أحمد علي

أحمد علي

هذا الإسم ينتمى لأكثر من شخص طبقأ لويكيبيديا، يرجى الأخذ فى الإعتبار ان جميع البيانات المعروضة فى تلك الصفحة قد تنتمى لأى منهم.

أحمد عوض علي سياسي مصري. أحمد علي (كاتب) أحمد علي - لاعب كرة قدم مصري لعب للأهلي المصري أحمد علي كامل - لاعب كرة قدم مصري لعب للإسماعيلي المصري والهلال السعودي أحمد علي عطية الله - كاتب مصري أحمد علي عبد الله صالح - ابن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أحمد علي لاعب كرة قدم إماراتي. ويكيبيديا

أحمد علي وهو لاعب كرة قدم مصري يلعب لنادي المقاولون العرب. <br />في ٣٠ مايو ٢٠١٨ انتقل لنادي الجونة لمدة ثلاث مواسم. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بأحمد علي؟
أعلى المصادر التى تكتب عن أحمد علي
أحمد علي يكتب في كلمة صدق اليوم مسرحية «الزعيم» .. ولا يزال العرض مستمراً ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ «السيسي» .. درس بالبيانات الدقيقة والاحصائيات الصحيحة في الجغرافيا السكانية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الإمارات .. نموذج صارخ يعكس الخلل الحاد بين تعداد المواطنين وأعداد المقيمين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، ونظيره البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، وعدد من كبار المدعوين الخليجيين، قدم رئيس النظام المصري فصلاً جديداً من فصــــول مســـرحية «الزعيم»، دون مشاركة بطلها التقليدي عادل إمام، حيث أدى «عبدالفتاح السيسي» دور البطولة المطلقة، خلال افتتاح «قاعدة محمد نجيب العسكرية »، بمنطقة الحمام غرب الإسكندرية. .. وجــــاء «العـــرض الرئاسي» هزيلاً ولا أقول هزليا، ظهرت فيه عقدة الكبير من تفوق الصغير، ووصلت الكوميديا الساذجة ولا أقول الساخرة ذروتها عندما قال «انتو عاوزين تتدخلوا في مصر، دي فيها ١٠٠ مليون بيفطروا ويتغدوا وبيتعشوا في يوم، بأكل سنة من بعض الدول»! هذه الجملة الاستعراضية الاستعلائية جعلت ولي عهد أبوظبي يبدو منتشياً، حيث ارتسمت على وجهه ابتسامة لها معناها ومغزاها، ووفقاً لتعليق عمرو أديب فإن «الريس بتاعنا عمل حتة زغننة غالباً ما بيعملهاش، لأن مش من عوايده يتكلم عن دولة بالطريقة دي، لأنه دائماً متحفظ، بس النهاردة حط جملة هتفضل موجودة في التاريخ»! .. وكان نفسي في حاجة واحدة بس ــ والكلام لا يزال للمهرج المصري ــ أن يقول قطر، ومن منظور شخصي ده ضرب تحت الحزام، حتى شفتوا الابتسامة بتاعت محمد بن زايد واضحة خلاص، لما الريس بيتكلم عن ١٠٠ مليون بياكلوا وبيشربوا، هو بيقول حجم البلد عامل ازاي، خد بالك انت مش قدنا، ودي مش فتونة ده واقع الأمر، بس هي دي كل الحكاية، وكل ده علشان نقدر نغلوش على الفكرة نفسها. .. وبعيداً عن «الغلوشة» يخطئ عمرو أديب ورئيسه السيسي ــ أشد الخطأ ــ ومعهما رجال إعلام النظام المصري إذا اعتقدوا واهمين أن قلة عدد السكان هي معضلة قطرية، تعاني منها قطر دون غيرها من دول الخليج العربي الأخرى. فنحن نعترف أننا «دولة زغنطوطة»، لكن إنجازاتنا الاقتصادية والسياسية والإعلامية والتنموية أكبر من إنجازات غيرنا من كبار الدول، وما ننجزه في سنة، يعجز آخرون عن إنجازه في سنوات! .. وينبغي على بطل مسرحية «الزعيم» في ظهورها الجديد على المسرح السياسي المصري أن يراجع معلوماته الديمغرافية، ويطلب من مستشاريه تزويده بالبيانات الصحيحة، والأرقام الدقيقة المتعلقة بأعداد السكان في دول «مجلـــس التعـــاون»، قبــل الإدلاء بأي تعليقات كوميدية تمس الأقليات السكانية، حتى لا تنقلب تعليقاته الساذجة، المقصـــود منها الإســاءة إلى قطـــر، على حلفائه الذين يدعمونه ماليا وسياسياً، والذين كانوا في مقدمة الحاضرين لمراسم افتتاح قاعدته العسكرية. .. وكان ينبغي على «السيسي» قبل أن يطلق «نكاته الساخرة»، ويتفاخر بعدد ســكان بلاده أن يقــــف وقفة مطولة ومعمقة مع نفسه، ويراجـــع معلومــاته، ويطلب من جهـــاز «المخابـــرات المصريـــة» تزويده بالأرقـــــام والتقاريـــر والإحصــاءات الســـــكانية الدقيقــــة، المتعلقـــة بعدد سكان الإمارات، ليعرف حجم الكارثة التي تعاني منها حليفته، وبعدها من المؤكد أنه سيبلع لسانه، ويصمت حتى لا يحرج ضيفه المبتسم! .. وبعيداً عن المشهد الخارجي المبهر لدولة الإمارات العربية المتحدة، فإن الصورة من داخلها تثير القلق، بل الدهشة، لأن شوارعها ومرافقها وميادينها وساحاتها ومراكزها التجارية تعج بكل الجنسيات باستثناء المواطنين! .. وتعكس التركيبة السكانية للدولة الاتحادية خللاً خطيرا، تكمن خطورته عند استعراض الأرقام الرسمية، حيث يبلغ عدد سكان الإمارات وفقاً لإحصاء صادر في شهر يوليو عام ٢٠١٦ نحو (٨.٢٦٤) ملايين نسمة، بينهم (٩٤٧.٩) ألف مواطن فقط، والباقي الذين يصل عددهم نحو (٧.٣١٦) ملايين جميعهم من الوافدين الأجانب، مما يؤشر إلى الاختلال، بل يشير إلى الاعتلال في التركيبة السكانية في البلاد. .. وتشكل هذه التركيبة الديمغرافية «قنبلة موقوتة»، في الإمارات باعتبار أن تعداد مواطنيها لا يزيدون عن ١١ % من إجمالي عدد السكان، في حين تزيد نسبة الوافدين عن ٨٥ %، وهذه أعلى نسبة مئوية للأجانب في دول الخليج، معظمهم من الهنود المقيمين في الدولة الاتحادية، الذين وصل عددهم إلى أكثر من (٣.١) مليون نسمة! .. وما من شك في أن هذه الأرقام الموثقة والموثوقة تدق ناقوس الخطر في الإمارات، حيث تشير إلى أن أبناء البلاد أصبحوا مجرد أقلية في وطنهم! بل صاروا مجرد جالية من الجاليات المقيمة هناك، لدرجة أن نسبتهم لن تزيد عن ٥ % من إجمالي عدد السكان عام ٢٠٢٥، مما يعكس شعور الكثيرين منهم بالقلق من هواجس الغربة، التي يشعرون بها في ديارهم، خوفاً على مستقبلهم، ومستقبل أجيالهم القادمة. .. وتبين تلك الأرقام الناطقة أن خلف العمارات الشاهقة، في الإمارات ثمة معضلة وطنية، ومشكلة قومية تعاني منها «الدولة الاتحادية»، التي تحولت إلى «مستوطنة آسيوية» ضخمة، من خلال الوجود الآسيوي الضخم، الذي ينخر الجسم الإماراتي، ويؤثر على هويته الوطنية، وثقافته العربية. .. وهذه المشكلة المتفاقمة وصلت إلى أعلى درجات الخطورة التي لا تسمح بتجاهلها، أو التباطؤ في إيجاد حلول جذرية لها، خاصة إذا علمنا أن الإمارات تواجه أزمة حادة تتمثل في انخفاض معدلات مواليدها المواطنين، بما يهدد مساعي «الدولة الاتحادية» لتحقيق أهدافها الإنمائية المستقبلية، التي تتطلب وصول مواطنيها إلى ٣ ملايين نسمة خلال العشر سنوات المقبلة. .. وأشار تقرير رسمي نشر في شهر فبراير الماضي في صحيفة «الاتحاد» الصادرة في أبوظبي إلى انخفاض معدلات الخصوبة من (٥٦) إلى (٢٣) طفل لكل إماراتية. .. ووفقاً لرسالة دكتوراه قدمها الباحث الياباني «كوجي هورينوكي» تمت مناقشتها مؤخراً في جامعة «كيوتو» اليابانية، أشار صاحبها إلى أن الإمارات تحتاج إلى ٥٠ عاماً لعلاج الخلل الحاد في تركيبتها السكانية! .. وكان صاحب الدراسة مقيماً في مدينة «العين»، وعزا سبب اختياره هذه القضيـــة لدراســتها إلى ما رصده خلال إقامته في الإمارات من غياب واضح للعنصر المواطن في جميع الأماكن التي زارها، مشيراً إلى أن عدد الإماراتيين لا يتجاوز (١١.٦ %) من إجمالي عدد السكان البالغ ثمانية ملايين تقريبا. .. ويكفي التوقف عند محاضرة ألقاها قبل سنوات الدكتور جمال سند السويدي، وهو واحد من أقرب المقربين إلى ولي عهد أبوظبي، حيث قال في محاضرته بصريح العبارة «إن الإماراتيين لن يستطيعوا العيش في بلادهم، إذا ما استمرت سياسات استقدام الأجانب كما هي»، ناصحاً أهل بلاده بالبحث عن جنسية أخرى! .. والأدهـــــــى من ذلـــــك أنه لـــــفت الانتبــــــاه إلــــــى أن «الحاكـــم بفعل هذه السياسات لن يجد من يحكم»، مشيراً في نفس الوقت إلى «فساد ٣ شيوخ من كبار المسؤولين في البلاد، قاموا ببيع ٣٠٠ ألف تأشيرة، واستولوا على أموالها»! .. وهذه المحاضرة موجودة على «يوتيوب» لمن يرغب في التأكد من صحة ما أكتب. .. وفي سياق الكتابة عن هذه القضية أسترجع أيضاً ما كتبه الدكتور عبدالخالق عبدالله في أحد مقالاته، التي رفضت صحيفة «الخليج» الصادرة في الشارقة نشرها، حيث أكد أن بلاده لا تعاني من خلل سكاني فحسب، بل من خلل تنموي، قائم على فكرة النمو من أجل النمو، وليس النمو من أجل الوطن والإنسان والمستقبل. ..ويضيف الكاتب الأكاديمي الإماراتي، الذي يعد حالياً واحداً من أكثر المؤيدين لاستمرار حصار قطر، أن «الإمارات دخلت في دوامة مرعبة من النمو من أجل النمو، والثروة من أجل الثروة، والثراء من أجل الأثرياء، والنمو من أجل تحطيم الأرقام القياسية التي تتعارض مع المصلحة الوطنية العليا». .. ويقول الكاتب الإماراتي في مقاله الذي أهديه إلى المهرج عمرو أديب ليبني معلوماته عليه أن «الإمارات لم تعد تحتمل المزيد من هذا النمط من النمو الذي يتعارض مع أبجديات حب الوطن». .. ويواصل قائلاً أن «الإمارات لا تتحمل إقامة المشاريع العمرانية الضخمة كل الضخامة، التي لا تتناسب مع قدراتها السكانية الوطنية، ومع معطيات دولة صغيرة لا يزيد عدد سكانها من المواطنين، وفي أفضل الأحوال عن ٨٠٠ ألف مواطن»! .. ومن خلال كل تلك الأرقام والبيانات والاحصائيات والمعطيات السابقة، التي يعترف من خلالها أهل الإمارات أنفسهم بوجود خلل في تركيبتهم السكانية، يتضح أن «الدولة الاتحادية العربية» تعد النموذج الصارخ في قلة عدد سكانها المواطنين، مقارنة بغيرها من دول المنطقة! .. وبدلاً من أن يغمز «السيسي» من قناة عدد السكان في بلاده، الذين وصل عددهم الى (١٠٠) مليون نسمة، ويتباهى بهم أمام ضيوفه الخليجيين، ليته عقد مقارنة بين مستوى دخل الفرد المصري مع نظيره القطري، حيث حافظت قطر على المركز الأول عالمياً، في متوسط نصيب مواطنيها من الناتج الوطني، متفوقة على الإمارات والسعودية والبحرين وغيرها. لقد وصل متوسط دخل المواطن القطري إلى أكثر من ١٣٥ ألف دولار سنويا، ليصبح الأعلى على الإطلاق في العالم، ومن خلال هذا الرقم يسـتطيع (١٠٠) مواطــن قطـري تغطية موازنة (٣) محافظات مصرية، في حين لا يتجاوز متوسط دخل المواطن المصري ٣ آلاف دولار سنوياً، من الناتج المحلي الإجمالي في مصر! .. وبحسب الأرقام السابقة يتجاوز معدل دخل المواطن القطري سنوياً معدلات مداخيل العديد من مواطني الدول الأوروبية المتقدمة صناعياً، والمتطورة حضارياً، مما يعكس ســلامة الســـياسات التي تنتهجها الحكومة القطرية، التي حرصـــت علــى توظيــف ثـــروات البـــلاد لرفاهيـــة شـــعبها، فأصبـــح القطري هو الأغنى، والأعلى دخلاً، والأكثر خيرا، والأجود كرماً, والأكرم عملاً. لقد نسي «السيسي» وهو يتباهى بعدد سكان بلاده أن يقول بأن «الغلابة المصريين» يعيشون أوضاعاً اقتصادية صعبة في عهده، منذ قرار حكومته تعويــم ســــعر صـــرف الجنــيه، الأمـــر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل جنوني. .. ونسي أن يقول إن «المائة مليون مصري» منهكون اقتصادياً بسبب سياساته الفاشلة، التي أدت إلى ارتفاع قياسي في معدلات التضخم، ليفقد الجنيه نصف قيمته، وترتفع الأسعار بنسب غير مسبوقة. .. ونسي أن يقول أن معدل التضخم في عهده واصل ارتفاعه المتضــخم، وبلـــغ مســـتوى ٣٢ %، لدرجـــة ان المـــواطن المصري متوســـط الحـــال، لم يعد قادراً على شراء وجبة إفطار لأولاده! .. ونسـي أن يقول أن المصرييـــن من ــ كل الطبقـــات ــ يجـــدون صعوبة في شراء احتياجاتهم الأساسية المتمثلة في السكر والشاي والزيت والرز ــ وما أدراك ما الرز ــ بسبب جنون الأسعار واختفاء السلع الأساسية. .. والواقع أن مصر تعيش الآن عصراً من أسوأ عصورها السياسية، قهراً وفقراً، حيث تعاني العديد من الأسر المصرية من عدم وجود ما يكفي لديها من الخبز لإطعام أفرادها، بل أن بعضها ليس لديها خبز على الإطلاق! .. ووفقاً للأرقام الرسمية فإن ٤٠ % من المصريين دخلوا منطقة الفقر في عهد «الرئيس الفقري»، وباتوا لا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الضرورية، أو التكيف مع موجات الغلاء التي أغرقتهم، واستهدفت لقمة عيشهم، والسبب فشل السياسات الاقتصادية التي تتبناها الحكومة المصرية، وآخرها زيادة أسعار الوقود، التي أحرقت بوقودها مداخيل المصريين! .. وبدلاً من أن يسعى نظام السيسي للقضاء على الفقر، نجد أن سياساته تقضي على الفقير، حيث أضيف خلال العام الماضي (١٣) مليون مصري إلى خانة الفقراء، وفقاً لبيانات رسمية أصدرها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري. .. ولا أريد القول إن «المائة مليون مصري» أصبحوا في عهد السياسي «مش لاقيين حاجة ياكلوها، لا عيش ولا حتى زبادي»، لكن ما أريد قوله ماذا لو أن رئيسهم «الزعيم المزعوم» تولى ليوم واحد رئاسة دولة مثل الهند، وصل عدد سكانها حسب آخر الاحصائيات إلى (١٢٥٢٠٠٠٠٠٠) مليون نسمة؟ ماذا سيفعل السيسي لو كان رئيساً لوزراء الهند خاصة أن الوجبة المفضلة لدى الهنود هي «الرز» ؟ .. وبالمقاييس الســـكانية، والمعايير الديمغرافيــة التي تحـــدث عنها «الزعيـــم المــوهوم» أمـــام ضيـــوفه الخليجييــن، فإن عدد سكان الهنــد لو نظمــوا اعتصــاماً احتجاجيــاً في «ميـدان رابعــة» ضد سياساته، لن يستطيع جيشه ولا عساكره، اقتلاعهم من تلك الســـاحة، ولن يســـتطيع نظامه الحاكم المتحكم في مصائر الشعب المصري الشقيق، أن يتحكم في دخولهم أو خروجهم من ذلك الميدان! .. وربما يقول قائل إن مصر تخوض حالياً حرباً بلا هوادة ضد ما يسميه نظامها «الإرهاب»، وقبلها خاضت حروباً طاحنة ضد إسرائيل، أثرت على اقتصادها، وانعكست على أحوالها المعيشية، وأنهكت أحوال شعبها. .. وأرد عليه أن الهند خاضت ثلاث حروب شاملة ضد جارتها باكستان، انتهت الأولى بتقسيم كشمير عام ١٩٤٩، ولم تفلح الثانية في تغيير هذا الوضع عام ١٩٦٥، في حين أسفرت الثالثة عن تقسيم باكستان نفسها إلى دولتين، الشرقية منها أصبحت جمهورية بنغلاديش. .. ورغم أن الهند تخوض صراعاً تاريخياً مع جارتها اللدودة, لم نسمع أن رؤساء الوزراء الذين تعاقبوا على السلطة في «نيودلهي» تحدثوا عن «فطور وغداء وعشاء» مواطنيهم، ولم «يتفشخروا» ويعايروا غيرهم بعدد سكانهم الهائل! .. ورغم التحديات الأمنية التي تواجهها الهند فقد تمكنت من بناء نموذج ديمقراطي فريد من نوعه في العالم، ورغم مشاكلها ووجود التعصب الطائفي بين هندوسها ومسلميها فقد تمسكت بتجربتها الديمقراطية العريقة، فلم تجهضها، ولم تسحقها بجيشها القوي، صاحب القنبلة النووية، ولم تنقلب عليها بعسكرها كما فعل السيسي. لقد حرص زعماء الهند على ترسيخ روح الوطن الواحد، في نفوس مكونات شعبهم، وكان لهم الفضل في تحقيق شروط ومتطلبات التنمية في دولتهم، دون إقصاء «جماعة»، أو إخصاء غيرها، أو إلغاء مكون من مكونات الشعب الهندي، فأصبح الهندوس والمسلمون «إخوان» في وطنهم، شركاء في بلدهم، رغم الصراعات المتفاقمة، التي تندلع بين الحين والآخر بينهم، وتخرج أحياناً عن السيطرة، احتجاجاً على ذبح «بقرة»، تقدسها الطائفة الهندوسية، في حين أن لحمها يشكل غذاء لا يستغني عنه مواطنوها أتباع الديانة الإسلامية! .. وعلى العموم رغم أن ربع سكان الهند يعانون من الفقر المدقع، فقد تمكنت بلادهم من تطوير قدراتها التنموية، لتصبح قوة اقتصادية عالمية، يشار إلى صناعاتها المتطورة في جميع المجالات بالكثير من الإعجاب، لدرجة أن الصناعات القطنية الهندية صارت تغرق الأسواق المصرية، رغم أن مصر كانت تشتهر بأنها المصدر الأول لزراعة القطن وصناعته في الشرق الأوسط، خاصة أن قطنها «طويل التيلة». .. وأريد أن أطرح على السيسي من خلال هذا الدرس الذي لن ينساه في الجغرافيا السكانية، الموثق بالبيانات الدقيقة والأرقام الصحيحة نموذجاً براقاً من نماذج الدول الصغيرة في مساحتها، التي يسمونها في وسائل إعلامه «عقلة الإصبع»، وهي سنغافورة، التي لا تتعدى مساحتها (٧١٠) كيلومترات مربعة، وهي أصغر من قطر التي تكبرها بأكثر من (١٠.٨١١) كلم! .. ورغم أن هذه الدولة الآسيوية مجرد جزيرة صغيرة, تستلقي في جنوب شرق آسيا، حيث المضيق البحري الذي يحمل اسمها، بمحاذاة سواحل ماليزيا، ورغم قلة مواردها الطبيعية، استطاعت تحقيق معدلات متصاعدة في نموها الاقتصادي، لتتربع على عرش مجموعة «النمور الآسيوية». لقد ركزت سنغافورة على محاربة الفساد في نظامها السياسي، وحرصـــت على تطويــر إنسانها باعتبـــاره محـــرك التنميـــة، وبرعت في الاقتصـــاد المعــرفي، وليس اقتصاد الموارد الطبيعية، وتفوقت في صناعة الإلكترونيات، وغيرها من التقنيات، فصارت الدولة الأكثر علماً وعولمة في العالم. .. وأصبحت عاصمتها مدينة عالمية، تلعب دوراً مهما في الاقتصاد العالمي، حيث تعتبر رابع أهم مركز مالي في العالم، ويعد مرفأها خامس ميناء عالمي من حيث النشاط الحركي، علماً بأن عدد سكانها لا يتجاوز (٥.٦٧) مليون نسمة، وهم بذلك لا يزيدون في تعدادهم عن سكان محافظة «الدقهلية»، البالغ عددهم (٥.٨١٨) مليون نسمة! .. ويبقى أن أذكر «السيسي» ان «مملكة البحرين» حليفته المتآمرة معه ضد قطر, تعتبر أصغر دول المنطقة من حيث المساحة، وتبلغ مساحتها (٧٦٥٣) كيلومترا مربعا، يعني أنها أكبر قليلاً من «قاعدة محمد نجيب العسكرية»، التي افتتحها قبل أيام، وهي أصغر كثيراً من مساحة محافظة «القليوبية»، البالغة (١٠٠١) كم مربع. .. ويبلغ عدد سكان البحرين وفقاً للإحصائيات الرسمية (١.٤٢٣) مليون نسمة، منهم (٧٥٩) ألفا غير مواطنين، مما يعني أن مواطنيها يبلغ عددهم (٦٦٥) ألف نسمة منهم (٣٣٦.٨٣٤) ذكرا و (٣٢٧٫٨٧٣) أنثى دون التفريق بين سنتهم وشيعتهم، وهذا الرقم أقل من عدد سكان «دمياط» البالغ (١.٢٨٨) مليون نسمة! .. ولكــــل هـــذا أقــــول للزعيـــم المزعــــــوم عبدالفتــــاح السيــســي «خليــك في حــالك مشــغولا في عد حبـــات الــرز»، ولا تفتـــح الملفات الحساسة المتعلقة بعدد سكان الدول الأخرى، لأنك بذلك لن تحرج قطــــر، ولكنك تجرح حلفاءك الخليجيين، الذين حضروا افتتاح قاعدتك العسكرية الجديدة، و«ابتسموا» على تعليقاتك الساذجة، ولا أقول الساخرة، الخارجة عن النص! .. وأدعو «الزعيم الموهوم» الذي يقوم حالياً ببطولة فصل جديد من مسرحية «عادل إمام»، إلى فهم حقائق السكان على أرض المكان، وكيفيـــة تعاملهـــم مع البيـــئة الجغرافيـــة المحيـــطة بهـــم, مــن خـــلال القيـــام بجولة ميدانيـــة في شــوارع أبوظبي, خــلال إحـــدى زياراته إلى الإمارات، وســـيفاجأ أنـــه لــن يجــد من بين (١٠٠) شخص أو أكثر مواطنــاً واحداً, يتحدث معه باللهجة الإماراتية، ويقول له «مرحباً الساع»، وتعني باللهجة المصرية «منور يا باشا»!. أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق الأقصى في خطر .. ويحاصرون قطر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لماذا لا تتحالف دول «التحالف الرباعي» لوقف الإرهاب الإسرائيلي؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هل «عاصفة الحزم» خاصة بالطقس اليمني .. ولا يمكن تحريكها في أجواء إسرائيل؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا توجد كلمة راسخة في أذهان القطريين حاليا أكثر من الحصار، باعتبارها الأكثر تداولا على ألسنتهم، والأكثر شيوعا بينهم، في إطار متابعتهم لمستجدات الأزمة الخليجية المفتعلة ضدهم، الضاغطة عليهم. .. وبعيداً عن تطورات هذه الأزمة وتقلباتها، التي يتصدرها تورط الإمارات في عملية القرصنة الإلكترونية للمواقع القطرية، أجد نفسي مشدودا بلا حدود إلى «القدس»، و«أقصاها» المحاصر. فهذا المسجد يشدني، حيث صلة الوصل المتصل بين الأرض والسماء، هناك في المدينة المقدسة، ومسجدها المبارك الذي بارك الله حوله، وجعله مكانا جامعا، يجتمع أنبياء الله جميعهم على ثراه، والذي تشرفت بالصلاة في رحابه، خلال زيارتي إلى منــاطــق «السلطة الوطنية» في شهر مارس الماضي، تلبية لدعوة كريمة تلقيتها من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. هناك، في «زهرة المدائن»، يتعرض المسجد الأقصى حالياً إلى هجمة صهيونية شرسة، لا تقل في شراستها عن الحصار الجائر، الذي تفرضه دول «التحالف الرباعي» على قطر! .. ومع تصاعد مستويات الخطر الداهم على مسجدنا المبارك، أجد لزاماً على قلمي أن يكتب عن هذه القضية المتصاعدة، وأن يسمي الأشياء بمسمياتها، دون تردد أو خشية من أحد، حيث ينبغي توجيه الأصابع نحو مواقف التخاذل في النظام الرسمي العربي، المتقاعس عن نصرة المسجد، الذي يشهد أحداثاً غير مسبوقة منذ محاولة إحراقه في الحادي والعشرين من أغسطس عام ١٩٦٩. .. وما من شك في أن أي شر يصيب «الأقصى»، حتى لو كان من مستصغر الشرر، يصيبنا جميعاً بالضرر، سواء في فلسطين أو في قطر، وليس ضرورياً أن أكون «زلمة» فلسطينياً أو مقدسياً، حتى تشغلني قضية المسجد الأقصى. فهذه قضية الأمة الإسلامية بأسرها، وهي قضية أمتنا العربية كلها، وهي قضية كل مسلم، بغض النظر إن كان «حمساوياً» أو «فتحاوياً»، قطرياً أو مصرياً أو سعودياً، عربياً أو أعجمياً. .. وقبل البدء في تحديد مواقع التراخي، أود أن أحيي المرابطين والمرابطات في القدس المحتلة، وأقف احتراماً لثباتهم على موقفهم الصامد، وأنحني إجلالاً للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن المسجد، في ظل تخلي معظم الدول العربية عن القيام بمسؤولياتها، وتأرجح «أنظمتها الكبرى» بين الاكتفاء بالانشغال ولا أقول إشعال أزماتها، أو الانكفاء على نفسها! لقد كشف ما يجري في الحرم القدسي عورات الكثير من «الأنظمة العبرية» عفواً أقصد العربية! .. ومن الواضح أن ما يتعرض له المسجد الأقصى من اعتداءات سافرة يجسد في حقيقة الأمر صورة مؤلمة، تعكس ما آلت إليه أوضاع الأمة الإسلامية، ومن قبلها أمتنا العربية، التي كانت قضية فلسطين عموماً، تعني لها قضية وجود، مثلما يعني لنا مسجدها قضية صلاة وركوع وسجود إلى خالقنا المعبود. لكن أحوال «بني عارب» تغيرت، فأصبح حصار قطر يشكل صدارة اهتماماتهم، وصار فرض العقوبات على القطريين يشكل أولوية أولوياتهم، على حساب قضية القدس و«مسجدها الأقصى»! .. ومن الطبيعي أن تتمادى إسرائيل في عدوانها على المسجد المبارك بعد انشغال «قائدة العالم الإسلامي»، وأقصد المملكة العربية السعودية، وتوابعها في قضاياها الهامشية، على حساب قضية العرب المركزية! .. وكان متوقعاً بل مفروضاً باعتباره واجباً أن تبادر الرياض بالدعوة إلى عقد قمة إسلامية طارئة، لبحث الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى، وسبل مواجهتها قانونياً وسياسياً وحقوقياً، خاصة أنها استنفرت كل جهودها الدبلوماسية في شهر مايو الماضي، لحشد قادة العالم الإسلامي، من أجل التقاط الصور التذكارية، مع صاحب السمو الملكي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال زيارته التاريخية إلى العاصمة السعودية. .. وكان منتظراً من «المملكة» التي تتصدر علمها الأخضر عبارة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» أن ترفع صوتها عالياً مجلجلاً مزلزلاً في أرجاء العالم، وتقول لا للإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف المسجد الأقصى، ولا للاعتداءات على الحرم القدسي، ولا للانتهاكات التي تطال المسلمين المقدسيين، وتحاول, عبر دبلوماسيتها ووزير خارجيتها «عادل الجبير», تحريك الرأي العام العالمي ضد محاولات إسرائيل فرض واقع جديد في القدس، من خلال تهويد ما تبقى من تراث إسلامي في المدينة المقدسة، وفصل المسجد المبارك عن محيطه الفلسطيني في البلدة القديمة، وتعزيز القبضة الإسرائيلية على الأقصى. .. وبصراحة، بل بمنتهى الصراحة، لا يكفي الموقف الدعائي ولا أقول الاستعراضي الذي أبداه مجلس الوزراء السعودي بشأن أحداث المسجد الأقصى، عندما اكتفى فقط بالتعبير عن استنكاره، وقلقه من الانتهاكات الإسرائيلية! فالمطلوب من السعودية بصفتها قائدة العالم الإسلامي، ومهبط الوحي، ومهد الرسالة السماوية، أن يتجاوز موقفها مجرّد إصدار بيان استنكار! .. وكان منتظراً من «المملكة»، باعتبارها خبيرة تحريك العواصف في المنطقة، أن تعلن «عاصفة الغضب» ضد إسرائيل، مثلما حرّكت قبل أكثر من عامين «عاصفة الحزم» ضد اليمن. .. وإن تعذر ذلك، كان متوقعاً أن تصبح الرياض «عاصمة العتب»، أو حتى العجب من الإجراءات الإسرائيلية التي استهدفت المسجد الأقصى، لكن السعودية آثرت السكون، ولا أقصد السكوت الذي يعتبرونه من ذهب! .. وما من شك في أن الموقف السعودي الباهت بشأن أحداث الأقصى كان مفروضاً أن يكون أكثر حزماً، إلا إذا كانت «عاصفة الحزم» لا تظهر إلا في مناخات اليمن، ولا يمكن تحريكها باتجاه إسرائيل، لأن «حالة الطقس في السعودية» غير مهيأة لإنتاج هذا النوع من العواصف ضد حكومة نتانياهو؟ لقد تحول «الحزم السعودي» المدمر في اليمن، إلى وهم في مواجهة إسرائيل، وأصبحت «المملكة الحازمة» لا تجرؤ على توجيه «حزمها» أو «عزمها»، أو عزيمتها أو عزائمها المزعومة ضد الدولة الصهيونية، ولهذا وجدناها تنكفئ على نفسها، بلا أي عزيمة، تحسباً من الوقوع في الهزيمة! .. ولا أدري ما هو مصير أسلحتها المكدسة؟ .. ولماذا لا توجه السعودية سلاحها وطائراتها المقاتلة لتحرير المسجد الأقصى الأسير، خاصة أنها أكثر الدول العربية شراء للأسلحة، وأكبرها في تخزين العتاد العسكري، وأكثرها استعراضاً للعضلات على الساحة اليمنية! أم أن استعراض العضلات «حلال في اليمن»، ولا يجوز شرعاً إظهارها على إسرائيل، باعتبار انها تدخل في إطار «معاداة السامية»! .. والمؤسف أن «المملكة»، التي يفترض أن تسعى لتحقيق «التضامن الإسلامي»، وتدعو إلى رص صفوف المسلمين، نجدها مشغولة بشق الصفوف، من خلال قيامها بفرض حصارها الجائر على قطر، بعيداً عن متطلبات مسؤولياتها الإسلامية، ومقومات سياستها القائمة على خدمة الإسلام والمسلمين. لقد انشغلت السعودية بقضيتها المفتعلة ضد قطر، وبدلاًمن أن تسعى لإطفاء حرائق المسلمين، نجدها أصبحت طرفاً رئيساً في إشعال الحريق داخل «مجلس التعاون»، لدرجة أن وصل بها الأمر إلى حرق ما تبقى لديها من علاقات مع الشعب القطري، من خلال منعها الحجاج القطريين من أداء فريضة الحج! .. والمؤسف أن «المملكة» لم تبادر بفتح المسار الإلكتروني المعتمد من وزارة الحج السعودية، الذي يحكم عمليات الحجاج القطريين، المرتبط بملفاتهم الإدارية، وتحويلاتهم المالية، وعملياتهم اللوجستية، وأقصد بها عمليات الإسكان والمواصلات والتنقلات وغيرها. عدا عن أن «لجنة الحج القطرية» لم تتمكن من زيارة «المملكة»، بسبب القيود المفروضة على سفر القطريين من جانب السلطات السعودية، وبالتالي لم تستطع اللجنة المعنية إتمام إجراءات «حجاج قطر»، وتحديد مواقعهم وأماكن تجمعهم في منى وعرفات ومزدلفة! .. وما من شك في أن هذا الأمر يتجاوز حدود الخلاف السياسي مع قطر، ليصل إلى حد شروع «المملكة» في تعطيل ركن من أركان الإسلام، من خلال وضع العراقيل أمام القطريين، وبالتالي حرمانهم من التوجه بسهولة إلى بيت الله الحرام، لأداء المناسك هذا العام! .. والمحزن أنه ستكون هذه هي المرة الأولى التي لا يشارك فيها القطريون في الحج، بسبب الأجواء الفاترة، ولا أقول المتوترة، بين الدوحة والرياض منذ قطع العلاقات من جانب الطرف السعودي في الخامس من يونيو، وهو تاريخ النكسة العربية، التي أضاعت القدس والمسجد الأقصى! .. ومع فرض حصارها الجائر على قطر اكتفت السعودية بالتفرج على ما يجري في الحرم القدسي، غير مكترثة بالانتهاكات التي تجري، وكأن الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى لا تعنيها! .. وما من شك في أن هذا الموقف السلبي السعودي ليس له أي تبرير أو تفسير غير التقصير الكبير في القيام بواجب الدفاع عن المسجد المبارك، الذي يمر حالياً بمرحلة تاريخية حرجة، وسيكون التاريخ شاهداً على كل من تخاذلوا عن نصرته والدفاع عن قضيته. .. والمفارقة أن ما تسمى منظمة «التعاون الإسلامي»، التي تم تأسيسها في الخامس والعشرين من سبتمبر عام ١٩٦٩ خصيصاً من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى، بعد تعرضه لحادث الحريق، وتضم في عضويتها ٥٧ دولة، لم تحرك ساكناً تجاه ما يجري حالياً في الحرم القدسي! .. هذه المنظمة التي كانت تعرف سابقاً باسم منظمة «المؤتمر الإسلامي»، والتي تمارس فعالياتها تحت مظلة السعودية، سارعت بإصدار بيانها المنحاز لدول «التحالف الرباعي» ضد قطر، لكننا نجدها الآن بلا موقف رادع ضد إسرائيل، رغم أن أقل القليل الذي يمكن أن تقدمه هو الدعوة العاجلة لعقد قمة إسلامية طارئة، حتى لو دعت إلى انعقادها في «جزر المالديف» لوقف الاعتداءات الإسرائيلية! .. وتحت مظلة هذه المنظمة المنحازة لدول «التحالف الرباعي» كنا ننتظر موقفاً حازماً من «عادل الجبير»، يوجه من خلاله إنذاراً نهائياً إلى السلطات الإسرائيلية، أو تحذيراً حاسماً من «سامح شكري»، يلوح فيه بفرض عقوبات على الحكومة الصهيونية تشمل قطع العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، أو «تغريداً شديد اللهجة» من «قرقاش» ضد حكومة نتانياهو المعتدية، وما زلنا ننتظر قيام الشيخ البحريني «خالد آل خليفة» بأكبر عملية «ريتويت» كعادته للتغريدات القوية الموجهة إلى الدولة العبرية! لكن كل هذا لم يحدث، حيث اكتفت دول «التحالف الرباعي» بإصدار بيانات خجولة بعد مرور أيام على حدوث أزمة الأقصى، رغم أن إسرائيل هي دولة الإرهاب في الشرق الأوسط، ورغم أن دول «التحالف الرباعي» يظهرون أنفسهم بأنهم «وكلاء مكافحة الإرهاب» في المنطقة، لكننا لم نرصد لهم «موقفاً رهيباً» ضد إسرائيل، وكأن أمر «المسجد» لا يعنيهم، وأن ما تقوم به حكومة نتانياهو في الحرم القدسي ليس «عملاً إرهابياً»، يستدعي «تحالفهم الفوري» لوقف الإرهاب الإسرائيلي! .. وفي إطار كل ذلك التخاذل فتحت إسرائيل صفحة سوداء أخرى في تاريخ احتلالها للقدس، في زمن عربي حالك السواد، وحوّلت سلطاتها المحتلة الحرم القدسي إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، ونصبت على أبوابه الحواجز الحديدية، والبوابات الإلكترونية، مما حول المدينة المقدسة بأكملها إلى مربع أمني، يحظر على الفلسطينيين دخوله بسهولة، وغاية إسرائيل من وراء هذه الإجراءات الاحتلالية الجديدة منع المصلين من الوصول إلى مسجدهم لأداء صلواتهم. .. وهذه الإجراءات الخطيرة تعيد إلى الأذهان سيناريو ما جرى في «الحرم الإبراهيمي»، في مدينة الخليل، التي تشرفت أيضاً بزيارتها، ولمست معاناتها ومأساة أهلها، حيث تفرض إسرائيل قيوداً على دخول المصلين إلى مسجدها، منذ ارتكاب الإرهابي الصهيوني «باروخ جولدشتاين» مجزرته، التي جرت في الخامس والعشرين من فبراير عام ١٩٩٤، وأدت إلى استشهاد (٢٩) مصلياً، وإصابة (١٥٠) آخرين، قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه. .. والمؤسف أن الاستراتيجية الإسرائيلية لتهويد القدس ومحيطها المقدس تحاول فرض حقائق جديدة على أرضها، كما فعلت في محيط «الحرم الإبراهيمي»، حيث تسعى إسرائيل لتعزيز سيطرتها على «الحرم القدسي»، وإلغاء السيادة الدينية العربية على المسجد الأقصى، وفرض سيادتها الكاملة على رحابه، والسيطرة على مفاتيح أبوابه. عدا عن قيام السلطات الإسرائيلية بفرض حصار عسكري مشدد على مخارج ومداخل القدس، تمنع بموجبه الفلسطينيين القادمين من باقي الأراضي الفلسطينية من دخول المدينة المقدسة، لأداء الصلاة في مساجدها وكنائسها، باستثناء من تعطيهم تصاريح بذلك. .. وهكذا يزداد الوضع المتأزم في الأقصى تأزماً، وتزداد المواجهات اليومية ضد المقدسيين، الذين يقفون وحدهم دون داعم أو مساند أو مساعد، فتجدهم يواجهون قوات الاحتلال فقط بالسواعد! كل هذا يجري أمام مرأى ومسمع العالمين العربي والإسلامي ودول «التحالف الرباعي»، حيث لا يجد المقدسيون من يدعم قضيتهم، أو يدافع عن قضية «المسجد الأقصى» المرتبط بالقضية الفلسطينية! حتى بيانات الشجب، وعبارات الاستنكار التي تعتبر من «كلاسيكيات الدبلوماسية العربية» انحسرت شيئاً فشيئاً، مع تصاعد الهجمة الإسرائيلية على القدس، لدرجة أن مستوى التفاعل العربي، أو التعامل الإسلامي مع ما يجري في محيط الحرم القدسي صار متدنياً للغاية! .. وما من شك في أن هذا الموقف الرسمي السلبي العربي يغري إسرائيل بالمضي قدماً في خطواتها التصعيدية، دون أن تلتفت إلى الوراء، فنراها تواصل إجراءاتها غير القانونية لمصادرة الأقصى، وتهويد القدس، وحصار المقدسيين، وحرمانهم من الصلاة في مسجدهم المبارك. .. وفي خضم تصاعد ذلك الحصار، ما زالت دول «التحالف الرباعي» العربي تواصل حصارها الجائر على القطريين! .. ورغم كل الضغوط، ترتفع قطر عالياً بقامة أفعالها ومواقفها الداعمة للحقوق الفلسطينية، حين لم ينسَ حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في ذروة الأزمة الخليجية، التأكيد على ثوابت الموقف القطري الداعم للقضية الفلسطينية. لقد أكد سموه، بلغة الفارس القطري المقدام، في خطابه الأول الذي وجهه إلى الجماهير منذ اندلاع الأزمة المفتعلة، تضامن قطر مع الشعب الفلسطيني، في نبرة قوية لم نسمعها تصدر عن زعيم عربي ــ حتى الآن ــ دفاعا عن الأقصى، حيث اكتفت القلة القليلة من الأنظمة العربية بإصدار بيانات الشجب المعتادة، بصيغتها المعادة. .. أخيراً, ينبغي على الدول الأربع المتحالفة ضد قطر، التي تحاصرها بدعوى «مكافحة الإرهاب»، إذا أرادت أن يكون خطابها مقنعاً للرأي العام العربي، ومؤثراً في أوساط الرأي العام الإسلامي، أن تتحالف مع بعضها البعض لوقف جرائم إسرائيل الإرهابية، التي تقوم بها ضد الفلسطينيين، والتصدي لكل أشكال «الإرهاب الإسرائيلي»، الذي تمارسه سلطات الاحتلال في الحرم القدسي ضد المصلين. .. وبعدها سنقف معهم في حملتهم المظفرة لاقتلاع «الإرهاب القطري» المزعوم من جذوره! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق « الإمارات غيت» .. فضيحة كشفتها « واشنطن بوست» ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ «القرصنة الإلكترونية» للمواقع القطرية لا تقل في خطورتها عن الأعمال الإرهابية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصحيفة الأميركية الشهيرة لا تنشر أخبارا كاذبة .. ولها إنجازاتها الصحفية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ على غرار فضيحة «ووترغيت» التي كشفتها صحيفة «واشنطن بوست»، في بداية السبعينيات من القرن الماضي، وهزت أركان «البيت الأبيض»، وأدت إلى استقالة الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون من منصبه في الثامن من أغسطس عام ١٩٧٤, قبل أن يقيله الكونغرس. .. أقول على خطى ذلك الإنجاز الصحفي التاريخي, أماطت نفس الصحيفة الأميركية الشهيرة اللثام عن فضيحة خليجية مدوية، أستطيع تسميتها «الإمارات غيت»، بعدما كشـــفت الخيوط الأولى لتورط الإمارة المرتكزة على تراث «بني ياس»، في عمليــــة «القرصـــنة الإلكترونية»، التي اســــتهدفت موقع وكالة الأنباء القطرية ومواقـــع حكومية أخـــرى، منها موقـــع وزارة الخارجية. .. وكلنا نعلم أن ذلك العدوان الإلكتروني لم يسبق له مثيل في تاريخ العلاقات بين دول «مجلس التعاون»، وكان سبباً مباشراً في اندلاع الأزمة الخليجية، خاصة أن دول «التحالف الرباعي» ارتكزت في توجيه ادعاءاتها الباطلة، وأكاذيبها الحافلة، ضد قطـــر، على منصة التصريحات الكاذبة المنســـوبة إلى «صاحب السمو»، واتخذت منها ذريعة لفرض حصارها الجائر على قطــر! .. والمخجـــــــل أن يقـــوم «قراصـــــنة الإمـــــــارات» باختــــــراق أهـــم المواقع القطرية، وأكثرها ارتباطاً بصناعة القرار القطري، والتلاعب في بياناتها، وتمرير بيانات كاذبة، وتصريحات غير صائبة من خلالها. .. والمعيب حقاً تورط مسؤولين كبار في الإمارات في عملية القرصنة الإلكترونية، حيث ناقشوا في الثالث والعشرين من مايو الماضي خطة الاختراق قبل يوم من تنفيذها، وذلك وفقاً لمعلومات مؤكدة، نقلتها الصحيفة العالمية ذائعة الصيت عن مسؤولين في المخابرات الأميركية. .. وعندما تكشف صحيفة «واشنطن بوست» العريقة، التي تأسســــت عــــام ١٨٧٧ كل هذه التفاصيل، فهذا يعني ــ دون أدنـــى شـــك ــ صحتهـــا ويـــؤكد مصداقيتهـــا، لأن هـــذه المطبوعة العالمية لا تنشر أخباراً كاذبة، ولا تدار على طريقة «الشرق الأوسط» السعودية، لكنها صحيفـــة لها تاريخهـــا وتعتمـــد على إنجازاتها الصحفية، ومعروف تأثيرها على الساحة الأميركية. .. وما من شك في أن الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات يستطيع نفي الخبر وتكذيبه، بل يســــتطيع أن يقـــول ما يقــــول دفاعـــا عن موقــــــف دولتــــه ــ وهذا من حقه ــ كما فعل سفيره في واشنطن يوسف العتيبة، لكنهما لا يستطيعان التشكيك في أن هذه الصحيفة العريقة استطاعت بمصداقيتها، إجبار الرئيس الأميركي الأسبق على الاستقالة من منصبه، ليصبح الرئيس الوحيد المستقيل في تاريخ بلاده. .. وما من شك في أن «قرقاش» لن يستطيع هو وسفيره «قرقوش» أيضا، إنكار حقيقة المصداقية التي تتمتع بها صحيفة «واشنطن بوست»، مما قادها لتحقيق شهرتها الشاسعة، وزيادة مبيعاتها الواسعة، من خلال التزامها بأخلاقيات المهنة، وأداء رسالتها استناداً على الحقائق الثابتة، بعيداً عن الأهواء المتفاوتة. .. ويعرف أي دبلوماسي يعمل في وزارة الخارجية الإماراتية، أو في سفاراتها في الخارج، أن عملية القرصنة هذه صحيحة، لذلك لن يستطيع أن يدافع عن هذه الفضيحة، التي لطخت سمعة الإمارات في أوساط الرأي العام الخليجي والعالمي، مما يعيد إلى الأذهان فضيحة التجسس على سلطنة عمان، التي وقعت عام ٢٠١١، عندما تمكنـــت الأجهــزة الأمنية العُمانية من الكشــف عن شبكة تجسس تابعة للإمارات تســـتهــدف نظام الحكم في الســـلطنة وآليــــة العمل الحكومـــي والعســـكري، والتي بذل أمير الكويت جهوداً حثيثة، لإغلاق ملفاتها من خلال وساطته، ومساعيه الحكيمة لتقريب المسافات البعيدة بين مسقط وأبوظبي. .. وحتى الآن لم تستطع أي مغسلة تعمل بنظام «دراي كلين» في عاصمة الإمارات، أن تغسل بالبخار آثار الغبار، الذي أحدثته تلك الفضيحة المدوية، وتفاصيلها المؤذية، باعتبارها تشكل نقطة سوداء في تاريخ العلاقات السياسية غير الودية لدولة الإمارات مع جيرانها. .. وما من شك في أن كبار المسؤولين الإماراتيين الذين خططوا لعملية «القرصنة الإلكترونية» ضد قطر، وكشفت مؤامرتهم صحيفة «واشنطن بوست»، نقلاً عن مصادر في الاستخبارات الأميركية، ليسوا أعلى شأناً من «الرئيس نيكسون»، وسيكون مصيرهم كمصيره. .. وبحكم تجربتي الصحفية، وخبراتي المهنية، التي يعرفها الدكتور أنور قرقاش، أود تعريف من لا يعرف أن صحيفة «واشنطن بوست» هي الأكثر انتشاراً في العاصمة الأميركية، وهي متخصصة في متابعـــة القضـــايــا ذات الصـــلة بملفـــات «البيت الأبيض» والكونغرس والحكومة، وتتبنـــى دائماً الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان داخل الولايات المتحدة وخارجها. .. ولديها دائما موقفها الواضح، وخطها الناضح المدافع عن الحريات، في حال تقاطعها مع السياسة الخارجية الأميركية، وعندما أشير إلى دفاعها عن الحرية لا أقصد بذلك «الحرية الخالدة» في اسم الرمز الإماراتي «خالد حرية»! .. وفي سياق الحرية الصحفية التي أقصدها، ونجحت صحيفة «واشنطن بوست» في ترسيخها، عبر مسيرتها الطويلة، وإنجـــازاتهــــا الجليـــلة، يضـــم رصيــــــدها الهائــــل من النجاحات والإنجازات التي حققتها بجدارة، حصولها على ٤٧ جائـــزة مرمـــوقة مــن «جوائـــز بوليتزر»، التي تمنح للأعمال الصحفية المميزة. .. وما من شك في أن تلك الجوائز ما كان لها أن تتحقــق لولا احترام تلك الصحيفة لمبدأ الأمانة الصحفية، مما ساهم في احترام القراء لها، والثقة بها، وتفضيلها كمصدر من مصادر المعلومات الدقيقة، مقارنة بغيرها من الصحف. .. ولعل ما زاد من شهرتها، وعزز مكانتها، وساهم في علو كعبها، وارتفاع شأنها، لتواصل اعتلاء هرم الصحافة الأميركية، نجاحها في كشف أسرار فضيحة «ووترغيت»، التي تعد من أشهر القضايا السياسية في تاريخ الولايات المتحدة، عندما قام الكاتب والصحفي المشـــهور «بوب وودورد» صــاحب كتاب «حـــالة انكـــار»، وزميـــله «كــــارل بيرنشتاين»، بكــشف خيـــوط تـــلك الفضيـــحة الرئاسيـــة، المتعلقة بقيـــــام الرئيـــس الأميركي السابع والثلاثين بوضع أجهـــزة تنصـــت في مكاتب الحزب الديمقراطي، داخل مجمع «ووترغيت»، وتسجيل ٦٥ مكالمة لأعضاء الحزب المنافس! .. ودون الحاجة إلى وضع أجهزة تنصت أو تجسس، كما فعلت أبوظبي في مسقط، يعلم الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات، بحكم دراسته في الولايات المتحدة، مكانة صحيفة «واشنطن بوست»، ومصداقيتها، وأنها لا تدار على غرار صحيفة «الاتحاد» الصادرة في أبوظبي! .. ولهذا لن يجدي قيامه بتكذيب الخبر المتعلق بتورط بلاده في فضيحة «القرصنة الإلكترونية»، التي تعرضت لها مواقع رسمية قطرية. .. وتعد هذه العملية الإجرامية غير المسبوقة التي تعرضت لها بعض مواقعنا الحيوية، بمثابة «جريمة العصر» في قطر، بل هي جريمة لا تغتفر، ضد قيادتنا وحكومتنا وشعبنا، وضد الأهداف التي قام عليها «مجلس التعاون» لدول الخليج العربية، وضد العلاقات الأخوية التي تم ضربها عرض حوائط وجدران وطوابق «برج خليفة»! .. وما من شك في أن تورط الإمارات في ارتكاب جريمة بهذا المستوى غير الأخوي، وغير الأخلاقي، وغير الحضاري، وغير القانوني، يشكل نوعاً خبيثاً من «الجريمة المنظمة» الكاملة الأركان، مما يستدعي ضرورة تحريك الإجراءات القانونية الرادعة بحق مرتكبيها، وفرض العقوبات على مموليها، ومعاقبة المحرضين عليها، المخططين لها، لا سيما أنها استهدفت الإضرار بأعلى سلطة في دولتنا، وهو رمزنا حضرة صاحب الســــمو الشــيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، ونصره على كافة الأعداء. .. وبطبيعة الحال ينبغي على المجتمع الدولي، عبر مؤسساته المعنية، وهيئاته الدولية، أن يتوحد ضد أي دولة توفر البيئة الحاضنة أو المشــــــجعة أو الممـــــولة لتـــلك الاعتـــــداءات الإلكترونيــــة، التــــــي لا تقل في خطورتها عن الأعمال الإرهابية، ولا بد من مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة المتصاعدة مثل تصاعد ظاهرة الإرهاب. .. ولا يحتاج الأمر إلى إثبات بأن عمليات القرصنة الإلكترونية لها إرهابها و«ذئابها المنفردة»، التي تهدد العلاقات الدولية، وتعرض الأمن والسلم الدوليين للكثير من المخاطر والتحديات والتهديدات، من خلال ولوج «القراصنة» وأشباحهم إلى حواسيب الآخرين، والعبث بمحتوياتها، والتلاعب بها داخل فضاء ذلك العالم الافتراضي، وتحويله إلى «عالم إرهابي». .. ومن خلال تلك العمليات الإجرامية يتضح أن الحروب بين الدول لم تعد تقتصر على استخدام قواتها العسكرية، في الهجوم المباشر على المواقع المادية المستهدفة، ولكن مع تطور مستويات الصراعات الدولية تم استخدام الوسائل الإلكترونية للإضرار بمصالح أي دولة، من خلال شن هجمات مبرمجة، على مواقعها، وبياناتها، وبرمجياتها، لإحداث الفوضى في أوساطها، وذلك بتدمير نظمها المعلوماتية، أو تمرير بيانات غير صحيحة، مثــلمــــا حــــــدث في عمليــــــة القرصـــــنة التـــي اســــتهدفت موقع وكالة الأنباء القطرية، وعدداً من المواقع الرسمية الأخرى. .. والمؤسف أن يلعب مسؤولون كبار في الإمارات ألعاباً صبيانية ــ ولا أقول قرصانية ــ مثل الصغار، وكأنهم يلعبون لعبة مسلية على جهاز «بلاي ستيشن»، أو غيره من ألعاب المراهقين، فيقومون بالتخطيط لذلك العدوان الإلكتروني الخبيث، الذي يشكل انتهاكاً للقيم والمبادئ التي قام على أساسها «مجلس التعاون»، مما يستدعي ضرورة تعقب أولئك المخربين، ومعاقبتهم وفقاً لقواعد القانون الدولي. .. وما من شك في أن اللعبة القذرة التي قام بها بعض المسؤولين في الإمارات ضد قطر ينبغي مواجهتها على أساس مواد القانون، باعتبار أن «القرصنة الإلكترونية» تعد عملاً «إرهــابيـــاً»، لا يختــلف عن الإرهـــاب الــدولـــي، لأنهـــا تهــدد الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة، ولهذا ينبغي ملاحقة مرتكبيها، ومحاسبتهم جنائياً عن طريق الجهات القانونية المختصة. لقد أصبحت المواقع الإلكترونية ميداناً لصراعات من أنواع جديدة، تحمل كل أشكال الدمار والأضرار، من خلال قيام «قراصنتها الإرهابيين» بعمليات الاختراق أو «القرصنة» أو التجسس، بعيداً عن ساحات «الإرهاب» المكشوفة، أو جبهاتها المستهدفة، التي تدوي فيها تفجيرات الأحزمة الناسفة، أو طلقات الرصاص. .. ورغــــــم أن هجمــــات المواقــــع الإلكترونيــــة لا تخلـــف جثثاً ودماء وأشلاء، لكن اختراقها يحدث أضرارا معنوية هائلة، وخسائر سياسية واقتصادية واجتماعية، كما حدث في عملية الاختراق التي تعرضت لها العديد من المواقع القطرية، بإيعاز وتوجيه وتخطيط من جهات إماراتية. .. ورغم الأضرار السياسية التي سببتها تلك «العملية الإرهابية»، لا يمكن تجاهل المكسب الكبير الذي حققته قطر من خلال الخبر الذي نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، وكشفت من خلاله حقيقة المؤامرة التي تعرضت لها دولتنا من المتحالفين ضدها. .. ولعل المكسب الكبير يكمن في نقل الموقف القطري من حالة الدفاع والتبرير، إلى الهجوم القانوني المنظم على «القراصنة»، المتورطين في عملية القرصنة الإلكترونية، التي استهدفت المواقع الرسمية القطرية، مما تسبب في اندلاع الأزمة الخليجية الراهنة. .. وعلى وقع هذه الأزمة وتطوراتها ومستجداتها المتصاعدة يستطيع الممثل الأميركي «جوني ديب» إنتاج الجزء السادس من سلسلة أفلام «قراصنة الكاريبي»، خاصة أن «أشباح القراصنة» الأكثر خبثاً، والأشد ضرراً، والأكبر خطراً في العالم، موجودون حالياً في الخليج العربي وبالتحديد في أبو ظبي! .. ومن المؤكد أن الفيلم المقترح سيحقق أعلى الإيرادات إذا كان اســمه «قراصنة الإمـــــــارات.. انتقــــام سالازار»، وهــــو بطـــــل الجــزء الخامس في السلسلة المذكورة، ولا أعني بذلك انتقام قطر! مع ضـــرورة أن يتـــم في نهايـــة الفيـــلم كشــف هويـــة «كبــار المسؤولين»، الذين خططوا لذلك العمـــل المشين، الذين أشـــارت إليهـــم صحيفة «واشــــنطن بوســـت» وفي مقدمتهم القرصان الإماراتي غريب الأطوار «جاك سبارو»، الذي قاد عملية «القرصنة الإلكترونية»، ضد قطر، وقام بتمويلها والتخطيط لها، في ليلة ليلاء، وبطريقة يترفع عنها ألد الأعداء! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق السيادة الوطنية رمزها « تميم المجد» ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قطر تمضي رغم الضغوط في نهجها المستقل.. وتوجهها نحو المستقبل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جداريات الوطن تعكس ملحمة التلاحم في جبهتنا الداخلية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سيدي تميم المجد .. ما أحوجنا في خضم الحصار الجائر المفروض على قطر، والظروف الضاغطة على الجميع في المنطقة، إلى «كلمة صدق» تُكْتَبُ من أجلكم، وصادق الكلام يصدر بحقكم، في هذا الزمن الخليجي الرديء، الذي يتصدره صناع البخور، وحملة المباخر التي ينتشر فيها الضرر، ويتطاير منها الشرر، حفظكم الله من كل شر. .. وما أحوجنا أن نجمع كلمتنا، ونوحد وقفتنا، ونرص صفوفنا كلها في «وقفة صدق» منصفة لكم، لها معناها، ودلالاتها، تنصفكم، وتنصركم على المتآمرين، وتنصف قطر وتنتصر لها على الآخرين. .. ولهذا أكتب إليكم «كلمة صدق» نابعة من قلوب القطريين، بل وشاملة كل المقيمين، نابضة بمحبتكم، خافقة بالدعاء لكم. أكتبها من وسط «الفرجان العتيقة»، من الأزقة الواقفة في «سوق واقف»، من الأبراج الباسقة في منطقة الدفنة. أكتبها برائحة البحر، وأعطرها بعطر «المشموم» النابت في تراب قطر. أكتبها من الحي الثقافي في «كتارا»، وهو الاسم الذي ظهر لأول مرة في خرائط «بطليموس» عام ١٥٠م، للإشارة إلى شبه جزيرتنا القطرية. .. أكتبها من إحدى قاعات «المتحف الإسلامي»، الواقع على حافة ميناء الدوحة، في الطرف الجنوبي من «كورنيش عاصمتنا» المشعة بأنوار الثقافة، حيث تعرض في هذا المعلم الحضاري الكثير من النفائس الإسلامية، والمقتنيات الثمينة، والمعروضات التي لا مثيل لها في العالم. أكتبها من رحاب «المدينة التعليمية»، التي تضم العديد من فروع الجامعات العالمية، ومراكز البحوث العريقة، لمواكبة النهضة التعليمية التي تشهدها قطر، مما جعلها محط أنظار وتطلعات شعوب المنطقة. أكتبها من مدرجات «استاد خليفة الدولي»، أول ملعب جاهز لاستضافة بطولة كأس العالم ٢٠٢٢، قبل ٥ سنوات على انطلاقتها، باعتباره القلب النابض للأحداث الرياضية التي تشهدها دولتنا، وجاء افتتاحه مجدداً بحلته «المونديالية» ليؤشر إلى جاهزيتنا لاحتضان «مونديال قطر»، ويوجه رسالة للعالم عن استعدادنا لاستضافة الحدث العالمي، رغم أنف المشككين، وحقد الحاقدين، وحسد الحاسدين، وكيد المتآمرين. أكتبها لكم يا «تميم المجد»، يا سليل المجد، يا سيد المجد، يا سيف المجد، يا صهوة المجد، يا صانع المجد، يا مصدر المجد، يا قمة المجد، يا ذروة المجد. .. وكيف لا أمجدكم وأنتم «تميم المجد»؟ الذي ينطلق بمجده وجهده، ليقود قطر إلى أمجادها، من عدة منطلقات ومنصات، يوزع من خلالها المجد في كل الجهات والاتجاهات. .. وما من شك في أن كثيرين يسعون وراء أمجاد الدنيا، لكن هناك قلة تسير الأمجاد خلفهم أينما حلوا، وأنت واحد من أولئك الذين صنعوا المجد لوطنهم قطر. سيدي تميم المجد .. بإرادة قطرية لا تنكسر، وعزيمة وطنية تفلق الصخر، أكتب لكم هذه الكلمات، التي أعني كل كلمة فيها، وأقصد كل حرف من حروفها، وأخصكم بكل سطر من سطورها، بينما قطر تمضي في نهجها المستقل، وتوجهها نحو المستقبل. أكتبها من باب الإجلال لسموكم، وأسجلها بقلم مواطن قطري يسمو بسموكم، لأبوح لكم بما يسمو في داخلي، وما تحمله لكم عواطفي ومشاعري. .. وقبل البوح بما يجول في صدري تجاهكم، أود أن أوجه التحية إلى دولة الكويت الشقيقة وأميرها الشيخ صباح الأحمد، وحكومتها الرشيدة وشعبها الشقيق، تقديرا للوساطة الكويتية، وحرص الكويتيين على وحدة الصف الخليجي. .. والتحية موصولة إلى سلطنة عمان الشقيقة، وسلطانها قابوس، وشبعها العريق، تقديرا لموقفهم الأخوي، تجاه الأزمة الخليجية في هذا الظرف الاستثنائي الدقيق. .. وتحيتي متواصلة إلى الجمهورية التركية، ورئيسها رجب طيب أردوغان، وحكومتها المنتخبة، وشعبها الصديق الصادق الصدوق، الذي لم يتردد في إرسال وحدات من قواته للدفاع عن قطر. .. والتحية متصلة إلى كل شعوب العالم المتحضر، والحكومات التي تطالب بفك الحصار الجائر المفروض على قطر. .. وبعد كل هذه التحيات، ليس من الغريب أن أكتب لكم، ولكن من المستغرب ألا أخاطبكم، وأنا أتابع التفاف شعبنا الوفي حولكم، تعبيرا عن محبته لكم، وفخره بكم. .. ولأن ما أريد كتابته لا تتسع له كل جداريات الوطن، التي تنتشر في ربوع الوطن، وتمتد في كل أرجاء الوطن، ومدنه وزواياه وضواحيه ونواحيه، حيث يتوافد المواطنون والمقيمون، كبارهم وصغارهم، رجالهم ونساءهم، ليعبروا عن التفافهم حول قائدهم، مما يعكس ملحمة التلاحم الوطني في جبهتنا الداخلية المتلاحمة. أقول لأن مشاعري تجاهكم أكبر من كل الجداريات، آثرت أن أكتبها على جداريتي، وهي صفحتي في $، التي أدوّن عليها مقالاتي دفاعا عن سيادة وطني. .. وعلى سطور هذه «الجدارية» أكتب لكم أن الناس كل الناس يحبون الأشخاص الذين يتمتعون بصفاتكم، ويتصفون بمواصفاتكم، ولذلك أحبكم شعبكم المخلص، وأنا واحد من أفراد الشعب الوفي الذي يحبكم. .. وقبلكم أحببت «الأمير الوالد» الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله ، وأراكم اليوم «حمد» في شخصيتكم التي ترفض التبعية، وأراكم «حمد» مثله في الاستقلالية، وأراكم «تميم المجد» تسيرون على نهج «حمد»، لرفعة شأن الوطن والمواطن، انطلاقا من سياستكم الحميدة، ورؤيتكم السديدة. سيدي تميم المجد .. ثمة بناء يرتفع في سماء قطر على وقع الأزمة الخليجية، هذا البناء الشامخ يعلو أعلى من أبراج الدفنة، رغم الظروف الاقليمية المتوترة، والأوضاع الخليجية المتآمرة. هذا البناء الصاعد المتصاعد، اسمه الروح الوطنية العالية، التي تسري في عروق شعبكم الوفي، وتجري في شرايينه، وتخفق في قلوبه، وتنبض في أنفاسه، وتتواصل في أفئدته، وتتأصل في وجدانه، وتتردد على ألسنته. هذه الروح الحماسية القطرية، تجعلني أشعر الآن بقشعريرة هائلة تسري في داخلي، وأنا أكتب لكم هذه الكلمات، التي أثق أن قارئها يشاركني نفس القشعريرة الوطنية وهو يقرأها. إنها روح قطر، هي روح المجد يا سيدي «تميم المجد»، روح السيادة، روح الاستقلالية، روح الشجاعة، روح الشهامة. روح التصدي، روح التحدي، بعيدا عن التعدي، روح الوفاء، روح الانتماء، روح الولاء الذي ينتج في دواخلنا ولاء لا حدود له لكم، في إطار روح الأسرة القطرية الواحدة المتحدة، التي تسعى لاستكمال مسيرة الإنجازات في وطننا الغالي، والتحليق به في الأعالي، نحو أفاق المجد العالي. سيدي تميم المجد .. قسماً بمن رفع السماء، أنني أكتب لكم هذه الكلمات، بينما دموعي تنساب على وجهي، ليس خوفا من أحد، لأنني لم أعرف الخوف في حياتي، بل هو يخاف مني، لكن الدموع تنهمر تأثراً من تلك الروح الوطنية المتوهجة، التي تجعل كل دمعة تنطق وتتكلم وتقول بملء الفم «الله يا عمري قطر».. .. وما من شك في أن قطر تمثل بالنسبة لي ولغيري ليس أرضاً وتراباً، وبراً وبحراً، وسماءً وفضاءً، لكنها تاريخ وجغرافيا، وجذور وبذور، وامتداد وارتداء واعتداد. .. ولهذا فهي لم تنحنِ يوماً، ولم تضعف حيناً، ولم تطأطئ رأسها خوفاً، ولم تتراجع عن موقفها تقهقراً، ولم تتقهقر أمام أي أحد. .. وقسماً بالواحد الأحد ليس في القلب من شيء سوى قطر، وليس في الفؤاد من حب أعظم من حبها، وليس من مكان أغلى من أرضها، التي نعيش على ثراها، ونسطر عليها إنجازاتنا، ونحقق فيها مكتسباتنا. .. وها هي دولتنا قطر في ظل حكمكم الرشيد تكبر فخرا، وتزهو مقاماً، وتنعم بعطاء وفير، ونماء غزير، لا تحظى به دول كثيرة في المنطقة، يقولون إنها كبيرة، لكنها صغيرة في تصرفاتها، وأصبحت أصغر بمواقفها، التي لا يمارسها إلا الصغار! .. وما من شك في أن توليكم مقاليد الحكم في الخامس والعشرين من يونيو عام ٢٠١٣، وجلوسكم على مقعد الحكم، وإدارتكم شؤون الحكم، تجعلنا نفخر بكم، لأنكم تمثلون فخر الشباب القطري، ولهذا فأنتم يا «تميم المجد» مصدر فخرنا ومجدنا. .. وليس غريباً أن يرتبط المجد بكم، ليصبح ماجداً بكم، بل هو مجيد بكم، بعدما أصبح المجد صناعة قطرية، وتاجاً على رؤوس القطريين، وهذا يجعل كل مواطن يفخر ويقول «أنا قطري، وأفتخر بكم يا تميم المجد». سيدي تميم المجد .. لعل ما شدّ انتباهي، وأثار اهتمامي، ودفعني لكتابة هذه الكلمات أن شعار «تميم المجد» تخطى حدود قطر، وتحوّل إلى صورة عالمية ذات دلالات رمزية، تعني الدفاع عن السيادة القطرية، حيث يمكن أن تجد ذلك «الشعار المعضادي» نسبة إلى مصممه الشاب القطري الواعد أحمد المعاضيد، موجوداً على ظهر سيارة تسير في شوارع اليابان، وقد تراه ملصوقاً على جدار في أحد ميادين اليونان، أو في «ضيعة» في لبنان أو أوزبكستان .. باختصار هو منتشر في كل مكان، كل مكان، كل مكان! .. وهذا يعني أن الحصار الجائر المفروض على قطر صار مرفوضاً في أوساط الأسرة الدولية، لدرجة أن دول «التحالف الرباعي» صاروا يمنعون أي زائر يحمل شعار «تميم المجد» من دخول أراضيهم، وكأنه من الممنوعات أو المحرمات! .. ولعل المفارقة أنهم صاروا يتحسسون من انتشار ذلك الشعار، الذي يحرّك المشاعر، وكأنه «قصيدة» نظمها أحد كبار «الشُعَار»! سيدي تميم المجد .. ما من شك في أن الألقاب مهما تعددت، والمسميات مهما تنوعت، لا تصنع زعيماً، لكن الشخصيات القيادية مثل سموكم الموسومة بالشهامة، هي التي تصنع الزعامة، وهي التي تمنح للألقاب المستحقة استحقاقاتها، ولهذا استحق المجد أن يتشرف بكم، فأصبحتم «تميم المجد»، وأصبح «المجد تميمياً» مثلكم! .. ومن خلال قيادتكم صارت قطر «دار التميمي تميم»، وأصبح هذا البلد الصغير في مساحته، تميم في عطائه، الذي يكبر بعطائكم، وأصبحت «دوحتنا» موقعاً ريادياً على الخريطة السياسية، وأصبحت عاصمتنا واجهة دولية لمختلف التوجهات، وكافة الاتجاهات الحضارية. .. ولا جدال في أن ما وصلت إليه قطر في عهدكم يعكس حكماً رشيداً، وفكراً مستنيراً، ورؤى طموحة لا تعرف المستحيل، والدليل أن كل شيء صعب أصبح ممكناً بأفكاركم، ويكفي الإشارة إلى توجيهاتكم بتكييف ملاعب مونديال ٢٠٢٢، لتكون التجربة الأولى على مستوى العالم، لمشاهدة مباراة وسط أصعب الظروف المناخية الصحراوية. .. وهذا غيض من فيض، وها هي الكفاءات القطرية في مختلف القطاعات تعمل بكل طاقاتها، لتخطي آثار الحصار الجائر. .. ورغم الظروف الصعبة المحيطة بنا، وجدناكم قائداً شجاعاً، يواجه الصعوبات بالحكمة، ويفكك الأزمات بالحنكة، انطلاقاً من حرصكم على سلامة «بيتنا القطري العود». .. وسيظل هذا البيت الكبير كبيراً بقيادتكم، قوياً بحمايتكم، متماسكا بسياستكم، قوي البنيان، ثابت العمدان. .. وستظل قطر قوية بكم، ولن تنكسر. .. ورغم الأمواج المتلاطمة التي تحيط بشبه جزيرتنا القطرية، إلا أنكم نجحتم بحكمتكم في الوصول بسفينتنا الوطنية إلى شاطئ الاستقرار بلا أية أضرار. لقد تمكنتم بحنكتكم السياسية من تفويت الفرصة على المتآمرين، المتربصين باستقلالية القرار القطري، رغم أمواج الحصار. .. وأستطيع القول إن الحصار الجائر زادنا قوة وإصراراً، فصرنا نحاصر من يحاصرنا، بالتفافنا حولكم، وأصبح الحصار محاصراً بنا، وأصبحنا نحاصره بإصرارنا على الالتفاف حول قيادتكم الرشيدة. سيدي تميم المجد .. لقد عاشت قطر طوال تاريخها المشرق وما زالت وستظل انسجاماً كاملاً بين القيادة والشعب، وارتباطاً وثيقاً بين الأمير والمأمور، وتلاحماً كبيراً بين الكبير والأكابر، دون إكبار أو تكبر أو مكابرة، وهذه الصفات العظيمة كلها جزء لا يتجزأ من تراث قطر، ومن تقاليدها، ومن مواصفات الشخصية القطرية، التي نعتبرها مبعثاً لاعتزازنا وفخرنا. .. وكيف لا نفخر بكم وأنتم «تميم ابن حمد» خُلُقاً وخَلَقاً، مجداً وعزاً، حيث أرى فيكم ذلك الشهم الهمام، «الأمير الوالد»، الذي أعطى الجميع، وعلم الجميع، وشجع الجميع، ودافع عن الجميع، وأحب الجميع، فأحبه جميع الجميع. .. وها نحن من وسط الجموع الملتفة حولكم، نرى في شخصكم وشخصيتكم جميع الصفات المتوارثة، والخصال المكتسبة المتلخصة في الوضوح، والمليئة بالطموح، والمشبعة بالشموخ، الذي لمسناه في شخصية والدكم حفظه الله . سيدي تميم المجد .. يتمتع البشر بالكثير من الصفات التي تختلف من شخص إلى آخر، وهي تظهر بنسب مختلفة لدى أحدهم، على حساب غيابها عند الآخر، لكنكم «تميم» وتعني في لسان العرب الكمال في الأفعال والأقوال، وهذه صفات الرجال. .. ولا جدال في أنكم «تميم النخوة» وهي مقياس الرجولة، وكلما كان الرجل «تميما» زادت نخوته، وكثرت شجاعته، فأصبح الأكثر شجاعة، والأكثر شهامة، والأكثر جرأة، والأبلغ حجة، والأشد شكيمة, والأقوى عزيمة. .. والتمام في الشخص صفات لا يتعلمها الإنسان في مدرسة، أو أكاديمية، لكنها تراكم إنساني، يزداد من خلال الممارسة ولا أقول «الرمسة» التي تصقلها التجارب. سيدي تميم المجد .. ثلاثة من مكارم الأخلاق ما اجتمعت في أحد إلا أجمع الناس على محبته، أولها الوجه البشوش، وثانيها التواضع، وثالثها الابتسامة الصادقة، ولا أقول الصفراء، يضاف إليها السمو والشرف والرفعة، والمجد الذي صار يسمى باسمكم. لقد تكاملت في شخصيتكم القيم النبيلة والصفات العظيمة، حيث تربيتم في مدرسة صاحب السمو «الأمير الوالد»، ومن خلالها ساهمت النشأة في بلورة وعيكم السياسي، وكان لذلك الأثر الأكبر في حضوركم في ميادين السياسة، ولكل هذا نحن محظوظون بكم، محسودون عليكم. .. وكيف لا يحسدوننا وسموكم تسمو بنا وبدولتنا قطر؟! .. وما من شك في أن سموكم دليل على سمو الدولة، ورفعتها، ورمز لسيادتها الوطنية، ولاستقلاليتها، ومن خلال الاستقلالية القطرية، تعلمنا أن كرامة الوطن تكمن في استقلالية قراره، وأن استقلالية القرار تكمن في السيادة، وسيادة قطر تتحقق عندما يكون قائدها «تميم المجد». سيدي تميم المجد .. دائماً تكون سطور الثناء في غاية الصعوبة بالنسبة لقلمي، الذي تعود أن يكون ناقداً، ولم يعهد أن يكون مادحاً، ولهذا أخشى أن أكون مقصّراً في إيفاء حقكم، وأخشى أن يكون قصوري، أو تقصيري، لم يسمح لي أن أعبّر عن كامل ما في مخزوني، لكن ما يشفع لي أنني واحد من جنودكم، رهن إشارتكم. .. وأقسم بالله، أنني سأكون في مقدمة الصفوف عندما تدعون إلى النفير، أقولها من صميم الضمير، علماً بأننا في قطر على استعداد أن نجوع ولا تهان كرامتنا، ونعطش ولا نتنازل عن موقفنا، ونصبر ولا تنتهك سيادتنا، وسننتصر بكم، ومعكم، لأننا قرّرنا الانتصار. .. ودمت لنا يا سيدي الأمير «تميم المجد»، ودام المجد لكم، وعاشت قطر, سالمة من كل أذى وشر. أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
قارن أحمد علي مع:
شارك صفحة أحمد علي على