مأرب بريس

الوجه الحوثي لصنعاء أسواق ليست للفقراء... وأبرز الزبائن أعضاء الجماعة «هي صنعاء التي تعرفها، إذا استثنيت ذلك التشوه البصري الذي علق بأسوارها جراء تفشي (لعنة الموت الخمينية)... الأسواق بضوضائها، تعرجات الشوارع المثخنة بالفقد، وفضول المارة وهم يحدقون في واجهات المباني، وكأنهم يعدونها بالخلاص القريب من وعثاء الميليشيات». «عاد سعر الريال إلى سابق عهده قبل أسبوع، لكن تجار المواد الغذائية يرفضون العودة إلى نفس الأسعار السابقة». في وسط صنعاء، وتحديداً شارع القصر، يتهافت على المارة «صرافو العملات» المتنقلون، وعلى مقربة منهم تشرع متاجر الصرافة أبوابها عن اليمين وعن الشمال. استعاد الريال اليمني عافيته لليوم الثالث على التوالي. لكن لم يستعد اليمنيون دولتهم المخطوفة، ولا نمط حياتهم المعيشي الذي بات ذكرى للكثيرين منهم أشبه بحلم لذيذ في ليلة دافئة، به يلوذون لتناسي الكابوس الحوثي المقيم. كانت هذه فواصل من أحاديث صنعانية، خلال جولة ميدانية لـ«الشرق الأوسط» في أسواق العاصمة اليمنية. يقول أحد العاملين في متاجر الصرافة «معضلة أخرى نلحظها هنا، تتمثل في عدم انخفاض أسعار السلع والمواد الغذائية بعد الزيادة الأخيرة التي شهدتها مطلع الأسبوع، جراء انهيار سعر الريال، وتجاوزه حاجز الـ٥٠٠ ريال مقابل الدولار». يتهكم مجدي وهو شاب يعمل في أحد المتاجر بسخرية «في هذه البلاد لا شيء يعود إلى سابق عهده، حتى لو وصل سعر الدولار إلى ريال واحد ستبقى أسعار السلع كما هي». يخاطب أحد المتسوقين شخصاً إلى جواره يبدو أنه صديقه بعد أن دخل معه في جدال «خلوا (السيد) يجيب لكم أحجار كريمة» في إشارة ساخرة إلى أحد خطابات زعيم ميليشيا الحوثيين عبد الملك الحوثي قبل انقلابه على السلطة الشرعية، التي زعم فيه أن «الحجارة في اليمن وحدها تكفي للقضاء على الفقر». تزخر الأسواق بكل شيء، السلع الأساسية، والخضار، وأنواع الفواكه المستوردة والمحلية، ومستلزمات التجميل، ومتطلبات «الطاقة الشمسية» التي استعاض بها سكان العاصمة عن «الكهرباء العمومية».
أطفال اليمن حين تستخدمهم الميليشيات متاريس تداول يمنيون مقطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي في شكل واسع، يظهر فيه قيادي حوثي وهو يحرض معاونيه على إجبار طلاب المدارس والشباب والنساء على التجنيد لرفد جماعته بالمقاتلين، لمواجهة الجيش الوطني اليمني، حتى لو تم ذلك بالإكراه. ومنذ بداية الحرب في آذار(مارس) عام ٢٠١٥ والتي تخوضها قوات الجيش والمقاومة الشعبية ضد الحوثيين بدعم ومساندة دول التحالف العربي، فقد الانقلابيون عشرات الآلاف من مسلحيهم في جبهات القتال كافة، فيما حُرر أكثر من ٧٥ في المئة من مساحة اليمن، ما دفعهم إلى فرض التجنيد القسري لمقاتلين غالبيتهم من الأطفال. ويظهر مقطع الفيديو المتداول القيادي الحوثي في حوار مع قناة «اليمن الحكومية»، التي تسيطر عليها الميليشيات في العاصمة صنعاء، وهو يفسر (على هواه ومبتغى جماعته) الآية القرآنية الكريمة «كتب عليكم القتال وهو كره لكم»، بأنها توجب التجنيد بالإكراه. وحين سأله محاوره وماذا عن من لم يكن راغباً أو كارهاً القتال والجهاد؟ رد عليه القيادي الحوثي رداً صاعقاً، وقال «يتم التجنيد بالقوة وسيذهبون للقتال رغماً عنهم، وإن لم يقاتلوا نجعل منهم متاريس في جبهات الحرب». حتى الآيات القرآنية يفسرها الحوثيون وفق أهوائهم وبما يخدم مشروعهم الطائفي والدموي في اليمن، لا يعترفون بما أجمع عليه المفسرون وعلماء الإسلام، ولا يقبلون بمن يعارضهم، وكلام «سيدهم» عبد الملك الحوثي وملازمه (محاضراته) مقدسة لا تقبل رأياً آخر، ومن حاول فك طلاسمها، أو وقف على شاردة أو واردة من هذرها، أو عارض تحوير سياقها فهو مفقود ... مفقود ... مفقود. ولا يكترث الحوثيون بأي قوانين وأعراف دولية وإنسانية تجرم تجنيد الأطفال والزج بهم في الحروب، ولا يأبهون بأي ذنب يقتل الأطفال على جبهات حروبهم، تفكيرهم ينصب على نهج دموي يستتر خلف مشروع كارثي لجهة تدمير اليمن ليحكم «سيدهم» على جماجم أطفال اليمن وخيرة شبابه، ولكي يبتسم ملالي طهران بما آل إليه اليمن على يد أتباعهم، وحيث تقف قدميك في صنعاء والمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون فأنت على مقربة من مقبرة (الشهداء) أو بيت يبكي أحد أبنائه، أو صراخ أم ثكلى قتل طفلها ثم لم تحظَ برؤية جثته الصغيرة، إذ لم يتبقّ منه غير أجزاء متناثرة أو بعض ملابسه تشتم منها رائحة فلذة كبدها حين تنتحب على فقدانه إلى الأبد، فرحل مع أترابه إلى الجنة ليأكل من «تفاحها» كما يبشر «السيد» وأتباعه قتلاهم وذويهم من بعدهم. قبل أيام قليلة، بثّ إعلام الحكومة الشرعية والجيش الوطني مقطعاً مصوراً لمجموعات من الأطفال تتراوح أعمارهم بين ١٧ و١٤ سنة، تم أسرهم في إحدى جبهات القتال في محافظة مأرب شمال اليمن، كان أحدهم وعمره ١٤ سنة يبكي ويصرخ قائلاً «أريد العودة الى أمي». أبكى ذلك المشهد كل من بين ضلوعه قلب وفي وجدانه مشاعر إنسانية... بعد أيام، أعيد الطفل الأسير إلى أسرته بعد أن تعهد عدم الانخراط من جديد مع الميليشيات. ولم تمض بضعة أيام، حتى تمكنت قوات الجيش من أسر حوثيين في محافظة البيضاء، وكانت المفاجأة أن أحد الأسرى هو ذلك الطفل الذي كان يبكي ويطلب العودة إلى أمه
حراك يمني لإنهاء الانقلاب وتصنيف «الحوثيين» جماعة إرهابية مأرب برس قالت صحيفة عكاظ السعودية أنها علمت من مصادر يمنية موثوقة، أن التحركات الدبلوماسية للحكومة اليمنية، تهدف إلى توحيد المجتمع الدولي وإنجاح التصويت على مشروع قرار دولي مرتقب الشهر القادم يصنف الحوثيين جماعة إرهابية، ويضع كبار قياداتها على رأس قوائم المطلوبين بجرائم الإبادة. ودعا رئيس الدائرة الإعلامية في التجمع اليمني للإصلاح علي الجرادي، أمس (السبت)، القوى الوطنية إلى التوحد في مواجهة ميليشيات الحوثي. فيما تعهد القيادي الجنوبي هاني بن بريك، بالوقوف إلى جانب كل القوى التي تهدف إلى تحرير صنعاء من قبضة الحوثي. وقال في تغريدة على حسابه في «تويتر» كجنوبيين سنعين كل صنعاني وغير صنعاني في حرب الحوثي ولو كان مع الحوثي قبل ذلك، مضيفاً لا أبقانا الله رجالاً إن لم تحركنا جرائم الحوثي لتحرير صنعاء. وتأتي هذه المواقف التي وصفها مراقبون يمنيون بـ«الإيجابية والمشجعة»، لإنهاء سنوات من الخلافات والفرقة والتمزق بين الأفرقاء اليمنيين لمواجهة الإرهاب الحوثي. وتشهد الأروقة السياسية اليمنية حوارات سرية بين مختلف القوى السياسية للاتفاق على تحالف وطني لمواجهة الانقلاب، وبحث مستقبل الشراكة بين مختلف الأحزاب والقوى والمكونات السياسية.
مأرب برس القبض على مواطن يمني متهم بقتل عماني بالمهرة ألقى الأمن اليمني، السبت، القبض على المتهم بقتل مواطن عُماني، بمدينة الغيظة مركز محافظة المهرة شرقي البلاد. وفي تصريح للأناضول، قال مسؤول أمني يمني رفيع، فضّل عدم ذكره اسمه، “إن قوات الأمن بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، تمكنت من القبض على المتهم (تحفظ عن الإفصاح عن اسمه) في حادثة قتل المواطن العُماني أمس بمحافظة المهرة”. وأوضح أن “المتهم ينحدر من محافظة عدن، وفر هارباً باتجاه محافظة حضرموت عقب الجريمة”. وأشار إلى أن عملية القبض تمت بعد التنسيق والمتابعة المتواصلة بين الأجهزة الأمنية بمحافظتي حضرموت والمهرة، لافتاً أن الأجهزة الأمنية بمحافظة حضرموت ستسلّم المتهم إلى الأجهزة المختصة بالمهرة. وأمس الجمعة قال مسؤول حكومي للأناضول، “إن مجهولين قتلوا المواطن العُماني، محمد أحمد سالم العامري، في خط الكورنيش بمدينة الغيظة بمحافظة المهرة”، بعد أن طعنوه ١١ طعنة، فأردوه قتيلاً. وأشار إلى أن المواطن العماني متزوج من يمنية من خارج محافظة المهرة، ويعمل في بلدية ظفار بسلطنة عمان. وتشهد “المهرة”، أو ما يُطلق عليها بوابة اليمن الشرقية، نوعاً من الاستقرار الأمني خلافاً للمحافظات اليمنية الأخرى. وتعد المهرة ثاني أكبر محافظة يمنية من حيث المساحة بعد محافظة حضرموت، ويوجد فيها منفذين بريين مع سلطنة عُمان.
مأرب برس حسين محب يفاجئ الجمهور.. ٣ أغاني من تلحين عبدالرب ادريس وأحمد فتحي يستعد الفنان اليمني حسين محب حالياً لتسجيل أغنيتين من ألحان الدكتور السعودي عبدالرب ادريس وأغنية من ألحان الموسيقار اليمني أحمد فتحي. وفي حوار أجرته معه "شبكة حياة" قال إن الموسيقار إدريس انتهى من عملين غنائيين خاصين به من كلمات الشاعر العماني سالم المعشني، "وسأقوم بآداء الأغنيتين وتصويرهما فيديو كليب". وأوضح أن "أحمد فتحي انتهى من تلحين أغنية وقد أنهينا أيضاً كل ترتيبات التسجيل في القاهرة، وسيتم تصويرها وإنتاجها بطريقة الفيديو كليب". ويغني محب معظم الألوان الغنائية اليمنية كالصنعاني واللحجي والحضرمي وأغاني المدرسة التعزية الحديثة، إضافة إلى الأغاني الخليجية.يقتصر أداء محب حالياً على الغناء في الحفلات الخاصة، ويبرر ذلك قائلاً "كانت الخطة أن أبدأ منذ العام ٢٠١٤ بتسجيل بعض الأغاني سواء لقنوات فضائية رسمية أو تسجيلها بطريقة الفيديو كليب، لكن مع أحداث الحرب أصبح الموضوع أصعب واضطررت للتأجيل، لكن سنحاول قريباً إنجاز أعمال وتسجيلها خارج اليمن". وقال "محب" إن "الموسيقى تكون أقوى حين تكون طرفاً ثالثاً، وهذا الطرف الثالث هو صوت السلام، وهو جبهة الناس البسطاء، وهؤلاء أيضاً عليهم مسؤولية في تهدئة حدة الغلو في أزمنة الحرب، إلى جانب الفن الذي يجب أن يبقى بعيداً عن الصراعات السياسية". وأضاف " للفن دور رئيس في صناعة السلام، وتهدئة الناس لأن الفن ولد كأداة للسلام النفسي والمجتمعي".وقال إن "الفنان اليوم عليه أن يؤدي رسالة سامية وأن يتحمل مسؤوليته بأمانة وأخلاق، ليكون حجراً في جدار السلام الذي تنتظره الشعوب، فالفن لا جنسية له ولا جغرافيا. وبين أن الفن لغة عالمية ويجب أن تكون هذه اللغة ناطقة دوماً بالمحبة والإخاء بين الناس".وشارك حسين محب في احتفالات سلطنة عمان بعيدها الوطني مؤخراً حيث كان له حضوراً بارزاً على الشاشات العمانية، ووسائل الإعلام، وأقيمت له عدة حفلات لقيت أصداء واسعة. وقال إن "الحظ حالفني أن أزور عمان وذلك بعد أن قدمت رسالة شكر لعمان سلطانها وشعبها، بمناسبة عيدها الوطني على الخدمات التي تقدمها لليمنيين. ثم تمت دعوتي إلى هناك ورتبت لي بعض الأمسيات الغنائية، وكانت زيارة ناجحة".وحول الألوان الغنائية اليمنية وطغيان اللون الصنعاني على حضوره يقول "إن وسائل التواصل الاجتماعي تظلم الألوان الغنائية التي أقدمها. وتابع في كثير من الأحيان يتم انتقاء الأغاني من لون واحد بينما أقوم بتأدية معظم الألوان الغنائية اليمنية في كل جلسة إيماناً مني بتضاريس الفن اليمني وتعدد مدارسه". وختتم حديثه بأنه يعيد النظر حالياً بترتيب إنتاجه الفني ليعطي كل لون حقه خصوصاً، أن الجمهور اليمني له ذائقة متعددة، وبحكم هذا التعدد الفني الواسع للفن اليمني، والاستجابة لهذا التنوع واجب على الفنان أن يراعيه في أعماله.
مأرب برس مقتل ١٠٠ حوثي وتدمير ١٥ الية عسكرية واستعادة مخزن أسلحة بصعدة أعلن الجيش اليمني، في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، مقتل ١٠٠ حوثيا، خلال المواجهات التي شهدتها جبهة "كتاف" البقع في محافظة "صعدة" خلال الأسبوع الماضي. ونقل موقع الجيش اليمني "سبتمبر نت"، عن مصدر عسكرية، إن العشرات من القتلى والجرحى سقطو في صفوف الحوثيين خلال المعارك العنيفة التي شهدتها الجبهة. وأشار المصدر إلى أن من بين القتلى، أربعة قيادات ميدانية، عثر الجيش الوطني على جثث ثلاثة منهم، وهم محمد حسن عوفان، وصالح محمد سعد الرباعي، وصلاح الدين محمد ناصر سيلان. وأوضح المصدر، أن قوات الجيش تمكنت من تدمير أكثر من ١٠ آليات عسكرية، وخمسة أطقم مسلحة، وشاحنة سلاح متوسطة (دينا) واستعادة مخزن سلاح. وكانت قوات الجيش اليمني، قد أعلنت الجمعة مقتل ٧ من عناصرها، و١١٧ من مسلحي الحوثي، في معارك بمدينة "ميدي" التابعة لمحافظة حجة (شمال غرب) المحاذية للسعودية، خلال الأسبوع المنصرم. ويشهد اليمن، منذ أكثر من ثلاث سنوات، حربًا بين القوات الحكومية، مسنودة بقوات التحالف العربي من جهة، وبين الحوثيين، المتهمين بتلقي دعم عسكري إيراني، من جهة ثانية.
انتهاكات الحوثي تهجّر ٣٢ ألف يمني خلال شهرين أعلنت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن انتهاكات الحوثيين في اليمن أرغمت أكثر من ٣٢ ألف شخص على الفرار من ديارهم في الشهرين الماضيين. وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في بيان إن هؤلاء يضافون إلى نحو مليوني يمني نزحوا أصلاً بسبب المعارك. وأضاف البيان أن «حلول الشتاء في اليمن حيث يمكن أن تنخفض درجات الحرارة لما دون الصفر في عدد من المحافظات، قد فاقم الصعوبات بالنسبة لكثيرين وخاصة النازحين والمقيمين في تجمعات غير رسمية عرضة لعناصر الطبيعة مع حماية قليلة من البرد». وقالت الناطقة باسم المفوضية شابية مانتو إن تصاعد المعارك في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون، تسبب في موجات النزوح الجديدة. واتهم تقرير صادر عن فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة، ميليشيات الحوثيين بمنع المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد من زيارة العاصمة صنعاء، ورفض التعاطي مع أيٍ من مقترحاته. وفي ما يتعلق بالصواريخ الحوثية، لم يستبعد فريق الخبراء الأممي وجود خبراء صواريخ أجانب يزودون ميليشيات الحوثيين بالمشورة التقنية، أو أن خبراء صواريخ الحوثي تلقوا تدريباً في الخارج كما اتهم التقرير الحوثيين بتنفيذ عمليات إعدام واحتجاز لأفراد لأسباب سياسية ، وتدمير منازل أعدائهم بشكل ممنهج، إضافة إلى إعاقة إيصال المساعدات الإنسانية وتوزيعها.
تراجع للميليشيات في نهم ومعارك متصاعدة بالجوف والبيضاء حقق الجيش اليمني أمس، تقدماً ميدانياً جديداً في جبال مديرية نهم شمال شرقي صنعاء، في وقت تصاعدت فيه المعارك ضد ميليشيات جماعة الحوثيين الانقلابية في جبهات البيضاء والجوف وحجة وصعدة، بالتزامن مع إسناد جوي من طيران التحالف. ونقلت صحيفة الشرق الاوسط عن مصدر ميداني في الجيش اليمني لـ«الشرق الأوسط»، بأن القوات الحكومية واصلت تقدمها في مديرية نهم وحررت جبل الضبيب الاستراتيجي مع سلسلة من التلال الأخرى غرب «جبل القرن»، بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيا جماعة الحوثيين. وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، إن «المعارك التي استمرت على مدار يومي الخميس والجمعة، أدت إلى خسائر بشرية في صفوف الميليشيات لم يتسنَ معرفة حجمها على وجه الدقة، إضافة إلى تدمير آليات عسكرية واغتنام أسلحة وذخائر». في المقابل خسرت القوات الحكومية بحسب المصدر عدداً من جنودها، بينهم العميد الركن حمود بن مرشد الذي يشغل منصب «ركن ثاني عمليات المنطقة العسكرية السابعة».ويسعى الجيش اليمني إلى تضييق الخناق على صنعاء من خلال تقدمه المستمر في جبال نهم ذات التضاريس الوعرة والامتداد الجغرافي الواسع، حيث باتت معظم مناطق نهم الشمالية تحت سيطرته، في حين باتت الميليشيات الحوثية محصورة في الأجزاء الجنوبية منها. وفيما تقترب القوات الحكومية من السيطرة على منطقة «نقيل بن غيلان» على بعد نحو ٤٠ كيلومتراً من أطراف صنعاء، أفادت مصادر عسكرية مطلعة بأن الميليشيات الحوثية أرسلت المئات من مجنديها الجدد خلال الأيام الأخيرة على دفعات متفرقة لتعزيز عناصرها في جبهة نهم. وأفادت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بأن الرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه الفريق علي محسن الأحمر بعثا أمس، برقيتي عزاء منفصلتين «إلى أسرة العميد حمود بن مرشد الذي استشهد أثناء أداء الواجب في ميدان الشرف والبطولة». وفي محافظة الجوف، تجددت أمس، مواجهات عنيفة بين الجيش اليمني وميليشيا الحوثي في مديرية المتون الواقعة جنوب غربي الجوف استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة. وقالت مصادر قبلية في المنطقة إن المعارك اقتربت من محيط «المجمع الحكومي» في مركز المديرية، مخلفة خسائر كبيرة في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية. وتتزامن هذه المواجهات مع معارك مستمرة مع الميليشيات على طول الامتداد الجغرافي لمحافظة الجوف المجاورة لمحافظة صعدة ابتداء من مديرية خب والشعف المحررة، التي تشكل نحو ٨٥ في المائة من مساحة المحافظة، ومروراً بمديرية برط العنان، وصولاً إلى مديريتي المتون والمصلوب جنوب غربي المحافظة. وكانت قوات الجيش في جبهة برط العنان حررت أول من أمس، مواقع استراتيجية في المديرية المحاذية لأغلب الحدود الشرقية لمحافظة صعدة التي تمثل العمق الاستراتيجي للميليشيات الحوثية والمعاقل الرئيسية لقادتها العسكريين ودعاتها الطائفيين. وبعد الانتصارات، وتقدم قوات الجيش الوطني في مديرية برط العنان والسيطرة على عدد من المناطق أبرزها جبل حبش الاستراتيجي المطل على عدة طرق؛ الطريق الرابطة بين مديرية خب والشعف ومديرية برط، وطريق الجوف صعدة، أصبحت ميليشيات الحوثي الانقلابية تعيش في حالة ارتباك في عدد من الجبهات بما فيها مديرية المصلوب. وتبادلت عناصر انقلابية الاتهامات بالخيانة. وقالت مصادر محلية إن «الميليشيات الانقلابية أصبحت تعيش في حالة ارتباك وسط انسحاب أكثر من ٢٥ انقلابياً من المصلوب». وأكدت، بحسب ما نقل عنها مجلس إعلام الجوف التابع للشرعية، أن «خلافات حادة نشبت بين قيادات حوثية من الصف الأول في ميليشيا الحوثي بمديرية المصلوب، ما أدى إلى انسحاب بعض القيادات وامتناعها عن خوض المعارك في صفوف الميليشيات الانقلابية في المديرية». وأوضحت أن «الخلافات نشبت بعد أن زرعت الميليشيا ألغاماً راح ضحيتها مواطنون ينتمون لقبيلة بني نوف التي ينتمي إليها القيادي الحوثي ربيع صالح السنتيل وأمين محمد القح، الأمر الذي جعل أكثر من ٢٥ عنصراً من الميليشيات تعلن رفض مشاركتهم في جبهات القتال بسبب ما سموه الخيانات الداخلية وزج الأبرياء في معارك وهمية، بالإضافة إلى اشتراطهم تسليم العناصر التي عملت على زراعة الألغام في مناطق مختلفة من المديرية».
لهذا السب يتوعد أردوغان بسحق القوات الأمريكية التي ستشكلها واشنطن على حدود بلاده .. قرار القيادة الامريكية بتشكيل قوة سلاح حدود قوامها ٣٠ الف جندي ترابط على الحدود الشمالية السورية يعني الصدام مع تركيا، والتمهيد لقيام “دولة كردية” في حجم لبنان، ان لم يكن اكبر، تتمتع بسيادة كاملة، ودعم امريكي إسرائيلي. قوات سورية الديمقراطية التي تستولي حاليا على مدينة الرقة، ومناطق واسعة شرق الفرات، بعد انتزاعها من “الدولة الإسلامية” بدعم ارضي وجوي امريكي، ستكون نواة هذه القوة الجديدة التي ستنتشر على طول الحدود الجنوبية التركية وداخل الأراضي السورية، مثلما اكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض قبل أسبوعين وجود اتفاق امريكي إسرائيلي لزعزعة سورية وايران واستهداف “حزب الله”. الولايات المتحدة، وحسب معطيات ميزانية العام الحالي، رصدت ما قيمته ٥٠٠ مليون دولار لتمويل هذه القوات وتسليحها بأسلحة حديثة، تكون العمود الفقري لاستراتيجيتها في المنطقة. الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يشعر بالقلق من جراء هذا التحرك الأمريكي الذي يجمع المراقبون على انه موجه ضد بلاده، وربما يؤدي الى تقسيمها الى كيانات عرقية وطائفية في المستقبل المنظور، ولهذا هدد بسحق هذه القوات التي وصفها بالإرهاب، وتوعد بالقضاء عليها، وبدأ في ارسال تعزيزات عسكرية الى منطقة “هاتاي” في اطار هذه الخطة. الرئيس اردوغان خيّر الحليف الأمريكي بين تركيا، الدولة المؤسسة لحلف الناتو، وبين الاكراد وميليشياتهم، وجاءت النتائج مخيبة الآمال بالنسبة اليه لان الامريكان اختاروا الاكراد، ودعموهم بمئات الاطنان من الأسلحة الثقيلة الحديثة، مكنتهم من السيطرة على مدينة الرقة، ومناطق واسعة في شمال شرق سورية. التصعيد التركي مع روسيا، وغض النظر عن قيام مجموعات موالية لامريكا بإطلاق ١٣ طائرات “مسيرة” بدون طيار، ومجهزة بصواريخ لضرب القاعدتين الروسيتين في حميميم (جوية)، وطرطوس (بحرية)، سياسة خاطئة، وغير محسوبة جديا، في ظل اتضاح ملامح المخطط الأمريكي. صحيح ان الرئيس اردوغان اتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين مؤكدا ان تركيا ليس لها أي علاقة من قريب او بعيد بهذا الهجوم، ولكن الصحيح أيضا، انه عمل على عرقلة مؤتمر الحوار السوري في سوتشي عندما اتخذت الفصائل السورية الموالية له قرارا رافضا للمشاركة فيه، لان تركيا لا تريد أي مشاركة للأكراد فيه حتى لو كانوا بصفة شخصيات تمثل نفسها، وضمن ١٦٠٠ مشارك من مختلف أطياف الشعب السوري. الرئيس اردوغان اذا أراد مواجهة هذا المخطط الأمريكي الخطير الذي يريد إقامة كيان يشكل قاعدة أمريكية في شمال سورية، ويهدد تركيا، فليس امامه من خيارات غير التحالف مع المثلث الروسي الإيراني السوري، لانه لا يستطيع مواجهة المخطط الأمريكي لوحده، مهما امتلك من أسباب القوة كما يرى بعض المراقبين.