أبو جهل

أبو جهل

أبو جهل عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عُمَر المخزومي القرشي (٦٨ ق هـ - ٢ هـ / ٥٥٥م - ٦٢٤ م) كان سيدا من سادات قريش من قبيلة كنانة وكان من أشد المعادين للنبي محمد نبي الله، وكنيته أبو الحكم، ولكن الرسول محمد كنّاه بأبي جهل بعد أن كان يُكنى بأبي الحكم، وذلك لقتله امرأة عجوزا طعنا بالحربة من قُبُلها حتى الموت، بسبب جهرها بالإسلام، وهي سمية بنت خياط. وكان أبوه هو هشام بن المغيرة سيد بني مخزوم من كنانة في حرب الفجار ضد قبائل قيس عيلان. قتله عبد الله بن مسعود الهذلي في معركة بدر. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بأبو جهل؟
أعلى المصادر التى تكتب عن أبو جهل
أحمد علي يكتب في كلمة صدق عندما يصبح «بلوتو» رئيساً لهيئة رياضية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مشكلة «تركي آل الشيخ» معاناته من «جنون العظمة» رغم أنه ليس عظيماً بل عديماً من الأخلاق السعودية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ «أبو جهل» كان من سادة «قريش» .. لكن مصيره مزبلة التاريخ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا أدري لماذا عندما يتكلم تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة في المملكة العربية السعودية أشعر أنني أتابع مسلسل الرسوم المتحركة الشهير «باباي»! .. وطبعاً لا أقصد بطل المسلسل، ذلك البحار الذي يخوض الكثير من المغامرات، دفاعاً عن صديقته «زيتونة»، وإنما أعني «بلوتو»، تلك الشخصية الكرتونية المعروفة أيضاً باسم «بروتوس»، التي صممها الرسام الأميركي «إلزي كريسلر سيغلر» وظهرت لأول مرة عام ١٩٢٩. .. والمؤسف أن هذه الشخصية المشاغبة، أصبحت دائمةالظهور حالياً في المنطقة، على أرض الواقع السياسي الذي نعيشه، مع صعود شخصية تركي آل الشيخ على سطح الأحداث، بتصريحاته المتصفة بالخلل، والمثيرة للجدل، والمليئة بالعلل! .. ولا يحتاج الأمر لمواجهة ذلك «المتروك»، والتغلب عليه إلى تناول حزمة من السبانخ، كما يفعل البحار «باباي»، إذ يكفي أن نأكل «عجوة المدينة» التي تعتبر من أغلى تمور السعودية! .. ويمكن الاستعاضة عنها في حال عدم الحصول عليها، بتناول «تمرة» واحدة من تمور القصيم من نوع «خلاص» أو «برحي» أو حتى «صقعي»، حتى نصقع ذلك المدعــو تركــــي، ليــفوق مـــن حــــالـــــة انفصام الشخصية، التي تظهر كثيراً في تصريحاته، وتسبب له اضطراباً نفسياً مؤثراً على ســــلوكه وخـــــللاً عقليــاً مســـيطراً على طريقة تفكيره، ونوعـــــية تصريحــــاته الخــــارجة عــــن حــــدود الأخلاق الرياضية. .. ومشكلة تركي آل الشيخ أنه حديث العهد بالرياضة، ولم يمارس في حياته سوى رياضة الخشيشة» مع أقرانه «البزران» أو «الورعان» في «الفريج»، وعدا ذلك ليس له أي علاقة بالحركة الرياضية، سوى تحريك «غترته» أو »شماغه»، ورفع سرواله إلى الأعلى! .. وقبل أن أخوض نزالاً رياضياً مع ذلك الشخص غير الرياضي، الذي لا يملك أي صفة من صفات الرياضيين، وفي مقدمتها الأخلاق، أود تأكيد احترامي لكل أعضاء الأسرة الرياضية السعودية، ولكل أفراد الشعب السعودي الشقيق، فرداً فرداً، باستثناء ذلك «المتروك» لتوجيه الإساءات إلى علاقات الأخوة بين الشعبين الشقيقين في قطر والسعودية. .. ولا أعتقد أن أي مواطن سعودي، سواء كان رياضياً أو غير ذلك، يقبل بالإساءات التي يوجهها تركي آل الشيخ إلى قطر والقطريين، التي تعكس انحدار أخلاقه، وقلة أدبه. .. وعندما يسخر رئيس هيئة الرياضة في السعودية من قطر، بطريقة خارجة عن أخلاقيات السعوديين، فإنما بذلك يسيء إلى «هل قطر» جميعاً، بمختلف مكوناتهم، وكافة أصولهم، وكل فروعهم ولهذا أقول له بملء صوتي «لن نسمح لك، ولن نسكت عنك». فلا تكن غراً في تصرفاتك، متغولاً في تصريحاتك، مغروراً في مواقفك، مغالياً في تعاملك. .. ولا تتصرف تصرفات الشخصية الكرتونية المسماة «بلوتو»، بطريقته الهوجاء، وشخصيته الرعناء، وتتعامل مع الآخرين بكل غرور واستعلاء. .. ومـــــــن الضـــــــــــروري أن تـــحتــــــرم نفـــسك حــــــتـــى نحـــتــــرمــــــك، ولا تسئ لغيرك حتى لا نسيء إليك. .. وتذكر أن لسانك حصانك، إن صنته صانك، وإن أهنته هانك، وأنت أهنت الرياضة السعودية التي تتولى رئاسة هيئتها العامة، بتصريحاتك وتصرفاتك. .. وأدعوك أن لا يقودك جهلك إلى التصرف بطريقة الجهال، الذين نسميهم في قطر «اليهال» أي الأطفال طااااااااال عمرك! .. ومن المعيب حقاً أن ينحدر خطاب رئيس هيئة الرياضة في السعودية إلى هذه الدرجة من الانحطاط الأخلاقي، عندما يتحدث عن قطر بطريقة استعلائية، وبنظرة استعراضية، ويسخر منها ويصفها بأنها «دويلة»، رغم أنها تأسست تاريخياً قبل تأسيس «المملكة» في شكلها الحالي المترامي الأطراف. .. ويكفي أن يعـــــلم هــــو وغيـــره، أننا في قــطــر نحتــفل بــذكرى يومنا الوطني في الثامن عشر من ديـــسمبر من كــــل عام، وهي المناسبــــــة التاريخيــة التي تـــــصادف تـــــولي مؤسس دولتـــــنا الـــــشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم في البلاد عام ١٨٧٨، منطلقاً بهذه الدولة الفتية، إلى رحاب الاستقلالية، بعيداً عن الانقياد والتبعية. .. وعندما أقول ذلك وأكتبه، أدعو أي باحث أن يتوقف عند التاريخ الذي تحتفل به المملكة العربية السعودية بيــــومها الوطــــني في الثالث والعشرين من سبتــــمبر، إحياء لذكــــرى توحيـــــدها بشكلها الحالي عام ١٩٣٤. .. وبعيــــداً عـــن عقـــــد المقــــارنــــــات، فإن القـــــطريين جمــــيعــــاً ينظرون نظرة إجلال واحترام وتقدير إلى الملك الموحد الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية الشقيقة، باعتباره واحداً من عظماء صناع التاريخ في المنطقة. لقـــــد فــــــتـــح تركـي آل الشـــيخ فــــــي تصـــريحــــاتـــه الأخـــيــــرة ملف الرياضيين المجنسين في قطر، وإذا كان مهتماً بمتابعة هذا الملف، فليبدأ ببلاده التي تتشكل تركيبتها السكانية من خليط من الأعراق، يشبهون في تنوعهم وألوانهم خيوط «السدو»، باعتبار أن جذورهم ليست كلها متجذرة في تربة شبه الجزيرة، أو نابعة منها، حيث يوجد كثيرون منهم قدموا من شرق آسيا، وغـــيرهم جــــاءوا من الشرق الإفريقي، وقدموا للمملكة إخلاصهم، وخلاصة تجاربهم في الحياة، فأخلصوا لها، وأعطوها من خبراتهم، وانــــدمــــجوا فـــــيها، وصاروا جزءا لا يتجزأ من نسيجها الوطني. .. ولا يحتاج الأمر إلى تذكير رئيس هيئة الرياضة في السعودية بعطاءات واحد من هؤلاء وهو «أمين دابو» القادم من السنغال، أو غيره، من الذين مثلوا منتخبات المملكة بعدما تم تجنيسهم. لقد لعب «دابو» المولود من أم مصرية وأب سنغالي في الاسماعيلي المصري، في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، وحقق شهرة واسعة في الملاعب المصرية، ليرحل بعدها إلى السعودية، ويلعب في النادي الأهلي، عام ١٩٧٦، وتم بعدها تجنيسه، ليشارك مع المنتخب السعودي. .. وإذا كان تركي آل الشيخ مغرماً بفتح ملف التجنيس الرياضي، لماذا لا يلتفت إلى حليفته البحرين، صاحبة التجربة الكبرى، ولا أقول الكبيرة فحسب، في هذا المجال. .. ولا أعتقد أنه لم يسمع باللاعبة البحرينية «كيمي اديكوبا» ذات الأصول النيجيرية، باعتبارها الأبرز في ملف الرياضيات المجنسات في «مملكة البحرين»، لأنها تحمل ذهبية بطولة العالم داخل الصالات في سباق ٤٠٠ متر عدو. بالإضافة إلى اللاعبة «راث جيبيث» الكينية الأصل، كما يوجد في الكتيــــــبة الرياضــية البحـــرينية المجنـــــسة، لاعب روسي اســــمه «آدم بانيروف»، يـــصارع الآخـــــرين، تحـــت الراية البـــحرينيــــة، وهـــو لا يعرف اسم عاصمتها! .. وكل هؤلاء وغيرهم من الرياضيين البحرينيين المجنسين يلعبون باسم البحرين، ولا يعرفون الفارق بين الحلوى و«المتاي»! .. ولو توقفنا عند الإمارات الحليــــفة الأخـــرى للــــسعودية في حصارها الجائر على قطر سنجد أن تجربة التجنيس الرياضي استهوتها كثيراً، وفي إطارها تم تجنيس «توما سيرجيو» الفــــائز بالميــــداليــــــة البرونزية في الجودو، في وزن تحت ٨٠كغم في أولمبياد ريو دي جانيرو، بالإضافة إلى «ايفان ريمارينكو» وهما من «مولــــدوفيـــا»، ولاعــــب ثـــــالث آخـــــر غيـــــرهما، بالإضــــافة إلى عداءة الماراثون الإثيوبية الأصل «بيتليم ديسالين»! .. ولا يحتاج الأمر أيضاً إلى فتح ملف التجنيس، على المستوى الرياضـــــــــي، أو غيــــره من المســــتويات، ســـــــــواء الاجــــتماعية أو الاقتصاديـــة، حـــــيــــث تمـــــــثل المملكـــــــة العربيــــة الســـعوديــــة نموذجاً لا مثيل له في استقطاب الآسيويين والأفارقة، الذين هاجروا إليها واستقروا فيها على امتداد العقود والعهود الماضية، وقادوا حركتها الرياضية وحراكها المالي والاقتصادي، والاجتـــــماعي، وأصبـــــحوا رواداً في قطاعاتها وأعمالها وفعالياتها المختلفة. .. ويكفي تذكير تركي آل الشيخ أن أكبر مجتمع في المنطقة قائم على تلاقي الثقافات والحضارات في مكان واحد، بلا تمييز عرقي، هو المجتمع الحجازي. .. وكلـــــــــنا نعــــلم أن أبـــناء ذلك المجتـــــمع الفسيـــفسائي خــــدموا مكة والمدينة المنورة، أكثر من غيرهم، وهم الذين جعلوا «المملكة» تنفتح على الثقافات الأخرى، وهم الذين أثروا في مسيرتها، وهم الذين أثروا فيها، وهم الذين قادوا قطاعاتها الاقتصادية، وحركاتها العمرانية، وتجاربها العلمية إلى آفاق النجاح. .. ولا داعي لاستعراض أسماء الكثيرين منــــهم الـــــذين قـــــدموا خدمات جليلة إلى المملكة العربية السعودية، في شتى مرافقها، وكافة قطاعاتها المختلفة، بل أصبحوا وزراء في حكوماتها المتعاقبة! .. ولا ننسى أيضاً أن المجتمع السعودي بامتداداته الشرقية وطوائفه الغربية مكون، ولا أقول مقسم، بمــــن يســـــمونهم في الممـــــلكة «طــــــــــرش البحـــر» أو «بقـايا الحــــــجاج» وغــــــيرهم، وتـــــــم إنصــــهارهم جــــميعاً تحــــــت «راية التـــوحيــــد»، التي تــــضم العــــديد من الأعراق والأجناس والأصول والجذور غير النابعة من شبه الجزيرة العربية. .. ولــــــكل ذلك العطاء السخي، الذي قدمه ويقــــــدمه المجنسون في المجتمع الســـــعــــودي، بمختــــــلف شرائحــــــهم، لا داعـــي لتـــــلــــك النــظــرة العنـــــــــصرية المتخــــلفــــــة، الـــــتي أصبــــحت جــــزءا مــــــن رؤية تركي آل الشيخ للآخرين، حيث صار يتصرف وكأنه واحد من أفراد «شعب الله المختار»، ويرى نفسه أعلى شأنا، وأرفع مكاناً من غيره، من خلال استنساخ عصري لشخصية «أبو جهل»، وإحياء مؤسف لصفات «الجاهلية» وأطباعها وأطماعها. إن مشكلة تركي آل الشيخ تكمن في حالة «جنون العظمة» التي تنتابه، بين حين وآخر، رغم أنه ليـــــس عظيماً، بل لا يعدو أن يكون عديماً من الأخلاق، ومنعدماً من القيم النبيلة، والصفات الجميلة، التي يتصف بها أشقاؤنا السعوديون. .. كما أن مشكلة رئيس هيئة الرياضة السعودية أيـــضاً، شـــــعوره بعقدة النقص، عندما ينظر إلى قطر وإنجازاتها الرياضية، ولهذا يريد الانتقاص من شأنها، بعدما نجحت في تحقيق ما عجزت عن تحقيقه العديد من دول المنطقة. .. والأمثلة كثيرة في هذا المجال، لكنني على أي حال سأوجزها في هذا المقال في الإطار الرياضي فقط. .. ويكفي أن نذكره أن بطل العالم في الوثب العالي هـــو القـــــطري معتز برشم، الفائز بجائزة أفضل رياضي في العالم للعام الحالي، خلال احتفالية الاتحاد الدولي لألعاب القوى، التي أقامها الشهر الماضي في إمارة موناكو، وهو صناعة قطرية مائة في المائة، ولم يتم استيراده من حفر الباطن، أو استيلاده من عرعر! .. وهو يحمل أيضاً جائزة أفضل رياضي في القارة الآسيوية لهذا العام، الممنوحة من اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية «أنوك»، خلال احتفاليــــته التي أقيمـــــت في شـــــهر نوفمــــبر الماضـــــي في العاصمة التشيكية براغ. .. ولو عدنا إلى البطولات العالمية الناجحة التي استضافتها قطر على مدى العشـــــــرين عـــاماً الماضيــــة، سنـــــتوقف عـــــند أبرزها، بـــــل أكبرها وأضخمها، وهي دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة، التي نظمتها الدوحة عام ٢٠٠٦، وتمت خلال فعالياتها المنافسة على ٤٦ لعـــــبة ونــــــشاطــــا رياضيا، مما يشكل رقماً قياسيا غير مسبــــوق، علمــــــاً أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي نالت شرف تنظيم هذه الدورة القارية على مستوى القارة الآسيوية, وكان من بين حاضريها وقتها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد. عدا نجاح الرياضة القطرية في استضافة بطولة العالم الرابعة والعشرين لكرة اليد عام ٢٠١٥، والنجاح القطـــري في الــــفوز باستـــــضافة بطولة العالم لألعاب القوى عام ٢٠١٩، في نسختها السابعة عشرة، بعدما تم اختيار الدوحة من بين ٣ مدن تقدمت بطلبات الاستضافة، وهي «برشلونة» الإسبانية، و«يوجين» الواقعة في ولاية «اوريغون» الأميركية. كل هذه الإنجازات الرياضية نضعها في كفة، ونأتي إلى الكفة الأخرى، لنضع الملف القطري الناجح الرائع المكتمل، الذي منح قطر شرف استضافة مونديال ٢٠٢٢ لكرة القدم. .. ورغم مواقف تركي آل الشـــــيخ المســيئة إلى قطـــــر، فإننـــــي في إطار كرم الضيافة، التي تعتبر من ركائز الشخصية القطرية، أدعوه من الآن، عبر سطور هذا المقال، لحضور مباريات «المونديال القطري» على حسابي الشخصي، متحملاً جميع تكاليف سفره إلى الدوحة بالدرجة الأولى، على متن الخطوط القطـــــرية، والإقامة في أحد الفنادق الفخمة، التي تنتـــــشر في دولتنا، مع ضمان ترتيب زيارة خاصة له إلى سوق واقف، وأيضاً إلى «حديقة الحيوان»! .. أما بخصوص بطولة العالم للشطرنج، التي تستضيفها الرياض حالــــــياً، أود التــــــوقـــــــف عنــــــد فتــــوى ســـــماحة الشـــــيخ عبــــــدالعزيـــز بن عبـــــدالله آل الشــــيـــخ, مفـــــتـــــي عـــــــام المملكـــة ورئيس هيئة كبار العلماء, التي أعلنها في برنامج «كشف المستور» في قناة «المجد» عندما تم سؤاله عن تلك اللعبة فأفتى قائلاً «لعبة الشطرنج محرمة، وهي داخلة في الميسر، في عموم قوله «إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون». مضيفاً أنها «مشغلة للوقت, ومنفقة للمال، وسبب للعداوة والبغضاء ، يدخلها الغني ويخرج فقيراً، ويدخل الفقير فيصبح غنياً، وهي سبب العداوة والتـــناحر، فهي بلاء وقضاء وقت في غير محله». ولا أدري ما هو رأي رئيس هيئة الرياضة في السعودية تركي آل الشيخ, بشأن هذه الفتوى الصادرة عن فضيلة الشيخ «آل الشيخ»؟! وحتى يوضح لنا رأيه في هذه المسألة، أتمنى أن لا ينسى تركي آل الشيخ، أنه يتولى رئاسة هيئــــة رسمـــية تمـــثل «المملـكة» الشقـــيقة، التي نحبها ونحترم شعبها، رغم الخلاف السياسي مع نظامها، وهو مسؤول عن كافة رياضييها ولاعبيها ومنسوبيها، وينبغي عليه أن يعلم جيداً أن زمن الجـــهل والجاهلية ولّى إلى غيــــــر رجــــــعة، في شـــــبه الجزيرة العربية. .. ولا بد من تذكيره دائماً أن «أبو جهل» كان عربياً قرشياً، حيث كان عمرو بن هــــشام بن المغــــيرة المخـــــزومي القرشي (٥٧٢ ــ ٦٢٤م) سيداً من سادات قريش. .. وأمه أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل «التميمية»، ورغم كل ذلك الحسب والنسب, والأصـــــل والفصل, الضــــارب في الجذور العربيــــــة، فإن مصير «أبــــو جــهــل» هــــو مزبلة التاريخ! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب عندما يصبح "بلوتو" رئيسا لهيئة رياضية مشكلة "تركي آل شيخ" معاناته من "جنون العظمة" رغم أنه ليس عظيما بل عديما من الأخلاق السعودية "أبو جهل" كان من سادة "قريش"..لكن مصيره مزبلة التاريخ لا أدري لماذا عندما يتكلم تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة في المملكة العربية السعودية أشعر أنني أتابع مسلسل الرسوم المتحركة الشهير «باباي»! .. وطبعاً لا أقصد بطل المسلسل، ذلك البحار الذي يخوض الكثير من المغامرات، دفاعاً عن صديقته «زيتونة»، وإنما أعني «بلوتو»، تلك الشخصية الكرتونية المعروفة أيضاً باسم «بروتوس»، التي صممها الرسام الأميركي «إلزي كريسلر سيغلر» وظهرت لأول مرة عام ١٩٢٩. .. والمؤسف أن هذه الشخصية المشاغبة، أصبحت دائمةالظهور حالياً في المنطقة، على أرض الواقع السياسي الذي نعيشه، مع صعود شخصية تركي آل الشيخ على سطح الأحداث، بتصريحاته المتصفة بالخلل، والمثيرة للجدل، والمليئة بالعلل! .. ولا يحتاج الأمر لمواجهة ذلك «المتروك»، والتغلب عليه إلى تناول حزمة من السبانخ، كما يفعل البحار «باباي»، إذ يكفي أن نأكل «عجوة المدينة» التي تعتبر من أغلى تمور السعودية! .. ويمكن الاستعاضة عنها في حال عدم الحصول عليها، بتناول «تمرة» واحدة من تمور القصيم من نوع «خلاص» أو «برحي» أو حتى «صقعي»، حتى نصقع ذلك المدعــو تركــــي، ليــفوق مـــن حــــالـــــة انفصام الشخصية، التي تظهر كثيراً في تصريحاته، وتسبب له اضطراباً نفسياً مؤثراً على ســــلوكه وخـــــللاً عقليــاً مســـيطراً على طريقة تفكيره، ونوعـــــية تصريحــــاته الخــــارجة عــــن حــــدود الأخلاق الرياضية. .. ومشكلة تركي آل الشيخ أنه حديث العهد بالرياضة، ولم يمارس في حياته سوى رياضة الخشيشة» مع أقرانه «البزران» أو «الورعان» في «الفريج»، وعدا ذلك ليس له أي علاقة بالحركة الرياضية، سوى تحريك «غترته» أو »شماغه»، ورفع سرواله إلى الأعلى! .. وقبل أن أخوض نزالاً رياضياً مع ذلك الشخص غير الرياضي، الذي لا يملك أي صفة من صفات الرياضيين، وفي مقدمتها الأخلاق، أود تأكيد احترامي لكل أعضاء الأسرة الرياضية السعودية، ولكل أفراد الشعب السعودي الشقيق، فرداً فرداً، باستثناء ذلك «المتروك» لتوجيه الإساءات إلى علاقات الأخوة بين الشعبين الشقيقين في قطر والسعودية. .. ولا أعتقد أن أي مواطن سعودي، سواء كان رياضياً أو غير ذلك، يقبل بالإساءات التي يوجهها تركي آل الشيخ إلى قطر والقطريين، التي تعكس انحدار أخلاقه، وقلة أدبه. .. وعندما يسخر رئيس هيئة الرياضة في السعودية من قطر، بطريقة خارجة عن أخلاقيات السعوديين، فإنما بذلك يسيء إلى «هل قطر» جميعاً، بمختلف مكوناتهم، وكافة أصولهم، وكل فروعهم ولهذا أقول له بملء صوتي «لن نسمح لك، ولن نسكت عنك». فلا تكن غراً في تصرفاتك، متغولاً في تصريحاتك، مغروراً في مواقفك، مغالياً في تعاملك. .. ولا تتصرف تصرفات الشخصية الكرتونية المسماة «بلوتو»، بطريقته الهوجاء، وشخصيته الرعناء، وتتعامل مع الآخرين بكل غرور واستعلاء. .. ومـــــــن الضـــــــــــروري أن تـــحتــــــرم نفـــسك حــــــتـــى نحـــتــــرمــــــك، ولا تسئ لغيرك حتى لا نسيء إليك. .. وتذكر أن لسانك حصانك، إن صنته صانك، وإن أهنته هانك، وأنت أهنت الرياضة السعودية التي تتولى رئاسة هيئتها العامة، بتصريحاتك وتصرفاتك. .. وأدعوك أن لا يقودك جهلك إلى التصرف بطريقة الجهال، الذين نسميهم في قطر «اليهال» أي الأطفال طااااااااال عمرك! .. ومن المعيب حقاً أن ينحدر خطاب رئيس هيئة الرياضة في السعودية إلى هذه الدرجة من الانحطاط الأخلاقي، عندما يتحدث عن قطر بطريقة استعلائية، وبنظرة استعراضية، ويسخر منها ويصفها بأنها «دويلة»، رغم أنها تأسست تاريخياً قبل تأسيس «المملكة» في شكلها الحالي المترامي الأطراف. .. ويكفي أن يعـــــلم هــــو وغيـــره، أننا في قــطــر نحتــفل بــذكرى يومنا الوطني في الثامن عشر من ديـــسمبر من كــــل عام، وهي المناسبــــــة التاريخيــة التي تـــــصادف تـــــولي مؤسس دولتـــــنا الـــــشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم في البلاد عام ١٨٧٨، منطلقاً بهذه الدولة الفتية، إلى رحاب الاستقلالية، بعيداً عن الانقياد والتبعية. .. وعندما أقول ذلك وأكتبه، أدعو أي باحث أن يتوقف عند التاريخ الذي تحتفل به المملكة العربية السعودية بيــــومها الوطــــني في الثالث والعشرين من سبتــــمبر، إحياء لذكــــرى توحيـــــدها بشكلها الحالي عام ١٩٣٤. .. وبعيــــداً عـــن عقـــــد المقــــارنــــــات، فإن القـــــطريين جمــــيعــــاً ينظرون نظرة إجلال واحترام وتقدير إلى الملك الموحد الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية الشقيقة، باعتباره واحداً من عظماء صناع التاريخ في المنطقة. لقـــــد فــــــتـــح تركـي آل الشـــيخ فــــــي تصـــريحــــاتـــه الأخـــيــــرة ملف الرياضيين المجنسين في قطر، وإذا كان مهتماً بمتابعة هذا الملف، فليبدأ ببلاده التي تتشكل تركيبتها السكانية من خليط من الأعراق، يشبهون في تنوعهم وألوانهم خيوط «السدو»، باعتبار أن جذورهم ليست كلها متجذرة في تربة شبه الجزيرة، أو نابعة منها، حيث يوجد كثيرون منهم قدموا من شرق آسيا، وغـــيرهم جــــاءوا من الشرق الإفريقي، وقدموا للمملكة إخلاصهم، وخلاصة تجاربهم في الحياة، فأخلصوا لها، وأعطوها من خبراتهم، وانــــدمــــجوا فـــــيها، وصاروا جزءا لا يتجزأ من نسيجها الوطني. .. ولا يحتاج الأمر إلى تذكير رئيس هيئة الرياضة في السعودية بعطاءات واحد من هؤلاء وهو «أمين دابو» القادم من السنغال، أو غيره، من الذين مثلوا منتخبات المملكة بعدما تم تجنيسهم. لقد لعب «دابو» المولود من أم مصرية وأب سنغالي في الاسماعيلي المصري، في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، وحقق شهرة واسعة في الملاعب المصرية، ليرحل بعدها إلى السعودية، ويلعب في النادي الأهلي، عام ١٩٧٦، وتم بعدها تجنيسه، ليشارك مع المنتخب السعودي. .. وإذا كان تركي آل الشيخ مغرماً بفتح ملف التجنيس الرياضي، لماذا لا يلتفت إلى حليفته البحرين، صاحبة التجربة الكبرى، ولا أقول الكبيرة فحسب، في هذا المجال. .. ولا أعتقد أنه لم يسمع باللاعبة البحرينية «كيمي اديكوبا» ذات الأصول النيجيرية، باعتبارها الأبرز في ملف الرياضيات المجنسات في «مملكة البحرين»، لأنها تحمل ذهبية بطولة العالم داخل الصالات في سباق ٤٠٠ متر عدو. بالإضافة إلى اللاعبة «راث جيبيث» الكينية الأصل، كما يوجد في الكتيــــــبة الرياضــية البحـــرينية المجنـــــسة، لاعب روسي اســــمه «آدم بانيروف»، يـــصارع الآخـــــرين، تحـــت الراية البـــحرينيــــة، وهـــو لا يعرف اسم عاصمتها! .. وكل هؤلاء وغيرهم من الرياضيين البحرينيين المجنسين يلعبون باسم البحرين، ولا يعرفون الفارق بين الحلوى و«المتاي»! .. ولو توقفنا عند الإمارات الحليــــفة الأخـــرى للــــسعودية في حصارها الجائر على قطر سنجد أن تجربة التجنيس الرياضي استهوتها كثيراً، وفي إطارها تم تجنيس «توما سيرجيو» الفــــائز بالميــــداليــــــة البرونزية في الجودو، في وزن تحت ٨٠كغم في أولمبياد ريو دي جانيرو، بالإضافة إلى «ايفان ريمارينكو» وهما من «مولــــدوفيـــا»، ولاعــــب ثـــــالث آخـــــر غيـــــرهما، بالإضــــافة إلى عداءة الماراثون الإثيوبية الأصل «بيتليم ديسالين»! .. ولا يحتاج الأمر أيضاً إلى فتح ملف التجنيس، على المستوى الرياضـــــــــي، أو غيــــره من المســــتويات، ســـــــــواء الاجــــتماعية أو الاقتصاديـــة، حـــــيــــث تمـــــــثل المملكـــــــة العربيــــة الســـعوديــــة نموذجاً لا مثيل له في استقطاب الآسيويين والأفارقة، الذين هاجروا إليها واستقروا فيها على امتداد العقود والعهود الماضية، وقادوا حركتها الرياضية وحراكها المالي والاقتصادي، والاجتـــــماعي، وأصبـــــحوا رواداً في قطاعاتها وأعمالها وفعالياتها المختلفة. .. ويكفي تذكير تركي آل الشيخ أن أكبر مجتمع في المنطقة قائم على تلاقي الثقافات والحضارات في مكان واحد، بلا تمييز عرقي، هو المجتمع الحجازي. .. وكلـــــــــنا نعــــلم أن أبـــناء ذلك المجتـــــمع الفسيـــفسائي خــــدموا مكة والمدينة المنورة، أكثر من غيرهم، وهم الذين جعلوا «المملكة» تنفتح على الثقافات الأخرى، وهم الذين أثروا في مسيرتها، وهم الذين أثروا فيها، وهم الذين قادوا قطاعاتها الاقتصادية، وحركاتها العمرانية، وتجاربها العلمية إلى آفاق النجاح. .. ولا داعي لاستعراض أسماء الكثيرين منــــهم الـــــذين قـــــدموا خدمات جليلة إلى المملكة العربية السعودية، في شتى مرافقها، وكافة قطاعاتها المختلفة، بل أصبحوا وزراء في حكوماتها المتعاقبة! .. ولا ننسى أيضاً أن المجتمع السعودي بامتداداته الشرقية وطوائفه الغربية مكون، ولا أقول مقسم، بمــــن يســـــمونهم في الممـــــلكة «طــــــــــرش البحـــر» أو «بقـايا الحــــــجاج» وغــــــيرهم، وتـــــــم إنصــــهارهم جــــميعاً تحــــــت «راية التـــوحيــــد»، التي تــــضم العــــديد من الأعراق والأجناس والأصول والجذور غير النابعة من شبه الجزيرة العربية. .. ولــــــكل ذلك العطاء السخي، الذي قدمه ويقــــــدمه المجنسون في المجتمع الســـــعــــودي، بمختــــــلف شرائحــــــهم، لا داعـــي لتـــــلــــك النــظــرة العنـــــــــصرية المتخــــلفــــــة، الـــــتي أصبــــحت جــــزءا مــــــن رؤية تركي آل الشيخ للآخرين، حيث صار يتصرف وكأنه واحد من أفراد «شعب الله المختار»، ويرى نفسه أعلى شأنا، وأرفع مكاناً من غيره، من خلال استنساخ عصري لشخصية «أبو جهل»، وإحياء مؤسف لصفات «الجاهلية» وأطباعها وأطماعها. إن مشكلة تركي آل الشيخ تكمن في حالة «جنون العظمة» التي تنتابه، بين حين وآخر، رغم أنه ليـــــس عظيماً، بل لا يعدو أن يكون عديماً من الأخلاق، ومنعدماً من القيم النبيلة، والصفات الجميلة، التي يتصف بها أشقاؤنا السعوديون. .. كما أن مشكلة رئيس هيئة الرياضة السعودية أيـــضاً، شـــــعوره بعقدة النقص، عندما ينظر إلى قطر وإنجازاتها الرياضية، ولهذا يريد الانتقاص من شأنها، بعدما نجحت في تحقيق ما عجزت عن تحقيقه العديد من دول المنطقة. .. والأمثلة كثيرة في هذا المجال، لكنني على أي حال سأوجزها في هذا المقال في الإطار الرياضي فقط. .. ويكفي أن نذكره أن بطل العالم في الوثب العالي هـــو القـــــطري معتز برشم، الفائز بجائزة أفضل رياضي في العالم للعام الحالي، خلال احتفالية الاتحاد الدولي لألعاب القوى، التي أقامها الشهر الماضي في إمارة موناكو، وهو صناعة قطرية مائة في المائة، ولم يتم استيراده من حفر الباطن، أو استيلاده من عرعر! .. وهو يحمل أيضاً جائزة أفضل رياضي في القارة الآسيوية لهذا العام، الممنوحة من اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية «أنوك»، خلال احتفاليــــته التي أقيمـــــت في شـــــهر نوفمــــبر الماضـــــي في العاصمة التشيكية براغ. .. ولو عدنا إلى البطولات العالمية الناجحة التي استضافتها قطر على مدى العشـــــــرين عـــاماً الماضيــــة، سنـــــتوقف عـــــند أبرزها، بـــــل أكبرها وأضخمها، وهي دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة، التي نظمتها الدوحة عام ٢٠٠٦، وتمت خلال فعالياتها المنافسة على ٤٦ لعـــــبة ونــــــشاطــــا رياضيا، مما يشكل رقماً قياسيا غير مسبــــوق، علمــــــاً أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي نالت شرف تنظيم هذه الدورة القارية على مستوى القارة الآسيوية, وكان من بين حاضريها وقتها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد. عدا نجاح الرياضة القطرية في استضافة بطولة العالم الرابعة والعشرين لكرة اليد عام ٢٠١٥، والنجاح القطـــري في الــــفوز باستـــــضافة بطولة العالم لألعاب القوى عام ٢٠١٩، في نسختها السابعة عشرة، بعدما تم اختيار الدوحة من بين ٣ مدن تقدمت بطلبات الاستضافة، وهي «برشلونة» الإسبانية، و«يوجين» الواقعة في ولاية «اوريغون» الأميركية. كل هذه الإنجازات الرياضية نضعها في كفة، ونأتي إلى الكفة الأخرى، لنضع الملف القطري الناجح الرائع المكتمل، الذي منح قطر شرف استضافة مونديال ٢٠٢٢ لكرة القدم. .. ورغم مواقف تركي آل الشـــــيخ المســيئة إلى قطـــــر، فإننـــــي في إطار كرم الضيافة، التي تعتبر من ركائز الشخصية القطرية، أدعوه من الآن، عبر سطور هذا المقال، لحضور مباريات «المونديال القطري» على حسابي الشخصي، متحملاً جميع تكاليف سفره إلى الدوحة بالدرجة الأولى، على متن الخطوط القطـــــرية، والإقامة في أحد الفنادق الفخمة، التي تنتـــــشر في دولتنا، مع ضمان ترتيب زيارة خاصة له إلى سوق واقف، وأيضاً إلى «حديقة الحيوان»! .. أما بخصوص بطولة العالم للشطرنج، التي تستضيفها الرياض حالــــــياً، أود التــــــوقـــــــف عنــــــد فتــــوى ســـــماحة الشـــــيخ عبــــــدالعزيـــز بن عبـــــدالله آل الشــــيـــخ, مفـــــتـــــي عـــــــام المملكـــة ورئيس هيئة كبار العلماء, التي أعلنها في برنامج «كشف المستور» في قناة «المجد» عندما تم سؤاله عن تلك اللعبة فأفتى قائلاً «لعبة الشطرنج محرمة، وهي داخلة في الميسر، في عموم قوله «إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون». مضيفاً أنها «مشغلة للوقت, ومنفقة للمال، وسبب للعداوة والبغضاء ، يدخلها الغني ويخرج فقيراً، ويدخل الفقير فيصبح غنياً، وهي سبب العداوة والتـــناحر، فهي بلاء وقضاء وقت في غير محله». ولا أدري ما هو رأي رئيس هيئة الرياضة في السعودية تركي آل الشيخ, بشأن هذه الفتوى الصادرة عن فضيلة الشيخ «آل الشيخ»؟! وحتى يوضح لنا رأيه في هذه المسألة، أتمنى أن لا ينسى تركي آل الشيخ، أنه يتولى رئاسة هيئــــة رسمـــية تمـــثل «المملـكة» الشقـــيقة، التي نحبها ونحترم شعبها، رغم الخلاف السياسي مع نظامها، وهو مسؤول عن كافة رياضييها ولاعبيها ومنسوبيها، وينبغي عليه أن يعلم جيداً أن زمن الجـــهل والجاهلية ولّى إلى غيــــــر رجــــــعة، في شـــــبه الجزيرة العربية. .. ولا بد من تذكيره دائماً أن «أبو جهل» كان عربياً قرشياً، حيث كان عمرو بن هــــشام بن المغــــيرة المخـــــزومي القرشي (٥٧٢ ــ ٦٢٤م) سيداً من سادات قريش. .. وأمه أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل «التميمية»، ورغم كل ذلك الحسب والنسب, والأصـــــل والفصل, الضــــارب في الجذور العربيــــــة، فإن مصير «أبــــو جــهــل» هــــو مزبلة التاريخ!
أحمد علي يكتب في كلمة صدق عندما يصبح «بلوتو» رئيساً لهيئة رياضية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مشكلة «تركي آل الشيخ» معاناته من «جنون العظمة» رغم أنه ليس عظيماً بل عديماً من الأخلاق السعودية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ «أبو جهل» كان من سادة «قريش» .. لكن مصيره مزبلة التاريخ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا أدري لماذا عندما يتكلم تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة في المملكة العربية السعودية أشعر أنني أتابع مسلسل الرسوم المتحركة الشهير «باباي»! .. وطبعاً لا أقصد بطل المسلسل، ذلك البحار الذي يخوض الكثير من المغامرات، دفاعاً عن صديقته «زيتونة»، وإنما أعني «بلوتو»، تلك الشخصية الكرتونية المعروفة أيضاً باسم «بروتوس»، التي صممها الرسام الأميركي «إلزي كريسلر سيغلر» وظهرت لأول مرة عام ١٩٢٩. .. والمؤسف أن هذه الشخصية المشاغبة، أصبحت دائمةالظهور حالياً في المنطقة، على أرض الواقع السياسي الذي نعيشه، مع صعود شخصية تركي آل الشيخ على سطح الأحداث، بتصريحاته المتصفة بالخلل، والمثيرة للجدل، والمليئة بالعلل! .. ولا يحتاج الأمر لمواجهة ذلك «المتروك»، والتغلب عليه إلى تناول حزمة من السبانخ، كما يفعل البحار «باباي»، إذ يكفي أن نأكل «عجوة المدينة» التي تعتبر من أغلى تمور السعودية! .. ويمكن الاستعاضة عنها في حال عدم الحصول عليها، بتناول «تمرة» واحدة من تمور القصيم من نوع «خلاص» أو «برحي» أو حتى «صقعي»، حتى نصقع ذلك المدعــو تركــــي، ليــفوق مـــن حــــالـــــة انفصام الشخصية، التي تظهر كثيراً في تصريحاته، وتسبب له اضطراباً نفسياً مؤثراً على ســــلوكه وخـــــللاً عقليــاً مســـيطراً على طريقة تفكيره، ونوعـــــية تصريحــــاته الخــــارجة عــــن حــــدود الأخلاق الرياضية. .. ومشكلة تركي آل الشيخ أنه حديث العهد بالرياضة، ولم يمارس في حياته سوى رياضة الخشيشة» مع أقرانه «البزران» أو «الورعان» في «الفريج»، وعدا ذلك ليس له أي علاقة بالحركة الرياضية، سوى تحريك «غترته» أو »شماغه»، ورفع سرواله إلى الأعلى! .. وقبل أن أخوض نزالاً رياضياً مع ذلك الشخص غير الرياضي، الذي لا يملك أي صفة من صفات الرياضيين، وفي مقدمتها الأخلاق، أود تأكيد احترامي لكل أعضاء الأسرة الرياضية السعودية، ولكل أفراد الشعب السعودي الشقيق، فرداً فرداً، باستثناء ذلك «المتروك» لتوجيه الإساءات إلى علاقات الأخوة بين الشعبين الشقيقين في قطر والسعودية. .. ولا أعتقد أن أي مواطن سعودي، سواء كان رياضياً أو غير ذلك، يقبل بالإساءات التي يوجهها تركي آل الشيخ إلى قطر والقطريين، التي تعكس انحدار أخلاقه، وقلة أدبه. .. وعندما يسخر رئيس هيئة الرياضة في السعودية من قطر، بطريقة خارجة عن أخلاقيات السعوديين، فإنما بذلك يسيء إلى «هل قطر» جميعاً، بمختلف مكوناتهم، وكافة أصولهم، وكل فروعهم ولهذا أقول له بملء صوتي «لن نسمح لك، ولن نسكت عنك». فلا تكن غراً في تصرفاتك، متغولاً في تصريحاتك، مغروراً في مواقفك، مغالياً في تعاملك. .. ولا تتصرف تصرفات الشخصية الكرتونية المسماة «بلوتو»، بطريقته الهوجاء، وشخصيته الرعناء، وتتعامل مع الآخرين بكل غرور واستعلاء. .. ومـــــــن الضـــــــــــروري أن تـــحتــــــرم نفـــسك حــــــتـــى نحـــتــــرمــــــك، ولا تسئ لغيرك حتى لا نسيء إليك. .. وتذكر أن لسانك حصانك، إن صنته صانك، وإن أهنته هانك، وأنت أهنت الرياضة السعودية التي تتولى رئاسة هيئتها العامة، بتصريحاتك وتصرفاتك. .. وأدعوك أن لا يقودك جهلك إلى التصرف بطريقة الجهال، الذين نسميهم في قطر «اليهال» أي الأطفال طااااااااال عمرك! .. ومن المعيب حقاً أن ينحدر خطاب رئيس هيئة الرياضة في السعودية إلى هذه الدرجة من الانحطاط الأخلاقي، عندما يتحدث عن قطر بطريقة استعلائية، وبنظرة استعراضية، ويسخر منها ويصفها بأنها «دويلة»، رغم أنها تأسست تاريخياً قبل تأسيس «المملكة» في شكلها الحالي المترامي الأطراف. .. ويكفي أن يعـــــلم هــــو وغيـــره، أننا في قــطــر نحتــفل بــذكرى يومنا الوطني في الثامن عشر من ديـــسمبر من كــــل عام، وهي المناسبــــــة التاريخيــة التي تـــــصادف تـــــولي مؤسس دولتـــــنا الـــــشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم في البلاد عام ١٨٧٨، منطلقاً بهذه الدولة الفتية، إلى رحاب الاستقلالية، بعيداً عن الانقياد والتبعية. .. وعندما أقول ذلك وأكتبه، أدعو أي باحث أن يتوقف عند التاريخ الذي تحتفل به المملكة العربية السعودية بيــــومها الوطــــني في الثالث والعشرين من سبتــــمبر، إحياء لذكــــرى توحيـــــدها بشكلها الحالي عام ١٩٣٤. .. وبعيــــداً عـــن عقـــــد المقــــارنــــــات، فإن القـــــطريين جمــــيعــــاً ينظرون نظرة إجلال واحترام وتقدير إلى الملك الموحد الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية الشقيقة، باعتباره واحداً من عظماء صناع التاريخ في المنطقة. لقـــــد فــــــتـــح تركـي آل الشـــيخ فــــــي تصـــريحــــاتـــه الأخـــيــــرة ملف الرياضيين المجنسين في قطر، وإذا كان مهتماً بمتابعة هذا الملف، فليبدأ ببلاده التي تتشكل تركيبتها السكانية من خليط من الأعراق، يشبهون في تنوعهم وألوانهم خيوط «السدو»، باعتبار أن جذورهم ليست كلها متجذرة في تربة شبه الجزيرة، أو نابعة منها، حيث يوجد كثيرون منهم قدموا من شرق آسيا، وغـــيرهم جــــاءوا من الشرق الإفريقي، وقدموا للمملكة إخلاصهم، وخلاصة تجاربهم في الحياة، فأخلصوا لها، وأعطوها من خبراتهم، وانــــدمــــجوا فـــــيها، وصاروا جزءا لا يتجزأ من نسيجها الوطني. .. ولا يحتاج الأمر إلى تذكير رئيس هيئة الرياضة في السعودية بعطاءات واحد من هؤلاء وهو «أمين دابو» القادم من السنغال، أو غيره، من الذين مثلوا منتخبات المملكة بعدما تم تجنيسهم. لقد لعب «دابو» المولود من أم مصرية وأب سنغالي في الاسماعيلي المصري، في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، وحقق شهرة واسعة في الملاعب المصرية، ليرحل بعدها إلى السعودية، ويلعب في النادي الأهلي، عام ١٩٧٦، وتم بعدها تجنيسه، ليشارك مع المنتخب السعودي. .. وإذا كان تركي آل الشيخ مغرماً بفتح ملف التجنيس الرياضي، لماذا لا يلتفت إلى حليفته البحرين، صاحبة التجربة الكبرى، ولا أقول الكبيرة فحسب، في هذا المجال. .. ولا أعتقد أنه لم يسمع باللاعبة البحرينية «كيمي اديكوبا» ذات الأصول النيجيرية، باعتبارها الأبرز في ملف الرياضيات المجنسات في «مملكة البحرين»، لأنها تحمل ذهبية بطولة العالم داخل الصالات في سباق ٤٠٠ متر عدو. بالإضافة إلى اللاعبة «راث جيبيث» الكينية الأصل، كما يوجد في الكتيــــــبة الرياضــية البحـــرينية المجنـــــسة، لاعب روسي اســــمه «آدم بانيروف»، يـــصارع الآخـــــرين، تحـــت الراية البـــحرينيــــة، وهـــو لا يعرف اسم عاصمتها! .. وكل هؤلاء وغيرهم من الرياضيين البحرينيين المجنسين يلعبون باسم البحرين، ولا يعرفون الفارق بين الحلوى و«المتاي»! .. ولو توقفنا عند الإمارات الحليــــفة الأخـــرى للــــسعودية في حصارها الجائر على قطر سنجد أن تجربة التجنيس الرياضي استهوتها كثيراً، وفي إطارها تم تجنيس «توما سيرجيو» الفــــائز بالميــــداليــــــة البرونزية في الجودو، في وزن تحت ٨٠كغم في أولمبياد ريو دي جانيرو، بالإضافة إلى «ايفان ريمارينكو» وهما من «مولــــدوفيـــا»، ولاعــــب ثـــــالث آخـــــر غيـــــرهما، بالإضــــافة إلى عداءة الماراثون الإثيوبية الأصل «بيتليم ديسالين»! .. ولا يحتاج الأمر أيضاً إلى فتح ملف التجنيس، على المستوى الرياضـــــــــي، أو غيــــره من المســــتويات، ســـــــــواء الاجــــتماعية أو الاقتصاديـــة، حـــــيــــث تمـــــــثل المملكـــــــة العربيــــة الســـعوديــــة نموذجاً لا مثيل له في استقطاب الآسيويين والأفارقة، الذين هاجروا إليها واستقروا فيها على امتداد العقود والعهود الماضية، وقادوا حركتها الرياضية وحراكها المالي والاقتصادي، والاجتـــــماعي، وأصبـــــحوا رواداً في قطاعاتها وأعمالها وفعالياتها المختلفة. .. ويكفي تذكير تركي آل الشيخ أن أكبر مجتمع في المنطقة قائم على تلاقي الثقافات والحضارات في مكان واحد، بلا تمييز عرقي، هو المجتمع الحجازي. .. وكلـــــــــنا نعــــلم أن أبـــناء ذلك المجتـــــمع الفسيـــفسائي خــــدموا مكة والمدينة المنورة، أكثر من غيرهم، وهم الذين جعلوا «المملكة» تنفتح على الثقافات الأخرى، وهم الذين أثروا في مسيرتها، وهم الذين أثروا فيها، وهم الذين قادوا قطاعاتها الاقتصادية، وحركاتها العمرانية، وتجاربها العلمية إلى آفاق النجاح. .. ولا داعي لاستعراض أسماء الكثيرين منــــهم الـــــذين قـــــدموا خدمات جليلة إلى المملكة العربية السعودية، في شتى مرافقها، وكافة قطاعاتها المختلفة، بل أصبحوا وزراء في حكوماتها المتعاقبة! .. ولا ننسى أيضاً أن المجتمع السعودي بامتداداته الشرقية وطوائفه الغربية مكون، ولا أقول مقسم، بمــــن يســـــمونهم في الممـــــلكة «طــــــــــرش البحـــر» أو «بقـايا الحــــــجاج» وغــــــيرهم، وتـــــــم إنصــــهارهم جــــميعاً تحــــــت «راية التـــوحيــــد»، التي تــــضم العــــديد من الأعراق والأجناس والأصول والجذور غير النابعة من شبه الجزيرة العربية. .. ولــــــكل ذلك العطاء السخي، الذي قدمه ويقــــــدمه المجنسون في المجتمع الســـــعــــودي، بمختــــــلف شرائحــــــهم، لا داعـــي لتـــــلــــك النــظــرة العنـــــــــصرية المتخــــلفــــــة، الـــــتي أصبــــحت جــــزءا مــــــن رؤية تركي آل الشيخ للآخرين، حيث صار يتصرف وكأنه واحد من أفراد «شعب الله المختار»، ويرى نفسه أعلى شأنا، وأرفع مكاناً من غيره، من خلال استنساخ عصري لشخصية «أبو جهل»، وإحياء مؤسف لصفات «الجاهلية» وأطباعها وأطماعها. إن مشكلة تركي آل الشيخ تكمن في حالة «جنون العظمة» التي تنتابه، بين حين وآخر، رغم أنه ليـــــس عظيماً، بل لا يعدو أن يكون عديماً من الأخلاق، ومنعدماً من القيم النبيلة، والصفات الجميلة، التي يتصف بها أشقاؤنا السعوديون. .. كما أن مشكلة رئيس هيئة الرياضة السعودية أيـــضاً، شـــــعوره بعقدة النقص، عندما ينظر إلى قطر وإنجازاتها الرياضية، ولهذا يريد الانتقاص من شأنها، بعدما نجحت في تحقيق ما عجزت عن تحقيقه العديد من دول المنطقة. .. والأمثلة كثيرة في هذا المجال، لكنني على أي حال سأوجزها في هذا المقال في الإطار الرياضي فقط. .. ويكفي أن نذكره أن بطل العالم في الوثب العالي هـــو القـــــطري معتز برشم، الفائز بجائزة أفضل رياضي في العالم للعام الحالي، خلال احتفالية الاتحاد الدولي لألعاب القوى، التي أقامها الشهر الماضي في إمارة موناكو، وهو صناعة قطرية مائة في المائة، ولم يتم استيراده من حفر الباطن، أو استيلاده من عرعر! .. وهو يحمل أيضاً جائزة أفضل رياضي في القارة الآسيوية لهذا العام، الممنوحة من اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية «أنوك»، خلال احتفاليــــته التي أقيمـــــت في شـــــهر نوفمــــبر الماضـــــي في العاصمة التشيكية براغ. .. ولو عدنا إلى البطولات العالمية الناجحة التي استضافتها قطر على مدى العشـــــــرين عـــاماً الماضيــــة، سنـــــتوقف عـــــند أبرزها، بـــــل أكبرها وأضخمها، وهي دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة، التي نظمتها الدوحة عام ٢٠٠٦، وتمت خلال فعالياتها المنافسة على ٤٦ لعـــــبة ونــــــشاطــــا رياضيا، مما يشكل رقماً قياسيا غير مسبــــوق، علمــــــاً أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي نالت شرف تنظيم هذه الدورة القارية على مستوى القارة الآسيوية, وكان من بين حاضريها وقتها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد. عدا نجاح الرياضة القطرية في استضافة بطولة العالم الرابعة والعشرين لكرة اليد عام ٢٠١٥، والنجاح القطـــري في الــــفوز باستـــــضافة بطولة العالم لألعاب القوى عام ٢٠١٩، في نسختها السابعة عشرة، بعدما تم اختيار الدوحة من بين ٣ مدن تقدمت بطلبات الاستضافة، وهي «برشلونة» الإسبانية، و«يوجين» الواقعة في ولاية «اوريغون» الأميركية. كل هذه الإنجازات الرياضية نضعها في كفة، ونأتي إلى الكفة الأخرى، لنضع الملف القطري الناجح الرائع المكتمل، الذي منح قطر شرف استضافة مونديال ٢٠٢٢ لكرة القدم. .. ورغم مواقف تركي آل الشـــــيخ المســيئة إلى قطـــــر، فإننـــــي في إطار كرم الضيافة، التي تعتبر من ركائز الشخصية القطرية، أدعوه من الآن، عبر سطور هذا المقال، لحضور مباريات «المونديال القطري» على حسابي الشخصي، متحملاً جميع تكاليف سفره إلى الدوحة بالدرجة الأولى، على متن الخطوط القطـــــرية، والإقامة في أحد الفنادق الفخمة، التي تنتـــــشر في دولتنا، مع ضمان ترتيب زيارة خاصة له إلى سوق واقف، وأيضاً إلى «حديقة الحيوان»! .. أما بخصوص بطولة العالم للشطرنج، التي تستضيفها الرياض حالــــــياً، أود التــــــوقـــــــف عنــــــد فتــــوى ســـــماحة الشـــــيخ عبــــــدالعزيـــز بن عبـــــدالله آل الشــــيـــخ, مفـــــتـــــي عـــــــام المملكـــة ورئيس هيئة كبار العلماء, التي أعلنها في برنامج «كشف المستور» في قناة «المجد» عندما تم سؤاله عن تلك اللعبة فأفتى قائلاً «لعبة الشطرنج محرمة، وهي داخلة في الميسر، في عموم قوله «إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون». مضيفاً أنها «مشغلة للوقت, ومنفقة للمال، وسبب للعداوة والبغضاء ، يدخلها الغني ويخرج فقيراً، ويدخل الفقير فيصبح غنياً، وهي سبب العداوة والتـــناحر، فهي بلاء وقضاء وقت في غير محله». ولا أدري ما هو رأي رئيس هيئة الرياضة في السعودية تركي آل الشيخ, بشأن هذه الفتوى الصادرة عن فضيلة الشيخ «آل الشيخ»؟! وحتى يوضح لنا رأيه في هذه المسألة، أتمنى أن لا ينسى تركي آل الشيخ، أنه يتولى رئاسة هيئــــة رسمـــية تمـــثل «المملـكة» الشقـــيقة، التي نحبها ونحترم شعبها، رغم الخلاف السياسي مع نظامها، وهو مسؤول عن كافة رياضييها ولاعبيها ومنسوبيها، وينبغي عليه أن يعلم جيداً أن زمن الجـــهل والجاهلية ولّى إلى غيــــــر رجــــــعة، في شـــــبه الجزيرة العربية. .. ولا بد من تذكيره دائماً أن «أبو جهل» كان عربياً قرشياً، حيث كان عمرو بن هــــشام بن المغــــيرة المخـــــزومي القرشي (٥٧٢ ــ ٦٢٤م) سيداً من سادات قريش. .. وأمه أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل «التميمية»، ورغم كل ذلك الحسب والنسب, والأصـــــل والفصل, الضــــارب في الجذور العربيــــــة، فإن مصير «أبــــو جــهــل» هــــو مزبلة التاريخ! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق «قل أعوذ برب الفلق » .. يـا جـهــاد الخــــازن ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقفة مع صاحب القلم الحاسد .. والفكر الحاقد وليس الناقد .. المصاب بمرض «الزهايمر» ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يعايرنا بأن ملاعب مونديال٢٠٢٢ فيها مقاعد أكثر من القطريين! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أستهل مقالي بتلاوة سورة «الفلق»، حيث يقول تعالى في كتابه الكريم «قل أعوذ برب الفلق، من شر ما خلق، ومن شر غاسق إذا وقب، ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد». .. والمراد من تلاوة هذه الســــورة القرآنــية، استعراض ما فيها من معان قوية، ودروس حية، لمواجهـــــة شــــرور الحـــياة، وبالتحـــديــــد أشرار صحيفة «الحياة السعودية»، والكاتب الكاذب جهاد الخازن أحدهم. .. ومن خلال الآيات الخمس، التي تتضمنها هذه السورة القرآنية، بتعاليمها الربانية، أستعيذ برب المخلوقات «من شر ما خلق»، وأستعين بخالق الكائنات، من كيــــد ذلك الكائن البشري المسمى «جهاد الخازن»، صاحب «الخزان» الطافح بالكراهية، و«المخزون» الفائض بالعدائية لكل ما هو قطري. فهذا الحاقد تجده «خازناً» شحنات الحقد ضد قطر، وتراه «مخزوناً» بموجات الحسد، التي لا تنتهي، وآخرها ما كتبه في مقاله المنشور في زاويته «عيون وآذان»، بعنوان «الخلاف مع قطر مستمر ومتفاقم». يبـــدأ المقـــال بالحديــث عن الســعودية، باعتبارها أكبر مصدر للنفط الخام في العالم ــ وهذه حقيقة لا يمكن لأحد إنكارها ــ وبعدها يكيل المديح لسياستها النفطية، ويشير إلى ضرورة بقاء قطاع النفط العالمي في قبضة المنتج السعودي، لأنه وحده القادر على التحكم بالإنتاج، والأسعار وصيانة السعر من السقوط. ثم يعرج «الخازن» إلى «مخزون» الرؤية السعودية، لمستقبل ما بعد النفط، ويصفها بأنها جيدة، ومنعاً للشبهات، وحتى لا يتهمه أحد بالحصول على «مكرمة ملكية»، قد تكون برميل نفط سعودي، يحصل بموجبه على «البتـــــرول الــسوبر» مدى «الحياة»، مقابل مديحه الزائد عن الحدود الموضوعية، والمعايير المهنية. .. ولهذا يحاول تأكيد أن «لا علاقة أبداً تربطه بالحكومة السعودية اليوم أو في الماضي»، وهذه العادة المتمثلة في نفي ارتباطه بأي مصلحة تجاه الجهة التي يمدحها معروفة عنه، يذكرها في مقالاته دائماً، سواء كتب مادحاً «المملكة»، أو مشيداً بسياسة الإمارات، أو مدافعاً عن مواقف البحرين! لكنه في غمرة مديحه للحالة السعودية من زاويتها النفطية، لا ينسى إظهار الحالة النرجسية الملازمة له في معظم مقالاته، وفي غالب كتاباته حيث يشير دوماً إلى معرفته الشخصية بالشخصيات القيادية العالمية. .. ولن نستغرب يوماً لو أنه زعم صداقته الوثيقة مع «تشي غيفارا»، أو أنه تناول كوباً من الشاي الأخضر مع «ماوتسي تونغ»، أو أنـــــه سبق له التجول في حديقة «الهايد بــــارك» مع «ونستون تشرشل»، أو أن «فاروق ملك مصر» في عهدها الجميل، أهداه بطـــاقة تهنئة بمناسبة عيد ميلاده، فكل هذا متوقع من الكاتب المخرف جهاد الخازن، صاحب القلم المنحرف، والفكر المتعجرف، غـــير أن جديـــده القديم تأكيد أنه يعرف شخصياً «الملك سلمان» منذ عقود. .. وبعد هذا الاستعراض النرجسي، في «مقاله الملكي»، نجده يقفز قفزة «جربوعية» هائلة من الساحة السعودية إلى داخل البيت القطري، وكأنه «جربوع» أضناه الجوع! .. ولهذا يتوجب علينا أن نتلو قوله تعالى «قل أعوذ برب الفلق» عندما نقرأ السطور التالية، التي كتبها صاحب القلم الحاقد وليس الناقد ضد قطر حيث يقول «كنت أتمنى بعد قطع العلاقات معها ــ يقصد الدوحة ــ أن تستجيب لبعض طلبات الأشقاء، وأن تتفاوض على الطلبات الأخرى، لصيانة الصف العربي في الخليج، وما حدث حتى الآن هو أن قطر ركبت رأسها، وردت على قطع العلاقات بتحدي مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين». .. وليت جهاد الخازن يوضح لنا ماذا سيـــكون موقفــه، لو تــآمـــر عــــلـــيه ٤ من جيرانه، وتحالفوا ضده، وطلبوا منه ضرورة تغيير اسمه من «جهاد» إلى «وداد»، بحكــــــم أن اسمــــه الـــحالي لا يتــــوافق مع متطـــــلبات المرحلة الانبطاحية الحالية، خاصة أن اسمه يحمل ايحاءات «إرهابية» تحرض على «الإرهاب»! .. وهــــل سيستـــجيب «الخـــازن» لبعض طلباتهم المخزونة، ومن بينها أن يخلع ملابسه، لحين التفاوض معهم على الطلبات الأخرى! .. وبعيداً عن التفاوض الاستسلامي، والفكر الانبطاحي، الذي يدعو إليه جهاد الخازن، نراه يضيف فقرات أخرى في مقاله غارقة في السخرية من قطر، أبى المداد فيها إلا أن يفــــضح كاتبــها، في كل فقرة ولا أقول عثرة! يقول في إحداها ساخراً، محاولاً ترسيخ عقدة «كبار العربان» ولا أقول «الغربان» من قلة عدد السكان، في دولتنا الصغيرة التي تفوقت عليهم «قطر أصغر بلد عربي في عدد السكان، وموقفها غير منطقي وغير مفيد»! .. وليـــــس هذا بيت القصـــيد، وتعــــنى الأمـــــر المهــــم ــ ولا أقـــــصد صحن العصيد ــ ولكن الكاتب يغمز ما يريد، من قناة قلة عدد السكان فيواصل ساخراً «البلاد فيها حوالي ٢.٧ مليون نسمة ــ يقصد قطر ــ المواطنون فيها لا يتجاوزون عشرة في المائة»! .. وما دام جهاد الخازن أصبح «خبيراً ديمغرافياً» ليته قبل أن يكتب ما كتبه عن قطر التفت شرقاً، حيث توجد حلبة «ياس ــ مارينا» في أبوظبي، المخصصة لسابقات (فورمولا ١)، وقــــام مـــــن هــــناك بإحصاء عـــــــدد المواطنــــين في تــــلك الإمارة، ليقول لنا بعدها نتائج إحصائه السكاني، وتأثير تلك الحقـــــائق التي سيكتــــشفها على التركيبة السكانية غير المتجانسة في البلاد. .. وليته التفت يميناً وتوقف عند «برج العرب» وأمسك الآلة الحاسبة، وأجرى عملية حسابية، لمعرفة كم مواطن عربي يسير في الشارع المقابل، يستطيع أن يقول «شحالكم يا عرب» بلهجة إماراتية سليمة! .. وليته يسأل المارة عندما يزور الإمارات إذا كان أحدهم يعرف معنى «حد مثلي بات مشجنه، حلم طيف مر خطافي، وأغتنم من وجدي الونه، يوم كلن بالكرى غافي»! .. وليته أيضاً يتوقف عند «بــاب البـــــحرين» في المنامة، ويقوم بتعداد المواطنين، حتى يدرك حقـــيقة عــــدد البحرينيين مقابل المقيمين الآسيويين في تلك «المملكة». لكنه تجاهل كل ذلك الخلل الحاد في التركيبات السكانية لدول التحالف المتآمرة ضد قطر، ولم يجد سوى الكتابة الساخرة عن الحالة القطرية دون غيرها، حيث يقول ساخراً من قلة عدد سكانها «قطر ستستضيف بطولة العالم في كرة القدم ٢٠٢٢، ولكن لا أعرف كيف ستستورد المتفرجين من حول العالم، وأين سيقيمون»؟ .. وبعدها يطرح سؤالاً ساخراً بحجم «خشمه الكبير» فيقول «ماذا ستفعل هذه الملاعب بعد نهاية كأس العالم، فهناك مقاعد فيها أكثر مما في قطر من مواطنين»؟! .. وما دام اختار السخرية ليتهكم على قطر، فإنني مضطر للرد عليه بنفس الأسلوب الساخر، مع زيادة جرعة «لطنازة» بدرجة أكثر، ولا أقول «أسخر»! .. وأود التوضيح أنني لست «طبيباً بيطرياً»، لكنني أستطيع أن أجزم، ولا أزعم، أن جهاد الخازن، وصل إلى مرحلة حرجة من مرض «الزهايمر»! .. ومشكــــــلة هــــذا المـــرض أنـــه يصيــب المخ، ويتطـــــور تدريجـــياً ليفقد المريض وعيه، وقدرته على الإدراك والتفــــكير والــــتركــــيز والتحليل السليم! .. ويشكل هذا المرض سبباً مباشراً في حالات «الخرف» نتيجة التلف الذي يصيب خلايا المخ، وهذا ما يعاني منه جهاد الخازن حالياً، بعد انكمـــــــاش حجــــم دمــــاغه، مما أثر على قدراته في تحكيم المنطق، وتحليل التطورات المحيطــة به، وبـــالتالي عــــدم قدرتــــه عـــــلى استيعاب المستجدات المتتابعة حوله! .. والمؤسف أن جهاد الخازن يعاني منذ سنوات من هذه الأعراض، ويمكن ملاحظة ذلك في كتاباته ومقالاته، التي أثارت الكثير من السخط عليه، من بينها الضجة التي أثارها قبل أعوام في السعودية، عندمـــــــا كتــــب مقــــالاً عـــن «الخلـــفاء الراشدين»، شـــن خلاله هجوماً ساذجاً على التاريخ الإسلامي كله، وعـــــلى «نظام الخـــــلافة» اتـــــهمه بالفشل، ولم يستثن منه سوى السنتين اللتين حـــكم فيهـــــما الخليفـــة الأول أبو بكر الصـــديـــــق، رضـــي الله عنــــه، متجاهــــلاً عهـــود بقيــــة الخلــفاء الراشـــدين الفاروق عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان وعلي ابن أبي طالب رضي الله عنهم. .. ونتيجة لما كتبه الكاتب المخرف، انفجرت ضده «عاصفة الحزم» في مختلف الأوساط داخل «المملكة» وخارجــــها، مما جــــعله يسحب المقال، ويرجو من الذين قرأوه أن يعتبروه لم ينشر وكأنه لم يكن! عدا الضجة التي أثارها قبل سنوات في «بلد النشامى»، عندما تهكم على أسماء الأردنيات التي يقرأها في إعلانات الوفيات، حيث لم يعجبه اسم «أم زعل» و«جروة» و«بزعة»، معتبراً في مقاله الحافل بكل الموبقات، أن المرأة الأردنية إما في المطبخ أو في غرف النوم! .. ولا أنسى أيضاً الإساءة التي وجهــــها في أحــــد مقـــالاته الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ذكر فيه أن قيادته هي السبب في وقف دعم الإمارات للسلطة الفلسطينية بسبب مواقفه ونتيجة لتصرفاته! .. وهذا المــــــقال وغيـــره يؤشــــر إلى الجـــهة التي تقـــف وراء مــــقالات جهاد الخازن، مما دفع وكالة الأنباء الفلســـطيـــنية «وفـــــا» للرد عليـــه، عبر «كلاشينكوف صحفي»، بطريقة «نضالية» ولا أقول «فدائية»! .. وبعيداً عن مقالات جهاد الخازن المسيئة التي أساء فيها إلى كثيرين، كنت سأحترمه وأصفق له لو أنه تحلى بالحد الأدنى من أخلاق النقد الموضوعي، عندما كتب ما كتبه عن قطر، لكن مقاله الأخير يعكس استعلاء كثيفاً، واستعداء سخيفاً. .. ولهذا يسعدني الدخول معه في مواجهة صحفية ساخرة، لا يمكن القبول بأنصاف الحلول لإنهائها، ولا يمكن الوصول إلى أي وساطة لوقفها لقد اعتاد الــــخازن عـــلى الانحـــدار في مستــوى الكتابة، عندما يكون الثمن مجزياً، والدفع فورياً وحبذا لو كان «دولارياً»، ولهذا تقيأ في صحيفة «الحياة السعودية» كثيراً من الفضلات، التي يريد لنا أن نعتبرها مقالات، لكنها في حقيقتها قاذورات تأنف من قراءتها «العيون»، وتأسف من كتابتها الأقلام، وتأنف من سماع ما ورد فيها «الآذان»! .. وأمـــام هــــــذا العــــــدوان، ولا أقـــــول العنــــــوان الطـــافــــح بالاســــتعــــداء الصحفي، الغارق في الاســــتعلاء الإعلامي، إذا طبــقنا منطوق جهاد الخازن غير المنطقي، بخصوص الدول الصغيرة في مســـــاحتـــها، وقلـــــة عـــدد سكانـــها، فإن سنـــغافورة ينـــــبغي أن تختفي من الخريطة السياسية، لأن مساحتها لا تزيد عن ٧١٠كلم! .. ولو أن هذا الكاتــــب المنـــحرف يقـــرأ الجغرافيــــا جيداً، ويحــترم إرادة الشـــــــعوب، لأدرك أن ســـــنغافورة حـــققت ازدهـــــاراً أساسه عنصرها البشري المحدود، الذي لا يزيد تعداده عن ٥ ملايين، يشكلون خليطاً من الأصول الصينية والماليزية والهندية وغيرها. .. وأريد تذكير جهاد الخازن، صاحب التفكير المختل، والمنطق المعتل، أن سويسرا الصغيرة بمقاييس المساحات والتعداد السكاني، تعد من أفضل خمس دول في العالم في مجال الرعاية الصحية، رغــــــم أن تعدادها لا يتـــــجاوز ٨ ملايــــــين، ورغـــــــم أنـــها ليــــست مـــــــن دول الاتحاد الأوروبي، وليست عضواً في حلف الناتو! .. وما من شك في أن التجربتين السنغافورية والسويسرية في التنمية تقدمان الكثير من الدروس للعالم، بأن حجم الدولة، وعدد سكانها، ليس مقياساً لتقدمها ولا عنواناً لتطورها ولا دليلاً علىازدهارها. لقد حاول جهاد الخازن الإساءة إلى قطر، والسخرية من صغر مســـاحتها, وقلة عدد سكانها، رغم أن دولتنا الصغـــــيرة استطـــــاعت قــــبل أيــــام أن تحقق إنجازاً عالميـــاً مدويــــاً، بعد فـــوز البطـــل القــــطري العــــالمي معتز عيسى برشم ببطولة العالم لألعاب القـــــوى في مــــسابقــة الوثب العالي، التي اختتمت في العاصمة البريطانية. هذا البطل العالمي القطري المولود في الدوحة, في الرابع والعشرين من يونيو عام ١٩٩١, لم يستورد من مصر، ولم يولد في الإمارات، ولم يكـــــــبر فـــي البحريـــــن، ولم يصـــبح بطلاً في السعودية، لكــــنه «صنع في قطر»، وفقاً لإرادة قطرية، وإدارة رياضية واعية، خططت على مدى سنوات لصناعة هذا البطل العالمي، المتخرج من «أكاديمية أسباير» للتفوق الرياضي، التي لا مثيل لها في الشرق الأوسط. .. وهـــذا الإنجــــاز القــــطري العــــــالمي يجعــــلني أقـــول مجـــــدداً «قل أعوذ برب الفلق»، لأن الدول العربية الكبيرة بمساحتها، الموغلة في تاريخها، المتغولة في عدد سكانها، البالغ ١٠٠ مليون نسمة تقريباً، لم تحقق إنجازاً عالمياً في بطولة العالم لألعاب القوى، ولم تستطع الفوز بأي ميدالية حتى لو كانت «خشبية»! .. والسبب أن الحركة الرياضية فيها «متخشبة»، بلا أي تطوير، ترتكز على التفكير العقيم، البعيد عن قواعد التخطيط السليم، ولهذا بقيت الرياضة فيها «محنطة» مثل تحنيط «المومياوات»! .. ولو توقفنـــــا عنـــد «الملــــف المونديـــالي القطـــري»، الذي كشف «جهــــاد الخـــــــازن» حقــــده المخـــــزون ضـــــده، نجـــد أنـــه تـــــم عــــــلى أســـــــس عـــصريـــة عمرانيــــة عالميـــة، فاستــــــحق الفـــــوز فـــــي جـــــــولة الحسم على «الملف الأميركي»، المقدم من «الدولة العظمى»، بل الأعظم حضارياً وسياسياً وعــــسكرياً واقتـــــصادياً وريــــاضــــــياً، صاحــــــبـــــة المــــساحة الـــــشاسعـــــــة، والأراضـــي الواســـــعة، وعدد السكان الهائل الذي يصل إلى ٣٢٣ مليون نسمة. لقد تفوقت الدولة الخليجية الصغيرة في مساحتها وعدد سكانها، في التصويت المونديالي الحاسم، الذي تم في ديسمبر عام ٢٠١٠ على الدولة العظمى، وهذا ما يجعلني لا أتوقف عن تلاوة الآية الكريمة «قل أعوذ برب الفلق»، وأستعيذ بها من «شر حاسد إذا حسد»، وكل من يحاول التشكيك أو التشويش على الإنجــــاز العـــــــالمي، الذي حققته قطر من خلال ملفها المونديالي، لاستضافة مونديال ٢٠٢٢. فهذا الملف القطري كان الأفضل من جميع الملفات المنافسة، من ناحية التجهيزات والملاعب والبنية التحتية، والخدمات اللوجستية الأخرى وغيرها. .. ويومها لم ينظر المقررون إلى قطر على أنها دولة صغيرة في مساحتها وعدد سكانها، بل تم النظر إليها على أنها دولة طموحة تحظى بكل الاحترام الدولي، والتقدير العالمي. لقد تجاهل الخازن الإشارة ــ ولا أقول الإشادة ــ إلى المكاسب التاريخية التي ستحققها قطر من استضافة الحدث العالمي، المتمثلة في تحقيق حزمة من المكاسب الرياضية والإعلامية والدعائية والسياحية والاقتصادية وحتى السياسية، لكن ما أثار اهتمامه شيء واحد فقط، هو أن «ملاعب المونديال فيها مقاعد أكثر مما في قطر من مواطنين»! .. ومن المعيب حقاً، أن يوظف صاحب «العيون والآذان» المحسوب على الصحافة العربـــــــية، قلمـــه للسخرية الفجــــة من دولة عربية، لمجرد قلــــــة عــــدد مواطنيـــها، مما يعكـــس جهــــالته ومـــدى ضحـــالتـــــه، وضآلة مستواه الفكري، وتخلفه الحضاري. .. والمؤسف أن من يقود الحملات الضارية ــ ولا أقول الضاربة ــ ضد قطر، الفائزة بشرف تنظيم مونديال ٢٠٢٢ هم من «العرب العاربة»، وجهاد الخازن أحدهم، حيث لم تتوقف حملات التحريض ضد الإنجاز القطري العالمي، منذ إعلان اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم قرارها يوم الخميس الثاني من ديسمبر عام ٢٠١٠. لقــــد اختـــار جـــــهاد الخــــازن ملاعــــب الرياضـــــــة، ليلـــــعب فــــــيها لعبــــته القذرة ضد قطر، ونسي أنه بلغ من العمر عتيا، وأنه لا يملك اللياقة البدنية أو القوة الذهنية التي تؤهله لخوض مباراة مع كاتب هذه السطور الذي بدأ مسيرته في ملاعبها! لقد حضرت ٣ بطولات لكأس العالم، وانطلاقاً من تجربتي في الصحافة الرياضية، أطالبه أن يدلني على دولة عربية واحدة من ذوات المساحة الجغرافية الشاسعة، وعدد السكان الذي يصل إلى ١٠٠ مليون نسمة، نجحت في استضافة «مونديال كرة القدم»، لأن ما أعرفه أن «الدولة الكبيرة» التي تقدمت لتنظيم هذا الحدث العالمي فشلت حتـــــى في استـــضافة كـــــأس الــعالم لكــــرة «الشـــــراب»، بعدما نالت صفراً مستديراً أكبر من رأس جهاد الخازن! .. والمؤسف أن الكاتب المذكــــور، ما زال يتناول قضاياه بعقلية «أبو جهل»، وبأسلــــوب «أبو لهـــب» ولهذا ليـــس غريباً أن يحمل «علبة كبريت»، ويحاول إشعال الحرائق في العلاقات الدولية، من خلال تركيزه على جدلية الدولة الأكبر والأصغر، متجاهلاً الأفضل والأشطر. .. وكان الأجدر بالخازن أن ينصح «كبــار العـــرب» الطامحين لاستضافة مونديال ٢١٠٠ بالاستفادة من التجربة القطرية الناجحة في مجال تنظيم البطولات العالمية. .. وأريد تنشيط معلوماته الرياضية، بحكم أنه جاهل جهول في الرياضة، ولم يمارس في حياته سوى لعبة «الخشيشة» أو «الأستغماية»، أن دولتنا الصغيرة استضافت عام ٢٠٠٦ أكبر حدث رياضي قاري، وهو دورة «الألعاب الآسيوية»، ومنذ ذلك التاريــــخ سجــلت قطر اسمها كأول دولة عربية تستضيف هذا الحدث الآسيوي الكبير، الذي تم خلاله التنافس على ٣٩ لعبة رياضية، وسط حضور جماهيري لم تشهد له القارة الصفراء مثيلاً. لقد شاركت ٤٥ دولة في الألعاب، الآسيوية الخامسة عشرة، التي استضـــــافتــــها الدوحـــة بنــــجاح، بمــــشاركة دولية، تعتبر الأكبر في تاريخ هذه الألعــــاب منذ انطلاقتــــها الأولى عـــام ١٩٥١، وهذا أكثر من عدد الدول التي ستشارك منتخباتها في مونديال ٢٠٢٢. .. وعلى العموم وحتى نضمن حضوراً جماهيرياً لمونديال قطر ٢٠٢٢، يليق بالكاتب جهاد الخازن، أقترح على «اللجنة المنظمة» التعاقد معه ليكون «تعويذة» البطولة العالمية، خــــاصة أنه يشبه «الضب الصحراوي»، الذي يعتبر من كائنات البيئة القطرية! .. وبهـــــذه الطــريقة يمكنــــنا إغـــــراء المتفــــرجيـــن، وجـــذبهم لحضـــــــــور الحــــــدث العــــالمـــــي، وأستــــــطيع التأكــــيد أنــــــه لن يبقى مقعد واحد شاغر في ملاعبنا، لأن المشجعين من جميع أنحـاء العالم سيحرصـــــون على رؤيـــــة «الضـــب الصحـــفي» المســـــمى جهاد الخازن، والتقاط الصور التذكارية معه، لأنه يعتبر من فصيلة الزواحف النادرة، ويعرف عنه أنه يعيش في الجحور، ويتعايش مع «العقارب السوداء»، التي توفر له الدعم اللوجستي! .. ولأن «الضب الصحفي» يستخدم قلمه في السب، مثلما يستخدم «الضب الصحراوي» ذيله الشوكي في الضرب، سيستمتع المشجعون بطريقة صيد الضب الهرم الطاعن في السن المسمى جهاد الخازن، من خلال إغراق جحره بالماء، حتى يضطر للخروج، ومن ثم الإمساك به من «خلف رقبته الطويلة»، تحسباً من استخدام أسنانه في العض! .. وسيصـــــاب المتفرجــــون بالدهــــشة، عنـــــدما يكتـــــشفون أن «الضب الصحراوي» لا يشرب الماء إلا نادراً، لكن «الضب الصحفي» صاحب «العيون والآذان» المسمى «جهاد الخزان»، تعود على شرب مياه «إيفيان»! .. ومثلما يتمتع «الضب الصحراوي» بجهاز هضمي واسع، يمكنه ابتلاع أكبر كمية من الغذاء من نباتات الصحراء، سيكتشف المتفرجون أن «الضب الصحفي» المسمى جهاد الخازن يملك «خزينة» ذات سعة كبيرة، بل هي «خزان» متنقل، يمتاز بقدرته على استيعاب أكبر كمية من «الدولارات»، الممنوحة من دول التحالف، وفقاً لعدد الكلمات، التي يكتبها في المقالات، وطبعاً يزداد السعر، عندما يكون هجومه ضارياً على قطر، من بداية المقال حتى آخر السطر! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق أياديهم ملطخة بالدماء.. ويتهموننا بدعم «الإرهاب« ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لو كانت قطر دولة «إرهابية«.. لما وقعت معها واشنطن «مذكرة التفاهم« ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تيلرسون حقق "إنجازا" في قطر يخرس الألسن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اتفاقية مكافحة الإرهاب .. تدحض تهمة "الإرهاب" ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دول " التحالف الإرهابي " يفسرون "الإرهاب" بما يخدم مصالحهم ويتفق مع سياساتهم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قرأت كل التصريحات التي أدلى بها «ريكس تيلرسون» وزير الخارجية الأميركي خلال جولته الحالية في عواصم المنطقة، وآخرها ما أعلنه خلال مؤتمره الصحفي في الدوحة مع نظيره سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، لكن ما استوقفني كثيراً، إعلانه أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى هو أول زعيم خليجي تجاوب مع مخرجات قمة الرياض، التي عقدت في شهر مايو الماضي، لمكافحة «الإرهاب»، مشيداً بدور قطر في محاربة هذه الظاهرة العالمية. .. ولا جدال في أن قطر كعضو فاعل في محيطها الدولي لا تألو جهداً على المستوى الإقليمي أو العالمي في مكافحة الإرهاب، بصفتها طرفا فاعلا من أطراف التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش»، أو غيره من التنظيمات الإرهابية. .. وعلى هذا الأساس، فقد أولت الدوحة قضية مكافحة الإرهاب اهتماماً بالغاً على جميع المستويات، وقامت بخطوات جادة، لمحاربة هذه الظاهرة، وأسهمت بفاعلية في التصدي لها، وفق الأنظمة الأممية، إيماناً منها بخطورة هذه المعضلة الدولية. لقد عكست مذكرة التفاهم الموقعة بين الدوحة وواشنطن التعاون القطري الوثيق مع الإدارة الأميركية، بشأن «مكافحة الإرهاب»، خاصة عندما نعلم أن قطر أول دولة في الشرق الأوسط توقع على البرنامج التنفيذي المرتبط بمذكرة التفاهم التي تم توقيعها، لتصب في مخرجات قمة الرياض الأخيرة. .. وعندما يعلن وزير الخارجية الأميركي، في مؤتمره الصحفي، أن قطر أول دولة تجاوبت مع مخرجات القمة المذكورة، وقامت بتطبيق مقرراتها، فهذا يعني أن السياسة القطرية تقوم على الأفعال، وليس الأقوال أو الانفعال، مثلما تفعل دول «التحالف الرباعي». .. وما من شك في أن مواقف دولتنا بخصوص مكافحة الإرهاب معلنة، وجهودها واضحة، حيث قامت بإدانة الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها العديد من الدول، وعبرت عن استنكارها لجميع أشكالها، وكل مظاهرها وكافة مصادرها، وعملت على تعزيز الوقاية منها، ودعت إلى اقتلاع جذورها، وتجفيف منابعها الفكرية والمالية. .. وبعيداً عن الاتهامات الباطلة، التي تروجها «الدول الأربع» المتآمرة ضد قطر، فقد جاءت «مذكرة التفاهم» التي وقعها وزير الخارجية مع نظيره الأميركي، لتدحض كل مزاعمهم وتبطل كل ادعاءاتهم. لقد نجحت قطر من خلال هذا الاتفاق، الذي تم الإعداد له منذ شهور طويلة، في تسجيل اعتراف الدولة العظمى، التي تقود الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب، وحجزت معها مقعداً في مقدمة الصفوف، قبل غيرها من دول المنطقة. .. ولا جدال في أن هذا الاتفاق هو أكثر بكثير من مجرد ورقة، وأكبر من مجموعة أوراق، فهو عبارة عن «اتفاقية استراتيجية» تضع الإطار أو البرواز، لإبراز دور قطر الفاعل وموقفها المتفاعل، في حملة «مكافحة الإرهاب» التي تقودها الولايات المتحدة. .. ولو كانت قطر «دولة إرهابية»، كما يزعمون، لما تم توقيع الاتفاقية معها، ولو كانت تدعم «الإرهاب» كما يروجون، لما أشاد وزير الخارجية الأميركي بدورها في مكافحة هذه الظاهرة العالمية. .. وما من شك في أن الكلمات التي كُتبت بها بنود الاتفاقية المترجمة إلى اللغة الإنجليزية، تمت صياغتها بإرادة القطريين، لتعكس حرصهم على مكافحة الإرهاب، الذي يتطلب موقفاً جماعياً، وإجماعاً إقليمياً، وتجاوباً دولياً. .. وتعكس «مذكرة التفاهم» الموقعة مع واشنطن، فيما تعكسه، التزام قطر الدائم وحرصها الداعم لجميع الأنشطة الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب، سواء في الإطار الثنائي مع الولايات المتحدة، أو تحت مظلة الأمم المتحدة. .. وتحت سقف المظلة القطرية، أثبتت قطر من خلال اتفاقها الموقع مع وزير الخارجية الأميركي، أنها تسير وفق رؤية واضحة، وخطة مدروسة في حربها ضد الظاهرة الإرهابية، تستوعب حتى منتقديها، الذين لم يعد بمقدورهم الادعاء بأن الدوحة «تدعم الإرهاب». .. ومن الواضح أن دول التحالف المتآمرة ضد قطر، هي أكثر الأطراف المتوترة، بل المأزومة من هذا الاتفاق، الذي أثبت قدرة الدبلوماسية القطرية على كسب ثقة المجتمع الدولي. .. ولعل هذا التأزم يتضح جلياً في مقال عبدالرحمن الراشد «المأزوم»، المنشور أمس، في صحيفة (الشرق الأوسط)، الذي عبر عن إحباطه من موقف الوزير «ريكس تيلرسون»، متهماً إياه بالميل للجانب القطري، على حد تعبيره، ناسياً أنه يتحدث عن وزير خارجية الولايات المتحدة، وليس وزيراً من موريشيوس أو جزر القمر، حتى يتهمه بالانعطاف، يميناً أو يساراً، ويغير اتجاهه من قطر نحو الظهران أو الخبر! يقول الكاتب السعودي إن التصريحات والإيماءات في كلمة وزير الخارجية الأميركي، في مؤتمره الصحفي، في الدوحة، لا تشجع على التفاؤل، بل تعكس تبسيطاً منه للمشكلة، حيث اختصر الحل بتوقيع مذكرة، تعهدت فيها حكومة الدوحة بمحاربة الإرهاب، ويضيف متهكماً «يا له من إنجاز»! .. وأرد عليه بأن «تيلرسون» حقق «إنجازاً في قطر» يخرس الألسن. لقد ادعى الكاتب السعودي «المأزوم»، أن «القطريين حاولوا التلاعب بالوزير الأميركي، بتضييع أسباب الخلاف الحقيقية»، وينسى أن دول «التحالف الرباعي» يتلاعبون بشعوبهم، ويقلبون الحقائق، ويضللون الرأي العام، ويكذبون على مواطنيهم. .. ورغم كل أكاذيبهم، فقد جسَّد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أخلاق القطريين، عندما دعا بلغة الدبلوماسي القطري الواثق، دول «التحالف الرباعي» للانضمام إلى «مذكرة التفاهم»، الموقعة مع واشنطن، بخصوص مكافحة الإرهاب، مما يعني إيمان قطر بأهمية التعاون الدولي لمواجهة هذه الظاهرة، وحرصها على تضافر الجهود الدولية لمحاربتها، حيث لا يمكن دحرها إلا من خلال تعزيز الشراكة بين جميع الدول، وحثها على مضاعفة جهودها، لاجتثاث الإرهاب من جذوره الراسخة في تربتها. لقد أوضح وزير الخارجية الأميركي أن المذكرة القطرية ـ الأميركية الموقعة، ليست مرتبطة بالأزمة الحالية، وأنه تم بدء العمل على صياغتها منذ فترة طويلة، وأن مكوناتها الأساسية وضعت منذ سنة تقريباً، باستثناء اللمسات الأخيرة التي أضيفت على نصها النهائي، وهذا كله يعكس حرص قطر على مكافحة الإرهاب، قبل نشوب الأزمة الخليجية، وقبل أن يتم اتهامها بعكس ذلك من طرف المتآمرين عليها. .. والمؤسف أن «الدول الأربع» المتحالفة ضد قطر وجهت اتهاماتها من كل صوب وحدب باتجاه الدوحة، في محاولة لإلصاق تلك التهمة عليها، دون إيضاح أو توضيح مفهومها لذلك «الإرهاب الموهوم»، وحتى الآن لا يوجد في قاموسهم تعريف جامع مانع لذلك الاتهام المزعوم. .. والملاحظ أن كل دولة من دول التحالف الرباعي تفسر الإرهاب كما يحلو لها، وبما يتفق مع سياساتها ويتلاءم مع مصالحها، سواء وافق المعنى الصحيح لتلك الظاهرة أم تقاطع معها. .. وينبغي على دول التحالف، قبل توجيه اتهاماتها إلى قطر، وصف وضبط وتحديد «ماهية الإرهاب»، حتى لا يكون «الإرهابي» من وجهة نظرهم هو مناضل من أجل الحرية، يدافع عن قضيته الوطنية، بكل الوسائل السلمية. لقد استهلكت دول التحالف المتآمر ضد قطر كثيراً من خطابها التحريضي، لإلصاق تهمة «دعم الإرهاب» بدولتنا، والغريب أنها لم تتفق حتى الآن فيما بينها على نوعية «الإرهاب» الذي يقصدونه، ومن الواضح أنهم سيدينون أنفسهم بأي تعريف يختارونه! .. وتكفي الإشارة إلى تصريحات المسؤولين في الخارجية الأميركية الذين يؤكدون أن جميع دول التحالف الأربع أياديها غير نظيفة، لأنها متورطة بشكل أو بآخر في دعم الظاهرة الإرهابية، مما يعني أنها ملطخة بدماء الأبرياء، وأنها تتحمل مسؤولية الأشلاء المتناثرة هنا وهناك! .. وما من شك في أن كل دولة من دول «التحالف الرباعي» لها ملفها الإرهابي، الخاص بها، المتضمن انتهاكاتها في مجال حقوق الإنسان، سواء ضد مواطنيها أو غيرهم، داخل حدودها أو خارجها. .. وكل واحدة منها دعمت الإرهاب سواء على ساحاتها الداخلية أو الخارجية. .. وكل واحدة من «الدول الأربع» مولت أو سهلت أو شجعت أو خططت أو دبرت أعمالاً إرهابية، من خلال تدخلها في شؤون غيرها، ولعل الحالة اليمنية خير دليل على ذلك. .. ولذلك جعلوا تهمة «الإرهاب» التي يوجهونها إلى الدوحة فضفاضة، لتتجه إلى الهدف الشيطاني الذي يريدون الوصول إليه، وهو تشويه صورة قطر في نظر عامة الناس، وتخوينها، وتخويف الآخرين من التجربة القطرية الناجحة في كافة المضامين وفي جميع الميادين. .. ولعل أشد أنواع الإرهاب ضراوة هو «إرهاب الدولة» الذي تمارسه «الدول الأربع» ضد مواطنيها، ويكفي للتأكيد على ذلك، عدم احترامهم لحقوق مواطنيهم، حيث قاموا بمنعهم من التعبير حتى عن تعاطفهم مع قطر! .. ولو كان موقفهم سليما، لما قاموا باتخاذ تلك الإجراءات التعسفية، عبر تجريم وتحريم وتغريم من يعبر عن تعاطفه مع قطر في أوساطهم، حتى في وسائط التواصل الاجتماعي، مما يتعارض مع أبسط حقوق الإنسان. .. ومشكلتهم أنهم يديرون دولهم بعقلية «العصور الجاهلية»، مثلما كان يفعل «أبو جهل» وحليفه «أبو لهب»، دون مراعاة المتغيرات الدولية، والمستجدات السياسية، والتطورات الإعلامية والمتطلبات الحقوقية، التي جعلت المواطن الخليجي يعرف ماذا يدور حوله، مما يجعله قادراً على التمييز بين الحق والباطل، واتخاذ مواقفه، وفقاً لقناعاته الشخصية. لقد حاولوا بشتى الوسائل البائسة تشويه صورة قطر، والإضرار بسمعتها، ولم يسلم من اتهاماتهم الباطلة حتى «ملفها المونديالي»، وجاءت المواقف الدولية الداعمة للموقف القطري لتدحض ادعاءاتهم، التي لا تعدو أن تكون كذبة كبرى، نفخوا فيها وأطلقوها، وروجوا لها، وهيّجوا الرأي العام بخصوصها، وصدقوها! .. والملاحظ أن كل اتهاماتهم الموجهة إلى قطر بخصوص ما يسمونه «دعم الإرهاب» تخلو من الأدلة، ومن تعريفه تعريفاً دقيقاً لا يختلف عليه أحد، حتى يستطيع المتابع لحملاتهم التحريضية أن يفرق بينه وبين غيره. .. وعلى سبيل المثال، نجدهم يصنفون «الإخوان» بأنهم «تنظيم إرهابي»، لإرضاء حليفهم «السيسي»، في حين نجد أن العديد من وزرائهم ونوابهم وكوادرهم ومواطنيهم ينتمون إلى «الفكر الإخواني»، أو يتعاطفون مع تلك «الجماعة» التي لها حضورها في مؤسساتهم وبيوتهم وعائلاتهم و«جيوشهم»، لدرجة أن واشنطن لا تستطيع اتهام منسوبيها بتهمة «الإرهاب». .. والمؤسف أن دول «التحالف الرباعي» تتعامل مع هذه التهمة بمعايير مزدوجة، انطلاقاً من مصالحها، أو وفق أجنداتها الخاصة، دون الاعتراف بأن الظاهرة الإرهابية أصبحت عالمية، وأن قطر التي يتهمونها بدعم «الإرهاب»، مستهدفة بمواقفهم الإرهابية، التي تهدد أمنها وتقوض استقرارها. .. وفي الوقت الذي تجاوز فيه الإرهاب حدود الدول، وتغلغل في علاقاتها، وتوغل في مكوناتها، وتغول في كياناتها، من غير المقبول أن تكون معايير «الدول الأربع» مزدوجة، عبر توجيهها اتهامات باطلة ضد قطر، تستند فيها على ادعاءات بلا أدلة، ولهذا لا تستحق مجرد النظر إليها، أو البحث فيها. لقد أدى اختلاف النظرة معهم في مسألة تعريف الإرهاب إلى صعوبة التفاهم معهم، على كيفية مواجهته، والتصدي إلى شروره. .. ولا جدال في أن الاتفاق معهم على وضع تعريف محدد لمفهوم «الإرهاب» يعد من المعضلات الكبرى، ناهيك عن المشكلة في إيجاد تعريف مشترك لكلمات مثل «المقاومة الوطنية»، أو «النضال المشروع»، أو التحرر والتحرير ــ لا أقصد ميدان التحرير ــ حيث تختلف معانيها في قاموسهم السياسي، وتتقاطع معاييرها، وتتشابك أساليب استخدامها، وفقاً لمصالحهم السياسية، وآرائهم الشخصية. .. ولهذا أخشى ما أخشاه، أن تصل بهم الأمور إلى درجة أن يعلنوا صراحة بأن نضال الفلسطينيين، دفاعاً عن حقوقهم المشروعة، واسترجاع بلادهم المنهوبة، وعودة أرضهم المغتصبة، وإقامة دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس المحتلة، هو «إرهاب فلسطيني» ضد الاحتلال الإسرائيلي! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
قارن أبو جهل مع:
شارك صفحة أبو جهل على