بعد كارثة الإسكندرية.. هل يستطيع البرلمان إقالة وزير النقل؟

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

انتابت حالة من الحزن والغضب لدى جموع الشعب المصري، عقب وقوع حادث تصادم قطاري بالإسكندرية، ظهر اليوم الجمعة، ذلك الحادث الأليم الذي راح ضحيتها العشرات من المواطنين الأبرياء، في مشهد يؤكد ويبرهن على فشل منظومة السكة الحديدية، ويعيد للأذهان الحوادث الجسيمة لوزارة النقل على مدار السنوات الماضية.

وأعلنت هيئة السكة الحديد، أن القطار 13 إكسبريس "القاهرة - الإسكندرية" اصطدم في الساعة 2:15 ظهرًا، بمؤخرة قطار رقم 571 "بورسعيد - الإسكندرية"، بالقرب من محطة خورشيد بمحافظة الإسكندرية.

حالة الغضب والحزن، استدعت مطالبات البعض بضرورة محاسبة الجناة وإقالة وزير النقل، كرد فعل للتقصير والإهمال، ومع كثرة عدد الوفيات والمصابين جراء الحادث الأليم، تطرح التحرير، خلال هذه السطور تساؤلًا، هل ستقدم الحكومة على إقالة وزير النقل أم لا؟. 

طلبات إحاطة وإقالة لوزير النقل

تقدم النائب مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة عاجل للدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، لاستدعاء وزير النقل هشام عرفات، لحضور اجتماع طارئ للجنة النقل لمناقشة أسباب وقوع حادث قطاري الإسكندرية.

وقررت وزارة التضامن الاجتماعي صرف 50 ألف جنيه لأسرة كل ضحية توفيت في الحادث، وتعويض المصابين بما يتناسب مع نسبة وطبيعة الإصابة، وخلف الحادث الأليم وفاة ما يزيد عن 37 حالة وفاة و137 مصابًا؛ إثر تصادم قطارين بالإسكندرية.

وأكد بكري، خلال جلسة اليوم في البرلمان، أن ذلك الحادث يعيدنا إلى مئات الحوادث التي وقعت قبل ذلك، مطالبًا باستدعاء كل المسئولين عن هيئة السكك الحديد وسؤالهم عن مدى تفعيل التوصيات السابقة وتوجيهات الرئيس السيسي، بإصلاح المزلقانات والحيلولة دون وقوع مثل هذه الحوادث.

وتقدم النائب أسامة شرشر، بطلب إحاطة للمهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، لإقالة الدكتور هشام عرفات وزير النقل، نتيجة لحالة الإهمال والتقصير واللامبالاة التي ضربت قطاعات النقل المختلفة خاصة السكك الحديدية، على حد وصفه.

وشدد "شرشر"، على ضرورة محاسبة وزير النقل والمسئولين عن حادث تصادم قطاري الإسكندرية الذي راح ضحيته عشرات المواطنين الأبرياء، مطالبًا بإسناد إدارة مرفق السكة الحديد، للقوات المسلحة، لأن عدد ضحايا حوادث القطارات والطرق والسكك الحديد زاد عن عدد القتلى في الحروب.

فشل وعجز 

قال الدكتور وحيد عبد المجيد، نائب مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، إن ذلك الحادث الأليم الذي راح ضحيته عشرات المواطنين الأبرياء ليس بجديد على المنظومة داخل هيئة السكة الحديدية ولا وزارة النقل بشكل عام.

وأوضح "عبد المجيد" في تصريحات خاصة لـ"التحرير"، أن حوادث القطارات في مصر أصبحت شيء عادي، وذلك من اقتناع المواطن في الشارع المصري بأن أداء وزارة النقل بكل قطاعاتها فاشلة، ولا تليق بمستوى المسئولية، مشددًا على إقالة وزير النقل كنوع من امتصاص غضب المواطنين، ومحاولة لترهيب المسئولين عن المضي قدمًا فى الإهمال والفساد.

وطالب بمحاسبة جميع المسئولين عن الحادث وتقديمهم للمحاكمة، فضلاً عن إقالة وزير النقل ، مؤكدًا أن ذلك الحادث مجرد قطرة في محيط من الفشل والعجر الذي تعيشه الحكومة وعجزها عن تقديم وتوفير الحد الأدنى من حياة كريمة للمواطنين.

انشغال الحكومة 

من جهته أبدى الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسة، استيائه الشديد لما وقع بالإسكندرية من حادث أليم بتصادم قطاري على السكة الحديدية، مؤكدًا أن الحادث يؤكد على أن الشعب المصري يعيش على ميراث من الفشل. 

وكشف نافعة لـ"التحرير"، أن الأزمة الحقيقية تعود على تسطر المسئولين للفشل والإهمال، وأنه يتعين على وزارة النقل أن تكون لديها نوعًا من الجراءة في كشف قطاعات الفساد بها للرأي العام وللدولة من أجل معرفة أوجه الخلل ومعالجتها حفاظًا على حياة المواطنين.

وتابع، "أن الحوادث ما هي إلا مجرد تكشف عن المستوى الضعيف لأداء الحكومة، فضلاً عن انشغال الحكومة بأمور أخرى، دفعت الوزارات إلى عدم العناية بقطاعات المواطنين والأمور الخدمية، وأن الإقالة قد تكون واجبة في أوقات كثيرة وليست عندما تحدث الحوادث فقط، لافتًا إلى أن الأزمة ليست في وزير النقل، بقدر ما أن المنظومة نفسها فاشلة، والنقل جزء من تردي الأوضاع من قبل الحكومة بشكل عام.

شارك الخبر على