من الأشهر اليوم؟

أعلنت قوة حماية وتأمين سرت التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، حالة الاستنفار والتأهب، على خلفية تقدم قوات الجيش الليبي نحو مدن الغرب الليبي، وسيطرتها على جنوب مدينة سرت.

وقالت القوة التي تتبع مدينة مصراتة، في بيان مساء الأحد، إنها "استدعت كافة وحداتها العسكرية الاحتياطية، وقامت بتسيير دوريات 90 كم جنوب وشرق المدينة، بعد تقدمّ قوات تابعة للكرامة جنوب مدينة سرت"، وشددّت على أنها "لن تقف موقف المتفرج تجاه ما تقوم به هذه القوات من استفزاز لها"، كما نبّهت على أنّ "أيّ محاولة اعتداء على المدينة هو بمثابة إعلان حرب ستكون عواقبها وخيمة"، لافتة إلى أنها" مستعدة لذلك".

وتأتي هذه التطورات، بعد ساعات بعد إعلان "لواء 73 مشاة" التابع لقوات الجيش الليبي، في بيان، على صفحته بموقع "فيسبوك"، سيطرته على "بوابة بوهادي" جنوب مدينة سرت، وتقدمه باتجاه المدينة "دون وقوع أي مقاومة من الميليشيات".

وخرجت منتصف الأسبوع الماضي، أرتال عسكرية ضخمة تابعة لقوات الجيش الليبي من مدينة بنغازي إلى وجهة غير محددة، قال الجيش الليبي، في بيان، إنه "مكان معلوم ومحدد مسبقا"، ذكرت وسائل إعلام محلية لاحقا، أنها تمركزت بين مدينتي الجفرة وسرت وسط ليبيا.

وفي ظل هذه التحركات الميدانية، والغموض الذي يحيط بنوايا وأهداف قائد الجيش الليبي الجنرال خليفة حفتر من وراء هذه الخطوة، برزت مخاوف من إمكانية اندلاع حرب بين الجيش الليبي وقوات حكومة الوفاق خاصة تلك التابعة لمدينة مصراتة، قد تقضي على المحاولات التي تقودها الأمم المتحدة هذه الأيام، لتوحيد الطرفين المتنافسين وإجراء انتخابات تنهي الفوضى الممتدة منذ عام 2011.

ويقول الكاتب والناشط الليبي سليمان البيوضي في تصريح لـ"العربية.نت، إن انتشار قوات الجيش الليبي وتمددها باتجاه مدن الغرب الليبي أمر عسكري فني لا يخضع للحسابات السياسية، يأتي ضمن مقتضيات الحاجة وتحقيق مطالب الناس وآمالهم بضرورة عودة الأمن والاستقرار وفرض القانون، مضيفا أنه "لا يحق لأي أحد منع هذه الخطوة".

واعتبر البيوضي أن" معركة الجيش لاستعادة الوطن من الإرهاب و الفوضى والفساد، هي مشروع لكل الليبيين التواقين للاستقرار والرخاء"، مشيرا إلى أنّ "التيار الإسلامي ووسائل الإعلام التابعة له، يسعيان لإظهارها بشكل مغاير وتسويقها كحرب أهلية أو تطهير عرقي، في محاولة يائسة لثني الليبيين عن خيارهم المطالب باجتثاث الإرهاب".