أحمد علي

أحمد علي

هذا الإسم ينتمى لأكثر من شخص طبقأ لويكيبيديا، يرجى الأخذ فى الإعتبار ان جميع البيانات المعروضة فى تلك الصفحة قد تنتمى لأى منهم.

أحمد عوض علي سياسي مصري. أحمد علي (كاتب) أحمد علي - لاعب كرة قدم مصري لعب للأهلي المصري أحمد علي كامل - لاعب كرة قدم مصري لعب للإسماعيلي المصري والهلال السعودي أحمد علي عطية الله - كاتب مصري أحمد علي عبد الله صالح - ابن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أحمد علي لاعب كرة قدم إماراتي. ويكيبيديا

أحمد علي وهو لاعب كرة قدم مصري يلعب لنادي المقاولون العرب. <br />في ٣٠ مايو ٢٠١٨ انتقل لنادي الجونة لمدة ثلاث مواسم. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بأحمد علي؟
أعلى المصادر التى تكتب عن أحمد علي
أحمد علي يكتب في كلمة صدق أياديهم ملطخة بالدماء.. ويتهموننا بدعم «الإرهاب« ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لو كانت قطر دولة «إرهابية«.. لما وقعت معها واشنطن «مذكرة التفاهم« ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تيلرسون حقق "إنجازا" في قطر يخرس الألسن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اتفاقية مكافحة الإرهاب .. تدحض تهمة "الإرهاب" ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دول " التحالف الإرهابي " يفسرون "الإرهاب" بما يخدم مصالحهم ويتفق مع سياساتهم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قرأت كل التصريحات التي أدلى بها «ريكس تيلرسون» وزير الخارجية الأميركي خلال جولته الحالية في عواصم المنطقة، وآخرها ما أعلنه خلال مؤتمره الصحفي في الدوحة مع نظيره سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، لكن ما استوقفني كثيراً، إعلانه أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى هو أول زعيم خليجي تجاوب مع مخرجات قمة الرياض، التي عقدت في شهر مايو الماضي، لمكافحة «الإرهاب»، مشيداً بدور قطر في محاربة هذه الظاهرة العالمية. .. ولا جدال في أن قطر كعضو فاعل في محيطها الدولي لا تألو جهداً على المستوى الإقليمي أو العالمي في مكافحة الإرهاب، بصفتها طرفا فاعلا من أطراف التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش»، أو غيره من التنظيمات الإرهابية. .. وعلى هذا الأساس، فقد أولت الدوحة قضية مكافحة الإرهاب اهتماماً بالغاً على جميع المستويات، وقامت بخطوات جادة، لمحاربة هذه الظاهرة، وأسهمت بفاعلية في التصدي لها، وفق الأنظمة الأممية، إيماناً منها بخطورة هذه المعضلة الدولية. لقد عكست مذكرة التفاهم الموقعة بين الدوحة وواشنطن التعاون القطري الوثيق مع الإدارة الأميركية، بشأن «مكافحة الإرهاب»، خاصة عندما نعلم أن قطر أول دولة في الشرق الأوسط توقع على البرنامج التنفيذي المرتبط بمذكرة التفاهم التي تم توقيعها، لتصب في مخرجات قمة الرياض الأخيرة. .. وعندما يعلن وزير الخارجية الأميركي، في مؤتمره الصحفي، أن قطر أول دولة تجاوبت مع مخرجات القمة المذكورة، وقامت بتطبيق مقرراتها، فهذا يعني أن السياسة القطرية تقوم على الأفعال، وليس الأقوال أو الانفعال، مثلما تفعل دول «التحالف الرباعي». .. وما من شك في أن مواقف دولتنا بخصوص مكافحة الإرهاب معلنة، وجهودها واضحة، حيث قامت بإدانة الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها العديد من الدول، وعبرت عن استنكارها لجميع أشكالها، وكل مظاهرها وكافة مصادرها، وعملت على تعزيز الوقاية منها، ودعت إلى اقتلاع جذورها، وتجفيف منابعها الفكرية والمالية. .. وبعيداً عن الاتهامات الباطلة، التي تروجها «الدول الأربع» المتآمرة ضد قطر، فقد جاءت «مذكرة التفاهم» التي وقعها وزير الخارجية مع نظيره الأميركي، لتدحض كل مزاعمهم وتبطل كل ادعاءاتهم. لقد نجحت قطر من خلال هذا الاتفاق، الذي تم الإعداد له منذ شهور طويلة، في تسجيل اعتراف الدولة العظمى، التي تقود الحملة الدولية لمكافحة الإرهاب، وحجزت معها مقعداً في مقدمة الصفوف، قبل غيرها من دول المنطقة. .. ولا جدال في أن هذا الاتفاق هو أكثر بكثير من مجرد ورقة، وأكبر من مجموعة أوراق، فهو عبارة عن «اتفاقية استراتيجية» تضع الإطار أو البرواز، لإبراز دور قطر الفاعل وموقفها المتفاعل، في حملة «مكافحة الإرهاب» التي تقودها الولايات المتحدة. .. ولو كانت قطر «دولة إرهابية»، كما يزعمون، لما تم توقيع الاتفاقية معها، ولو كانت تدعم «الإرهاب» كما يروجون، لما أشاد وزير الخارجية الأميركي بدورها في مكافحة هذه الظاهرة العالمية. .. وما من شك في أن الكلمات التي كُتبت بها بنود الاتفاقية المترجمة إلى اللغة الإنجليزية، تمت صياغتها بإرادة القطريين، لتعكس حرصهم على مكافحة الإرهاب، الذي يتطلب موقفاً جماعياً، وإجماعاً إقليمياً، وتجاوباً دولياً. .. وتعكس «مذكرة التفاهم» الموقعة مع واشنطن، فيما تعكسه، التزام قطر الدائم وحرصها الداعم لجميع الأنشطة الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب، سواء في الإطار الثنائي مع الولايات المتحدة، أو تحت مظلة الأمم المتحدة. .. وتحت سقف المظلة القطرية، أثبتت قطر من خلال اتفاقها الموقع مع وزير الخارجية الأميركي، أنها تسير وفق رؤية واضحة، وخطة مدروسة في حربها ضد الظاهرة الإرهابية، تستوعب حتى منتقديها، الذين لم يعد بمقدورهم الادعاء بأن الدوحة «تدعم الإرهاب». .. ومن الواضح أن دول التحالف المتآمرة ضد قطر، هي أكثر الأطراف المتوترة، بل المأزومة من هذا الاتفاق، الذي أثبت قدرة الدبلوماسية القطرية على كسب ثقة المجتمع الدولي. .. ولعل هذا التأزم يتضح جلياً في مقال عبدالرحمن الراشد «المأزوم»، المنشور أمس، في صحيفة (الشرق الأوسط)، الذي عبر عن إحباطه من موقف الوزير «ريكس تيلرسون»، متهماً إياه بالميل للجانب القطري، على حد تعبيره، ناسياً أنه يتحدث عن وزير خارجية الولايات المتحدة، وليس وزيراً من موريشيوس أو جزر القمر، حتى يتهمه بالانعطاف، يميناً أو يساراً، ويغير اتجاهه من قطر نحو الظهران أو الخبر! يقول الكاتب السعودي إن التصريحات والإيماءات في كلمة وزير الخارجية الأميركي، في مؤتمره الصحفي، في الدوحة، لا تشجع على التفاؤل، بل تعكس تبسيطاً منه للمشكلة، حيث اختصر الحل بتوقيع مذكرة، تعهدت فيها حكومة الدوحة بمحاربة الإرهاب، ويضيف متهكماً «يا له من إنجاز»! .. وأرد عليه بأن «تيلرسون» حقق «إنجازاً في قطر» يخرس الألسن. لقد ادعى الكاتب السعودي «المأزوم»، أن «القطريين حاولوا التلاعب بالوزير الأميركي، بتضييع أسباب الخلاف الحقيقية»، وينسى أن دول «التحالف الرباعي» يتلاعبون بشعوبهم، ويقلبون الحقائق، ويضللون الرأي العام، ويكذبون على مواطنيهم. .. ورغم كل أكاذيبهم، فقد جسَّد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أخلاق القطريين، عندما دعا بلغة الدبلوماسي القطري الواثق، دول «التحالف الرباعي» للانضمام إلى «مذكرة التفاهم»، الموقعة مع واشنطن، بخصوص مكافحة الإرهاب، مما يعني إيمان قطر بأهمية التعاون الدولي لمواجهة هذه الظاهرة، وحرصها على تضافر الجهود الدولية لمحاربتها، حيث لا يمكن دحرها إلا من خلال تعزيز الشراكة بين جميع الدول، وحثها على مضاعفة جهودها، لاجتثاث الإرهاب من جذوره الراسخة في تربتها. لقد أوضح وزير الخارجية الأميركي أن المذكرة القطرية ـ الأميركية الموقعة، ليست مرتبطة بالأزمة الحالية، وأنه تم بدء العمل على صياغتها منذ فترة طويلة، وأن مكوناتها الأساسية وضعت منذ سنة تقريباً، باستثناء اللمسات الأخيرة التي أضيفت على نصها النهائي، وهذا كله يعكس حرص قطر على مكافحة الإرهاب، قبل نشوب الأزمة الخليجية، وقبل أن يتم اتهامها بعكس ذلك من طرف المتآمرين عليها. .. والمؤسف أن «الدول الأربع» المتحالفة ضد قطر وجهت اتهاماتها من كل صوب وحدب باتجاه الدوحة، في محاولة لإلصاق تلك التهمة عليها، دون إيضاح أو توضيح مفهومها لذلك «الإرهاب الموهوم»، وحتى الآن لا يوجد في قاموسهم تعريف جامع مانع لذلك الاتهام المزعوم. .. والملاحظ أن كل دولة من دول التحالف الرباعي تفسر الإرهاب كما يحلو لها، وبما يتفق مع سياساتها ويتلاءم مع مصالحها، سواء وافق المعنى الصحيح لتلك الظاهرة أم تقاطع معها. .. وينبغي على دول التحالف، قبل توجيه اتهاماتها إلى قطر، وصف وضبط وتحديد «ماهية الإرهاب»، حتى لا يكون «الإرهابي» من وجهة نظرهم هو مناضل من أجل الحرية، يدافع عن قضيته الوطنية، بكل الوسائل السلمية. لقد استهلكت دول التحالف المتآمر ضد قطر كثيراً من خطابها التحريضي، لإلصاق تهمة «دعم الإرهاب» بدولتنا، والغريب أنها لم تتفق حتى الآن فيما بينها على نوعية «الإرهاب» الذي يقصدونه، ومن الواضح أنهم سيدينون أنفسهم بأي تعريف يختارونه! .. وتكفي الإشارة إلى تصريحات المسؤولين في الخارجية الأميركية الذين يؤكدون أن جميع دول التحالف الأربع أياديها غير نظيفة، لأنها متورطة بشكل أو بآخر في دعم الظاهرة الإرهابية، مما يعني أنها ملطخة بدماء الأبرياء، وأنها تتحمل مسؤولية الأشلاء المتناثرة هنا وهناك! .. وما من شك في أن كل دولة من دول «التحالف الرباعي» لها ملفها الإرهابي، الخاص بها، المتضمن انتهاكاتها في مجال حقوق الإنسان، سواء ضد مواطنيها أو غيرهم، داخل حدودها أو خارجها. .. وكل واحدة منها دعمت الإرهاب سواء على ساحاتها الداخلية أو الخارجية. .. وكل واحدة من «الدول الأربع» مولت أو سهلت أو شجعت أو خططت أو دبرت أعمالاً إرهابية، من خلال تدخلها في شؤون غيرها، ولعل الحالة اليمنية خير دليل على ذلك. .. ولذلك جعلوا تهمة «الإرهاب» التي يوجهونها إلى الدوحة فضفاضة، لتتجه إلى الهدف الشيطاني الذي يريدون الوصول إليه، وهو تشويه صورة قطر في نظر عامة الناس، وتخوينها، وتخويف الآخرين من التجربة القطرية الناجحة في كافة المضامين وفي جميع الميادين. .. ولعل أشد أنواع الإرهاب ضراوة هو «إرهاب الدولة» الذي تمارسه «الدول الأربع» ضد مواطنيها، ويكفي للتأكيد على ذلك، عدم احترامهم لحقوق مواطنيهم، حيث قاموا بمنعهم من التعبير حتى عن تعاطفهم مع قطر! .. ولو كان موقفهم سليما، لما قاموا باتخاذ تلك الإجراءات التعسفية، عبر تجريم وتحريم وتغريم من يعبر عن تعاطفه مع قطر في أوساطهم، حتى في وسائط التواصل الاجتماعي، مما يتعارض مع أبسط حقوق الإنسان. .. ومشكلتهم أنهم يديرون دولهم بعقلية «العصور الجاهلية»، مثلما كان يفعل «أبو جهل» وحليفه «أبو لهب»، دون مراعاة المتغيرات الدولية، والمستجدات السياسية، والتطورات الإعلامية والمتطلبات الحقوقية، التي جعلت المواطن الخليجي يعرف ماذا يدور حوله، مما يجعله قادراً على التمييز بين الحق والباطل، واتخاذ مواقفه، وفقاً لقناعاته الشخصية. لقد حاولوا بشتى الوسائل البائسة تشويه صورة قطر، والإضرار بسمعتها، ولم يسلم من اتهاماتهم الباطلة حتى «ملفها المونديالي»، وجاءت المواقف الدولية الداعمة للموقف القطري لتدحض ادعاءاتهم، التي لا تعدو أن تكون كذبة كبرى، نفخوا فيها وأطلقوها، وروجوا لها، وهيّجوا الرأي العام بخصوصها، وصدقوها! .. والملاحظ أن كل اتهاماتهم الموجهة إلى قطر بخصوص ما يسمونه «دعم الإرهاب» تخلو من الأدلة، ومن تعريفه تعريفاً دقيقاً لا يختلف عليه أحد، حتى يستطيع المتابع لحملاتهم التحريضية أن يفرق بينه وبين غيره. .. وعلى سبيل المثال، نجدهم يصنفون «الإخوان» بأنهم «تنظيم إرهابي»، لإرضاء حليفهم «السيسي»، في حين نجد أن العديد من وزرائهم ونوابهم وكوادرهم ومواطنيهم ينتمون إلى «الفكر الإخواني»، أو يتعاطفون مع تلك «الجماعة» التي لها حضورها في مؤسساتهم وبيوتهم وعائلاتهم و«جيوشهم»، لدرجة أن واشنطن لا تستطيع اتهام منسوبيها بتهمة «الإرهاب». .. والمؤسف أن دول «التحالف الرباعي» تتعامل مع هذه التهمة بمعايير مزدوجة، انطلاقاً من مصالحها، أو وفق أجنداتها الخاصة، دون الاعتراف بأن الظاهرة الإرهابية أصبحت عالمية، وأن قطر التي يتهمونها بدعم «الإرهاب»، مستهدفة بمواقفهم الإرهابية، التي تهدد أمنها وتقوض استقرارها. .. وفي الوقت الذي تجاوز فيه الإرهاب حدود الدول، وتغلغل في علاقاتها، وتوغل في مكوناتها، وتغول في كياناتها، من غير المقبول أن تكون معايير «الدول الأربع» مزدوجة، عبر توجيهها اتهامات باطلة ضد قطر، تستند فيها على ادعاءات بلا أدلة، ولهذا لا تستحق مجرد النظر إليها، أو البحث فيها. لقد أدى اختلاف النظرة معهم في مسألة تعريف الإرهاب إلى صعوبة التفاهم معهم، على كيفية مواجهته، والتصدي إلى شروره. .. ولا جدال في أن الاتفاق معهم على وضع تعريف محدد لمفهوم «الإرهاب» يعد من المعضلات الكبرى، ناهيك عن المشكلة في إيجاد تعريف مشترك لكلمات مثل «المقاومة الوطنية»، أو «النضال المشروع»، أو التحرر والتحرير ــ لا أقصد ميدان التحرير ــ حيث تختلف معانيها في قاموسهم السياسي، وتتقاطع معاييرها، وتتشابك أساليب استخدامها، وفقاً لمصالحهم السياسية، وآرائهم الشخصية. .. ولهذا أخشى ما أخشاه، أن تصل بهم الأمور إلى درجة أن يعلنوا صراحة بأن نضال الفلسطينيين، دفاعاً عن حقوقهم المشروعة، واسترجاع بلادهم المنهوبة، وعودة أرضهم المغتصبة، وإقامة دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس المحتلة، هو «إرهاب فلسطيني» ضد الاحتلال الإسرائيلي! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق حوار أخوي مع «الإخوان» في البحرين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المنامة قامت «بتوزير» أكثر من قيادي «إخواني».. شاركوا النظام الحاكم في الحكم والحكومة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وزير «الديوان الملكي» استقبل أعضاء جمعية «الإصلاح» الإخوانية ونقل لهم دعم «الملك» لمسيرتهم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يبدو من خلال الأحداث التي تشهدها المنطقة أن «أم عليوي» ما زالت حاضرة في المشهد الخليجي، ولم تغب عن عالمنا، حيث لمسنا حضور هذه الشخصية الكوميدية في «مؤتمر القاهرة» الأخير، لوزراء خارجية «دول التحالف» ضد قطر! .. وأعني بذلك حضور الفنان الراحل «عبدالعزيز النمش»، الذي جسد أدوار تلك الشخصية المركبة، بمختلف أنماطها، وتنوع سلوكياتها، واختلاف مسمياتها، وآخرها «أم سعد» أو «فضة» في مسلسل «درب الزلق»، بمشاركة «حسينوه»، و«إقحطه» و«بوصالح»، وشخصيات ذلك العمل الكوميدي الجماهيري الذي ما زال قابعاً في الذاكرة، ولا ينسى. .. ومع استحضار تلك الشخصية دعونا نتساءل } هل المواقف التي يتبناها ويعلنها على الملأ الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية مملكة البحرين تجاه مختلف القضايا الإقليمية حقيقية؟ .. أم أنها أعمال تمثيلية قديمة، تذاع لأول مرة على قناة «الريان»، قام ببطولتها الفنان القدير الكبير عبدالعزيز النمش رحمه الله الذي اشتهر بأداء أدوار تلك الشخصيات المذكورة؟ .. وعندما أستحضر شخصية «أم عليوي»، لا أقصد تشابهها مع أي شخص آخر في الشكل، ولكن الإشكال يكمن في نسبة الكوميديا السياسية، ومنسوبها الزائد في مواقف الوزير البحريني، بشكل ظاهر في خطاباته وتصريحاته، التي كان آخرها إعلانه بشكل علني، لأول مرة، أن «الإخوان كجماعة أضروا بمصر واستباحوا دماء الشعب المصري، وأضروا بدولنا وتآمروا عليها، وبناء على هذا الأساس تم اعتبارهم جماعة إرهابية، وأي واحد يبدي تعاطفه أو يقول إنه ينتمي إليهم، سيحاكم على هذا الأساس». .. وإلى هنا ينتهي تصريح الوزير البحريني، ولكن لن تنتهي التداعيات الخطيرة، والآثار الكثيرة، التي أثارها سواء داخل «المملكة» وخارجها! .. ورغم أن البحرين توصف بأنها صغيرة الحجم جغرافيا، لكنها سكانيا تشتهر بتيارها «الإخواني»، الأكثر قربا وقبولا والتصاقا بنظامها الحاكم. .. ولعل من الحكمة عدم الصدام مع هذا التيار، باعتبار أن وجوده على الخريطة السياسية يشكل «ضرورة وطنية» في البحرين، في ظل الاضطرابات التي تشهدها «المملكة»، لإحداث التوازن مع «المكون المذهبي» الآخر، المتهم على الدوام من جانب الحكومة بالارتباط مع إيران. .. ويبدو واضحا أن الواقع المصري يضغط على «إخوان البحرين»، بشكل ليس ضعيفا، ولكن متضاعفا، لدرجة تحول الموقف الرسمي البحريني ضدهم، رغم تحالف السلطة الحاكمة على مدى أكثر من نصف قرن معهم! .. والمؤسف أن البحرين المنقسمة أصلا تاريخيا وعقائديا ومذهبيا بين «أنصار يزيد» و«شيعة الحسين», لا تتحمل أن يضيف عليها الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة عنصرا مهيّجاً لعوامل الانقسام، أو محرضاً لمحركات الخصام، بين المؤيدين والمعارضين لحركة «الإخوان» أو نظام «السيسي»! .. وقبل الخوض في حواري الأخوي مع «الإخوان في البحرين»، أستهل مقالي بالآية الكريمة (٨٨) من «سورة هود» التي يقول فيها تعالى «.. إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب». متمنيا ألا يتم تفسير عنوان مقالي الذي يتصدر الصفحة بمعان لا أقصدها، لأنني أعني في ذلك العنوان «الأشقاء في البحرين» على وجه العموم والتعميم، وليس «الإخوان» كحركة سياسية، لها نشاطها، وثقلها على الساحة البحرينية. .. وحتى لا يصنف ما أكتبه على أنه حلقة جديدة من مسلسل «درب الزلق» حرصت على وضع النقاط على الحروف، لكشف تناقضات وزير الخارجية البحريني، وإثبات حقيقة «الوجود الإخواني» المتغلغل في مفاصل الدولة البحرينية، والشراكة الاستراتيجية بين نظام الحكم والجمعيات الإسلامية المتشددة, التي تتهم حالياً بأنها «إرهابية»، من خلال استعراض الأحداث بكل حقائقها، وأسماء الشخصيات المرتبطة بها، وسرد الوقائع بكل تفاصيلها وتواريخها. .. ولعل المتابع مثلي للشأن البحريني يدرك جيدا أن البحرين تعد أول دولة خليجية اتخذ منها تنظيم «الإخوان» منصة لنشر أفكاره، حيث انتشر فكره في أربعينيات القرن الماضي، من خلال مجموعة من الطلبة البحرينيين الذين درسوا في الجامعات المصرية، وعادوا إلى بلادهم لينشروا الفكر «الإخواني». .. وخلال حديثي «الأخوي» أود الإشارة إلى وجود قيادات و«شخصيات إخوانية» تنتمي إلى الأسرة الحاكمة، أو بمعنى آخر تجرى في عروقها دماء «الرويال فاميلي»، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، المغفور له الشيخ عيسى بن محمد بن عبدالله بن عيسى آل خليفة، المولود في المحرق عام ١٩٣٨، والذي يوصف بأنه «المرشد العام» لتنظيم «الإخوان» في البحرين! لقد ترأس الشيخ الراحل رحمه الله مجلس إدارة جمعية «الإصلاح»، التي تمثل واجهة «التيار الإخواني» في البحرين، لعدة دورات بالتزكية، حتى دورتها الثامنة عشرة للعامين (٢٠١٥ ٢٠١٦)، لكن وفاته لم تمهله لاستكمال فترته الرئاسية، بعدما نعاه «الديوان الملكي» إثر انتقاله إلى جوار ربه يوم الخميس الثالث عشر من أغسطس عام ٢٠١٥، عن عمر (٧٧) عاماً. .. ويعتبر الشيخ المذكور «الأب الروحي» لتنظيم «الإخوان» في البحرين، لأنه ارتبط بفكر «الجماعة» عندما كان يتلقى تعليمه في مدرسة «حلوان الثانوية» في مصر، وحصل منها على شهادتي الثقافة والتوجيهي عام ١٩٥٦، وبعدها حصل على شهادة القانون من جامعة القاهرة عام ١٩٦٢. .. وخلال تلك الفترة الحافلة بالفكر «الناصري» المتصادم مع نظيره «الإخواني»، التقى الشيخ عيسى آل خليفة بصديق عمره الشيخ عبدالرحمن بن علي الجودر، «القيادي الإخواني البحريني» الآخر، الذي حمل فكر جماعة «الإخوان» من مؤسسها «حسن البنا»، مما ساهم في ظهور «الجماعة» على الساحة البحرينية، مع بداية تأسيس نادي «الطلبة»، الذي تحوّل فيما بعد إلى نادي «الإصلاح»، ثم تحول إلى جمعية تحمل نفس الاسم. .. وبعد استقلال البحرين تسلم «مرشد الإخوان» الشيخ البحريني حقيبة وزارة العدل والشؤون الإسلامية (١٩٧٤ ١٩٧٥)، ثم تولى مسؤوليات وزارة العمل والشؤون الإسلامية، خلال الفترة من (١٩٧٥ ١٩٨٠)، ليتفرغ بعدها لمهنة المحاماة التي برع فيها، مما أهله لرئاسة جمعية المحامين البحرينيين. .. وتقديرا لمكانته العائلية والقانونية و«الإخوانية» فقد شارك الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة في صياغة مشروع «ميثاق العمل الوطني»، الذي وضع أسس المصالحة الوطنية في البلاد، من خلال عضويته في «اللجنة الوطنية العليا» لإعداد هذا المشروع، التي مارست عملها بعدما أصدر الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الأمر الأميري رقم (٣٦) بتشكيلها، وضمت (٤٤) شخصية، لإخراج البحرين من حالة الاحتقان السياسي، التي شهدتها البلاد قبل بداية الألفية الثالثة. .. وبعد إقرار الميثاق المذكور بموافقة الشعب البحريني بنسبة (٩٨٤ %)، دخل «الإخوان» إلى البرلمان، في إطار «المشروع الإصلاحي» الذي طرحه العاهل البحريني، وتحوَّلت على إثره البلاد من إمارة إلى «مملكة»، من خلال «المنبر الوطني الإسلامي» الذي يمثل جناحهم السياسي، بعد تحالفهم مع التيار السلفي، ممثلا بجمعية «الأصالة»، فحصدوا (٧) مقاعد برلمانية من أصل (٤٠) مقعدا، وكذلك كان نصيبهم في انتخابات ٢٠٠٦، حيث حافظوا على مقاعدهم السبعة. .. ووسط تلك الموجة، ولا أقول« الهوجة الديمقراطية»، شكلت القيادات «الإخوانية» التي تمتعت بالحصانة البرلمانية، تيارا متحالفا مع الحكومة، داعما لتوجهاتها وقراراتها، مدافعاً عن سياساتها بشكل يترجم التحالف الاستراتيجي بين الطرفين. .. ولعل أبرز قيادات «الإخوان» في البرلمان البحريني، ناصر الفضالة، الذي أكد في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» نشر في شهر أغسطس عام ٢٠١٤ أن «اهتمام الجماعة ومنتسبيها ينصب على تلاحم الشعب البحريني خلف قيادته التي هي أساس الشرعية»، مشيرا إلى الجهود التي بذلها «المنبر الوطني الإسلامي» الذي يمثل جماعة «الإخوان» في البرلمان، في الوقوف وراء استقرار البلاد، وقت اندلاع أحداث الفتنة في شهر فبراير عام ٢٠١١. .. ومن خلال المواقف المعلنة، تتضح خصوصية العلاقة الحميمة بين «إخوان البحرين» ونظام الحكم الحاكم، في مختلف المراحل التاريخية التي شهدتها «المملكة»، حيث يعد «الإخوان» جزءا لا يتجزأ من السلطة الحاكمة، بدليل «توزير أكثر من قيادي إخواني»، أذكر منهم د. صلاح بن علي محمد عبدالرحمن، الذي انضم إلى جمعية الإصلاح عام ١٩٩٦، وتولى رئاسة وحدة «أجيال المستقبل» بالجمعية «الإخوانية» منذ عام ١٩٩٧ حتى ٢٠٠١، وبعدها تم تكليفه بتولي مسؤوليات حقيبة وزارة «حقوق الإنسان»، خلال الفترة من أبريل ٢٠١٢ حتى ديسمبر ٢٠١٤، فكان خير مدافع عن انتهاكات الحقوق الإنسانية في بلاده. .. وقبلها كان نائبا في البرلمان، حيث تولى منصب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، ونجح في انتخابات ٢٠٠٦، التي نظمت في الخامس والعشرين من نوفمبر في هزيمة الناشطة الليبرالية د. منيرة بنت أحمد بن يوسف آل فخرو، مرشحة جمعية «العمل الوطني الديمقراطي» المدعومة من جمعية «الوفاق»، بعد حصوله على ٤٠٦٦ صوتا، بفارق ٩٠٦ أصوات على منافسته في الدائرة الرابعة، في المحافظة الوسطى. .. ولا أنسى أن أذكر «القيادية الإخوانية» الدكتورة فاطمة البلوشي، التي تولت حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية منذ عام ٢٠٠٥، كما تم تكليفها بمسؤوليات وزارة الصحة، حتىغادرت مناصبها الوزارية في عام ٢٠١٤. .. ولكل هذا الاحتفاء الرسمي بكوادر «الإخوان» في البحرين، رجالا ونساء، يؤسفني القول إن آخر شخص يمكنه تصنيف «الجماعة» بأنها «إرهابية» هو الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية، الذي كان يجلس مع «الإرهابيين» على طاولة واحدة خلال اجتماعات مجلس الوزراء! .. وما من شك في أن البحرين تعتبر منصة من منصات «الفكر الإخواني» في المنطقة، من خلال الكثير من مؤسساتها وأجهزتها الرسمية، وفي مقدمتها الحكومة البحرينية، وسلطاتها التنفيذية، التي تمثلها داخليا أو خارجيا. .. ولعل المفارقة أن «وزير الديوان الملكي» الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة استقبل في شهر مارس الماضي، أي قبل (٤) شهور تقريبا، وبالتحديد يوم الأحد السادس والعشرين من الشهر المذكور، مجلس إدارة جمعية «الإصلاح»، التي تعد الواجهة الحركية لجماعة «الإخوان» في البحرين، بمناسبة تشكيل مجلس إدارتهم. .. ونقل لهم تهنئة العاهل البحريني، فيما أعرب لرئيسهم «عبداللطيف الشيخ» عن شكره لدعم الملك لمسيرتهم المظفرة. .. وأذكر فيما أذكر، حرصا على تذكير الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، إذا كان يعاني من «نعمة النسيان»، أنه أكد خلال مؤتمر صحفي عقده في باكستان، أن تصنيف «الإخوان» كجماعة إرهابية لا ينطبق على الحالة البحرينية، لأن «إخوانها» لم يرتكبوا ما يضر المصلحة الوطنية، وقال لا فض فوه أنه ينبغي عدم التعامل مع «الإخوان» على أنهم حركة عالمية، بل باعتبار أنه في كل دولة توجد مجموعة تتصرف بطريقة مختلفة، موضحا أن «جماعتهم» ملتزمون بقانون الدولة، ولم يرتكبوا ما يهدد أمنها. .. وما من شك في أن تصنيف «الإخوان» في خانة المنظمات الإرهابية، وإقرار ذلك بصورة رسمية، كنوع من التجريم أو التحريم، سيضع القيادة البحرينية في حالة مواجهة مع نفسها، لأن «الجماعة» تعتبر حليفتها في مواجهة منسوبي جمعية «الوفاق» الواسعة الانتشار، والبالغة الأثر والتأثير في المجتمع البحريني رغم حظر نشاطها. .. ولا أنسى التوقف عند نشاط أحد كوادر «الإسلام السياسي» في البحرين، وهو وزيرها الحالي لشؤون «مجلسي الشورى والنواب» السيد غانم بن فضل البوعينين، وهو أحد أعضاء الحكومة، وفقاً للمرسوم الملكي رقم (١٧)، الصادر يوم الجمعة الرابع من مارس ٢٠١٦، بإعادة تعيينه في منصبه الوزاري، الذي فقده في ٣٠ سبتمبر ٢٠١٥، بعد دمج وزارته مع وزارة الإعلام، وقبلها كان زميلا للشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، بحكم أنه شغل منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية. .. وعندما نستعرض سيرة ومسيرة «البوعينين» نجد أنه من رموز التيار السلفي، وكان يشغل أمانة سر جمعية «الأصالة»، التي نظمت الكثير من «الحملات الجهادية»، تحت مسمى «تجهيز غازي»! لقد ظلت هذه الحملات تقام بشكل منتظم ومنظم في العديد من مساجد البحرين، أذكر منها جامع «شيخان الفارسي» في الرفاع، وجامع «أبو حنيفة» في البسيتين، ومسجد «نادي الساحل» بمنطقة الحد، وجامع «الشيخ عيسى بن علي» في المحرق، و«مسجد العصمة» في مدينة حمد، و«مسجد قلالي الغربي»، على مدى عام كامل تقريبا من أغسطس ٢٠١٢ حتى نفس الشهر من العام التالي، تحت عنوان «دعم الجهاد في سوريا»، وكان المتأثرون ولا أقول المخدوعين بدعايتها يتسللون إلى الداخل السوري، ويجتمعون بالمقاتلين من التنظيمات المتطرفة، ويشاركونهم قتال «أعداء الأمة»! .. واستمرت هذه «الحملات الجهادية» المصنفة حالياً بأنها «إرهابية» تنطلق تحت مظلة جمعية «الأصالة» السلفية، بترخيص من السلطات البحرينية، ومباركة دعاة التطرف في المنطقة، الذين كانوا يترددون على البحرين لجمع «المال الجهادي»، من بينهم الشيخ عدنان العرعور، ونظيره «البربور» محمد العريفي، المدعي معرفته بالكثير من الأمور، وبدلا من أن يكون من دعاة الحق ونصرته على الباطل، صار واحدا من مروجي الفتنة، الذين يهاجمون قطر، رغم أنه كان من أكثر المترددين على «موائدها» الرمضانية! .. وفي عام ٢٠١٢ قامت أربع شخصيات بحرينية من «التيار السلفي»، بينهم نائبان في البرلمان يمثلان جمعية «الأصالة»، بزيارة إلى سوريا أثارت الكثير من الجدل، حيث قال رئيسهم عبر حسابه في تويتر «تعمدنا الدخول بأنفسنا إلى سوريا، لتوصيل مساعدات أهل البحرين باليد، لتجهيز المجاهدين من إخواننا»! .. وضم «الوفد الجهادي» البحريني رئيس جمعية «الأصالة» النائب عبدالحليم مراد، والنائب الثاني لرئيس مجلس النواب عادل المعاودة، إضافة إلى النائب السابق حمد المهندي، والقاضي فيصل الغرير! .. وخلال الأعوام التي تلت هذه «الزيارة البرلمانية المباركة»، انفتحت «أبواب الجهاد» على مصراعيها للشباب البحريني المغرر بهم، لدرجة انسيابهم إلى خارج الحدود بطريقة لافتة ولا أقول فالتة ، حيث ظلوا يترددون على أماكن الصراعات الإقليمية، ثم يعودون إلى بلادهم بعد تفريغ «طاقاتهم الجهادية»، وبعدها يستأنفون «غزواتهم الخارجية» مرات أخرى دون حسيب أو رقيب! .. وما من شك في أن هذا «التوجه الجهادي» البحريني ولا أقول الإرهابي يؤكد على نحو أشد عمقا وأكثر إقناعا، أن السلطات البحرينية كانت تشجع مواطنيها على الانضمام إلى التنظيمات المتطرفة، التي أصبحت تصنف اليوم بأنها «إرهابية»! .. ولعل ما شكل صدمة في مختلف الأوساط البحرينية، أن صحيفة «غلف ديلي نيوز» الصادرة في البحرين، كشفت من خلال تحقيق ميداني نشر في الثامن عشر من شهر يونيو عام ٢٠١٤، وجود «مجموعة متطرفة» في البسيتين تقوم بتجنيد الشباب البحريني، تمهيدا لإرسالهم للقتال في العراق وسوريا! .. وذكرت الصحيفة البحرينية وهي بالمناسبة ليست قطرية أن المجموعة المتورطة تقوم بزيارات ميدانية إلى المدارس الإعدادية والثانوية للبنين، بهدف تجنيد طلابها، للمشاركة في النزاعات الإقليمية، في غفلة عن عيون وزارة التعليم، والجهات الأمنية! .. وهذا ما دفع وزير الخارجية البحريني بنفسه إلى الاعتراف علنا، في تصريح له، أطلقه في الخامس والعشرين من سبتمبر عام ٢٠١٤، في مقابلة مع قناة «العربية»، بأن أعداد البحرينيين المنتمين لما يسمى بتنظيم «داعش» يصل إلى (١٠٠) إرهابي! .. وبعد هذا الاعتراف الرسمي، توالى الإعلان عن تورط بحرينيين في القتال مع تنظيمي «داعش» و«النصرة»، حيث ذكر تقرير أن (١٣) من المقاتلين الأجانب لقوا حتفهم في سوريا والعراق، بين عامي ٢٠١٣ ـ ٢٠١٤ كانوا من مواطني البحرين، بينهم اثنان من كوادر «قوة الدفاع» وهما عبدالعزيز العثمان وعبدالرحمن العثمان! .. عدا تسلل الإرهابي إبراهيم العوضي من بلاده، في غفلة من عيون الأجهزة البحرينية، رغم صدور مذكرة سابقة من السلطات تقضي بمنع سفره، ليلقى حتفه في العراق، في التاسع والعشرين من سبتمبر عام ٢٠١٤! .. ولا أنسى الإشارة إلى محمد عيسى البنعلي، الضابط في وزارة الداخلية البحرينية الملقب «أبي عيسى السلمي»، الذي انضم إلى «داعش»، وكان من أبرز الكوادر التي احتفى بها التنظيم الإرهابي، وكان مسجلا ضمن كادر وزارة الداخلية في البحرين لغاية سبتمبر عام ٢٠١٤. .. وفي التاسع عشر من مايو من نفس العام، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي خبر مقتل البحريني علي يوسف «٢٣ عاما» الذي ينتمي إلى «داعش»، وقبل اغتياله ظهر الإرهابي في شريط فيديو حاملا جواز سفره البحريني، قبل أن يمزقه ويرميه ويضعه تحت قدميه، متوعدا بلاده بالأشلاء التي يتقرب بها إلى الله! .. ولعل المفارقة الكبرى تكمن في قيام وكالة الأنباء البحرينية المعروفة باسم «بنا» بنشر بيانات التعزية الخاصة بالمقاتلين البحرينيين، الذين يلقون حتفهم في «ساحات الوغى»، دفاعا عن تنظيم «داعش»! .. وتمثل قصة إعلان مقتل «الجهادي» البحريني عبدالعزيز الجودر، أحد أبرز الأمثلة شديدة الدلالة على ذلك، حيث قامت الوكالة الرسمية، التي تعتبر المنصة الإعلامية، لبث أنشطة الدولة، بنشر ذلك الخبر في العاشر من أكتوبر عام ٢٠١٤، بعد ورود أنباء مقتله في العراق! .. أما قمة «التراجيديا»، فتظهر في قيام وكالة الأنباء البحرينية الرسمية بتحديد موعد ومكان تلقي العزاء في ذلك الإرهابي، عفوا أقصد «الجهادي»، في نفس الوقت الذي سارعت فيه عائلته إلى نفي خبر وفاته، مشيرة إلى أنها تلقت اتصالا منه، أكد خلاله أنه ما زال حياً في العراق، في الوقت الذي كانت الاستعدادات تجرى على قدم وساق، لإقامة مراسم العزاء على «الفقيد الميت»، أقصد «الشهيد الحي»! .. ولكل هذا «النشاط الجهادي» البحريني، أستطيع القول إن تصريحات وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، عن «الإرهاب»، واتهاماته الباطلة التي يوجهها هو وغيره إلى قطر، بأنها ضالعة في هذا الملف، من خلال توفير الدعم والتمويل، تشكل نوعا من «الكوميديا السوداء»، لأنها لا تستند إلى دليل، عدا وجود الكثير من الأدلة التي تؤكد تورط المنامة في دعم الإرهاب العالمي، من خلال مشاركة مواطنيها في عمليات تنظيم «داعش» الإرهابية. .. والمضحك أن إطلالات الوزير البحريني تشير إلى أنه يتمتع بحالة خاصة من «الكاريزما الكوميدية»، لا تقل عن حضور «أم عليوي» على المسرح! .. وبعيدا عن المسرح السياسي, أتوجه بخالص الدعاء, طالبا الرحمة إلى الراحل «عبدالعزيز النمش»، الذي جسد بمهارة تلك الشخصية، بالإضافة إلى تمثيله الإبداعي دور «أم سعد» في مسلسل «درب الزلق»، بمشاركة نجلها «حسين بن عاقول»، وشقيقها «اقحطه»، و«بوصالح» جارهم «بياع الثلج» المغرمة بحبه، وهي شخصيات نراها حاضرة في الأزمة الخليجية! .. عدا المشاركة الخاصة لوزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي أدى ببراعة دور «العيار» و«لا أقول الأونطجي» «فؤاد ابن سعيد باشا»، الذي نجح في بيع «الأهرامات» ومعهم «أبوالهول» على دول أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق انتصار قطري .. وانكسار «رباعي» ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دول التحالف المخالف لم يتحالفوا بهذا الشكل المتآلف حتى ضد حكومة نتانياهو ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شكرا لكم حكيم الخليج " الشيخ صباح " ما قصرتم وما زلنا ندعم وساطتكم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يعلم المتآمرون أن القطريين شعب صلب لم تستطع أي قوة خارجية كسر إرادتهم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحية خالصة إلى وزير الخارجية الألماني لمطالبته برفع الحصار الجائر على قطر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مع صدور بيان «الـــدول الأربــــع» المتآمــــرة على سيـــــادة قطر، الهزيل في محتواه، الضعيف في مضمونه وفحــواه، لعدم استــــناده إلى أي منــــــطق قانوني، أو ارتــكازه على أي سند شرعي، وإعلانه من القاهــــرة عاصــمة العروبة، بحضور «وزراء خارجية دول التآمر»، في مشهد نادر لم نشهد له مثيلاً في كل الحروب التي خاضها العرب ضد إسرائيل! .. أقول مع صدور بيان «دول التحالف»، الذين لم يتحالفوا بهذا الشكل المتآلف ــ المخالف لكل قيم الإخوة، والبعيد كل البعد عن الأخلاق العربية ــ حتى ضد حكومة نتانياهو، ورفض قطر الرضوخ لبنودهم الثلاثة عشر الواردة في قائمة المستحيلات، أستطيع القول إنه سواء اتجهت أزمتهم المفتعلة نحو المزيد من التصعيد، أو دخلت في مرحلة التبريد، فإن كل شيء يمكنهم اللجوء إليه بين الاتجاهين الساخن أو البارد، هو أمر وارد. .. ولا أبالغ عندما أقول إن الأزمة التي افتعلوها ساهمت في تقويض الأسس التي قام عليها «مجلس التعـــاون»، ذلك المجلـــس الـــذي لم يعـــد موجوداً إلا من خلال مبناه الضخم في العاصمة السعودية، وينبغي تحويله الآن إلى «فندق» يديره «الأمين العام», وتحويل توجهه السياسي إلى اتجاه سياحي، لاستقبال الأفواج السياحية التي تزور «المملكة»، للاستمتاع بـ «معالمها», باعتبار أنه الأنسب للمجلس غير المتعاون! .. وخلال «بيانهم القاهري» المقهور، المقبور، المكسور، لم يتم ذكر قناة «الجزيرة» من قريب أو بعيد، ولم تتم الإشارة إلى «القاعدة التركية» التي أثارت الرعب في نفوسهم، ولا التعويضات، أو غيرها من الطلبات غير الواقعية، وغير القابلة للتطبيق. .. والغريــــــب أن مؤتمــرهم المنتـــظر تم تأخـــيره أكــثر من ٣ ســـاعـــــات, بانتظار اتصال صاحب السمو الملكي «دونالد ترامب»، بفخامة الرئيس «عبدالفتاح القصري» عفواً أقصد السيسي، وخلال المكالمة، تم توجيه المتآمرين، لعدم التصعيد مع قطر، واحترام سيادتها الوطنية، لينتهي كل شيء خططوا له ضدها! .. وها هــــي المهــلـــة المهمـــلة ، التي لم تســــتحق ســــوى إهــــمالـــها، تنـــــتهي، بينــــما قطر ثابتة على موقفها، متمســـــكة بمبادئـــها، محافظة على سيادتهـــــا، لم تتزحزح خـــطوة، ولم تتراجع إلى الوراء، بل ما زالت منطلــــقة في طريقـــــها نحو مستقبلها، رغم المؤامرة الكبرى التي تستهدفها، وتحاك ضدها. .. ويعلم المتآمرون أكثر من غيرهم أن القطريين شعب صلب صامد، حيث صمدوا طوال تاريخهم في مواجهة التحديات، ولم تستطع أي قوة خارجية كسر إرادتهم على مر الأيام والسنوات. .. كما يعلمون جيداً أن قطر على صغر مساحتها لم تستسلم يوماً لإرادة غيرها من الطامعين في استباحة سيادتها. .. وما من شك في أن الشـــــواهد تشــــهد على تاريخ قطر القـــــديم، وكفاح أهلها الذين جابوا البر بقوافلهم، ومخروا البحر بسفنهم، حتى باتت الأعين الطامعة ترمقهم طمعاً بهم ! .. وعنــــــــدما بـــدأت قطر تأخذ موقعها على الخريطــــة الســــياســـية، باعتــــبارهـــــا إمــــارة مهــــــمة ذات سيــــادة على ســـاحل الخلــــيج العربي، وأخذت تتوســـــع في نشاطها، وتزدهر في اقتصادها التقليدي المعتمد على تجارة اللؤلؤ، ازدادت الأطماع الخارجية بها ! .. ولهذا أمر المغفور له الشيخ عبدالله بن جاسم بن محمد آل ثاني ببناء قلعة الزبارة عام ١٩٣٨، لمراقبة الساحل الغربي لشبه الجزيرة القطرية. .. وكانت تلك القلعة التي تراقب حركتي المد والجزر بمثابة «قاعدة عسكرية»، بمقاييس عالم اليوم، للدفاع عن منطقة الزبارة، المرتبطة عضوياً وجغرافياً وتاريخياً بتاريخ قطر، حيث تم إدراجها عام ٢٠١٣ في لجنة التراث العالمي، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، للتربية والثقافة والعلوم «اليونسكو»، ضمن قائمة مواقع التراث العالمية. .. وبين كل تلك الشواهد الشاهدة على تمسك القطريين بسيادتهم على أرضهم، وتمسكهم باستقلالية قرارهم الوطني، ستبــــقى سيــــادة قطر تاجاً براقاً نضعه فــــوق رؤوســـــنا، وســيظـــل هـــواهـــا هو «الهـــــوى» المتغلـــــغل في أعمــــــاق أفئــــدتنا، وسيــــظل حبها هو الحب الساكن في صميم قلوبنا، وليس هناك حب أعظم من حبنا لها. .. وفي زخم ذلك الحب سنكون جميعاً جنودها، وسنكون دروعاً حصينة لها، نحميها، كما حماها، وصان استقلالية قرارها، «الرجال الأولون» الذين أسسوها، ولن نفرط في سيادتها، مهما بلغت درجة التصعيد أو التبريد في الأزمة المفتعلة. .. وسنظل نجدد دعمنا للوساطة الكويتية، والتزامنا بركائــــزها ومرتكزاتها القائمة على مبدأ الحوار، من أجل الوصول إلى إطار للحل، يستند إلى صيغة «لا غالب ولا مغلوب». .. وفي خضم تلك الوساطة الكويتية وتطوراتها ومستجداتها، لن تنسى قطر رجلاً عظيماً، وشيخاً جليلاً، هو صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، الحاكم الحكيم، الحكم المُحكم، المتسم بالحكمة. لقد أثبت «أمير الإنسانية» بما لا يدع مجالاً للشك أنه «شيخ الدبلوماسية»، وهذا يتضح جلياً من خلال مساعيه الحثيثة، لتسوية الأزمة المشتعلة، التي اندلعت شرارتها في الخامس والعشرين من شهر مايو الماضي، عندما اختلق المتآمرون على قطر مزاعم واهية، وحججاً وهمية، وكان جوابنا رغم بــطلان تلك الاتهامات الملفـــقة، هو دعوتهم للجلوس على طاولة الحوار، احتراماً لما يربط بيننا وبينهم من علاقات الجوار. .. ولا أكتب ذلك عن سمـــــو الشيخ صباح الأحمــــــد بعاطـــــفة المحــــبة الشـــخصية لشخــــصه فحــــــسب، ولا بفرط الإعجـــــاب بشخصيـــــته فـــــقط، بل انطـــــلاقاً مــــن تقديري العميق للدبلوماسية الحكيـــــمة التي ينتهجــــها، والمــــساعي الخيرة التي بذلها لتسوية الأزمة. لقد حاول الشيخ صباح الأحمد بخبراته الدبلوماسية، امتصاص صدمة الأزمة، من منطلق إيمانه بأن المنطقة لا تحتمل وقوع صدامات جديدة في نظامها السياسي، ونسيجها الاجتماعي. .. وما من شك في أن الشيخ صباح الأحمد يمثل بدبلوماسيته الحكيمة علامة فارقة، ليس في الإطار الخليجي الفائر، ولا الظرف الإقليمي الغادر، ولا الزمـــن العربي العابر، بل على المستوى الدولي الحاضر. .. ولعل ما يميز الشيخ صباح الأحمد من خلال تعامله الحكيم مع الأزمة الخليجية، أنه تعلم من هدير أمواج البحر الإصغاء إلى الآخر .. .. وتعلم من زرقة السماء الصافية الصفاء في التعامل مع الآخر .. .. وتعلـــــــم مــــن سكـــون الصــحراء كيــفـــية تسكــــين الأزمات، تمهيداً لتسويتها، بحكمة الشيخ العربي الصابر .. .. ولا جدال في أنه من خلال تعامله الحكيم مع الأزمة المفتعلة المفروضة على قطر، حصد الشيخ صباح الأحمد حباً قطرياً جما، يزداد رسوخاً في قلوبنا، ويزداد توهجاً في ذاكرتنا، ويزداد احتراماً في بلدنا، أرضا وبحراً وبراً وبشرا ووطناً. لقد فــــــاز الشــــــيخ صباح الأحــــــمد ذلك العـــــربي الصافي العــــروبة، المســـلم الــصادق الإســــــلام، الخليــــجي الذي ورث المنــــاقب كـــــلها، وأضــــاف عـــليها من صـــفاتـــــه، والسياسي الذي ربط السياسة بالأخلاق والمبادئ. .. أقول لقد فاز سموه من خلال وساطته المتوازنة بمحبة القطريين جميعاً، كما لم يفز زعيم آخر سواه، إلى درجة أننا أينما نلتفت نراه حاضراً في عيون المواطنين المحاصرين، الذين زادهم الحصار الجائر حباً له، وكشفت لهم الأزمة مخزون محبته المخزونة في دواخلهم. .. وها نحن بعد صدور بيــــان الـــــدول الأربع الهزيل في القاهرة، أينما نلتفت نرى ابتسامته الفريدة من نوعها، مرسومة على وجوه القطريين كبارهم وصغارهم، ونرى من خلالها «ابتسامة صباح»، صاحب الطلة الأعــــــلى من أبـــــراج الكـــــــويت، وصاحب الابتسامة العريضة العريقة كعراقة الأسوار الثلاثة! لقد انفتحت قلوب القطــريين مشرعة بالمحبة للشيخ صباح الأحمد، مثلما كانت تنفتح «دروازة عبدالرزاق»، وغيرها من «الدروازات الكويتية»، وهي البوابات السبع التي كان يضمها سور الكويت الثاني! .. ولكل هذا ــ ولعلكم تتفقون معي ــ أن صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، يستحق أن يكون مرشحاً دائما لنيل «جائزة نوبل للسلام»، وهذه شهادة حق، أقولها للحق، وأكتبها بكل حـــق، إحــــقاقاً للحق، دون أن تحــــركـــــها العواطف الموجبة، بل المشاعر الواجبة، ولا تستطيع إيقافها الأحاسيس السائبة أو السالبة. لقد كرس الشيخ صباح الأحمد وقته وجهده لتقريب وجهات النظر المتباعدة بين الدوحة والعواصم الأربع المتآمرة على قطر، انطلاقاً من إيمانه بأن الحوار هو الأسلوب الأمثل لحل المشكلات، وتسوية النزاعات، وحظي هذا النهج الحكيم بقبول ودعم المجتمع الدولي، حيث أشاد الجميع بالوساطة الكويتية، باعتبارها تشكل المظلة المناسبة لحل الأزمة الخليجية. .. ويمكــــــن القــول إن الشـــــيخ صـــــباح الأحمــــــد يمـــــثل مــــــن خــــلال وســــاطته وشخصيته الحكيمة مدرسة للحكمة، تقدم دروساً في مبادئ التحكيم بين الدول، وهذا ليس بغريب على زعيم حكيم يشهد له العالم بأنه «أمير الإنسانية». .. ولم يكن هذا لقباً شرفياً دولياً التصق بالشيخ صباح الأحمد فحسب، بقدر ما يمكن اعتباره عنواناً لشخصيته، ونهجاً لسلوكه، ومنهجاً يلازمه. .. ولهذا نراه يمارس الإنسانية بمعناها الشامل، ويطبق الأخلاق بمحتواها الكامل، حيث جعلها عنصر قوة في دبلوماسيته، وليست مصدر ضعف لقوته الدبلوماسية. .. ولعل ما يحسب لسموه أنه لم يكن طرفاً يوماً في أي خلاف خليجي ــ خليجي، ومنذ أن تولى مقاليد الحكم في دولة الكويت الشقيقة، نجده دوماً يمارس دور الوسيط «الصبوح» في علاقاته، «الصباح» الذي لا يعادي أحداً، «الصابح» الواضح الذي لا يقاطع ولا يخادع إنساناً. .. وكيف لا يكون ذلك وهو «الصبوح» المضيء «كـــــضوء المصباح» واســـع الإضـــــاءة، وواسع الصدر، متسع الأفق، ولهذا تتسع دبلوماسيته الحكيمة لتشمل جميع الفرقاء تحت مظلتها الواسعة. لقد أصبح للحكمة اسم هو الشيخ صباح الأحمد، وأصبح للدبلوماسية التي يتبعها مسار، أساسه حسن الجوار، ومن خلال ذلك لا يجوز أن تتعرض قطر إلى حصار جائر، يمثل في حقيقته قصة مأساوية، متعددة الوجوه ليس لها دثار، ولا يقتصر أثرها السلبي على القطريين وحدهم، بل تجاوز ذلك ليصيب شعوب المنطقة. .. ولكل هذا سيبقى مقام الشيخ صباح الأحمد كبيراً في قلوبنا، سواء نجحت مساعيه الخيرة لإيجاد حل للأزمة الخليجية أم لم تنجح، مثلما سيظل هو الكبير مقاماً في دواخلنا، وسيبقى هو الأعلى سمواً بالنسبة لنا، والأكثر احتراماً، تقديراً لمواقفه الحكيمة التي لا تنسى. .. ولأننا شعب وفيّ لا ينسى مواقف الحكماء، لا أنــــسى الإشادة وليس الإشارة فحسب بموقف «سيــــــغمار غابريــــل» وزير خـــــارجية جـــــمهورية ألمانيـــــا الاتحــــادية، الذي كان أول مسؤول دولي يرفض حصار قطر، ويطالب برفعه، رغم أنه لا تجري في عروقة الدماء العربية، ورغم أنه ليس من العرب العاربة، أو المستعربة! .. ورغم أنه ليس من «المسلمين»، الذين أوصاهم القرآن الكريم في العديد من آياته الكريمة بصيانة الإخوة ــ ولا أقصد الإخوان ــ ومن بينها قوله تعالى «إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون». لقـــــد كانــت تصريحــــات الــــــوزيـــــر الألمانــــــــي بشــــأن الأزمــــة الخليجـــــية المفتعــلـــــة هــي الأقوى منذ فرض الحصار الجائر على قطر في الخامس من الشهر الماضي، حيث قال بالحرف الواحد «من الواضح أن المقصود عزل قطر عزلاً تاماً تقريباً، وتهديدها وجوديا، ومثل هذه المعالجة الترامبية ــ نسبة إلى ترامب على حد قوله ــ بالغة الخطورة في منطقة تحيط بها الأزمات». .. وخلال زيارته إلى الدوحة، أمس الأول، شدد وزير الخارجيــــة الألمانــــي على ضــــرورة «احترام سيادة الدولة (القطرية) والحفاظ عليها»، مؤكداً على «ضرورة استقرار المنطقة وأمنها»، مطالباً الدول المقاطعة بـ«الحوار مع قطر من أجل حل الأزمة». .. وأكد «سيغمار غابريل» أن رد الدوحة على مطالب الدول المقاطعة كان نزيهاً، وأنها لم تتهجم على أحد، ولم تتخذ إجراءات معادية من جانبها ضد أحد، وأعربت عن استعدادها للحوار. .. وأذكر فيما أذكر أن هذا المسؤول الألماني كانت له تصريحات سابقة معلنة ضد السعودية، منذ أكثر من عامين، عندما كان يتولى منصب وزير الاقتصاد في بلاده، ويشغل منصــب نائــــب المستشــارة الألمانية «انجــــيلا ميــــركـــــل»، بصــــفته رئيـــــس «الحزب الاشتراكي الديمقراطي» الشريك بالائتلاف الحاكم. لقد سبق له الإدلاء بتصريحـــــــــات نشــــرتها صحــــيفة «بليد أم زونــــــتاج» الألمانـــــية، محذراً السعودية من تمويل الجماعات المتطرفة في بلاده قائلا «يتعين توضيح هذا الأمر للسعودية، لأن فترة التغاضي مضت، وهناك الكثير من الإسلاميين الراديكاليين الذين يمثلون خطراً، يأتون إلى ألمانيا من مجتمعات تتبنى هذه العقيدة، التي تمثل الايديولوجية التي يقوم عليها تنظيم «داعش»، وهذا الشيء لا نحتاجه ولا نرغب فيه في ألمانيا». .. وخلال تلك التصريحات توقف المسؤول الألماني عند السعودية، ولم يذكر اسم قطر، مما يعكس معرفته «بمنابع الإرهاب» في المنطقة ومصادر تمويلها. .. وينبغي العلم أن الموقف الألماني الداعم للحوار لتسوية الأزمة الخليجية ربما لا يكون مضموناً، حيث تستعد ألمانيا لإجراء انتخاباتها التشريعية في شهر سبتمبر المقبل. .. ومن المرجح أن يتأثر أو يتغير موقف ألمانيا من خلال مستشارها الجديـــد، الذي ســــيتم انتخابه في الرابع والعشرين من الشهر المذكور. .. ومثلما حفظ القطريـــــون اســــم وزيـــــر الخارجــــية الألماني «سيغمــــــــار غابريــــل»، الـــذي لم يكن معروفاً لدى الكثيرين قبل اندلاع الأزمـــــة الخليجيــــة، فإنهم ينبغي أيضاً أن يحفـــظوا اسم «مارتن شولتز»، وهو المنافس القوي للمستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل»، الذي سيخوض ضدها معركة الانتخابات، التي تشيــــر المؤشرات والاستــــطلاعات إلى أنها ســــتكون شرسة إلى حد بعيد، في بلد متعطش حالياً لتغيير الوجوه السياسية، بعد قضاء المستشارة الألمانية ١٢ عاماً متواصلة في منصبها منذ توليها المنصب في عام ٢٠٠٥. .. وما من شك في أن الانتخابات الألمانية التي سيتم تنظيمها بعد أقل من ثلاثة شهور، ستؤثر نتائجها سلباً أو إيجاباً على الموقف الألمانـــــي بشـــأن الأزمة الخليـــجية، في حال استمرارها بلا حل. لكن الأمر الثابت البات، الذي لا يحتاج إلى برهان أو إثبات، هو تمسك دولتنا قطر بموقفها بكل ثبات، والمرتبط بسيادتها الوطنية. فنحن في قطر نؤمن أن معارك الحياة لا يربحها الأكثر ضجيجاً، ولا الأعلى صخباً، ولكن يكسبها الذين لا يستسلمون أبداً للطامعين. .. ومهما واجهنا من صعوبات، ومهما بلغت حدة الضغوطات، ومهما فرضت علينا المزيد من العقوبات الباطـــــــلة، ومهما وصلت درجة الإجــــــراءات، المتخذة ضـــد دولتنا من جانب «الدول الأربع المتآمرة» علينا، لن نتنازل عن سيادتنا الوطنية، ونحن على استعداد إذا تم تصعيد عقوبـــــــاتهــــم الاقتـــصادية للاكـــــتفاء فقـــــط بأكـــــل التمر، دون التفريط بسيادة دولتنا المستقلة قطر. احمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
قارن أحمد علي مع:
شارك صفحة أحمد علي على