دونالد ترامب

دونالد ترامب

دونالد جون ترامب (بالإنجليزية: Donald John Trump ) (ولد في ١٤ يونيو ١٩٤٦) هو الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية، منذ ٢٠ يناير ٢٠١٧. وهو أيضًا رجل أعمال وملياردير أمريكي، وشخصية تلفزيونية ومؤلف أمريكي ورئيس مجلس إدارة منظمة ترامب، والتي يقع مقرها في الولايات المتحدة. أسس ترامب، ويدير عدة مشاريع وشركات مثل منتجعات ترامب الترفيهية، التي تدير العديد من الكازينوهات، الفنادق، ملاعب الغولف، والمنشآت الأخرى في جميع أنحاء العالم. ساعد نمط حياته ونشر علامته التجارية وطريقته الصريحة بالتعامل مع السياسة في الحديث؛ على جعله من المشاهير في كل من الولايات المتحدة والعالم، وقدم البرنامج الواقعي المبتدئ (بالإنجليزية: The Apprentice) على قناة إن بي سي. ترامب هو الابن الرابع لعائلة مكونة من خمسة أطفال، والده فريد ترامب، أحد الأثرياء وملاك العقارات في مدينة نيويورك، وقد تأثر دونالد تأثرا شديدا بوالده، ولذلك انتهي به المطاف إلى جعل مهنته في مجال التطوير العقاري، وعند تخرجه من كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا وفي عام ١٩٦٨، انضم دونالد ترامب إلى شركة والده: منظمة ترامب. وعند منحه التحكم بالشركة قام بتغيير اسمها إلى منظمة ترامب. بدأ حياته العملية بتجديد لفندق الكومودور في فندق غراند حياة مع عائلة بريتزكر، ثم تابع مع برج ترامب في مدينة نيويورك وغيرها من المشاريع العديدة في المجمعات السكنية. في وقت لاحق انتقل إلى التوسع في صناعة الطيران (شراء شركة ايسترن شتل، واتلانتيك سيتي كازينو، بما في ذلك شراء كازينو تاج محل من عائلة كروسبي، ولكن مشروع الكازينو افلس. وقد أدى هذا التوسع في الأعمال التجارية إلى تصاعد الديون. حيث أن الكثير من الأخبار التي نقلت عنه في أوائل التسعينيات كانت تغطي مشاكله المالية، وفضائح علاقاته خارج نطاق الزوجية مع مارلا مابلز، والناتجة عن طلاق زوجته الأولى، إيفانا ترامب. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بدونالد ترامب؟
أعلى المصادر التى تكتب عن دونالد ترامب
أحمد علي يكتب في الوطن اليوم رسالة إلى وزير خارجية السعودية من وسط الحصار المفروض على قطر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كن عادلا يا "عادل" .. ولا تكن متجبرا يا "جبير" ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لسنا بحاجه إلى مساعداتكم .. و"فوائضكم" أنفقوها على شعبكم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "إذا بليتم فاستتروا" .. ولا تنسوا أن "١٥" سعوديا نفذوا هجمات سبتمبر الإرهابية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حصاركم الجائر يقدم نموذجيا سيئا عن الإسلام في العالم المتحضر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ السيادة ليست سجادة نطويها لتدسوا عليها كما داس ترامب على سجادتكم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شعوب العالم وحكوماته يعرفون من أين نبعت شرارة "الإرهاب" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ معالي «الأخ الفاضل» السيد عادل بن أحمد الجبير الموقر وزير الخارجية ــ المملكة العربية السعودية «الشقيقة» تحية بلون العلم القطري، أكتبها من وسط الحصار الجائر الذي تفرضونه على قطر .. وبعد أكتب إليكم هذه الرسالة من فــــوق صخــرة قطريـــة ثابتة في مكانها، لا تتزحزح من موقعها، ولن تتغير في موقفــــها، تعــــــودت عـــــلى مقاومة الرياح مثل سائر القطريين، ترمز في صمودها إلى الخلود، وفي صلابتها إلى الصمود، والدفاع عن الوجود في شبه الجزيرة القطرية. أكتبها بزخم حرية الكلمـــة، وعنــــفوان الكرامة، وعزة النفس، والرؤوس المرفوعة عالياً في قطر، أمس واليوم وغداً. أكتبها بوخزة الألم وخفقة الأمل، وأخاطبك من خلالها باللوعة ولا أقول الدمعة، وأرسلها إليك لتصل مباشرة إلى مكتبك في الرياض، فوق جناحي حمامة قطرية، تسافر في الفضاء الخليجي بلا قطيعة أو مقاطعة أو انقطاع، أو على ظهر جواد عربي أصيل يواصل الصهيل، ويسابق الريح كالقطار، متجاوزاً مرارة الحصار، في الليل والنهار. أكتبها من «دار التميمي تميم» بلسان وحنجرة «عبدالمجيد عبدالله» وهو يصدح «والله أحبك يا قطر، قد السما وقد البحر، وقد الصحاري الشاسعة، وقد حبات المطر». أكتبها بعرق جنودنا البواسل الذين سطروا ملحمة الدفاع عن المملكة في معركة «الخفجي»، ودافعوا بشجاعة عن سيادة السعودية، ثم جاء بعدهم جيل قطري آخر من المقاتلين القطـــريين الذيــــن دافعوا عن الحد الجنوبي ببسالة بكل قوة وصلابة. .. وفي خضم هذه الرسالة، المليئة بكل هذا الزخــــم العـــالي، من الثبات على الموقف، والقدرة على التحــــدي، لا أدري يا معالي الوزير يا عادل الجبير إن كنت تعرفني أم لا، أو تقرأ مقالاتي أم لا؟ .. وإذا كنت لا أحظى من «معاليك» بشرف أن تعرفني شخصياً، فأنا، على الأقل أعرف كل شيء عنك، وأعرف أنك مولود في «المجمعة» الواقعة شمال الرياض، في الأول من فبراير عام ١٩٦٢، وهذا يشجعني لإرسال «باقة ورد» لك، عندما تحل ذكرى عيد ميلادك المقبل، أرفقها بعبارة «هابي بيرث دي تو يو». .. ولأنني أعرف الأصول في التعامل مع أصحاب الإحساس المرهف مثلك، فهذا يجعلني أتحمس ولا أتحسس من مخاطبتك بهذه الرسالة، بكل «حماس» رغم أنني لست «إرهابياً» ولا أنتمي إلى حماس، التي ألصقتم عليها تهمة «الإرهاب» دون أن توضحوا بإسهاب حقيقة الأسباب. .. وها أنا أخاطبك على طريقة الأحباب، خطاباً «أخوياً» يدور بين «الإخوان»، في بيتهم الواحد كعادتهم في كل زمان ومكان! معالي الوزير عادل الجبير ما من شك في أن معرفتي بك، أو المعرفة المكونة في ذاكرتي عنك، هي جزء من صميم واجبات أي كاتب صحفي، يريد أن يكتب عن «العواصف» المحيطة به، فما بالك عندما تكون «العاصفة» داخل «بيته الخليجي»، الذي تــــصدعـــت قواعـــده، وتــآكـــلت أركـــــانه «وتشلخت جــــــدرانـــه»، من كثــــرة «العواصـــف»، التي كان أولها «عاصفة الصحراء» لإعادة الأمور إلى نصابها في دولة الكويت الشقيقة، وبعدها جاءت «عاصفة الحزم»، حتى وصلنا إلى «عاصفة العواصف» المتمثلة في حصاركم لشقيقتكم قطر، الخالي من العواطف. .. وأتمنى يا «معالـــــي الوزيــر» أن يتــــسع صــــــدرك قلـــيلاً لخطابي غير العاصف الموجه لكم، حتى تتيــــــح للقراء داخــــل قطر وخارجها ممارسة حقهــــــم في التنفس، واستنشاق عبوات من «الأوكســــجين»، وخصوصاً بعد قراركم الضاغط على الأنفــــــاس، المتمـــثل في حصاركم الجائر على قطر، بشكل يخالف تعاليم الإسلام، لدرجة أنكم قمتم بتجريم كل من يعبر عن تعاطفه الأخوي مع قطر، وقمتم بتحريم أي شكل من أشكال التعبير عن التضامن معها. .. وما من شك في أنكم بذلك الموقف غير الإنساني تقدمون للعالم المتحضر، ولا أقول المتحرر، نموذجـــــاً سيــئا عن الإســـلام، من خلال حصاركم الجائر لنا في شهر رمضان، الذي يخالف الشرائع السماوية، وينتهك كل القيم الأخلاقية والأخوية التي يحض عليها دين السلام. معالي الوزير عادل الجبير من المضحـــــــك ــ وشـــر البلية ما يضحــــك ــ أنكم أعلنتـــــم عن استعدادكم لإرسال مساعدات غذائية وطبية إلى قطر، وهذه محاولة خسيسة منكم، ولا أقول خبيــــثة، فحــــسب، لتصوير دولتنا التي تنعم بالرفاه الاقتصادي، وكأنها دولة فاشلة مثل النيجر وجزر القمر! .. وما أريد توضيحه لكم، أننا لسنا بحـــــاجة إلى مساعــــداتكم، لأن دخل المواطن القطري هو الأعلى بين كل شعوب العالم، بفضل سياسات قيادتنا الحكيــــــمة، وخطـــط حكومتـــــنا الرشيدة، التي استثمرت ثروات الوطن لصالح رفاهية المواطن، فغدا القطري هو الأغنى بين سكان الكرة الأرضية. .. وإذا كانــــت لديكــم فوائـــض في ميزانيتـكم المثقــوبــة أو المثقلة بأعباء الصفقات الخاسرة التي أبرمتموها مع طويل العمر نافذ الأمر، صاحب السمو الملكي «دونالد ترامب»، ينبغي إنفاقها على شعبكم، وتوجيهها لزيادة رواتب الموظفين السعوديين، وتحسين أوضاع المواطنين المعيشية، أولئك المحرومين في العديد من المناطق. .. ولا أضيف جديد عندما أقول أن رواتب السعوديين لا تتناسب مع تصاعد مستويات التضخم في أوساط المستهلكين، ولم تعد تكفي إطلاقاً للوفاء باحتياجات المواطنين، وهي ثابتة في مكانها منذ أكثر من ٣٠ عاما ولم يطاولها التغيير سوى مرتين وبنسبة ١٥ % في كل مرة. .. وبالطبع لا يمكن أن يعيش المواطن السعودي حياة كريمة مثل غيره من الخليجيين بحوالي ٨ آلاف ريال شهرياً، مع ارتفاع نسبة التضخم، الذي أثبتت الحكومة عدم قدرتها على لجمه، عدا أن السعودية تعتبر الأقل خليجياً في رواتب قطاعها الخاص. فلا داعي أن تزايد يا معالي الوزير عادل الجبير علينا ويمكنك توجيه مساعداتك إلى شعوب أخرى «غشيمة» لا تعرف الفارق بين «التمرة» و«البعرة»، ولا تعرف حقيقة السخط الشعبي المتصاعد في الداخل السعودي! .. والأجدر بكم ولكم، أن لا تكونوا مثل «عين عذاري»، التي إذا كنتم لا تعرفونها يمكنكم سؤال نظيركم وزير خارجية البحرين الشيخ «خالد بن أحمد آل خليفة،شريككم في التآمر ضد قطر، وسيقول لكم إنها تسقي الأطراف البعيدة، وتحرم الأرجاء القريبة، من مياهها العجيبة، لتظل تتضور عطشاً وجفافاً! معالي الوزير عادل الجبير ربما تستغرب من صراحتي في التعبير، غير أن هذا هو أسلوبي في الكتابة، وهو يشبه «جمرة غضى»، وهي النار المشتعلة التي لا تنطفئ، وهذا الأسلوب الحارق، ولا أقول المارق، أسكبه في قلمي، وأضمه «حيل» بين سطوري، حتى تحترق أوراقي! .. وهذا الأسلوب المشع، ولا أقول المشتعل بنار الحقيقة، لم ولن يتغير منذ دخولي عالم الصحافة عام ١٩٨١، قبل دخولك عالم السياسة، وقبل حصولك على درجة البكالوريوس عام ١٩٨٢ من جامعة شمال تكساس في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية، وقبل توظيفك في قسم الإعلام التابع للسفارة السعودية في واشنطن عام ١٩٨٦، وقبل تعيينك سفيرا لبلادك في الولايات المتحدة الأميركية في يناير عام ٢٠٠٧، وقبل تكليفك بتولي حقيبة وزارة الخارجية في أكتوبر عام ٢٠١٥. .. ووسط كل هذه القفزات لا داعي لتذكيركم أن ملفاً واحداً ساهم في تحقيق قفزتكم الدبلوماسية الهائلة، التي لا تقل في سرعتها عن سرعة العداء «بولت» في مضمار سباقات السرعة، والتي أوصلتكم إلى تولي حقيبة وزارة الخارجية السعودية. .. وهذا الملف الوحيد الواحد، هو ملف «أحداث سبتمبر الإرهابية»، التي قمتم خلالها بمحاولة امتصاص آثار وتداعيات الصدمة الأميركية، من جراء تلك الهجمات الإجرامية، التي انطلقت من «منابع الإرهاب»، حيـــــث ساهمتـــم في تلميـــع صــــورة «المنبــــع الإرهـــــابي» أمــــــام الرأي العام الأميركي، لإبعاد الشبهات عن الجهات المسؤولة عن الهجمات! .. ولا يعني كل ما فعلتموه لتحسين صورتـــكم المهــــــزوزة، أن الشعب الأميركي وغيره من شعوب العالم وحكوماته ومنظماته لا يعرفون من أين نبعت «شرارة الإرهاب»، وأين توجد منابع التطرف في المنطقة، ومن هي الجهات المتورطة في هذا الملف المفتوح، المتسبب في تأصيل وتدويل الظاهرة الإرهابية. .. ولا داعي لإظهار أنفسكم بمظهر «الذئب» البريء من دم «يوسف»، رغم أن مظهركم لا يوحي إلا بصورة «ظبي من «ظباء الدهناء»، حيث توجد «الأرطاء»! .. ولكـــــل هــــذا أقــــول لكــــم، يا أصحـــــاب التطــــــرف دون أي تطرف «إذا بليتم فاستتروا»، ولا تنسوا أن (١٥) سعودياً نفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر، التي أوقعت (٢٩٧٣) من الضحايا الأبرياء، وامتدت آثارها لتطال هيبة الولايات المتحدة ذاتها، وتنال من ذاتها، بعدما تسببت في إحداث شرخ عميق بين العرب والغرب. .. وأذكركم أن هذه الهجمات الإرهابية التي شارك فيها (١٩) إرهابياً، بينهم اثنان من الإمارات، لم يكن في صفوفهم قطري واحد. .. وكلنا نعلم والعالم يعلم، من شرقه وغربه إلى شماله وجنوبه، أن إشارة هذا الاعتـــداء الإرهابي المروع جاءت من زعيم «قاعدة الإرهاب»، وهو ليس قطرياً ، ولا يرتدي «عقالاً» تتدلى منه «الكراكيش» التي تعايروننا بها، وتشبهونها بأنها لا تختلف في شكلها عن أكياس «شاي ليبتون»! .. ولا أدري كيف تتهموننا بما تسمونه «التطرف»، وأنتم تنهلون من منابعه المنتشرة عندكم أكثر من آبار النفط وحقوله في بلدكم؟! معالي الوزير عادل الجبير في هذا الوقت العسير الذي تمر فيه المنطقة بمنعطف خطير، لم يسبق أن مرت به منذ احتلال دولة الكويت الشقيقة عام ١٩٩٠، لم تخلق تصريحاتكم المتطرفة ضد قطر سوى مزيداً من التطرف في العلاقات بين دول «مجلس التعاون»، الذي صــــار واجهة تعكــــس «التهــــاون» في إهدار القيم الأخوية، والتفريــــــط بالروابـــط الأســـرية، لدرجة أن أمينه العام ما زال «شارداً» ولا ندري أين اختفى وكأن الأزمة لا تعنيه! .. وألفت انتباهكم إلى أن تصريحاتكم التي «تثرثرون» بها عن قطر تنطوي على الكثير من الاتهامات الباطلة، والمغالطات الواضحة، والتناقضات التي لا سقف لها. .. ولعل أبرز تناقضاتكم المتناقضة أنكم تعتبرون حصاركم المفروض ظلماً وجوراً على بلدنا قطر «حقاً سيادياً» لكم، وهو الحصار الجائر الذي لم تشهد له المنطقة مثيلاً، دون إظهار أدنى احترام أو التزام بصيانة «حقوقنا السيادية» في دولتنا، المتمثلة في حقنا السياسي في اختيار السياسة التي تناسبنا، وحقنا الوطني في اتخاذ المواقف التي تنسجم مع مصالحنا، وحقنا الإعلامي في تحديد توجهات «جزيرتنا»، وحقنا السيادي في إدارة الملفات الخارجية ذات الصلة بسياستنا، حيث نجدكم تضغطون علينا من أجل تغييرها، لتكون وفقاً لمزاجكم وتبعاً لمناهجكــــــم، رغــــم أنها تدخـــــل في صمــــيم بل صلب سيادتنا الوطنية. أم أن السيادة أصبحت في قاموسكم مجرد «سجادة حمراء»، تريدون أن نطويها لكم، لتفرشونها على عتبة منزلكم، وتدوسوا عليها، كما داس على سجادتكم الرئيس المهيب «دونالد ترامب» صاحب الشعر الأشقر العجيب؟! .. ولا ننسى استقبالكم الأسطوري له، برفقة زوجـــته «ميلانيا»، التي لم تحترم تقاليد وعادات المجتمع السعودي، فوجدناها تطلق شعرها لينسدل على أكتافها، تعبيراً عن شعورها بالزهو، ولا أقول «الزبو» في بلد «الحرمين الشريفين»، في حــــين أنها التزمـــــت بارتــــداء فستان طويل أسود اللون، يغطي ذراعيها وما تحت الركبة، وقامت بوضع الغطاء على رأسها عند زيارتها إلى «الفاتيكان»، وكان يا ما كان، في غرائب هذا الزمان! .. والمؤسف أنكم بصفتكم تمثلون الدبلوماسية السعودية، لم نسمع أنكم طالبتم «البيت الأبيض» بضرورة التزام زوجة الرئيس الأميركي، باللباس المحترم، ولا أقول المحتشم عند زيارتها مع زوجها إلى عاصمتكم، التي ستظل دوماً عاصمة العروبة والشعب الأصيل، سواء كان وزير خارجتها «عادلاً» أو «عدولاً»، معدلاً أو معتدلاً، ولا أقول معتلاً! .. وبعيداً عن المهرجان الاحتفالي الذي تم في الرياض، ترحيباً بقدوم صاحب «الصولجان»، ألفت انتباهكم إلى أن «الحق السيادي» ليس امتيازاً خاصاً بكم، يجعلكم تصفون حصاركم الجائر المفروض علينا بأنه «حق سيادي» لكم، علماً بأن السيادة ليست «ملكاً جبيريا» خالصاً، وليست عقاراً مسجــــلاً باســـم «عـــــادل الجبـــــير» فــي السجل العقاري! معالي الوزير عادل الجبير أستغرب من اتهامكم قطر بالتدخل في شؤون دول المنطقة، ومطالبتكم الدوحة بالكف عن ذلك، كشــــرط من شـــــروطكم الفــوقية، لإنهاء الأزمة الأفقية! .. ومن الواضح أنكم تتجاهلون أن محاولة فرض الإملاءات على قطر أكبر دليل على تدخلكم في شؤونها الداخلية، وأكبر برهان على دس «خشومكم» في سياساتها الخارجية، وهذا ليس من حقكم ولا من حق غيركم. .. وإذا كانت «الجزيرة» تزعجكم، وبرامجها لا تعجبكم، يمكنكم إدارة مؤشر «الريموت كنترول» على قنوات أخرى غيرها، وأقترح عليكم متابعة قناة «فتافيت» المتخصصة في شوون الطبخ و«الطبيخ»! معالي الوزير عادل الجبير أعيـــــــــد عليكــــــم نـــــشر تصريـــحــــات ســــعــــادة الشــــيـــــــخ محمد بن عبدالرحمـــن آل ثانـي وزير الخارجــــية، في مؤتمره الصحفـــــــــي بالعاصــــــمــــة الفرنســـــية، الذي أكــــد خــــلالـــــه أن دولتنا قطر لا تقبل أي إملاءات خارجية، فيما يخص سياستها وسيادتها، وأنها مستعدة للحوار، باعتباره الخيار الاستراتيجي لحل الأزمة، وفق أسس ومعايير تحترم القانون الدولي. .. وأزيد عليها بأننا لا نقبــــل لأي أحــــد من الخارج أن يفرض علينا شكل وملامـــح وتفاصـــــيل المشــــــهد القطــــري في الداخل، ومن بــــين ذلــــك منــــــــاقشــــة ملـــف قــنــــاة «الجـــــزيـــــرة»، أو إدراجــهــــا ضـــــمـــن أي حــــــــوار يتعلــــــق بإنهاء الأزمـــة المفتعــــلة، فــــهـــــذا شـــأن داخلي لا نسمح لأحد بالتدخل فيه، مثلما لا نســـــمح لأنفســـــنا بالتدخــــل في طريـقـــــة إخـــراج نشرة الأخبـــــــار المطولــــة في التليفزيون السعودي، التي تركز على أنشطة «المسؤولين في المملكة» على حساب الأخبار الدولية المصيرية، مما يجعل المشاهدين يتثاءبون أمام الشاشة، ويغيرون المحطة لمشاهدة المسلسلات «التركية» وما أدراك ماذا تعني تركيا هذه الأيام بالنسبة للرأي العام؟! معالي الوزير عادل الجبير أراكم تتحدثون بكل حماس عن «حماس» بلا ذرة واحدة من الإحساس، حيث أصبحتم تعتبرونها «منظمة إرهابية»، وهي تصريحات تتقاطع مع مواقف المملكة العربية السعودية «الشقيقة»، التي عرفت طوال تاريخها بدعمها للقضية الفلسطيـــنية، وتأييدها حق الفلسطينيين في النضال ومقاومة الاحتلال، فلماذا هذا الاختلال في موقفكم الذي يسير جنباً إلى جنب على خطى «طويل العمر دونالد ترامب»؟! .. ويبدو واضحاً، من خلال تصريحاتكم أنكم تمنحون إسرائيل «شماغاً سعودياً» مقاس «٦٢» للتغطية على جرائمها، وتشجيعها لارتكاب المزيد من الجرائم بحق القدس زهرة المدائن، و«مسجدها الأقصى» الأسير، الذي لم تتخذوا أي إجراءات عملية فعالة لتحريره، بمشاركة الدول التي أعلنت مقاطعة قطر، حيث نراكم تستعرضون عضلاتكم الكلامية في غير مكانها، علماً بأن الطريق لتحرير المسجد الأقصى لا يبدأ من الدوحة، وأعتقد أن تحرير المقدسات الإسلامية من صميم واجباتكم، بصفتكم حامي حمى المسلمين، الذين كانوا عندما تصرخ امرأة بملء فمها وتقول «واإسلاماه» يهبون لنجدتها، فما بالكم لا تسمعون صراخات أخواتنا أمهات الشهداء وأخوات الأسرى في فلسطين؟! معالي الوزير عادل الجبير لا أحد يشك لحظة واحدة أنكم تقدمون وجهاً لامعاً ولا أقول ناعماً للدبلوماسية السعودية في الأوساط الغربية، باعتباركم شخصية مرموقة، نشأت في أحضان الحياة الأميركية، فأولعتم أو تولعتم بها، حتى أصبحتم، يا معالي الوزير، أميركياً في مواقفكم السياسية، أكثر من مواقف «إيفانكا» كريمة «طويل العمر ترامب»! لكن ذلك التأثير الغربي على شخصيتكم ينبغي ألا يؤثر على طريقة ارتداء «عقالكم»، حيث يبدو الارتباك واضحاً عليكم، كما ظهر في مؤتمركم مع نظيركم وزير الخارجية الألماني «زيجمار جابريل»، لمجرد أنه غمز لكم في قناة «الإرهاب» ومنابعه! .. وأخشى ما أخشاه، أن يكون «العقال» الذي ترتدونه فوق رأسكم «صناعة أميركية»، ونأمل ألا تدفعكم التقلبات في المنطقة لتغيير لونه ليصبح «وردياً», أو فسفورياً، بدلاً من اللون التقليدي الأسود! معالي الوزير عادل الجبير قبل أن أرسم نقطة الختام، أجدد السلام، واعتذر لكم على الدوام، بأنني كتبت رسالتي بطريقة علنية أمام أعين المتابعين والمراقبين والمحللين، ليقرأوا منها ما يحلو لهم، موضحاً أن المقاطعة التي فرضتموها على بلادنا، والحصار الجائر لم يسمح لي بالحصول على «ظرف بريدي» لأضعها داخله! .. ويطيب لي مجدداً، في ختامها، أن أعبر عن كامل احترامي لكم، لكن هذا الاحترام لا يعنـــــــي أن أنحنــــــي لكــــــم ولا لغيــــركم، لأن فـــي بلادنا قطر حتى شجرة «الســـــدر» ترفض الانحـــــناء، وعــــــندما تنحني قاماتنا لصاحب السمو «أميرنا تميم»، فهذا يعني التعبير عن الــولاء والوفــــاء والالتفاف حول قائد الوطن العظيم. .. وأريد أن أخبركم أن صورة «الأمير تميم» مرسومة على وجه كل طفل قطري، يمثل مستقبلنا البهي، وهذه الصورة محفورة في قلوبنا، وموجودة في كل موجة تأتينا من اللجة البعيدة، لتستلقي على شواطئنا، وصوت «صاحب السمو» يسمو في كل الحروف التي أكتبها لك الآن، بل صوته حاضر في تغريدة كل طائر، وترنيمة كل شاعر، وفي كل نسمة هواء تهب علينا في الصباح والمساء. فلا تثرثروا كثيراً يا معــــــالي الوزير يـــــا عادل الجبــــير، بقــــولكم إنكـــــم «لا تنوون تغيير نظامنا»، ووفروا كلامكم لتثبيت دعامات بيتكم المتصدع مـــــــن الداخـــــل، المتشـــــقــــق من الخـــــــارج، اســـــتناداً إلى مقـــــولة «إن الذي بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجارة». .. وكعادة القطريين أقول لكم هذه العبارة، وأنا لست متردداً ولا متخــــوفاً ولا مرتبكاً، كن عادلاً يا «عادل»، ولا تكن متجبراً يا «ابن الجبير». احمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق اليوم محاولة لتوضيح «المشهد المبتور» في قرار «المقاطعة« ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لسنا «فقاقة عيارة» تطير في السرب..ولكننا دولة لها سياستها وسيادتها وسادتها ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من يقرأ التعليقات الضالة، ويستمع إلى الأحاديث المضللة، في الكثير من وسائل الإعلام العربية، ويتابع الافتراءات الظالمة في العديد من الفضائيات «العربية»، حول ملابسات قرار «المقاطعة» الثلاثي الذي اتخذته البحرين والسعودية والإمارات ضد شقيقتهم قطر، يصاب بالغثيان، ونحن صائمون في شهر رمضان. .. ولعل من أبرز المغالطات التي يستند إليها المنظرون ـ وما أكثرهم ـ أن «قطر تغرد خارج السرب»، لدرجة أن هذه الإشاعة أصبحت أكثر شيوعاً بينهم، بعدما شاعت في أوساطهم، وعاشت، بل عشعشت في أذهانهم! .. وبعيدا عن «التسرب» المزعوم، ما داموا يعيشون في ذلك «السراب» الذي جعلهم يكررون حديثهم عن «السرب»، أقول لهم بوضوح العبارة، إننا لسنا طائراً مــــــغرداً أو «فقاقة عــــيارة»، ولكــننا دولة لها سيادتها وسادتها وسياسـاتها وقرارهـــا المســـتقل، وينبغي احــــترام مواقفـــنا داخل إطار «بيتنا الخليجي»، دون محاولة فرض الوصاية علينا، فنحن لسنا «إمارة» تابعة تنتظر الإشارة من هذا، أو «محافظة» متحفظة في خطواتها تتبع هذاك. .. ومع يقيني التام على الدوام بأن قادة مجلس التعاون الكرام لهم مكانتهم في قلوب القطريين جميعاً، لكن قطر أكبر من كل مقام، ومناقشة المؤامرة التي حيكت ضدها في الظلام، ضرورة وطنية لا يمكن تأجيلها، أو السكوت عنها، أو الصمت عليها، وبالتالي تستدعي الكلام. .. والمحزن في قرار «المقاطعة» أنه كشف لنا حقيقة صادمة، وهي أن علاقات دول مجلس التعاون وبعضها البعض أكثر نفوراً وفتوراً وجوراً، ولا أقول فجورا، من علاقاتها المتوترة مع إيران! .. ولو تم تطبيق الإجراءات الجائرة التي اتخذوها في الليل الدامس، أو الظلام «الخرمس» ضد شقيقتهم قطر على من يسمونهم «أعداء الأمة» لاستعادت أمتنا أمجادها الغابرة، حيث لم نشهد في العلاقات الدولية، اتخاذ مثل هذه القرارات غير المسبوقة ضد أي دولة أخرى في الإقليم الخليجي، وفي مقدمتها إيران، التي تحتل جزر الإمارات أو غيرها! .. ولو كان «الأشقاء» يديرون أزماتهم مع غيرهم بهذه الطريقة «العنترية» لانتصروا على أعدائهم، ولما تجرأ «الحوثيون»، ودبروا انقلابهم على الشرعية في اليمن، ولما انقلبت موازين القوى في لبنان، ولما وصل النفوذ الإيراني إلى حدود موريتانيا! .. وما من شك في أن قرار المقاطعة الذي تم بالتنسيق مع «نظام السيسي» وكيل منتجات «الرز» في الشرق الأوسط بكل أنواعه، سواء من النوع المصري «المتين» أو «البســــمتي» طويل الحبة، يعطي دلالة واضحة، ولا أقول فاضحة، على أن الصورة الحقيقية للعلاقات الخليجية التي توصف بأنها أخوية بين دول «مجلس التعاون»، هي في حقيقتها بعكس التي رسمناها في أذهاننا, وهي في واقعها ليست كتلك التي عرفناها طيلة العهود والعقود الماضية. .. ولا جدال في أن «المقاطعة» بحد ذاتها تشير إلى خلل، وإلى وقوع حدث جلل، وتشيع الكثير من الجدل، لكن ما يثير الوجل، انكسار ذلك البرواز اللامع، وانهيار ذلك الإطار الذهبي الساطع، الذي كان يحيط بالصورة البراقة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تجسد في تفاصيلها مبادئ الأخوة الخليجية، وتختزل في إطارها أسس النخوة العربية، وكنا نعلقها في مجالسنا، وتُظهر قادة المجلس في لقطة جماعية جامعة. .. والمؤسف أنه صار من العبث اليوم الادعاء بأن «مصيرنا واحد.. وشعبنا واحد» حيث لم تعد هذه الاسطوانة صالحة، ولا مقنعة لهذا الجيل القطري، الذي أفاق ليلة العاشر من رمضان، وهي الذكرى المتزامنة مع الخامس من يونيو، على صدمة قرار «المقاطعة الثلاثية»! .. ولعــــــل الأكثـــر إيــــــلاماً أن «مجـــلس التعاون» بعـــــد مضي أكثر من ٣٥ عاماً على إنشائه، فشل بجدارة في التعامل مع هذه الأزمة، مضحياً بانجازات الجيل المؤسس من قادته، في حين ظل «أمينه العام» صامتاً، دون أن ينطق بكلمة واحدة! .. ودون أن يبادر بـــــأي جهد أو مســــــــعى، أو تحـــرك لفـــظي أو كـــــلامي أو لســـــاني، لإطفاء الحريق المشتعل في «بشته»، حيث ظل متفرجاً على المشـــــــكلة منذ بدايتها، وكـــأنه يتابع بانهيار، ولا أقول انبهار، مباراة ريال مدريد ويوفنتوس في نهائي أبطال أوروبا! .. لقد كشفت الأزمة بجلاء، مأزق «الأمين العام» وضعف قدرته على الفعل، أو حتى التفاعل الإيــجابي، حيــــــــث لم يبــــادر بردم الهــــوة، ولا بجسر الفجوة، المتزايدة الاتســـــاع بين قطـــــر وشقـــيقاتها الثـــــلاث، أو تقريب وجهات النظر المتباعدة، مما يشير إلى أن منصبه لا يعدو أن يكون شرفياً، أو «ديكورياً»، لتمرير البيانات الموجهة، دون أن يملك القدرة على توجيه «خرطوم الماء» لإطفاء الحريق المشتعل داخل «الميلس»! .. والمذهل أن «منظمة التعـــــاون الإســــــلامي» التي يفـــترض أن تسعى للصلح، وتقدم نموذجاً على التسامح، انزلقت للخوض في هذه القضية، عبر إصدارها بياناً يؤيد قرار «المقاطــــعة»، بشـــكل يتـــقاطــــع مع أبسط حقوق المواطن المسلم! .. وبدلاً من إصدار ذلك البيان الصادم في شهر رمضان المعظم، كـــــــــان الأجــدر بتـــلك «المنظــــــمة» أن تسعى لتحسين الصورة النمطيــــــــة المشــــــوهة المكونــــة في الغــــرب عـــــن الإسلام والمسلمين، المشوشة في أذهان الكثيرين. أما ما يتعلق بموقـف القطريين من قرار «المقاطعة» التي فرضت علينا، فنحن لسنا أحسن حظاً من أشقائنا الفلسطينيين، المحاصرين في أرضهم منذ عشرات السنين، ومثلما صبر أولئك «المرابطون» سنصبر ولن ننكسر، ولن نخضع ولن نركـــع إلا لرب العالمين، وسنظل متمسكين بثوابتنا الوطنــــية، ومتحـدين حول قيادتــــنا القطـــــرية، ونـحـن نـردد عـــلى ألسـنتنا «كـلنـــا قـــطــــر.. كـــلنـــا تــمـيـــم». .. وها هو الشعب الفلسطيني الصابر، يقدم نموذجاً حياً على كيفية مقاومة الحصار الجائر، ولم يستسلم للتعليمات العلوية، ولا للسياسات الفوقية التي أرادت فرض إرادتها عليه. أما ما يتعلق بما يروجونه عن اختفاء السلع الغذائية من الأسواق القطرية، بسبب قيام المواطنين والمقيمين بتخزيــــــنها، تحســــباً لما هو أســــوأ، فإننــي أدعو أي مراقب منصف، لزيارة الدوحة على نفقتي الخاصة، التزاما بكرم الضيافة القطرية، وسأخصص له سيارة وسائقا، ليتجول في المراكز التجارية، وسيجد أن المواد الغذائية متوافرة في جميع الجمعيات، وخصوصا السلع التركية، التي تم توفيرها خلال ساعات، لتكفي احتياجات الجميع، ويمكننا إعادة تصدير الفائض منها إلى الدول التي أصدرت قرار «المقاطعة»! .. وأستطيع القول إن ثمة عنصرا تحريضيا حاضرا في مسألة قطع العلاقات مع قطر، وهذا يفسر قيام جمهورية «المالديف»، التي ليس لها علاقة بالشأن الخليــــجي، وليــــست من دول الجوار الجغرافي، بقطع علاقاتها! .. ولو ســـــألت أي مــــواطن «مالــــديفي» عــــن مقر «مجلـــــس التعـــــاون» أو اســـم «أميــــنه العام»، أو عدد دول المجلس، فإنه حتما سيهز رأسه يميناً ويساراً، وشمالاً وجنوباً، في إشارة إلى أنه لا يعرف. .. وعندما نعرف أن رئيـــــس «المالديف» يطـــــرق عـــــــلى الـــــــدوام أبـــــواب الــــدول المانحـــــة، سنـــعرف أسباب قرار المقاطعة الذي اتخذته حكومته ضد قطر. .. واستدراكا لهذه النقطة، ولمزيد من تفسيرها، أود التوضيح بأن الفساد مستشرٍ فــــــــي «الحكومـــة المالديفــــية»، ويكـــــــاد يغــــــرق جمــهوريتــهم، بعيداً عن مخاطر ظاهرة «الاحتباس الحراري» التي تواجهها جزرهم المرجانية. .. وتعد الجمهورية، بكــــل جزرها، مركزاً لغسيل الأموال، حيث توفر «المالديف» غطاء رسمياً لهذه الأعمال، من خـــــلال بعــــض أعضاء الحكومة الذين يديـــــرون تـــــــلك العمليـــات عـــــبـــر «البنك المركزي»، وتشير التقارير إلى إدخال ما يقارب ١.٥ مليار دولار وإخراجــــها مرة أخرى كمبالغ نظيفة! هذا عدا تورط رئيسهم في أكبر فضيحة فساد في البلاد، تم خـــــلالها اختلاس أكثر من ١٥٥ مليون دولار مـــــن عائدات الســـياحة، وتسليــــمها إلى رئيس الجمهورية! بالإضافة إلى سعي الرئيس لتأجير إحدى جــزر «المالديف»، لإحـــــدى الدول الخليجية المــــانــــحــــــة، وهـــي بالتحــــديـــــد المملكة العربية السعودية، مما سبب قلــــقاً في «نيودلـــهي» من تـــــنامي النفوذ الخليــجي فـــــي تلــــك البلاد، بشــــكل يهدد أمنها القومي، بحسب تقارير نشرتها صحيفة (Time of India). .. ولعل ما يدعو للضحك ـ ولا أقول الأسف ـ في مسألة قطع العلاقات مع قطـــر، هو قيام حكومة الرئيس اليمني المغلوب على أمره، المنزوعة شرعيته، بإصدار هذا الإجراء غير الشرعي! .. والمخجل أن الرئيس عبدربه منصور هادي ـ هداه الله ـ اكتشف متأخراً أن الدوحة تدعم «الحوثيين»، بعد سنوات كان يتردد فيها على بلادنا، وفي كل زيارة من زياراته، وكان آخرها في شهر يناير الماضي، يؤكد اعتزازه بمواقفها الداعمة لشرعيته، المشكوك فيها! .. ولو استعرضنا تصريحات المسؤولين اليمنيين قبل «نكسة الخامس من يونيو» نجد أنها تؤكد على دور قطر المحوري في حل الأزمة اليمنية، وجهودها الحثيثة لدعم وحدة اليمن، من خلال دعمها الأخوي السخي لوحدة التراب اليمني، ومساهماتها التي شملت جميع المجالات، سواء الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية أو غيرها. .. ويكفي القول إن الجالية اليمنـــــية، التي تقارب ٣٠ ألفاً، تحـــظى باحترام كبير في بلادنا، واليمنيون في قطر يشعرون بأنهم جزء من نسيجنا الاجتماعي، وهناك روابط اجتماعية وتاريخية بين شعبي البلدين الشقيقين. .. وما من شك في أن مواقف قطر الداعمة للشرعية في اليمن تعكس انحيازها لإرادة اليمنيين، وتحقيق رغبتهم في الأمن والاســـــتقرار والسلام، والدفـــــاع عن عروبتـــــهم والمحافــــظة على سيادتهم الوطنية. .. وهذا الموقف الثابت تدعمه وتحصنه تصريحـــــات المسؤولين اليمنيــــين أنفسهم، ومن بيــــنهم الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، الذي أكد في أكثر من مناسبة أن مواقف قطر تجاه اليمن ظلت على الدوام محل إجلال وتقدير من الشعب اليمني الشقيق، وأن التاريخ سجلها في صفحاته المشرقة، باعتبارها في مقدمة الدول التي دافعت عن وحدة اليمن. .. ومنذ الساعات الأولى لعملية «عاصفة الحزم» التي انطلقت في السادس والعشرين من شهر مارس ٢٠١٥ أرسلت قطر قرابة ١٠٠٠ جنــــــدي من قواتــــنا الباســـلة، دفاعاً عن عروبـــة واستقلالية ووحدة اليمن، ودعماً لحكومته الشرعية. .. ولا يمكن لقرار «المقاطعة» غير الشرعي، وغير المشروع، أن يمحي المواقف المناصرة، والسياسات المؤازرة التي تتبناها قطر، ولا أقول أبدتها، دعماً للوحدة اليمنية، واستجابة لنداء «هادي» هداه الله، وأصلح أحواله المعتلة، وأوضاعه المختلة! .. وفي خضم المشهد التصعيدي الملتهب داخل «مجلس التعاون»، مثل كرة متدحرجة من لهب، الذي قررت فيه سلطات ميناء «الفجيرة» منع رسو أي سفينة تحمل علم قطر، لم نسمع يوماً أن سلطات ذلك «البنــــــــدر» أصــــــــدرت قــــرارا يمـــنع مـــــرور أو عبور أي باخـــــرة تحمل عــــلـــم «الــدولة المحتلة» لجزر الإمارات الثلاث، رغم أن تلك الجزر العربية، التي انتهكت سيادتها، لا تبعد كثيراً عن ذلك الميناء! .. وفي محـــــــاولة لتفكـــيك ألغاز ذلك المشهد المتناقض، ولا أقـــــــول الغامــــض، لم نــسمع أن دولــة الإمارات العربية المتحدة، منعت مواطنيها من السفر إلى إيران، ولم تطالبهم بمغادرتها، أو عدم المرور من منافذها، مما يعني أن التعامل الإمــــــاراتي مع هذه الـــدولة يتـــــسم بحالة نادرة من حــــالات «انفصام الشخصية»، حيث تبدو الإمارات «صقراً» مع غيرها، و«حمامة قلابية» مع إيران! .. والأدهى من ذلك بل والأمرّ، أنه عـــلى خلـــــفية الاعتــــــداءات الغوغائية التي تعرضت لها سفارة وقنصلية السعودية في إيران، لم تقطع الإمارات علاقاتها مع «الدولة المعتدية»، رغم قيام دول المنطقة بقطع علاقاتها الدبلوماسية، حيث اكتفت بتخفيض مستوى تمثيلها الدبلوماسي إلى مستوى قائم بالأعمال! .. وبعد توقيع الغرب «الاتفاق النووي» مع إيران، أصبحت الإمارات متنفساً اقتصاديا لها في الخليج، وصارت الرحلات الجوية محجوزة بالكامل للمسافرين على مختلف الدرجات، حيث يسافر رجال أعمال إيرانيون لتسيير مشاريعهم التجارية هناك، لدرجة أن الدولة التي تشكو على منابر المحافل الدولية من احتلال جزرها الثلاث، أصبحت جسراً للإيرانيين الباحثين عن فرص تجارية على الساحل العربي! .. ولم نسمع أن «الإمارات تغرد خارج السرب»، سواء من خلال غناء حســــين الجسمي، أو أداء ميحد حمد، أو عيضة المنهالي، أو بصوت «فنان العرب» محمد عبده، أو «اخطبوط العود» عبادي الجوهر، أو صاحب «الحنجرة اللولبية» عفواً أقصد الذهبية رابح صقر! .. وعلى الرغم من احتلال إيران للجزر العربية الثلاث، وتمسكها بالسيادة عليها، إلا أن الإمارات تحاول أن تكون «براغماتية» قدر الإمكان فــــي مواقفــــها مع «الدولة المحتــــلة»، لدرجة أنها تحاول عدم الإضرار بعلاقاتها الاقتصادية المميزة معها! .. ووفقاً لبيانات «مجلس الأعمال الإيراني»، هناك، توجد أكثر من ٨ آلاف شركة إيرانية تعمل في الإمارات في مختلف المجالات، وتمثل الاستثمارات الإيرانية في «الدولة الاتحادية» المرتبة الثانية بعد الأميركية، وتتراوح ما بين ٢٠٠ إلى ٣٠٠ مليار، وتمثل ثروة «الخودموني» المتواجدة هناك حوالي ٣٠ % من حجم الأصول المادية هناك. .. ولا تخفي إيران التعبير عن سعادتها على أنغام رقصة «الدسمال بازي» لوجــــود ما يقــــارب نصف مليون من مواطنيها في الإمارات، بحسب ما يؤكده سفيرها المعتمد هناك، ولا جدال في أن هذا العدد الكبير للإيرانيين في الدولة الخليجية الشقيقة، يعمل على تغيير هوية مجتمعها العربي، ويساهم في ربطه بالثقافة الإيرانية المستورة! .. ووفقا لتصريحات وزير الاقتصاد الإماراتي فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين بلاده وإيران ١٦ مليار دولار، مؤكداً أن الجمهورية الإيرانية تأتي في المرتبة الرابعة بالنسبة للأهمية النسبية لحجم التجارة الخارجية للإمارات مع بقية دول العالم. .. وعلى خلفية الاحصاءات الرسمية الصادرة في الإمارات، فإن حجم التبادل التجاري بين الإمارات وإيران بلغ (١٥.٧) مليار دولار عام ٢٠١٣، فيما كان (١٧.٨) مليار عام ٢٠١٢، و(٢٣) مليار عام ٢٠١١، و(٢٠) مليار دولار عام ٢٠١٠. .. ورغم اتهام إيران بالتدخل في شؤون المنطقة، والتخريب في الساحل العربي، ورغم الفتور السياسي في العلاقات معها، تسعى الإمارات لتوسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات الاستثمارية مع إيران، والعمل على الاستفادة من الفرص المتاحة في البلدين لتشجيع المشاريع المشتركة. .. ويشكل قطاع الطيران مجالاً فسيحا، وفضاء رحباً، للتعاون بين البلدين، حيــــث تـــقوم «فلاي دبي» وغيرها بتسيير ٢٠٠ رحلة جوية منتظمة أسبوعيا بين البلدين، ولم نسمع أنها خفضت، أو أوقفت، احتجاجاً على استمرار احتلال «جزرهم»، مثلما فعلوا عندما أوقفوا رحلات الطيران من وإلى الدوحة، لمجرد الاختلاف في الموقف السياسي، وهي خطوة لن تسبب سوى الإضرار بمصالح الشعبين الشقيقين، لأن الآخرين لديهم طائراتهم الخاصة! .. وهكذا نجد من خلال «المشهد المبتور» في قرار «المقاطعة»، الذي تم اتخاذه ضد شقيقتهم قطر، أن المحدد الرئيسي في علاقاتهم لا يرتبط بمدى الاقتراب أو الابتعاد عن إيران، بقدر ما يريدون فرض الوصاية على القرار القطري المستقل، الذي لم ولن يتغيّر، مهما زادت حدة الضغوطات. .. وبما أنهم في الإمارات لديهم شغف جارف بأطول برج، وأعرض شارع، وأكبر عمارة، وأضخم «مدواخ»، وأوسع «داعوس»، وأحلى «كندورة» فقد قرروا دخول الموسوعة الدولية للارقام القياسية باتخاذ «أغرب قرار»، وهو الإيعاز لمواطنيهم بعدم السفر إلى الدوحة، وعدم المرور أو العبور من منافذها، وهي قرارات تتعارض مع أبسط «حقوق الإنسان» لدرجة أنه حتى دونالد ترامب «يستحي» أن يصدرها، بل يخجل أي زعيم في داخله ذرة من الإنسانية أن يتخـــــذها، مما يعــــني دعوتهم لقطع «صلات أرحامهم»، حيث لا تخلو أســـرة إماراتية من قريب قــــطري، ولا تخـــلو عائلــــة قطرية مـــــن «خال إماراتي»، وكأننا دولة مصابة بفـــــيروس «الكوليــــرا»، لكننا نريد أن نطــــمئنهم بأن الفيروس الوحيد المضاد للمؤامرات الذي ينتشر في داخلنا، هو قرارنا المستقل. .. ورغم قرارهم الجائر، سيظل ما يربطنا مع أشقائنا في دول «مجلس التعاون» أكبر من «المقاطعة» وسيظل ما يجمع القطريين وإخوانهم الإماراتيين والسعوديين والبحرينيين أعظم من مؤامرات المتآمرين. ولو توقفنا عند الموقف السعودي نجد أن المملكة يفترض أن تمارس دورها بصفتها «الشقيقة الكبرى» التي تبادر لتسوية الخلافات بين الأشقاء وليس «تصفية الحسابات» ويبنغي أن تسعى لرأب الصدع في الصف الخليجي ولا تكون طرفاً من أطراف التصدع! أما «البحرين نور العين أم الزين» فليس عليها حرج في كل هذا الهرج والمرج، لأن قرارها ليس بيدها ولكن عند غيرها، ويريدوننا أن نكون مثلها! ونأتي إلى الأردن التي انضمت إلى دول «المقاطعة» وهذا الأمر كان متوقعاً ولم يكن مستبعداً أو مستغرباً بحكم «الروابط» التي تربط الجانبين! .. عموماً لا ريب في أن قادة الخليج جميعهم لديهم قدر عالٍ من الإجلال والتبجيل والاحترام في نفوس جميع القطريين، وهذه الصورة البراقة لهم، والمكانة الرفيعة لشخوصهم، وضعناها داخل قلوبنا في «إطار أسطوري» لا يمكن لأحد خدشه، ولن نسمح لأحد بالتعرض له، أو النيل منه، أو الإضرار به. .. ويكفي أن شعوب المنطقة يعلمون جيداً أن الخطر الذي يهدد وحدتهم، لا يمكن أن يأتيهم من قطر، ولكن الضرر الذي يستهدف مجلسهم الخليجي يأتي من غيرها! .. أخيراً أقول بوضوح، وبوعي مفتوح، وقلب أكثر انفتاحاً على الآخر، وصدر يتسع لكل المواقف المتباينة بين الأشقاء، إننا بالحوار العاقل، البنّاء، الذي يحترم الرأي الآخر، والموقف الآخر، والقرار الآخر، يمكننا أن نتجاوز أزمة «المقاطعة»ونحافظ على وحدة «مجلسنا الخليجي». أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
قارن دونالد ترامب مع:
شارك صفحة دونالد ترامب على