أبو موسى الأشعري

أبو موسى الأشعري

أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري صحابي، وَلَّاهُ النبي محمد صلى الله عليه و سلم على زبيد وعدن، وولاه عمر بن الخطاب على البصرة، وولاه عثمان بن عفان على الكوفة، وكان المُحكّم الذي اختاره علي بن أبي طالب من بين حزبه يوم صفين. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بأبو موسى الأشعري؟
أعلى المصادر التى تكتب عن أبو موسى الأشعري
١. عرض السنة النبوية على ضوء القرآن الكريم [القسم الثاني] الحديث الثاني عن عمر بن الخطاب وابنه عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن الميت ليُعذب ببكاء أهله عليه"(١) ردّت عائشة رضي الله عنهما هذا الحديث لمخالفته لسياق القرآن وقواعده العامة، منها قوله تعالى {ولا تزِرُ وازرة وزر أخرى}، وكان ردّها بأسلوبين الأول ما رواه ابن عباس قال ذكر هذا الحديث عند عائشة رضي الله عنهما فقالت رحم الله عمر، والله ما حدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا، وإنما قال "إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه"، حسبكم القرآن {ولا تزر وازرة وزر أخرى}. الثاني عن عمرة أن عائشة ذكر عندها أن ابن عمر يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم "إن الميت يعذب ببكاء الحي"، فقالت يغفر الله لأبي عبد الرحمن أما إنه لم يكذب، ولكنه نسي وأخطأ، إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكى عليها، فقال " إنهم يبكون وإنها لتعذب في قبرها"، وفي رواية مرت جنازة يهودي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكون، فقال "أنتم تبكون وإنه ليعذب". استندت عائشة إلى ردّها للحديث بأنه مخصوص بالكافر أولا، وبأن إطلاقه مخالف للقرآن، بل إن القرآن يقرر أن هذه القاعدة الربانية لم تنفرد بالشريعة المحمدية، بل جاءت في الكتب السماوية، فقال تعالى {أم لم ينبّأ بما في صحف موسى* وإبراهيم الذي وفّى* ألا تزرُ وازرة وزر أخرى * وأن ليس للإنسان إلا ما سعى* وأن سعيه سوف يُرى* ثم يجزاه الجزاء الأوفى* وأن إلى ربك المنتهى}. وهناك آيات أخرى تؤيد هذه القاعدة الربانية، مثل قوله تعالى {وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، {لا يكلّف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت}، {كلّ نفس بما كسبت رهينة}، {تلك أمّة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عمّا كانوا يعملون}. السؤال الذي يطرح نفسه هل عائشة مُصيبة في تخطئة عمر وابنه لسماع لفظ الحديث، وهل يمكن الجمع بين الآية والحديث؟. الحديث رواه جمعٌ من الصحابة منهم عمر بن الخطاب وابنه عبد الله، والمغيرة بن شعبة، وعمران بن الحصين، وأبو موسى الأشعري، وأبو هريرة رضي الله عنهم. قال القرطبي " إنكار عائشة وحكمها على الراوي بالتخطئة أو النسيان أو سمع بعضا ولم يسمع بعضا أمرٌ بعيد، لأن الرواة لهذا المعنى كثيرون وهم جازمون، فلا وجه للنفي مع إمكان حمله على محمل صحيح"(٢) وقد جمع بالفعل بين الحديث والآية الإمام البخاري فقال في صحيحه باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه" إذا كان النوح من سنته، لقول الله تعالى {قُوا أنفسَكم وأهليكم نارا} وقال النبي صلى الله عليه وسلم "كلكم راع ومسئول عن رعيته"، فإذا لم يكن من سنته فهو كما قالت عائشة رضي الله عنها {ولا تزر وازرة وزر أخرى} وهو كقوله {وإن تدعُ مثقلة} ذنوبا {إلى حملها لا يحمل منه شيء}، وما يرخص من البكاء في غير نوح وقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كِفْلٌ من دمها وذلك لأنه أوّل من سنَّ القتل". وقال الإمام بدر الدين الرزكشي "واعلم أن تعذيب الميت ببكاء أهله عليه رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من الصحابة منهم عمر وابنه عبد الله وأنكرته عليهما عائشة، وحديثها موافق للقرآن وهو قوله تعالى {ألا تزر وازرة وزر أخرى}، وموافق للأحاديث الأخرى في بكاء النبي صلى الله عليه وسلم على جماعة من الموتى وإقراره على البكاء عليهم، وكان صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، فمحال أن يفعل ما يكون سببا لعذابهم أو يقر عليه، وهذا مرجّح آخر لرواية عائشة، وعائشة جزمت بالوهم. واللائق لنا في هذا المقام التأويل وهو حمل الأحاديث المخالفة لها إمّا على من أوصى بذلك فعليه إثم الوصية بذلك، وإما غير ذلك مما ذكره العلماء في كتبهم"(٣). أما قول بعض العلماء المعاصرين في الجمع بين الآية والحديث وهو "أن الميت يعذب بالنياحة عليه من أهله، وكيفية العذاب الله أعلم بكيفية العذاب الذي يحصل له بهذه النياحة، وهذا مستثنى من قوله تعالى {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} فإن القرآن والسنة لا يتعارضان، بل يصدق أحدهما الآخر" فهذا جمع ضعيف، لأن الشخص إذا نيح عليه من قبل أهله وعائلته ولم يوص بذلك فإنما هو بريء. الحديث الثالث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ولد الزنا شر الثلاثة "(٤). ردّت عائشة هذا الحديث بالآية السابقة {ولا تزر وازرة وزر أخرى}، وأفادت بأن الحديث لم يضبطه أبو هريرة وإنما كان رجل من المنافقين يؤذي النبي فقال من يعذرني من فلان؟ فقيل إنه مع ما به ولد الزنا، فقال هو شر الثلاثة(٥). ولم تنفرد عائشة بهذا الرد، فقد ردّه أيضا ابن عباس رضي الله عنه، فقال "لو كان شر الثلاثة لم يُتَأنّ بأمِّـه أن تُرْجَم حتى تَضَعَه". رجح الإمام الطحاوي في كتابه "مشكل الآثار" رواية عائشة على رواية أبي هريرة لموافقتها للقرآن من أن الإنسان لا يحمل وزر آخر ولو كان ذا قربى. أقول ولا يلتفت إلى مَن تعنّت في تصحيح معنى حديث أبي هريرة، مثل قول الإمام ابن القيم أن النُّطْفَة الخبيثة لا يَتَخَلّق منها طيّب في الغالب، ولا يدخل الجنة إلا نَفْسٌ طيبة، فإن كانت في هذا الجنس طَيبة دَخَلَتِ الجنة، وكان الحديث من العام المخصوص، قال " وقد وَرَدَ في ذَمِّـه أنه شَر الثلاثة، وهو حديث حسن ، ومعناه صحيح بهذا الاعتبار ، فإنّ شَرّ الأبوين عارِض ، وهذا نُطْفَة خَبيثة ، فَشَرّه في أصله ، وشَرّ الأبوين مِن فِعْلِهما". الهوامش (١) أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما. (٢) نقلا عن " توثيق السيدة عائشة للسنة" لجيهان رأفت ص ١٣٢ (٣) الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة" ص ٩٠ ٩١. (٤) أخرجه أبوداود والحاكم وصححه ووافق عليه الألباني. (٥) أخرجه الحاكم وصححه.
مقدمة تعد ظاهرة نقد الصحابية الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها للأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم من أكثر المسائل أهمية في الفكر الإسلامي، حيث ساد في عصر تابعي التابعين وما بعده رواية الحديث والنظر إلى الأسانيد ونقد الحديث به وهو المعروف بـ"النقد الخارجي"، لكن هناك من السلف من اهتم بنقد المتن الذي هو "النقد الداخلي" وهو النظر إلى معنى الحديث ومعقوليته أو صحته من حيث المتن. إلا أنه أصبح من اللافت للنظر أن تكون عائشة هي من اشتهر بنقد الأحاديث المروية في عصرها تصويبا واستدراكا وردًا، وهي الفريدة والمتميزة بذلك، كونها هي أحفظ النساء اللاتي روين عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأفقههن على الإطلاق، وأكثرهن علما وفصاحة، وروت أكثر من ألف حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي مكن السيدة عائشة من ذلك عدة أمور ١.تمتعها بالذكاء المفرط وقوة حفظها وذاكرتها بالدقة المطلوبة. ٢.شدة قربها من رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان يحبها ويوليها الاهتمام الشديد لها. ٣. وقوفها على المسائل التي تتعلق بالعلاقة الزوجية والأفعال النبوية العملية في الحياة العامة. ٤. اشتهارها باستفسار النبي صلى الله عليه وسلم ومناقشتها معه في العديد من النصوص القرآنية والحديثية، وأمثلة ذلك مذكور في محله. ولا غرو أن كبار الصحابة كانوا يلجأون إليها ويسألون عنها ما استشكل عليهم، بل كان الصحابة يأتون إليها للتأكد من الأحاديث المروية، حتى كان أبوهريرة – وهو من أحفظ الصحابة وأكثرهم رواية يأتي إلى مكان قريب من حجرها ليُسمعها بعض الأحاديث، وتنتقد أحاديثه بكثرة، وهو لا يعترض عليها. ولذا قال أبو موسى الأشعري ما أشكل علينا معشر أصحاب رسول الله حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها علما.(١) تقول جيهان رفعت فوزي " أصبحت عائشة المرجع الشرعي لخلفاء الرسول، فقد قال محمد ابن أبي بكر "كانت عائشة قد استقلت بالفتوى في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وهلم جرا إلى أن ماتت"، ولم تكتف عائشة بمجرد الإجابة على تساؤلات الصحابة واستفساراتهم بل إنها استدركت على عدد كبير منهم ما قد توهموا أو أخذوه على غير وجهه من مسائل الدين، فتردهم إلى الصواب كما تراه، ونجد في كل ما استدركت صحة النظر، وصواب النقد، وحضور الحفظ، وجودة النقاش"(٢) وتقول الباحثة آمال قرداش بنت الحسين في كتابها (دور المرأة في خدمة الحديث في القرون الثلاثة الأولى) "إن قائمة الذين عُرفوا بنقد الراويات محدودة، سجلت أسماء لامعة أنعم الله عليهم بالخصائص التي تؤهلهم لأن يمعنوا النظر في النصوص، ويقلبوها على عدة وجوه، ويتفحصوا الظاهر والباطن ليميزوا الخبيث من الطيب، وشاء الله تعالى أن يخلد اسم عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم مع هذه الأسماء". ولا شك أن هذه الظاهرة تستحق الدراسة والتأصيل والشرح لتكون مفتاحا للباحثين، وهناك العديد من المؤلفات القديمة والحديثة ألفت حول هذا الموضوع، وأقدم من ألف في ذلك الإمام الزركشي في كتابه (الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة)، واختصره السيوطي في كتاب سماه (عين الإصابة فيما استدركته عائشة على الصحابة)، وكتبت الباحثة جيهان رأفت فوزي بحثا في غاية الأهمية في هذا الموضوع بعنوان (السيدة عائشة وتوثيقها للسنة) وهو من أهم ما ألف في هذا الموضوع. وعلى الرغم من أن السيدة عائشة رضي الله عنها تمتعت بقوة الحجة ومتانة النقد إلا أن جميع نقدها لم يكن على صواب خاصة في نقدها لقراءات متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى الطبري في تفسيره عن عروة أنه سأل عائشة عن قوله تعالى {والمقيمين الصلاة}، وعن قوله {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون} وعن قوله {إن هذان لساحران} فقالت يا ابن أختي ، هذا عمل الكاتب ، أخطئوا في الكتاب. وهذا من أخطاء السيدة عائشة لأن قوله تعالى {والمقيمين الصلاة} كذا جاء في جميع مصاحف الأئمة إلا مصحف ابن مسعود، وهي قراءة متواترة ، وكذا هو في مصحف الصحابي أبي بن كعب، ولذا قال الزمخشري "لا نلتفت إلى ما زعموا من وقوعه لحنًا في خط المصحف، وربما التفت إليه من ينظر في الكتاب ولم يعرف مذاهب العرب وما لهم في النصب على الاختصاص من الافتتان". وكذلك إنكارها على ابن عباس في قراءة {حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا} بالتخفيف، فقالت معاذ الله، بل قل {كذّبوا} بالتشديد، والتخفيف قراءة متواترة صحيحة. وعندما اطلعتُ على مسائل عديدة ووقفتُ على نقد عائشة على كثير من الصحابة في رواياتهم عزمتُ على أن أركز على المنهجية التي اتبعتها عائشة رضي الله عنها في نقدها، وذلك على شكل مقالات قصيرة ومسلسلة. الهوامش (١) أخرجه الترمذي، وانظر " الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة" لبدر الدين الزركشي ص ٣٦. (٢) "السيدة عائشة وتوثيقها للسنة"، تأليف جيهان رفعت فوزي، ص ٤٣
قارن أبو موسى الأشعري مع:
شارك صفحة أبو موسى الأشعري على