أبو لهب

أبو لهب

عَبْدُ العُزَّى بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ القُرَشِيُّ المعروف بكنية أبو لهب هو عم النبي محمد، وكنيته أبو عتبة مات سنة ٦٢٤م. وهو الأخ غير الشقيق لعبد الله بن عبد المطلب والد النبي محمد. عرف عبد العزى بكنية أبو عتبة نسبة لابنه الأكبر عتبة بن عبد العزى بن عبد المطلب، ولكن الاسم المشهور له هو أبو لهب، لقبه إياه أبوه عبد المطلب لوسامته وإشراق وجهه. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بأبو لهب؟
أعلى المصادر التى تكتب عن أبو لهب
أحمد علي يكتب في كلمة صدق صنـاعـــة الـكراهــيــة .. أغنية «نابح صقر» نموذجاً شتائم تركي آل الشيخ ضد قطر .. عرض «شوفيني» محض .. وعمل عدائي محرض «النـازيـــون الخليــجيـــون» يحــرضـــــــون عـــــلى العــــداء عــن طريـــــــق الغــــنـــاء سأحترم «جوقة المطربين» لو قدموا أغنية تعبر عن تضامنهم مع مأساة الطفلة اليمنية فاقدة الأبوين متورمة العينين لم تعد الأزمة المفتعلة ضد قطر تقتصر على حصار الدوحة سياسياً واقتصادياً، وإغلاق الحدود في وجوه القطريين براً وجواً، وحرمانهم من التواصل مع أقاربهم في الرياض وأبوظبي والمنامة ذهاباً وإياباً، بل تبع كل هذه الإجـــراءات التعســـفية، استخدم وسائل غير مألوفة، وانتـــهاج سلــــوكيات ليســــت معــــروفـــة، في العلاقات الخليجية، من بينها الدعاية التحريضية، التي صارت جزءاً لا يتجزأ من محركات التأزيم في الأزمة المتأزمة! .. ولعل من أكثر الأمور اللافتة لجوء السعودية وتوابعها إلى ترويج خطاب الكراهية ضد قطر، الذي بلغ منسوباً لم يبلغه من قبل، ووصل مستوى فاق كل الآفاق، مــــنـذ ظهور هذا النوع من الأكاذيب المنسوجة، والدعاية الممجوجة في ثلاثينيات القرن الماضي، عندما اعتلى الزعيم النازي «أدولف هتلر» السلطة في ألمانيا. .. وآخر ابتكارات «النازيين الخليجـــيين»، الذيـــن يمــــثلـــون اليمين المتطرف في المنطقة، إطلاق أغنية مسيئة بعنوان «علّم قطر»، شارك فيها «جَوقة» من المطربين، الذين سبق لهم المشاركة في معظـــــم المنـــــاســـبات القطــــرية، سواء كانت أعياداً أو أعراساً .. أفراحاً أو أتراحاً .. مهرجانات أو فعاليات وغيرها. .. ولم نجد واحداً من أولئك المسيئين الستة وسابعهم وليد الشامي، رفض المشاركة في مناسبة قطرية واحدة، احتجاجاً على ما يسمونه في وسائل إعلامهم «مؤامرات قطر». .. ولم نسمع أن أحدهم تحدث على مدى العشرين عاماً الماضية، عن «غدر القطريين»، بل إن معظمهم، إن لم يكن كلهم، لديه العديد من أغاني التمجيد، التي تتغنى في حب قطر، وتشدو بمكارمها، من بينهم «فرخ القريوي» المسمى عبدالمجيد! لقد وضعت الأغنية المسيئة التي كتبها تركي آل الشيخ، وتلقى «المكافأة الملكية» عليها بتعيينه رئيساً للهيئة العامة للرياضة في السعودية ــ أقول وضعت هذه الأغنية الهابطة المتلقي، فـــي حــــيرة وتناقضــــات، وأوقعــــته في متـــــاهـــات وتســـاؤلات لا مخــرج منها، فكيف يمكن للمستمع أن يصدق عبدالمجـــيد عبدالله، وهو يتحــدث عن «مؤامرات قطر»، في حين أنه صاحب أغنية «والله أحبج يا قطر»؟ .. وما من شك في أن الوقاحة وصلت إلى أقصى درجاتها عند أصحاب الأغنية الهابطة، لدرجة نسيان ماضيهم، ونكران أغنياتهم السابقــــة في مديـــــح قطـــر، المشــــيدة بكرمها، والمؤكدة على شهامة أهلها، والمادحة لسياسات قيادتها، مما يعكس حقيقة مستوى أخلاقهــــــم الهابـــط، ويؤــــشر إلى فنهم الساقط، وعدم احترام جمهورهم الساخط. لقد أكد المطربون السبعة المشاركون في الأغنية الهابطة أنهم بلا مبدأ، وبلا موقف، وبلا ضمير، وبلا أخلاق تستدعي احترامهم، وأثبتوا حقيقة مقولة إن «الإنسان حيوان ناطق»! .. ووفقاً لهذه المقولة التي أطلقها الفيلسوف الإغريقي أرسطو، فإن الإنسان إذا فقد المبادئ الكامنة في ضميره، وأضاعها على لسانه، وأفسدها في منطوقه غير المنطقي، صار حيواناً! بل إن الحيوانات أشرف من بعض البشر، ولعل في قصة الغراب الذي بعثه الله ليعلم الإنسان كيف يواري سوأة أخيه ما يثبت ذلك. .. ورغم هذا «الدرس الحيوانــــي»، الحافــل بالكثير من المعاني، يأبى الإنسان أن يتعلم بأن الحيوانات أصدق من بعض بني البـــشر، لأنـــها لا تنافق ولا تكذب، ولا «تهايط»، فالكلب رغم نباحه يرمز إلى الوفاء، والحصان رغم صهيله يرمز إلى الأصالة، والحمار رغم نهيقه يرمز إلى الصبر، والديك رغم صياحه يبشر بإشراق الصباح. لقد قدمت الأغنية الهابطة التي كتبها تركي آل الشيخ نموذجاً واضحاً على الإفك، ودليلاً ظاهراً على الكذب، ومثالاً بيناً على التضليل، وبرهاناً ساطعاً على التطبيل، وعـــلامة فــــارقة على الغش والاحتيال، وهي تدخل في إطار الدعاية السعودية المكشوفة، التي تركز على تكرار مجموعة من الادعاءات الباطلة ضد قطر، التي يتم الإلحاح عليها لترسيخها في الأذهان، عبر تكرارها على اللسان، لتثبيتها في ذاكرة الإنسان، حتى تصبح وكأنها «حقائق» يجب التسليم بها في كل زمان ومكان ! .. وتشكل الأغنية المذكورة النموذج الصارخ على خطاب الكراهية، الغــــــارق في العــــدائية، المحـــــرض عــــلى الـــعــــدوانيــة، عــــبــر التهديد والوعيد والسباب، والتلويح بالعودة إلى شريعة الغاب! لقد لجأ كاتب الأغنية إلى التضليل المركز، في إطار دعاية سياسية «ديماغوجية»، لتوجيه الرأي العام ضد قطر وتصويرها عدواً! .. ويمكن وصف الأغنية المسيئة بأنها تمثل حالة استعداء انفعالي، واستعلاء غنائي، واستغــــباء فنــــي، غايتــــــه التأثير سلبياً على الوحدة المجتمعية والنفسية والوطنية السائدة في أوساط القطريين. .. ومن المعيب حقاً تسييـــس العمـــــل الفـــــني، واستغلال الأغنية لأغراض سياسية محضة، من أجل اقتياد الجماهير مثل «المطايا» لتحقيق أيديولوجية دول الحصار المناهضة إلى قطر. .. وما من شك في أن العمل الفني الخاضع للأيديولوجية السياسية، هو عمل وقتي، مصيره هو وأصحابه مزبلة التاريخ، وغالباً ما يتم خلاله التضحية بالقيمة الإبداعية، أو القيم الفنـــية في سبيل تحقيق المصلحة السياسية. .. وليس غريباً أن يكون ملحن الأغنية «رابح صقر»، هو المتخصص في أداء «رقصة الراب»، التي ترمز إلى تعاطي الحشيش، وتشجع الجيل الجديد على السقوط في آفة المخدرات، لدرجة أن اللجنة السعودية لمكافحتها المسماة «نبراس» وجهت له تحذيراً شديد اللهجة، مؤكدة أن أي عمل يقدم على التحريض أو الدعوة لتعاطي المواد المخدرة، سواء عن طريق الحركات أو الرقصات سيتم اتخاذ اللازم ضده. .. وتوعدت اللجنة المذكورة رابح صقر باتخاذ الإجراء القانوني بحقه، فور عودته لأداء «رقصة التحشيش» على المسرح، وهي الرقصة التي أطلقها تجار المخدرات ومدمنوها في السبعينيات من القرن الماضي لترويج بضاعتهم. لقد أثبت صاحب «الحنجرة اللولبية» في أغنيته المسيئة إلى قطر، التي لحنها، وغنى واحداً من مقاطعها، أنه ليس «رابحاً» وليس «صقراً»، بل هو «مطرب خاسر» ومجرد «بيبي متوه»، وتعني ببغاء، يردد كلاماً مسيئاً على علاته وعيوبه وعواهنه! .. والمؤسف خلط الغاية بالوسيلة في الغناء، وتناسي حقيقة أن الفن الغنائي الراقي يتجاوز قيام المطرب بترديد كلمات أغنيته مثل ذلك «الطائر الأخضر»، ليصبح «بوقا دعائيا»، وليس فنانا غنائيا. .. والمثيــــر أن كــــاتب الأغنــــية تـــــركي آل الشـــيخ كــــان يعمل مستشاراً في الديوان الملكي السعودي، وتــــــم تعيـــينه مــــنذ أيـــام رئيساً لهيئة الرياضة، ومـــــــن المؤكـــد أنـــه «مهايطـي» بدرجة وزير، وهو يحتاج إلى جهة خبيرة، وشخصية حكيمة ليستشيرها، قبل أن يكتب أشعاره الصبيانية، التي تعكس مشاعره الطفولية! .. ولو افترضنا أن عمره حالياً ٣٥ عاماً، فهذا يعني أنه كان قبل ٢٠ عاماً طفلاً يلعب مع «البزران»، ويلهو مع «الورعان»، فكيف يصدر أحكاماً على قطر، ويقول في مقاطع أغنيته «عشرين عاما من الدسايس والغدر .. ومؤامرات عارفين أحوالها»؟! .. وتعكس أغنيته الفاسدة بكلماتها الفاسقة المسماة «علّم قطر» صبيانية السلوك، وتهور بل تدهور الخطاب، الذي يتبناه صاحبها «المستشار في ديوان الملوك»! .. وما دام «المستشار الملكـــي» أصـــبح «معلماً» نـــريــــده أن يعلمنا لماذا لم تنجح السعودية حتى الآن في حسم معركتها غير المتكافئة لإعادة الشرعية في اليمن، رغم دخول عاصفتها عامها الثالث، ورغم امتـــــــلاك «أصحــاب العاصـــفة» العـــــدة والعــــدد والعــــتاد، الذي يفوق الحوثيين أضعافاً مضاعفة؟! .. ولمـــاذا فـــــشـــــل التحـــــالــــــف الـــــــذي تـــقــــــوده «مملكـــة العـــواصف»، في تحقيق النصر العاصف على ميليشيات الحوثي؟ .. ولمـــــاذا زادت المخاطـــــر فـــي «الحد الجــــنوبي»، ولم تســـــتطع «المملكة» درء مخاطر تورطها في حربها الخاسرة ضد اليمن؟ .. ولمـــــــاذا لا يتــــجه تـــــركي آل الشيــــخ إلى الحــــدود الجــــنوبيــــة، ويقاتل دفاعاً عن وطنه، خاصة أنه «رجل أمن» بدرجة نقيب؟ .. وما دام يتفاخر بتوجيه ضرباته إلى الأعداء في الصدور، وليس في الظهور، لماذا آثر الانزواء، والاكتفاء بإلقاء القصائد في القصور؟! أم أن هذه استراتيجية جديدة في إدارة المعارك الخاسرة، عبر إطلاق «الأغاني المهايطية»؟ .. ولو كانت الانتصارات تتحقق بالأغاني، لكنا نجحنا في تحرير فلسطين منــــــــذ عقـــود، وقمـــنا بقــــــذف إسرائيـــل في البـــحـــر، لأننا نملك تراثا هائلاً من القصائد والأشعار، على غرار ما ينظمه «الشاعر المغوار، ولا أقول الغدار» تركي آل الشيخ. .. وبــــصــــــراحـــــــــة لــــم نســمـــــــع، عـــــلى مــــــرّ الأزمــــــان، أن دولة حسمت معاركها العسكرية عبر إلقاء القصائد، وإنشاد الأغاني التي يكتبها تركي آل الشيخ، ويلحنها «نابح صقر»! .. وكان يفترض من «جوقة المطربين» أداء أغنية إنسانية، تعبر عن تضامنهم مع مأساة الطفلة اليمنية، فاقدة الأبوين، متورمة العينين، بثينة محمد منصور الريمي (٦ سنوات)، التي فقدت جميع أفراد أسرتها، جـــــراء غـــــارة طائشــــة لطائــــــرات التحـــــالف بقيادة السعودية، استهدفت عمارة سكنية في صنعاء. لقد أثارت صور هذه الطفلة البريئة مشاعر الملايين، وهي تحاول جاهدة فتح عينها اليمنى بأصابعها، بعدما فقدت الأخرى المنفوخة من جراء الإصابة، وكأنها بذلك تؤشر إلى ضرورة أن يفتح الغافلون عيونهم على جرائم الحرب العبثية في اليمن. .. ورغم مأساة هذه الطــفلة اليتـيمة، فقـــد كانت تنشد بكل بـــــراءة «ماما وبابا يحـــبوني»، وهــــي لا تعلم أن والديها استشهدا، نتيــــجة الغـــــــــارة العــــشوائية، التي قادتـــــهـــا الســـعوديــــة، ممـــا زاد مــــــن مشاعر الألم والتعاطف العالمي، ولا أقول العربي مع مأساتها المحزنة. .. وكنـــــت وآلاف المتــــــابعيــــــــــن غـــــيـــــــري سنـــحــــتـــــرم تركي آل الشيخ ورابح صقر، وجوقتهما الغنائية لو وظفوا الفن لدعم القضايا الإنسانية العربية، وقدموا عملاً غنائياً غنياً بالمشاعر الصادقة، يدعو لإيقاف الحرب الخاسرة في اليمن، في إطار دعمهم لقضايا المواطن العربي المنكوب المسلوب المغلوب على أمره. .. ومن الملاحظ أن الأغنية المسماة «علّم قطر» تفتقد إلى اللباقة، وتفتقر إلى اللياقة، وترتكز على لغة سوقية صــــدامية صـــــادمة، ليس فيها مكان للعقل، ولا وجود فيها للحكمة أو الحنكة، لكنها تميل إلى الشقاق على حساب الوفاق، وتثير الاستهجان على حساب الاستحسان، وتحرض على الترهيب على حساب الترغيب. .. وأستطيع القول ــ بكل ثقة ــ إن كاتب الأغنية هو «أبو لهب» الأزمة، لأنه يسعى حثيثاً لإشعال نار العداوة والبغضاء والكراهية، بين الشعبين الشقيقين السعــــودي والقــــطري، بلهـــــبه المســـــتعـــر، وشرره المتطاير في أبيات الشعر، التي ينظمها ضد قطر! لقد تفرغ «المستشار»، الذي لا يستشار في الديوان الملكي السعودي، في تأجيج ألسنة النار، عبر لسانه المسعور، وتحريضه غير المستور ضد قطر. .. وما من شك في أن التحريض الذي يقوم به تركي آل الشيخ، أكبر من كونه جريمة سياسية، ينبغي أن يعاقب عليها، بل إن ما قام به لا يختلف عن الفعل الشيطاني الذي ظهر فجر التاريخ، عندما حرض الشيطان آدم على العصيان وأخرجه من الجنة! لقد لجأ كاتب الأغنية إلى استخدام التحريض، فوصل هو وأغنيته إلى الحضيض، ورغم ثقتي أن الهجمة التحريضية التي تدور في ماكينة الدعاية السعودية مصيرها الفشل، لكنها ستترك آثاراً سلبية على مستقبل العلاقات بين شعوبها. .. وتكمن مشكلة الأغنية في انحدار نوعية الرسالة السياسية التحريضية التي تريد إيصالها إلى الناس، وفي سقوط دوافعها ومن يستفيد منها، ومن يحركها، باعتبارها تقدم رواية مشوهة، ولا أقول رؤية صادقة عن قطر. .. وترتكز أغنية تركــــي آل الشــــيخ في كلـــــماتها عــــلى «الديماغوجيا السياسية»، و«الشوفينية» المريــــــضة، من خـــلال تضليل المستمع لها، غير المستمتع بها، عبر خلق صورة غنائية مشوهة عن قطر، مغايرة للواقع القطري، ولا تعكس قيم وأخلاقيات الشعب القطري، قيادة وشعباً، كما أنها لا تعكس أخلاق الأشقاء السعوديين، الذيـــن فرحنا لتأهلهم المستحق إلى مونديال روسيا ٢٠١٨، وأبارك لهم تحقيق هذا الانجاز الكروي المشرف، مستثنيا من التهنئة الرئيس الجديد لهيئتهم العامة للرياضة تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، صــــــاحب تلك الأغنية المسيــــئة، الذي تــــمت مكافــــأتــــه بتعيينه في هذا المنصب الذي لا يستحقه ! .. ويكفـــــــي للتعرف عــــلى مســــتـــــواه الفكـــــــري المتــــدني ومـــــــــدى انحـــــــداره الأخــــلاقي غير الســـــــوي، أنــــه صاحب تغريــــدة «شعبنا من أعبط الشعوب في العالم»، التي أساء فيها إساءة بالغة إلى الشعب السعودي الشقيق ! .. ولــــــو استــــعــــرضــــنا سيــــــرته الــــــذاتــــية ســــنجد أنـــــهـــا تخلو من أي مؤهلات علمية أو إدارية أو رياضية ! .. وربما الرياضــــة الوحيــــــدة التي يجـــــيد مــــمارســــتها هـــــي «قفز الحواجز»، عن طريق ممارسة النفاق السياسي، مما أهله لتخطي المراحل على حساب أصحاب الكفاءة ! .. وما دامت الأغاني وأصحابها قفزوا إلى مسرح السياسة، وصاروا ينافسون الجبير وقرقاش، ليس مستبعداً أن يتم تعيين رابح صقر وزيراً للإعلام، وتكليف عبدالمجيد عبدالله بتولي حقيبة وزارة البلدية، وتعيين أصيل أبو بكر مسؤولاً عن «إعادة الشرعية» في اليمن، وإعمار مناطقها المنكوبة، من جراء الحرب، بحكم جذوره اليمنية! .. ومن البديهي ضم راشد الماجد صاحب أغنية «المسافر» إلى التشكيل الغنائي، عفواً أقصد الــــوزاري، وتكلـــيفه برئــــاســــــة «هيئة السياحة»! .. ويمكن الاستعانة بالقدرات والمهارات الهندسية التي يملكها ماجد المهندس ــ كما يشير اسمه ــ وتعيينه وزيراً للأشغال العامة، حتى يتولى معالجة عيوب الطرقات وشبـــــكات المجــــاري في «جدة»، خلال مواسم هطول الأمطار! .. وليس هناك أفضل من تكليف وليــــد الشامي بتولي ملف المعارضة السورية، لأن اسمه مشتق ــ ولا أقول منشق ــ من الشام، رغم أنه مطرب عراقي يحمل الجنسية الإماراتية، ويستطيع بحكم مسماه «الشامي» إدارة الملف السوري الشائك، والبحث عن حل للقضية السورية، وهو يغني «يا مال الشام يالله يا مال»! .. أما محمد عبده فيستحق أن يتولى حقيبة وزارة التجارة، بحكم أنه أصبح من كبار تجار الأغاني، لدرجة أنه من الممكن أن يغني مادحاً الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ثم يصدر بعدها بساعات أغنية أخرى تمدح الرئيس الكوري الشمالي «كم جونغ أون» ! .. لقد حفلت الأغنية المسيئة التي كتبها تركي آل الشيخ ضد قطر بالكثير من الرسائل الهابطـــــــة، التي أراد صاحــــبها تمريرها، في زمن خليجـــــي رديء، اخـتلفـــت فيـــــه القيــــــم الحقيــقـــية، بــــل اختفت منه القيمة الإبداعية، فأضحى الغناء مطية الدعاية السياسية، وأصبحت «البربوغندا التحريضية» هي التي تحرك الفنان، في وقت يفتـــــرض أن يعلـو فيـــه الرمز الفنــي بفنه، ويسمو بســـلوكه، احتراماً لجمهوره، ويحاول أن يكون فناناً واعياً يحترمه الجميع، وليس مجرد «حيوان ناطق»، يؤذي الآخرين، بمنطوقه الغنائي غير المنطقي. .. والمؤسف أن هذا النوع من الغناء الهابط يصدر من فنانين كانوا يعتبرون قدوة في مجال فنهم، حيث تتجه إليهم أنظار المعجبين بهم، وتهفو إليهم نفــــــوس متابعيـــــهم، ومن بيــــنهم راشد الماجد، وأصيل أبو بكر، ووليد الشامي، ورابعهم ماجد المهندس! .. ولو سلمنا جدلاً أن أصحاب الأغنية من «نخبة المبدعين»، فقد أبدعوا «إبداعاً» لم يسبق له مثيل، ولكن في الكذب، الذي دفعوا به دفعاً إلى أعلى درجات التضليل، من خلال قلب الحقائق وتحريفها، وتوظيفها في التطبيل! لقد تـــــــم استخــــدام الأغنيـــــة في التعـــمية، واستــــعمالها فـــي التغطية على الحقيقة، والمؤسف أن «أبو نورة» الذي يوصف بأنه «فنان العرب» أحد المشاركين في ذلك النوع من الغناء الهابط، رغــــــــــم أنـــه يحـــــمــــــل في رصيـــده عـــــــدداً من الأغــــاني، الـــــتي يشيد فيها بمواقف قطر ورموزهـــا، مــــن بينـــها أغــــــنية «مملوحة الفال» و«دوحـــة الأمــــجاد» و«حبيبتي يا شاغلة كل العقول» وغيرها. .. ومن المعـــــيب حـــــقــــاً أن يـــــشارك «محـــــمد عبــــــده» فـــــي أغنية تسيء إلى قـــــطر، التـــــي احتضنــــته أكــــثر من بلده الســــعوديــــة في الكثير من المناسبات، مهما كانت أسبابه وظروفه، ومـــــهما كــــــانت شدة الضغوط التي مورست عليه. .. ولا جدال في أن أغنية «علّم قطر» المسيئة التي شارك فيها لا تضيف إلى رصيده سوى حقنة «بوتوكس»، لكي يستخدمها لإخفاء علامات الشيخوخة التي ظهرت على وجهه، أو حقنة «فيلر» لإزالة التجاعيد التي ملأت محياه، بعد انخفاض درجة «الكولاجين» الطبيعي في خلايا جسمه، حتى غدا بعد إجراء عملية «ليفتينغ» مثل أحد الشوارع المليئة بالمطبات، والتي تثير السخط والامتعاض، والمتفرعة من «شارع التحلية» في الرياض! أحمد علي مدير عام جريدة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق «قل أعوذ برب الفلق » .. يـا جـهــاد الخــــازن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقفة مع صاحب القلم الحاسد .. والفكر الحاقد وليس الناقد .. المصاب بمرض «الزهايمر» ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يعايرنا بأن ملاعب مونديال٢٠٢٢ فيها مقاعد أكثر من القطريين! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أستهل مقالي بتلاوة سورة «الفلق»، حيث يقول تعالى في كتابه الكريم «قل أعوذ برب الفلق، من شر ما خلق، ومن شر غاسق إذا وقب، ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد». .. والمراد من تلاوة هذه الســــورة القرآنــية، استعراض ما فيها من معان قوية، ودروس حية، لمواجهـــــة شــــرور الحـــياة، وبالتحـــديــــد أشرار صحيفة «الحياة السعودية»، والكاتب الكاذب جهاد الخازن أحدهم. .. ومن خلال الآيات الخمس، التي تتضمنها هذه السورة القرآنية، بتعاليمها الربانية، أستعيذ برب المخلوقات «من شر ما خلق»، وأستعين بخالق الكائنات، من كيــــد ذلك الكائن البشري المسمى «جهاد الخازن»، صاحب «الخزان» الطافح بالكراهية، و«المخزون» الفائض بالعدائية لكل ما هو قطري. فهذا الحاقد تجده «خازناً» شحنات الحقد ضد قطر، وتراه «مخزوناً» بموجات الحسد، التي لا تنتهي، وآخرها ما كتبه في مقاله المنشور في زاويته «عيون وآذان»، بعنوان «الخلاف مع قطر مستمر ومتفاقم». يبـــدأ المقـــال بالحديــث عن الســعودية، باعتبارها أكبر مصدر للنفط الخام في العالم ــ وهذه حقيقة لا يمكن لأحد إنكارها ــ وبعدها يكيل المديح لسياستها النفطية، ويشير إلى ضرورة بقاء قطاع النفط العالمي في قبضة المنتج السعودي، لأنه وحده القادر على التحكم بالإنتاج، والأسعار وصيانة السعر من السقوط. ثم يعرج «الخازن» إلى «مخزون» الرؤية السعودية، لمستقبل ما بعد النفط، ويصفها بأنها جيدة، ومنعاً للشبهات، وحتى لا يتهمه أحد بالحصول على «مكرمة ملكية»، قد تكون برميل نفط سعودي، يحصل بموجبه على «البتـــــرول الــسوبر» مدى «الحياة»، مقابل مديحه الزائد عن الحدود الموضوعية، والمعايير المهنية. .. ولهذا يحاول تأكيد أن «لا علاقة أبداً تربطه بالحكومة السعودية اليوم أو في الماضي»، وهذه العادة المتمثلة في نفي ارتباطه بأي مصلحة تجاه الجهة التي يمدحها معروفة عنه، يذكرها في مقالاته دائماً، سواء كتب مادحاً «المملكة»، أو مشيداً بسياسة الإمارات، أو مدافعاً عن مواقف البحرين! لكنه في غمرة مديحه للحالة السعودية من زاويتها النفطية، لا ينسى إظهار الحالة النرجسية الملازمة له في معظم مقالاته، وفي غالب كتاباته حيث يشير دوماً إلى معرفته الشخصية بالشخصيات القيادية العالمية. .. ولن نستغرب يوماً لو أنه زعم صداقته الوثيقة مع «تشي غيفارا»، أو أنه تناول كوباً من الشاي الأخضر مع «ماوتسي تونغ»، أو أنـــــه سبق له التجول في حديقة «الهايد بــــارك» مع «ونستون تشرشل»، أو أن «فاروق ملك مصر» في عهدها الجميل، أهداه بطـــاقة تهنئة بمناسبة عيد ميلاده، فكل هذا متوقع من الكاتب المخرف جهاد الخازن، صاحب القلم المنحرف، والفكر المتعجرف، غـــير أن جديـــده القديم تأكيد أنه يعرف شخصياً «الملك سلمان» منذ عقود. .. وبعد هذا الاستعراض النرجسي، في «مقاله الملكي»، نجده يقفز قفزة «جربوعية» هائلة من الساحة السعودية إلى داخل البيت القطري، وكأنه «جربوع» أضناه الجوع! .. ولهذا يتوجب علينا أن نتلو قوله تعالى «قل أعوذ برب الفلق» عندما نقرأ السطور التالية، التي كتبها صاحب القلم الحاقد وليس الناقد ضد قطر حيث يقول «كنت أتمنى بعد قطع العلاقات معها ــ يقصد الدوحة ــ أن تستجيب لبعض طلبات الأشقاء، وأن تتفاوض على الطلبات الأخرى، لصيانة الصف العربي في الخليج، وما حدث حتى الآن هو أن قطر ركبت رأسها، وردت على قطع العلاقات بتحدي مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين». .. وليت جهاد الخازن يوضح لنا ماذا سيـــكون موقفــه، لو تــآمـــر عــــلـــيه ٤ من جيرانه، وتحالفوا ضده، وطلبوا منه ضرورة تغيير اسمه من «جهاد» إلى «وداد»، بحكــــــم أن اسمــــه الـــحالي لا يتــــوافق مع متطـــــلبات المرحلة الانبطاحية الحالية، خاصة أن اسمه يحمل ايحاءات «إرهابية» تحرض على «الإرهاب»! .. وهــــل سيستـــجيب «الخـــازن» لبعض طلباتهم المخزونة، ومن بينها أن يخلع ملابسه، لحين التفاوض معهم على الطلبات الأخرى! .. وبعيداً عن التفاوض الاستسلامي، والفكر الانبطاحي، الذي يدعو إليه جهاد الخازن، نراه يضيف فقرات أخرى في مقاله غارقة في السخرية من قطر، أبى المداد فيها إلا أن يفــــضح كاتبــها، في كل فقرة ولا أقول عثرة! يقول في إحداها ساخراً، محاولاً ترسيخ عقدة «كبار العربان» ولا أقول «الغربان» من قلة عدد السكان، في دولتنا الصغيرة التي تفوقت عليهم «قطر أصغر بلد عربي في عدد السكان، وموقفها غير منطقي وغير مفيد»! .. وليـــــس هذا بيت القصـــيد، وتعــــنى الأمـــــر المهــــم ــ ولا أقـــــصد صحن العصيد ــ ولكن الكاتب يغمز ما يريد، من قناة قلة عدد السكان فيواصل ساخراً «البلاد فيها حوالي ٢.٧ مليون نسمة ــ يقصد قطر ــ المواطنون فيها لا يتجاوزون عشرة في المائة»! .. وما دام جهاد الخازن أصبح «خبيراً ديمغرافياً» ليته قبل أن يكتب ما كتبه عن قطر التفت شرقاً، حيث توجد حلبة «ياس ــ مارينا» في أبوظبي، المخصصة لسابقات (فورمولا ١)، وقــــام مـــــن هــــناك بإحصاء عـــــــدد المواطنــــين في تــــلك الإمارة، ليقول لنا بعدها نتائج إحصائه السكاني، وتأثير تلك الحقـــــائق التي سيكتــــشفها على التركيبة السكانية غير المتجانسة في البلاد. .. وليته التفت يميناً وتوقف عند «برج العرب» وأمسك الآلة الحاسبة، وأجرى عملية حسابية، لمعرفة كم مواطن عربي يسير في الشارع المقابل، يستطيع أن يقول «شحالكم يا عرب» بلهجة إماراتية سليمة! .. وليته يسأل المارة عندما يزور الإمارات إذا كان أحدهم يعرف معنى «حد مثلي بات مشجنه، حلم طيف مر خطافي، وأغتنم من وجدي الونه، يوم كلن بالكرى غافي»! .. وليته أيضاً يتوقف عند «بــاب البـــــحرين» في المنامة، ويقوم بتعداد المواطنين، حتى يدرك حقـــيقة عــــدد البحرينيين مقابل المقيمين الآسيويين في تلك «المملكة». لكنه تجاهل كل ذلك الخلل الحاد في التركيبات السكانية لدول التحالف المتآمرة ضد قطر، ولم يجد سوى الكتابة الساخرة عن الحالة القطرية دون غيرها، حيث يقول ساخراً من قلة عدد سكانها «قطر ستستضيف بطولة العالم في كرة القدم ٢٠٢٢، ولكن لا أعرف كيف ستستورد المتفرجين من حول العالم، وأين سيقيمون»؟ .. وبعدها يطرح سؤالاً ساخراً بحجم «خشمه الكبير» فيقول «ماذا ستفعل هذه الملاعب بعد نهاية كأس العالم، فهناك مقاعد فيها أكثر مما في قطر من مواطنين»؟! .. وما دام اختار السخرية ليتهكم على قطر، فإنني مضطر للرد عليه بنفس الأسلوب الساخر، مع زيادة جرعة «لطنازة» بدرجة أكثر، ولا أقول «أسخر»! .. وأود التوضيح أنني لست «طبيباً بيطرياً»، لكنني أستطيع أن أجزم، ولا أزعم، أن جهاد الخازن، وصل إلى مرحلة حرجة من مرض «الزهايمر»! .. ومشكــــــلة هــــذا المـــرض أنـــه يصيــب المخ، ويتطـــــور تدريجـــياً ليفقد المريض وعيه، وقدرته على الإدراك والتفــــكير والــــتركــــيز والتحليل السليم! .. ويشكل هذا المرض سبباً مباشراً في حالات «الخرف» نتيجة التلف الذي يصيب خلايا المخ، وهذا ما يعاني منه جهاد الخازن حالياً، بعد انكمـــــــاش حجــــم دمــــاغه، مما أثر على قدراته في تحكيم المنطق، وتحليل التطورات المحيطــة به، وبـــالتالي عــــدم قدرتــــه عـــــلى استيعاب المستجدات المتتابعة حوله! .. والمؤسف أن جهاد الخازن يعاني منذ سنوات من هذه الأعراض، ويمكن ملاحظة ذلك في كتاباته ومقالاته، التي أثارت الكثير من السخط عليه، من بينها الضجة التي أثارها قبل أعوام في السعودية، عندمـــــــا كتــــب مقــــالاً عـــن «الخلـــفاء الراشدين»، شـــن خلاله هجوماً ساذجاً على التاريخ الإسلامي كله، وعـــــلى «نظام الخـــــلافة» اتـــــهمه بالفشل، ولم يستثن منه سوى السنتين اللتين حـــكم فيهـــــما الخليفـــة الأول أبو بكر الصـــديـــــق، رضـــي الله عنــــه، متجاهــــلاً عهـــود بقيــــة الخلــفاء الراشـــدين الفاروق عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان وعلي ابن أبي طالب رضي الله عنهم. .. ونتيجة لما كتبه الكاتب المخرف، انفجرت ضده «عاصفة الحزم» في مختلف الأوساط داخل «المملكة» وخارجــــها، مما جــــعله يسحب المقال، ويرجو من الذين قرأوه أن يعتبروه لم ينشر وكأنه لم يكن! عدا الضجة التي أثارها قبل سنوات في «بلد النشامى»، عندما تهكم على أسماء الأردنيات التي يقرأها في إعلانات الوفيات، حيث لم يعجبه اسم «أم زعل» و«جروة» و«بزعة»، معتبراً في مقاله الحافل بكل الموبقات، أن المرأة الأردنية إما في المطبخ أو في غرف النوم! .. ولا أنسى أيضاً الإساءة التي وجهــــها في أحــــد مقـــالاته الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ذكر فيه أن قيادته هي السبب في وقف دعم الإمارات للسلطة الفلسطينية بسبب مواقفه ونتيجة لتصرفاته! .. وهذا المــــــقال وغيـــره يؤشــــر إلى الجـــهة التي تقـــف وراء مــــقالات جهاد الخازن، مما دفع وكالة الأنباء الفلســـطيـــنية «وفـــــا» للرد عليـــه، عبر «كلاشينكوف صحفي»، بطريقة «نضالية» ولا أقول «فدائية»! .. وبعيداً عن مقالات جهاد الخازن المسيئة التي أساء فيها إلى كثيرين، كنت سأحترمه وأصفق له لو أنه تحلى بالحد الأدنى من أخلاق النقد الموضوعي، عندما كتب ما كتبه عن قطر، لكن مقاله الأخير يعكس استعلاء كثيفاً، واستعداء سخيفاً. .. ولهذا يسعدني الدخول معه في مواجهة صحفية ساخرة، لا يمكن القبول بأنصاف الحلول لإنهائها، ولا يمكن الوصول إلى أي وساطة لوقفها لقد اعتاد الــــخازن عـــلى الانحـــدار في مستــوى الكتابة، عندما يكون الثمن مجزياً، والدفع فورياً وحبذا لو كان «دولارياً»، ولهذا تقيأ في صحيفة «الحياة السعودية» كثيراً من الفضلات، التي يريد لنا أن نعتبرها مقالات، لكنها في حقيقتها قاذورات تأنف من قراءتها «العيون»، وتأسف من كتابتها الأقلام، وتأنف من سماع ما ورد فيها «الآذان»! .. وأمـــام هــــــذا العــــــدوان، ولا أقـــــول العنــــــوان الطـــافــــح بالاســــتعــــداء الصحفي، الغارق في الاســــتعلاء الإعلامي، إذا طبــقنا منطوق جهاد الخازن غير المنطقي، بخصوص الدول الصغيرة في مســـــاحتـــها، وقلـــــة عـــدد سكانـــها، فإن سنـــغافورة ينـــــبغي أن تختفي من الخريطة السياسية، لأن مساحتها لا تزيد عن ٧١٠كلم! .. ولو أن هذا الكاتــــب المنـــحرف يقـــرأ الجغرافيــــا جيداً، ويحــترم إرادة الشـــــــعوب، لأدرك أن ســـــنغافورة حـــققت ازدهـــــاراً أساسه عنصرها البشري المحدود، الذي لا يزيد تعداده عن ٥ ملايين، يشكلون خليطاً من الأصول الصينية والماليزية والهندية وغيرها. .. وأريد تذكير جهاد الخازن، صاحب التفكير المختل، والمنطق المعتل، أن سويسرا الصغيرة بمقاييس المساحات والتعداد السكاني، تعد من أفضل خمس دول في العالم في مجال الرعاية الصحية، رغــــــم أن تعدادها لا يتـــــجاوز ٨ ملايــــــين، ورغـــــــم أنـــها ليــــست مـــــــن دول الاتحاد الأوروبي، وليست عضواً في حلف الناتو! .. وما من شك في أن التجربتين السنغافورية والسويسرية في التنمية تقدمان الكثير من الدروس للعالم، بأن حجم الدولة، وعدد سكانها، ليس مقياساً لتقدمها ولا عنواناً لتطورها ولا دليلاً علىازدهارها. لقد حاول جهاد الخازن الإساءة إلى قطر، والسخرية من صغر مســـاحتها, وقلة عدد سكانها، رغم أن دولتنا الصغـــــيرة استطـــــاعت قــــبل أيــــام أن تحقق إنجازاً عالميـــاً مدويــــاً، بعد فـــوز البطـــل القــــطري العــــالمي معتز عيسى برشم ببطولة العالم لألعاب القـــــوى في مــــسابقــة الوثب العالي، التي اختتمت في العاصمة البريطانية. هذا البطل العالمي القطري المولود في الدوحة, في الرابع والعشرين من يونيو عام ١٩٩١, لم يستورد من مصر، ولم يولد في الإمارات، ولم يكـــــــبر فـــي البحريـــــن، ولم يصـــبح بطلاً في السعودية، لكــــنه «صنع في قطر»، وفقاً لإرادة قطرية، وإدارة رياضية واعية، خططت على مدى سنوات لصناعة هذا البطل العالمي، المتخرج من «أكاديمية أسباير» للتفوق الرياضي، التي لا مثيل لها في الشرق الأوسط. .. وهـــذا الإنجــــاز القــــطري العــــــالمي يجعــــلني أقـــول مجـــــدداً «قل أعوذ برب الفلق»، لأن الدول العربية الكبيرة بمساحتها، الموغلة في تاريخها، المتغولة في عدد سكانها، البالغ ١٠٠ مليون نسمة تقريباً، لم تحقق إنجازاً عالمياً في بطولة العالم لألعاب القوى، ولم تستطع الفوز بأي ميدالية حتى لو كانت «خشبية»! .. والسبب أن الحركة الرياضية فيها «متخشبة»، بلا أي تطوير، ترتكز على التفكير العقيم، البعيد عن قواعد التخطيط السليم، ولهذا بقيت الرياضة فيها «محنطة» مثل تحنيط «المومياوات»! .. ولو توقفنـــــا عنـــد «الملــــف المونديـــالي القطـــري»، الذي كشف «جهــــاد الخـــــــازن» حقــــده المخـــــزون ضـــــده، نجـــد أنـــه تـــــم عــــــلى أســـــــس عـــصريـــة عمرانيــــة عالميـــة، فاستــــــحق الفـــــوز فـــــي جـــــــولة الحسم على «الملف الأميركي»، المقدم من «الدولة العظمى»، بل الأعظم حضارياً وسياسياً وعــــسكرياً واقتـــــصادياً وريــــاضــــــياً، صاحــــــبـــــة المــــساحة الـــــشاسعـــــــة، والأراضـــي الواســـــعة، وعدد السكان الهائل الذي يصل إلى ٣٢٣ مليون نسمة. لقد تفوقت الدولة الخليجية الصغيرة في مساحتها وعدد سكانها، في التصويت المونديالي الحاسم، الذي تم في ديسمبر عام ٢٠١٠ على الدولة العظمى، وهذا ما يجعلني لا أتوقف عن تلاوة الآية الكريمة «قل أعوذ برب الفلق»، وأستعيذ بها من «شر حاسد إذا حسد»، وكل من يحاول التشكيك أو التشويش على الإنجــــاز العـــــــالمي، الذي حققته قطر من خلال ملفها المونديالي، لاستضافة مونديال ٢٠٢٢. فهذا الملف القطري كان الأفضل من جميع الملفات المنافسة، من ناحية التجهيزات والملاعب والبنية التحتية، والخدمات اللوجستية الأخرى وغيرها. .. ويومها لم ينظر المقررون إلى قطر على أنها دولة صغيرة في مساحتها وعدد سكانها، بل تم النظر إليها على أنها دولة طموحة تحظى بكل الاحترام الدولي، والتقدير العالمي. لقد تجاهل الخازن الإشارة ــ ولا أقول الإشادة ــ إلى المكاسب التاريخية التي ستحققها قطر من استضافة الحدث العالمي، المتمثلة في تحقيق حزمة من المكاسب الرياضية والإعلامية والدعائية والسياحية والاقتصادية وحتى السياسية، لكن ما أثار اهتمامه شيء واحد فقط، هو أن «ملاعب المونديال فيها مقاعد أكثر مما في قطر من مواطنين»! .. ومن المعيب حقاً، أن يوظف صاحب «العيون والآذان» المحسوب على الصحافة العربـــــــية، قلمـــه للسخرية الفجــــة من دولة عربية، لمجرد قلــــــة عــــدد مواطنيـــها، مما يعكـــس جهــــالته ومـــدى ضحـــالتـــــه، وضآلة مستواه الفكري، وتخلفه الحضاري. .. والمؤسف أن من يقود الحملات الضارية ــ ولا أقول الضاربة ــ ضد قطر، الفائزة بشرف تنظيم مونديال ٢٠٢٢ هم من «العرب العاربة»، وجهاد الخازن أحدهم، حيث لم تتوقف حملات التحريض ضد الإنجاز القطري العالمي، منذ إعلان اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم قرارها يوم الخميس الثاني من ديسمبر عام ٢٠١٠. لقــــد اختـــار جـــــهاد الخــــازن ملاعــــب الرياضـــــــة، ليلـــــعب فــــــيها لعبــــته القذرة ضد قطر، ونسي أنه بلغ من العمر عتيا، وأنه لا يملك اللياقة البدنية أو القوة الذهنية التي تؤهله لخوض مباراة مع كاتب هذه السطور الذي بدأ مسيرته في ملاعبها! لقد حضرت ٣ بطولات لكأس العالم، وانطلاقاً من تجربتي في الصحافة الرياضية، أطالبه أن يدلني على دولة عربية واحدة من ذوات المساحة الجغرافية الشاسعة، وعدد السكان الذي يصل إلى ١٠٠ مليون نسمة، نجحت في استضافة «مونديال كرة القدم»، لأن ما أعرفه أن «الدولة الكبيرة» التي تقدمت لتنظيم هذا الحدث العالمي فشلت حتـــــى في استـــضافة كـــــأس الــعالم لكــــرة «الشـــــراب»، بعدما نالت صفراً مستديراً أكبر من رأس جهاد الخازن! .. والمؤسف أن الكاتب المذكــــور، ما زال يتناول قضاياه بعقلية «أبو جهل»، وبأسلــــوب «أبو لهـــب» ولهذا ليـــس غريباً أن يحمل «علبة كبريت»، ويحاول إشعال الحرائق في العلاقات الدولية، من خلال تركيزه على جدلية الدولة الأكبر والأصغر، متجاهلاً الأفضل والأشطر. .. وكان الأجدر بالخازن أن ينصح «كبــار العـــرب» الطامحين لاستضافة مونديال ٢١٠٠ بالاستفادة من التجربة القطرية الناجحة في مجال تنظيم البطولات العالمية. .. وأريد تنشيط معلوماته الرياضية، بحكم أنه جاهل جهول في الرياضة، ولم يمارس في حياته سوى لعبة «الخشيشة» أو «الأستغماية»، أن دولتنا الصغيرة استضافت عام ٢٠٠٦ أكبر حدث رياضي قاري، وهو دورة «الألعاب الآسيوية»، ومنذ ذلك التاريــــخ سجــلت قطر اسمها كأول دولة عربية تستضيف هذا الحدث الآسيوي الكبير، الذي تم خلاله التنافس على ٣٩ لعبة رياضية، وسط حضور جماهيري لم تشهد له القارة الصفراء مثيلاً. لقد شاركت ٤٥ دولة في الألعاب، الآسيوية الخامسة عشرة، التي استضـــــافتــــها الدوحـــة بنــــجاح، بمــــشاركة دولية، تعتبر الأكبر في تاريخ هذه الألعــــاب منذ انطلاقتــــها الأولى عـــام ١٩٥١، وهذا أكثر من عدد الدول التي ستشارك منتخباتها في مونديال ٢٠٢٢. .. وعلى العموم وحتى نضمن حضوراً جماهيرياً لمونديال قطر ٢٠٢٢، يليق بالكاتب جهاد الخازن، أقترح على «اللجنة المنظمة» التعاقد معه ليكون «تعويذة» البطولة العالمية، خــــاصة أنه يشبه «الضب الصحراوي»، الذي يعتبر من كائنات البيئة القطرية! .. وبهـــــذه الطــريقة يمكنــــنا إغـــــراء المتفــــرجيـــن، وجـــذبهم لحضـــــــــور الحــــــدث العــــالمـــــي، وأستــــــطيع التأكــــيد أنــــــه لن يبقى مقعد واحد شاغر في ملاعبنا، لأن المشجعين من جميع أنحـاء العالم سيحرصـــــون على رؤيـــــة «الضـــب الصحـــفي» المســـــمى جهاد الخازن، والتقاط الصور التذكارية معه، لأنه يعتبر من فصيلة الزواحف النادرة، ويعرف عنه أنه يعيش في الجحور، ويتعايش مع «العقارب السوداء»، التي توفر له الدعم اللوجستي! .. ولأن «الضب الصحفي» يستخدم قلمه في السب، مثلما يستخدم «الضب الصحراوي» ذيله الشوكي في الضرب، سيستمتع المشجعون بطريقة صيد الضب الهرم الطاعن في السن المسمى جهاد الخازن، من خلال إغراق جحره بالماء، حتى يضطر للخروج، ومن ثم الإمساك به من «خلف رقبته الطويلة»، تحسباً من استخدام أسنانه في العض! .. وسيصـــــاب المتفرجــــون بالدهــــشة، عنـــــدما يكتـــــشفون أن «الضب الصحراوي» لا يشرب الماء إلا نادراً، لكن «الضب الصحفي» صاحب «العيون والآذان» المسمى «جهاد الخزان»، تعود على شرب مياه «إيفيان»! .. ومثلما يتمتع «الضب الصحراوي» بجهاز هضمي واسع، يمكنه ابتلاع أكبر كمية من الغذاء من نباتات الصحراء، سيكتشف المتفرجون أن «الضب الصحفي» المسمى جهاد الخازن يملك «خزينة» ذات سعة كبيرة، بل هي «خزان» متنقل، يمتاز بقدرته على استيعاب أكبر كمية من «الدولارات»، الممنوحة من دول التحالف، وفقاً لعدد الكلمات، التي يكتبها في المقالات، وطبعاً يزداد السعر، عندما يكون هجومه ضارياً على قطر، من بداية المقال حتى آخر السطر! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق أياديهم ملطخة بالدماء.. ويتهموننا بدعم «الإرهاب« ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لو كانت قطر دولة «إرهابية«.. لما وقعت معها واشنطن «مذكرة التفاهم« ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تيلرسون حقق "إنجازا" في قطر يخرس الألسن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اتفاقية مكافحة الإرهاب .. تدحض تهمة "الإرهاب" ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دول " التحالف الإرهابي " يفسرون "الإرهاب" بما يخدم مصالحهم ويتفق مع سياساتهم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قرأت كل التصريحات التي أدلى بها «ريكس تيلرسون» وزير الخارجية الأميركي خلال جولته الحالية في عواصم المنطقة، وآخرها ما أعلنه خلال مؤتمره الصحفي في الدوحة مع نظيره سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، لكن ما استوقفني كثيراً، إعلانه أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى هو أول زعيم خليجي تجاوب مع مخرجات قمة الرياض، التي عقدت في شهر مايو الماضي، لمكافحة «الإرهاب»، مشيداً بدور قطر في محاربة هذه الظاهرة العالمية. .. ولا جدال في أن قطر كعضو فاعل في محيطها الدولي لا تألو جهداً على المستوى الإقليمي أو العالمي في مكافحة الإرهاب، بصفتها طرفا فاعلا من أطراف التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش»، أو غيره من التنظيمات الإرهابية. .. وعلى هذا الأساس، فقد أولت الدوحة قضية مكافحة الإرهاب اهتماماً بالغاً على جميع المستويات، وقامت بخطوات جادة، لمحاربة هذه الظاهرة، وأسهمت بفاعلية في التصدي لها، وفق الأنظمة الأممية، إيماناً منها بخطورة هذه المعضلة الدولية. لقد عكست مذكرة التفاهم الموقعة بين الدوحة وواشنطن التعاون القطري الوثيق مع الإدارة الأميركية، بشأن «مكافحة الإرهاب»، خاصة عندما نعلم أن قطر أول دولة في الشرق الأوسط توقع على البرنامج التنفيذي المرتبط بمذكرة التفاهم التي تم توقيعها، لتصب في مخرجات قمة الرياض الأخيرة. .. وعندما يعلن وزير الخارجية الأميركي، في مؤتمره الصحفي، أن قطر أول دولة تجاوبت مع مخرجات القمة المذكورة، وقامت بتطبيق مقرراتها، فهذا يعني أن السياسة القطرية تقوم على الأفعال، وليس الأقوال أو الانفعال، مثلما تفعل دول «التحالف الرباعي». .. وما من شك في أن مواقف دولتنا بخصوص مكافحة الإرهاب معلنة، وجهودها واضحة، حيث قامت بإدانة الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها العديد من الدول، وعبرت عن استنكارها لجميع أشكالها، وكل مظاهرها وكافة مصادرها، وعملت على تعزيز الوقاية منها، ودعت إلى اقتلاع جذورها، وتجفيف منابعها الفكرية والمالية. .. وبعيداً عن الاتهامات الباطلة، التي تروجها «الدول الأربع» المتآمرة ضد قطر، فقد جاءت «مذكرة التفاهم» التي وقعها وزير الخارجية مع نظيره الأميركي، لتدحض كل مزاعمهم وتبطل كل ادعاءاتهم. لقد نجحت قطر من خلال هذا الاتفاق، الذي تم الإعداد له منذ شهور طويلة، في تسجيل اعتراف الدولة العظمى، التي تقود الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب، وحجزت معها مقعداً في مقدمة الصفوف، قبل غيرها من دول المنطقة. .. ولا جدال في أن هذا الاتفاق هو أكثر بكثير من مجرد ورقة، وأكبر من مجموعة أوراق، فهو عبارة عن «اتفاقية استراتيجية» تضع الإطار أو البرواز، لإبراز دور قطر الفاعل وموقفها المتفاعل، في حملة «مكافحة الإرهاب» التي تقودها الولايات المتحدة. .. ولو كانت قطر «دولة إرهابية»، كما يزعمون، لما تم توقيع الاتفاقية معها، ولو كانت تدعم «الإرهاب» كما يروجون، لما أشاد وزير الخارجية الأميركي بدورها في مكافحة هذه الظاهرة العالمية. .. وما من شك في أن الكلمات التي كُتبت بها بنود الاتفاقية المترجمة إلى اللغة الإنجليزية، تمت صياغتها بإرادة القطريين، لتعكس حرصهم على مكافحة الإرهاب، الذي يتطلب موقفاً جماعياً، وإجماعاً إقليمياً، وتجاوباً دولياً. .. وتعكس «مذكرة التفاهم» الموقعة مع واشنطن، فيما تعكسه، التزام قطر الدائم وحرصها الداعم لجميع الأنشطة الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب، سواء في الإطار الثنائي مع الولايات المتحدة، أو تحت مظلة الأمم المتحدة. .. وتحت سقف المظلة القطرية، أثبتت قطر من خلال اتفاقها الموقع مع وزير الخارجية الأميركي، أنها تسير وفق رؤية واضحة، وخطة مدروسة في حربها ضد الظاهرة الإرهابية، تستوعب حتى منتقديها، الذين لم يعد بمقدورهم الادعاء بأن الدوحة «تدعم الإرهاب». .. ومن الواضح أن دول التحالف المتآمرة ضد قطر، هي أكثر الأطراف المتوترة، بل المأزومة من هذا الاتفاق، الذي أثبت قدرة الدبلوماسية القطرية على كسب ثقة المجتمع الدولي. .. ولعل هذا التأزم يتضح جلياً في مقال عبدالرحمن الراشد «المأزوم»، المنشور أمس، في صحيفة (الشرق الأوسط)، الذي عبر عن إحباطه من موقف الوزير «ريكس تيلرسون»، متهماً إياه بالميل للجانب القطري، على حد تعبيره، ناسياً أنه يتحدث عن وزير خارجية الولايات المتحدة، وليس وزيراً من موريشيوس أو جزر القمر، حتى يتهمه بالانعطاف، يميناً أو يساراً، ويغير اتجاهه من قطر نحو الظهران أو الخبر! يقول الكاتب السعودي إن التصريحات والإيماءات في كلمة وزير الخارجية الأميركي، في مؤتمره الصحفي، في الدوحة، لا تشجع على التفاؤل، بل تعكس تبسيطاً منه للمشكلة، حيث اختصر الحل بتوقيع مذكرة، تعهدت فيها حكومة الدوحة بمحاربة الإرهاب، ويضيف متهكماً «يا له من إنجاز»! .. وأرد عليه بأن «تيلرسون» حقق «إنجازاً في قطر» يخرس الألسن. لقد ادعى الكاتب السعودي «المأزوم»، أن «القطريين حاولوا التلاعب بالوزير الأميركي، بتضييع أسباب الخلاف الحقيقية»، وينسى أن دول «التحالف الرباعي» يتلاعبون بشعوبهم، ويقلبون الحقائق، ويضللون الرأي العام، ويكذبون على مواطنيهم. .. ورغم كل أكاذيبهم، فقد جسَّد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أخلاق القطريين، عندما دعا بلغة الدبلوماسي القطري الواثق، دول «التحالف الرباعي» للانضمام إلى «مذكرة التفاهم»، الموقعة مع واشنطن، بخصوص مكافحة الإرهاب، مما يعني إيمان قطر بأهمية التعاون الدولي لمواجهة هذه الظاهرة، وحرصها على تضافر الجهود الدولية لمحاربتها، حيث لا يمكن دحرها إلا من خلال تعزيز الشراكة بين جميع الدول، وحثها على مضاعفة جهودها، لاجتثاث الإرهاب من جذوره الراسخة في تربتها. لقد أوضح وزير الخارجية الأميركي أن المذكرة القطرية ـ الأميركية الموقعة، ليست مرتبطة بالأزمة الحالية، وأنه تم بدء العمل على صياغتها منذ فترة طويلة، وأن مكوناتها الأساسية وضعت منذ سنة تقريباً، باستثناء اللمسات الأخيرة التي أضيفت على نصها النهائي، وهذا كله يعكس حرص قطر على مكافحة الإرهاب، قبل نشوب الأزمة الخليجية، وقبل أن يتم اتهامها بعكس ذلك من طرف المتآمرين عليها. .. والمؤسف أن «الدول الأربع» المتحالفة ضد قطر وجهت اتهاماتها من كل صوب وحدب باتجاه الدوحة، في محاولة لإلصاق تلك التهمة عليها، دون إيضاح أو توضيح مفهومها لذلك «الإرهاب الموهوم»، وحتى الآن لا يوجد في قاموسهم تعريف جامع مانع لذلك الاتهام المزعوم. .. والملاحظ أن كل دولة من دول التحالف الرباعي تفسر الإرهاب كما يحلو لها، وبما يتفق مع سياساتها ويتلاءم مع مصالحها، سواء وافق المعنى الصحيح لتلك الظاهرة أم تقاطع معها. .. وينبغي على دول التحالف، قبل توجيه اتهاماتها إلى قطر، وصف وضبط وتحديد «ماهية الإرهاب»، حتى لا يكون «الإرهابي» من وجهة نظرهم هو مناضل من أجل الحرية، يدافع عن قضيته الوطنية، بكل الوسائل السلمية. لقد استهلكت دول التحالف المتآمر ضد قطر كثيراً من خطابها التحريضي، لإلصاق تهمة «دعم الإرهاب» بدولتنا، والغريب أنها لم تتفق حتى الآن فيما بينها على نوعية «الإرهاب» الذي يقصدونه، ومن الواضح أنهم سيدينون أنفسهم بأي تعريف يختارونه! .. وتكفي الإشارة إلى تصريحات المسؤولين في الخارجية الأميركية الذين يؤكدون أن جميع دول التحالف الأربع أياديها غير نظيفة، لأنها متورطة بشكل أو بآخر في دعم الظاهرة الإرهابية، مما يعني أنها ملطخة بدماء الأبرياء، وأنها تتحمل مسؤولية الأشلاء المتناثرة هنا وهناك! .. وما من شك في أن كل دولة من دول «التحالف الرباعي» لها ملفها الإرهابي، الخاص بها، المتضمن انتهاكاتها في مجال حقوق الإنسان، سواء ضد مواطنيها أو غيرهم، داخل حدودها أو خارجها. .. وكل واحدة منها دعمت الإرهاب سواء على ساحاتها الداخلية أو الخارجية. .. وكل واحدة من «الدول الأربع» مولت أو سهلت أو شجعت أو خططت أو دبرت أعمالاً إرهابية، من خلال تدخلها في شؤون غيرها، ولعل الحالة اليمنية خير دليل على ذلك. .. ولذلك جعلوا تهمة «الإرهاب» التي يوجهونها إلى الدوحة فضفاضة، لتتجه إلى الهدف الشيطاني الذي يريدون الوصول إليه، وهو تشويه صورة قطر في نظر عامة الناس، وتخوينها، وتخويف الآخرين من التجربة القطرية الناجحة في كافة المضامين وفي جميع الميادين. .. ولعل أشد أنواع الإرهاب ضراوة هو «إرهاب الدولة» الذي تمارسه «الدول الأربع» ضد مواطنيها، ويكفي للتأكيد على ذلك، عدم احترامهم لحقوق مواطنيهم، حيث قاموا بمنعهم من التعبير حتى عن تعاطفهم مع قطر! .. ولو كان موقفهم سليما، لما قاموا باتخاذ تلك الإجراءات التعسفية، عبر تجريم وتحريم وتغريم من يعبر عن تعاطفه مع قطر في أوساطهم، حتى في وسائط التواصل الاجتماعي، مما يتعارض مع أبسط حقوق الإنسان. .. ومشكلتهم أنهم يديرون دولهم بعقلية «العصور الجاهلية»، مثلما كان يفعل «أبو جهل» وحليفه «أبو لهب»، دون مراعاة المتغيرات الدولية، والمستجدات السياسية، والتطورات الإعلامية والمتطلبات الحقوقية، التي جعلت المواطن الخليجي يعرف ماذا يدور حوله، مما يجعله قادراً على التمييز بين الحق والباطل، واتخاذ مواقفه، وفقاً لقناعاته الشخصية. لقد حاولوا بشتى الوسائل البائسة تشويه صورة قطر، والإضرار بسمعتها، ولم يسلم من اتهاماتهم الباطلة حتى «ملفها المونديالي»، وجاءت المواقف الدولية الداعمة للموقف القطري لتدحض ادعاءاتهم، التي لا تعدو أن تكون كذبة كبرى، نفخوا فيها وأطلقوها، وروجوا لها، وهيّجوا الرأي العام بخصوصها، وصدقوها! .. والملاحظ أن كل اتهاماتهم الموجهة إلى قطر بخصوص ما يسمونه «دعم الإرهاب» تخلو من الأدلة، ومن تعريفه تعريفاً دقيقاً لا يختلف عليه أحد، حتى يستطيع المتابع لحملاتهم التحريضية أن يفرق بينه وبين غيره. .. وعلى سبيل المثال، نجدهم يصنفون «الإخوان» بأنهم «تنظيم إرهابي»، لإرضاء حليفهم «السيسي»، في حين نجد أن العديد من وزرائهم ونوابهم وكوادرهم ومواطنيهم ينتمون إلى «الفكر الإخواني»، أو يتعاطفون مع تلك «الجماعة» التي لها حضورها في مؤسساتهم وبيوتهم وعائلاتهم و«جيوشهم»، لدرجة أن واشنطن لا تستطيع اتهام منسوبيها بتهمة «الإرهاب». .. والمؤسف أن دول «التحالف الرباعي» تتعامل مع هذه التهمة بمعايير مزدوجة، انطلاقاً من مصالحها، أو وفق أجنداتها الخاصة، دون الاعتراف بأن الظاهرة الإرهابية أصبحت عالمية، وأن قطر التي يتهمونها بدعم «الإرهاب»، مستهدفة بمواقفهم الإرهابية، التي تهدد أمنها وتقوض استقرارها. .. وفي الوقت الذي تجاوز فيه الإرهاب حدود الدول، وتغلغل في علاقاتها، وتوغل في مكوناتها، وتغول في كياناتها، من غير المقبول أن تكون معايير «الدول الأربع» مزدوجة، عبر توجيهها اتهامات باطلة ضد قطر، تستند فيها على ادعاءات بلا أدلة، ولهذا لا تستحق مجرد النظر إليها، أو البحث فيها. لقد أدى اختلاف النظرة معهم في مسألة تعريف الإرهاب إلى صعوبة التفاهم معهم، على كيفية مواجهته، والتصدي إلى شروره. .. ولا جدال في أن الاتفاق معهم على وضع تعريف محدد لمفهوم «الإرهاب» يعد من المعضلات الكبرى، ناهيك عن المشكلة في إيجاد تعريف مشترك لكلمات مثل «المقاومة الوطنية»، أو «النضال المشروع»، أو التحرر والتحرير ــ لا أقصد ميدان التحرير ــ حيث تختلف معانيها في قاموسهم السياسي، وتتقاطع معاييرها، وتتشابك أساليب استخدامها، وفقاً لمصالحهم السياسية، وآرائهم الشخصية. .. ولهذا أخشى ما أخشاه، أن تصل بهم الأمور إلى درجة أن يعلنوا صراحة بأن نضال الفلسطينيين، دفاعاً عن حقوقهم المشروعة، واسترجاع بلادهم المنهوبة، وعودة أرضهم المغتصبة، وإقامة دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس المحتلة، هو «إرهاب فلسطيني» ضد الاحتلال الإسرائيلي! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
قارن أبو لهب مع:
شارك صفحة أبو لهب على