أحمد شهاب الدين

أحمد شهاب الدين

أحمد شهاب الدين (بالإنجليزية: Ahmed Shihab-Eldin، مواليد ١٦ سبتمبر ١٩٨٤) كويتي أميركي من أصل فلسطيني. صحفي وكاتب عمود سابق في هافينغتون بوستومقدم سابق في هاف بوست لايف.ولدَّ أحمد شهاب الدين في كاليفورنيا لوالدين كويتيين من أصول فلسطينية. أمضى شهاب الدين طفولته بين الكويت، مصر، كاليفورنيا، والنمسا. خلال طفولته، درسّ في المدرسة الأمريكية الدولية في فيينا، النمسا والكلية الأمريكية بالقاهرة.بدأ شهاب الدين في الولايات المتحدة بفترة تدريب كمنتج أخبار لنيويورك تايمز سنة ٢٠٠٨. لستة أشهر، عمل في الدوحة مع القناة الدولية الإخبارية الجزيرة الإنجليزية. كما عمل أيضًا كمراسل ومنتج لمؤسسة الدوحة للأفلام وساعد في إطلاق مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي، بقيادة الفريق التحريري على الإنترنت. عمل أحمد لاحقًا كمنتج وسائط متعددة في سلسلة بي بي إس الوثائيقية زاوية واسعة، وكمنتج لنيويورك تايمز. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بأحمد شهاب الدين؟
أعلى المصادر التى تكتب عن أحمد شهاب الدين
تدوينة عن الثورة والإنترنت وما فعلاه بجيلنا أحمد شهاب الدين ٢١ سبتمبر ٢٠١٧ «اتخرجنا من الجامعة، ودخلنا سوق العمل، حصلت ثورة ٢٠١١، بدأنا نقطع شوط في شغلنا، حصلت ثورة ٢٠١٣، وأول ما فكرنا في الجواز جا قرار التعويم، احنا جيل منحوس.» هكذا رأى صديق صحفي يبلغ ٢٨ عامًا مشوار جيله في الحياة العملية، في ما لا يختلف كثيرًا عن المسار الاجتماعي والنفسي. ربما لم يتعرض جيل سابق لمؤثرات دراماتيكية متناقضة ومتعاقبة مثلما تعرض هذا الجيل، من الإسلام السياسي والتشدد الوهابي القادم من جزيرة العرب، إلى التحرر والإباحية القادمين من شبكات الإنترنت، زلزال يناير ٢٠١١، اضطرابات وأحلام احتجاجات السنوات التي أعقبتها، تلك التي حفرت في نفسي الأثر الأعمق.. ألا تتفق معي يا علي؟ طرحت السؤال على صديق صحفي يبلغ ٢٧ عامًا ويعمل في صحيفة موالية للنظام، وعلى قدر كراهيته للنظام السياسي الحالي كان التزامه في عمله لاحتياجه للمرتب الذي يكاد يكفي احتياجاته، وذلك بعد حملة شرسة للنظام على كثير من منافذ الإعلام المستقل والمعارض. يذكّرني موقف علي بشخصية إليوت في مسلسل «مستر روبوت»، وكان يعمل مهندسًا للأمن الرقمي نهارًا في شركة «إي كورب»، المسيطرة على تفكير الناس وكأنها صورة لـ«الأخ الأكبر»، وفي الليل يعمل قرصانًا رقميًا ضد الشركة ذاتها، كما يتزعم حركة راديكالية ضد النظام المالي الأمريكي باسم «فَك سوسايتي»، في فصام يجسد أزمة جيل يتمرد على عالم، ساهم هو نفسه في صناعته مضطرًا لضيق خياراته، أو لإشباع طموحه ومتطلبات حياته. ولكن بعيدًا عن الازدواجية، فعلي يعتبر نفسه من «المحظوظين الناجين» بين أبناء جيله، فزملاء الجامعة يعملون إما في مصانع أو في مهن متواضعة، والمحظوظ منهم سافر الخليج، في جهاد مرير لإنشاء حياة عائلية لائقة. عصر الإنترنت انطلقنا لسوق العمل في أواخر العقد المنصرم، ووقتها برزت ظاهرة المدونات، وتابع كثيرون منا مدونات مثل «الوعي المصري» لوائل عباس، التي كانت جريئة في نقدها لشخصيات مهمة في نظام مبارك، كما كانت تجسيدًا للفضاء الذي أتاحته الشبكة العنكبوتية. لن تعرف الأجيال القادمة ماذا يعني اختبار المرء لشبكة الإنترنت للمرة الأولى؛ الهزة المفاجئة عندما يتصفح الشاب «جوجل» للبحث عن أي شيء، غير مصدق أن بإمكانه العثور على ما يريد، الأغاني التي يحبها، الكتب التي يعشق قراءتها، حتى المواقع الجنسية؛ تخيل ما تشاء، ابحث عنه جيدًا، وستشاهده. كان بعض الأهالي يحاولون جاهدين حبسنا داخل المنزل، بعيدًا عن الشارع سيء السمعة، وكانت هناك دائرة لا تنتهي من محاولات الفرار من البيت، ثم ما يتبعها من العقاب. ولكن الأمر اختلف بعد ظهور الحاسوب الشخصي والإنترنت، حيث باتت الجلسة في المنزل تعني أشياء كثيرة؛ التحدث إلى أجنبيات، لعب الفيفا، مشاهدة الأفلام الجنسية، قراءة الكتب، الاطمئنان على الأصدقاء، تعلم مهارة كتابية أو لغوية، كل ذلك وأنت جالس في مكانك. من هذه الحالة خرجت تجربة المدونين الأوائل. المدونات في نظام مبارك في هذا الوقت، كان النظام يسخر من المدونين الأوائل، بوصفهم محبوسين في العالم الافتراضي، ولا يفقهون في السياسة المرتبطة بـ«الواقع» شيئًا. يقول وائل عباس «متحفظ على ما قلته من أننا أسرى العالم الافتراضي، لأن في الواقع وفي الحقيقة، تجربة التدوين المصرية تحديدًا بتتميز عن باقي تجارب التدوين في العالم، في إيران أو في السعودية أو في الدول الأخرى، فإن المدونين كان لهم، زي ما أحد المدونين أصدقائي قال، ‘رِجل على الإنترنت ورِجل تانية في الشارع’». «رجل على الانترنت ورجل ثانية في الشارع»، عبارة تصلح لوصف علاقة جيلنا بالتكنولوجيا، فهو لم يبن من التكنولوجيا سجنًا يحبسه، قدر ما جعل منها منطلقًا لتحقيق ما يريد في الواقع. عن طريق الإنترنت عرفنا الكثير من العلاقات والصداقات التي كانت مستحيلة من دونه، وكثرت الصداقات العادية القادمة من التكنولوجيا. وطرح جيلنا تساؤلاته عن هذا الشكل من التعارف هل يمكن للفرد الزواج بفتاة عرفها من مواقع الدردشة، هل يثق فيها، هل تتحدث مع العشرات من الشباب غيره؟ وهي التساؤلات ذاتها التي حملتها الفتيات، اللاتي رأين في هذه المواقع مساحات للتعارف مع الشباب وتحسين فرص الزواج. كل هذا مصحوبًا بانعدام اليقين الذي لازم تلك الطريقة من التعارف. مع هذا، لم نتكيف تمامًا مع التكنولوجيا، فقد فصلتنا بعض الشيء عن نظرة آبائنا إلى الحياة، التي نراها مغلقة تمامًا، ولكنها في الوقت نفسه، لم تجعلنا متمردين جذريًا على تلك الحياة. أبعدنا الإنترنت عن جيل آبائنا بعشرات الأعوام، مقارنة بالفارق بين جيلهم وجيل الأجداد، ولكنه في نفس الوقت لم يطبعنا بطبعه، لم يترك بصمة كافية على عقولنا لتجعلنا أقدر على قطع صلتنا بمن قبلنا. المشهد المبهر جاءت ثورة ٢٥ يناير، لتتورط شرائح من جيلنا فيها، رافعين شعارات إنسانية. أبهرنا المشهد؛ حشود لا تنادي بحكم الإسلام، ولكن بالحرية والعدالة الاجتماعية. تحولت الـ١٨ يومًا من تجمع سياسي مطالب بإسقاط النظام إلى حالة اجتماعية وفردية. لم يُلاحَظ وجود حالات من التحرش الجنسي في الميدان. لا تزال مطبوعة بذاكرتي صورة الميدان وهو مقسم في الفجر بين من يؤدون الصلاة جماعة، وبين شباب وفتيات يردّدون الأغاني الوطنية ويرقصون عليها. هربت فتيات من منازل أسرهن للالتحاق بالثورة، وواصل بعضهن هذه المسيرة من «التمرد» لتعملن في المجال الحقوقي والصحفي. تحمس علي صديقي للثورة كثيرًا، كما حكى لي وكما رأيت أنا أيضًا حينها، وامتن لاختياراته التي قادته للقاهرة، ليشارك في هذا الكرنفال الاحتجاجي، وارتفع سقف طموحاته لحياته الشخصية ولبلاده، فانضم لحركات شبابية عدة، وأخذ يخطط لإنشاء مركز لحقوق إنسان، ولكن في النهاية لا شيء؛ بدت الحركات السياسية غير قادرة على استيعاب هذا التدفق الجماهيري إليها، وتوظيفه لتحويل الحراك الثوري العفوي إلى نشاط سياسي منظم، وفي نفس الوقت، فإن معظم علاقات الحب التي شهدتها انتهت هكذا، كأن الطرفين كانا موقنين أن الأمور لن تستمر. العديد من الأصدقاء القادمون من الريف حيث الإحساس البسيط والواضح بالحياة والبشر، كانت الثورة بالنسبة لهم كل شيء؛ الصداقات والجنس والعمل والحلم والعائلة. أخذت صدمة الإحساس بالواقع المعقد منهم وقتًا طويلًا؛ في البداية شعروا بنفور كبير لعدم وجود الحالة المثالية التي حلموا بها في المدينة، ثم بدأوا يفقدون إيمانهم بالبشر وقرروا أن يكونوا عمليين وأكثر اهتمامًا بحياتهم المباشرة، وقد تستمر تلك الحالة معهم مدى الحياة. يضاف لهذا عنصر مهم وسائل التواصل الاجتماعي. يكشف تحليل نشرته صحيفة «واشنطن بوست» لبيانات وسائل التواصل الاجتماعي، في فترة «الحراك الثوري» بعد سقوط مبارك، عن إسهامها في نشر الاستقطاب، بطريقة قوّضت الانتقال الديمقراطي. استنتج التقرير أن مشاركة الناس على وسائل التواصل استدعت ردود الأفعال الأكثر تطرفًا، وحرّضت الناس على الانقسام لمجموعات متشابهة ومنغلقة، كما غذت في الوقت ذاته خوف كل مجموعة من الآخرى. الحرب على الإرهاب بعد عام ٢٠١٣ خفتت حالة ميدان التحرير، وكأنها الثورة التي لم تكن، بتعبير مجلة «تايم». زادت موجة محاربة الإرهاب التي سدّت الأفق السياسي. بدأت أنا وعلي، مع الكثير من أصدقائنا، نغرق في مشاكلنا الخاصة، كما عانى شباب كثيرون في الميادين من مشاكل نفسية عديدة، بسبب حجم الدم والقتل الذي اختبروه. شخصيًا، عانيت من اكتئاب حاد استمر ثلاثة أعوام بسبب مقتل شخص بجواري بساطور في أحداث العباسية، كنت أعتقد أنه قُتل بالنيابة عني، وأني أنا المقصود، وأصبحت أشاهد الناس في كوابيس متكررة يجرون خلفي بالسواطير. لي أصدقاء كثر لكل منهم حكايته الخاصة في الاكتئاب، البعض غرق في موجة من التصرفات العبثية، كإدمان المخدرات والإباحية، وكثير من زملائي وأصدقائي من ذوي التوجه الفني حوّلوا الاكتئاب إلى حالات مسرحية أو روائية أو شعرية، واتخذوه منطلقًا لرؤية حياة سوداوية بلا أمل. آخرون بدأوا في التردد على عيادات الطب النفسي، والبعض رغبوا في العمل بأعمال مجهدة تستنزف قدرتهم على التفكير في أمور العمل والحياة، والبعض سافر إلى الخليج أو أوروبا. منذ ٢٠١١ حتى ٢٠١٤ أنشأ بعض الشباب كافيهات في وسط البلد تحوي غرف سينما ومقاهي ثقافية، استطاعت جذب الشخصيات المتشابهة من «الثوريين» ذوي الفكر المنفتح، وكذلك استطاعت فعاليات مثل«الفن ميدان» لمَّ شمل تلك القطاعات المشاركة في ثورة يناير، ولكن السلطات أبت إلا أن تغلق الكافيهات، ووقف فعاليات «الفن ميدان»، وتكثفت الحملات الأمنية على سكان الشقق المفروشة في وسط البلد، ليقف كل منا أمام مشاكله المباشرة، منعزلًا بأوجاعه، مع ذكريات مبهجة ومؤلمة من السنوات الثلاث. ثورة صامتة والآن، ماذا حدث للجيل الذي تربى على «كابتن ماجد» وسلاسل مثل «رجل المستحيل» و«ما وراء الطبيعة»، وشهد بدايات انطلاق الأقمار الصناعية وإنترنت الهاتف والمدونات والفيس بوك وتذوق العالم الرقمي بما فيه من انفتاح غير محدود على ثقافات وتجارب تأملية، وإباحية، والذي هتف وسط الغاز وأمام عربات الأمن المركزي «الشعب يريد إسقاط النظام». صديق لي، مخرج أفلام تسجيلية يبلغ ٣٣ عامًا، ترك مهنة المحاماة منذ عامين، في خطوة فكّر فيها منذ ٢٠١١، حين سأم العمل الذي يتربح منه ومال إلى امتهان ما يحبه، يقول «الناس باتت أكثر جرأة، من يصدق أن الإخوان يجلسون الآن على المقاهي يدخنون الشيشة، ويستمعون إلى الناس بأدب وهم يتندرون على الله والتابوهات!؟ من يصدق أننا لم نعد نقول كلمة ‘زنا’، وإنما ‘جنس ‘و’طلعة’ و’وحايد؟» صديقي المخرج الذي يعيش في قرية من قرى الجيزة وسط عائلة محافظة يرى تلك الظواهر علامات تحلل اجتماعي ليس إلا. يشير تقرير نشرته «فورين بوليسي» إلى «ثورة صامتة» تندلع في مصر، حيث التيار المعاكس للتشدد الديني بات واضحًا؛ سيارات التاكسي لم تعد تشغل القرآن، والفتيات يخلعن الحجاب، وجيل الثورة لا يحضر الصلاة إلا قليلًا، والجيل الأصغر سنًا لم يعد يحترم المشايخ، «وآخرون يذهبون إلى أبعد من ذلك حيث يغازلون الإلحاد». حكايات أميرة ودنيا ومروة في «فورين بوليسي» نجدها بين إخوتنا وأقاربنا وأصدقائنا؛ التمسك بارتداء الحجاب في سن صغيرة جدًا، وخلعه بعد حوالي العشر سنوات، في الوقت الذي يميل الوالدان فيه للتدين والمحافظة. في التقرير، تقول دنيا، التي تبلغ ٣٥ عامًا، واصفة شعورها عندما خلعت الحجاب «أمكنني الشعور بمرور الماء على جسدي... هذا ثاني أفضل شعور بالحرية أحسه بعد سقوط مبارك». هل انتهت الثورة؟ كتاب «المدينة دائما تربح» للصحفي والمخرج عمر روبرت هاملتون، يسلّط الضوء على الحياة المتداخلة للنشطاء، وعبر قصة حب فاشلة لمريم وخالد، فهو يرى أن اللحظة التي نعيشها لا يمكن قياس نجاحها أو فشلها بدقة، لذا اتجه إلى مجال الرواية، فالتركيز على أحداث منفصلة يمنح الرواية الكاتب حرية النظر إلى دواخل من شكلوا أحداث يناير، وهو لا يطرح تساؤلًا حول نجاح الثورة أو فشلها، ولكن هل يمكن تصور أن الثورة لا تزال حية؟ مريم وخليل، بطلا هذا الكتاب، من نشطاء التحرير، كافحا لجعل الثورة حية، ولجعل حبهما مستمرًا، ولكن ماذا حدث؟ انتهت القصة هكذا، بلا نهايات مأساوية، بلا دموع أو صراخ، كأنهما كانا يعرفان أن نهاية علاقتهما حتمية؛ انتهى الحب واستمرت صداقتهما. إذن هل انتهت الثورة؟ بحسب هاملتون فإن تجربة الثورة لا تتعلق بالحلم بنظام مثالي، تتحقق فيه الحرية والعدالة، ولكن بشعور من شكلوها بالضرورة الملحة لفعل شيء ما. ثورة يناير هي «الخبرة المعاشة لتلك الضرورة». أما علي فيرى أن «هناك أشياء تحدث بفضل يناير، مثلًا بدأ الشباب يربطون بين تحكمات الأسرة وقمع الدولة، بين سلطة الكنيسة أو الجامع وسلطة الدولة. الثورة لا تزال موجودة اجتماعيًا بين الشباب. الثورة فتّحت مداركهم كثيرًا.»
قارن أحمد شهاب الدين مع:
ما هي الدول التي تتحدث صحافتها عن أحمد شهاب الدين؟
شارك صفحة أحمد شهاب الدين على