ملف التجنيس، على المستوى الرياضـــــــــي، أو غيــــره من المســــتويات، ســـــــــواء الاجــــتماعية أو الاقتصاديـــة، حـــــيــــث تمـــــــثل المملكـــــــة العربيــــة الســـعوديــــة نموذجاً لا مثيل له في استقطاب الآسيويين والأفارقة، الذين هاجروا إليها واستقروا فيها على امتداد العقود والعهود الماضية، وقادوا حركتها الرياضية وحراكها المالي والاقتصادي، والاجتـــــماعي، وأصبـــــحوا رواداً في قطاعاتها وأعمالها وفعالياتها المختلفة. .. ويكفي تذكير تركي آل الشيخ أن أكبر مجتمع في المنطقة قائم على تلاقي الثقافات والحضارات في مكان واحد، بلا تمييز عرقي، هو المجتمع الحجازي. .. وكلـــــــــنا نعــــلم أن أبـــناء ذلك المجتـــــمع الفسيـــفسائي خــــدموا مكة والمدينة المنورة، أكثر من غيرهم، وهم الذين جعلوا «المملكة» تنفتح على الثقافات الأخرى، وهم الذين أثروا في مسيرتها، وهم الذين أثروا فيها، وهم الذين قادوا قطاعاتها الاقتصادية، وحركاتها العمرانية، وتجاربها العلمية إلى آفاق النجاح. .. ولا داعي لاستعراض أسماء الكثيرين منــــهم الـــــذين قـــــدموا خدمات جليلة إلى المملكة العربية السعودية، في شتى مرافقها، وكافة قطاعاتها المختلفة، بل أصبحوا وزراء في حكوماتها المتعاقبة! .. ولا ننسى أيضاً أن المجتمع السعودي بامتداداته الشرقية وطوائفه الغربية مكون، ولا أقول مقسم، بمــــن يســـــمونهم في الممـــــلكة «طــــــــــرش البحـــر» أو «بقـايا الحــــــجاج» وغــــــيرهم، وتـــــــم إنصــــهارهم جــــميعاً تحــــــت «راية التـــوحيــــد»، التي تــــضم العــــديد من الأعراق والأجناس والأصول والجذور غير النابعة من شبه الجزيرة العربية. .. ولــــــكل ذلك العطاء السخي، الذي قدمه ويقــــــدمه المجنسون في المجتمع الســـــعــــودي، بمختــــــلف شرائحــــــهم، لا داعـــي لتـــــلــــك النــظــرة العنـــــــــصرية المتخــــلفــــــة، الـــــتي أصبــــحت جــــزءا مــــــن رؤية تركي آل الشيخ للآخرين، حيث صار يتصرف وكأنه واحد من أفراد «شعب الله المختار»، ويرى نفسه أعلى شأنا، وأرفع مكاناً من غيره، من خلال استنساخ عصري لشخصية «أبو جهل»، وإحياء مؤسف لصفات «الجاهلية» وأطباعها وأطماعها. إن مشكلة تركي آل الشيخ تكمن في حالة «جنون العظمة» التي تنتابه، بين حين وآخر، رغم أنه ليـــــس عظيماً، بل لا يعدو أن يكون عديماً من الأخلاق، ومنعدماً من القيم النبيلة، والصفات الجميلة، التي يتصف بها أشقاؤنا السعوديون. .. كما أن مشكلة رئيس هيئة الرياضة السعودية أيـــضاً، شـــــعوره بعقدة النقص، عندما ينظر إلى قطر وإنجازاتها الرياضية، ولهذا يريد الانتقاص من شأنها، بعدما نجحت في تحقيق ما عجزت عن تحقيقه العديد من دول المنطقة. .. والأمثلة كثيرة في هذا المجال، لكنني على أي حال سأوجزها في هذا المقال في الإطار الرياضي فقط. .. ويكفي أن نذكره أن بطل العالم في الوثب العالي هـــو القـــــطري معتز برشم، الفائز بجائزة أفضل رياضي في العالم للعام الحالي، خلال احتفالية الاتحاد الدولي لألعاب القوى، التي أقامها الشهر الماضي في إمارة موناكو، وهو صناعة قطرية مائة في المائة، ولم يتم استيراده من حفر الباطن، أو استيلاده من عرعر! .. وهو يحمل أيضاً جائزة أفضل رياضي في القارة الآسيوية لهذا العام، الممنوحة من اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية «أنوك»، خلال احتفاليــــته التي أقيمـــــت في شـــــهر نوفمــــبر الماضـــــي في العاصمة التشيكية براغ. .. ولو عدنا إلى البطولات العالمية الناجحة التي استضافتها قطر على مدى العشـــــــرين عـــاماً الماضيــــة، سنـــــتوقف عـــــند أبرزها، بـــــل أكبرها وأضخمها، وهي دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة، التي نظمتها الدوحة عام ٢٠٠٦، وتمت خلال فعالياتها المنافسة على ٤٦ لعـــــبة ونــــــشاطــــا رياضيا، مما يشكل رقماً قياسيا غير مسبــــوق، علمــــــاً أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي نالت شرف تنظيم هذه الدورة القارية على مستوى القارة الآسيوية, وكان من بين حاضريها وقتها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد. عدا نجاح الرياضة القطرية في استضافة بطولة العالم الرابعة والعشرين لكرة اليد عام ٢٠١٥، والنجاح القطـــري في الــــفوز باستـــــضافة بطولة العالم لألعاب القوى عام ٢٠١٩، في نسختها السابعة عشرة، بعدما تم اختيار الدوحة من بين ٣ مدن تقدمت بطلبات الاستضافة، وهي «برشلونة» الإسبانية، و«يوجين» الواقعة في ولاية «اوريغون» الأميركية. كل هذه الإنجازات الرياضية نضعها في كفة، ونأتي إلى الكفة الأخرى، لنضع الملف القطري الناجح الرائع المكتمل، الذي منح قطر شرف استضافة مونديال ٢٠٢٢ لكرة القدم. .. ورغم مواقف تركي آل الشـــــيخ المســيئة إلى قطـــــر، فإننـــــي في إطار كرم الضيافة، التي تعتبر من ركائز الشخصية القطرية، أدعوه من الآن، عبر سطور هذا المقال، لحضور مباريات «المونديال القطري» على حسابي الشخصي، متحملاً جميع تكاليف سفره إلى الدوحة بالدرجة الأولى، على متن الخطوط القطـــــرية، والإقامة في أحد الفنادق الفخمة، التي تنتـــــشر في دولتنا، مع ضمان ترتيب زيارة خاصة له إلى سوق واقف، وأيضاً إلى «حديقة الحيوان»! .. أما بخصوص بطولة العالم للشطرنج، التي تستضيفها الرياض حالــــــياً، أود التــــــوقـــــــف عنــــــد فتــــوى ســـــماحة الشـــــيخ عبــــــدالعزيـــز بن عبـــــدالله آل الشــــيـــخ, مفـــــتـــــي عـــــــام المملكـــة ورئيس هيئة كبار العلماء, التي أعلنها في برنامج «كشف المستور» في قناة «المجد» عندما تم سؤاله عن تلك اللعبة فأفتى قائلاً «لعبة الشطرنج محرمة، وهي داخلة في الميسر، في عموم قوله «إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون». مضيفاً أنها «مشغلة للوقت, ومنفقة للمال، وسبب للعداوة والبغضاء ، يدخلها الغني ويخرج فقيراً، ويدخل الفقير فيصبح غنياً، وهي سبب العداوة والتـــناحر، فهي بلاء وقضاء وقت في غير محله». ولا أدري ما هو رأي رئيس هيئة الرياضة في السعودية تركي آل الشيخ, بشأن هذه الفتوى الصادرة عن فضيلة الشيخ «آل الشيخ»؟! وحتى يوضح لنا رأيه في هذه المسألة، أتمنى أن لا ينسى تركي آل الشيخ، أنه يتولى رئاسة هيئــــة رسمـــية تمـــثل «المملـكة» الشقـــيقة، التي نحبها ونحترم شعبها، رغم الخلاف السياسي مع نظامها، وهو مسؤول عن كافة رياضييها ولاعبيها ومنسوبيها، وينبغي عليه أن يعلم جيداً أن زمن الجـــهل والجاهلية ولّى إلى غيــــــر رجــــــعة، في شـــــبه الجزيرة العربية. .. ولا بد من تذكيره دائماً أن «أبو جهل» كان عربياً قرشياً، حيث كان عمرو بن هــــشام بن المغــــيرة المخـــــزومي القرشي (٥٧٢ ــ ٦٢٤م) سيداً من سادات قريش. .. وأمه أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل «التميمية»، ورغم كل ذلك الحسب والنسب, والأصـــــل والفصل, الضــــارب في الجذور العربيــــــة، فإن مصير «أبــــو جــهــل» هــــو مزبلة التاريخ! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب عندما يصبح "بلوتو" رئيسا لهيئة رياضية مشكلة "تركي آل شيخ" معاناته من "جنون العظمة" رغم أنه ليس عظيما بل عديما من الأخلاق السعودية "أبو جهل" كان من سادة "قريش"..لكن مصيره مزبلة التاريخ لا أدري لماذا عندما يتكلم تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة في المملكة العربية السعودية أشعر أنني أتابع مسلسل الرسوم المتحركة الشهير «باباي»! .. وطبعاً لا أقصد بطل المسلسل، ذلك البحار الذي يخوض الكثير من المغامرات، دفاعاً عن صديقته «زيتونة»، وإنما أعني «بلوتو»، تلك الشخصية الكرتونية المعروفة أيضاً باسم «بروتوس»، التي صممها الرسام الأميركي «إلزي كريسلر سيغلر» وظهرت لأول مرة عام ١٩٢٩. .. والمؤسف أن هذه الشخصية المشاغبة، أصبحت دائمةالظهور حالياً في المنطقة، على أرض الواقع السياسي الذي نعيشه، مع صعود شخصية تركي آل الشيخ على سطح الأحداث، بتصريحاته المتصفة بالخلل، والمثيرة للجدل، والمليئة بالعلل! .. ولا يحتاج الأمر لمواجهة ذلك «المتروك»، والتغلب عليه إلى تناول حزمة من السبانخ، كما يفعل البحار «باباي»، إذ يكفي أن نأكل «عجوة المدينة» التي تعتبر من أغلى تمور السعودية! .. ويمكن الاستعاضة عنها في حال عدم الحصول عليها، بتناول «تمرة» واحدة من تمور القصيم من نوع «خلاص» أو «برحي» أو حتى «صقعي»، حتى نصقع ذلك المدعــو تركــــي، ليــفوق مـــن حــــالـــــة انفصام الشخصية، التي تظهر كثيراً في تصريحاته، وتسبب له اضطراباً نفسياً مؤثراً على ســــلوكه وخـــــللاً عقليــاً مســـيطراً على طريقة تفكيره، ونوعـــــية تصريحــــاته الخــــارجة عــــن حــــدود الأخلاق الرياضية. .. ومشكلة تركي آل الشيخ أنه حديث العهد بالرياضة، ولم يمارس في حياته سوى رياضة الخشيشة» مع أقرانه «البزران» أو «الورعان» في «الفريج»، وعدا ذلك ليس له أي علاقة بالحركة الرياضية، سوى تحريك «غترته» أو »شماغه»، ورفع سرواله إلى الأعلى! .. وقبل أن أخوض نزالاً رياضياً مع ذلك الشخص غير الرياضي، الذي لا يملك أي صفة من صفات الرياضيين، وفي مقدمتها الأخلاق، أود تأكيد احترامي لكل أعضاء الأسرة الرياضية السعودية، ولكل أفراد الشعب السعودي الشقيق، فرداً فرداً، باستثناء ذلك «المتروك» لتوجيه الإساءات إلى علاقات الأخوة بين الشعبين الشقيقين في قطر والسعودية. .. ولا أعتقد أن أي مواطن سعودي، سواء كان رياضياً أو غير ذلك، يقبل بالإساءات التي يوجهها تركي آل الشيخ إلى قطر والقطريين، التي تعكس انحدار أخلاقه، وقلة أدبه. .. وعندما يسخر رئيس هيئة الرياضة في السعودية من قطر، بطريقة خارجة عن أخلاقيات السعوديين، فإنما بذلك يسيء إلى «هل قطر» جميعاً، بمختلف مكوناتهم، وكافة أصولهم، وكل فروعهم ولهذا أقول له بملء صوتي «لن نسمح لك، ولن نسكت عنك». فلا تكن غراً في تصرفاتك، متغولاً في تصريحاتك، مغروراً في مواقفك، مغالياً في تعاملك. .. ولا تتصرف تصرفات الشخصية الكرتونية المسماة «بلوتو»، بطريقته الهوجاء، وشخصيته الرعناء، وتتعامل مع الآخرين بكل غرور واستعلاء. .. ومـــــــن الضـــــــــــروري أن تـــحتــــــرم نفـــسك حــــــتـــى نحـــتــــرمــــــك، ولا تسئ لغيرك حتى لا نسيء إليك. .. وتذكر أن لسانك حصانك، إن صنته صانك، وإن أهنته هانك، وأنت أهنت الرياضة السعودية التي تتولى رئاسة هيئتها العامة، بتصريحاتك وتصرفاتك. .. وأدعوك أن لا يقودك جهلك إلى التصرف بطريقة الجهال، الذين نسميهم في قطر «اليهال» أي الأطفال طااااااااال عمرك! .. ومن المعيب حقاً أن ينحدر خطاب رئيس هيئة الرياضة في السعودية إلى هذه الدرجة من الانحطاط الأخلاقي، عندما يتحدث عن قطر بطريقة استعلائية، وبنظرة استعراضية، ويسخر منها ويصفها بأنها «دويلة»، رغم أنها تأسست تاريخياً قبل تأسيس «المملكة» في شكلها الحالي المترامي الأطراف. .. ويكفي أن يعـــــلم هــــو وغيـــره، أننا في قــطــر نحتــفل بــذكرى يومنا الوطني في الثامن عشر من ديـــسمبر من كــــل عام، وهي المناسبــــــة التاريخيــة التي تـــــصادف تـــــولي مؤسس دولتـــــنا الـــــشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم في البلاد عام ١٨٧٨، منطلقاً بهذه الدولة الفتية، إلى رحاب الاستقلالية، بعيداً عن الانقياد والتبعية. .. وعندما أقول ذلك وأكتبه، أدعو أي باحث أن يتوقف عند التاريخ الذي تحتفل به المملكة العربية السعودية بيــــومها الوطــــني في الثالث والعشرين من سبتــــمبر، إحياء لذكــــرى توحيـــــدها بشكلها الحالي عام ١٩٣٤. .. وبعيــــداً عـــن عقـــــد المقــــارنــــــات، فإن القـــــطريين جمــــيعــــاً ينظرون نظرة إجلال واحترام وتقدير إلى الملك الموحد الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية الشقيقة، باعتباره واحداً من عظماء صناع التاريخ في المنطقة. لقـــــد فــــــتـــح تركـي آل الشـــيخ فــــــي تصـــريحــــاتـــه الأخـــيــــرة ملف الرياضيين المجنسين في قطر، وإذا كان مهتماً بمتابعة هذا الملف، فليبدأ ببلاده التي تتشكل تركيبتها السكانية من خليط من الأعراق، يشبهون في تنوعهم وألوانهم خيوط «السدو»، باعتبار أن جذورهم ليست كلها متجذرة في تربة شبه الجزيرة، أو نابعة منها، حيث يوجد كثيرون منهم قدموا من شرق آسيا، وغـــيرهم جــــاءوا من الشرق الإفريقي، وقدموا للمملكة إخلاصهم، وخلاصة تجاربهم في الحياة، فأخلصوا لها، وأعطوها من خبراتهم، وانــــدمــــجوا فـــــيها، وصاروا جزءا لا يتجزأ من نسيجها الوطني. .. ولا يحتاج الأمر إلى تذكير رئيس هيئة الرياضة في السعودية بعطاءات واحد من هؤلاء وهو «أمين دابو» القادم من السنغال، أو غيره، من الذين مثلوا منتخبات المملكة بعدما تم تجنيسهم. لقد لعب «دابو» المولود من أم مصرية وأب سنغالي في الاسماعيلي المصري، في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، وحقق شهرة واسعة في الملاعب المصرية، ليرحل بعدها إلى السعودية، ويلعب في النادي الأهلي، عام ١٩٧٦، وتم بعدها تجنيسه، ليشارك مع المنتخب السعودي. .. وإذا كان تركي آل الشيخ مغرماً بفتح ملف التجنيس الرياضي، لماذا لا يلتفت إلى حليفته البحرين، صاحبة التجربة الكبرى، ولا أقول الكبيرة فحسب، في هذا المجال. .. ولا أعتقد أنه لم يسمع باللاعبة البحرينية «كيمي اديكوبا» ذات الأصول النيجيرية، باعتبارها الأبرز في ملف الرياضيات المجنسات في «مملكة البحرين»، لأنها تحمل ذهبية بطولة العالم داخل الصالات في سباق ٤٠٠ متر عدو. بالإضافة إلى اللاعبة «راث جيبيث» الكينية الأصل، كما يوجد في الكتيــــــبة الرياضــية البحـــرينية المجنـــــسة، لاعب روسي اســــمه «آدم بانيروف»، يـــصارع الآخـــــرين، تحـــت الراية البـــحرينيــــة، وهـــو لا يعرف اسم عاصمتها! .. وكل هؤلاء وغيرهم من الرياضيين البحرينيين المجنسين يلعبون باسم البحرين، ولا يعرفون الفارق بين الحلوى و«المتاي»! .. ولو توقفنا عند الإمارات الحليــــفة الأخـــرى للــــسعودية في حصارها الجائر على قطر سنجد أن تجربة التجنيس الرياضي استهوتها كثيراً، وفي إطارها تم تجنيس «توما سيرجيو» الفــــائز بالميــــداليــــــة البرونزية في الجودو، في وزن تحت ٨٠كغم في أولمبياد ريو دي جانيرو، بالإضافة إلى «ايفان ريمارينكو» وهما من «مولــــدوفيـــا»، ولاعــــب ثـــــالث آخـــــر غيـــــرهما، بالإضــــافة إلى عداءة الماراثون الإثيوبية الأصل «بيتليم ديسالين»! .. ولا يحتاج الأمر أيضاً إلى فتح ملف التجنيس، على المستوى الرياضـــــــــي، أو غيــــره من المســــتويات، ســـــــــواء الاجــــتماعية أو الاقتصاديـــة، حـــــيــــث تمـــــــثل المملكـــــــة العربيــــة الســـعوديــــة نموذجاً لا مثيل له في استقطاب الآسيويين والأفارقة، الذين هاجروا إليها واستقروا فيها على امتداد العقود والعهود الماضية، وقادوا حركتها الرياضية وحراكها المالي والاقتصادي، والاجتـــــماعي، وأصبـــــحوا رواداً في قطاعاتها وأعمالها وفعالياتها المختلفة. .. ويكفي تذكير تركي آل الشيخ أن أكبر مجتمع في المنطقة قائم على تلاقي الثقافات والحضارات في مكان واحد، بلا تمييز عرقي، هو المجتمع الحجازي. .. وكلـــــــــنا نعــــلم أن أبـــناء ذلك المجتـــــمع الفسيـــفسائي خــــدموا مكة والمدينة المنورة، أكثر من غيرهم، وهم الذين جعلوا «المملكة» تنفتح على الثقافات الأخرى، وهم الذين أثروا في مسيرتها، وهم الذين أثروا فيها، وهم الذين قادوا قطاعاتها الاقتصادية، وحركاتها العمرانية، وتجاربها العلمية إلى آفاق النجاح. .. ولا داعي لاستعراض أسماء الكثيرين منــــهم الـــــذين قـــــدموا خدمات جليلة إلى المملكة العربية السعودية، في شتى مرافقها، وكافة قطاعاتها المختلفة، بل أصبحوا وزراء في حكوماتها المتعاقبة! .. ولا ننسى أيضاً أن المجتمع السعودي بامتداداته الشرقية وطوائفه الغربية مكون، ولا أقول مقسم، بمــــن يســـــمونهم في الممـــــلكة «طــــــــــرش البحـــر» أو «بقـايا الحــــــجاج» وغــــــيرهم، وتـــــــم إنصــــهارهم جــــميعاً تحــــــت «راية التـــوحيــــد»، التي تــــضم العــــديد من الأعراق والأجناس والأصول والجذور غير النابعة من شبه الجزيرة العربية. .. ولــــــكل ذلك العطاء السخي، الذي قدمه ويقــــــدمه المجنسون في المجتمع الســـــعــــودي، بمختــــــلف شرائحــــــهم، لا داعـــي لتـــــلــــك النــظــرة العنـــــــــصرية المتخــــلفــــــة، الـــــتي أصبــــحت جــــزءا مــــــن رؤية تركي آل الشيخ للآخرين، حيث صار يتصرف وكأنه واحد من أفراد «شعب الله المختار»، ويرى نفسه أعلى شأنا، وأرفع مكاناً من غيره، من خلال استنساخ عصري لشخصية «أبو جهل»، وإحياء مؤسف لصفات «الجاهلية» وأطباعها وأطماعها. إن مشكلة تركي آل الشيخ تكمن في حالة «جنون العظمة» التي تنتابه، بين حين وآخر، رغم أنه ليـــــس عظيماً، بل لا يعدو أن يكون عديماً من الأخلاق، ومنعدماً من القيم النبيلة، والصفات الجميلة، التي يتصف بها أشقاؤنا السعوديون. .. كما أن مشكلة رئيس هيئة الرياضة السعودية أيـــضاً، شـــــعوره بعقدة النقص، عندما ينظر إلى قطر وإنجازاتها الرياضية، ولهذا يريد الانتقاص من شأنها، بعدما نجحت في تحقيق ما عجزت عن تحقيقه العديد من دول المنطقة. .. والأمثلة كثيرة في هذا المجال، لكنني على أي حال سأوجزها في هذا المقال في الإطار الرياضي فقط. .. ويكفي أن نذكره أن بطل العالم في الوثب العالي هـــو القـــــطري معتز برشم، الفائز بجائزة أفضل رياضي في العالم للعام الحالي، خلال احتفالية الاتحاد الدولي لألعاب القوى، التي أقامها الشهر الماضي في إمارة موناكو، وهو صناعة قطرية مائة في المائة، ولم يتم استيراده من حفر الباطن، أو استيلاده من عرعر! .. وهو يحمل أيضاً جائزة أفضل رياضي في القارة الآسيوية لهذا العام، الممنوحة من اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية «أنوك»، خلال احتفاليــــته التي أقيمـــــت في شـــــهر نوفمــــبر الماضـــــي في العاصمة التشيكية براغ. .. ولو عدنا إلى البطولات العالمية الناجحة التي استضافتها قطر على مدى العشـــــــرين عـــاماً الماضيــــة، سنـــــتوقف عـــــند أبرزها، بـــــل أكبرها وأضخمها، وهي دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة، التي نظمتها الدوحة عام ٢٠٠٦، وتمت خلال فعالياتها المنافسة على ٤٦ لعـــــبة ونــــــشاطــــا رياضيا، مما يشكل رقماً قياسيا غير مسبــــوق، علمــــــاً أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي نالت شرف تنظيم هذه الدورة القارية على مستوى القارة الآسيوية, وكان من بين حاضريها وقتها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد. عدا نجاح الرياضة القطرية في استضافة بطولة العالم الرابعة والعشرين لكرة اليد عام ٢٠١٥، والنجاح القطـــري في الــــفوز باستـــــضافة بطولة العالم لألعاب القوى عام ٢٠١٩، في نسختها السابعة عشرة، بعدما تم اختيار الدوحة من بين ٣ مدن تقدمت بطلبات الاستضافة، وهي «برشلونة» الإسبانية، و«يوجين» الواقعة في ولاية «اوريغون» الأميركية. كل هذه الإنجازات الرياضية نضعها في كفة، ونأتي إلى الكفة الأخرى، لنضع الملف القطري الناجح الرائع المكتمل، الذي منح قطر شرف استضافة مونديال ٢٠٢٢ لكرة القدم. .. ورغم مواقف تركي آل الشـــــيخ المســيئة إلى قطـــــر، فإننـــــي في إطار كرم الضيافة، التي تعتبر من ركائز الشخصية القطرية، أدعوه من الآن، عبر سطور هذا المقال، لحضور مباريات «المونديال القطري» على حسابي الشخصي، متحملاً جميع تكاليف سفره إلى الدوحة بالدرجة الأولى، على متن الخطوط القطـــــرية، والإقامة في أحد الفنادق الفخمة، التي تنتـــــشر في دولتنا، مع ضمان ترتيب زيارة خاصة له إلى سوق واقف، وأيضاً إلى «حديقة الحيوان»! .. أما بخصوص بطولة العالم للشطرنج، التي تستضيفها الرياض حالــــــياً، أود التــــــوقـــــــف عنــــــد فتــــوى ســـــماحة الشـــــيخ عبــــــدالعزيـــز بن عبـــــدالله آل الشــــيـــخ, مفـــــتـــــي عـــــــام المملكـــة ورئيس هيئة كبار العلماء, التي أعلنها في برنامج «كشف المستور» في قناة «المجد» عندما تم سؤاله عن تلك اللعبة فأفتى قائلاً «لعبة الشطرنج محرمة، وهي داخلة في الميسر، في عموم قوله «إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون». مضيفاً أنها «مشغلة للوقت, ومنفقة للمال، وسبب للعداوة والبغضاء ، يدخلها الغني ويخرج فقيراً، ويدخل الفقير فيصبح غنياً، وهي سبب العداوة والتـــناحر، فهي بلاء وقضاء وقت في غير محله». ولا أدري ما هو رأي رئيس هيئة الرياضة في السعودية تركي آل الشيخ, بشأن هذه الفتوى الصادرة عن فضيلة الشيخ «آل الشيخ»؟! وحتى يوضح لنا رأيه في هذه المسألة، أتمنى أن لا ينسى تركي آل الشيخ، أنه يتولى رئاسة هيئــــة رسمـــية تمـــثل «المملـكة» الشقـــيقة، التي نحبها ونحترم شعبها، رغم الخلاف السياسي مع نظامها، وهو مسؤول عن كافة رياضييها ولاعبيها ومنسوبيها، وينبغي عليه أن يعلم جيداً أن زمن الجـــهل والجاهلية ولّى إلى غيــــــر رجــــــعة، في شـــــبه الجزيرة العربية. .. ولا بد من تذكيره دائماً أن «أبو جهل» كان عربياً قرشياً، حيث كان عمرو بن هــــشام بن المغــــيرة المخـــــزومي القرشي (٥٧٢ ــ ٦٢٤م) سيداً من سادات قريش. .. وأمه أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل «التميمية»، ورغم كل ذلك الحسب والنسب, والأصـــــل والفصل, الضــــارب في الجذور العربيــــــة، فإن مصير «أبــــو جــهــل» هــــو مزبلة التاريخ!
أحمد علي يكتب في كلمة صدق عندما يصبح «بلوتو» رئيساً لهيئة رياضية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مشكلة «تركي آل الشيخ» معاناته من «جنون العظمة» رغم أنه ليس عظيماً بل عديماً من الأخلاق السعودية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ «أبو جهل» كان من سادة «قريش» .. لكن مصيره مزبلة التاريخ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا أدري لماذا عندما يتكلم تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة في المملكة العربية السعودية أشعر أنني أتابع مسلسل الرسوم المتحركة الشهير «باباي»! .. وطبعاً لا أقصد بطل المسلسل، ذلك البحار الذي يخوض الكثير من المغامرات، دفاعاً عن صديقته «زيتونة»، وإنما أعني «بلوتو»، تلك الشخصية الكرتونية المعروفة أيضاً باسم «بروتوس»، التي صممها الرسام الأميركي «إلزي كريسلر سيغلر» وظهرت لأول مرة عام ١٩٢٩. .. والمؤسف أن هذه الشخصية المشاغبة، أصبحت دائمةالظهور حالياً في المنطقة، على أرض الواقع السياسي الذي نعيشه، مع صعود شخصية تركي آل الشيخ على سطح الأحداث، بتصريحاته المتصفة بالخلل، والمثيرة للجدل، والمليئة بالعلل! .. ولا يحتاج الأمر لمواجهة ذلك «المتروك»، والتغلب عليه إلى تناول حزمة من السبانخ، كما يفعل البحار «باباي»، إذ يكفي أن نأكل «عجوة المدينة» التي تعتبر من أغلى تمور السعودية! .. ويمكن الاستعاضة عنها في حال عدم الحصول عليها، بتناول «تمرة» واحدة من تمور القصيم من نوع «خلاص» أو «برحي» أو حتى «صقعي»، حتى نصقع ذلك المدعــو تركــــي، ليــفوق مـــن حــــالـــــة انفصام الشخصية، التي تظهر كثيراً في تصريحاته، وتسبب له اضطراباً نفسياً مؤثراً على ســــلوكه وخـــــللاً عقليــاً مســـيطراً على طريقة تفكيره، ونوعـــــية تصريحــــاته الخــــارجة عــــن حــــدود الأخلاق الرياضية. .. ومشكلة تركي آل الشيخ أنه حديث العهد بالرياضة، ولم يمارس في حياته سوى رياضة الخشيشة» مع أقرانه «البزران» أو «الورعان» في «الفريج»، وعدا ذلك ليس له أي علاقة بالحركة الرياضية، سوى تحريك «غترته» أو »شماغه»، ورفع سرواله إلى الأعلى! .. وقبل أن أخوض نزالاً رياضياً مع ذلك الشخص غير الرياضي، الذي لا يملك أي صفة من صفات الرياضيين، وفي مقدمتها الأخلاق، أود تأكيد احترامي لكل أعضاء الأسرة الرياضية السعودية، ولكل أفراد الشعب السعودي الشقيق، فرداً فرداً، باستثناء ذلك «المتروك» لتوجيه الإساءات إلى علاقات الأخوة بين الشعبين الشقيقين في قطر والسعودية. .. ولا أعتقد أن أي مواطن سعودي، سواء كان رياضياً أو غير ذلك، يقبل بالإساءات التي يوجهها تركي آل الشيخ إلى قطر والقطريين، التي تعكس انحدار أخلاقه، وقلة أدبه. .. وعندما يسخر رئيس هيئة الرياضة في السعودية من قطر، بطريقة خارجة عن أخلاقيات السعوديين، فإنما بذلك يسيء إلى «هل قطر» جميعاً، بمختلف مكوناتهم، وكافة أصولهم، وكل فروعهم ولهذا أقول له بملء صوتي «لن نسمح لك، ولن نسكت عنك». فلا تكن غراً في تصرفاتك، متغولاً في تصريحاتك، مغروراً في مواقفك، مغالياً في تعاملك. .. ولا تتصرف تصرفات الشخصية الكرتونية المسماة «بلوتو»، بطريقته الهوجاء، وشخصيته الرعناء، وتتعامل مع الآخرين بكل غرور واستعلاء. .. ومـــــــن الضـــــــــــروري أن تـــحتــــــرم نفـــسك حــــــتـــى نحـــتــــرمــــــك، ولا تسئ لغيرك حتى لا نسيء إليك. .. وتذكر أن لسانك حصانك، إن صنته صانك، وإن أهنته هانك، وأنت أهنت الرياضة السعودية التي تتولى رئاسة هيئتها العامة، بتصريحاتك وتصرفاتك. .. وأدعوك أن لا يقودك جهلك إلى التصرف بطريقة الجهال، الذين نسميهم في قطر «اليهال» أي الأطفال طااااااااال عمرك! .. ومن المعيب حقاً أن ينحدر خطاب رئيس هيئة الرياضة في السعودية إلى هذه الدرجة من الانحطاط الأخلاقي، عندما يتحدث عن قطر بطريقة استعلائية، وبنظرة استعراضية، ويسخر منها ويصفها بأنها «دويلة»، رغم أنها تأسست تاريخياً قبل تأسيس «المملكة» في شكلها الحالي المترامي الأطراف. .. ويكفي أن يعـــــلم هــــو وغيـــره، أننا في قــطــر نحتــفل بــذكرى يومنا الوطني في الثامن عشر من ديـــسمبر من كــــل عام، وهي المناسبــــــة التاريخيــة التي تـــــصادف تـــــولي مؤسس دولتـــــنا الـــــشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم في البلاد عام ١٨٧٨، منطلقاً بهذه الدولة الفتية، إلى رحاب الاستقلالية، بعيداً عن الانقياد والتبعية. .. وعندما أقول ذلك وأكتبه، أدعو أي باحث أن يتوقف عند التاريخ الذي تحتفل به المملكة العربية السعودية بيــــومها الوطــــني في الثالث والعشرين من سبتــــمبر، إحياء لذكــــرى توحيـــــدها بشكلها الحالي عام ١٩٣٤. .. وبعيــــداً عـــن عقـــــد المقــــارنــــــات، فإن القـــــطريين جمــــيعــــاً ينظرون نظرة إجلال واحترام وتقدير إلى الملك الموحد الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية الشقيقة، باعتباره واحداً من عظماء صناع التاريخ في المنطقة. لقـــــد فــــــتـــح تركـي آل الشـــيخ فــــــي تصـــريحــــاتـــه الأخـــيــــرة ملف الرياضيين المجنسين في قطر، وإذا كان مهتماً بمتابعة هذا الملف، فليبدأ ببلاده التي تتشكل تركيبتها السكانية من خليط من الأعراق، يشبهون في تنوعهم وألوانهم خيوط «السدو»، باعتبار أن جذورهم ليست كلها متجذرة في تربة شبه الجزيرة، أو نابعة منها، حيث يوجد كثيرون منهم قدموا من شرق آسيا، وغـــيرهم جــــاءوا من الشرق الإفريقي، وقدموا للمملكة إخلاصهم، وخلاصة تجاربهم في الحياة، فأخلصوا لها، وأعطوها من خبراتهم، وانــــدمــــجوا فـــــيها، وصاروا جزءا لا يتجزأ من نسيجها الوطني. .. ولا يحتاج الأمر إلى تذكير رئيس هيئة الرياضة في السعودية بعطاءات واحد من هؤلاء وهو «أمين دابو» القادم من السنغال، أو غيره، من الذين مثلوا منتخبات المملكة بعدما تم تجنيسهم. لقد لعب «دابو» المولود من أم مصرية وأب سنغالي في الاسماعيلي المصري، في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، وحقق شهرة واسعة في الملاعب المصرية، ليرحل بعدها إلى السعودية، ويلعب في النادي الأهلي، عام ١٩٧٦، وتم بعدها تجنيسه، ليشارك مع المنتخب السعودي. .. وإذا كان تركي آل الشيخ مغرماً بفتح ملف التجنيس الرياضي، لماذا لا يلتفت إلى حليفته البحرين، صاحبة التجربة الكبرى، ولا أقول الكبيرة فحسب، في هذا المجال. .. ولا أعتقد أنه لم يسمع باللاعبة البحرينية «كيمي اديكوبا» ذات الأصول النيجيرية، باعتبارها الأبرز في ملف الرياضيات المجنسات في «مملكة البحرين»، لأنها تحمل ذهبية بطولة العالم داخل الصالات في سباق ٤٠٠ متر عدو. بالإضافة إلى اللاعبة «راث جيبيث» الكينية الأصل، كما يوجد في الكتيــــــبة الرياضــية البحـــرينية المجنـــــسة، لاعب روسي اســــمه «آدم بانيروف»، يـــصارع الآخـــــرين، تحـــت الراية البـــحرينيــــة، وهـــو لا يعرف اسم عاصمتها! .. وكل هؤلاء وغيرهم من الرياضيين البحرينيين المجنسين يلعبون باسم البحرين، ولا يعرفون الفارق بين الحلوى و«المتاي»! .. ولو توقفنا عند الإمارات الحليــــفة الأخـــرى للــــسعودية في حصارها الجائر على قطر سنجد أن تجربة التجنيس الرياضي استهوتها كثيراً، وفي إطارها تم تجنيس «توما سيرجيو» الفــــائز بالميــــداليــــــة البرونزية في الجودو، في وزن تحت ٨٠كغم في أولمبياد ريو دي جانيرو، بالإضافة إلى «ايفان ريمارينكو» وهما من «مولــــدوفيـــا»، ولاعــــب ثـــــالث آخـــــر غيـــــرهما، بالإضــــافة إلى عداءة الماراثون الإثيوبية الأصل «بيتليم ديسالين»! .. ولا يحتاج الأمر أيضاً إلى فتح ملف التجنيس، على المستوى الرياضـــــــــي، أو غيــــره من المســــتويات، ســـــــــواء الاجــــتماعية أو الاقتصاديـــة، حـــــيــــث تمـــــــثل المملكـــــــة العربيــــة الســـعوديــــة نموذجاً لا مثيل له في استقطاب الآسيويين والأفارقة، الذين هاجروا إليها واستقروا فيها على امتداد العقود والعهود الماضية، وقادوا حركتها الرياضية وحراكها المالي والاقتصادي، والاجتـــــماعي، وأصبـــــحوا رواداً في قطاعاتها وأعمالها وفعالياتها المختلفة. .. ويكفي تذكير تركي آل الشيخ أن أكبر مجتمع في المنطقة قائم على تلاقي الثقافات والحضارات في مكان واحد، بلا تمييز عرقي، هو المجتمع الحجازي. .. وكلـــــــــنا نعــــلم أن أبـــناء ذلك المجتـــــمع الفسيـــفسائي خــــدموا مكة والمدينة المنورة، أكثر من غيرهم، وهم الذين جعلوا «المملكة» تنفتح على الثقافات الأخرى، وهم الذين أثروا في مسيرتها، وهم الذين أثروا فيها، وهم الذين قادوا قطاعاتها الاقتصادية، وحركاتها العمرانية، وتجاربها العلمية إلى آفاق النجاح. .. ولا داعي لاستعراض أسماء الكثيرين منــــهم الـــــذين قـــــدموا خدمات جليلة إلى المملكة العربية السعودية، في شتى مرافقها، وكافة قطاعاتها المختلفة، بل أصبحوا وزراء في حكوماتها المتعاقبة! .. ولا ننسى أيضاً أن المجتمع السعودي بامتداداته الشرقية وطوائفه الغربية مكون، ولا أقول مقسم، بمــــن يســـــمونهم في الممـــــلكة «طــــــــــرش البحـــر» أو «بقـايا الحــــــجاج» وغــــــيرهم، وتـــــــم إنصــــهارهم جــــميعاً تحــــــت «راية التـــوحيــــد»، التي تــــضم العــــديد من الأعراق والأجناس والأصول والجذور غير النابعة من شبه الجزيرة العربية. .. ولــــــكل ذلك العطاء السخي، الذي قدمه ويقــــــدمه المجنسون في المجتمع الســـــعــــودي، بمختــــــلف شرائحــــــهم، لا داعـــي لتـــــلــــك النــظــرة العنـــــــــصرية المتخــــلفــــــة، الـــــتي أصبــــحت جــــزءا مــــــن رؤية تركي آل الشيخ للآخرين، حيث صار يتصرف وكأنه واحد من أفراد «شعب الله المختار»، ويرى نفسه أعلى شأنا، وأرفع مكاناً من غيره، من خلال استنساخ عصري لشخصية «أبو جهل»، وإحياء مؤسف لصفات «الجاهلية» وأطباعها وأطماعها. إن مشكلة تركي آل الشيخ تكمن في حالة «جنون العظمة» التي تنتابه، بين حين وآخر، رغم أنه ليـــــس عظيماً، بل لا يعدو أن يكون عديماً من الأخلاق، ومنعدماً من القيم النبيلة، والصفات الجميلة، التي يتصف بها أشقاؤنا السعوديون. .. كما أن مشكلة رئيس هيئة الرياضة السعودية أيـــضاً، شـــــعوره بعقدة النقص، عندما ينظر إلى قطر وإنجازاتها الرياضية، ولهذا يريد الانتقاص من شأنها، بعدما نجحت في تحقيق ما عجزت عن تحقيقه العديد من دول المنطقة. .. والأمثلة كثيرة في هذا المجال، لكنني على أي حال سأوجزها في هذا المقال في الإطار الرياضي فقط. .. ويكفي أن نذكره أن بطل العالم في الوثب العالي هـــو القـــــطري معتز برشم، الفائز بجائزة أفضل رياضي في العالم للعام الحالي، خلال احتفالية الاتحاد الدولي لألعاب القوى، التي أقامها الشهر الماضي في إمارة موناكو، وهو صناعة قطرية مائة في المائة، ولم يتم استيراده من حفر الباطن، أو استيلاده من عرعر! .. وهو يحمل أيضاً جائزة أفضل رياضي في القارة الآسيوية لهذا العام، الممنوحة من اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية «أنوك»، خلال احتفاليــــته التي أقيمـــــت في شـــــهر نوفمــــبر الماضـــــي في العاصمة التشيكية براغ. .. ولو عدنا إلى البطولات العالمية الناجحة التي استضافتها قطر على مدى العشـــــــرين عـــاماً الماضيــــة، سنـــــتوقف عـــــند أبرزها، بـــــل أكبرها وأضخمها، وهي دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة، التي نظمتها الدوحة عام ٢٠٠٦، وتمت خلال فعالياتها المنافسة على ٤٦ لعـــــبة ونــــــشاطــــا رياضيا، مما يشكل رقماً قياسيا غير مسبــــوق، علمــــــاً أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي نالت شرف تنظيم هذه الدورة القارية على مستوى القارة الآسيوية, وكان من بين حاضريها وقتها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد. عدا نجاح الرياضة القطرية في استضافة بطولة العالم الرابعة والعشرين لكرة اليد عام ٢٠١٥، والنجاح القطـــري في الــــفوز باستـــــضافة بطولة العالم لألعاب القوى عام ٢٠١٩، في نسختها السابعة عشرة، بعدما تم اختيار الدوحة من بين ٣ مدن تقدمت بطلبات الاستضافة، وهي «برشلونة» الإسبانية، و«يوجين» الواقعة في ولاية «اوريغون» الأميركية. كل هذه الإنجازات الرياضية نضعها في كفة، ونأتي إلى الكفة الأخرى، لنضع الملف القطري الناجح الرائع المكتمل، الذي منح قطر شرف استضافة مونديال ٢٠٢٢ لكرة القدم. .. ورغم مواقف تركي آل الشـــــيخ المســيئة إلى قطـــــر، فإننـــــي في إطار كرم الضيافة، التي تعتبر من ركائز الشخصية القطرية، أدعوه من الآن، عبر سطور هذا المقال، لحضور مباريات «المونديال القطري» على حسابي الشخصي، متحملاً جميع تكاليف سفره إلى الدوحة بالدرجة الأولى، على متن الخطوط القطـــــرية، والإقامة في أحد الفنادق الفخمة، التي تنتـــــشر في دولتنا، مع ضمان ترتيب زيارة خاصة له إلى سوق واقف، وأيضاً إلى «حديقة الحيوان»! .. أما بخصوص بطولة العالم للشطرنج، التي تستضيفها الرياض حالــــــياً، أود التــــــوقـــــــف عنــــــد فتــــوى ســـــماحة الشـــــيخ عبــــــدالعزيـــز بن عبـــــدالله آل الشــــيـــخ, مفـــــتـــــي عـــــــام المملكـــة ورئيس هيئة كبار العلماء, التي أعلنها في برنامج «كشف المستور» في قناة «المجد» عندما تم سؤاله عن تلك اللعبة فأفتى قائلاً «لعبة الشطرنج محرمة، وهي داخلة في الميسر، في عموم قوله «إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون». مضيفاً أنها «مشغلة للوقت, ومنفقة للمال، وسبب للعداوة والبغضاء ، يدخلها الغني ويخرج فقيراً، ويدخل الفقير فيصبح غنياً، وهي سبب العداوة والتـــناحر، فهي بلاء وقضاء وقت في غير محله». ولا أدري ما هو رأي رئيس هيئة الرياضة في السعودية تركي آل الشيخ, بشأن هذه الفتوى الصادرة عن فضيلة الشيخ «آل الشيخ»؟! وحتى يوضح لنا رأيه في هذه المسألة، أتمنى أن لا ينسى تركي آل الشيخ، أنه يتولى رئاسة هيئــــة رسمـــية تمـــثل «المملـكة» الشقـــيقة، التي نحبها ونحترم شعبها، رغم الخلاف السياسي مع نظامها، وهو مسؤول عن كافة رياضييها ولاعبيها ومنسوبيها، وينبغي عليه أن يعلم جيداً أن زمن الجـــهل والجاهلية ولّى إلى غيــــــر رجــــــعة، في شـــــبه الجزيرة العربية. .. ولا بد من تذكيره دائماً أن «أبو جهل» كان عربياً قرشياً، حيث كان عمرو بن هــــشام بن المغــــيرة المخـــــزومي القرشي (٥٧٢ ــ ٦٢٤م) سيداً من سادات قريش. .. وأمه أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل «التميمية»، ورغم كل ذلك الحسب والنسب, والأصـــــل والفصل, الضــــارب في الجذور العربيــــــة، فإن مصير «أبــــو جــهــل» هــــو مزبلة التاريخ! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق رباعية قطرية على إيقاع «الدان الحضرمي» ......................................................... في خضم الحصار .. «قلبي من الفرقة كما الريشة» .. هكذا تكلم المحضار ......................................................... الفوز على اليمن ليس مقياساً .. والاختبار الحقيقي يبدأ اليوم مع العراق ........................................................ لم تكن مباراة منتخبنا «الأدعم» مع نظيره اليمني الشقيق في بطولة «خليجي ٢٣»، المقامة حالياً في دولة الكويت الشقيقة مجرد مواجهة كروية عابرة، بل كانت واجهة رياضية عامرة بكل شيء، بدءا من أهدافها الأربعة التي شهدتها، مروراً بأبعادها الأخوية، وصولاً إلى معانيها الحضارية والحوارية والثقافية والسياسية والإنسانية والتراثية وغيرها! .. ولعل ما يزيد من قيمتها أنها تمت في زمن الحصار المفروض على اليمنيين وأشقائهم القطريين، ودارت أحداثها في ذلك المضمار، على أنغام المزمار، عبر إحياء تراث وميراث شاعر اليمن الراحل الكبير حسين أبو بكر المحضار! لقد نظم منتخبنا خلال مباراته مع اليمن جلسة من جلسات الحوار الكروي لا تنسى، على إيــــقاع «الـــدان الحــــضرمي» فــــي «المقيل اليمني»، التي يشتهر بها «شاعر الشحر». .. ومثلما تضم تلك الجلسات رباعية الشعر والموسيقى والغناء والرقص، فقد حرص منتخبنا على تسجيل رباعية الإبداع والامتاع والاشباع والإقناع، التي ظهرت ملامحها عبر الإسراع في تسجيل الهدف الأسرع في البطولة! .. ورغم فوزنا بالرباعية الكرويـــة، ينبغي عدم الإفراط في الثقة، وعدم المبالغة في ذلك الفوز، لأن المشوار للمحافظة على لقبنا الخليجي ما زال صعباً، وينبغي أن يكون منتخبنا صلباً في مباراته اليوم أمام نظيره العراقي الشقيق، لأنها تمثل الاختبار الحقيقي لفريقنا «الأدعم»، الطامح للاحتفاظ بلقبه المستحق، الذي كان به هو البطل الأحق. أقول هذا لعدة أسباب، أبرزها أن فــــوزنا الســـهل على المنتخب اليمني الشقيق ليس مقياساً على مستوى منتخبنا، حيث لا يوجد في اليمن أكاديمية للتفوق الرياضي اسمها «اسباير»، وليــــس عــــندهـــــم ملعب فخم مكيــــــف على مدار شـــهور الســـــنة مـــثل اســـتاد جاسم بن حمد في نادي السد، ولا يوجـــــد في منتخبهم لاعب محترف واحد يتقـــاضى أجـــــوراً عالـــية، لكــــن في بلادهم طفلة تم اختطاف طفـــولتها اسمها «بثينة الريمي» نـــالــــت شهرة عالمية واسعة، ربما أشهر من بلقيس ملكة سبأ! .. والسبب أن هذه الطفلة البائسة أصبحت يتيمة الأبوين، وعمرها لا يتجاوز الخمسة أعوام، حيث فقدت والديها، جراء غارة طائشة من غارات «التحالف العربي»، استــــهدفت مجمعا سكنيا في منطقة عطان بالعاصمة اليمنية صنعاء! لقد اشتهرت هذه اليتيمة اليمنية بحركة يدها، وهي تحاول أن تفتح إحدى عينيها المتورمتين، وما زالت تــــــلك الطفــــلة تغـــني بكل بـــراءة «بابا وماما نور عيوني» رغم مأساتها، التي تعكس مأساة بلادها. .. ولأنــــــــه يكــــاد لا يخلـــــو منتـــــخــــــب اليمـــن مــن وجــــــود لاعب له صلة قرابة مع أحد ضحايا الحرب العبثية المفروضة على بلادهم، منذ أكثر من ٣ سنوات، أستطيع القول إن المأساة اليمنية كانت حاضرة في مباراة منتخبنا ونظيره اليمني في بطولة «خليجي ٢٣». .. وكيف لا تحضر تلك المأساة؟ .. وكيف لا تظهر وتطل برأسها في أوساط «دورة الخليج»، بعدما تحول اليمن أرضاً وسماء، وإنسانا وحيواناً، ونباتا وجماداً، إلى ساحة وغى، وأضحى مساحة للفوضى يسيطر عليها الغوغاء، حيث الغاية تبرر الوسيلة، على وقع الحرب العبثية التي تقودها «دول التحالف»! .. وفي خضم عدم تحقيق أهداف الحـــــرب، وهي ما يسمونها «استعادة الشرعيـــــة» أصبـــــحت الحرب المفروضــــة على اليمن غير شرعية، بل غير مشروعة، بعدما توسعت رقعتها، وزادت مساحتها، واشتعلت نيرانها في مختلف أنحاء البلاد، وتم في إطارها ارتكاب انتهاكــــات مروعة لحــــقوق الإنســــان، مما تسبـــب فــــي مأساة إنسانية لا حدود لها. .. ومنذ أكثر من ١٠٠٠ يوم، يجد اليمنيون أنفسهم في أتون حرب مستعرة دائرة في بلادهم، مدمرة لهم، يتصاعد فيها منسوب العنف الدموي، حيث يتواصل القتل، وتتسع دائرة نزيف الدم، ويزداد الدمار، وتنتشر الأمراض. .. وبعيداً عن مشاركة اللاعبين اليمنيــــين في مـــباريــــات «خليجي ٢٣»، فقد تحول اليمن إلى ملعب للصراع الإقليمي بين لاعبين محليين ودوليين يمثلون كل الجهات, وينوبون عن كل الاتجاهات، ويعبرون عن كافــــة التوجهــــات السياسيــة، في ذلك البلد العربي المدمر، الذي يعاني شعبه من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحرم أكثر مـــن ١٤ مليــــون شـــــخص مـــــن الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، وخدمات الصرف الصحي! .. وحيث القصف الجوي الذي تشنه «قوات التحالف» بلا هوادة، وحيث غارات الطائرات الحربية، وإطلاق الصواريخ الباليستية تثير الكثير من الانتقادات لخرقها قواعد الحرب. .. وحيث وصل عدد المصابين بوباء «الكـــوليرا» إلـــى أكـــــثر من مليون مصاب، وفقاً لتقارير اللجان المختصة، عدا وجود الملايين الذين يعانون من آثار الحرب المدمرة. .. ولكــــل هذه الظــــروف المأســــاويـــــة، يكفــــي منتـخــــب اليــــمن حضــوره إلى الكويت، للمشاركة في «خليجي ٢٣». .. ويكفيه مشاركته في مباريات «دورة الخليج». .. ويكفيه حرصه على إنجاح البطولة، رغم ظروفه المأساوية. .. وما من شك في أن انتصار المنتخب اليمني الشقيق على كل هذه الظروف الصعبة، يعد بطولة في حد ذاتها. .. ولهــــــــذا يمــــكن القـــــــــول إن منتـــخـــــب اليــــمــــن هـــــــو الفـــائـــز الحقيقي بالبطولة. .. وقد يكون من الإنصاف أيضاً، الاعتراف بأن منتخب اليمن، رغم هزيمته بأربعة أهداف أمام منتخبنا الوطني، كان فريقاً «مقاوماً» حتى الرمق الأخير من المباراة غير المتكافئة. .. ووسط ذلك اللقاء غير المتكافئ، كان منتخبنا خلال النصف الأول من مباراته مع اليمن يطير في سماء المنتخب اليمني، ويحلق في فضاء اللقاء «كما الريشة»، دون حــــضور الراحل الكبير أبو بكر سالم! لقد نجح منتخبنا في اختراق دفاعــــات نظيره اليمــني، مثـــل موجات متلاحقة السيول الجارفة، التي جرفت «سد مأرب» ذلك الصرح التاريخي، الذي يعتبر واحداً من أهم السدود اليمنية، ويعود تاريخ بنائه الأول إلى بدايات الألفية الأولى قبل الميلاد. .. كان الولوج إلى مرمى المنتخب اليــمني يشـــبه الدخول إلى كتاب تاريخ مفتوح على مصراعيه، ولهذا جاء الهدف الأول لمنتخبنا مثل حراك زائــــر قطــري لأحد الأحـــياء العتيقــــة فــــي صنــــعــــــاء القديمـــة، حيــــــث الأبواب والــــنوافذ والشـــــرفـــــات المطلة على التاريخ! .. ولم يكن منتخبنا في حاجة إلى استخدام «الجنبية اليمنية»، وهي إحدى أنواع الخناجر العربـــية، التي تـــربط بحـــزام، لفك عقدة الدفاع اليمني، الذي كان مفككا بلا تعقيد في بــــدايات المـــــباراة، عنــــــدما انطـــلق إسماعيل محــــمد من الجهة اليمنى، «على ضو ذا الكوكب الساري» ولا أحد في المنتخب اليمني بمقصده داري، غير الذي يعلم الأسرار، ورفع الكـــرة عرضــــية متقــــنة في عمق المرمــى، لتجـــد أكــــرم عفــــيف يستـــقبلها بــــرأسه، ويزفها إلى الشباك وكأنها عروس, على إيقاع «الدان الحضرمي» محرزاً الهدف الأول والأسرع في البطولة. .. وجاء الهدف الثاني سريعاً بعده، وبالتحديد في الدقيقة الخامسة، عندما أرســـــل أكرم عفيف كـــــرة طائـــــرة وهو يــــغني «يا طائرة طيري على بندر عدن», قابلها المهدي علي برأسه وحولها في الشباك! .. وفي الدقيقة الثامنة عشرة بدأ حسن الهيدوس هجمة قطرية منظمة، ومرر الكرة إلى «اسماعيل محمد»، الذي لعبها بدوره عرضية على إيقاع العود الصنعاني رباعي الأوتار، سددها «المعز علي» قوية في المرمى اليمني. .. وعبر هجماتـــــه المتلاحقـــة، خلال الشــــوط الأول تمـــكن منتــــخــــبنا من اجتياز «باب اليمن»، متجهاً إلى أكثــــر مــــــن ألـــف عام من الحــــضارة اليمنـــية، مطلاً من خلال ذلك البــــــاب العتيـــق على جملة من الأحـــــداث التــــاريخـــــية، محققا أهدافه الكروية. لقد دلف منتخبنا عبـــر ذلـــك الباب التاريـــــخي إلى داخــل صنعاء القديمة، حيث توجد حاراتها، وتنتشر أزقتها، وتفوح أجــــواؤهـــا التي تفوق في تفــــاصيلها كل الحكايات المكدسة في ذاكرة التاريخ! .. ومع اقتـــــراب المبــــراة من نهايتهـــــا، أضـــــاف «بيدرو ميجيل» الهدف الرابع لمنتخبنا «الأدعم» في الدقيقة الخامسة والثمانـــين، عـــــندما حـــــول كرة رأسية نحو المرمى، بدأت من ركلة ركنية. هكذا تم إحراز الرباعية القطــــــرية فـــي مـــرمى منتخب اليمن الذي لم يعد سعيداً كما كان يشتهر من قبل، وسط خصومات الــــحرب وضغائنها وجروحها وأوجاعها وجياعها! .. ولأن في اليمــــن حرباً ونــزيــف دماء ودماراً، ولأنـــنا في قطر نعـــــانــــي مــــــن حــــصــار جــــائـــــر، وفجـــور فــــي الخـــصومة من دول الجوار، سنبقى نردد مع أشقائنا اليمنيين كلمات شاعــــرهم الــــراحل الكبير حسين أبو بكر المحضار «القلب على الأوطان يتحرق» «والعين من جور الجفا تبكي» «والراس عادة فيه تنغيشة» «قلبي من الفرقة كما الريشة»! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
قارن أحمد علي مع:
شارك صفحة أحمد علي على