دروس بانغسامورو

حوالي ٥ سنوات فى الشبيبة

لميس ضيفخلال 500 عام ؛ تعرض المسلمون في الفلبين للاضطهاد والظلم . على يد الأسبان أولا ، ثم في فترة الأحتلال الأمريكي لـ48 عاماً . وأستمر الوضع المأساوي حتى تأسيس الدولة الفلبينية في 1948 .قُدمت أسوأ الخدمات لهم ، وتم تجهيلهم بقلة التعليم، وإفقارهم بتقليل فرص العمل، بل وتقليص عددهم بشكل ممنهج. ليتحولوا لأغلبيه في خمس ولايات فقط بعد أن كانوا أغلبية في 13 ولاية.هذا العام؛ وبعد أكثر من 60 عاما من نضال الجبهة الوطنية لتحرير مورو، سيحصل المسلمون على حكم ذاتي في إقليم "بانغسامورو" تابع للحكومة الفلبينية ومستقل عنها ماديا وإداريا.هذا الخبر مفرح حقا. وفيه عدة رسائل للعالم الذي يعاني من صراعات لا يبدو أن لها نهاية:أما الدرس الأول فهو أن التحركات السلمية، وإن كانت نتائجها بطيئة، إلا أنها تثمر في النهاية. "فالجبهة الوطنية لتحرير مورو" آمنت بالسلم. أما جبهة تحرير مورو الأسلامية فلم تر سبيلا غير العنف والمواجهة لانتزاع حقوقها. فشلت الثانية وحققت خسائر بشرية بينما نجحت الأولى فكانت كالسلحفاة التي هزمت الأرنب المتعجرف في السباق.أما الدرس الثاني: فهو أن الحكم الذاتي في جزء من الدولة، أو تأسيس فيدراليات مثلا. ليس فكرة سيئة أبدا. فجذور التعايش لا يمكن زراعتها في بيئة متصحرة بسبب تاريخ ممتد من الدم . وبالتالي قد تكون المسافة أسلم للجميع.أما الدرس الجميل فهو أن تدخّل الدول في الصراعات الداخلية يمكن أن يكون محمودا في بعض الحالات. إن كان يهدف لانتزاع فتيل الفتن -لا أشعاله- وإن كان في النور لا في العتمة.فالبصمات الماليزية والتركية في قضية مسلمي "بانغسامورو" واضحة جدا. في المفاوضات والإشراف وحتى في عملية نزع السلاح.عملية سلام "مورو" يجب أن تصبح مثالا للحل السلمي في بقية مناطق النزاعات بالعالم. ويجب أن تعطي أملا للمناضلين أيضا. خصوصا وأن تلك الأخبار تتزامن مع نجاح التحركات في الجزائر -مثلا- في إقناع الرئيس الحالي بوتفليقة بتأجيل الانتخابات الرئاسية وعدم الترشح فيها. بعد أسابيع من المسيرات الشبابية والاضرابات السلمية.فالنضال ليس بالدم دوما، والحلول تقتضي الانفصال أحيانا. ولكل أزمة مهما طال عمرها نهاية. وكل حق، مهما تأخر، سيعود لمستحقيه.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على