آل عمران

آل عمران

تصغير آل عِمْران أسرة ذكرت في القرآن ثلاث مرات، الأولى في قوله تعالى: والثانية ورد ذكر امرأة عمران والد مريم في قوله تعالى: والثالثة ورد ذكر ابنة عمران في قوله تعالى: ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بآل عمران؟
أعلى المصادر التى تكتب عن آل عمران
بعد أن تعرض لحرق متعمد منذ شهر تقريبا مسجد أوربرو الكبير بالسويد مما أسفر عن دمارٍ كامل في المصلى والمكتبة الملحقة به والمرفقات العلوية للمسجد، وإتلاف كامل لكل ما فيه، هذه الفاجعة الكبيرة ضربت في عمق مقدسات جاليتنا المسلمة بدولة مسالمة كالسويد ليس لها ماضي استعماري كفرنسا وبعض الدولة الغربية؛ حيث امتدت أيادٍ آثمة غادرة يملؤها الحقد وتتلبسها الكراهية لإحراق بيت من بيوت الله. طبعا هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها المساجد في السويد لاعتداءات، كما أخبرني الامام الجزائري الأستاذ صالح بوزينة مدرس اللغة العربية بملمو السويدية، فقد سبق أن اقتحم مجهولون في ٢٦ نوفمبر ٢٠١٦ مسجدًا في العاصمة ستوكهولم بعد صلاة الفجر، ليرسموا على الجدران الصليب المعقوف النازي، ويكتبوا شعارات كراهية معادية للمسلمين، كما تم بعدها بحوالي شهرين إحراق مسجد آخر في مدينة مالمو، في الجنوب على الحدود الدنماركية. ملك السويد يتنقل لمواساة رعيته المسلمة بأوربرو "إن الفطرة الإنسانية السليمة والتعاليم الدينية القويمة اتفقت على احترام المقدسات في جميع الأديان والأوطان"، هذا الذي أكده ملك السويد بحضوره شخصيا، لمواساة جاليتنا المسلمة بأوربرو، بحضور مسؤولين من حكومته الذين عاينوا المكان متأسفين، وقدم حينها ملك السويد خطابا يطمئن فيه رعيته المسلمة، كما تناقلت ذلك وسائل الاعلام السويدية. وحث يومها في أوروبا أئمة وخطباء دولهم التي تدعو للمحبة والتسامح على ضرورة حماية دور العبادة واحترامها وتقديرها، بل ونبذ الفرقة ومواجهة التعصب والكراهية داعية للسلام والاخوة والعيش المشترك.. ها هي أيضا تضرب "الاسلاموفوبيا" هذا الأسبوع ضربة مماثلة في بلد آمن أخر مثل السويد، هذه المرة في سويسرا التي ليس لها ماضي استعماري بل تعد من الدول النموذجية في احترام و تقدير الآخر، إذ تعرضت مقبرة المسلمين في مدينة لوزان العاصمة الدولية الأولمبية بسويسرا لأعمال تخريب، تمت فيه بعثرة زهور ونباتات قبور المسلمين، وانتزاع الألواح الخشبية المحيطة بها، حيث لوحظت أعمال تخريب لـ ١٥ من بين ٢٢ قبرا، بالإضافة إلى شعارات مكتوبة على الأرض بجوار المقابر، تدل على الكراهية للمسلمين، منها على سبيل المثل لا الحصر " "Musulmans dehors de la Suisse", "Non à la mafia municipale corrompue", "Non aux cimetières communautaristes", "Coran raciste". وقد تم استدعاء الشرطة الجنائية، التي توجهت إلى مكان الحادث لإجراء التحقيقات، وفحص الموقع، على أن تقوم السلطات المختصة بالمدينة بأعمال الترميم الضرورية، فور الانتهاء من التحقيقات، وأدانت بلدية لوزان بشدة في بيان لها، هذا العمل التخريبي غير المعقول، وأوضحت أن ممثلين عن الإدارة المعنية بالمقابر، وإدارة الحدائق والميادين، سيتواصلون مع عائلات الأشخاص، الذين تضررت ملكياتهم من هذه الأعمال التخريبية. يُذكر أن مربع دفن المسلمين في لوزان، تم افتتاحه حديثا عام ٢٠١٦، بعد مفاوضات طويلة دامت أزيد من عشر سنوات بين مسؤولي البلدية وممثلين عن جاليتنا المسلمة منها كاتب هذه السطور حيث أبدأت السلطات تفهما كبيرا في أحقية دفن المواطن المسلم وفق ما تمليه الشعائر الإسلامية، من ذلك مثلا وضع قبور الموتى من المسلمين، باتجاه القبلة، وتضم المساحة الممنوحة مرحليا ما يقارب ٣٥٠ قبرا، والتي حسب الإحصائيات الأولية، قد تمتلئ بعد عشر أو ١٢ سنة، وبالتالي يصبح البحث عن توسعة المقبرة أمرا حتميا أو البحث عن مكان آخر بديل.. إدانة للاسلاموفوبيا من طرف كل الأديان و الجمعيات و السلطة أدينت العملية بتظاهرة شعبية جالت شورع لوزان، دعت لها تيارات سياسية وجمعوية متعددة، كما أدان مكتب حوار الأديان "لارزيلي" الذي يضم بالإضافة للمسلمين، ممثلين عن كل من المسيحية بشقيها واليهودية و غيرها، حيث أدان هذه الأفعال التخريبية، مشيرا إلى أن مثل هذه الأفعال قد تعصف بالسلم الاجتماعي بين مواطني البلد الواحد، وقد تفرش البساط لظاهرة "الإسلاموفوبيا" اللعينة التي تعصف بعقول بعض الغربيين في دول الجوار المعروفة بتاريخها الاستعماري اللئيم، كما أكد "لارزيلي" على ضرورة اتخاذ الغرب لخطوات جادة، للحد من تنامي هذه الظاهرة، التي تخلق التوترات والكراهية بين الناس في دولة أمنة مسالمة مثل سويسرا. وهو ما كان رد أحد ممثلي جاليتنا، لما استفسرنا منه، ما العمل و ما المطلوب وقد مست كرامة المسلمين في قبورهم؟ أجاب بقوله " إن ما نحتاجه كمسلمين في هذا المجتمع، الذي لم يتلوث تاريخه الفكري والسيكولوجي بالنزعة الاستعمارية، هو الاحتضان الحقيقي لنا، ومساعدتنا على الاندماج السلِس فيه، من غير حساسية مفرطة تجاه هويتنا الدينية والثقافية الأصلية، التي تعتبر في الحقيقة إضافةً غنية جدا للخبرة الثقافية والروحية للمجتمع الأوروبي". وهذا ما يفسر أن ثقافتنا الإسلامية في عمقها ثقافة عالمية إنسانية قابلة للاندماج والتكيف والتكامل، دون تهديد لجوهر الهويات الثقافية والحضارية الأخرى ذات العمق الإنساني والكوني، كما تشهد بذلك محطات شامخة من تاريخ الحضارة الإسلامية، التي عاشت في ظلها كل الديانات والأعراق والطوائف، وحافظت على هوياتها ووجودها حتى يومنا هذا.. الحرص على عدم مصادمة عادات وتقاليد وأعراف القوم في الدول المضيافة كما يذكر القارئ الكريم حوارنا المطول عن "المواطنة"، مع المفكر الجزائري الدكتور الطيب برغوث المقيم في مملكة النرويج، خاصة حول سؤالنا الاستفزازي نوعا ما له ولكل من يعيش في الغرب، بحيث أذكر أني قلت له " أنت أيها الشيخ مثل غيرك تعيش في اوروبا، وقد نلت الكثير من حقوقك المادية والمعنوية في هذه الديار، مالم تنله في بلدك الأصلي، فماذا ينتظره منكم هذا البلد المضياف؟ فأجاب بتلقائية قائلا " أنا أحمل في نفسي حبا صادقا لهذا البلد، وإخلاصا في خدمته، وملتزم باحترام القانون الذي ينظمه، وحريص على عدم مصادمة عاداته وتقاليده وأعرافه الثقافية والاجتماعية الجميلة، وأعمل دوما على صيانة وحماية أمنه الاجتماعي، والاعتزاز بما يشهده من تألق في مجال الرفاهية الاجتماعية، وفي مجال المساهمة المتميزة في نصرة القضايا العادلة في العالم، وفي تقديم المساعدة والدعم للمستضعفين أينما وجدوا في هذا العالم". وأردف قائلا "إنني أعتبر نفسي واحدا من جسور التواصل بين الثقافتين الإسلامية والنرويجية بصفة عامة، ورسولا من رسل التعريف بهذا المجتمع ونقل خبراته الناجحة، وحماية مصالحه العليا، أينما ذهبت. كما أنني رسول من رسل التعريف بالثقافة الجزائرية والإسلامية عامة، ونقل ما فيها من خبرة وحكمة وفائدة لهذا المجتمع. وهذه رسالة كل مواطن مزدوج الوجود مثلي". التعايش المنشود، أن نتعاون فيما اتفقنا فيه ونتحاور فيما اختلفنا عليه أما عن سؤالنا حول حوار الأديان هل هو مجد أم مضيعة للوقت كما يصفها بعضنا، وهل الأديان الأخرى تساعد على التقريب بين المواطنين؟ رد جازما، بقوله "لا شك أن الدين في أصله الإلهي هو وحده القادر على منح الإنسان ذلك، عندما يتجرَّد أهل الأديان للحقيقة الدينية ويُخلصوا لها، ويجدِّدوا وعيهم بحقائق الدين الثابتة، ويخلِّصوه من الخرافة والأوهام، ويُبعدوه عن الاستغلال الشخصي والسياسي، وينتهوا عن تحكيم الأفهام الزمنية المنتهية الصلاحية فيه، ويعودوا به إلى أصله الإلهي الثابت في العقيدة والعبادة والشريعة والأخلاق، ويُفعِّلوا الروح الاجتهادية المتجددة الكامنة فيه، ويتعاونوا فيما بينهم على تحقيق ذلك تحت شعار "نتعاون فيما اتفقنا فيه، ونتحاور فيما اختلفنا عليه، ويحترم بعضنا حقوق بعض فيما تعذر اتفاقنا عليه". ونظرا للأهمية البالغة لرسالة الانفتاح والتواصل والحوار والتعارف والتعاون والتكامل البشري، وجب التذكير بالنداء القرآني العام للبشرية في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}( الحجرات ١٣)، كما جاء أيضا في قوله تعالى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}( آل عمران ٦٤). ويذهب القرآن في ضبط العلاقة مع أهل الكتاب إلى أبعد من هذا الأفقِ، كما يتضح ذلك من قوله تعالى {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}(العنكبوت ٤٦). وهذه الجمالية الراقية في الحوار والتعامل، لا تخص أهل الكتاب فحسب بل تشمل العلاقة بكل الناس، كما نلمس ذلك في هذا التوجيه القرآني للمسلمين {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً}(البقرة ٨٣). كل ما ورد في القرآن أو السنة من مما يخالف القاعدة العامة، فهو استثناء ظرفي إن الإسلام يُلزم المسلمين بحسن التعامل مع جميع الناس، والعدل معهم، وتقديم الخدمة المستطاعة لهم، وكل ما ورد في القرآن أو السنة من مما يخالف هذه القاعدة العامة، فهو استثناء ظرفي، سببه رد العدوان على الإسلام أو الإنسان عامة، فإذا انتفى الخطر رجع الأمر فورا إلى أصله العام وهو الحوار والجدل الفكري بالتي هي أحسن وأرقى، والتعاون في المشترك فيه من المصالح، ومواصلة الحوار والجدل الفكري في المختلف فيه، كما نلمس ذلك في هذا التوجيه القرآني الصريح {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ . إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}(الممتحنة ٨،٩). ورغم هذه المحن التي تتعرض لها جاليتنا المسلمة في الغرب من حين لأخر، عليها أن تتسلح بالإيمان و الثقة في الله، واعية بإخلاص و موضوعية أن علاقة المسلم بالناس عامة، موافقين ومخالفين، تحكمها علاقة الحوار والجدل الحسن الراقي، والتعاون في ما هم مشتركون فيه، كما هو واضح مثلا في قول الرسول محمد عليه وعلى جميع الأنبياء الصلاة والسلام (خيرُ الناسِ أنفعُهم للناسِ) وفي رواية (أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ)، وفي حديث نبوي آخر جاء الأمر العام بمحبة الخير للناس عامة (أَحِبَّ للناس ما تحبُّ لنفسك تكن مسلمًا). ولما سئل الرسول عليه وعلى جميع الأنبياء الصلاة والسلام من هو المسلم؟ قال {المسلمُ من سلم الناسُ من لسانه ويدهِ، والمؤمنُ من أمنه الناسُ على دمائهم وأموالهم}. هذا هو الإسلام، وهذه هي رؤيته للعلاقة بالآخرين، وهذا هو فهمنا للإسلام، وأعتقد بأنه هو فهم الغالبية العظمى المستنيرة من المسلمين قديما وحديثا، في الشرق كما في الغرب.
الصراع بين القوى وُجدَ منذ أن خلق الله الخلق، فمعركة الحق والباطل أزلية أبدية، شاءت حكمة الله سبحانه أن تكون ليمتحن عباده أولاً، وليمكنهم من دخول الجنة بانتصارهم على شهواتهم ثانياً.. هذه الصراعات ليست كما تبدو للبعض سطحية، إنما هي تستهدف أعمق ما في الإنسان، وهي أشد ضراوة وأقوى فتكاً، لأنها لا تستهدف الإنسان من حيث جسده المادي، بل هي تستهدف الإنسان من حيث عمقه وعطاؤه وقيمه ونماؤه، إنها الحرب القذرة، حرب الشائعات، والمستقرئ للتاريخ الإنساني يجد أن هذه الشائعات عاشت وتكاثرت في أحضان كل الحضارات، ومنذ فجر التاريخ والشائعة تمثل مصدر قلق في البناء الاجتماعي والانتماء الحضاري لكل الشعوب والبيئات، ثم جاء الإسلام واتخذ موقفاً حازماً من الشائعات، ومن أصحابها، ومن مروجيها، بسبب ما في نشرها وبثها بين الأفراد من آثار سلبية على تماسك المجتمع المسلم، وتلاحم أبنائه، وسلامة لحمته، والحفاظ على بيضته، بل لقد عدَّ الإسلام هذا سلوكاً مزوراً منافياً للأخلاق النبيلة والسجايا الكريمة، والمثل العليا التي جاءت بها وحثت عليها الشريعة الغراء، من الاجتماع والمحبة والمودة والإخاء والتعاون والتراحم والتعاطف والصفاء، وهل هذه الشائعات إلا نسف لتلك القيم ومعول هدم لهذه المثل؟ هذا الذي يروج له أعداء الإسلام و المسلمين على تعبير الشيخ محمد راتب النابلسي حفظه الله، بقوله أن الشائعات "ألغام معنوية و قنابل نفسية، بل وأيضا رصاصات طائشة تصيب أصحابها في مقتل، وتفعل في غرضها ما لا يفعله العدو"، وهذه كلها مركزة على شائعات "لبث الخوف والمرض وإثارة القلق، والرعب، وزرع بذور الفتنة، وإثارة البلبلة بين الناس"، ولاسيما في أوقات الأزمات و المحن، كما هو حال أمتنا اليوم، مع توفر أدوات و أبواق التواصل السريع للأخبار بأنواعها، الثقيلة كالقنوات التلفازية والجرائد، والخفيفة الفتاكة كالإعلام الالكتروني بأنواعه واشكاله و سمومه. مأساة الروهينغا في عين وكالة الانباء الفرنسية من ذلك قضية المجازر والاضطهاد التي يتعرض لها الروهينغا المسلمون في ميانمار هذه الأيام، إذ لاحظ مرصد تداول الإشاعات في شبكة "هيئة مكافحة الإشاعات" مؤخراً إعادة نشر العديد من الصور والمقاطع الدموية الكاذبة المنسوبة لقضية بورما والتي سبق ان نشرت بين عامي ٢٠١٠ و ٢٠١٦ ونفاها المرصد عدة مرات، ولأهداف خاصة لبعض الدول المغرضة أعيد نشرها حالياً عبر الواتساب وتويتر ومن جهات خارجية لهدف الإساءة و التشويش على الجرائم التي تتعرض بحق و حقيقة أقلية الروهينغا المسلمة في بورمة. حيث تداولت أخيرا بعض المواقع صورا قديمة مكذوبة لشعوب أخرى منها البوذية لخلط الأوراق على أنها حديثة وخاصة بالأراكان، وصادف أن نقلها مفكر إسلامي معروف في أوروبا في موقعه الإلكتروني بالفرنسية دون تمحيص في نقله للخبر، لتجد وكالة الانباء الفرنسية ضالتها الكبرى وفرصتها السانحة للتشنيع بشخص المفكر الإسلامي خصوصا و المسلمين في أوروبا عموما، بدل التركيز على عدالة قضية الروهينغا، والتطهير العرقي الذي يتعرضون له اليوم والعالم لا يكترث بل يغط في سباته العميق؟ من هذه الاشاعات أيضا ترويج أخبار تكاد تصبح قناعات أن عدداً كبيراً من الناس في الغرب في المدة الأخيرة، ابتعد عن الدين لما يروج عن الإسلام بأنه دين الإرهاب، ودين القتل، ودين التخلف، ودين التمزق، ودين الفقر، ودين البأس؟!. إشاعة نزول الفيلم الذي يسخر من النبي ؟ من جهة أخرى تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي بين المسلمين خاصة فرية تحت عنوان "خبر منذ ساعة .. عاجل و هام جداً " يقول كاتبه " استيقظوا يا امة محمد صلى الله عليه وسلم وقوموا جميعاً يدا في يد للتصدي للعنة هولندا وأوباشها بالدعاء عليها بالإهانة والخسران .. لقد جرى لهولندا ما جرى للنملة ذات الأجنحة.. مسبقاً لقد انهار اقتصادها وهوت وهي في طريقها إلى الافلاس والمسلمين يعرفون من المفلس.. أكبر سلاح هو الدعاء. مضيفا كذبا أو جهلا "لقد نزل الفيلم الإباحي عن النبي (ص).. نعم الفيلم الذي يسخر من حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. حان الوقت للدعاء عليهم ومقاطعة المنتجات الهولندية بصدق وجدية .. أكثر من مليار مسلم يضرب الاقتصاد الهولندي .. " خاتما إشاعته بقوله "أرسل الرسالة إلى اكبر عدد من المسلمين، أو إن لم ترسلها تكون خائنا للأمانة"، أو مثل ما يروج البعض لمثل هذه الدعايات، بقسمه قائلا "بالله عليك أرسلها لعدد معين وأنت مأجور"؟ "الغيبة والطعن في الحكام معصية لله تعالى وخراب للديار" ؟! أما نوع آخر من إصحاب الإشاعات فيكتفي بإرسال فتاوى مفبركة على أنها الحق المبين، ومن خرج عنها فهو مخطئ خائن للبلاد و العباد، كصاحبنا الخليجي هذا الذي كتب تحت عنوان"الطعن في الحكام معصية لله تعالى وخراب للديار" قائلا "إن من أسباب زوال نعمة الأمن والرخاء غيبة ولاة الأمر من الحكام والعلماء وتصديق الشائعات عنهم وعمل المظاهرات عليهم ومناصحتهم جهرا لا سرا وهذا الفعل منهج مخالف للسنة المطهرة يهددنا في ديننا وأمننا، فيجب الانتباه لمن هذا منهجه وإن ادعى الاصلاح وظاهره الصلاح؛ فإن من اعظم الفساد في الارض الطعن في حكام المسلمين وعلمائهم الربانيين، لقصد زعزعة ثقة الرعية بهم فتشتعل فتنة لا ترحم أحدا، وهذا هو منهج رأس المنافقين اليهودي ابن سبأ عليه من الله ما يستحقه "!! أي حكام تتكلم عنهم يا هذا، هل الحكام الذين زكاهم وابقاهم الاستدمار الغربي في دولنا العربية، أم هم بيادق الشر في أيادي العدو الذي عم طريقهم يمتص أرزاقنا و ينهب خيراتنا ويفقر شعوبنا، أم أراك تتكلم عن حكامنا الذين يبذرون خيرات الشعوب في كباريهات العدو و شعوبهم تموت فقرا و جوعا و مرضا؟ حكامنا الذين يبيعون ذممهم بثمن بخس، بل ويخونون العهود و المواثيق، بل و ينكدون العيش على رعاياهم الذين استخلفهم الله عليهم؟؟ إشاعة الفاحشة بين الناس بالظلم سلوك قذر لا لشيء إلا لأن السلوك القذر إشاعة الفاحشة بين الناس بالظلم والاحتقار و التهوين، وترويج الأكاذيب عن ضمائر الأمة صفوتها و خيرتها من علماء و أئمة .. و بالتالي توهين عزائم المسلمين وتقوية أعدائهم، وإشعارهم أنه لا أمل لهم بالنصر الموعود، وأن الإسلام قد انتهى منذ قرون، وأن بريق حضارتهم قد افل.. هذه عين الأفكار التي تروج هذه السنوات من بعض الابواق، مبنية على سوء ظن بالمسلمين عموما، متناسين قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}، (سورة الحجرات ١٢)، وقول الرسول "إِيَّاكُم والظَّنَّ ، فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديثِ"، ضاربين عرض الحائط أن مثل هذه الشائعات، وهذه النماذج من الاخبار والتحاليل، لها أحياناً آثار سلبية على الرأي العام، وصناع القرار في العالم، وكم كانت سبباً في أن يصرف الأعداء عن مواجهة المسلمين إلى تفتيتهم من الداخل كما يقع اليوم في عالمنا الاسلامي..رغم كل ذلك، عزاء المسلم في كل حال قول الله عز وجل ﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً ﴾ ( سورة آل عمران ١٢٠) ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ ( سورة آل عمران ١٣٩ )، ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ، وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ ( سورة آل عمران ١٧٣ ١٧٥) فلا يليق بالمسلمين أن يتخلوا عن ثوابتهم مهما كانت قوة الصدمة، ولا أن تهتز بعض قناعاتهم، أمام أعاصير الدعاية الكاذبة و الاشاعات المغلوطة، والله ناصر عبده و لو بعد حين، ﴿ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾.
قارن آل عمران مع:
شارك صفحة آل عمران على